جنوب السودان مراحل انهيار الثقة بينه وبين الشمال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جورج بوك(Deng)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-31-2004, 12:09 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جنوب السودان مراحل انهيار الثقة بينه وبين الشمال


    تأليف: د. محمود محمد قلندر

    The Soth of Sudan: Stages of Distrust between the South and the North ,1955_1983
    Janb al-Sdn: Maril Inhiyr al-Thiqah baynahu wa-Bayna al-Shaml,1955_1983
    ISBN: 1-59239-271-7

    هذا الكتاب قراءة وصفية تاريخية، تعيد سرد مشكلة جنوب السودان من عمق تاريخ العلاقات الشمالية الجنوبية، منذ الفتح التركي بل وما قبله، ويستند الكتاب في قراءته للمشكلة على مفهوم علم الاتصال الاجتماعي - وبالذات مفهوم انهيار الاتصال - كقاعدة نظرية للتحليل والتقييم. فالفرضية الأساسية التي تستند عليها القراءة، هي أن التراكم التاريخي الواقع من الصراع الاجتماعي والثقافي والسياسي، والتنافس على الموارد، والتنازع من أجل السيطرة على الأرض والناس، بين الجنوب والشمال؛ وغياب أسس التفاهم والتفاعل الاجتماعي والثقافي بين الجماعات الثقافية والعرقية المتباينة، لعقود من الزمان، أدى إلى واقع انهيار تام في الاتصال بين الجنوب بالشمال. وقد نتج عن ذلك الانهيار حالة أزمة، تطورت إلى صراع واضطراب اجتماعي وسياسي ساد الجنوب حتى هذا اليوم.
    استند الكتاب على قراءات لعدد من الدراسات والتقارير والملفات العسكرية وغير العسكرية - تناولت من جوانب مختلفة قضية الجنوب. وتفترض القراءة أن ما جرى في توريت خلال آب (أغسطس) عام 1955 لم يكن البداية، وإنما كان الذروة. فتحدد الدراسة من خلال السرد التاريخي، الوقائع التي قادت إلى انهيار الاتصال. فهي تقوم باستعراض وتحليل علاقات الشمال والجنوب، وتحدد الأدوار المختلفة التي لعبها الوطنيون والأجانب على حد سواء في تطور الصراع وانهيار الاتصال بين الشمال والجنوب. ولا تتوقف الدراسة عند مجرد الوصف لأحداث توريت 1955، بل تحلل تلك الأحداث استناداً إلى عدة وثائق تتصل بتلك الفترة من تاريخ البلاد. ثم تتناول الدراسة التطورات اللاحقة من الحكم العسكري في تشرين الثاني (نوفمبر) 1958 وفترات الحكم الديموقراطي الثانية، ثم فترة حكم مايو وإبرام اتفاقية أدريس أبابا في عام 1972، ثم ما تلا أيار (مايو) من انتفاضة وحكم ديمقراطي ثالث ونهاية بعهد الإنقاذ وتصاعد الصراع ثم انحساره حتى محادثات نايفاشا الممتدة من عام 2003 حتى 2004.

    كلمة الغلاف
    يشتمل هذا الكتاب على قراءة وصفية تتناول مشكلة السودان من عمق تاريخ العلاقات الشمالية - الجنوبية منذ ما قبل دخول الأتراك، ويستند الباحث في قراءاته للمشكلة على مفهوم علم الاتصال الاجتماعي منطلقاً من قراءات لعدد من الدراسات والتقارير والملفات العسكرية وغير العسكرية التي تناولت قضية الجنوب من نقاط متعددة لواقع تاريخي قام على الصراع من أجل السيطرة على الأرض وعلى الناس.

    ولا يكتفي الباحث في هذه الدراسة بالوصف التاريخي؛ بل يملك الأحداث التي جرت مستنداً إلى عدة وثائق هامة.

                  

10-31-2004, 12:16 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان مراحل انهيار الثقة بينه وبين الشمال (Re: Deng)



    جنوب السودان - مراحل انهيار الثقة بينه وبين الشمال
    13 كلمة تقديم
    15 مقدمة

