|
|
 حاوره عيسى الحلو..الرأي العام تستنطق الشاعر عصام عيسى رجب
|
المهم ان يكتـــب الشعـــــراء شعراً
الشاعر عصام عيسى رجب لـ «الرأي العام»:
ربما يرى المبدع وهو في المهجر ما لم يكن يراه وهو في الوطن
اجراه: عيسى الحلو
الشاعر عصام عيسى رجب من شعرائنا الجدد اصحاب الرؤية الشعرية المتميزة وهو صوت شعري له موقعه الخاص داخل قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر كذلك.
كتب حتى الآن سبعة دواوين شعرية ونشر واحدا منها تحت عنوان « الخروج قبل الاخير» وهو الى جانب الشعر يكتب نثرا جميلا يعبر عن رؤاه الفكرية المتعلقة بالحراك الثقافي والابداعي التقت به «الرأي العام» هنا ودار الحوار حول الشعر والشعراء. «المحرر»
الرواية السودانية لم تبلغ النضج والطيب صالح لا يمثل سقف الرواية السودانية
عصام .. كيف للمبدعين ان يكتبوا وهم بالمهاجر خارج فضائهم الوجداني؟
سؤال ليس بالهّين وكذا الاجابة عليه.. ولكن الهجرة في الدنيا منذ ان كانت.. عنيت انها وجه من وجوه الحياة في هذه الدنيا.. والكتابة في الهجرات والمنافي وخارج الوطن تبقى كتابة. ربما وشّاها.. شئ كثير او قليل من ريح المهاجر.. ربما تجئ مثقلة الى حد ما بالحنين-ربما كان المبدع في المهجر يرى ما لم يكن ير اه وهو دا خل الوطن.. ربما اتاحت له المهاجر ان يلتقي كتّاباً اخرين لم يكن ليلتقيهم لولا الهجرات .. ربما فتحت الاسفار آفاقه واتاحت الوقت المنظم ليقرأ ويكتب وربما.. وربما..
اعني .. كيف يحصل المبدع على مادته الخام؟.. ام ان الكتابة هنا هي نوع من النوستالجيا.. كيف يعالج المبدع المهاجر هذا الامر؟
كما ذكرت في اجابتي السابقة تجئ كتاباتنا وفيها الكثير من الحنين.. وواحدة من آفات المهاجر هي انقطاعات عن النبض الحي اليومي في و طنك.. لكن الكتابة تتكئ في كثير من الاحيان على الذاكرة ولا ننتظر سوى «هبشة» ما لتدفع بذاكرتنا وتتدفق.. مثلما يظل الانسان هو الانسان وان اختلف المكان... اي ان الناس في المهاجر« أهل البلاد التي نهاجر لها» هم مثلنا.. مثلما قال الروائي في «موسم الهجرة» لمحجوب في بداية الرواية مثلنا تماماً..
مادة الشعر... ربما تختلف عن مادة الكتابة النثرية ربما لهذا لا يجد الشاعر صعوبة هنا؟
ربما انا مثلا كتبت الى الآن سبع مجموعات شعرية، نشرت واحدة منها هي « الخروج قبل الاخير» وهي الوحيدة لتي بها قصائد كتبتها قبل خروجي من السودان اما الست مجموعات الباقية فكتبت كل قصائدها وانا خارج السودان.
الشعر ذو بعد كوني.. النثر المعاصر اصبح يتخذ هذا البعد الكوني ايضا لذا تضاءلت اهمية المكان؟
هو ذا وربما اصبح الانسان المعاصر يحمل وطنه بين جنبيه « وطن ذاته» كما قا ل لي المترجم السوري ترجم كافكا من الالمانية الى العربية» ابراهيم .. يوما ما.. او مثلما انشد حمّيد مرة « ياما شايلك فيني حايم» لكن ربما اضاف لكل المكان وخاصة في فترة تكوينك الاولى شيئا من خصوصية تشئ بها كتابتك من حين الى اخر.
قصيدة التفعيلة .. اهي انفلقت على نفسها فضاق افقها وما عادت تستوعب انفتاح الفضاء المعاصر.. كيف تراها انت؟
ليس تماما .. ما يزل هناك شعراء كبار نذروا.. قصائدهم للتفعيلة ولم يقربوا سواها، منهم «محمود درويش » وشوقي بزيع وجودت فخر الدين وعندنا في السودان « الفيتوري» ومحمد المكي وسند وعالم عباس والنور عثمان ابكر وكثيرون آخرون.. بل حتى ان شعراء مثل ادونيس يكتبون التفعيلة كما في دواوينه.
