مواضيع توثقية متميزة

سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 12:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2003, 10:44 AM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن

    في مهرجان اصيلة بالمغرب بعد الندوة المقامة عن ابي الطيب المتنبي افضي الطيب صالح للدبلوماسي والشاعر السعودي بسر قائلا (رغم اجتهادات عدد كبير من الناس حول شخصية مصطفى سعيد الا ان احدهم لم يأتي من بعيد او قريب عن العلاقة او وجه الشبه بين مصطفى سعيد وابا الطيب المتنبي) ..
    كما ان نفي الطيب صالح للسؤال الرتيب حول انه كان يرصد ذاته في شحصية مصطفي سعيد والذي اجاب عليه مرارا بانه لا يكتب سيرة ذاتية .. واضاف ذات مرة ان الكاتب الفاشل هو من يكتب عن نفسه .
    * * * * *
    اثير حول المقال الذي كتبه الفيا حول كتاب الاستاذ علي ابوسن نقاشات وبعض مهاترات .. اودت الي اظلام اركان هامة اضاءتها كانت ستعم علي الجميع بالفائدة ..ورغم بعض المهاترات الا ان فخامة المقال لم تمسسها ضرر ..
    الكتاب والمقال اضاءا الغموض الدائر حول شخصية مصطفى سعيد . واصبح واضحا بما لا يدع مجالاً للشك ان الاستاذ علي ابوسن اوحي للروائي الطيب صالح بشخصية مصطفى سعيد .
    * * * * *
    يقول الاستاذ علي ابوسن انه كان يتوقع ان يصرح الطيب صالح بحديث الذكريات لكنه بالعكس تماما يتهرب منها .. اعتقد ان الطيب صالح لن يبوح بذلك ابدا .
    عظمة موسم الهجرة تكمن في صياغتها وفكرتها وشخصية مصطفى سعيد المثيرة للجدل هذه العناصر الثلاثة سقوط أي منها قد يصنف الرواية من العبقرية الي العادية والطيب صالح بعد هذه الهالة التي انيرت حوله حتى اصبح الحديث حوله فيما عدا الاشادة بة ضرب من الخبل .
    العنصران .. الصياغة والفكرة كفيلان بان يبقيا الرواية في مصاف العالمية فالصياغة من حيث التواتر والتبدل والتحول الزماني والمكاني بمستوى قصصي رفيع يعتبر مادة تجاوزية في زمن كانت الرواية تكتب فيه بكلاسيكيه لزجة ..
    _ الفكرة .. وهي هتك اعراض الانجليز بممارسة الجنس مع اكبر عدد من نسائهم ، ايضا تعتبر فكرة جرئية ومتجاوزة ومقارنة مع عدد من الروايات العربية التي صدرت ابان الحرب العالمية الثانية كرواية الحي الاتيني وبعض روايات رشيد بوجدرة والتي كانت تتضمن الهم الانتقامي من المستعمر ..
    بما ان الفكرة والصياغة والحكي عناصر اساسية وهي عناصر لاجدال حول قوتها في موسم الهجرة الي الشمال بالاضافة الي شخصية مصطفى سعيد. يعتقد الطيب صالح ان نزول شخيصة مصطفى سعيد الي ارض الواقع في شخص علي ابوسن ليصبح موحيا للبناء ككل قد يؤثر في وضعه كروائي عالمي سوداني ذو حد واحد ..لذا من الاجدر ان تظل شخصية مصطفي سعيد شخصية خيالية من خيال لة المقدرة علي صناعة المستحيل .
    رغم ان حديث الذكريات الذي يمني به علي ابوسن نفسه بلسان الطيب صالح لن يؤثر علي وضعية موسم الهجرة الي الشمال كرواية غنية بمعنى الكلمة
                  

09-12-2003, 11:54 AM

الرايق


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: mutwakil toum)

    ســـــــــلامات
    ما شاء الله على النشاط والهمة، وقدطرقت باب الطيب الصالح
    وهنا مريديه كثر، وسيثرون هذا البوست نقاشا، هسه يجوا داخلين ليك ود البلد وأبا والفيا ومايا والسبح سوف تجر،


    جاي راجع تاني
    وعلى قول المرأة ست الطعمية عندك فوقها رأي؟؟؟؟؟
                  

09-12-2003, 01:50 PM

الرايق


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: mutwakil toum)

    العزيز متوكل توم
    تحياتي
    لم أطلع على كلاهما ( كتاب علي أو سن، ومقال عجب الفيا) ولكن في رأيي الشخصي لا أحد يستطيع أن يجزم بأن شخصية مصطفي سعيد يمكن أن تكون تجسيد لشخص محدد، كما بالطبع لا يمكن أن نجزم بأن شخص بعينه أوحي أو ألهم الطيب صالح تلك الشخصية غير الطيب صالح نفسه، قد يكون هناك بعض الأشياء المشتركة في جانب ما من جوانب شخص ما وشخصية روائية، وقد تذهب هذه الأشياء المشتركة إلى حد التشابه في الملامح أو التركيب الجسماني ليس أكثر، ولا أدري من أين جئت يا أخ متوكل بهذا الزعم " يعتقد الطيب صالح أن نزول شخصية مصطفى سعيد إلى ارض الواقع في شخص علي ابوسن ليصبح موحيا للبناء ككل قد يؤثر في وضعه كروائي عالمي سوداني ذو حد واحد ..لذا من الأجدر أن تظل شخصية مصطفي سعيد شخصية خيالية من خيال له المقدرة علي صناعة المستحيل.
    " وبغض النظر عن مصدر هذا القول، إلا إنه يفسر نفسه، فمصطفي سعيد شخصية روائية تحمل العديد والمتناقض من القيم والقناعات والمفاهيم، ودونك ما كتب من دراسات نقدية ورسائل جامعية ومقالات صحفية بمختلف اللغات، والأمر ليس ببساطة إنها تماثل شخص بعينه. ولا أعتقد إن قال الطيب صالح أن على أبو سن هو من ألهمه شخصية مصطفي سعيد أو لم يقل، فذلك لن يقلل من قيمة الكاتب أو الرواية، وعن مصطفي سعيد سئل إن كان مصطفي سعيد في مضاجعته للإنجليزيات ينتقم من المستعمر؟ ورد الأستاذ الطيب: ربما كان يزعم مصطفي سعيد ذلك، ثم أضاف أن فرويد يرى أن الاستعمار نوع من الإخصاء، وعندما تسيطر أمة على أخري فإنها بشكل ما تقضي على فحولتها. لذا قد يكون ذلك صحيحاَ، فيقيني أن الأمر أكبر من هتك أعراض الإنجليز، وللأمر أبعاد فلسفية أبعد من ذلك قال الطيب صالح " حين كتبت هذه الرواية فكرة الجنس كطاقة محركة للمجتمعات كانت رائجة وتناولها فلاسفة كبار مثل ماركوز علي سبيل المثال لا الحصر.، كما أضاف أيضا أن الحب والجنس والفحولة والإخصاب إنها الأسس الفلسفية التي يقوم عليها العمل الروائي، وأضاف إنها ليست وحدها بل الدين كذلك، وأن الإنسان يحتاج للإيمان ولطاقة روحية.
                  