    25 الفصل الأول: مشاهد من التاريخ على طريق انهيار الاتصال
    27 المشهد الأول: الشمال والجنوب: علاقات الزمان والمكان، والسكان
    33 من تجارة العاج إلى تجارة العار
    45 السودانيون.. والتجارة في الرقيق السوداني
    50 الإسلام والجنوب
    55 المشهد الثاني: الجنوب يواجه البريطانيين، الحكم البريطاني والجنوب
    57 الوجود العسكري البريطاني في الجنوب
    58 الجنوبيون والنضال الحقيقي ضد الاستعمار
    61 بين صلف المدير شونسي إيستيقاند و صلابة دينكا الأتووت
    62 انتقام دينكا عالياب المؤقت
    64 والنوير
    67 نضال الأنواك..
    68 مصادمات الديدنقا مع البريطانيين
    69 البريطانيون وتحطيم الرموز الدينية
    70 الزعيم أرينديت
    73 قالوراك زعيم النوير
    74 الحاكم العام يأسى لعنف ضباطه
    75 الحصاد النهائي: تغريب السلطة عن الجماعات التقليدية
    78 المشهد الثالث: الإدارة البريطانية للجنوب
    78 استكمال تمزيق أوصال الاتصال الثقافي-الاجتماعي
    78 الإدارة البريطانية.. وصد تيار الثقافة العربية
    83 المشهد الرابع: جيش الجنوب لإخضاع الشمال
    85 الحاميات العسكرية الجنوبية: نحو جيش جنوبي خالص
    90 اقتراح بإرجاء سودنة الفرقة الاستوائية
    96 من الفرقة الاستوائية إلى الفرقة الجنوبية
    101 الفصل الثاني: الشمال والجنوب، مشاهد انهيار الاتصال
    103 المشهد الأول: ممارسات ساسة الشمال والجنوب
    104 الحركة الوطنية والجنوب
    105 مؤتمر جوبا أول فاعلية سياسية للجنوبيين
    107 الجنوب والشمال معاً تحت الحكم الذاتي
    111 سياسات الأحزاب الشمالية تجاه الجنوب:
    113 من وعود مؤتمر جوبا، إلى وعود اقتسام السلطة في السودنة
    116 الفدرالية.. الترياق المضاد لاستعمار الشمال
    118 انهيار الاتصال: الجنوبيون يعتزلون الشمال نفسياً وسياساً
    120 المشهد الثاني: الشمال يطلق النار على الجنوب
    120 أحداث مشروع الزاندي
    123 قمة انهيار الاتصال: مواجهة بين الحكومة الوطنية والساسة الجنوبيين
    125 اقتراب يوم الجلاء
    127 محاكمة الياكوزي في يامبيو..
    129 أحداث أنزارا في تموز (يوليو) 1955
    132 المشهد الثالث: الجنوب يتآمر على الشمال
    135 نتائج الاجتماعين
    136 العسكريون الجنوبيون يتأهبون لصد القوات الشمالية
    138 إخطار سرية توريت الثانية بالانضمام لحامية الخرطوم
    140 حادثة النشاب
    146 البرقية الأولى: الحرب غداً
    149 إفراغ التوتر في وكيل مكتب بريد توريت...
    150 قيادة الجيش واحتواء المؤامرة
    153 إسماعيل سالم يصل توريت
    154 القائم مقام حسن بشير نصر في جوبا
    155 المؤامرة الجديدة
    158 برقية الأزهري المزيفة
    163 الفصل الثالث: وقائع الانهيار
    165 بركان الدم يتفجر في توريت 18 آب (أغسطس) 1955
    169 جوبا محاولة للعصيان وسيطرة على الموقف
    171 رينالدو يتولى قيادة المتمردين في توريت
    173 بركان الدم يغرق توريت
    176 قائد حامية كبويتا يصمد حتى الموت
    178 حرق الفاضل الشفيع وقائد الحامية في ياي
    179 سباق مع الزمن في يامبيو لإنقاذ الشماليين
    181 طلاب مريدي ينقذون أرواح المعلمين الشماليين
    182 الحكمة تسابق الفوضى في ملكال
    185 عسكري وسياسي جنوبيان يسيطران على الموقف في واو
    189 المدن والمراكز الأخرى.. الحصيلة النهائية
    190 عصيان عسكري أم مخطط سياسي للانفصال
    192 الاتصالات الخارجية للمتمردين
    196 الاتصالات السياسية... بالخارج
    198 الحكومة تفيق من الصدمة: بدء رد الجيش
    202 الأزهري: رؤساء الوزراء لا يغيرون كلمتهم
    202 نوكس هلم... يخاطب المتمردين
    203 الإذعان... وقرار التسليم
    204 الاستسلام واستعادة الحاميات
    206 الفريق أحمد محمد يشهد التسليم
    207 القائم مقام مقبول الأمين يستعيد حاميات الضفة الغربية
    208 حاميات بحر الغزال وأعالي النيل
    208 التسليم وحصر الأسلحة والذخيرة
    209 التحقيق والمحاكمات
    210 المحاكم المدنية
    210 المحاكم العسكرية
    211 محاكمة المدنيين
    211 محاكمة رجال الشرطة
    212 العصيان بين السياسة والعسكرية
    215 الحصيلة النهائية
    217 الفصل الرابع: عبود والجنوب، مشاهد تعميق الانهيار
    219 المشهد الأول: إدارة الجنوب بالقبضة العسكرية
    219 الواقع العسكري في الجنوب.. بعد التمرد
    221 الواقع السياسي من بعد عصيان توريت المسلح
    222 المسرح العسكري في الجنوب
    224 متمردو الغابة ينظمون الصفوف
    228 سياسات عبود تجاه الجنوب
    229 عبود يلغي عطلة الأحد في الجنوب
    232 إنفاذ قانون الهيئات التبشيرية، والاستيلاء على مدارس الكنائس ومهامها
    234 الكنائس العالمية وقرارات عبود
    235 القرار الأخطر: طرد المبشرين المسيحيين من السودان
    238 الشمال يضجر من أعمال العنف في الجنوب
    241 البحث عن مخرج من اللجان المتخصصة إلى لجنة تقصي الحقائق
    244 المشهد الثاني: الجنوبيون ينظمون صفهم السياسي والعسكري
    246 الساسة الجنوبيون ينظمون حركة العمل السياسي
    247 سترلينو، أدوهو، ووليم دينق وبداية التنظيم السياسي
    251 تكوين حزب سانو
    253 تكوين الأنيانيا: الجناح العسكري للعمل السياسي
    257 التآكل الداخلي للحركة السياسية الجنوبية
    259 من ساكدنو إلى سانو بجناحين
    261 من سانو إلى سالف إلى أزانيا الأولى والثانية
    265 حكومة جنوب السودان الانتقالية
    268 حكومة النيل الانتقالية
    269 انقلاب عسكري في الغابة.. أنيانيا تستولي على السلطة
    271 انقلاب على الانقلاب: جوزيف لآقو يستولي على السلطة
    275 الفصل الخامس: محاولات ترميم جسور الاتصال المنهارة
    277 محاولات ترميم الاتصال
    277 من تشرين الأول (أكتوبر) إلى الديموقراطية الثانية
    281 مؤتمر المائدة المستديرة
    282 وهن رصيد الثقة من الأحد الأسود إلى حادثتي جوبا وواو
    286 حكومة المحجوب الأولى.. الشدة من بعد لين الانتقالية
    289 الائتلافان الثاني والثالث: صراع سياسي وعجز
    290 العلاقات الخارجية: إخفاق شمالي ونجاحات جنوبية
    292 مقتل الأب سترلينو مؤسس الحركة وراعيها
    297 الفصل السادس: مايو والجنوب
    299 25 أيار (مايو).. من ترميم جسور الاتصال إلى هدمها
    302 وزارة شؤون الجنوب في يد أبيل..
    305 المفاوضات والاتفاق
    314 غياب الاتصال.. وعودة الشك..
    319 وقائع الريبة والشكوك
    320 أيار (مايو) تنقض غزل الوحدة الوطنية
    321 غياب الاتصال الجنوبي - الجنوبي..
    323 الجنرال الرئيس
    325 عودة ألير والجهر بالتقسيم..
    327 شرر السياسة يتطاير على أبواب الثكنات
    329 المصفاة في بانتيو أم كوستي
    329 رصاص في الجنوب
    331 صهر القوات، تصعيد التقسيم، وتصاعد الريبة
    333 من أنيانياتو إلى الخروج الكبير
    335 التقسيم: نار على نار
    338 الخاتمة: الطريق الوعر نحو السلام
    340 ببلوغرافيا
    340 أولاً: المصادر العربية
    341 ثانياً: المصادر غير العربية














                  

10-31-2004, 12:18 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان مراحل انهيار الثقة بينه وبين الشمال (Re: Deng)


    الفصل الثاني

    الشمال والجنوب: مشاهد انهيار الاتصال

    المشهد الأول

    ممارسات ساسة الشمال والجنوب

    في الوقت الذي كانت الإدارة البريطانية تنفذ فيه سياستها الرامية إلى إضعاف الاتصال الثقافي بين الشمال والجنوب، كان السودانيون الشماليون قليلي القدرة على التأثير وبأي صورة من الصور على مجرى الأحداث. فقد كانوا أكثر اهتماماً بواقعهم المباشر، إذ لم يكن الشعور بالانتماء الأوسع إلى الوطن قد تبلور. فلم يلتفت الشماليون إلى القضايا الخاصة بتوثيق صلة الشمال بالجنوب، أو بوضع أسس نهضته بتساو مع الشمال. ولأن الشمال نفسه كان خاضعا لاستعمار البريطانيين، فإن مصير الجنوب ومساره كان في يد الإدارة البريطانية وحدها. وفي ذلك الوقت كانت الإدارة البريطانية أكثراهتماماً بأمر إخضاع القبائل الجنوبية المشاكسة والخارجة على القانون الجديد، فتركت أمر التعليم فيه للإرساليات المسيحية، بينما سعت إلى تقنين الوضع الإداري للسلاطين والزعماء والكجور.

    ومن خلال اتساع حاجاتها الإدارية المطّردة، أخذت الإدارة البريطانية في استخدام بعض الشماليين للعمل موظفين في الجنوب، في الوقت الذي ظل أكثر الشماليين أساس الحركة التجارية والاقتصادية في الجنوب. ورغم الدور الاقتصادي الهام الذي لعبه التجار إلا أن من المهم أن نشير إلى أن تصرف بعض هؤلاء التجار الشماليين لم يكن خالياً من الشوائب، إذ استغل بعضهم الواقع الاقتصادي المتردي للجنوب وسيطرتهم على الحركة التجارية في تكوين مراكز قوي ونفوذ وسط المجتمعات القبلية التي عاشوا فيها. وكان هذا هو السبب القوي الذي استندت إليه الإدارة البريطانية في تبريرها لسياسة إفراغ الجنوب من التجار الشماليين، والتي فصلها خطاب السكرتير الإداري لمدير بحر الغزال عن الأسلوب الأمثل لتفريغ المديرية من التجار الشماليين واستبدالهم بالتجار من أبناء الشام أو اليونانيين .

                  

10-31-2004, 12:19 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان مراحل انهيار الثقة بينه وبين الشمال (Re: Deng)

    الحركة الوطنية والجنوب

    لا نضيف جديداً حين نشير إلى أن الحركة الوطنية السودانية إنما نمت في الشمال حيث أخذ التعليم في الازدهار وحيث مراكز الحكم والإدارة والتجارة، ولهذا فإن الحركة الوطنية بدأت وهي أكثر اهتماماً بقضايا الشمال. ولا تعيب هذه الحقيقة الحركة الوطنية في شيء، إذ إنها مثلها مثل نظيراتها في المنطقة، كانت حركة حضر أكثر منها حركة شعبية منتشرة في ربوع البلاد. وبهذا المنطق فإنها كانت أكثر التفاتاً إلى الهموم المركزية عموماً، وهي هموم الحكم والإدارة وسلطات الدولة، والحريات الصحفية والسياسية، وغيرها من تلك الرغبات التي تصاحب نمو المجتمعات الحضرية عادة. أما الريف - بما فيه الجنوب - فإن الاهتمام به كان مقصوراً على ما يمسه من هذه الاهتمامات كموضوع الإدارة الأهلية والحكم المحلي. والواقع أن الحركة الوطنية لم تفرد للجنوب حيزاً من الاهتمام الخاص إلا بعد مذكرة 1943الشهيرة، التي طالبت بإلغاء قانون المناطق المقفولة وتوحيد النظام التعليمي على النحو الذي سيرد لاحقاً.

    وربما كان هذا الغياب لهموم الجنوب عن تفكير الحركة الوطنية وهي في بواكير نموها، نتاجاً لتلك العزلة التي فرضت على الجنوب، حتى وجد المثقفون والساسة في الشمال أنفسهم معزولين فكرياً عن قضايا الجزء الجنوبي من البلاد. إذ كانت مشاكل الجنوب وقضاياه نادرة التناول في الصحافة أو في المجالس العامة، كما أن الإدارة البريطانية لم تكن تدير الحوار السياسي إلا على أساس أن الشمال وحده المعنى بالتطورات الدستورية والإدارية المختلفة التي كانت تجري في ذلك الوقت.

    ومهما كان الأمر، فإن أول اهتمام شمالي وطني بالجنوب في شكل مؤسس وجلي جاء في مذكرة مؤتمر الخريجين المرفوعة عام 1942، أي بعد ست سنوات من تكوين المؤتمر، وقد حوت المذكرة نقاطاً محدودة عبرت عن مخاوف الشماليين من الخطط الرامية إلى تغريب الجنوب عن الشمال، ونادت بخطوات معينة منها:

    - إلغاء قانون المناطق المقفولة.

    - رفع القيود عن حرية التجار والتنقل بين الشمال والجنوب

    - إلغاء الإعانات الممنوحة للإرساليات

    - توحيد برامج التعليم بين الشمال والجنوب

    ومنذ تلك المذكرة الشهيرة، دخل الجنوب محاور التفكير السياسي في الشمال، وذلك على مستوى الإداريين البريطانيين، وعلى مستوى القيادات الوطنية السودانية التي أخذت تلعب دوراً بارزاً في التأثير على القرارات في الخرطوم.

    وكان نتاج هذه الحيوية السياسية لمسألة الجنوب أن ناقش مؤتمر إدارة السودان عام 1947 مسألة مستقبل الجنوب، ووصل إلى رأي يؤكد أن مستقبل السودان يعتمد على توحيد سكان البلاد، وأن هذه الوحدة ستسير بخطى أسرع إذا ما كان للجنوب ممثلون في الجمعية التشريعية ونادى المؤتمر بإلغاء القوانين المقيدة لتحرك اتصال الشمال بالجنوب وتعاملها التجاري، كما نادى بتعليم اللغة العربية، وتوحيد السياسات التعليمية.
                  

10-31-2004, 12:22 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان مراحل انهيار الثقة بينه وبين الشمال (Re: Deng)

    مؤتمر جوبا أول فاعلية سياسية للجنوبيين

    كان من نتائج توصيات المؤتمر الإداري ذلك، أن تبلور اتجاه عند بعض المتعصبين من رجال الإدارة البريطانية بضرورة سماع رأي الجنوبيين أنفسهم في هذا الأمر. وبموجب ذلك انعقد مؤتمر جوبا الشهير في أيار (مايو) عام 1947، وضم مديري المديريات الجنوبية الثلاث، ومدير شؤون الخدمة، وسبعة عشر زعيماً ومتعلماً جنوبياً، وستة من الشماليين.

    وكان هذا المؤتمر هو أول حوار رسمي يتناول مسألة الجنوب وتشارك فيه الأطراف الثلاثة المعنية به: الإدارة البريطانية، والجنوبيون، والشماليون. والواقع أن أول اتصال سياسي بين أبناء الشمال والجنوب كان قد تم من خلال اللجنة التي ضمت كلاً من الدرديري محمد عثمان، ونصر الحاج علي، ومحمد عثمان ميرغني، ومكي عباس والتي قدمت تقريراً عام 45 عن أحوال الجنوب رفضه السكرتير الإداري باعتباره اتهاماً صريحاً للإدارة البريطانية.

    وكان المؤتمر الذي انعقد في جوبا ما بين يومي10و11 أيار (مايو) 1947، درامياً حقاً، إذ بدأ المؤتمر وروحه هي روح انفعال نفث فيها الإداريون البريطانيون المعارضون لسياسة وصل الجنوب بالشمال من أحقادهم، فكان اليوم الأول يوماً وقف فيه الجنوبيون مطالبين بأن يكون للجنوب مجلسه الاستشاري الخاص، مؤكدين أنهم لا يرغبون في الذهاب إلى مجلس الشمال لتخوفهم من ضعف قدرتهم على مواجهة القوانين التي لا تتفق ومصالح الجنوبيين.

    إلا أن اليوم التالي شهد تحولاً درامياً في موقف الجنوبيين، إذ وقف كلمنت أمبورو ليعلن عن تغييره لموقفه، وأنه يرى أن خير وسيلة لحماية الجنوبيين هو في التوجه إلى الخرطوم والمشاركة في الجمعية التشريعية. وقد أيده جيمس طمبره وحسن فرتاك في ذلك الرأي.

    ويقول محمد عمر بشير: إن التحول في الرأي كان نتاجاً لمجهود القاضي محمد صالح الشنقيطي، بينما يشير المؤرخ هولت إلى أن الشنقيطي استطاع أن يقنع الجنوبيين بأنهم إذا ضيعوا هذه الفرصة فلن يكون لهم في المستقبل - أي تأثير على الحكومات السودانية المقبلة وهكذا انتهى المؤتمر إلى إقرار خمسة مبادئ شكلت في الفترة التالية أسس التحولات التي شهدت السياسة تجاه الجنوب وهي:

    1 - اعترف جميع الأعضاء- عدا عضوين من زعماء الاستوائية- بضرورة الوحدة بين الشمال والجنوب ووافقوا على نبذ فكرة الانفصال.

    2 - وافقوا على أن الجنوب لا يمكن أن يستقل بشؤونه وأنه لا يرغب في الانضمام إلى أوغندا.

    3 - أقروا أن الانفصال ستنجم عنه أضرار جسيمة سياسية واقتصادية على الجنوب والشمال على حد سواء.

    4- أكد الجنوبيون مخاوفهم من نوايا الشماليين وأكدوا عزمهم على مقاومة أية سيطرة من جانبهم.

    الجنوب والشمال معاً تحت الحكم الذاتي

    منذ عام 1930، بدأ سريان قانون الحكم الذاتي الذي ألغى السياسة البريطانية السابقة المتعلقة بإبعاد الجنوب عن حركة العمل السياسي السوداني، ودخل الجنوبيون الجمعية التشريعية عام 1948، فالتقى في رحاب عمل سياسي واحد، لأول مرة، الجنوبيون والشماليون.

    ويقول محمد عمر بشير، إن الجنوبيين المشاركين في أول جمعية تشريعية قومية لم يكونوا يمثلون حزباً، إذ لم يكن للجنوب أحزاب في ذلك الوقت. فالمؤسسات الاجتماعية القبلية في الجنوب كانت حتى ذلك الوقت، أكثر رسوخاً من المؤسسات السياسية،في الوقت الذي كانت فيه روح الوطنية قد أخذت في النمو في الشمال. فنمت الحركة الوطنية ورسخت في الشمال بينما ظلت في الجنوب محدودة ومنغلقة على المعطيات الاجتماعية القبلية ولعل في هذا التباين بين سرعة نمو الحركة الوطنية في الشمال، وبطء تطور العمل السياسي في الجنوب، تكمن بعض جذور التململ الجنوبي الذي قاد في النهاية إلى التمرد. فمن المسلم به أن الحركة الوطنية الشمالية انشغلت في تلك الفترة بقضايا محورها العلاقة مع قطبي الحكم الثنائي، ومستقبل السودان من حيث الاستقلال أو الاتحاد مع مصر، والصراع بين المثقفين والقوى الطائفية الدينية، وقضايا التآلف والتحالف بين الأحزاب السياسية الوليدة، ثم الصراع بين الأجنحة التي أخذت في الظهور في مؤتمر الخريجين.

    وهكذا فإن الجنوب والذي اختار أبناؤه طواعية الارتباط بالشمال، لم يجد من قادة وساسة المرحلة الوطنية الأولى الالتفات، وذلك لانشغالهم بقضايا الصراع السياسي حول عائد الاستقلال. هذا في الوقت الذي كان فيه الجنوب يعايش مخاوف هذا الاختيار الطوعي (بعد مقررات مؤتمر جوبا عام 47)، وينتظر من القوى الوطنية الشمالية اهتماماً أكثر، وانشغالاً عملياً بقضاياه.

    ولقد أخذت مخاوف الجنوبيين في التنامي كنتاج طبيعي لعدد من تصرفات ومواقف الساسة والقادة الشماليين، التي يمكن تلخيصها فيما يلي:

    1- انشغال الأحزاب الشمالية على اختلافها، بمسألة الاستقلال أو الاتحاد مع مصر وتصعيد الخلاف إلى مستوى القضية الوطنية الأولى، مما صرف الأنظار عن المشكلة الجنوبية المعقدة.

    2- فشل الأحزاب السياسية في تبني مواقف سياسية واضحة فيما يختص بمسألة الجنوب،إذ خلت برامج الأحزاب عن أية إشارة إلى القضية وأبعادها.

    3- فشل الحركة السياسية الوطنية في الأخذ بيد الحركة الوطنية في الجنوب والسعي إلى مساعدة الجنوبيين في تنظيم أنفسهم سياسياً.

    4- تجاهل الساسة الشماليين للجنوب في مفاوضات القاهرة التي دعيت إليها كل الفعاليات السياسية الشمالية، وهي المفاوضات التي نتجت عنها اتفاقية شباط (فبراير) 1953 وكانت تلك الاتفاقية هي المقررة لمصير السودان.

    5- الصراع المحموم بين أحزاب الشمال في انتخابات 53 على أصوات الجنوبيين، وركون أحزاب الشمال إلى استعمال الأساليب الفاسدة في شراء الناخبين والنواب، وبذل الوعود للجنوبيين دون الالتزام بتنفيذها.

    6- تبادل حزبي الأمة والوطني الاتحادي الاتهامات فيما بينهما في الحملات الانتخابية بصورة سالبة، إذ صور الاتحاديون حزب الأمة بأنه حزب الذين استرقوا الجنوبيين، بينما اتهم حزب الأمة الجلابة المؤيدين للوطني الاتحادي باستغلال الجنوبيين أبشع استغلال. وبذلك أعطى الحزبان الشماليان سنداً لمخاوف وشكوك الجنوبيين.

    7- كان من أقوى أسباب تنامي مخاوف الجنوبيين قرارات لجنة السودنة التي أعلنت في تشرين الأول (أكتوبر) 1945، إذ خصصت لجنة السودنة ست وظائف قيادية للجنوبيين، أربع منها وظائف مساعد مفتش، واثنتان مأمور.

    8- جاءت نتائج لجنة السودنة في أعقاب وعود متصلة من الأحزاب، خاصة الحزب الوطني الاتحادي الذي وعد بأن يعطي الجنوبيين الأفضلية في التعيين في الوظائف في الجنوب، إضافة إلى زيادة فرص الالتحاق بالوظائف العامة بالشمال. فقد وَعد الجنوبيون بأن يصبحوا مفتشي مراكز، ومديرين، ونواب مديرين، ووعدوا بالحصول على ربع المناصب الإدارية التي ستشغر بخروج البريطانيين .

    9- تنامي سلطات الإداريين الشماليين في الجنوب، وسوء استغلال بعض هؤلاء الإداريين لتلك السلطات وسماحهم للتجار بالتدخل في شؤون الإدارة.

    لقد أفرزت كل هذه التصرفات والسياسات الشمالية ازدياداً في شكوك الجنوبيين، وأخذت في تعميق القناعة بين الجنوبيين، بأن الجنوب مقبل على مستقبل غير مأمون مع الاستقلال. وطبيعي أن مثل تلك الشكوك كانت تجد صدى إيجابياً لدى أولئك الإداريين البريطانيين الذين رفعوا مذكرة عام 1947 الشهيرة التي عارضت خطوات ربط الجنوب بالشمال. وكان من نتائج هذه التصرفات أن أخذ الجنوبيون في التوحد والتكتل. وقد ظهرت أول بوادر التكتل في كانون الأول (ديسمبر) عام 1953، حينما أصدرت لجنة سياسية من أبناء الجنوب في جوبا، مذكرة تعلن فيها أن الجنوب ليس في وضع يمكنه من الدخول في وحدة ديمقراطية مع الشمال. وطالبت تلك المذكرة ببقاء الإدارة الإنجليزية لتعمل على تطوير الجنوب كما فعلت بالشمال. وكانت تلك الجمعية السياسية هي أول تنظيم سياسي جنوبي، تطور بعد عدة أشهر ليصبح حزب الأحرار الجنوبي.

    ويجدر بنا هنا أن نورد بعض المعلومات عن تطور الحركة السياسية في الجنوب، والتي لم تولد في وقت واحد مع الحركة الوطنية في الشمال، كما أنها لم تتطور على ذات النهج الذي سارت عليه الحركة الشمالية. فلم تظهر الحركة السياسية الجنوبية في شكلها المنظم، إلا قبل انتخابات عام 1953 بقليل. فقبل ذلك، لم تكن هناك إلا بعض المشاركة السياسية للجنوبيين، كما حدث في مؤتمر جوبا عام 1947، وكما حدث من خلال اللجنة السياسية المذكورة آنفا، والتي أصدرت بيانها الداعي إلى التمييز السياسي للجنوب قبيل الاستقلال.

    أما أول تنظيم سياسي جنوبي متكامل فقد أَنشئ بتجمع عدد من المثقفين والمتعلمين الجنوبيين في الفترة التي سبقت انتخابات 1953. وكان هذا الحزب، والذي عرف باسم حزب الجنوب، حزباً فرضته ظروف الانتخابات التي باتت على الأبواب، أكثر من كونه وليد تفاعل فكري وسياسي بين جماعات ذات رؤى وأهداف وغايات سياسية واحدة. ولما كان الحزب قد أنشئ بهدف خوض الانتخابات الأولى، فإن برنامجه الانتخابي جاء قائماً على الاستقلال التام للسودان، معارضاً بذلك برنامج الحزب الوطني الاتحادي، ومتفقاً مع حزب الأمة في توجهه السياسي.

    وقد تمتع الحزب في ذلك الوقت بتأييد واسع بين كافة أوساط أبناء المديريات الجنوبية على اختلاف قبائلهم. وأنشأَ الحزب لنفسه فروعاً كثيرة في معظم مدن المديريات الجنوبية الثلاث، وكانت هذه الفروع تعرف باسم اللجان السياسية للحزب الجنوبي.

    وفي أول انتخابات برلمانية، فاز حزب الجنوب باثنى عشر مقعداً من أصل 22 مقعداً خصصت للجنوب، بينما فاز الحزب الوطني الاتحادي بستة من تلك المقاعد، واحتل أربعةٌ مستقلون المقاعد الباقية. إلا أن معظم نواب الحزب الوطني والمستقلين تحولوا فيما بعد إلى حزب الجنوب، والذي أصبح يعرف مع بداية عام 1954 بحزب الأحرار.

    و لم يكن لحزب الجنوب أي نشاط سياسي يذكر خلال الأشهر الأولى لأول دورة برلمانية. إلا أنه وبعد ظهور نتائج لجنة السودنة، أخذ الحزب في التحرك السياسي واستقطاب الجنوبيين حول دعوته الجديدة للحكم الفدرالي.

    وهكذا يتضح أن ميلاد الحركة السياسية الجنوبية الفعلية، كان على قاعدة الشك والريبة من نوايا الشمال. فقد كان الهدف الأول من التنظيم السياسي الجنوبي، هو توحيد إرادة الجنوب في وجه الشمال. وكان الأمر الطبيعي، هو أن تولد الحركة السياسية الجنوبية متوائمة مع التطلعات الوطنية ومتجهة ذات وجهتها.

    سياسات الأحزاب الشمالية تجاه الجنوب: مزيد من انهيار الثقة والاتصال

    على ضوء مثل هذا الفهم، دعنا الآن ننظر إلى واقع الصلات السياسية بين الشمال والجنوب خلال عقد التأهب لنيل الاستقلال. وهي تلك الفترة التي استبدلت فيها الإدارة البريطانية سياستها تجاه الجنوب من السعي إلى الاقتراب بالجنوب من حزام إفريقية الأوسط، إلى العودة به كجزء من السودان. وهي نفس الفترة التي شهدت حيوية سياسية للجنوب، صنع جزءاً منها (بارونات المستنقعات) الإداريون البريطانيون في المديريات الجنوبية، بينما كانت هذه الحيوية في بعض جوانبها وليدة التداخل والتعامل الشمالي -الجنوبي على مختلف الصُّعد.

