مواضيع توثقية متميزة

العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2004, 03:26 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة

    يسعدني أن اقدم لاعضاء البورد العميد أ.ح. عبد الرجمن خوجلي وهو غني عن التعريف ويشهد الكثير من العسكريين السودانيين كذلك السياسيين لدوره الرئيسي في اعادة بناء تنظيم الضباط الاحرار في فترة السبعينات من القرن الماضي وكذلك تعرفه عضوية التجمع الوطني الديمقراطي كقائد من قواد القيادة الشرعية للجيش السوداني. يكتب اليوم العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي تعليقه عن كتاب الفه العميد أ.ح. عصام الدين ميرغني طه عن الجيش السوداني والسياسة في شكل وقفات.

    ولكم التحية

    جمال الدين بلال
                  

01-07-2004, 03:33 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    متشجان، بداية شتاء 2003

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة الأولي

    في مطلع ربيع هذا العام، اطلعت على كتاب الجيـش السوداني والسياســة للكاتب عصـام الديـن ميرغني (أبو غسان) ولقد اعتدت على قراءة كتب المذكرات واليوميات والفضفضة منذ زمن بعيد واحس دومـا عند قراءتـها براحة ذهنـيـة ونـفـسية تضيـف على الانسان احسـاسـا بالمسرة والبهجة والمرارة احيانا لأنها تعكس وقائع الحياة اليومية للناس بحلوها ومرها.
    أول كتاب قراءته في هذا الاطار كان كتاب ذكرياتي في البادية للاستاذ حسن نجيلة في الستينات من القرن المنصرم واخرها كتاب الدكتور بطرس غالي "طريق مصر للسلام" وقد كان سردا رائعا للاحداث وتحليلها والتي انتهت باتفاقية كامب ديفيد العروفة ويختلف الناس في تأييدها ومعارضتها باراء موضوعية ومثيرة للكثير من الجدل.
    أما هذا الكتاب الذي جاء نهجه في قائمة هذا النوع من الكتابة، لم يكن في روعة كتب المذكرات التي قرأتها انفا. سبق في اختيار هذا العنوان للكتابة أولا العميد أ.ح. عبد الرازق عبد الرؤوف الفضل عندما قدم بحـثا بعنـوان "الجيش والسـياسـة" لـنـيل درجـة الماجستـيـر من جامعة الخـرطـوم، معـهـد الـدراسـات السـيـاسـيـة والاستراتـيـجـيـة. وثانيا العقيد (م) محمد محجوب عثـمان "الجيش والسـياسة في السودان" والمعروف عنه مشاركته في حركة علي حامد وكبـيـدة في 9/11/1959 وكـان وقـتـها برتبة ملازم و حكم عليه بالطرد من الخــدمة والسجن مدى الحـيـاة ثـم تــمت اعــادتــه لـلخدمــة بعــد 25/5/1969 برتية رائد ومذكراته في رأي لم تكن دقيقة في سردها للاحداث، هـذا وقد ضـمـن عصام ميرغني هذا الكتاب في قائمة مراجعة.
    جاء اخراج الكتاب في طباعة فاخرة وبتكلفة مادية عالية تحت زعم انها دراسة تحليلية للانقلابات العسكرية ومع ذلك لم تكن محتويات هذا الكتاب صادقة في ابرازها وقائع تاريخ العمل السياسي في الجيش ويبدو انها كتبت لتحقيق أغراض سياسية متعلقة بالمؤلف ورئيسه العميد(م) عبد العزيز خالد في تنظيم قوات التحالف السوداني ولقد اعتــاد الكاتــب التــجني على النــاس بالباطــل في العديد من الحوارات التي نشر بعض منها في جريدة الاتحادي الدولية التي كانت تصدر بالقاهرة. لذا نـجـده قـد ذهب في سرد الاحداث بصورة مجافية تماما للواقع والكتابة على هذه الوتيرة سبقه اليها الكثيرون من مزيفي تاريخ الشعوب والمكتبات حافلة بمثل هذه الاصدارات وهي لا تضيف أي شيئ مفيد لرصيد الانسانية بقدر ما تثير كثيرا من الاشمئزاز والغثيان. ولكن مع هذا الموقف الى متى ساظل صامتا عن التعليق لاجلاء الحقائق؟؟ وأنا ادرك جيدا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس...و اتفق في هذا الرأي مع صديقي العميد أ.ح. هاشم الخير بأن التعليق على هذا الكتاب واجب ويستحق الرد عليه بكتاب يفضح بنيانه الهش ولكن ظروف الواقع هنا في امريكا لا تتيح المجال لذلك. باختصار هنا يجد الانسان نفسه في حالة ارهاق شــديــد ومتــواصل مع العمل لتوفير قدرا يسيرا من متــطلبــات الحـياة الاسرية. لذا قررت التعليق على شكل وقـفـات متى سمحت بذلك الظروف.
    مدخلنا لهذه الوقفة مقدمة الكتاب التي تحدث فيها الكاتب عن خيبة الديمقراطية والحلقة الشريرة
    - نظام مدني، نظام عسكري-، ولكن حقيقة، أن الوضع السـيـاسي في السـودان تجـوبه كثـيـرا مـن المشاكل السياسية اتاحت الفرصة لحفنة من السياسيين والعسكريين التأمر والانـقـلاب على السلطة الشرعية. ندرك جميعا أن معظم الانقلابات العسكرية لا يخطط لها وينفذها العسكريون وحدهم إنما يكون للسياسيين دورا اساسيا في التخطيط والتحفيز باستغلال ظروف عدم الاستقرار السياسي ومن ثم يسلب الحكم وتصادر الحريات وتفرض انظمة قمعية شمولية تعسفية تحدث اضرارا كثيرة في البلاد. لقد تضررت معظم دول العالم الثالث من هذه الافكار، وليس صحيحا ان هناك نظرية تسمى "نظرية الخلاص" تدعي بأن الجيش لا يعمل بالسياسة وأنه فوق السياسة، لكن في اللحظات الحرجة، وعندما تتعرض البلاد للخطر يظهرالجيش على مسرح الاحداث وينقذ الأمة. هذه مقولة غير صحيحة وباطلة وليس هنااك ما يبررها. فالمعروف ان انشاء الجيوش واتخاذ قرار الحرب كلها قرارات سياسية والجنرال كلاوزفيتز عرف الحرب بأنها استمرار للسياسة باستخدام القوة، أي استخدام الجيش عندما تفشل الطرق السلمية لتحقيق الاهداف السياسية. وما تسوقه أي مجموعة "عسكرية/مدنية" لتغويض السلطة الشرعية في البلاد غير صحيح وكما يمكن أن يقال في هذا المجال أن هذا سلوك انتهازي للاستيلاء على السلطة للتسلط على الشعوب باسم الجيش. وفي خاتمة المقدمة يعتذر الكاتب عن عدم تمكنه من حوار الاطراف المعنية بالاحداث لظروف المنافي والغربة. اقول لـلسـيد العـمـيد عصام الديـن، عالم اليـوم اصبح قرية صغيرة يمكن الوصول فيه الى أي مكان وامتلاك المعلومات دون عناء بواسطة شبكات المعلومات المتعددة الاغراض. الفرصة كانت متاحة لـلكاتب ليصل لمعظم المعنيين بالاحداث لأن الغرض من الاتصال هو تنشيط الذاكرة والاعتماد على معلومات متكاملة عن وقائع التاريخ ولكنه فضل الكتابة بقصد تحقيق أغراض معينة فكان له ما اراد وقدم ما يراه مناسبا وملائما له، ولنا و لغيرنا الحق في ابداء الرأي فيما كتبه.
    واقول للسيد العميد أ.ح. عصام الدين في نهاية هذه الوقفة الاولي انني في ربيع هذا العام ارسلت للسيد العميد السر العطا نسخة من هذا الكتاب ولم يكن سعيدا بما جاء فيه خاصة وانك قد ذكرت انه كان ضمن المفقودين وقد عثر علية فيما بعد في مستشفى "كتغدم" بيوغندا كما جاء في رواية النهر الأخضر ص 460 " جاءت المعلومات الأولية أن الموقف في منتصف شهر ديسمبر حيث تأكد أن المجموعة المفقودة مع قوات وليام نون وقد قام بترك قائد المجموعة العقيد السر العطا الذي يعالج من مرض شديد في ذلك الوقت باحدى الكنائس في منطقة اكتوس وسلمه للقس جون يبرس الذي نقله لاحقا إلى مستشفى كاثوليكي في مدينة كتغدم اليوغندية قرب الحدود".
    والواقع يخالف هذه الرواية تماما، لأن عملية احضار العقيد السر العطا تمت باجراءات طويلة قمت بها أنا بالتشاور مع الفريق عبد الرحمن سعيد والمرحوم وليام نون. لقد حضر الفريق عدة مرات لنيروبي شخصيا لمتابعة هذا الموقف وتم احضار العقيد السر العطا لنيروبي وادخل لمستشفى مسابا لاجراء الفحوصات الطبية و نيل العلاج اللازم. قبل ذلك اجرى معي الزميل كمال حامد حوارا لمجلة الوسط وهو زميل دراسة للسر بعطبرة وتساءل عن الحقائق حول وضعه وأكدت له في ذلك الحوار بأن السيد العقيد السر العطا على قيد الحياة وسنعمل لاحضاره وستسمع وترى ذلك وقد كان.
    أنشأت القيادة الشرعية مكتبا للاتصال في نـيـروبي في 15/9/1991 كلفـت أنا بالاشـراف عليه وكانت من ضمن مهامي ارسال الوثائق المتعلقة بالتنسيق مع الحركة الشعبية. وقد قمت اثناء اشرافي على هذه المهام اختيار اسماء حركية لكثير من العسكريين منهم أبو حاتم ويمكن الرجوع اليه للتحقق من صحة هذه العلومات بالاضافة لاختياري لاسمك الحركي –ابو غسان- وتؤكد ايضا كثير من الفاكسات الصادرة من مكتب الاتصال في نيروبي صحة المعلومات التي قمت بايرادها. وقد ارسلت لي انت خطاب بتاريخ 31 اغسطس 1992 بنيروبي لازلت احتفظ به كمرجع للتاريخ.
    اما تواجد السيد العميد الركن عبد العزيز خالد في تلك الفترة في نيروبي ورسائله بالاسم الرمزي النهر الأخضر، فهذه قصة أخرى تماما لم يحن الوقت لنشر تفاصيلها.
    واكتفي بهذا القدر في هذه الوقفة الاولى والتي حاولت ايجازها بقدر المستطاع فخير الكلام ما قل ودل فالزبد يذهب جفاء ويمكث في الارض ما ينفع الناس.
    سوف اتناول في الوقفة القادمة للتنظيمات العسكرية واركز فيها على تنظيم الضباط الاحرار في الفترة 1974-1977


    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
    بداية شتاء 2003
                  

01-14-2004, 04:27 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    عزيزي التوم نتشوق لمعرفة المزيد من التوضيحات
    بخصوص المرحله التاريخية الهامة من بلادنا
                  

01-07-2004, 04:20 AM

Abomihyar
<aAbomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أشكرك ياد. جمال وأشكر العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
    والعميد أ.ح. عصام الدين ميرغني طه لتحريككم
    هذه البحيرة الساكنة..وأتوقع أن يفيد هذا
    الحوار كثيرا في قطع الطريق أمام العسكريين
    المغامرين والساسة الذين يضيقون بالديمقراطية.
    أشكرك مرة أخرى يادكتور وآمل أن أجد عندك
    الكتاب المشار اليه، كما آمل في استمرار
    نشر ما يلي من مساهمات العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي.
                  

01-07-2004, 04:42 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    لك التحيه يا أبو مهيار،
    من المؤكد أن يستمر الأخ العميد أ.ح. عبدالرحمن خوجلي في كتابة تعليقاته. أعلم أن لدى الأخ ابراهيم علي ابراهيم نسخة من كتاب العميد الركن عصام الدين ميرغني وربما يستطيع الأخ العميد أ.ح. هاشم الخير معرفة من لديه نسخ من الكتاب في مدينة ايوا سيتي.

    جمال الدين بلال
                  

01-07-2004, 08:20 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    1- جمال البلال (التوم)
    شكرآ وتحية لنجاحكم في إستنطاق العميد الركن عبدالرحمن خوجلي وياريت لو قدمتموه لنا خاصة وهو من الكوادر النشطة في الجيش ولسنوات طويلة وعاصر عدد من الأحداث الهامة وشارك في بعضها

    2- العميدالركن عبدالرحمن خوجلي
    شكرآ للإستجابة برغم ظروفك الضاغطة ، ونأمل أن تتمكن من الإستمرار برغمها ، وياريت لو أكملت الجهد بكتاب ضافي يتناول الموضوع وفي نفس الوقت يعكس الجانب الآخر من المشهد خاصة وانا لحظت إختلافات وتناقضات غالبآ ناتجة من إفادات المستنطقين الرواة وليس هذا طعنآ في مصداقية أي منهم ولكنه غالبآ مشكلة الرؤية من جانب واحد ، يكملها الآخرون وانت منهم.
    طالعت كتاب محمد محجوب عثمان وبرغم كم المعلومات فيه وحرص محمد محجوب لكن تقاطع بعض ما رواه عن احداث يوليو71 مع رواية عبدالعظيم عوض سرور
    وكذلك الحال في كتاب عصام ميرغني ، وبدأت مطالعة كتاب السر أحمد سعيد ، أتمنى ان تتناول الكتب الثلاث ورفدها بما لديك من معلومات وإضافات في كتابك المأمول
                  

01-08-2004, 06:13 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    الأخ أبو ساندرا، شكرا على المساهمة، العميد عبدالرحمن خوجلي عاكف هذه الأيام لكتابة تعليقه على كتاب العميد عصام الدين ميرغني للأسف فهو ليس عصوا في البورد فهو يكتب مساهماته ويرسلها لنا لنقوم بعرضها على أعضاء البورد. وقد طلب مني أن اشكر كل المعلقين إلى أن يجد هو سانحة للرد عليهم جميعا. ولك التحية وفي انتظار الوقفة الثانية وهي في طور الإعداد النهائي.

    جمال الدين بلال
                  

01-08-2004, 06:30 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    سلام للجميع

    ادناه انشر عرضا لكتاب العميد عصام الدين ميرغني طه؛ كنت قد كتبته بعد اطلاعي علي الكتاب ؛
    وقد نشر العرض في جريدة اخبار العرب الخليجية - بمساعدة الاستاذ فيصل محمد صالح -
    واعيد نشره كذلك في جريدة الايام الخرطومية
    اتمني ان يضيف للحوار الدائر ...

    عادل
                  

01-08-2004, 06:36 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: Abdel Aati)

    سلاح الوعي ووعي السلاح

    عرض كتاب << الجيش السوداني والسياسة >>

    يشكل كتاب الجيش السوداني والسياسة ؛ للأستاذ عصام الدين ميرغنى طه ( أبو غسان) ؛ والصادر في القاهرة في أغسطس الماضي ؛ إضافة ثرة للمكتبة السودانية في جانب مهم من جوانبها ؛ وهو دراسة وتوثيق علاقة الجيش السوداني بالتحولات الدرامية ؛ السياسية والاجتماعية ؛ في سودان القرن الفائت . إن هذه العلاقة لا تزال فاعلة ؛ كما أن هذه التحولات لا تزال تثقل بكلكلها على المجتمع السوداني ؛ وتفرض تأثيراتها عليه ؛ وهو يخطو بكل أزماته وآماله وآلامه في رحاب القرن الحادي والعشرين .

    وتأتى أهمية الكتاب في نظرنا من ثلاثة اوجه رئيسية . الأول منها راجع إلى فقر المكتبة السودانية في هذا الجانب وحوجتها الملحة إلي هذا النوع من الدراسات . ويكفى أن نشير هنا إلى أن الدراسات التي عالجت هذا الموضوع في تفاصيله المختلفة تعد على أصابع اليد الواحدة ؛ نذكر منها الفصل المخصص للسودان في كتاب الباحث الإنجليزي وود " الجيوش والسياسة " ؛ ومذكرات الفريق محيى الدين احمد عبد الله ؛ وكتاب محمد احمد كرار عن الانقلابات العسكرية في السودان ؛ودراسة الأستاذ حيدر طه عن الأخوان والعسكر ؛ ومساهمات محمد سعيد القدال ومحمد محجوب عثمان وعبد العظيم عوض سرور عن علاقة الحزب الشيوعي بالصراعات المسلحة . إن المتابع يلاحظ أن اغلب هذه الدراسات ؛ على قلتها ؛ قد عالجت ثيمة معينة أو حدثا بعينه في تقاطع علاقة الجيش السوداني بالسياسة . أما تميز مساهمة عصام الدين ميرغنى فتأتى من أحاطتها ومحاولتها متابعة الخيط الرابط والتأثيرات لمتبادلة في فترة تقارب القرن من الزمان ؛ في علاقات الجيش والسلطة ؛ وهى بذلك تكتسب أهميتها الإضافية وطابعها شبه الموسوعي .