09-12-2003, 08:58 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: mutwakil toum)

    الاخ متوكل التوم
    مرحب بك للمرة الثانية واحيك علي هذه البادرة والتي اتمني ان
    تفتح افاق صحية جديدة لاثراء النقاش حول هذا الموضوع الهام
    بعيدا عن المهاترات والمحاولات اليائسة للاصطياد في المياه العكرة
    ساعود ان شاء الله للمشاركة في هذا الحوار
    والتحية موصولة للاخ الرايق
                  

09-12-2003, 09:39 PM

aba
<aaba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: Agab Alfaya)

    أخي متوكل
    تحية طيبة
    في إعتقادي أن الطيب صالح لم يكن يجسد شخصية بعينها وهو يرسم شخصية مصطفي سعيد وربما كان لطبيعته المجاملة دورها في أن حامت هذه الشخصة حول أبوسن إذ واجه صالح إفتراضات الأخير بالصمت ، كما أن حادثة إعلان أن أبو سن هو مصطفي سعيد وضحها بقوله أنه إنما كان يريد أن يلاطف الممثلة المصرية وفي ظني أنه أراد إشراك علي في ونسة لا يريد الطيب أن يكون هو مركزها وهو بطبعه لا يحب الزهو والظهور ،كما أن أبو سن الذي يمتاز بكونه لا يخفي شقاوته بدا مناسبا لتلك الشخصية
    هنا أشير لجزء من حوار كتبه الطيب صالح في مرثيته لأكرم صالح يذكر فيه بوضوح من أين جاء بسمات وشخصية مصطفي سعيد
    Quote:
    كنا نتصرف كأننا جنود في جيش غازي في مدينة مفتوحة المضحك المحزن أن المدينة كانت لندن عاصمة الإمبراطوري البريطانية الناس الذين أعطو وعد بلفور وأنشأوا دولة إسرائيل ، كنا كما قال الشاعر الإنجليزي نعيش علي حافة الجحيم لعل هذا ما عنيته حين قلت علي لسان مصطفي سعيد في موسم الهجرة إلي الشمال (إنني جئتكم غازيا في عقر داركم ، قطرة من السم الذي حقنتم به شريان الشعوب ) (طيب أنت لخصتنا جميعا في شخصية مصطفي سعيد )
    أخزت روح تلك الفترة من جيلنا والجيل الذي سبقنا ، بعض الناس يظنون أن مصطفي سعيد شخص بعينه ، بعضهم يقول أنه أنا ، واضح إن الأمر ليس كذلك هذه شخصية خيالية فيها ملامح من مئات الناس .


    لك وللرايق ولعجب الفيا ودي
                  

09-12-2003, 10:25 PM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: mutwakil toum)

    Here we go again.

    وسأعود لاحقاً
                  

09-13-2003, 05:22 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: mutwakil toum)

    الاخ متوكل
    اسمح لي ان اسجل اول ملاحظة حول العنوان.اظن ان كلمة سطو فيها شي من القسوة وربما تكون غير مناسبة في هذا المقام.لان علي ابو سن لم يكتب رواية حتي نقول ان الطيب صالح سطي عليها بما يشبه السرقة الادبية.وانما المسالة متعلقة بالعلاقة المعقدة جدا بين الواقع والفن
    السؤال هو هل كل ما يكتبه الاديب خيال محض ليس له علاقة بالواقع ام
    ام ان الواقع هو المادة الخام التي يصوغها ويشكلها في عملية في غاية التعقيد بحيث يخرج لنا في النهاية ما يمكن ان نسميه عمل ادبي .لتوصيح هذه النقطة اكثر فيما يتعلق بمصطفي سعيد بطل موسم الهجرة،اسمحوا لي بايراد هذا الجزء من مقالي عن كتاب علي ابو سن

    "ولعل أكثر فصول الكتاب تشويقا وإثارة للجدل الفصل الذي يتحدث فيه عن ذكرياته مع الطيب صالح في لندن وعلاقته بمصطفى سعيد كشخص حقيقي ربطته به علاقة صداقة وزمالة أثناء عمله كمذيع بهيئة الإذاعة البريطانية ال بي بي سي . وتارات أخري كثيرة يتحدث عن نفسه وعن علاقاته بالمجتمع الإنجليزي ونسائه وكأنه مصطفى سعيد الذي جاء وصفه في الرواية بل أنه يشير صراحة إلى أن الطيب صالح أتخذ من علاقاته النسائية مادة لصياغة بعض ملامح سيرة مصطفى سعيد بطل رواية موسم الهجرة ، يقول : " .. أصبح الطيب صالح يتصيد قصص مغامراتنا – أحمد قباني وأنا – ويطلب منا أن نحكي تفاصيلها له يوميا بطريقة مملة وكأنه يكتب مذكرات عنها " ويواصل قائلا " كان ينظر إلينا باعتبارنا وجهين لعملة واحدة فنشأت في ذهنه رؤية روائية لنا " .. طبعا العبارة الأخيرة ( رؤية روائيـة ) هي بيت القصيد ..

    وكان على أبو سن قد ألتحق بالعمل مذيعا بهيئة الإذاعة البريطانية سنة 1959 حيث التقى بالطيب صالح الذي سبقه للعمل هنالك بقسم الدراما بالإذاعة مند سـنة 1953 . وبعد فترة انضم إليهما المذيع السوداني اللامع في زمانه أحمد قباني وكان الشاعر والإذاعي صلاح أحمد محمد صالح قد سبقهم جميعا إلى هنالك . وقد وصف الطيب صالح على أبو سن في إحدى خواطره التي كان يكتبها بالصفحة الأخيرة بمجلة " المجلة " بقوله : " .. من أرومة باسقة في السودان . متوقد الذهن ، كان يقرأ نشرة الأخبار وكأنه يتفضل بها على الإنجليز . " وفي كتاب .. ( على الدرب .. ملامح من سيرة ذاتية ) يقول الطيب صالح عن علي أبو سن : " عمل معنا فترة في ال بي بي سي وهو أديب مرهف الحس ، وراوية للشعر إلى جانب ذكاء شديد ودقة ملحوظة وهو من أوائل من اطلعوا على محاولاتي القصصية . "


    وفي هذا السياق يذكر على أبو سن أن الطيب صالح قال له ذات مرة أنه كتب قصة قصيرة ويريد رأيه فيها . كان ذلك سنة 1961 وكانت القصة هي ( دومة ود حامد ) أعجبته القصة وطلب من الطيب صالح نشرها لكنه رفض فكرة النشر وحاول نزع الورقة من يد علي أبو سن ، ولكن أبو سن رفض إعادة القصة إليه إلا إذا وافق على نشرها ، وبعد ثلاثة أيام جاءه الطيب صالح ضاحكا وقال : " يا سيدي خلاص أنا وافقت لكين منو البينشرها لينا ؟ "

    ونشرت القصة أول ما نشرت في العدد الأول من مجلة " حوار " وبعد فترة من نشرها وصل خطاب من جمال محمد أحمد وكان وقتها سفيرا في أديس أبابا يقول له فيه : " قل للطيب صالح أن قصته أعجبتني بقدر ما غاظتي " فأنبسط الطيب صالح لرأي جمال وأطمئن لموهبته القصصية وقال لعلي أبو سن الآن أستطيع أن أواصل الكتابة ونشر ما أكتب . وقد أكد الطيب صالح هذه الرواية في مقاله في تأبين جمال محمد أحمد . نشرت بكتاب ( في سيرة جمال ، كاتب سرة شرق . )

    ولكن ما هي العلاقة بين مصطفي سعيد بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال وبين علي أبو سن صاحب كتاب ( المجذوب .. والذكريات ) ، هل حقا أفاد الطيب صالح في رسم شخصية بطله من حكايات علي أبو سن في المجتمع الإنجليزي ؟ أو بعبارة أخرى هل يجوز لنا نظريا ومن حيث المبدأ القول بأن هذه الشخصية الروائية أو تلك فيها شئ من الواقع ؟

    للإجابة على هذه التساؤلات لابد من الحديث أولا عن العلاقة بين الفن والواقـع . الفن القصصي والروائي تحديدا . لا جدال أن الواقع الذي يحياه الناس في مختلف بيئاتهم وأوضاعهم الاجتماعية وطرائق تفكيرهم هو المادة الخام التي يستمد منها الفنان عالمه القصصي والروائي هذا الواقع بالنسبة للقاص كالحجر بالنسبة للنحات واللون بالنسبة للرسام . قد يلتقي العالم القصصي والروائي الذي يخلقه الفنان مع الواقع هنا وهنالك وقد يتقاطع معه في أغلب الأحيان وذلك حسـب ( الرؤيـة الفنيـة ) للكاتب .

    وقد عبر الطيب صالح عن رؤيته لطبيعة العلاقة بين الواقع والفن تعبيرا رائعا حينما علق على رواية ( عرس الزين ) بقوله أن الغرض من كتابة الرواية أصلا هو أن يرد الجميل لمجتمع قريته الذي أحبه .. " الغرض الاحتفاء بمجتمع أعرفه وعشت فيه . الشخصيات فيه أهلي كما عرفتهم إلى حد كبير . بيد أن في العمل طبعا عنصر الفن المتعمد ، أي الدفع بالشخصية إلة أقصى مدى ممكن ، أقصى حدود تحملها . "
    هنا يقرر الطيب صالح أنه يستمد رسم شخصيات رواياته من صور الناس الذين عرفهم وعاش معهم لكنه يضيف عبارة في غاية الأهمية تلخص القضية كلها وهي عبارة ( الفن المتعمد ) أي الدفع بالشخصية الواقعية إلى أقصى مدى ممكن . وهذا ما يطلق عليه النقاد ( الرؤية الفنية ) وهي التي ترسم الحد الفاصل بين الشخصية في الرواية والشخصية في الواقع . عليه يمكن من حيث المبدأ ومن الناحية النظرية وصف شخصية روائية ما بأنها فيها شئ من الواقع مع الأخذ في الحسبان مسألة ( الفن المتعمد ) والدفع بالشخصية إلى أقصى مدى ممكن التي أشار إليها الطيب صالح . فكأنما علي أبو سن عندما وصف الطيب صالح بقوله : " فنشأت في ذهنه رؤية روائية لنا " كان مدركا لطبيعة العلاقة بين الواقع والفن ، بين مصطفى سعيد خارج الرواية ومصطفى سعيد داخل الرواية .

    ولقد عبر الطيب صالح في كتاب ( على الدرب .. ملامح من سيرة ذاتية ) عن فلسفته في الكتابة الروائية بقوله : " تجدني دائما أقول أنني أعتمد على أنصاف الحقائق والأحداث التي يكون جزء منها صحيحا والآخر مبهمـا .. هـذا يلائمنـي تمامـا .. بمعنى آخر يكفيني جملة سمعتها عرضا في الشارع لأستوحي منها فكرة للكتابة ، ليس بالضرورة أن أجلس مع صاحب الجملة لأستمع إلى قصة كاملة … تكفي جملة واحدة أسمعها وأنا في الطريق ، فقد تثيـر فـي نفسـي أصـداء لا حـدود لهـا " .

    حديث الطيب صالح هذا عن اعتماده على أنصاف الحقائق والأحداث في الكتابة الروائية كأنما يعزز حديث علي أبو سن عن تصيد الطيب صالح لقصص مغامراتهما النسائية وهو وأحمد قباني وإصراره على أن تحكى له تفاصيلها وكأنه يكتب عنها مذكرات حتى " نشأت في ذهنه رؤية روائية " لهما ..

    أذكر أنني نشرت مقالا قبل فترة عن تداخلات سيرة الطيب صالح الذاتية وشخصية بطل ( موسم الهجرة إلى الشمال ) مصطفى سعيد ، اعتمدت فيه على ما ذكره الطيب عن نفسه من سيرة في كتاب ( على الدرب ) وخلصت فيه إلى أن الطيب أضفى بعض من ميوله الفكرية والأدبية على شخصية بطله مصطفى سعيد مثل ميوله إلى الاشتراكية الفابية ودراسته الاقتصاد بالمدرسة التي أنشأها حزب العمال وانضمامه إلى أحد أندية الكويكرز وحبه لشعر ألي نواس ومسرح شكسبير . فإذا كان الطيب صالح قد استمد بعض ميول مصطفى سعيد الفكرية والأدبية من تجاربه وميوله الشخصية فهل استمد مغامراته وغزواته النسائية من حكايات ومغامرات علي أبو سن التي كان يلح في الاستماع إليها ؟ هل كانت هذه الحكايات والمغامرات تمثل أنصاف الحقائق والأحداث التي صاغ منها جزء من شخصية مصطفى سعيد ؟ ا

    يروى صاحب ( المجذوب .. والذكريات ) الكثير من التجارب والأحداث التي حدثت له في لندن والتي تشبه إلى حد كبير تلك التي حدثت لمصطفى سعيد في رواية موسم الهجرة إلى الشمال . حتى قصص الانتحار التي تسبب فيها مصطفى سعيد لثلاث فتيات في موسم الهجرة يحدث بعضها لعلي أبو سن

    ولكن مهما يكن مصطفى سعيد الأصلي ومهما تكن المصادر الواقعية التي استلهم منها الطيب صالح تصوير عوالم موسم الهجرة إلى الشمال ستظل هذه الرواية فريدة في تاريخ الرواية العربية والعالمية . وستظل شخصية بطلها مصطفى سعيد علامة من علامات عبقرية الطيب الروائية . فقد نجح في أن يخلق من هذه الشخصية شخصية أدبية خالدة تقف جنبا إلى جنب مع الشخصيات الأدبية الأكثر شهرة في تاريخ الأدب العالمي مثل : أوديب و هاملت وعطيل ودون جوان ودون كيخوت وفاوست وغيرها . وقد كانت هذه الشخصية وسوف تظل بغموضها الساحر وتركيبها المعقد مثار التفسيرات والتأويلات المختلفة إلى ما شاء الله .
                  

09-13-2003, 11:03 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: Agab Alfaya)

    الأخ متوكل
    الأخ الرايق
    والأخ الناقد المميز عجب الفيا

    رغم عدم إطلاعي على الكتابين المشار إليهما هنا، وبالتالي لن أخوض في تفاصيل ما ورد بها، وإنما أتقدم بسؤال للقارئ المفترض أننا جميعا نتوجه إليه وكلنا ثقة في قدراته على القراءة الواعية والناقدة، بسؤال ليس للإجابة ولكن لإثارة وإضاءة مساحة قد ذكرها الأخوان ولكن دون منحنا فرصة الوقوف عندها، للخلاف الذي دار في البوست السابق والخاص بنفس الموضوع، وهنا لا بد من أن أشكر الأخ متوكل بفتحه لهذا البوست ونقل النقاش إلا ساحة بيضاء من كل سوء، إلا النوايا الطيبة بتبادل معرفي يضيف لنا جميعا الكثير.
    وأعود إلى السؤال الذي أنا بصدده

    بفرضية صحة ما أورده الأستاذ علي أبوسن ؟
    فهل أخذ جزء من أو كل ملامح شخص مايكفي لأن يمنح هذا الشخص أي حقوق في عمل روائي؟
    فإذا كانت الإجاب إيجابا فبالتالي يمنح نفس هذا الحق لشخصيات روايات الطيب صالح الأخرى!!!!ه

    فتصبح رواية عرس الزين إبداع خالص لصاحب شخصية الزين "وقد سبق أن ذكر الطيب صالح أنها شخصية حقيقية" وكذلك كل شخصيات ثلاثية نجيب محفوظ والتي سبق له أن صرح بأنها شخصيات حية، وهذا ينطبق على معظم الروائيين
    وأضيف أنه سوى أكان الأستاذ على أبوسن هو من إستمد الطيب صالح من شخصيته بعض ملامح مصطفى سعيد، فهذا الجزء أو حتى الكل لا يمنحه أي حق في إبداع الطيب صالح، طالما أن العمل روائي وليس سيرة ذاتية
    وأتوجه للأخ متوكل بضرورة إعادة النظر في العنوان
    =============================================
    عفوا إخوتي أكتب هنا ولا صفة لي سوى أنني قارئة، أعتقد أن ما يرد هنا موجه لي ضمن آخرين.

    (عدل بواسطة أبنوسة on 09-13-2003, 11:05 AM)

                  

09-13-2003, 12:04 PM

Giwey
<aGiwey
تاريخ التسجيل: 09-03-2003
مجموع المشاركات: 2130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: أبنوسة)

    ايها الاحباب

    شكرا لكم وانتم تعيدون
    فتح هذا الموضوع ببوست جديد
    بقواعد جديدة ..بعيدا
    عن اى مهاترات ( تقوم النفس ) وتبعد
    بالحوار عن مظان الموضوعية
    لكم الشكر جميع الاحبة المداخلين
    والموضوع جميل وشيق
    ويستحق النقاش

    مع محبتى
                  

09-13-2003, 05:34 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: أبنوسة)

    الاخوة الافاضل رايق ، الفيا، ود البلد، ابا والاخت ابنوسة ..على تلك الردود المفيدة والمنيرة لكم كل الشكر كل الاحترام ..
    لا شك ان الطيب صالح ليست معني برصد سيرة ذاتية تخص علي ابوسن . كما انه – الطيب صالح – ليست بالعادية التي ترميه في مأزق او مستنقع رسم صورة كاملة لشخص من الواقع واقحامها في احداث روائية تعني الخيال وحده .
    اقول ان الاستاذ علي ابوسن اوحي للطيب صالح بشخصية مصطفى سعيد أي ان كثير من خيوط مصطفي سعيد منسوجة من شخص علي ابوسن ..ما اتفق عليه الجميع هو ان مقومات الشخصية الروائية قد تكون او لابد ان تكون ذات صله بشخص او شخصيات من ارض الواقع مضاف اليها الخيال الذي بدوره يقوم بتطويع الشخصية بالشكل الذي يناسب نسق القصة او الرواية .
    الطيب صالح نفسة يصرح بان هناك علاقة او وجه شبه بين مصطفى سعيد وابا الطيب المتنبي عند الرجوع للرواية تجد انه علي المستوى الشكلي لا علاقة بين الاثنين – مصطفى سعيد والمتنبي – عدا اعتدادهما بنفسهما وعلاقتهما بالطبقات الارستقراطية – ان جاز التعبير - . كما ان مصطفى سعيد يعتبر شاعرا فاشلا وهذا ما جاء علي لسان الراوي لحظة محاولته وضع بعض الاضافات علي القصيدة التي كتبها مصطفى سعيد .
    الا اننا لا نستطيع ان ننفي وجود علاقة بينهما بما ان راسم الشخصية هو من قال هذا ، أي ان هناك خيط رفيع جدا من المتنبي نسجت به شخصية مصطفى سعيد ، ورغم انه – هذا الخيط – جداً رفيع الا ان الطيب صالح لا يتواني عن ذكره والتصريح به .
    بينما عدة خيوط من علي ابوسن نسج بها شخصية مصطفى سعيد الا انه لم يذكر ذلك مطلقاً رغم انه اتيحت له عدة فرص لذلك . في اعتقادي ان ذلك يرجع الي وجه الشبه الكبير بين علي ابوسن ومصطفي سعيد مما قد يؤدي الي اعتقاد القاري ان الطيب صالح لم يفعل شي سوء تحريك علي ابوسن صديقه في عالمه الروائي خلال موسم الهجرة الي الشمال .ومن هنا تاتي الخشية على وضعية تصنيف الرواية والكاتب من عبقري الرواية العربية الي ما دون ذلك .
    بالرغم من انه من الطبيعي كما تقول الاخت ابنوسة ان يكون هناك تقاطعا بين الشخصية الروائية وبعض شخصيات من الواقع ، فشخصية روموديس مثلا – اخي رايق – رغم اسطوريتها التي انتهى بها المطاف ان حلقت في السماء قال ماركيز عنها بكل بساطة انها صبية كانت تسكن في الحي الذي يسكنه ، ولم يؤثر ذلك علي وضعية مائة عام من العزلة .
    فالامر حتما لا يشوه الشخصية الروائية و لا يؤثر سلبا علي تقدير الكاتب .
    اخي فيا ، اخت ابنوسة ، اعترف بفظاظة العنوان ، واعتذر .
    ما زال سؤالي قائما .. لم لا يبوح الطيب صالح بحديث الذكريات .
    متوكل توم
                  

09-14-2003, 05:51 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: mutwakil toum)

    Quote: لا شك ان الطيب صالح ليست معني برصد سيرة ذاتية تخص علي ابوسن . كما انه – الطيب صالح – ليست بالعادية التي ترميه في مأزق او مستنقع رسم صورة كاملة لشخص من الواقع واقحامها في احداث روائية تعني الخيال وحده

    Quote: أي ان هناك خيط رفيع جدا من المتنبي نسجت به شخصية مصطفى سعيد ، ورغم انه – هذا الخيط – جداً رفيع الا ان الطيب صالح لا يتواني عن ذكره والتصريح به .
    بينما عدة خيوط من علي ابوسن نسج بها شخصية مصطفى سعيد الا انه لم يذكر ذلك مطلقاً رغم انه اتيحت له عدة فرص لذلك . في اعتقادي ان ذلك يرجع الي وجه الشبه الكبير بين علي ابوسن ومصطفي سعيد مما قد يؤدي الي اعتقاد القاري ان الطيب صالح لم يفعل شي سوء تحريك علي ابوسن صديقه في عالمه الروائي خلال موسم الهجرة الي الشمال .ومن هنا تاتي الخشية على وضعية تصنيف الرواية والكاتب من عبقري الرواية العربية الي ما دون ذلك

    احيك اخي متوكل علي هذه النظرة المتوازنة،التي تنبي عن بصيرة نقدية نافذة،فقط اخشي عليها من ان تضيع وراء فظاظة العنوان علي حد تعبيرك
    اتفق معك ان الطيب صالح لا يشير الي علي ابو سن في احاديثه الكثيرة ويذكر اناس ربما كانوا هامشيين في حياته.ربما للرجل اسبابه.الا ان صمته من شانه ان يفتح الباب للتاويلات
    تقول ان عدة خيوط من علي ابو سن ،نسج بها شخصية مصطفي سعيد
    وهنا اذكر ايضا بان عدة خيوط من سيرة الطيب صالح الذاتية نسجت منها
    بعض ملا مح مصطفي سعيد،بل ان سيرة الطيب طغت علي مجمل نسيج موسم الهجرة،وقد رصدت ذلك في مقالي:اصداء السيرة الذاتية في ادب الطيب صالح
    ونواصل
                  

09-14-2003, 11:39 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: Agab Alfaya)

    علي طاقاتك التحركية العالية شكرا استاذ فيا
    * * *
    ومرحب بالاخ الاستاذ طارق ميرغني حسن التوم

    متوكل توم
                  

09-15-2003, 05:40 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: mutwakil toum)

    Quote: بفرضية صحة ما أورده الأستاذ علي أبوسن ؟
    فهل أخذ جزء من أو كل ملامح شخص مايكفي لأن يمنح هذا الشخص أي حقوق في عمل روائي؟

    هذا السؤال طرحته الاخت الاستاذة ابنوسة في المداخلة اعلاه
    من خلال قراءتي لكتاب المجذوب والذكريات لم اجد ما يدل علي ان علي ابو سن يطالب الطيب صالح باي حقوق، في رواية موسم الهجرة الي الشمال،بل الملاحظ انه لم يوجه اي نقد او لوم مباشر الي الطيب صالح بسبب صمته وعدم الحديث عنه وعن تلك الذكريات،وعما يظنه ابو سن
    استلاف للطيب صالح من سيرته الذاتية
    فقط وردت هنالك اشارة ملطفة جدا عن صمت الطيب صالح عن هذه الذكريات
    حيث يقول

    "..ومن الطريف في علاقتي بالطيب صالح، اننا التقينا مرات عديدة،عبر سنوات العمر بعد ذلك منذ سنة1963 وحتي مرحلة اعداد هذا الكتاب سنة 1997 وكنا نتبادل الحديث حول مسائل كثيرة،الا ذلك التاريخ والا تلك الذكريات،فقد اصبحت Taboo
    كما يقول الانجليز بقرار منه! لم يكن يشير اليها من قريب او من بعيد،وبالطبع سكت انا عنها ما دام هو قد اختار تناسيها..ربما لانني كنت اريد ان اعرف الي اي مدي سيذهب الطيب في تجنب الاشارة اليها.وقد ذهب بعيدا جدل.حتي الان
    الجزء الاول ص 132

    يذكر ابوسن ان الطيب طوال هذه السنين اشارة اشارات قليلة جدا لكنها ذات مغري،منها،انه اهدي ابوسن نسخة من الترجمة الفرنسية من موسم الهجرة ،وكتب عليها:الي الاخ علي..فهو احق الناس بهذا الكتاب" ومرة عندما عزمه علي حفل عشاء اقامه علي شرفه - اي علي شرف الطيب صالح- مجموعة من الفنانين المصريين،فقال الطيب صالح مداعبا ماجدة الخطيب وعزت العلايلي الذي كان يصر علي ان يلعب دور مصطفي سعيد: تعرفي يا ماجدة دا مين؟ مشيرا الي علي ابوسن.دا مصطفي سعيد الاصلي!؟
    الجزء الاول ص 127

    الامر الثاني ،انه بافتراض صحة ما يرويه علي ابو سن في مذكراته وحتي الان لا يوجد ما يجعلنا نشك في صحة ما يرويه، فانه كان مدركا تماما للعلاقة الجدلية بين الفن والواقع ،وان مصطفي سعيد داخل الرواية شخصية مستقلة ولها وجودها القائم بذاته،بدليل عبارة :رؤية روائية" الواردة في قوله
    "واصبح الطيب صالح يتصيد قصص مغامراتنا - احمد قباني وانا- ويطلب ان نحكي له تفاصيلها يوميا بطريقة مملة وكانه يكتب مذكرات عنها..،،،فنشات في ذهنه رؤية روائية لنا"
    الجزء الاول ص 119،120
    فالرؤية الروائية ،هي الحد الفاصل بين الحقيقة والخيال






    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 09-15-2003, 05:54 AM)
    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 09-15-2003, 05:56 AM)

                  

09-16-2003, 01:21 AM

الرايق


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: mutwakil toum)

    الأخ الكريم متوكل توم
    الأخوان الأعزاء أبا، عجب الفيا، ود البلد، أبنوسة
    تحياتي وتقديري
    لا شك أخي متوكل في أنه لابد أن تستند أي شخصية روائية على أساس واقعي بشكل أو بأخر، ويتجلى إبداع الكاتب في إضافته للشخصية وفي تحميلها ما ينتقي من أفكار ومواقف وسلوك حسبما يتطلب السياق الروائي ورؤية الكاتب وقدرته في إستعمال أدواته، والحديث في هذا الجانب التقني والحرفي يطول، وفي الإشارة لماذا إمتنع الطيب صالح عن قول ذلك، وكأنما الأمر حسم وعلى الطيب صالح أن يبوح. في تقديري أن الأمر ليس بتلك الأهمية، ولذلك لم يوليه الطيب صالح اهتمامه، وإن كان قد صمت علي شئ طوال هذا الوقت " أي منذ نشر الموسم في طبعتها الأولى"، لكان قد قال وصرح الأن، وهو الذي قالها في لقائه مع تلفزيون المستقبل، قال كنت أود أن أكتب في إعدام محمود محمد طه، وكنت أعمل حينها في مكتب اليونسكو في تونس، وهناك من نصحني بأن لا أفعل إحتراما لقوانين المؤسسة التي أعمل بها، ولم أفعل، لكنني نادم علي ذلك.. بهذه البساطة، بهذه الروح الشجاعة دون البحث عن مبررات، هكذا درج الرجل على قول الحقيقة، على البوح .
    وقد كتبت في مساهمة سابقة في هذا البوست ما ذهب إليه الأخ عجب الفيا، وهو إن كان مصطفي سعيد هو على أبو سن أو لم يكن، فذلك لن يغير شئ من قيمة الرواية ولا من قيمة وقدرة الكاتب، وبما أن الشئ بالشئ يذكر فقد أشار الأخ متوكل توم في معرض رده إلى الكاتب الكولومبي جابرييل جارثيا ماركيز، وما أروع الإستشهاد بماركيز في الحديث عن الطيب صالح، وما أروع الحديث عن الطيب صالح والإستشهاد بماركيز، ويبدو الأمر كما يقولون " عجوة معطونة بعسل" قال ماركيز عن بعض من شخصياته الروائية وذلك في رده على سؤال حول الواقعية السحرية، قال ليس ثمة سطر واحد في رواياتي لا يقوم على أساس الواقع (.......)، علي سبيل المثال، موريسيو بابيلونيا. أتذكر عندما كنت في حوالي الخامسة من عمري، جاء كهربائي إلى دارنا في أراكاتاكا لتغيير العداد. أتذكر تلك الواقعة كما لو حدثت أمس لأنني فتنت بالسير الجلدي الذي إستخدمه ليتعلق به حتى لا يسقط. جاء عدة مرات. في إحدى هذه المرات وجدت جدتي تحاول طرد فراشة بمنفضة قائلة:" كلما يأتي هذا الرجل إلى دارنا تتبعه تلك الفراشات الصفراء". ذلك مورييسيو بابيلونا في حالته الجنينية. أما ريميديوس الجميلة كنت قد خططت في بداية الأمر أنه ستختفي أثناء وجودها في المنزل وهي تقوم بالتطريز مع ربيكا وأمارنتا، إلا أن هذه الحيلة السينمائية تقريبا بدت غير قابلة للتطبيق. كانت ريميديوس تبدو أمامي دائما، عندئذ فكرت في أن أجعلها تصعد إلى السماء جسدا وروحا. أما الواقع الذي يكمن وراء ذلك، فهي أن امرأة هربت حفيدتها من المنزل في الساعات الأولى من الصباح، قررت أن تخفي الحقيقة بإشاعة أن حفيدتها قد صعدت إلى السماء. وعن عملية إصعادها إلى السماء يسترسل الكاتب " كنت شديد الإهتياج لأنه لم تكن هناك طريقة لجعلها تقلع، في أحد الأيام وأثناء ما كنت أفكر في هذه المشكلة، خرجت إلى الحديقة. كانت الرياح عنيفة. وكانت هناك امرأة سوداء في غاية الجمال قد إنتهت لتوها من الغسيل وتحاول نشر الملاءات . لم تستطع لأن الرياح حالت دون إستقرار الملاءات، وأتتني فكرة بارعة مفاجئة. قلت لنفسي " وجدتها ". إن ريميديوس الجميلة في حاجة إلى ملاءات للصعود على السماء. في هذه الحالة، فإنالملاءات تمثل العنصر الواقعي. عندما عدت إلى الألة الكاتبة، راحت ريميديوس الجميلة تصعد وتصعد دون أية صعوبات على الإطلاق" إنتهي كلام ماركيز. والحديث عن هذا الهرم الروائي الأخر يطول ويحلو.. فلنفرد له بوست أخر.
                  

09-18-2003, 06:13 AM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: الرايق)

    رايق
    آسف علي التأخير . مشغول انا هذه الايام بوصول العزيز سامر من السودان .
    اشكرك علي الجولة اللطيفة في عوالم ماركيز الواقعية – السحرية ، هناك فاصل بين الواقعية – بين السحرية في عوالم ماركيز . وبين الواقعية والرؤية الروائية كما اسماها علي علي ابوسن او بين الواقعية واللولوة كما اسماها الطيب صالح . ماركيز يتجاوز بابطاله حدود الممكن .
    في كتابه النقدي الساخط علي الجميع -غواية الشحرور الابيض - قال محمد شكري الروائي المغربي صاحب الرواية الشهيرة الخبز الحافي .
    قال . الابداع هو ان تخلق من اشخاص عاديين اساطير . شخوص خارقة للعادة كما يفعل جابريا ماركيز والطيب صالح . اذن فالمقارنة بين ماركيز والطيب صالح قديمة وحلال .
                  

09-16-2003, 02:34 AM

Outcast
<aOutcast
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 1029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: mutwakil toum)

    I may not be an Art Critic, but I read the two books anyway.
    The basic question is: why almost everyone agrees on this post that what Ali Abusin is claiming is TRUE. None of you had occured to him that the man might be "imagining" (to put it mildly) that he is the character of Mustafa Saeed, and why do you assume that what he is claiming about his "adventures in the west" are real stories and not something from his own imagination.

    I read Ali Abusin's book, and in my humble view, the man has an "inflated self-image" and an "egocentric male personality", I guess like almost all "Arabic or Eastern" men, they love to brag about their masculinity; in my real life, I have heard a lot of many stories along the same lines i.e. the guy who makes the women (white women, for that matter)fall for him.

    To go back to the basic question, what makes "The Season of Migration to the North" a piece of Art is the success of the writer in weaving the threads of the whole story and the characters involved (not just Mustafa Saeed) in the time and context where the events are taking (or not taking) place.

    -------------------------------------
    NOT A CRITIC....JUST A READER WITH A COMMON SENSE.
                  

09-16-2003, 07:54 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: mutwakil toum)

    Quote: To go back to the basic question, what makes "The Season of Migration to the North" a piece of Art is the success of the writer in weaving the threads of the whole story and the characters involved (not just Mustafa Saeed) in the time and context where the events are taking (or not taking) place.

    الاخ اوت كاست اتفق معك دون ادني تحفظ
    ولا اعتقد ان الاخ متوكل يري غير ذلك
    ان الحديث عن استلهام الطيب صالح لشخصيات من الواقع في عالمه الروائي والقصصي،حديث مشروع والطيب نفسه يقر بذلك في كتابه -ملامح من سيرة ذاتية الذي حرره طلحة جبريل كما وررت الاشارة في مقالنا .لذلك ينبغي الا ينظر الي اي حديث من هذا النوع علي اعتبار انه يمثل محاولة للنيل من موهبة وعبقرية الطيب صالح
    كنت ومازلت اعتقد ان موسم الهجرة الي الشمال اعظم رواية كتبت في اللغة العربية حتي الان.وان قراءة كتاب ابوسن لم تزدني سوي ايمانا بعبقرية الطيب صالح.لذلك ختمت مقالي ،موضوع هذا النقاش بهذه العبارات
    Quote: ولكن مهما يكن مصطفى سعيد الأصلي ومهما تكن المصادر الواقعية التي استلهم منها الطيب صالح تصوير عوالم موسم الهجرة إلى الشمال ستظل هذه الرواية فريدة في تاريخ الرواية العربية والعالمية . وستظل شخصية بطلها مصطفى سعيد علامة من علامات عبقرية الطيب الروائية . فقد نجح في أن يخلق من هذه الشخصية شخصية أدبية خالدة تقف جنبا إلى جنب مع الشخصيات الأدبية الأكثر شهرة في تاريخ الأدب العالمي مثل : أوديب و هاملت وعطيل ودون جوان ودون كيخوت وفاوست وغيرها . وقد كانت هذه الشخصية وسوف تظل بغموضها الساحر وتركيبها المعقد مثار التفسيرات والتأويلات المختلفة إلى ما شاء الله .


                  

09-18-2003, 05:46 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: mutwakil toum)

    في احاديثه المنشورة ،ذكر الطيب صالح ،علي ابو سن
    ثلاث مرات؛ مرتان ذكره بالاسم .والمرة الثالثة،اشار اليه بدون التصريح باسمه
    المرة الاولي كانت في سياق حديثه عن صديقه المرحوم، اكرم صالح،في الحلقات التي نشرها عنه ،بالصفحة الاخيرة التي كان يحررها بمجلة المجلة تحت عنوان- نحو افق بعيد.حيث ذكر علي ابو سن بقوله
    " من ارومة باسقة في السودان.متوقد الذهن.كان يقرأ نشرة الاخبار،وكانه يتفضل بها علي الانجليز"
    المجذوب والذكريات - الجزء الاول ص 124

    المرة الثانية كانت،في كتاب:علي الدرب ..مع الطيب صالح - ملامح من سيرة ذاتية،الذي اعده طلحة جبريل.وذلك في الفصل الذي تحدث فيه الطيب صالح عن اصدقائه، من السودانيين ومختلف الجنسيات.وكان علي ابو سن اخر من تحدث عنه الطيب صالح وفي اسطر قليلة
    " وعلي ابو عاقلةابو سن الذي عرفته في لندن،فقد عمل معنا فترة في البي .بي.سي.ثم عمل بالخارجية وعاد الي السفارة في لندن،وهو اديب مرهف الحس ،وراوية للشعر وحافظ الكثير من شعر اهله الشكرية،الي جانب ذكاء شديد،ودقة ملحوظة،وهو من اوائل من اطلعوا علي محاولاتي القصصية"
    علي الدرب مع الطيب صالح - ملامح من سيرة ذاتية ص 109

    ولعل الجملة الاخيرة في حديث الطيب ،"من اوائل من اطلعوا علي محاولاتي القصصية" مهمة جدا في كشف العلاقة بين الطيب وعلي ابو سن.في هذا السياق يقول ابو سن
    "..في نهاية الجلسة،ونحن ننصرف في الطريق ،اقترب مني الطيب صالح باحترام لم اعهده،وقال لي :حديثك اليوم ادهشني واعجبني،لم اكن اعرف انك متبحر في المدارس النقدية الي هذه الدرجة.بهذه المناسبة اريد ان غدا ان اطلعك علي قصة قصيرة كتبتها ،اريد رايك فيها،وارجو ان لا تخبر احدا بهذا الامر
    في صباح اليوم التالي جاء الطيب صالح الي مكتبي وسلمني القصة القصيرة.كان عنوانها :دومة ود حامد. اعجبنتي القصة جدا، واستغربت حرصه علي اخفاء كتابته عن الناس.حينما التقينا ساعة الغداء حدثته بذلك،وحينما اقترحت عليه نشرها رفض الفكرة بشدة وحاول نزع الورقة
    من يدي!قلت له اسمع،انا لن اعيد اليك هذه القصة ما لم توافق علي نشرها.وضعت القصة في جيبي وتركته جالسا في الكافتيريا يداه علي خديه وعدت الي مكتبي
    بعد ثلاثة ايام جاءني الطيب ضاحكا وقال:يا سيدي خلاص انا وافقت،لكين منو البنشرها لينا؟ قلت انا واثق ان اي مجلة ادبية سترحب بنشرها..ونشرت القصة اول ما نشرت في العدد الاول من مجلة حوار .ظل الطيب ينتظر ردود الفعل والتعليقات في خوف وقلق.وحينما لم يسمع شيئا اصيب باحباط قاتل جعلني اندم علي الحاحي بشان نشرها.وبعد ان يئسنا تماما وقرر الطيب انه لن يكتب بعد ذلك،وصلني خطاب من العم الصديق جمال محمد احمد،وكان سفيرا في اديس ابابا..وفي اخر سطرين من الخطاب قال لي :قل للطيب صالح ان قصته اعجبتني بقدر ما غاظتني" حينما قرات تعليق جمال قفزت من معقدي وجريت جريا الي مكتب الطيب صالح..دخلت علي الطيب وقرات عليه تعليق جمال ،فتهلل وجه العابس وبدا كانه ولد من جديد.وبعد لحظة صمت قال:الان استطيع ان اواصل الكتابة ونشر ما اكتب.جمال لا يعرفني شخصيا ولا يمكن ان يذكرني،ولكنني احترم رايه واقدره

    بعد اكثر من ربع قرن من وصول هذا الخطاب،اشار اليه الطيب صالح في مقالة يؤبن فيها جمال،نشرها في عدد الجمعة 6 مارس سنة 1987
    من صحيفة الايام،قال فيها ما نصه:فارسل لي عن طريق احد اصدقائه المقربين يثني علي قصة نشرت لي .قال ان القصة اعجبته واغاظته في ان واحد.ولم افهم لماذا اختصر الطيب دور ذلك الخطاب وما منحه اياه من طمانينة وثقة بالنفس في اول تجربة له ككاتب قصة،او لماذا اختصرني انا الي -احد اصدقائه- واسقط اسمي!؟"
    المجذوب والذكريات - الجزء الاول ص 114،115
    نشرت مقالة الطيب صالح في تابين جمال بكتاب :جمال محمد احمد ،سيرة كاتب سرة شرق،وورد فيها الملاحظة التي اشار اليها علي ابوسن
                  

09-18-2003, 05:01 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: mutwakil toum)

    Quote: The basic question is: why almost everyone agrees on this post that what Ali Abusin is claiming is TRUE. None of you had occured to him that the man might be "imagining" (to put it mildly) that he is the character of Mustafa Saeed, and why do you assume that what he is claiming about his "adventures in the west" are real stories and not something from his own imagination.


    اولا يا اخ اوت كاست لا بد من التاكيد ان لا احد قال ان مصطفي سعبد هو علي ابو سن
    الاخ متوكل استعمل تعبير موفق جدا هو:ان ابوسن اوحي للطيب صالح بشخصية مصطفي سعيد.والفرق كبير.وانا طرحت ملاحظات واسئلة.وقلت ان صاحب المجذوب والذكريات يتحدث عن نفسه وعن علاقته بالمجتمع الانجليزي وكانه مصطفي سعيد،وتساءلت: هل حقا افاد الطيب صالح في رسم بطله من حكايات ابوسن ومغامراته النسائية؟ولكني لم اعطي جوابا قاطعا،واكتفيت برصد اوجه الشبه بين مواقف الشخصيتين

    ثانيا:اما عن مصداقية ما اورده علي ابوسن ،في حديث الذكريات،فلا اعتقد ان شيخا في مشارف السبعين ،يمكن ان يفبرك سيرة حياته بحثا عن مجد وشهرة زائفة.والا لما ظل صامتا طيلة هذه السنين،قبل ان تولي ايام المجد والشباب.كل ما هنالك ان ابو سن كتب مذكراته باسلوب لم يعتاده السودانيون في الحديث عن الذات.فكتابة السيرة امر جديد علينا،وهل السيرة الذاتية ،غير حديث عن الذات،والا ما سميت ذاتية!؟
    وقد اوردت في مقالي بعض التحفظات عن اسلوب حديثه عن بعض الشخصيات

    ساورد هنا الجزء الذي يوضح ،في مقالي ،اوجه الشبه بين حكايات ابوسن ومصطفي سعيد

    يروى صاحب ( المجذوب .. والذكريات ) الكثير من التجارب والأحداث التي حدثت له في لندن والتي تشبه إلى حد كبير تلك التي حدثت لمصطفى سعيد في رواية موسم الهجرة إلى الشمال . حتى قصص الانتحار التي تسبب فيها مصطفى سعيد لثلاث فتيات في موسم الهجرة يحدث بعضها لعلي أبو سن مع صديقته سو دينزديل والتي يقول عنها : " سو المرأة الجميلة بنت التاسعة عشرة ، لدهشتي ، لم تعرف في حياتها رجلا غيري ، التي قاتلت من أجلي ، تنتحر ؟؟ "

    حدث ذلك عقب عودة الكاتب إلى الخرطوم سنة 1963 للالتحاق بالخارجية وكان قد وعد صديقته سو أنه سوف يعود إلى لندن بعد أسابيع قليلة ولما تأخر وصلته برقية من صديقة عربية في ال بي بي سي تقول فيها أن " سو " ترقد في المستشفي في حالة خطرة أنها حاولت الانتحار ، ويقول أن قصة محاولة انتحار سو أصبحت حديث ال بي بي سي لفترة طويلة وقد نسجت حول علاقته بها قصص كثيرة .

    ومن المواقف المثيرة التي يرويها الكاتب عن علاقته بسو ، أنه عندما هجرها مرة في صيف عام 1962 خوفا من جنون إلحاحها على الزواج منه مرضت وغابت عن العمل . وذات يوم فوجئ بوالديها يطرقان باب شقته ويطلبان منه العودة إلى سو ، قالت له والدتها : " لقد وافقنا أن تعود إليك سو ، أرجوك أعتني بها . إنها طفلتنا الوحيدة ، لقد حاولنا فعلا إبعادها عنك ولم ننجح ، وهي الآن مريضة جدا ونحن قلقون عليها جدا . أرجوك أعتن بها " . " .. ولم ينبس الرجل المهيب ، مدير دار ماكميلان بكلمة ا استدارا وغادرا ولمرة واحدة التفتت الأم وابتسمت لي بعينين باكيتين " .

    أن موقف والدي سو مع الكاتب يذكرنا بذلك العطف المسيحي الذي قوبل به مصطفى سعيد بطل الرواية من المجتمع الإنجليزي رغم اتهامه بالتسبب في انتحار ثلاث نساء وقتل امرأة . فزوج ايزابيلا سيمور جاء إلى المحكمة شاهد دفاع لا اتهام : " كان رجلا نبيل الملامح والخطو ، رأسه الأشيب يكلله الوقار ، وتجلس على سمته مهابة لا مراء فيها . قال في الصمت الذي خيم على المحكمة . الإنصاف يحتم على أن أقول أن ايزابيلا زوجتي كانت تعلم أنها مريضة بالسرطان كانت في الآونة الأخيرة قبل موتها تعاني من حالات انقباض حادة ، قبل موتها بأيام اعترفت لي بعلاقتها بالمتهم قالت إنها أحبته وأنه لا حيلة لها ، كانت طول حياتها معي مثال الزوجة الوفية المخلصة وأنا بالرغم من كل شئ لا أحس بأي مرارة في نفسي ، لا نحوها ولا نحو المتهم إنني فقط أحس بحزن عميق لفقدها " .

    وبالرغم من أن الكاتب تخذله صراحته أحيانا فيستعمل ضمير الغائب في الإشارة إلى مصطفى سعيد بحسبانه صديقا أو زميلا له حتى يخيل إليك أنه يقصد بذلك أحمد قباني إلا أنه لدى التدقيق يتكشف لك أن مصطفى سعيد المقصود هو الكاتب نفسه ولا أحد سواه ، فالكاتب ينسب وقائع معينة إلى مصطفى سعيد ثم ينسى أنه سبق أن نسب ذات الوقائع إلى نفسه ، كقصة البارونة التي استأجر منها شقة في منطقة وست همستيد والتي أصر المجذوب على زيارتها عندما زار لندن سنة 1968 لارتباطها بحديث الذكريات . وقصة الفتاة انجيلا التي ورد ذكرها في سياق قصة البارونة باعتبارها صديقة لمصطفى سعيد مع أنه سبـق أن أشـار إليهـا كصديقة لــه و كمثال على المكانة الاجتماعية السامية ( الأرستقراطية ) لصديقاته من ذوات العيون الخضر .

    وإذا كانت قصة محاولة انتحار صديقة الكاتب سو دينزديل تنطوي على الإشارة إلى قصص انتحار صديقات مصطفى سعيد بطل رواية الطيب صالح فإن حكاية إحدى صديقات الكاتب التي تطلب منه أن يقتلها بالسكين لتفنى فيه ولتصعد إلى السماء في ذلك الجو السحري المضمخ برائحة البخور والصندل والدلكة ، يتماثل مع مشهد محوري من مشاهد ( موسم الهجرة إلى الشمال ) إلا وهو مشهد ليلة مقتل جيـن مورس على يد مصطفى سعيد . يقول صاحب " المجـذوب .. والذكريـات " : " .. أما الجانب الآخر من حكاية غادة السمان فهو حكايتها مع الصديق الزميل مصطفى سـعيد فإذا كانت قد رأت لون يدي كعود صندل أشعلت فيه النار فقد قررت صديقة لها أن تطلب الفناء في مصطفى سعيد . طلبت فيها منه أن يشعل النار فيها بالسكين ا طلبت منه أن يقتلها ا كان ذلك في ليلة عاصفة اختلط فيها عصير العنب بقصائد نزار قباني .. حبلي ، القصيدة الشريرة ، رسائل لم تكتب لها ، أوعية الصديد ا حينما أكتشف نزوع غادة وصديقتها إلى ال EXOTIC أعد لها سهرة سودانية أصيلة بالبخور والصندل والدلكة وبعض الديكور السوداني . ظنتهما أول الأمر طقوس ممارسة السحر كما في أوربا وأمريكا . لم تكن هي وحدها التي اكتشفت أن ذلك هو السحر بعينه ، هو أيضا اكتشف ذلك لأول مرة . وحينما سألها مصطفى سعيد لماذ1 تصر على أن تموت في ذلك الحال بالذات ، قالت أنها تريد أن تصعد إلى السماء مع دخان الصندل وصوت فيروز " .

    امتزاج الحب واللذة بالموت والألم هو ما يوحد بين مشهد علي أبو سن وصديقته ، ومشهد مقتل مصطفى سعيد لجين مورس . يصف الطيب صالح المشهد على لسان بطله بقوله : " .. وضعت الخنجر بين نهديها وشبكت هي رجليها حول ظهري .. ضغطت ببطء ببطء .. قالت بألم : يا حبيبي ، ظننت أنك لن تفعل هذا أبدا وضغطت الخنجر بصدري حتى غاب كله بين النهدين . أحسست بدمها الحار ينفجر من صدرها . أخذت ادعك صدرها بصدري وهي تصرخ متوسلة : تعال معي ، لا

    تدعني أذهب وحدي .. قالت أحبك وقلت لها أحبك ونحن شعلة من اللهب ، حواف الفراش السنة من نيران الجحيم ورائحة الدخان أشمه بأنفي وهي تقول لي : أحبك يا حبيبي ، وأنا أقول لها أحبك يا حبيبتي ، والكون بماضيه وحاضره ومستقبله اجتمع في نقطة واحدة ليس قبلها ولا بعدها شئ " .

    وفي إشارة إلى هذا المشهد قال الطيب صالح أنه عندما كان يكتب موسم الهجرة إلى الشمال كان واقعا تحت تأثير فرويد . فالبنسبة إلى فرويد ، كما يقول ، الصراع في الحياة يقوم بين ايروس ( الحب ) وثاناتوس ( الموت ) ولعل هذا الصراع لا ينتهي إلا لحظة التقاء الايروس والثاناتوس وامتزاجهما معا حيث السعادة الكاملة واللذة الكاملة وهو ما تمنته كل من صديقة علي أبو سن عندما طلبت الفناء فيه وجين مورس التي لم تحس بالحب الحقيقي لمصطفى سعيد إلا لحظة قتله لها . ولكن مأساة الوجود تكمن في أن لحظة انحلال الصراع بين الحياة والموت ، لحظة امتزاج اللذة بالألم هي لحظة انتهاء الحياة ذاتها في هذا العالم .

    وذات الرغبة ، رغبة الفناء بنار الحب كانت قد تمنتها ايزابيلا سيمور في لحظة من لحظات النشوة النادرة التي جمعتها بمصطفى سعيد قائلة : " أنت إلهي ولا إله غيرك ، أحرقني في نار معبدك أيها الإله الأسود ، اقتلني أيها الغول الأفريقي . دعني أتلوى في طقوس صلواتك العربيدة المهيجة " . وهذه الطقوس التي ظنتها صديقات صاحب " المجذوب والذكريات " سحر وظنتها صديقات مصطفى سعيد في " موسم الهجرة إلى الشمال " بأنها صلوات ما هي إلا بخور الصندل والند والدلكة وبعض الديكور السوداني .

    وعن حكاية الديكور السوداني هذه يقول الطيب صالح على لسان بطله واصفا ديكور غرفته بلندن : " … الصندل والند وريش النعام وتماثيل العاج والأبنوس والصور والرسوم لغابات النخل على شطآن النيل ،أشجار التبلدي في كردفان وفتيات عاريات من قبائل الزاندي والنوير والشلك ، المعابد القديمة في منطقة النوبة .. السجاجيد العجمية والستائر الوردية " .. نفس الأساليب والحيل للإيقاع بالفريسة . " .. شيلا غرينود .. دوختها رائحة الصندل المحروق والند .. كانت تبتسم في الصورة وفي جيدها عقد من العاج … كانت تقول له : أمي ستجن وأبي سيقتلني إذا علما أنني أحب رجلا أسود ولكني لا أبالي . كانت تقول له أروع لونك الأسود ، لون السحر والغموض والأعمال الفاضحة … "

    ولا يتردد صاحب " المجذوب والذكريات " في الحديث عن افتنان النساء بوسامته وجاذبيته والمعاملة الخاصة التي كان يعامله بها الإنجليز حتى أطلق عليه زملاءه في ال بي بي سي THE HAPPIEST FOREIGNER IN ENGLAND ، وفي إشارة إلى ذلك النجاح الذي أصابه في إنجلترا يقول إن العبارة المفضلة للطيب صالح عندما يتحدث عنه أمام الآخرين كانت : " نحن في السودان نصدر ثلاثة أشياء … القطن ، والصمغ العربي ، وعلى أبو سن … "

    كانت صديقاته كلهن من الطبقة الأرستقراطية … سو دينزديل ، أبوها مدير دار ماكميلان ومن أقرباء هارولد ماكميلان رئيس وزراء بريطانيا ، انجيلا كلارك ، والدها مدير أحد البنوك الكبرى والتي دعته ذات مرة إلى حفل أقامه والدها في ناد خاص لم يكن في ذلك الحفل أجنبي واحد غيره . هذه القصة التي رسمها الكاتب لقصة نجاحه في المجتمع الإنجليزي تستدعى إلى الذاكرة المكانة التي حظي بها مصطفى سعيد في رواية الطيب صالح في ذلك المجتمع ، : " .. يظهر أنه كان زير نساء ، خلق لنفسه أسطورة من نوع ما .. الرجل الأسود الوسيم المدلل . كما كان يبدو واجهة يعرضها أفراد الطبقة الأرستقراطية الذين كانوا يتظاهرون بالتحرر ، يقل أنه كان صديقا للورد فلان كان أيضا من الأثيرين لدي اليسار الإنجليزي … ".

    ولعل قصة الكاتب مع تلك الممثلة الهندية واحدة من نوع تلك الأساطير النسائية التي خلقها مصطفى سعيد أو قل علي أبو سن ، لنفسه . جاءت تلك الممثلة الفاتنة في زيارة إلى البي بي سي تحفها حاشية من الحرس كأنها ملكة ، لم تسلم على أحد ولم تلتفت ولكنها لمحت ( مصطفى سعيد ) توقفت والتفتت ناحيته وألقت إليه بالتحية ودخلت في حديث معه ثم أخرجت قلما من حقيبتها وكتبت عنوانه ، وبعد فترة فوجئ بها تزوره في شقته في وست هامستد ، رحب بها وأكرمها ، راودها فلم تستجب ، وعندما سألها عن سبب زيارتها إليه أجابت : " أردت فقط أن أعرف ما هو هــذا السـر الـذي فيـك والـذي يجعـل جميـع الفتيـات فـي البـي بـي سـي يتحدثـن عنـك " .
                  

09-18-2003, 10:10 PM

Outcast
<aOutcast
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 1029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سـطـو الطيب صالح لعلي ابوسن (Re: mutwakil toum)

    Ustaz Agab Alfaya:

    I do enjoy your indepth analysis which I find, just as a regular reader both credible and enjoyable. As I said before, I am not a critic or a professional writer, I am just a reader, and a good one I consider myself.

    ثانيا:اما عن مصداقية ما اورده علي ابوسن ،في حديث الذكريات،فلا اعتقد ان شيخا في مشارف السبعين ،يمكن ان يفبرك سيرة حياته بحثا عن مجد وشهرة زائفة.والا لما ظل صامتا طيلة هذه السنين،قبل ان تولي ايام المجد والشباب.كل ما هنالك ان ابو سن كتب مذكراته باسلوب لم يعتاده السودانيون في الحديث عن الذات.فكتابة السيرة امر جديد علينا،وهل السيرة الذاتية ،غير حديث عن الذات،والا ما سميت ذاتية!؟
    وقد اوردت في مقالي بعض التحفظات عن اسلوب حديثه عن بعض الشخصيات

    I may be wrong, but somehow, the same style that he used to talk about women, love, and relationship in his book is what made me question the credibility of the stories (may be magnified, glorified,..etc.), as a reader I do have the right to accept or reject some or all of the events on the book, and after all it is a biography and you can choose whether to believe all/part or the events or not.

    I know one thing, maybe Ali Abusin and Mustafa Saeed are both womanizers (which the writer of Almajzoub Wa Alzikriat obviously admits), they are two womanizers with different perspectives on life, love, and a whole set of other issues.

    اولا يا اخ اوت كاست لا بد من التاكيد ان لا احد قال ان مصطفي سعبد هو علي ابو سن
    الاخ متوكل استعمل تعبير موفق جدا هو:ان ابوسن اوحي للطيب صالح بشخصية مصطفي سعيد.والفرق كبير

    I think the title of the post says it all.

    (عدل بواسطة Outcast on 09-18-2003, 10:25 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de