    وكانت أشهر المظاهر التي تجسدت فيها الحيوية السياسية للجنوبية، هي مؤتمر جوبا عام 1947، والذي سبق أن أشرنا إليه ببعض التفصيل. ويهمنا هنا أن نعيد القول عن تلك التحولات التي شهدها المؤتمر في يومه الثاني، حيث غيّر الجنوبيون موقفهم المعلن من قبل والرافض للانضمام لبرلمان الشمال، ليصبح استعداداً تاماً للذهاب إلى الخرطوم. وكان هذا المؤتمر نقطة تحول هامة في تاريخ البلاد، إذ إنه سجل أول مشروع (لصوت ثقة) جنوبي في الشمال. إذ إن التعامل الجنوبي مع الشمال كان يتم، من قبل ذلك، في إطار من الاحتياط والحذر. فعلى المستوى الرسمي، كان التعامل يتم تحت رقابة العين البريطانية الساهرة علي الجنوبي، والحامية له خوفاً من استغلال الشمال. أما على المستوى الفردي، فإن المواطن الجنوبي ظل في عموم تعامله مع الشمالي، حذراً وقلقا ومحيطا علاقته معه بالريبة.

    لهذا فإن ذلك التغيير المفاجئ للمواقف في مؤتمر جوبا ينبغي أن يستوقفنا هنا. ففي الوقت الذي كان متوقعاً فيه أن يعبر الجنوبيون، وبقوة، عن رغبتهم في تحقيق قدر من المسافة السياسية بينهم وبين الشمال، أعلنوا رغبتهم في الانضمام إلى الشمال، فما الذي جعل الجنوبيين يتخذون هذا الموقف؟

    إن دور القاضي والسياسي محمد صالح الشنقيطي في إقناع السياسيين والسلاطين الممثلين للجنوب مشهود ومعروف، إذ انبرى الشنقيطي مدافعاً عن وصل الجنوب بالشمال، مذكراً الجنوبيين بمحاسن الانضمام إلى الشمال، وأولها المساواة في الأجور، وثانيها الوظائف الجديدة المتاحة للموظفين والإداريين، وثالثها انتهاء العداء المزروع بفعل الإدارة البريطانية

    إن هذه المبررات التي ساقها الشنقيطي لم تكن هي الحاسمة بالطبع. إن الحاسم في الأمر كان هو اتخاذ الإدارة البريطانية في الخرطوم لقرار ضم الجنوب للشمال في فترة سابقة على المؤتمر، وهو ما كانت تشير إليه الإعلانات والتصريحات المختلفة للحاكم العام أو السكرتير الإداري ولم يكن مؤتمر جوبا إلا عملاً سياسياً مظهرياً أكسب الإدارة البريطانية منظراً ليبرالياً إيجابياً. ولكن الذي يهم هنا هو أن ذلك المؤتمر أتاح الفرصة للشماليين ليكيلوا لإخوتهم في الجنوب عدداً من الوعود. فالشنقيطي، وغيره من الشماليين الممثلين في المؤتمر أيضاً، بذلوا وعوداً من تلك الشاكلة التي حفلت بها ليالي الانتخابات في الجنوب، والتي دارت كلها حول أمرين أساسيين: ملء الوظائف الخالية برحيل الإنجليز من الجنوب بالجنوبيين، والمساواة الوظيفية والراتبية بين الشمالي والجنوبي في الوظيفة الشبيهة وهكذا يمكن القول بأن مؤتمر جوبا لم يكن إلا إضافة أخرى لفيض الوعود الشمالية للجنوبيين، والتي صعب على الشماليين، بعد ذلك بحين، الوفاء بها.

    وبذلك يمكن اعتبار مؤتمر جوبا عنصراً من العناصر المساعدة في عملية انهيار اتصال الشمال بالجنوب. فالوعود المبذولة بسخاء ودون اهتمام بمدى القدرة على الالتزام بتنفيذها. ثم الفشل الفعلي للشماليين في الوفاء بتلك الوعود حين صار الأمر إليهم لاحقا، عاملان مهمان في نمو حواجز الشك بين الشماليين والجنوبيين، وفي اغتيال نبتة الثقة التي بدا وكأنها بدأت في النمو في ذلك الحين.
                  

10-31-2004, 12:57 PM

Esameldin Abdelrahman

تاريخ التسجيل: 02-17-2004
مجموع المشاركات: 2296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان مراحل انهيار الثقة بينه وبين الشمال (Re: Deng)

    الاخ دينق
    متابع معك
                  

11-01-2004, 10:27 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48774

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان مراحل انهيار الثقة بينه وبين الشمال (Re: Deng)
                  

11-09-2004, 00:35 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48774

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان مراحل انهيار الثقة بينه وبين الشمال (Re: Deng)

    لقد قرأت هذا المقال الغاضب في سودانايل اليوم، وهو يمثل نموذج من نماذج فقدان الثقة بين الجنوب والشمال.. أرجو من الأخ دينق أن يواصل نقله من الكتاب..
    المقال هنا اضغط
                  

11-09-2004, 05:46 AM

willeim andrea
<awilleim andrea
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 3813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان مراحل انهيار الثقة بينه وبين الشمال (Re: Deng)

    الحبيب دينق معك متابعين شكرا للمجهود القيم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de