    ويأتي الوجه الثاني لأهمية الكتاب من موقع الكاتب نفسه ؛ كونه كان ضابطا نشطا بالجيش السوداني ؛ عمل في مختلف وحداته القتالية والفنية حتى وصل إلى رتبة العميد الركن . وارتباطه بالعمل السياسي في داخل القوات المسلحة ؛ من واقع عضويته القيادية في تنظيم "الضباط الأحرار" منذ أوائل الثمانينات في القرن الماضي ؛ ودوره مع زملائه في انتفاضة مارس أبريل 1985 ؛ ومساهمته في صياغة مذكرة الجيش الشهيرة في العام 1988 ؛ ومن بعد دوره الكبير في تنظيم العمل المعارض السياسي والعسكري تجاه نظام يونيو 1989 ؛ والذي تبدى في مبادرته ومساهمته بتنظيم الجناح العسكري للتجمع الوطني الديمقراطي ؛ وذلك عبر تنظيم نشاطات وعمليات القيادة الشرعية للقوات المسلحة ؛ ومن بعد في إسهامه الفاعل في تأسيس التحالف الوطني السوداني وقوات التحالف السودانية ؛ والتي يحتل فيهما موقع نائب رئيس المكتب التنفيذي ورئيس الدائرة العسكرية .

    أما الوجه الثالث فيأتي من منهج الكاتب في إعداد دراسته ؛ والذي جمع بين التوثيق الدقيق ؛ المعتمد على دراسات سابقة ومراجع متيسرة ؛ ووثائق تنشر لاول مرة ؛ ومعلومات تفصيلية من داخل موقع الحدث ؛ تحصل عليها من خلال نشاطه المهني والسياسي ؛ ومنهج التحليل العلمي ؛ والمبنى على استنتاجات وملاحظات وتعميمات نظرية خارجة من رحم التجربة ؛ وموضوعية وتجرد في التناول قل أن نجد نظيرها في مساهمات الكتاب السياسيين ؛ والتزام واضح بالديمقراطية و إصلاح المؤسسة السياسية والعسكرية ؛ نلمحه يظهر في كل ثنايا الكتاب من بداياته إلى نهايته ؛ وخصوصا فيما يتعلق بقضايا احترافية القوات المسلحة ؛ ودورها الوطني في حماية الدستور والقيم الديمقراطية وتطلعات الشعب . كما نجد تحليلا سليما ورصدا دقيقا لمعضلات المشكلة الأهم في تاريخ السلطة والجيش في السودان ؛ وهى مشكلة الحرب الأهلية في السودان ؛ والمستمرة بفترات انقطاع قصيرة ؛ منذ مطلع الاستقلال ؛ ولا تزال .

    ينقسم الكتاب إلى جزئين ؛ مقسمة إلى اثني عشر فصلا . يبدأ الجزء الأول والذي اسماه الكاتب بالجيش والسياسة في السودان من توثيق بدايات الجيش السوداني ؛ و ينتهي بإعداد وتنفيذ انقلاب يونيو 1989. كما يبدأ الجزء الثاني والذي يستعرض المؤلف فيه مقاومة الديكتاتورية العسكرية لنظام يونيو ؛ من اللحظات الأولى لنجاح الانقلاب ؛ ويختمه بتصدع وانقسام القيادة الشرعية للقوات المسلحة ؛ والتنبؤ ببداية ظهور حركة ثورية سياسية - عسكرية جديدة ؛ وخاتمة تحليلية عن علاقة الجيش بالمؤسسة السياسية والصراع السياسي – الاجتماعي في السودان .

    يبدأ الكاتب الفصل الأول بمتابعة جذور السياسة في الجيش السوداني ؛ فيستعرض بدايات نمو الجيش السوداني من قوة دفاع السودان ؛ ويستعرض حركة 1924 كحركة لعبت فيها العناصر العسكرية دورا مقدرا ؛ ثم يتابع الجيش وهو يخطو مع البلاد في درب الاستقلال ؛ كما يتناول الانقلاب العسكري الأول وحكم كبار الجنرالات ؛ والمعارضة التي واجهتهم داخل الجيش ؛ وبداية نمو التنظيمات السياسية السرية داخل الجيش السوداني .

    أما في الفصول الثاني والثالث والرابع ؛ فيتابع قيام انقلاب مايو 1969 ؛ محللا القوى التي حركته والظروف السياسية التي أفرزته ؛ ويتابع الانقسام والصراع الدموي بين مؤسسيه من قادة الجناح الشيوعي والقوميين العرب ؛ ثم يفرد فصلا كاملا لمعارضة الجبهة الوطنية ؛ بدءا من صدام الجزيرة أبا ؛ إلى انقلاب حسن حسين ؛ ويختمه بعرض دقيق لمحاولة محمد نور سعد في 1977؛ ودعوة لإعادة تقييم القائمين عليها . ويتابع المعارضة من داخل القوات المسلحة بدءا من معارضة كبار الجنرالات ؛ وانتهاءا بالتنظيمات السرية المعارضة داخل الجيش ؛ ويحلل علاقة النظام المايويى بالقوات المسلحة ؛و أثره التدميري عليها .

    أما الفصول الخامس والسادس والسابع فيكرسها المؤلف لمتابعة علاقة الجيش بالنظام الديمقراطي وانقلاب 30 يونيو ؛ ويستعرض بالتفاصيل ومن موقع المشارك في الحدث ؛ ظروف وملابسات مذكرة قيادة الجيش في عام 1988 ؛ ويتابع الطريق إلى انقلاب يونيو 1989 ؛ بدءا من رصد علاقة الأخوان المسلمين بالجيش منذ قيام تنظيمهم ؛ واستراتيجية الاختراق التي أعدها ذلك التنظيم للجيش ؛ وبناء التنظيم السري الإسلامي داخل القوات المسلحة . وفى فصل كامل يتابع المؤلف ويكشف بالتفاصيل الدقيقة الطريق إلى الانقلاب ؛ وخطته العامة وخططه التفصيلية المتعلقة بالخداع وتامين السلطة الجديدة ؛ كما يتناول مراحل التنفيذ من بدايتها ؛ والعناصر والمؤسسات والظروف التي أسهمت بالسلب أو الإيجاب في نجاح انقلاب الجبهة الإسلامية وتنظيمها العسكري في 30 يونيو1989.

    وفى الفصلين الثامن والتاسع ؛ يتناول المؤلف الصراع بين نظام يونيو ومعارضيه داخل القوات المسلحة ؛ في سباقهم بين التمكين والتصدي المضاد ؛ فيتناول أسلوب وخطط تمويه الانقلاب ؛ وخطة الجبهة الإسلامية العسكرية والسياسية لتامين السلطة ؛ ويتابع مراحل وخطوات التصدي الأول ؛ من حركة مارس 1990 ؛ والتي شارك المؤلف فيها من مواقع القيادة ؛ كما يتابع مذبحة حركة أبريل (رمضان) 1990 ؛ بدءا من إعداد خطتها ومراحل تحركها ؛ وتسرب أسرارها في اللحظة الأخيرة والتصدي المضاد ؛ ويرصد تفاصيل التحقيق والمحاكمات و الاعدامات مع قائمة الشهداء وسيرتهم ؛ ويتناول ومن بعد بالتفاصيل الدقيقة مواقع قصورها و أسباب فشلها ؛ ويحلل هويتها السياسية باعتبارها حركة ديمقراطية ووطنية ؛ ويستعرض حملات الإدانة للنظام ؛ وينهيها بمرافعة اتهام مبدئية ضد النظام مع تحديد المسؤولية الجنائية والسياسية للمشاركين في المذبحة .

    وفى الفصول من العاشر إلى الثالث عشر ؛ يرصد المؤلف بالتفاصيل والوثائق ؛ سيرة تأسيس الجناح العسكري للتجمع الوطني الديمقراطي ؛ فيبدأ من مولد المشروع وخطواته الأولى ؛ حتى إعلان القيادة الشرعية للقوات المسلحة فى سبتمبر 1990 ؛ ويرصد الصراع السياسي الذي صاحب مولدها ؛ والتغيير النوعي الذي أدخلته في العمل المعارض المسلح ؛ ويتابع من موقع المشارك والمنظم والمحلل عملياتها ؛ بدءا من عملية أنا السودان و أسباب فشلها ؛ وقوات أنا السودان -النهر الأخضر -؛ ويتناول العمليات النوعية ؛ بدءا من العمليات السرية الخاصة ؛ وعمليات خلايا المعارضة السرية داخل الوطن – عملية كوبري الأشراف – متناولها كلها بالرصد والتحليل الدقيق ؛ ويكرس الفصل الثالث عشر للخلافات داخل القيادة الشرعية ؛ وتصارع عقليتين للعمل داخلها ؛ والدور السياسي لبعض القوى في تصعيدها ؛ الأمر الذي أدى إلى انشطار القيادة الشرعية ؛ محللا بنهاية ذلك كل التجربة ؛ ومتنبأ بظهور حركة سياسية - عسكرية جديدة تقوم على أسس مغايرة وتطرح استراتيجية الكفاح المسلح اعتمادا على تحالف القوى العسكرية مع الحركة الشعبية .

    أما الفصل الرابع عشر والأخير ؛ وهو من أهم فصول الكتاب ؛ فيكرسه المؤلف لتحليل الانقلابات العسكرية في السودان ؛ وعلاقة الجيش بالسياسة ؛ فيبحث عن المؤثرات المتبادلة ؛ ويبحث عن الأسباب في بنية كل من النظام السياسي السوداني وبنية القوات المسلحة ؛ ويضع خطوطا للمستقبل يرى فيها الأسس التي تكفل إعادة الجيش إلى سيرة الاحتراف ؛ والنظام السياسي المدني إلى مواقع الاستقرار .

    إن قراءة عامة للكتاب ؛ توضح حجم الجهد الذي بذل في كتابته ؛ وتشير إلى انه قد سد فجوة واسعة في المكتبة السودانية . إن التفاصيل الدقيقة والتحليلات العميقة إنما توضح وعيا عميقا للكاتب بموضوع دراسته ؛ ووعى مماثلا بقضايا الأزمة السودانية ؛ وهى بهذا تنقل قارئ الكتاب من الانطباع الأول ؛ بكونه مجرد مذكرات ضابط سابق في الجيش ؛ إلى كونه عمل منهجي لمفكر وسياسي قدير . إن تجربة عصام الدين ميرغنى الفكرية والسياسية والعسكرية ؛ تعيد للأذهان تجربة على عبد اللطيف ؛ و تتماهى معها في مواقع كثيرة ؛ وان اختلفت الظروف والملابسات والوقائع . إن النتيجة الجديدة التي يصل إليها القاري للكتاب ؛ والمستند على قاعدة سلاح الوعي ؛ أي أن الوعي يصبح سلاحا في يد الماسك به ؛ هي إن السلاح عندما يرتبط بقضايا الوطن ؛ وتدفعه مسؤولية عالية ؛ فانه يولد وعيا جديدا ؛ يمكن أن نسميه وعى السلاح ؛ والذي يعبر عنه عصام الدين ميرغنى وكتابه القيم خير تمثيل .

    والكتاب فوق هذا وذاك مكتوب بلغة راقية شيقة ورشيقة ؛ تجعلك تنتقل ما بين صفحاته التي تقارب الستمائة صفحة باهتمام وتشوق واستمتاع ؛ وهو مطبوع على ورق مصقول وذو غلاف صلب مجلد ذو تصميم فني عال ؛ ومرفق بعدة خرائط ملونة . وقد تفضل الكاتب وارفق به حزمة من أهم الوثائق عن علاقة الجيش والسياسة في السودان ؛ ومنها البيان الأول للثلاثة انقلابات الناجحة في تاريخ السودان ؛ وهى انقلابات الأعوام 1958؛ 1969 ؛ 1989؛ وكذلك مذكرة القيادة العامة للجيش في عام 1988 ؛ والإعلان السياسي العسكري للقيادة الشرعية للقوات المسلحة في 1990 . كما بالكتاب قوائم وبيانات بأسماء القيادات المشاركة في اغلب التحركات العسكرية المعادية للديكتاتورية والتنظيمات السرية في الجيش ؛ وخصوصا في العمل العسكري المعارض و التحركات العسكرية ضد نظام 30 يونيو المتأسلم .


    عادل عبد العاطي – 20 أكتوبر 2002
                  

04-20-2004, 12:57 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    فوق
                  

01-09-2004, 06:08 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    الأخ عادل، لك التحية والتقدير، حقيقة يرغب الأخ العميد عبد الرجمن خوجلي في مشاركة واسعة لنقاش الدور الذي قام به الجيش السوداني وما زال يقوم به في صناعة الأحداث السياسية في السودان ومن المؤكد أن الملخص الذي قمت بصياغته يصب في نفس الاتجاه. لك مرة أخرى تحياتي.

    جمال الدين بلال
                  

01-11-2004, 05:56 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل لي اليوم العميد عبد الرحمن خوجلي الجزء الأول من الوقفة الثانية، وهو بمثابة عرض مختصر للخلفية السياسية لنشأة تنظيم الضباط الأحرار، ارجو ان ينال رضاء المهتمين بعلاقة الجيش بالسياسة في السودان ويحفزهم لمزيد من المداخلات، مع تحياتي.

    جمال الدين بلال


    متشجان، بداية شتاء 2003

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة الأولي

    في مطلع ربيع هذا العام، اطلعت على كتاب الجيـش السوداني والسياســة للكاتب عصـام الديـن ميرغني (أبو غسان) ولقد اعتدت على قراءة كتب المذكرات واليوميات والفضفضة منذ زمن بعيد واحس دومـا عند قراءتـها براحة ذهنـيـة ونـفـسية تضيـف على الانسان احسـاسـا بالمسرة والبهجة والمرارة احيانا لأنها تعكس وقائع الحياة اليومية للناس بحلوها ومرها.
    أول كتاب قراءته في هذا الاطار كان كتاب ذكرياتي في البادية للاستاذ حسن نجيلة في الستينات من القرن المنصرم واخرها كتاب الدكتور بطرس غالي "طريق مصر للسلام" وقد كان سردا رائعا للاحداث وتحليلها والتي انتهت باتفاقية كامب ديفيد العروفة ويختلف الناس في تأييدها ومعارضتها باراء موضوعية ومثيرة للكثير من الجدل.
    أما هذا الكتاب الذي جاء نهجه في قائمة هذا النوع من الكتابة، لم يكن في روعة كتب المذكرات التي قرأتها انفا. سبق في اختيار هذا العنوان للكتابة أولا العميد أ.ح. عبد الرازق عبد الرؤوف الفضل عندما قدم بحـثا بعنـوان "الجيش والسـياسـة" لـنـيل درجـة الماجستـيـر من جامعة الخـرطـوم، معـهـد الـدراسـات السـيـاسـيـة والاستراتـيـجـيـة. وثانيا العقيد (م) محمد محجوب عثـمان "الجيش والسـياسة في السودان" والمعروف عنه مشاركته في حركة علي حامد وكبـيـدة في 9/11/1959 وكـان وقـتـها برتبة ملازم و حكم عليه بالطرد من الخــدمة والسجن مدى الحـيـاة ثـم تــمت اعــادتــه لـلخدمــة بعــد 25/5/1969 برتية رائد ومذكراته في رأي لم تكن دقيقة في سردها للاحداث، هـذا وقد ضـمـن عصام ميرغني هذا الكتاب في قائمة مراجعة.
    جاء اخراج الكتاب في طباعة فاخرة وبتكلفة مادية عالية تحت زعم انها دراسة تحليلية للانقلابات العسكرية ومع ذلك لم تكن محتويات هذا الكتاب صادقة في ابرازها وقائع تاريخ العمل السياسي في الجيش ويبدو انها كتبت لتحقيق أغراض سياسية متعلقة بالمؤلف ورئيسه العميد(م) عبد العزيز خالد في تنظيم قوات التحالف السوداني ولقد اعتــاد الكاتــب التــجني على النــاس بالباطــل في العديد من الحوارات التي نشر بعض منها في جريدة الاتحادي الدولية التي كانت تصدر بالقاهرة. لذا نـجـده قـد ذهب في سرد الاحداث بصورة مجافية تماما للواقع والكتابة على هذه الوتيرة سبقه اليها الكثيرون من مزيفي تاريخ الشعوب والمكتبات حافلة بمثل هذه الاصدارات وهي لا تضيف أي شيئ مفيد لرصيد الانسانية بقدر ما تثير كثيرا من الاشمئزاز والغثيان. ولكن مع هذا الموقف الى متى ساظل صامتا عن التعليق لاجلاء الحقائق؟؟ وأنا ادرك جيدا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس...و اتفق في هذا الرأي مع صديقي العميد أ.ح. هاشم الخير بأن التعليق على هذا الكتاب واجب ويستحق الرد عليه بكتاب يفضح بنيانه الهش ولكن ظروف الواقع هنا في امريكا لا تتيح المجال لذلك. باختصار هنا يجد الانسان نفسه في حالة ارهاق شــديــد ومتــواصل مع العمل لتوفير قدرا يسيرا من متــطلبــات الحـياة الاسرية. لذا قررت التعليق على شكل وقـفـات متى سمحت بذلك الظروف.
    مدخلنا لهذه الوقفة مقدمة الكتاب التي تحدث فيها الكاتب عن خيبة الديمقراطية والحلقة الشريرة
    - نظام مدني، نظام عسكري-، ولكن حقيقة، أن الوضع السـيـاسي في السـودان تجـوبه كثـيـرا مـن المشاكل السياسية اتاحت الفرصة لحفنة من السياسيين والعسكريين التأمر والانـقـلاب على السلطة الشرعية. ندرك جميعا أن معظم الانقلابات العسكرية لا يخطط لها وينفذها العسكريون وحدهم إنما يكون للسياسيين دورا اساسيا في التخطيط والتحفيز باستغلال ظروف عدم الاستقرار السياسي ومن ثم يسلب الحكم وتصادر الحريات وتفرض انظمة قمعية شمولية تعسفية تحدث اضرارا كثيرة في البلاد. لقد تضررت معظم دول العالم الثالث من هذه الافكار، وليس صحيحا ان هناك نظرية تسمى "نظرية الخلاص" تدعي بأن الجيش لا يعمل بالسياسة وأنه فوق السياسة، لكن في اللحظات الحرجة، وعندما تتعرض البلاد للخطر يظهرالجيش على مسرح الاحداث وينقذ الأمة. هذه مقولة غير صحيحة وباطلة وليس هنااك ما يبررها. فالمعروف ان انشاء الجيوش واتخاذ قرار الحرب كلها قرارات سياسية والجنرال كلاوزفيتز عرف الحرب بأنها استمرار للسياسة باستخدام القوة، أي استخدام الجيش عندما تفشل الطرق السلمية لتحقيق الاهداف السياسية. وما تسوقه أي مجموعة "عسكرية/مدنية" لتغويض السلطة الشرعية في البلاد غير صحيح وكما يمكن أن يقال في هذا المجال أن هذا سلوك انتهازي للاستيلاء على السلطة للتسلط على الشعوب باسم الجيش. وفي خاتمة المقدمة يعتذر الكاتب عن عدم تمكنه من حوار الاطراف المعنية بالاحداث لظروف المنافي والغربة. اقول لـلسـيد العـمـيد عصام الديـن، عالم اليـوم اصبح قرية صغيرة يمكن الوصول فيه الى أي مكان وامتلاك المعلومات دون عناء بواسطة شبكات المعلومات المتعددة الاغراض. الفرصة كانت متاحة لـلكاتب ليصل لمعظم المعنيين بالاحداث لأن الغرض من الاتصال هو تنشيط الذاكرة والاعتماد على معلومات متكاملة عن وقائع التاريخ ولكنه فضل الكتابة بقصد تحقيق أغراض معينة فكان له ما اراد وقدم ما يراه مناسبا وملائما له، ولنا و لغيرنا الحق في ابداء الرأي فيما كتبه.
    واقول للسيد العميد أ.ح. عصام الدين في نهاية هذه الوقفة الاولي انني في ربيع هذا العام ارسلت للسيد العميد السر العطا نسخة من هذا الكتاب ولم يكن سعيدا بما جاء فيه خاصة وانك قد ذكرت انه كان ضمن المفقودين وقد عثر علية فيما بعد في مستشفى "كتغدم" بيوغندا كما جاء في رواية النهر الأخضر ص 460 " جاءت المعلومات الأولية أن الموقف في منتصف شهر ديسمبر حيث تأكد أن المجموعة المفقودة مع قوات وليام نون وقد قام بترك قائد المجموعة العقيد السر العطا الذي يعالج من مرض شديد في ذلك الوقت باحدى الكنائس في منطقة اكتوس وسلمه للقس جون يبرس الذي نقله لاحقا إلى مستشفى كاثوليكي في مدينة كتغدم اليوغندية قرب الحدود".
    والواقع يخالف هذه الرواية تماما، لأن عملية احضار العقيد السر العطا تمت باجراءات طويلة قمت بها أنا بالتشاور مع الفريق عبد الرحمن سعيد والمرحوم وليام نون. لقد حضر الفريق عدة مرات لنيروبي شخصيا لمتابعة هذا الموقف وتم احضار العقيد السر العطا لنيروبي وادخل لمستشفى مسابا لاجراء الفحوصات الطبية و نيل العلاج اللازم. قبل ذلك اجرى معي الزميل كمال حامد حوارا لمجلة الوسط وهو زميل دراسة للسر بعطبرة وتساءل عن الحقائق حول وضعه وأكدت له في ذلك الحوار بأن السيد العقيد السر العطا على قيد الحياة وسنعمل لاحضاره وستسمع وترى ذلك وقد كان.
    أنشأت القيادة الشرعية مكتبا للاتصال في نـيـروبي في 15/9/1991 كلفـت أنا بالاشـراف عليه وكانت من ضمن مهامي ارسال الوثائق المتعلقة بالتنسيق مع الحركة الشعبية. وقد قمت اثناء اشرافي على هذه المهام اختيار اسماء حركية لكثير من العسكريين منهم أبو حاتم ويمكن الرجوع اليه للتحقق من صحة هذه العلومات بالاضافة لاختياري لاسمك الحركي –ابو غسان- وتؤكد ايضا كثير من الفاكسات الصادرة من مكتب الاتصال في نيروبي صحة المعلومات التي قمت بايرادها. وقد ارسلت لي انت خطاب بتاريخ 31 اغسطس 1992 بنيروبي لازلت احتفظ به كمرجع للتاريخ.
    اما تواجد السيد العميد الركن عبد العزيز خالد في تلك الفترة في نيروبي ورسائله بالاسم الرمزي النهر الأخضر، فهذه قصة أخرى تماما لم يحن الوقت لنشر تفاصيلها.
    واكتفي بهذا القدر في هذه الوقفة الاولى والتي حاولت ايجازها بقدر المستطاع فخير الكلام ما قل ودل فالزبد يذهب جفاء ويمكث في الارض ما ينفع الناس.
    سوف اتناول في الوقفة القادمة للتنظيمات العسكرية واركز فيها على تنظيم الضباط الاحرار في الفترة 1974-1977


    عميد أ.ح. عبدالرحمن خوجلي


    بداية شتاء 2003
                  

01-11-2004, 06:06 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    البورداب الأعزاء، معذرة لهذه الهفوة البسيطة، فنحن مازلنا نتاتي في التعامل مع هذه الأجهزة الحديثة، هاكم الجزء الأول من الوقفة الثانية.



    متشجان، بداية شتاء 2003

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة الثانية
    التنظيمات العسكرية السرية 1974-1985
    تنظيم الضباط الاحرار 1974-1977

    الخلفية السياسية لنشأة تنظيم الضباط الاحرار بالسودان:

    ظلت مصر تتمسك بوحدة وادي النيل (مصر والسودان) منذ عهد محمد علي باشا، ولكن الانجليز أرغموا الجيش المصري على الانسحاب من السودان بعد الثورة المهدية، ثم وأعادوا فتحه بقوات أغلبها مصري، ورفعوا العلمين البريطاني والمصري في السودان، ثم عقدوا اتفاقية الحكم الثنائي بين البلدين في عام 1898 لم يكن لمصر أي رأي أو دور فيها سوى التوقيع عليها. ألغى مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر هذه الاتفاقية في 8 أكتوبر 1951 وأعلن فاروق ملكا على مصر والسودان. عندما جاءت ثورة 23 يوليو 1952 برئاسة اللواء محمد نجيب، تنازلت عن التاج المشترك ووقعت مع بريطانيا اتفاقية في 12 فبراير 1953 لإعطاء السودان الحكم الذاتي يقرر فيها السودان مصيره بعد ثلاث سنوات إما بالاتحاد مع مصر أو الاستقلال.
    في عام 1943 ، أسس الاستاذ اسماعيل الأزهري أول حزب سياسي في السودان وهو حزب الاشقاء. ينادي الحزب بوحدة وادي النيل ونشأت بعد ذلك عدة احزاب تنادي ايضا بالوحدة والدي مع مصر. في عام 1945 ، أسس السيد عبد الرحمن المهدي حزب الأمة وهو صاحب شعار السودان للسودانيين.
    يعتبر اللواء محمد نجيب الوجه المشرق والواجهة لسياسة مصر في السودان ومعروفا بأصوله السودانية عن طريق والدته. ولد محمد نجيب في ساقـيـة أبو العلاء في الخرطوم وتلقى تعلـيمـه في السودان وعند تخرجه من الكلية الحربية عمل في شنـدي ووادي حـلفا وبحر الغـزال وأعـالـي النيل، وعندما كان في رتـبـة ملازم أول حصـل على دبلومـيـيـن في الاقتصاد السـياسـي القانـون الخـاص وتحصل على شهادة أركان حرب في عام 1939 . اشترك في حرب فلسطين واصيب فيها ثلاث مرات ومنح نجمة الملك فؤاد العسكرية مرتين تقديرا لشجاعته. وكان شخصية مرموقة بين أقرانه في الجيش المصري. ثقافة محمد نجيب واخلاقه الطيبة وتاريخه المجيد في حرب فلسطين جعل منه مثالا يحتذى وموضع اَمـال الضباط الاحرار. خاض انتخابات نادي الضباط على رأس قائمة الضباط الاحرار وبفوزه فيها وقف في مواجهة ملك مصر كرمز لرفض الجيش للاوضاع السائدة وضد الفساد الذي كان يعم البلاد. كان محمد نجيب الوجه المضئ الذي قدم للعالم ولشعب مصر حركة 23 يوليو 1952 تحمل مسئوليتها العسكرية السياسية أمام الجميع. استطاع اللواء نجيب توحيد ثمانية احزاب وحدوية سودانية في حزب واحد وهو الحزب الوطني الاتحادي برئاسة السيد اسماعيل الأزهري. اشار المفوض البريطاني ريتشرد في رسالة بعث بها إلى لندن من الخرطوم بأن أغلبية السودانيين ينظرون بالاعجاب بل بالحب للواء محمد نجيب شخصيا فهو نصف سوداني وبذلك فهو واحد منهم.
    زار الصاغ صلاح سالم وفضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف المصري السودان في 21 ديسمبر 1952 وقام بزيارة الجنوب والتنقل في ارجائه بالسيارات لمدة عشرة أيام زار فيها جميع المديريات وقطع ثلاثة الف كيلومترا داخل أدغال الجنوب ورقص عاريا في رقصة الحرب مع راقصي قبيلة الدينكا. وبناء على رغبة الصاغ صلاح سالم نشرت صحيفة أخبار اليوم القاهرية صورته وهو يرقص عاريا في رقصة الحرب الشهيرة.
    أهم اثر لزيارة الصاغ صلاح سالم هو نجاحة في الاتصال بكل الاحزاب السودانية و إقناعها بالتوقيع على اتفاق سياسي وصفه الازهري في مذكراته بأنه أعظم اتفاق في تاريخ السودان. من الجانب الاَخر، اثارت هذه الاتفاقية حفيظة الانجليز لأنها ابعدتهم عن مركز ادارة ومتابعة أهم الأحداث السياسية في السودان وسحبت منهم البساط في الاشتراك في صياغة مصير السودان وهو على عتبات التحرر الوطني وتقرير المصير.
    اكتسح الحزب الوطني الاتحادي انتخابات عام 1954 باغلبية 51 مقعدا من جملة 97 مقعد. نال حزب الأمة 22 مقعدا، ونال المستقلون 12 مقعدا. تمكن الحزب الجنوبي الذي دعا لكوينه الوزير البريطاني سلوين لويد من الحصول على 9 مقاعد. وتحصل الحزب الجمهوري الاشتراكي( حزب زعماء العشائر والقبائل الذي قامت بالدعوة لتكوينه وتموييله الادارة البريطانية) على ثلاثة مقاعد وفازت الجبهة المعادية للاستعمار(تحالف الشيوعيين والديمقراطيين) بمقعد واحد.
    دعا السيد اسماعيل الأزهري اللواء محمد نجيب لحضور أول جلسة لافتتاح البرلمان السوداني في الأول من مارس 1954 . وصل اللواء نجيب وبصحبته الصاغ صلاح سالم إلى الخرطوم ووجدها تغلي بالمتظاهرين الذين كانوا يهتفون في وجوههم " لا مصري ولا بريطاني السودان للسوداني". عرفت تلك الأحداث بحوادث أول مارس 1954 وكانت احداث دامية تركت اثارها على الأزهري وسياسته نحو الوحدة ففطن لضرورة أخذ رأي القوى المعارضة عند نقاش المسائل القومية ومستقبل السودان السياسي.
    كان يتوقع أن يسير الحزب الوطني الاتحادي في ركاب وحدة وادي النيل وفقا للبرنامج السياسي الذي خاض به معركة الانتخابات، ولكنه تراجع عن ذلك البرنامج واتفق مع حزب الأمة والاحزاب الاستقلالية باعلان استقلال السودان في الأول من يناير 1956 . وفي رأي يعتبر هذا التحول نكسة سياسية لقطاع كبير من جماهير الوطني الاتحادي ولثورة 23 يوليو المصرية.
    بدأ النظام المصري بعد ذلك في التغلغل في الجيش السوداني لاستقطاب بعض ضباطه. هذا وقد اشار حينذاك السيد خلف الله خالد وزير الدفاع السوداني علنا بأن مجلس الثورة المصري يوحي للعسكريين السودانيين تقليده والاستيلاء على السلطة السياسية في السودان. هذا وقد اثار حديث وزير الدفاع اصداء داوية في السودان وتعليقات عدائية تجاه مصر في أجهزة الاعلام والصحف السودانية.
    خطط في تلك الظروف الصاغ عبد الرحمن كبيدة انقلابا باسم الضباط الاحرارفي عام 1957 . المعروف أن الصاغ كبيدة كان يعمل في مدرسة المشاة بأم درمان. حسب المعلومات التي توفرت للقيادة العامة للجيش، كان يوم 31/5/1957 موعدا لتحركه. اعتقل الصاغ كبيدة وقدم وهو المجموعة التي كانت تسانده لمحكمة عسكرية برئاسة الاميرلاي محمد عثمان محمد نائب القائد العام وحكم عليه بالعزل من الرتبة والطرد من الخدمة والسجن لمدة عشرين عاما.
    هذا هو المناخ السياسي الذي خرج من رحمه تنظيم الضباط الاحرار في السودان وهو يمثل فئة محدودة من العسكريين الوطنيين الذين ارتبطوا باتجاهات وتنظيمات سياسية متباينة ومدارس فكرية مختلفة وقد اجتمعوا في تنظيم واحد حول اهداف وطنية محدودة لغرض الاسهام في بناء الوطن ولم تكن هناك أي انتخابات لتمثيل أي تيار سياسي لادارة تحركه.
    أول انقلاب عسكري في العالم العربي قام به الاميرلاي بكر صدقي وكان رئيسا لاركان حرب الجيش العراقي بالانابة. وفي عام 1949 ، وقع انقلاب حسني الزعيم في سوريا وكان رئيسا لاركان حرب الجيش السوري.

    الــمــراجــع

    1 . مصر والسودان- الانفصال- الوثائق السرية البريطانية الامريكية " محسن محمد"، دار شروق

    2 . والان اتكلم، خالد محي الدين، مركز الاهرام للترجمة والنشر

    3 . قصة ثورة 23 يوليو، أحمد حمروش، مكتبة مدبولي القاهرة

    4 . الانقلابات العسكرية في السودان، محمد محمد أحمد كرار



    العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

01-13-2004, 05:36 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد عبدالرحمن خوجلي رسائل مختصرة لكل من:

    أبو مهيار
    أبو مهيار - ايوا سيتي - الدنيا الجديدة
    اشكرك على اهتمامك بمتابعة تعليقي عن كتاب الجيش السوداني والسياسة والذي جاء متأخرا وتحفيزك لي بمتابعة الحوار في هذا المجال. باتأكيد القارئ يحتاج لمعرفة تفاصيل الأحداث الجديرة بالمعرفة التي وقعت في الماضي. ساكتب لاثراء الساحة بالحقائق الخالية من الغرض والمكاسب الشخصية وساواصل ادامة النشر لقناعتي بأهمية هذا الموضوع.

    أبوساندر
    أبو ساندرا - الدوحة قطر - الخليج العربي - الأقصى البعيد
    شكرا على كل هذا القدر من الثناء لشخصي. والحقيقة أن الكتابة في ظل الظروف التي اعيشها هنا في الدنيا الجديدة عملية ليست بالسهولة ولكنها ليست مستحيلة في سبيل تمليك أبناء الوطن الحقائق الموضوعية عن الأحداث التي لها اَثـار باقية في وجدان أبناء السودان. وأتفق معك على أهمية كتابة المذكرات ولقد سبق لي في أعقاب إنتفاضة ابريل الشروع في ذلك على صفحات جريدة القوات المسلحة عن الحرب الأهلية في جنوب السودان بعنوان "البحيرات والأيام القاسية" عن سافنا بحر الغزال عندما كنت أعمل بها في الأعوام 1983-1986 . ساحرص على متابعة اجلاء الحقائق وتوجيهك لي في هذا الإطار يعطي دفعة قوية للكتابة.

    عبد العاطي
    عبد العاطي - بولندا - شرق أوروبا
    قدمت عرضا لهذا الكتاب سبق لك نشره وقد اعدت نشره بغرض اثراء الحوار أما أنا فقد ساهمت في العمل في بعض منها واكتب عنها من هذا المنطلق بغرض ابراز الحقائق بحكم معرفتي لها واسهامي فيها بقدر ما استطعت مع الاخرين من رفاق الدرب ولك الشكر.