الثلاثة الاخيرة «تنبأ ايها الاعمى» واول الجسر.. آخر البحر» ولعله باسم «تأريخ يتمزق في جسد امرأة» .
ولا اذكر اسم الديوان الآخير والذي كله تفعيلة.. وكذا شعراء يزاوجون بين التفعيلة والنثر مثل «نزيه ابو عفش» المهم ان يكتب الشاعر شعراً ..
ما مدى انفتاح الافق الشعري في المسافة ما بين درويش وسليم بركات.. ومحمد المكي ابراهيم ومحجوب كبلو؟
في ظني ان محمود درويش اكثر انفتاحاً واوسع افقا تشهد له بذلك دواوينه وخاصة الاخيرة منها... هذا شاعر جميل لا تفرغ جعبته من الجمال... وفي كل مجموعة جديدة يفاجئ قارئه بأفق اوسع جمالاً.. سليم بركات يعقد ذائقتي الشعرية ان جاز ذا. اقرأ له احيانا ولا افهمه« او احس بما يكتب في كثير من الاحيان لعل العلة فيني انا لا هو..
محمد المكي : جميل آخر ولكن قارنه بدرويش ترى الاخير كل قصيدة هو في شأن وليس هذا شأن ودالمكي وكثيرين من شعراء بلادي شيبا وشبابا والله اعلم.
كبلو: قرأت له اخيرا نصه الذي نشره قبل اسابيع في « الرأي العام» نص جميل ولم اقرأ له م قبل سوى قصيدة او ثلاث اتمنى ان تجئ نصوصه في مستوى ما قرأت له اخيرا.
حضرت انت ومجموعة من الشعراء حفل تدشين ديوانين جديدين بالمركز الثقافي البريطاني بالخرطوم للشاعرين خالد حسن ومحمد الصادق الحاج. مارأيك في هذا الشعر الذي تقدمته جماعة «برانا» الثقافية؟
دعنا نتحدث عن الشعر الذي قرأه خالد حسن ومحمد الصادق تلك الليلة اما شعر الذي بدأت بنشره برانا فمن السابق لأوانه الكلام عنه فـ« برانا» لم تنشر الى الآن سوى لهذين الشاعرين ولنجلاء التوم وبالمناسبة انا دفعت لهم بمجموعة شعرية اسمــوعوداً لديواني خالد ومحمد الحاج.. شعر خالد عندي اكثر وضوحا او اقل غموضا أما شعر محمد فاني اراه كما قلت عن سليم بركات « يُعقد ذائقتي الشعرية» واعود واقول ربما العيب فيّ انا.. لكن ملاحظة عامة اسوقها هنا وهي ربما يجدر كثيرا بالقصيدة ألا يكون جل اتكائها على الادهاش اللغوي.. يحزنني غياب الفكرة المدهشة عن كثير من النصوص التي اقرأ هذي الايام.
ىالمشهد الابداعي السوداني الآن يشهد تحولات عميقة.. حيث اجيال جديدة تأتي بابداع جديد.. يجد القبول هنا او الرفض هناك... ولكن في نهاية الامر فالفكرة كلها تحتاج لوقت حتى يبلور رأي نقدي واضح حوله ولكن كيف تجد انت هذه المسألة؟
لابد للاجيال الجديدة في تقديري ان تنظر بعين ملؤها الحب لمن سبقهم في الكتابة.. نظرة كهذه ربما أزاحت عن العيون وهم المعرى القديم:
واني وان كنت الاخير زمانه لآت بما لم تستطعه الاوائل لا أحد يستطيع ان يحجر عن اي كاتب ان يجرب ما شاء له التجريب لابد من اجادة مادة الكتابة وهي اللغة السليمة التي تخلو من اخطاء النحو والصرف لابد من الرجوع للقواميس العربية عند كل كتابة.. شاعر بقامة محمود درويش يقول: انه يقرأ يوميا شيئا من « لسان العرب»...
المصدر: صحيفة الرأي العام السودانية ، كما يمكنكم الإطلاع على الرابط أدناه:
http://www.rayaam.net/art/art1.htm
|
|
 
|
|
|
|
Mahmoud Mustafa Mahmoud
أبوعبيدة محمد الأمين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست