|
العاصمة الكومية ( لا أقصد القومية)
|
عدت إلى الرياض الأسبوع المنصرم بعد زيارة خاطفة للخرطوم وحلفا الجديدة أمضيت فيها عشرة أيام ، رجعت والأسى والأحباط يلازمني من حال العاصمة القومية . العاصمة القومية أصبحت عاصمة (كومية) بأكوام القاذورات وأكوام البشر الذين يعيشون على هامش الحياة ، مياه الأمطار زادت الطين بله والوضع في الخرطوم أنه دوما يغرق في شبر موية . قلب الخرطوم ميدان أبوجنزير وما حول المسجد الكبير مناظر مؤذية ورائحة البول المعتق تزكم الأنوف يخرج بوخه مع الرطوبة ، ولا تستطيع أن تخطو خطوة وإلا يدك يسد أنفك . أكوام النفايات والقاذورات تملأ شوارع العاصمة ، أكياس البلاستيك كأنها مزروعة ثابتة في الأرض لا مزحزح لها وكأنها حديقة أكياس بلاستيكية . قلب السوق العربي ومواقف سيارات النقل أسوأ حالاً ، أحياء العاصمة ، شوارع الأحياء غير مستوية ، كثير منها بها برك من المياه الأسنة وما زال البشر لدينا يكشحون المياه في الشوارع . الخرطوم مدينة عجيبة غريبة ، تحيط بها مياه النيل من كل جانب ومياه الأمطار في كل شارع ومع ذلك نجد مواسير مياهنا خالية . عدت وقناعتي أننا في السودان نحتاج إلى 1500 سنة حتى يعدل الحال عدت ولسان حالي يقول (لكل داء دواء وداء السودان ليس له دواء)
|
|

|
|
|
|