    الدكتور جمال الدين بلال
    لك كل المعزة والتقدير، رجائي شاكرا تصويب الحورات التي فيها كثير من التجني فقد كانت على صفحات جريدة الخرطوم ومجلة المجلة وكنت أود النشر في مجلة المجلة ولم تتح لي الفرصة وعلقت أنا على جريدة الاتحادي الدولية واجرت معي العديد من الحوارات.

    عميد أ.ح. عبدالرحمن خوجلي

                  

01-13-2004, 09:23 AM

sari_alail
<asari_alail
تاريخ التسجيل: 10-19-2002
مجموع المشاركات: 1507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    UP
    التعليقات كويسة
    بس لو أمكن يتكلم سعادة العميد عن حركة يوليو 1976 بتاعت محمد نور سعد
                  

01-13-2004, 09:34 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
hg (Re: ELTOM)

    شكرا يا ساري الليل، في اعتقادي أن العميد عبد الرحمن خوجلي يعد كتابا الاََن عن علاقة الجيش السوداني بالسياسة ومن غير شك سوف يتطرق للإنقلاب الذي نظمته الجبهة الوطنية في عام 1976
    وربما بعد قراء هذا التعليق أن يغطي بعض أحداث المحاولة الإنقلابية في عام 1976 ولك تحياتي.

    جمال الدين بلال
                  

01-14-2004, 05:35 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: hg (Re: ELTOM)


    الأخ العزيز التوم،،
    شكرا لك لطرح رأي رجل متخصص في كتاب عسكري يحوي معلومات هامة وقوية عن علاقة الجيش السوداني بالسياسة على مدار الحقب الحديثة..
    احتجت لهذه القراءة التي اضاءت لي كثيرا بعض الأحداث.. وبالمناسبة بدأت قراءة الكتاب منذ 3 شهور ولم اختمه بعد.. وكنت اعود في بعض الأشياء لكاتبه العميد "أبوغسان"..
    عبرك ارسل تحية للعميد عبدالرحمن خوجلي، الإنسان الذي عرفته سنوات مكوثه بالقاهرة..
    رجاء العباسي
                  

01-15-2004, 09:42 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ryry (Re: ELTOM)

    الأخ يوسف الموصلي،
    لك التحية والود، قطعا سيهتم العميد عبد الرحمن خوجلي بهذا التعليق وسيكتب لك شخصيا بعد موضحا رايه فيما طرحت من أفكار، لك مرة أخري تحياتي.

    الأخت راجا (رجاء العباسي)
    اتابع باهتمام كل كتاباتك في سودانيز اون لاين، لم نلتق مرة أخرى منذ مهرجان مركز الدراسات السودانية في القاهرة في عام 1999 وأتمنى أن تكون القاهرة ما زالت عامرة بعد تشتت الجميع في كل أنحاء العالم. لك التحية التقدير وبالتاكيد سيهتم العميد عبد الرحمن بتعليقك وسوف يكتت معقباَ

    العميد السر العطا
    أحد القادة المرموقين للقيادة الشرعية للجيش السوداني يكتب معقبا على وقفات العميد عبد الرحمن خوجلي

    الأخ الدكتور جمال الدين بلال والأخ العميد هاشم الخير
    تحية النضال التي جمعتنا في غربة طويلة من وطننا العزيز.
    في البداية أود أن أشيد بما تقومون به والأخوة في سودانيز اون لاين لتبادل المعلومات وإيصال أخبار الوطن وهمومه لنا بالغربة وللأهل والأحباب بالداخل.
    سعدت حقا بمعرفة سودانيز اون لاين وإطلعت على تعليق المناضل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي على كتاب المناضل الاخر العميد أ.ح. عصام الدين ميرغني. منذ خروجي من السودان وإنضمامي للمعارضة العسكرية تحت قيادة شهيد المعارضة القائد الفذ فتحي أحمد على اَليت على نفسي أن أسجل بعض المذكرات وأن لا أميل للكتابة في الصحف أو خلافها وأن اكرس وقتي للعمل العسكري، ولكن بعد أن قرأت كتاب الأخ عصام ميرغني وتعليق الأخ عبد الرحمن خوجلي والتعليقات الأخري دعوعني أدلي بالأتي:
    أشكر للأخ والصديق عصام ميرغني مجهوده في إصدار الكتاب وهو من القادة الأفذاذ الذي كان ومازال يقدم الكثير وخاصة في المجال العسكري، ولكن حينما نلجأ لكتابة التاريخ العسكري علينا أن نتصل بالأحياء ممن عاصروا الأحداث لمزيد من التوثيق. فمثلاً للكتابة عن تنظيم الضباط الأحرار فإن معظم مؤسسي هذا النتظيم أحياء وهم خير من يرجع لهم للتوثيق وأذكر منهم القائد الفذ مزمل غندور. أما عن ملابساتي الخاصة بجنوب الوطن فلم يتم أسري قط وبعد سقوط معسكرنا في يد شهيد معارك الجنوب الحبوب وليم نون، أرسلت إشارة لمكتبنا بنيروبي والذي كان يقوده العميد
    عبد الرحمن خوجلي بالأحياء منا والذين لجأوا للحدود اليوغندية وما يتطلب من القيادة الشرعية عمله، وصلت بعد ذلك إلى نيروبي وليس يوغندا. ولدي الكثير حول هذه النقطة التي كانت سبب إنشقاق القيادة الشرعية وتكوين قوات التحالف.
    ولكن دعوني الاًن من كتاب الأخ عصام ميرغني وتعليق الأخ عبد الرحمن، حيث شعرت من تعليق الأخ عبد الرحمن ذكر بعض الأسماء والنقد الشديد لكتاب الأخ عصام مع صحة المعلومات التي ذكرها الأخ العميد عبد الرحمن عني، كنت أتوقع أن ينشرها في شكل تصحيح لما وجده من أخطاء في كتاب زميل نضاله عصام لتعم الفائدة لأبنائنا. يبادرني سؤال للأخوة المناضلين العسكريين والمدنيين، لقد اعترف البشير بعد عشر سنوات بأن من كان يحكم هو الترابي وحزبه وقد تسلم الراية الاَن علي عثمان وحزبه، سؤالي هل انتهى النضال؟ أين الصادق المهدي ومبارك الفاضل من هذا الحل؟ وأين التجمع بقيادة مولانا الميرغني ومناضلين مثل فاروق أبو عيسى والتجاني الطيب من هذا الحل؟
    سأتابع ما ينشر في سودانيز اون لاين علني أجد إجابة.

    تاج الســــر العــطا
                  

01-16-2004, 10:30 AM

NEWSUDANI

تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 2016

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    التحية للضباط المناضلين عبد الرحمن خوجلي وتاج السر العطا.
    أدهشني تعليق العميد عبد الرحمن خوجلي كما أدهش الكثيرين ممن عرفوا العميد عصام ميرغني - حتى أعدائه- أمتدت علاقتي الشخصية والسياسية بالأخ عصام منذ 1990 في مدينة أبوظبي عندما حضرنا من السودان عملنا مع بعضنا عمل عام كثير وبشهادة جميع أعضاء الجالية في أبوظبي كان عصام ميرغني مؤسس للقيادة الشرعية والتجمع الوطني الديمقراطي بل كان دينمو العمل السياسي في الجالية . كنت الشاهد الوحيد لحديث عصام التلفوني مع بعض قيادة الحركة الشعبية عندما ورد خبر أعتقال مجموعة تاج السر العطا بل وصل به الأمر الى أن قال بالحرف أنهم يحملون الحركة مسئولية حياة المجموعة وكان يتحدث بغضب شديد وصدق .
    لمعرفتي ببعض قيادة القيادة الشرعية قبل ولود تنظيم التحالف وأنقسام القيادة الشرعية أرى من الأنصاف ومن حق العميد عبد الرحمن خوجلي التعليق على الكتاب لكن يجب أنصاف العميد عصام
    لكم التحية

    الهادي الرشيد دياب
                  

01-18-2004, 02:33 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد عبد الرحمن خوجلي الجزء الثاني من الوقفة الثانية، أتنمنى أن تكون فيه بعض الاجابات للأسئلة المطروحة، مع تحياتي


    جمال الدين بلال



    تنظيم الضباط الاحرار 1974-1977

    التصفييات الدموية التي صاحبت هزيمة انقلاب 19 يوليو 1971 احدثت اضرارا بليغة بالحركة الوطنية السودانية وراح ضحيتها كوكبة من أنبل وأشرف وأطهر أبناء الشـعـب السـودانـي. كان السودان الوطن في حدقات عيونهم ونبضات قلوبهم وخلجات انفاسهم ومرسوم على جباههم بأحرف من نور. وقد كان لي شرف المعرفة بهؤلاء الرجال عن كسب وذكراهم مغروسـة في وجـدانـي ومشاعري والكلمات تعجز أن تفي هؤلاء الأبطال حقهم، فهم كانوا يؤمنون بالوطن وفي بالهم الاسهام في بنائه بقدر ما يستطيعون. وقد قدموا الكثير وهم على قيد الحياة وكانوا في مواجهة الموت أشجع من جلاديهم وتركوا بصمات واضحة على صفحات تاريخ الشعب السوداني ولـهـم تـحـنـى الهامات بالتقدير والاجلال والاعزاز. في ذكرى هؤلاء أقول للسيد عصام الدين أن اَثار هذه الجراح ستظل باقية ولكن هكذا هي الحياة، رجال يرحلون واَخرون يواصلون المسار دون استسلام لليأس والحيرة والذهول من الصدمة القاسية.
    عدت من موسكو في شهر مايو من صيف 1972 بعد انتهاء دورة عسكرية امتدت لمدة عام ونصف في ظروف عصيبة وصعبة ومع ذلك لم اجد صعوبة في مقابلة الأستاذ محمد ابراهيم نقد في احدى ضـواحي الخـرطوم حيث تفـاكرنا في مواضيع عديدة. قـمـت أيضا بزيارة العـديـد من أصدقائي الضباط في سجن كوبر وتهيأت لي ظروف مناسبة للحديث معهم ومعرفة أحوالهم وتقديراتهم للأوضاع السياسية التي استجدت بعد هزيمة انقلاب 19يوليو 1971. وبعد ذلك كان على أن اغادر منطقة الشجرة مدرعات ملحوقا بسرية استطلاع مدرع لمنطقة غرب السودان في مأمورية قصيرة للسيطرة على الحدود السودانية وللحفاظ على الأمن ولكن المأمورية امتدت لعامين. كان هناك ايضا العديد من السجناء السياسيين والعسكريين وتمكنت من الالتقاء ببعضهم. هكذا عدت لدوامة الحياة في سوداننا الحبيب. عدت إلى معسكر مدرعات الشجرة وتواصلت ضغوط الضباط خارج الخدمة لمواصلة رسالة رفاق الدرب فهناك كثير من المهام تحتاج لمتابعة وكنت على قناعة تامة بـأهمية ذلك. والأمر بالتأكيد يحتاج لترتيب الاسبقيات وفي البال الشروع في مواصلة المسار في جبهة العمل الوطني داخل القوات المسلحة السودانية. في هذه الفترة كان المقدم (م) طه محمد طه سورج يقدم الكثير من المساعدات والإسهام في العمل بحكم معرفته وخبرته في هذا المجال.
    وللحقيقة والتاريخ منذ البداية كان رأي الأستاذ محمد ابراهيم نقد محددا وواضحا وقاطعا بأن تنظيمات الضباط تحت أي مسمى سيكون محور تفكيرها محصورا في الانقلاب وهذا اتجاه لن يفيد السودان. وكان في تقدير الأستاذ نقد بأن نظام مايو سيطاح بانتفاضة شعبية وسيكون للجيش دور فعًال في حمايتها وتأمين مسار الديمقراطية وبناء قوات مسلحة قادرة على الاسهام في بناء الوطن. فأكدت له بأننا سنعمل على تكوين تنظيم يواكب مسار التحرك الجماهيري في اطار شعار جبهة عريضة لانقاذ الوطن والتقيد بذلك. غير أن الأستاذ نقد كان على قناعة بأن هذا النهج لا يتماشى مع تركيبة افكار الضباط وكان معترضا بشدة على ذلك ومتمسكا بسلامة وجهة نظره ومع ذلك واصلت ومعي ضباط في الخدمة وخارج الخدمة لاحياء تنظيم الضباط الأحرار. أسهم في تأمين هذه المسيرة العديد من المدنيين والضباط خارج الخدمة. أفاد العميد عصام الدين بأن التنظيم لم تكن تواجهه صعوبات عقب اتفاقية سلام أديس ابابا وحدوث تنمية واستقرار نسبي مما أدى لخمود دوافع العمل المعارض للنظام. هذا ادعاء غير صحيح، فهناك دوافع عديدة وكثيرة للعمل ومقنعة وعلى رأسها استعادة الحريات والديقراطية وسيادة حكم القانون ومحاسبة النظام القائم على الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب السوداني ومنها البطش بأبنائه بالتصفيات الجسدية وتشريد وتعذيب وازلال المعارضين باسم تأمين ثورة مايو الظافرة. كما لم يكن هناك تنامي في قدرات الاستخبارات يصعب العمل معها فالاستخبارات العسكرية بها ضباط قدموا العديد من الخدمات للحركة الوطنية وتأمين مسارها بالفطرة وعلى رأس هذه القائمة يأتي الراحل العقيد أ.ح. أسامة التجاني عبدالحليم بحكم موقعه ونفوذه وصلته كان يوفر قدرا كبيرا من الحماية بالتستر على المعلومات الأمنية عن تحركات الضباط المشكوك في ولائهم لتنظيم الضباط الأحرار والتبليغ عن أي مراقبة ومتابعة تقوم بها الاستخبارات عن بعض الضباط.
    لم تجرى أي انتخابات لقيادة تنظيم الضباط الأحرار كما ادعى العميد عصام الدين في صفحة 148
    " عمل تنظيم الضباط الأحرار بعد إعادة تكوينه في خلال العامين1974-1975 لفترة امتدت ثلاث سنوات تم فيها انتخاب مكتب قيادي يمثل التيارات الثلاثة من شيوعيين، وديمقراطيين ومستقلين وضم القيادات العسكرية التالية:
    مقدم علي التجاني علي
    رائد حيدر الجعلي
    رائد حيدر المشرف
    رائد عبد العزيز خالد
    نقيب عبد الرحمن خوجلي
    ........."
    والحقيقة ولم تكن هناك انتخابات بالصورة التي ذكرها العميد عصام الدين إنما تم التشاور والإتفاق لتكوين مجموعة لقيادة تنظيم الضباط الاحرار على النحو التالي:

    مقدم محمد عبد المجيد جريس الاستخبارات العسكرية
    مقدم مهندس على التجاني الاشغال العسكرية
    رائد حيدر الجعلي مدرسة الاستخبارات العسكرية
    رائد حيدر المشرف المهندسين
    نقيب عبد الرحمن خوجلي مدرسة المدرعات
    نقيب (م) العباسي عبدالرحيم الاحمدي 19 يوليو مدرعات
    ملازم (م) عبدالله ابراهيم الصافي 19 يوليو مدرعات

    ولم يكن الرائد عبدالعزيز خالد عثمان ضمن هذه المجموعة. ولحاجة في نفس العميد عصام الدين استبعد ثلاثة هم المقدم محمد عبد المجيد جريس والنقيب (م) العباسي عبدالرحيم الاحمدي و
    ملازم (م) عبدالله ابراهيم الصافي وادخل الرائد عبدالعزيز خالد وهو كان بعيد كل البعد عن هذه المجموعة ولم تكن هذه الاعمال في دائرة اهتماماته في ذلك الوقت.
    تداولت المجموعة القائدة في اجتماعاتها وأقرت ضرورة التعاون مع الحزب الشيوعي للاحتياج اليه للاسهام في العمل في نواحي عديدة. هذا وقد حضر الاستاذ محمد ابراهيم نقد العديد من الاجتماعات مع مجموعة قيادة الضباط الاحرار تم فيها الاتفاق على العمل في الإطار العام الذي ينحصرفي جبهة عريضة لانقاد الوطن واعادة الديمقراطية ونوقشت مهام القوات المسلحة في هذا الاتجاه دون التطرق لاي تحرك انقلابي. انتظم العمل واصدر التنظيم نشرة " الضباط الأحرار" ووزعت على نطاق مؤثر داخل القوات المسلحة وتركت اصداء واسعة وأزعجت النظام. تنامي هذا التنظيم واشتد ساعده ولم يتعرض لاي اختراق أو ضربات أمنية.
    ادعى العميد عصام الدين إن ضلع المثلث الثالث (يقصد الشيوعيين) كان بطيئا ومقيدا للحركة وكان ممثليه دائمي الرجوع لمركز الحزب قبل اتخاذ القرارات مما خلق تعقيدات وفقدانا للمبادأة في عمل التنظيم. قادت تلك الظروف إلى غياب الانسجام ووضوح الرؤيا في البرنامج السياسي والاهداف المطلوب تحقيقها وصار الاتفاق على تحديد مواعيد الاجتماعات أو قبول اجندتها متعسرا وبدأ التنظيم في الانحسار في 1977 .هذا الإدعاء غير صحيح ودعوة زور باطلة لا أساس لها من الصحة. إن ادعاء العميد عصام الدين بامتلاك نواصي المعرفة في مجال لم يكن مساهما فيه قاده لتلفيق كثيرمن المعلومات التجني على كثير من الذين تركوا بصمات واضحة في مسيرة الشعب السوداني للإنعتاق من جبروت الحكم المايوي. وقد أسلفت الذكر بأن الأستاذ محمد إبراهيم نقد حضر عدة اجتماعات نوقش فيها الاطار العام للعمل وحسم موضوع دور التنظيم في اطار الجبهة العريضة لانقاذ الوطن وبالتالي ليس هناك ما يبرر الرجوع للمركز كما ذكر في ادعائه.
    صحيح برز اختلاف ولكن ليس كما ذكر العميد أبوغسان. والحقيقة حدث صدام بين ممثل الحزب الشيوعي- لم اكن أنا ممثلا للحزب الشيوعي في مجموعة القيادة - وكما ذكرت اَنفا، ضمت هذه المجموعة تيارات مختلفة لضباط وطنيين يعملون للاسهام في بناء الوطن في مجال عملهم في القوات المسلحة. ولم يكن بيني وبين المجموعة القائدة صدام أو انني وجهت أليهم اتهاما بالتفكير الانقلابي. ولكن حقيقة في تلك الفترة وزع الرائد حيدر المشرف كراسة عمل بعنوان " حزب البعث العربي وقضايا قطر السودان" بين اعضاء التنظيم وكان وقتها الملازم أول هاشم الخير من الذين اطلعوا عليها. حدثت المواجهة بيني وبين الرائد حيدر المشرف في هذا الاطار وكان رأي أن هذا عمل خلف الكواليس لفرض أمر واقع يقود لترتيب عمل انقلابي. كان في رأي إننا لا يمكن تجاوز مثل هذه الترتيبات الانقلابية الواضحة ولم اكن في استطاعتي أن أثق في صحة النوايا بعد هذه الوثيقة. ويجدر بي أن اشير هنا لصلتي بحيدر المشرف الذي تربطني به علاقات أم د رمانية قديمة في حي البوستة ولدينا خلافات و آراء متباينة في العديدة من المواضيع ومع ذلك تتواصل لقاءاتنا.. بالتشاور مع أطراف أخرى مشاركة في مسيرة هذا العمل قررت تجميد عضويتي في قيادة هذه المجموعة في صمت واعتذرت لهذه المجموعة عن العمل في إطارها واستمرت هي. بعد ذلك وقعت العديد من المحاولات الانقلابية. وأنا لي الحق في تقييم أي محاولة انقلابية لأنني اعتقد أن أي انقلاب عسكري لا تعبر عنه الشعارات والأهداف المألوفة التي يعلنها البيان رقم واحد بل يتعداها إلى الظروف السياسية التي وقع فيها الانقلاب والمصالح الطبقية التي يخدمها والتكوين الطبقي والفكري والسياسي لقادته، بهذا المفهوم ابتعدت عن أي عمل انقلابي. هناك مجموعة كبيرة من الضباط تتفق معي في هذا الرأي. إن ما جاء في إفادة العميد عصام الدين فيما يتعلق بهذا التنظيم فيه كثير من التحريف للحقائق كما عاشها الذين أسهموا فيها. وقد كانت نوايانا صادقة في بناء جسور الثقة بين الضباط للاسهام في الاطاحة بنظام مايو وفق نهج وطني محدد الشعارات الاهداف وقد عملنا في هذا الاتجاه فانهار نطام مايو عبر انتفاضة ابريل 1985 .
    أقول للعميد الركن أبو غسان أن التصفيات الدموية في تاريخ البشرية كثيرة ولن تننهي طالما هناك صراع سياسي ولن تثني عزم الرجال وتخيفهم وتكون عقدة حلقاتها مستحكمة ليس من اليسير الخروج منها، هذا استخفاف بعقول الناس وحديث فيه كثير من التجني.
    حركة 19 يوليو 1971 لم تكن بقرار من الحزب الشيوعي السوداني وقد أوضح رأيه فيها بالاتي: " 19 يوليو انقلاب عسكري، نظمته وبادرت بتنفيذه مجموعة وطنيية ديمقراطية ذات وزن وتاريخ من الضباط والصف والجنود الذين ارتبطوا بالحركة الثورية السودانية وتأثروا بها وشاركوا في نشاطها بقناعة ووعي قبل دخولهم صفوف الجيش وواصلوا ارتباطهم بها طيلة فترة حياتهم العسكرية، بينهم أعضاء في الحزب الشيوعي وبينهم ماركسيون دون التزام حزبي واغلبهم وطنيون ديمقراطيون". واصدرت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني كتيب عن هذا الموضوع في مارس 1995 و مطروح للتداول للجميع، ومع ذلك يكتب السيد العميد أ.ح. عصام الدين ميرغني عن هذه الحركة الانقلاب الأحمر 19 يوليو 1971 بكل افتراء وتبجح. وهذا هو موضوع الوقفة الثالثة مع أعياد الميلاد المجيد.

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

01-18-2004, 02:34 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد عبد الرحمن خوجلي الجزء الثاني من الوقفة الثانية، أتنمنى أن تكون فيه بعض الاجابات للأسئلة المطروحة، مع تحياتي


    جمال الدين بلال



    تنظيم الضباط الاحرار 1974-1977

    التصفييات الدموية التي صاحبت هزيمة انقلاب 19 يوليو 1971 احدثت اضرارا بليغة بالحركة الوطنية السودانية وراح ضحيتها كوكبة من أنبل وأشرف وأطهر أبناء الشـعـب السـودانـي. كان السودان الوطن في حدقات عيونهم ونبضات قلوبهم وخلجات انفاسهم ومرسوم على جباههم بأحرف من نور. وقد كان لي شرف المعرفة بهؤلاء الرجال عن كسب وذكراهم مغروسـة في وجـدانـي ومشاعري والكلمات تعجز أن تفي هؤلاء الأبطال حقهم، فهم كانوا يؤمنون بالوطن وفي بالهم الاسهام في بنائه بقدر ما يستطيعون. وقد قدموا الكثير وهم على قيد الحياة وكانوا في مواجهة الموت أشجع من جلاديهم وتركوا بصمات واضحة على صفحات تاريخ الشعب السوداني ولـهـم تـحـنـى الهامات بالتقدير والاجلال والاعزاز. في ذكرى هؤلاء أقول للسيد عصام الدين أن اَثار هذه الجراح ستظل باقية ولكن هكذا هي الحياة، رجال يرحلون واَخرون يواصلون المسار دون استسلام لليأس والحيرة والذهول من الصدمة القاسية.
    عدت من موسكو في شهر مايو من صيف 1972 بعد انتهاء دورة عسكرية امتدت لمدة عام ونصف في ظروف عصيبة وصعبة ومع ذلك لم اجد صعوبة في مقابلة الأستاذ محمد ابراهيم نقد في احدى ضـواحي الخـرطوم حيث تفـاكرنا في مواضيع عديدة. قـمـت أيضا بزيارة العـديـد من أصدقائي الضباط في سجن كوبر وتهيأت لي ظروف مناسبة للحديث معهم ومعرفة أحوالهم وتقديراتهم للأوضاع السياسية التي استجدت بعد هزيمة انقلاب 19يوليو 1971. وبعد ذلك كان على أن اغادر منطقة الشجرة مدرعات ملحوقا بسرية استطلاع مدرع لمنطقة غرب السودان في مأمورية قصيرة للسيطرة على الحدود السودانية وللحفاظ على الأمن ولكن المأمورية امتدت لعامين. كان هناك ايضا العديد من السجناء السياسيين والعسكريين وتمكنت من الالتقاء ببعضهم. هكذا عدت لدوامة الحياة في سوداننا الحبيب. عدت إلى معسكر مدرعات الشجرة وتواصلت ضغوط الضباط خارج الخدمة لمواصلة رسالة رفاق الدرب فهناك كثير من المهام تحتاج لمتابعة وكنت على قناعة تامة بـأهمية ذلك. والأمر بالتأكيد يحتاج لترتيب الاسبقيات وفي البال الشروع في مواصلة المسار في جبهة العمل الوطني داخل القوات المسلحة السودانية. في هذه الفترة كان المقدم (م) طه محمد طه سورج يقدم الكثير من المساعدات والإسهام في العمل بحكم معرفته وخبرته في هذا المجال.
    وللحقيقة والتاريخ منذ البداية كان رأي الأستاذ محمد ابراهيم نقد محددا وواضحا وقاطعا بأن تنظيمات الضباط تحت أي مسمى سيكون محور تفكيرها محصورا في الانقلاب وهذا اتجاه لن يفيد السودان. وكان في تقدير الأستاذ نقد بأن نظام مايو سيطاح بانتفاضة شعبية وسيكون للجيش دور فعًال في حمايتها وتأمين مسار الديمقراطية وبناء قوات مسلحة قادرة على الاسهام في بناء الوطن. فأكدت له بأننا سنعمل على تكوين تنظيم يواكب مسار التحرك الجماهيري في اطار شعار جبهة عريضة لانقاذ الوطن والتقيد بذلك. غير أن الأستاذ نقد كان على قناعة بأن هذا النهج لا يتماشى مع تركيبة افكار الضباط وكان معترضا بشدة على ذلك ومتمسكا بسلامة وجهة نظره ومع ذلك واصلت ومعي ضباط في الخدمة وخارج الخدمة لاحياء تنظيم الضباط الأحرار. أسهم في تأمين هذه المسيرة العديد من المدنيين والضباط خارج الخدمة. أفاد العميد عصام الدين بأن التنظيم لم تكن تواجهه صعوبات عقب اتفاقية سلام أديس ابابا وحدوث تنمية واستقرار نسبي مما أدى لخمود دوافع العمل المعارض للنظام. هذا ادعاء غير صحيح، فهناك دوافع عديدة وكثيرة للعمل ومقنعة وعلى رأسها استعادة الحريات والديقراطية وسيادة حكم القانون ومحاسبة النظام القائم على الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب السوداني ومنها البطش بأبنائه بالتصفيات الجسدية وتشريد وتعذيب وازلال المعارضين باسم تأمين ثورة مايو الظافرة. كما لم يكن هناك تنامي في قدرات الاستخبارات يصعب العمل معها فالاستخبارات العسكرية بها ضباط قدموا العديد من الخدمات للحركة الوطنية وتأمين مسارها بالفطرة وعلى رأس هذه القائمة يأتي الراحل العقيد أ.ح. أسامة التجاني عبدالحليم بحكم موقعه ونفوذه وصلته كان يوفر قدرا كبيرا من الحماية بالتستر على المعلومات الأمنية عن تحركات الضباط المشكوك في ولائهم لتنظيم الضباط الأحرار والتبليغ عن أي مراقبة ومتابعة تقوم بها الاستخبارات عن بعض الضباط.
    لم تجرى أي انتخابات لقيادة تنظيم الضباط الأحرار كما ادعى العميد عصام الدين في صفحة 148
    " عمل تنظيم الضباط الأحرار بعد إعادة تكوينه في خلال العامين1974-1975 لفترة امتدت ثلاث سنوات تم فيها انتخاب مكتب قيادي يمثل التيارات الثلاثة من شيوعيين، وديمقراطيين ومستقلين وضم القيادات العسكرية التالية:
    مقدم علي التجاني علي
    رائد حيدر الجعلي
    رائد حيدر المشرف
    رائد عبد العزيز خالد
    نقيب عبد الرحمن خوجلي
    ........."
    والحقيقة ولم تكن هناك انتخابات بالصورة التي ذكرها العميد عصام الدين إنما تم التشاور والإتفاق لتكوين مجموعة لقيادة تنظيم الضباط الاحرار على النحو التالي:

    مقدم محمد عبد المجيد جريس الاستخبارات العسكرية
    مقدم مهندس على التجاني الاشغال العسكرية
    رائد حيدر الجعلي مدرسة الاستخبارات العسكرية
    رائد حيدر المشرف المهندسين
    نقيب عبد الرحمن خوجلي مدرسة المدرعات
    نقيب (م) العباسي عبدالرحيم الاحمدي 19 يوليو مدرعات
    ملازم (م) عبدالله ابراهيم الصافي 19 يوليو مدرعات

    ولم يكن الرائد عبدالعزيز خالد عثمان ضمن هذه المجموعة. ولحاجة في نفس العميد عصام الدين استبعد ثلاثة هم المقدم محمد عبد المجيد جريس والنقيب (م) العباسي عبدالرحيم الاحمدي و
    ملازم (م) عبدالله ابراهيم الصافي وادخل الرائد عبدالعزيز خالد وهو كان بعيد كل البعد عن هذه المجموعة ولم تكن هذه الاعمال في دائرة اهتماماته في ذلك الوقت.
    تداولت المجموعة القائدة في اجتماعاتها وأقرت ضرورة التعاون مع الحزب الشيوعي للاحتياج اليه للاسهام في العمل في نواحي عديدة. هذا وقد حضر الاستاذ محمد ابراهيم نقد العديد من الاجتماعات مع مجموعة قيادة الضباط الاحرار تم فيها الاتفاق على العمل في الإطار العام الذي ينحصرفي جبهة عريضة لانقاد الوطن واعادة الديمقراطية ونوقشت مهام القوات المسلحة في هذا الاتجاه دون التطرق لاي تحرك انقلابي. انتظم العمل واصدر التنظيم نشرة " الضباط الأحرار" ووزعت على نطاق مؤثر داخل القوات المسلحة وتركت اصداء واسعة وأزعجت النظام. تنامي هذا التنظيم واشتد ساعده ولم يتعرض لاي اختراق أو ضربات أمنية.
    ادعى العميد عصام الدين إن ضلع المثلث الثالث (يقصد الشيوعيين) كان بطيئا ومقيدا للحركة وكان ممثليه دائمي الرجوع لمركز الحزب قبل اتخاذ القرارات مما خلق تعقيدات وفقدانا للمبادأة في عمل التنظيم. قادت تلك الظروف إلى غياب الانسجام ووضوح الرؤيا في البرنامج السياسي والاهداف المطلوب تحقيقها وصار الاتفاق على تحديد مواعيد الاجتماعات أو قبول اجندتها متعسرا وبدأ التنظيم في الانحسار في 1977 .هذا الإدعاء غير صحيح ودعوة زور باطلة لا أساس لها من الصحة. إن ادعاء العميد عصام الدين بامتلاك نواصي المعرفة في مجال لم يكن مساهما فيه قاده لتلفيق كثيرمن المعلومات التجني على كثير من الذين تركوا بصمات واضحة في مسيرة الشعب السوداني للإنعتاق من جبروت الحكم المايوي. وقد أسلفت الذكر بأن الأستاذ محمد إبراهيم نقد حضر عدة اجتماعات نوقش فيها الاطار العام للعمل وحسم موضوع دور التنظيم في اطار الجبهة العريضة لانقاذ الوطن وبالتالي ليس هناك ما يبرر الرجوع للمركز كما ذكر في ادعائه.
    صحيح برز اختلاف ولكن ليس كما ذكر العميد أبوغسان. والحقيقة حدث صدام بين ممثل الحزب الشيوعي- لم اكن أنا ممثلا للحزب الشيوعي في مجموعة القيادة - وكما ذكرت اَنفا، ضمت هذه المجموعة تيارات مختلفة لضباط وطنيين يعملون للاسهام في بناء الوطن في مجال عملهم في القوات المسلحة. ولم يكن بيني وبين المجموعة القائدة صدام أو انني وجهت أليهم اتهاما بالتفكير الانقلابي. ولكن حقيقة في تلك الفترة وزع الرائد حيدر المشرف كراسة عمل بعنوان " حزب البعث العربي وقضايا قطر السودان" بين اعضاء التنظيم وكان وقتها الملازم أول هاشم الخير من الذين اطلعوا عليها. حدثت المواجهة بيني وبين الرائد حيدر المشرف في هذا الاطار وكان رأي أن هذا عمل خلف الكواليس لفرض أمر واقع يقود لترتيب عمل انقلابي. كان في رأي إننا لا يمكن تجاوز مثل هذه الترتيبات الانقلابية الواضحة ولم اكن في استطاعتي أن أثق في صحة النوايا بعد هذه الوثيقة. ويجدر بي أن اشير هنا لصلتي بحيدر المشرف الذي تربطني به علاقات أم د رمانية قديمة في حي البوستة ولدينا خلافات و آراء متباينة في العديدة من المواضيع ومع ذلك تتواصل لقاءاتنا.. بالتشاور مع أطراف أخرى مشاركة في مسيرة هذا العمل قررت تجميد عضويتي في قيادة هذه المجموعة في صمت واعتذرت لهذه المجموعة عن العمل في إطارها واستمرت هي. بعد ذلك وقعت العديد من المحاولات الانقلابية. وأنا لي الحق في تقييم أي محاولة انقلابية لأنني اعتقد أن أي انقلاب عسكري لا تعبر عنه الشعارات والأهداف المألوفة التي يعلنها البيان رقم واحد بل يتعداها إلى الظروف السياسية التي وقع فيها الانقلاب والمصالح الطبقية التي يخدمها والتكوين الطبقي والفكري والسياسي لقادته، بهذا المفهوم ابتعدت عن أي عمل انقلابي. هناك مجموعة كبيرة من الضباط تتفق معي في هذا الرأي. إن ما جاء في إفادة العميد عصام الدين فيما يتعلق بهذا التنظيم فيه كثير من التحريف للحقائق كما عاشها الذين أسهموا فيها. وقد كانت نوايانا صادقة في بناء جسور الثقة بين الضباط للاسهام في الاطاحة بنظام مايو وفق نهج وطني محدد الشعارات الاهداف وقد عملنا في هذا الاتجاه فانهار نطام مايو عبر انتفاضة ابريل 1985 .
    أقول للعميد الركن أبو غسان أن التصفيات الدموية في تاريخ البشرية كثيرة ولن تننهي طالما هناك صراع سياسي ولن تثني عزم الرجال وتخيفهم وتكون عقدة حلقاتها مستحكمة ليس من اليسير الخروج منها، هذا استخفاف بعقول الناس وحديث فيه كثير من التجني.
    حركة 19 يوليو 1971 لم تكن بقرار من الحزب الشيوعي السوداني وقد أوضح رأيه فيها بالاتي: " 19 يوليو انقلاب عسكري، نظمته وبادرت بتنفيذه مجموعة وطنيية ديمقراطية ذات وزن وتاريخ من الضباط والصف والجنود الذين ارتبطوا بالحركة الثورية السودانية وتأثروا بها وشاركوا في نشاطها بقناعة ووعي قبل دخولهم صفوف الجيش وواصلوا ارتباطهم بها طيلة فترة حياتهم العسكرية، بينهم أعضاء في الحزب الشيوعي وبينهم ماركسيون دون التزام حزبي واغلبهم وطنيون ديمقراطيون". واصدرت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني كتيب عن هذا الموضوع في مارس 1995 و مطروح للتداول للجميع، ومع ذلك يكتب السيد العميد أ.ح. عصام الدين ميرغني عن هذه الحركة الانقلاب الأحمر 19 يوليو 1971 بكل افتراء وتبجح. وهذا هو موضوع الوقفة الثالثة مع أعياد الميلاد المجيد.

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

01-20-2004, 04:36 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لمكل (Re: ELTOM)

    العميد أ.ح.هاشم الخير هاشم من المناضلين الذين وقفوا ضد أنظمة القمع العسكري كان لهم دور فعََال في عملية (أنا السودان) الشئ الذي أدى لاعتقاله وتعذيبة في بيوت الأشباح لفترة طويلة ثم بعد ذلك عقدت له محكمة عسكرية حكمت علية بالاعدام وقد خفف الحكم بعد ذلك للتأبيد. وأطلق سراحه مع بعض رفاقه العسكريين بعد قضى في السجن سنوات طويلة. يكتب العميد أ.ح. هاشم الخير هاشم معلقا على وقفات العميد عبد الرحمن خوجلي.


    الأستاذ الدكتور جمال الدين بلال عوض
    عاطر التحايا والشكر لك لإتاحتك المجال للأخ العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي لتسليط الضؤ في شكل وقفات لإبراز حقائق تأرخية لتنظيم الضباط الأحرار في السبعينات من القرن الماضي والتي أغفلها العميد أ.ح. عصام الدين ميرغني في كتابه الجيش والسياسة، فله الشكر والتقدير.

    الأخ العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
    التحايا والأشواق لكم وللأسرة الكريمة ونحن في المهجر نعاني الأمرين، قسوة الحياة واَمال وماَل الوطن. فيظهر في المكتبات كتاب الجيش والسياسة للعميد أ.ح. عصام الدين ميرغني. لقد طالعت صفحات من هذا الكتاب فخيم الطباعة ووجدت فيه اسقاطات لحقائق عن قيام تنظيم الضباط الأحرار خاصة بعد حركة 19 يوليو 1971 وغياب أسماء المؤسسين وإدخال أسماء خارج التنظيم.

    أكتب هذا وأنا شاهد عيان لتلك الفترة ومعظم الضباط المشاركين في هذا التنظيم إن لم يكن كلهم على قيد الحياة. كل الذي ذكرته هو عين الحقيقة ونورها الوضئ الذي يظهر كل من أراد إظلام الحقيقة. وأقول للأخوة الذين برزت أسمائهم ما كان لها أن تظهر لولا خطورة مثل هذا الكتاب الذي يؤرخ لهذا الفترة العصيبة وما تلاها من أحداث داخل القوات المسلحة وبهذا قد يصبح أحد مراجعه التاريخية الأساسية.

    باسم زملائك ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة ولتبيان الحقائق أتمنى أن تواصل في كتابة هذه الوقفات اصدار كتاب خاص عن تلك الفترة التاريخية في نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي وأنت الذي يعرفك زملاؤك والجيش بالإنضباط والأمانة فهلا واصلت ودمت.


    عــمــيــد أ.ح.
    هاشم الخير هاشم
                  

01-24-2004, 09:01 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد عبد الرحمن خوجلي تحياته وشكره لمساهمات كل من:

    1. الموسيقار والفنان الكبير يوسف الموصلي

    2. الأستاذه رجاء العباسي

    3. الأستاذ ساري الليل

    4. الأستاذ الهادي الرشيد دياب

    وهو قد أعد الاَن الوقفة الثالثة، يأمل أن تغطي جانبا من الأسئلة التي تدور في اذهانكم.



    جمال الدين بلال
                  

01-25-2004, 00:18 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي الوقفة الثالثة من تعليقه حول كتاب العميد عصام الدين ميرغني. نطرح اليوم مدخله الأول.

    جمال الدين بلال




    متشجان، 18 يناير 2004

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    انـقـلاب 19 يوليو 1971 "الحـركة التـصحـيـحـية"

    كتب الكثير عن هذا الحدث من وجهات نظر مختلفة وبمعلومات احيانا لا تتطابق مع بعضها رغم أن الحدث هو واحد ولكن مع ذلك يقترب إليه الكتاب بزوايا مختلفة فكأنه أكثر من حقيقة واحدة والقاري بالتأكيد يحتاج للمعلومات اليقينية الراجحة التي تغطي الحقيقة المبنية على الدقة والتحري المتأني حتى تخرج الرواية بعيدة عن أي نوازع شخصية وأي أغراض أخرى من اجل انصاف الحدث وابراز الحقيقة في اطار من الأسانيد الموضوعية التي تفيد القاري.
    رغم أنني لم اكن موجودا في السودان عند حدوث 19 يوليو، إلا إنني قد اطلعت على معظم ما كتب عن تلك الفترة. وفي رأي طرحت اَراء فيها جوانب كثيرة من المعقولية والمصداقية وأخرى فيها كثير من الاثارة وسؤ النية. مع ذلك اري أن الموضوع يحتاج لتغطية أكثر وايضاحات موضوعية حتى نستطيع أن ننصف الحدث. في هذا الاطار وبعد اطلاعي على افادات أبو غسان رايت أن اتناول هذا الموضوع عبر ثلاثة مداخل وقد ارجأت بعض التفاصيل حتى اتمكن من تدقيق مصادرها في ظروف أفضل.

    المدخل الأول: أحرار مايو والوضع في دروع الشجرة والمحمولة جوا
    لم يكن انقلاب مايو 1969 مخالفا لمسار أي انقلاب عسكري اَخر، فالمعروف عن الانقلابات العسكرية في معظم دول العالم الثالث تتبني شعارات عزيزة على الحركة الجماهيرية وذات ارتباط وثيق بنبض الشارع كما تدعي أنها قد جاءت من أجل الخلاص والانقاذ لبر الأمان في وعود جازبة وقاطعة. ولكن كالعادة عند استقرار الوضع السياسي والأمني للانقلاب يجد التيار الذي يسيطر على مواقع القوة داخل المؤسسة العسكرية في وضع يختار فيه الانفراد بالسلطة وفقا لتوجهاته السياسية والفكرية والطبقية دون اعتبار لكلما قيل في هذا النسق. راى الجانب المسيطر على الوضع في القوات المسلحة برئاسة اللواء خالد حسن عباس وزير الدفاع تكوين تنظيم أحرار مايو كبديل للتنظيم السياسي والعسكري "الضباط الأحرار" بغرض أن تكون هناك سيطرة اكثر لتيار القوميين العرب على هذا التنظيم ومع ذلك اتيح المجال في هذا التنظيم لإنضمام أعضاء سابقين في تنظيم الضباط الأحرار وتيارات أخرى وبذلك يكون التنظيم قد ولد وهو مخترقا بأكثر من جهة. في هذه الأجواء راى وزير الدفاع وبطانته المنتمين لأحرار مايو اعطاء وضع مميز للوحدات التي شاركت في تنفيذ انقلاب مايو" المدرعات والمظلات". كان وقتها في قيادة مدرعات الشجرة العميد أحمد عبد الحليم وفي رأي ورأي كثيرين غيري من ضباط المدرعات أن العميد المذكور خلق وضعاً شاذاً في هذه الوحدة متجاوزاً كل الأعراف العسكرية المبنية أساساً على الانضباط العسكري وذلك باعطائه تمييز واضح لضباط وصف وجنود اللواء الثاني دبابات" الذي كان تسليحه من الدبابات الروسية ت55 ، دبابة القتال الاقتحامية المتوسطة، وقد جاء في افادة أبو غسان بأنها دبابة ثقيلة والسودان إلى الاَن لا توجد به دبابات أو مدفعية ثقيلة، بالاضافة لناقلات الجنود المجنزرة بي كي الروسية والقوباز التشيكية الصنع". كان يطلق على ضباط وصف وجنود اللواء الثاني اسم العتاوله. كما اطلق على ضباط وصف وجنود اللواء الأول المدرع والمسلح بمدرعات الاستطلاع الخفيفة ذات العجل صلاح الدين والفرت بالاضافة لناقلات الجنود ذات العجل الاسكوت التشيكية الصنع، لقب الفنايل وبالتالي أدت هذه الازدواجية في المعاملة لازمة ثقة في وحدة واحدة. هذا عن الوضع في مدرعات الشجرة ولا اريد أن ادخل في تفاصيل أكثر. أما في منطقة الخرطوم فكانت القوات المحمولة جواً لها ايضا وضعها المميز على سائر وحدات منطقة الخرطوم باعتبارها القوة الضاربة التي شاركت في اخراج نظام مايو للوجود.
    في رأي إن هذه الظروف التي كانت سائدة في دروع الشجرة والمظلات هي التي حدت بقادة انقلاب 19 يوليو بتجريد هذه الوحدات " اللواء الثاني دبابات والمظلات" من اسلحتهما. لم يكن هناك أي مبرر كافي بعد مضي ثلاثة أيام على الانقلاب إعادة تسليحها. هذا التصرف كان فيه الكثير من حسن النية وبالتالي أدى لاختلال توازن القوة مما أدي لسهول هزيمة انقلاب 19 يوليو بالتحرك المضاد 22 يوليو، و في رأي أيضا أنه لا يستقيم عقلياً أن تجد مبررات كافية لاتخاذ قرار يعاد فيه تقيم وضع هذه الوحدات على ضوء نصح ضباط لم يشاركوا اصلاً في الانقلاب، كما ان في رأي إن اعادة تسليح اللواء الثاني دبابات والمظلات كانت هي السبب الأساسي في هزيمة 19 يوليو اضافة للتحرك الخارجي والذي قال عنه الرئيس السادات" أن ميثاق طرابلس قد ولد بأسنانه وقد بانت في السودان".

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

01-25-2004, 04:12 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    في الانتظار
                  

01-26-2004, 01:35 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    شكراً يا موصلي، سوف لن تنتظر طويلا فقد أرسل العميد عبد الرحمي خوجلي وقفته الثالثة سنوالي نشر مداخلها. نرجو من الذين عاصروا تلك الفترة من عسكريين ومدنيين أن يضيفوا بعض ما لديهم من معلومات لالقاء مزيد من الأضواء على تلك الفترة من تاريخ السودان.


    جمال الدين بلال
                  

01-30-2004, 06:32 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    عزيزي التوم نتشوق لمزيد من التفاصيل
                  

01-27-2004, 06:15 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    العميد أ.ح. هاشم الخير

    أشكر لك متابعتك باهتمام وقفاتي للتعليق على هذه المذكرات التي جاءت لتسلط الضوء على فترة حافلة بالاحداث في مسار السودان الحديث وهي بالتأكيد ملف كان يحتاج للتحري المتأني والموضوعية والاتصال بالمعنيين بالاحداث خاصة وقد مضت فترة زمنية طويلة كافية لإخراج الحقائق وهي أكثر اشراقا ووضوحا حتى تكون راسخة في أذهان الاجيال القادمة دون أي شوائب. ومع ذلك خرجت علينا مذكرات أبو غسان وهي غير متكاملة تنقصها الدقة والمصداقية وفيها كثير من الاجحاف والتجني دون مبرر لذلك وكونه هكذا أراد، فلنا ولغيرنا حق تسليط الضوء عليها وتمليك الحقائق الخالية من الغرض والنوازع الشخصية لأبناء هذه الأمة.

    كتابتك كشاهد عيان تضيف الكثير وهي بمثابة قوة دفع فاعلة لادامة زخم هذه الوقفات التي أحرص على أن تكون مفيدة في هذا الاطار ساواصل بقدر ما أستطيع. لك معزتي وتقديري وسلامي الحار لأفراد الأسرة ودمت مع أمنثاتي بدوام الصحة.

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

01-27-2004, 01:11 PM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    الاخ/التوم

    كل الشكر لك فى اتاحة الفرصة لألقاء المزيد من الاضواء حول هذا الموضوع الهام فى تاريخ ممارسة السياسة فى السودان , وأمر جيد أن يكون مدخل الحوار حول هذا الموضوع فى البورد بأقلام شهود عيان شاركوا فى الاحداث وساهموا فى صناعة أجزاء منها كسعادة العميد أركان حرب عبد الرحمن خوجلى وزميله سعادة العميد هاشم الخير وهما ضمن طلائع وطنية عسكرية ارتبطت بهموم شعبها وآماله, منها من قضى نحبه وهو قابض على جمر الحقيقة ومنها من ينتظر .. بقدر ارتباط جزء ليس بالقليل من أقرانهم العسكريين بالجوانب غير المشرقة فى تاريخ الجيش السودانى فى نواحى زيادة البؤس وفرملة وتعقيد دروب السعادة للشعب والوطن ! .

    فليت العميد عبدالرحمن يجلى لنا بعض الحقائق ويسلط الاضواء أكثر حول أمور يصعب فهمها وهضمها , خاصة بالنسبة لقطاع واسع من ( الملكية ) الذين تفوت عليهم بعض اللأمور العسكرية ! .. هناك أسئلة كثيرة وعلامات تعجب واستفهامات تتعلق بالتاريخ والاشخاص والاحداث, منذ أول انقلاب عسكرى فعلى فى عام 1985 بقيادة الراحل الفريق ابراهيم عبود مرورا بكل محاولات الانقلابات العسكرية وحتى آخر انقلاب شهدته البلاد مع الانقاذ والجبهة الاسلامية , ولقلة المصادر فى هذا الصدد وشح المعلومة وصمت الصامتين الذين يمتلكون بعضا من الحقائق, فان الواجب الملح الآن هو وضع النقاط فوق الحروف ,باعتبار ان المؤسسة العسكرية فى دولة كالسودان تعد من دول العالم الثالث تصبح بشكل او آخر هى جزء من النسيج الاجتماعى - الطبقى على المستوى الوطنى وقضايا الشعوب وليست فوق او تحت او بمنأى عن هذا النسيج ! .

    سنتابع بكل شغف ورغبة طموحة للمعرفة , فليواصل سعادة العميد عبدالرحمن , وليتداخل معه العميد هاشم , وليتهما يستقطبا ايضا من يعرفون من زملاء السلاح الذين يساهمون فى اجلاء الحقائق وتقييم هذه المسيرة التى ارتبطت بتاريخ ممارسة السياسة السودانية , والشكر للجميع
                  

01-29-2004, 03:17 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    لك الشكر يا حسن،
    تعرف أن أعداد كبيرة من قراء هذا البوست يعرفون الكثير عن أسرار تلك الفترة. لا اعتقد أنهم يبخلوا عليناببعض مما لديهم ولكني على قناعة بأن البدء في رواية ما يعرفونه عن أحداث تلك الأيام سيشعل ذاكرة الجميع. مثلا الدور الذي قام به الحردلو/أحمد جبارة في اعتقال أغلبية قيادة مايو ومن بينمها جعفر نميري والحوار الذي دار بينهم وبين مأمون عوض أبو زيد وماترتب من ذلك الاعتقال من اعدامات. في اعتقادي أن أعداد كبير من العسكريين والمدنيين تسطيع أن تضيف الكثير. نحن في الانتظار.


    جمال الدين بلال
                  

02-03-2004, 04:41 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    يا موصلي انت ود حلال اهو المدخل الثاني من وققة العميد عبد الرحمن خوجلي الثالثة جاهز. نأمل أن يحفز الجميع للمساهمة، مع تحياتي.


    جمال الدين بلال



    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة الثالثة: انـقـلاب 19 يوليو 1971 "الحـركة التـصحـيـحـية"

    المدخل الثاني: لقاء صيف مايو 1971 بموسكو
    في ذلك الصيف التقيت أنا والمقدم طه محمد طه سورج بالمقدم عثمان حاج حسن (ابــشــيــبــه) في موسكوعند حضوره إليها ضمن وفد وزير الدفاع اللواء خالد حسن عباس في احدى ضواحي المدينة. وكعادته كان ابــشــيــبــه هادئا ومبتسما ويتحدث بثقة عالية جداً. في ذلك اللقاء تحدث حديثاً مطولاً عن الأوضاع في القوات المسلحة وخاصة بعد تحرك 16 نوفمبر 1970 والذي تم فيه ابعاد ثلاثة من مجلس قيادة الثورة ( المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمد الله والرائد هاشم العطا) واقصاء ضباط اَخرين من الخدمة وتطرق للظروف التي أوجدها تنظيم أحرار مايو في الجيش والممارسات الخاطئة في ادارة القوات المسلحة. وافاد بأن هذا المناخ خلق ظروف سياسية وعسكرية تمهد الطريق للتحرك عسكريا ضده من جهات متعددة. في هذا الاطار ذكر ابــشــيــبــه بأنهم قد قيموا هذه الأوضاع وخرجوا بقرارا ت هامة على رأسها اعادت الأوضاع إلى مسارها الطبيعي المتمشي مع برنامج الجبهة الوطنية الديمقراطية الذي تبناه انقلاب مايو 1969 وقد كان ابــشــيــبــه
    احد المشاركين في تنفيذه اثناء تواجده في الخرطوم. واوضح أن لديهم سيطرة على اللواء الأول مدرعات بقيادة العقيد عبد المنعم محمد أحمد" الـهـامـوش" وقوات الحرس الجمهوري تحت قيادته. كان يتحدث بثقة عالية وبأنهم يمكنهم استلام السلطة في غمضة عين وذكر أن هذا اتفاق واسع يسانده ضباط شيوعيين واَخرين ديمقراطيين وذكر أيضا في تقييمه بأنهم إذا لم يقوموا بالتحرك سيسبقهم إليه غيرهم والتأخير في التنفيذ يعني أنهم سيجدوا أنفسهم يواجهون مصير زملائهم الذين ابعدوا في 16 نوفمبر 1970 . وقد أوضح أنهم أبلغوا وجهة نظرهم هذه إلى الحزب الشيوعي وكان معترضا على ذلك. وإنهم بصدد اعادة الاتصال في هذا الاطار. كان رأي أنا والمقدم طه سورج أنه بامكاننا الحضور إلى السودان خاصة أن الدورة ستكون في عطلة صيفيية طويلة ولكنه اعترض وأوضح بأننا يمكن أن نكون رصيد للمستقبل إذا سارت الأمور في مسار اَخر. ولكن مع ذلك توجه المقدم سورج واَخرون للسودان لقضاء إجازة الصيف مع أسرهم. عند عودته في مطلع يوليو 1971 ، أفادني طه سورج بأن التحرك سينفذ في الأسبوع الثالث من يوليو واضاف بأن الحزب الشيوعي مازال معترضا على هذا التحرك، وقد كان فتابعنا كل الأحداث بعد ذلك.


    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

02-03-2004, 09:32 AM

محمد عوض إبراهيم

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 286

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    يرفع ...للتوثيق
                  

02-10-2004, 01:33 PM

عصام الدين ميرغني

تاريخ التسجيل: 02-09-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    رد عصام الدين ميرغني (أبوغسـان)
    ‏سودانيزأونلاين ـ المنبر الحر ـ 7 يناير 2004
    العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة
    الحلقة الأولى
    تقديم
    1. في التاسع عشر من شهر يناير الماضي وجدت أول فرصة للاطلاع على بريدي الإلكتروني بعد غيبة طويلة، فمنذ الخامس عشر من شهر ديسمبر المنصرم كنت أشارك في محادثات السلام السودانية في مدينة نيفاشا الكينية، حيث لا تتوفر خدمات الإنترنت بصورة ملائمة. كان من ضمن الرسائل واحدة من صديق يطلب فيها إطلاعي على نقاش يدور في المنبر الحر في سودانيزأونلاين عن كتابي «الجيش السوداني والسياسة». كانت فرحتي كبيرة بوجود نقاش عن الكتاب في ذلك المنبر الثري، ولقد حرصت منذ صدور ذلك الكتاب في مطلع أغسطس 2002 على حفظ كل ما يكتب عنه، والاستفادة من الملاحظات والآراء لتنقيح طبعة ثانية، بعد أن أوشكت الطبعة الأولى على النفاذ من قنوات التوزيع.

    2. كانت فرحتي الثانية أن يكون المعلق صديقي، ورفيق مشوار النضال الطويل ـ العميد الركن عبدالرحمن الحاج خوجلي. في يناير من العام 1968 تعرفت على أبا خوجلي في الكلية الحربية السودانية، ومنذ ذلك التاريخ، ولمدة تزيد على الثلاثين عاماً، جمعتنا الصداقة والتوجه السياسي المشترك.. وتلك علاقة، تحيط بها وتغلفها الكثير من الروابط السياسيةـ التنظيمية، والروابط العائلية، ودائرة زملاء وأصدقاء مشتركين يصعب تجاوزها. أسوق هذه الإفادة لأعكس حالة الدهشة والصدمة التي أصابتني وأنا أهرول فوق السطور التي خطها قلم «القوميسار أبو مظفر».. لم تكن تلك بكتابة عادية، وإنما «غلالة من نيران المدفعية المركزة»، وهالني وأدهشني ما بها من عداء ومرارة تقفز بين الكلمات، وما حوته من قدر كبير من التهجم الشخصي. عموماً.. لا أود أن أدخل في الضيم والظلم الكبير الذي ألحقه «القوميسار» بصديقه الذي ظل يتفضل عليه، ويناديه بلقب «الجنرال» لمدة ثلاثين عاماً، وحتى ليلة في مطلع صيف العام 2002، عندما قفز بيننا موضوع ذلك الكتاب، الذي يحتوي على تقييم لتجربة «القيادة الشرعية».. وهي جوهر ـ الخلاف السياسي ـ بيننا.. وتحول الجنرال بسبب ذلك الكتاب بين ليلة وضحاها، إلى مفبرك متآمر، ومزور للتاريخ..!!

    3. من المؤسف كثيراً أن يتحول خلافاً سياسياً إلى حرب كلامية.. ومن المؤسف أكثر أن تكون لغة الحوار بذلك الأسلوب العدائي الذي انتهجه العميد خوجلي. عموماً إن هنالك العديد من الحلقات المشتركة التي سأحتكم إليها لتقييم نسبة التجني الشخصي.. ولنعرف: من ظلم من؟ ما يهمني الآن، وأظنه يهم كل من اطلع على تعقيب العميد خوجلي، أن يعرف رأيي في كل ما احتواه التعقيب من قضايا سياسية، وأن تتضح مصداقية الأحداث والحقائق التي تعرضت للتشكيك.. وحتى يمكن التصويب، أو حتى حذف كل المادة من متن الكتاب إذا ثبت الإدعاء. عليه سيكون تعقيبي علمياً ودقيقا، متابعاً لكل أمر طرح.. وسيكون مدعماً بكل القرائن والأسانيد الممكنة من مراجع ووثائق وشهود.

    (كما تحجب الغيوم وجه الشمس ولا تطفئها، كذلك يحجب الجهل وجه الحقيقة.. وتبقى الحقيقة حقيقة).. ميخائيل نعيمة.

    10 فبراير 2004 أبوغســـان
                  

02-10-2004, 07:44 PM

essam&amal
<aessam&amal
تاريخ التسجيل: 11-15-2003
مجموع المشاركات: 2579

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    الاخ التوم
    لك الشكر والتقدير والمجهود ما ساهل والله
    تحياتنا للعميد أ ح عبد الرحمن خوجلى
    اتمنى ان يكون السيد العميد قد فرأ:-
    1- الاخوان والعسكر قصة الجبهة الاسلامية فى السودان ( حيدر طه )
    2- السيف والطغاة القوات المسلحة السودانية والسياسة ( لسراحمد سعيد ) .
    اذا كان لديه الوقت ان نستفسر عن بعض المعلومات او يلخص لنا اذا كانت كل الدراسات والتحليلات صحيحة . خاصة فى كتاب السيف والطغاة .

    ولكم التحايا
    امال
    ام وضاح
                  

02-10-2004, 08:27 PM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    سعادة العميد أ.ح عصام الدين ميرغنى

    كل التحية لك وانت تشرفنا بالبورد كعضو يمثل الشرائح الوطنية فى جيشنا السودانى والذى كم نتطلع الى مساهماته فى اثراء النقاش حول أحد المجالات التى ظلت عصية على الادراك بخصوص مايدور فيها وما أفرزته من قضايا تقاطعت بشكل أو آخر مع الواقع السياسى للبلاد .

    أحسنت صنعا باستعدادك للمشاركة فى النقاش بالمدخل الذى افتتحه صديقك و زميل سلاحك العميد عبدالرحمن مستصحبا قرآءته لكتابك المهم, والذى نعتقد أن اثراء الحوار حوله بمشاركتك - ورفقاء سلاح آخرين بالنسبة لكما - اضافة لمساهمات من يهمهم الأمر بالبورد , سيضع أولى اللبنات لحوار (عسكرى - ملكى ) يساهم فى اجلاء الحقائق والدروس والعبر !.

    الأخوة عصام وعبدالرحمن وهاشم

    ربما سيبدأ الحوار عنيفا ويحمل بعض غضب لسبب أو آخر , الا أنى مطمئن جدا الى ان ( النفس البارد ) والبعد عن المرارات أيا كان سببها هو الذى سيسود فى مجرى الحوار فى نهاية الأمر وذلك لما للعسكريين- خاصة الأكثر وعيا فى أوساطهم - من صفات يتغلبون بها على مايعكر مودة النقاش ! .. فلربما أن( الضبط والربط) هما أحد ضوابط الحوار ايضا والله أعلم ! .

    وعليه نتطلع الى حوار بناء وراقى وكثيف يؤسس بالفعل الى بداية صحيحة لحوار العسكريين الوطنيين فيما بينهم حول قضايا الجيش السودانى والوطن , ويبتعد عن مطبات ( الملكية ) فى الحوار حينما يأتون وهم يتأبطون آرائهم الأحادية ويتمترسون خلفها فتأتى نتيجة النقاشات ( كحوار الطرش) !.. وعلى الأقل هى فرصة لدفع الاتهام الذى يوجه عادة( للعسكر) باعتبارهم دائما ما يفرضون آرائهم ( بالبوت والسونكى )!

    الأخوة /عصام وعبدالرحمن وهاشم

    يسعدنا جدا متابعة حواركم المهم والمطلوب فى هذا الوقت تحديدا , ومطمئنون الى أنكم ستصطحبون الملاحظات المتواضعة أعلاة ضمن حواركم .

    مع التحيات والتقدير
                  

02-14-2004, 07:13 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد الركن عبدالرحمن خوجلي الرسالة التالية:

    ألاستاذ حسن الجزولي،

    أشكر لك حسن المتابعة وكريم توجيهك بالمزيد في هذه الجبهة التي تحتاج لكثير من الايضاحات. ساعمل على تقديم اقصى جهد علني اقدم معلومات يقينية راجحة تساعد القارئ على فهم الموضوعات المتعلقة بهذا الطرح. استشعارك لنا للمزيد حافز لي لاثراء القراء بالمزيد ونأمل أن نوفق في ذلك.

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

02-15-2004, 00:06 AM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أخى الكريم العميد أ.ح عبدالرحمن خوجلى بعد التحية الطيبه ...أرجو أن يتسع صدرك للقدراللازم لادراك تعقيبى عن علاقة الجيش بالسياسه فى زمن أصبح فيه التخصص دقيقاً ويتسع التخصص ليصبح عدة تخصصات فرعيه والعقل البشرى يواكب الأمر وتتسع مداركه والمعرفه فى مجال معين على حساب مجالات أخرى اذا نشدنا التميز...فالسياسه ياأخى الان علم له منابره وعلماؤه ومهما بلغنا من معرفه فى العسكريه فلا أعتقد أننا نستطيع تجاوز تلك الحدود أو إهمالها ونحن جميعاً نعرف تأهيل العسكريين منا فى ال 20 عاماً التاليه للاستقلال....
    يتم إعداد القاده فى القوات المسلحه فى الكليات العسكريه وتأهليهم لقيادة أعداد متفاوته من القوات مثال ذلك العقيد لقيادة كتيبة من القوات واللواء لقيادة لواء وهو كما تعرفون عبارة عن 3 كتائب ولا يتعدى الألفى فرد بما فيها من قوات مساعده فكيف يستقيم له أن يقود 30 أو 40 مليوناً بين ليلة وضحاها من عسكرييين ومدنيين بمختلف أنماطهم وتوجهاتهم ....
    معظم الحركات الانقلابيه العسكريه فى السودان كانت عبارة عن مغامرات حالفها الحظ فى بعضها ولم يحالفها فى البعض الآخر وقد تكون الدوافع شخصيه بحته فى بعضها أو نابعه عن إحساس الفوقيه والتميز الذى تربى عليه العسكريون فى الكلية الحربيه السودانيه لدرجة أن بعض الكوادر العلميه الرفيعه كان يستميلها الأمر وتفضل الانخراط فى سلك الجنديه والبزه العسكريه...والضابط ببزته العسكريه يتمالكه الاحساس بأنه أرفع درجة من أى وزير ملكى (وصفة ملكى عند العسكريين شتيمة معروفه وسط العسكريين كما تعلم ياأخى)
    مهما كان الاختلاف فى وسائلنا للحكم عسكريين أومدنيين ومهما اختلفت توجهاتنا فالجميع يلتقون فى غاية واحده وهىالحفاظ على سلامة ووحدة الوطن ورفعته وتقدمه .....الخ مما تذخر به خطب الحكام بعد المارشات العسكريه....والسؤال هنا لماذا لا نستوعب كل تلك الاختلافات ونتدارسها بفكر جديد متحرر عن كل إنتماء أو تعصب أو ولاء عدا الوطن ونهمل مسمايتنا التى لا طائل منها سوى الفرقه والشتات ...ده قال كده لأنه شيوعى ده عمل كده لأنه جبهجى ....ده حزب أمه معروف ياخى وده أبوه أو أخوه إتحادى .....ولماذا لانأخذ الأصلح منهافى تواضع ونبل وماأكثره وبيننا الأعرف والأعلم ونسقط الطالح ولماذا لا نستفيد من تجارب السابقين وهى ثرة وذاخره ولماذا نتعسف فى معاملة المعارضين وقد يكون رائهم الأصوب كيفماكان حظهم الأعثر .....تذخر بلاد الغربه ياأخى ومجالس أشجار النيم وسط الأحياء فى بلادنا برجال كُثر على أعلى درجات المعرفه والعلم والخبرة لفظتهم حكوماتنا المتعاقبه بسبب ولاءاتهم أو لعداءات شخصيه مع خصوم حكام أبت نفوسهم الأبيه أن تلوذ بأبواب حكامهاوكم من مال وجهد صُرف لتأهليهم فى خارج وداخل البلاد ....أستاذ تشريح متميز يتم الاستغناء عنه بورقه صغيره وهو فى قاعة الدرس بكلية الطب بجامعة الخرطوم فى عهد النميرى وجراح عام معروف عالمياً يُستغنى عنه بسبب لستك عربة إسعاف وجراح أطفال الوحيد بالبلاد يتم الاستغناء عنه تحت مسمى (فائض عماله)؟؟؟؟وهناك العسكريون المتميزون الذين تم الاستغناء عنهم لحساسية الرتبه أو لتصفية حسابات شخصيه إذا لم يتم إعدامهم فى حال محاولتهم الانقلاب على السلطه ...وهناك المهندسون والمعلمون و.......الخ لماذا لا نتدارس هذه الحالات على طاولات مفاوضات لن تكون باى حال من الاحوال اكبر من طاولة جون قرنق
                  

02-15-2004, 10:50 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة الثالثة: انـقـلاب 19 يوليو 1971 "الحـركة التـصحـيـحـية"

    المدخل الثالث: انقلاب أحمر 19 يوليو 1971

    اختار العميد أبو غسان أن يخرج علينا بعد ثلاثين عاما مضت على انقلاب 19 يوليو بهذا العنوان المثير وقد سبق للكتابة على هذا النهج أولا الصحفي اللبناني فؤاد مطر عندما كتب في هذا الاطار
    " الحزب الشيوعي نحروه أم انتحر" والكاتب السوداني محمد محمد أحمد كرار " الحزب الشيوعي السوداني سنوات الغيبوبة سنه أولى مايو" وفي رأي كان بامكانه أن يقدم روية أفضل من ذلك بكثير خاصة والفرصة لديه متاحة في ذلك بعد مضي هذا الوقت الكافي وقنوات الاتصال متوفرة لديه.
    وفي هذا الشأن اصدرت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني كتيب 19 يوليو وهي في متناول أي فرد وقد جاء في صفحة 6 منها:
    " 19 يوليو انقلاب عسكري، نظمته وبادرت بتنفيذه مجموعة وطنيية ديمقراطية ذات وزن وتاريخ من الضباط والصف والجنود الذين ارتبطوا بالحركة الثورية السودانية وتأثروا بها وشاركوا في نشاطها بقناعة ووعي قبل دخولهم صفوف الجيش وواصلوا ارتباطهم بها طيلة فترة حياتهم العسكرية، بينهم أعضاء في الحزب الشيوعي وبينهم ماركسيون دون التزام حزبي واغلبهم وطنيون ديمقراطيون".
    وقد استبعد هذا الكتيب عند التعرض لاحداث يوليو 1971 وكانت لديه فرصة في القاهرة للاتصال بالاستاذ التيجاني الطيب لافادته في هذا المجال.
    كنت اتوقع أن يكتب لنا العميد أبوغسان عن دوره في هذا الحدث وقد شارك فيه زملاء دراسته الملازم أحمد عثمان الحردلو والملازم أحمد جباره وصديقه العزيز الملازم أبوبكر عبد الغفار. وهل تم به اتصال للمشاركة وقد كان متواجدا بالخرطوم أثناء التحرك؟ كما كنت اتوقع أن يبرز لنا موقفه من هذا الانقلاب اثناء تواجده عند حدوثه. هذا وقد ذكر أبوغسان في مطلع حديثه أن هذا الانقلاب كان أكثر عنفا ولم يقدم للقارئ البيانات الكافية عن هذا العنف والاثار التي تركها على مسار الحياة في السودان، فالمعروف أن هذا الانقلاب جاء مخالفا في توقيت تحركه في وضع النهار في ساعات القيلولة وقد أحدث مفاجأة هائلة واستولى على السلطة في سرعة فائقة دون اراقة دماء. ما حدث في 22 يوليو لا يقع في اطار مسئولية هذا الانقلاب واقصد بالتحديد مجزرة بيت الضيافة وفي رأي يصعب تحديد المسئولية في ذلك ولكن مع ذلك يجب تقصي الحقائق واكتفي بهذا القدر والوقفة الرابعة مع الجبهة الوطنية وتحرك يوليو 1976 .
                  

02-17-2004, 01:37 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعقب على تعليقات كل من:

    1- العميد الركن عصام الدين ميرغني
    اطلعت على تعليق أبو غسان حول ما جاء في وقفاتي على كتابه الجيش السوداني والسياسة وأقول له في البداية، تابعت كغيري من أهالي السودان محادثات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية عبر قنوات الفضاء. أما أنت يا صديقي فظروفك سمحت لك بالمتابعة عن قرب للحضور في نيفاشا كينيا وصحيح تربطنا أواصر مودة وصداقة تعود جزورها التاريخية إلى تاريخ التحاقنا بالكلية الحربية بالسودان في 17 فبراير 1968 ولكن ارتباطاتك السياسية والنضالية مجرد أحاديث ولم تتبعها أفعال أو اسهامات و أي أشكال تنظيمية في قنوات اجتماعية منتظمة. كانت بيننا ثقة متبادلة وعلاقة حميمة أعتز بها وهي مستمرة ولم تنقطع ولم ينشب بيننا خلاف سياسي حول القيادة الشرعية وكل الذي قلته أنت في هذا الصدد إنك قمت بتأسيسها وستعمل على تحطيمها. كانت لي وجهة نظر أخرى وهي أن انضمام قيادة الجيش للمعارضة سابقة فريده وهي اضافة رائدة للعمل المعارض يمكن استثمارها لاعادة ترتيب الأوضاع في الجيش وفق أسس تخدم تطور السودان الديمقراطي الموحد. وبالفعل شرعت القيادة الشرعية في اعداد دراسات في هذا الاطار وكان رأي أيضا إذا كانت هناك تجاوزات وأخطاء في التوجه يمكن اعادة النظر فيها والاتفاق حول اطار عام للعمل وفق ضوابط وخطة عمل متفق عليها وأنا لازلت مرتبطا بها وفي رأي يمكنها أن تقدم الكثير في مجال تخصصها والسودان في أمس الحاجة لذلك. وعندما علمت إنك تفرغت للكتابة، اتصلت بك تلفونيا في شتاء عام 2001 وكنت أرغب في التحدث اليك حول هذا الموضوع ولكنك ياصديقي رفضت التحدث وقفلت الهاتف في وجهي واعتزرت عن مواصلة الحديث ولم تتصل بي بعد ذلك. عند صدور كتابك نوهت عنه عندما كتبت مقال في المنبر الحر في سودانيز اون لاين في ذكرى شهيد الحرية والديمقراطية الراحل الفريق فتحي أحمد علي في 28/4/2003 بأنني سأعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة لصديقي العميد أ.ح. عصام الدين ميرغني طه. فكتبت أنا في اطار حقائق عامة حول عمل وطني عام أسهمت فيه بقدر ما استطعت من جهد. وتعليقي جاء لاجلاء الحقائق في اطار من الموضوعية حول مواضيع عايشتها وليس فيها تجني على شخصك وأنا لم أعتاد التجني على الناس. وسأواصل كتابة هذه الوقفات متوخيا الأمانة والصدق وتوثيقا للحقائق التأريخية وتدقيقها وحفظها لجميع المهتمين بالشأن السوداني.
    وعادة يا صديقي كما ذكرت لك في الوقفة الأولى فإن الاتصال بالمشاركين في الأحداث مهم لتنشيط الذاكره وأنت في مصر أم الدنيا هناك رصيد هائل من كتب المذكرات وعلى سبيل المثال حينما أرخ الأستاذ أحمد حمروش لثورة 23 يوليو وكتب مذكراته عنها وكان مشاركا فيها إستمع لأكثر من مائه شاهد ممن عاصروا الحدث وأسهموا فيه وسجلوا افاداتهم في كتاب منفصل وهو الجزء الرابع من تلك المذكرات وكذلك فعل خالد محي الدين وغيرهم. أم أنت فقد اعتزرت كما جاء في مقدمة كتابك لظروف المنافي والغربة وللمشاركين في الأحداث الحق في تقديم اسهاماتهم في هذا الاطار بما تستوجبه الأمانة التاريخية والحقيقة ليكون رصيدا ايجابيا للاجيال القادمة.
    وحملك يا صديقي وأهالي السودان يقولون: " العاوز يقول الحقيقة يحضر جنبو عكاز".

    2-الأخت أمال أم وضاح
    تحياتي،
    أطلعت على كتاب الأستاذ الصحفي حيدر طه " الأخوان والعسكر" وهو كتاب ممتاز وغني بالمعلومات ويعتبر اضافة مثمرة للمكتبة السودانية. أما كتاب " السيف والطغاة" للعميد أ. ح. السر حسن سعيد فلم أطلع علية بعد.

    3- الأخ سوركتي
    تحياتي،
    أتفق معك في كثير مما جاء في رسالتك. نحن في الظروف الحرجة التي يمر بها السودان نحتاج بالفعل لخلق أكبر مساحات إتفاق بين كل الأطراف من أجل اعادة بناء الوطن لك شكري وتقديري.


    عميد أ. ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

02-18-2004, 06:50 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    العميد أ.ح. هاشم الخير يكتب معلقا على أحداث مجزرة بيت الضيافة

    الأخ الكريم د. جمال الدين بلال والأخ العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
    والمشاركين والمشاهدين
    التحايا العطرة

    وأنا أقرا الفقرة الأخيرة لاحداث 19 يوليو 1971 كما وردت في وقفات العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي، استرجعتني الذاكرة لتلك الاحداث المفاجئة والخاطفة منذ بدايتها حتى نهايتها المؤلمة ومجازرها الدامية خاصة مجزرة بيت الضيافة. كنت في تلك الفترة مرابطا على قناة السويس في رتبة ملازم ضمن الكتيبة الثالثة اللواء العاشر مشاه " الشمالية" تحت قيادة العميد أ.ح. حسن الأمين صالح عليه رحمة الله. أبدأ قيل استرجاع المعلومات التي اختذنتها الذاكرة بالتحية والتجلة لشهداء 19 يوليو 1971 وجميع شهداء الوطن.
    اكتنف الغموض أحداث مجزرة بيت الضيافة وظل السؤال معلقا حول من هو المسئول، هل هو الضابط الحارس؟ وبالتالي مسئولية الشيوعيين الذين نفوا علاقتهم بتلك المجزرة، أم هي جهة أخرى، ومن هي هذه الجهة الأخرى؟؟ سلطة مايو علقت المسئولية على الشيوعيين واستغلتها لفترة طويلة حتى حدث انقلاب الجبهة الوطنية في 5 سبتمبر 1975 بقيادة المقدم حسن حسين. وبعد فشل الانقلاب تم اعتقال المشتركين ومن ثم محاكمتهم في محكمة عسكرية عقدت في قيادة المدفعية بعطبرة وقد كانت تذاع مداولات المحكمة في الاذاعة السودانية بعد نشرة الساعة الثانية النصف بعد الظهر.
    أذكر أنني كنت متابعا لأقوال الملازم شامبي والذي ذكر أن تنظيمهم بدأ العمل في منتصف الستينات وهو ملتزم بافكاره منذ فترة الدراسة الثانوية التحق بالكلية الحربية وكان هدفهم هو الاستيلاء على السلطة عن طريق الانقلاب العسكري وكان التنظيم موجود قبل مايو واستمر بعدها وعندما قامت حركة 19 يوليو 1971 وجدوا الفرصة سانحة للقضاء أولا على المايويين ثم بعد ذلك على الشيوعيين للاسيلاء على السلطة تماما فتحركت مجموعتهم في المدرعات قبل المايويين وقامو بضرب "القوميين العرب" المايويين المحتجزين في قصر الضيافة وتحركوا من المنطقة وبدأوا في محاصرة ومطاردة الشيوعيين القاء القبض عليهم. في ذلك الاثناء كان اللواء النميري قد خرج من القصر وذهب إلى سلاح المدرعات وذابت الحركة في تحرك المايويين وأحرار مايو!!
    هذا ملخص ما سمعته أذني لشهادة الملازم شامبي كما اذاعتها الاذاعة السودانية وهي تنقل محاكمات حركة 5 سبتمبر 1975 . وللمفاجأة، في اليوم التالي تم إيقاف أذاعة المحاكمات عن طريق الاذاعة السودانية.
    من هذا المنبر أدعو كل من شارك من قريب أو بعيد في تلك الأحداث أو من استمع لهذه المحاكمات ومن لديه معلومات عن هذه المجزرة أن يكتب عنها حتى يساعد على تبرئة كثير من الذين اتهموا وادينوا في وقت انعدم فيه العقل والتعقل.

    عــمــيــد أ.ح. هـاشـم الخـيـر
                  

02-21-2004, 09:17 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي وقفته الرابعة. ونقوم اليوم بعرض الجزء الأول منها. نرجو أن تنال اهتمامكم ومتابعتكم وتعليقاتكم.

    مع تحياتي

    جمال الدين بلال

    متشجان، فلنت، الأول من فبراير 2004

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة الرابعة
    الجبهة الوطنية وتحرك الثاني من يوليو 1976 للاطاحة بنظام مايو

    تناول المؤلف في الفصل الثالث من هذا الكتاب وبعنوان مرتزقة أم مناضلون؟ النظام المايوي والجبهة الوطنية المعارضة 1970-1976 وتعرض لاحداث ودنوباوي والجزيرة أبا في مارس 1970 وانقلاب المقدم حسن حسين في سبتمبر 1975 واختار العنوان:
    الغزو الخارجي 1976 مرتزقة أم مناضلون لحرك يوليو 1976 . هذا العنوان والعنوان الرئيس للفصل الثالث لا يتناسبا لرصد احداث المقاومة المناهضة لنظام مايو في السودان وفيه كثير من الاجحاف والاستخفاف وسوء القصد والتجريح الشائن. ولا يجوز مطلقا عند تغطية مثل هذا الاحداث أن يستخدم المؤلف ادبيات النظام التي صنعها لوصف الخصوم السياسيين والتقليل من شأنهم لاظهار تحركهم وكأنه خيانة للوطن وتاَمر خارجي لاجهاض نظام لم يصل للسلطة عبر بوابة الشرعية الدستورية لتولي السلطة السياسية في البلاد . ونحن نعرف أن مقاومة الطغيان تحتاج لتضحيات كبيرة تقوم بها الشعوب وقد تتعرض لاخفاقات عديدة إلى أن يتحقق النصر النهائي وهذا هو ما فعلته الجبهة الوطنية.
    ياتي أبو غسان بعد مضي ربع قرن من الزمن على الحدث ليسجل عنه من مرجعية" مؤامرة الغزو الليبي الرجعي" وأقوال السفاح سئ الذكر السيرة جعفر نميري. حركات المقاومة ضد الأنظمة الديكتاتورية تستحق التقدير والاعزاز والاجلال والكتابة عنها في اطار من الموضوعية يلييق بقدر ما قدمت من مساعي صادقة للاسهام في اعادة الأوضاع إلى مسارها الطبيعي لاستعادة الحريات والديمقراطية سيادة حكم القانون.
    المعروف أن الأحزاب السودانية الحاكمة في السودان بادرت برفضها للاذعان لانقلاب 25 مايو 1969 وكان ذلك واضحا في اعتصام الامام الهادي المهدي في منطقة نفوذه وعشيرته بالنيل الابيض في الجزيرة أبا وانضم اليه العديد من السياسيين في قلعة نفوذه واستطاع انصاره افشال طواف سياسي لقائد السلطة في منطقة النيل الابيض. ترتب على ذلك افراط في استخدام القوة العسكرية ضد حشود الأنصار في الجزيرة أبا وودنوباوي في مارس 1970 استخدمت فيه كافة صنوف الأسلحة الموجودة في قوات الشعب المسلحة. والموقف لم يكن بالخطورة التي تتطلب استخدام هذا الكم الهائل من القوة ضد أبناء السودان واهدار دمائهم رخيصة ولكن هكذا أراد" قائد مسيرة مايو الظافرة" كما يحلو له ذلك. في اعقاب ذلك تأسست الجبهة الوطنية في الخارج برئاسة الراحل الشريف حسين الهندي وضمت أحزاب الاتحادي الديمقراطي والأمة والأخوان المسلمين. والمعروف عن الهندي بأنه أبرز قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي ويتمتع بقدرات عالية في التخطيط والحركة والخطابة السياسية والمقدرة على استقطاب الدعم المادي فركز جهوده منذ البداية على المقاومة المسلحة بتوفير السلاح وبادر في تأسيس معسكراتها في أثيوبيا وكان معظم أهل السودان يتابعون بشغف بالغ خطابات الهندي السياسية من خلال أشرطة الكاسيت. والهندي متحدث بارع وله جاذبية عالية وقدرات مميزة في مخاطبة الجماهير وأنا شخصيا كنت أجد متعة خاصة في الاستماع لأحاديثه بكل حواسي واهتم بمتابعة كل أقواله. عندما ساءت العلاقات السياسية بين ليبيا ونظام الخرطوم، استطاعت الجبهة الوطنية الاستفادة من هذه القطيعة ونقلت معسكراتها إلى ليبيا التي وفرت لها كل الامكانات المتاحة وقامت بتعيين العقيد الهادي مفتاح أبوعجيلة والمقدم مسعود بلعوط وأشرف هؤلاء على الامداد والتدريب.

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

03-01-2004, 01:48 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    نقوم اليوم بعرض الجزء الثاني لوقفة العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي الرابعة عن كتاب الجيش السوداني والسياسة. نرجو أن تنال اهتمامكم ومتابعتكم وتعليقاتكم.

    مع تحياتي

    جمال الدين بلال

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة الرابعة- الجزء الثاني
    الجبهة الوطنية وتحرك الثاني من يوليو 1976 للاطاحة بنظام مايو

    في عام 1974 حضر الصادق المهدي إلى ليبيا وفي نفس العام ذهب لأداء فريضة الحج وفي مدينة جدة التقى بالشريف حسين الهندى الذي تنازل له عن رئاسة الجبهة واصبح نائبا له. كان رأي الصادق المهدي في ذلك الوقت ضم الحزب الشيوعي السوداني للجبهة لانه في رايه حزب معارض للنظام وقد رفض اقتراحه خاصة من الأخوان المسلمين الذين هددوا بالانسحاب في حالة انضمام الحزب الشيوعي وتراجع الصادق المهدي عن رايه. في تقديري أن اقتراح الصادق المهدي فيه بعد نظر وكان سيوسع جبهة المعارضة ومؤكدا سيكون له أثره في تحرك 2 يوليو 1976 . اختار الصادق المهدي العميد محمد نور سعد لقيادة هذا العمل العسكري وفي تقديري قد وفق في هذا الاختيار وتمت التحضيرات اللازمة لهذا العمل على قدر كبير من المسئولية بالخارج وبني التخطيط على التسلل من منطقة التدريب إلى مناطق الايواء حول اطراف العاصمة المثلثة مثل الجريفات والكلاكلات وأم درمان الجديدة والفتيحاب الحزام الأخضر.
    قسمت القوة إلى مجموعات تتكون كل مجموعة من حوالي مائة مقاتل بقيادة رأس مائة و في المراحل النهائية للتحرك استخدمت شاحنات كتب عليها هيئة توفير المياه وهو اسم لهيئة حكومية سودانية تعمل في الصحراء وفي مجال حفر اَبار المياة وصيانتها في مناطق دارفور وكردفان وكان منظرها لا يثير أي شبهة وتبعتها معظم القوة الرئيسة واكتمل تواجدها في منطقة المرخيات غرب أمدرمان قبل ساعة الصفر وليس جبال الصغر كما جاء في مخطط أبو غسان (ص) 561 وهو الجبل الأصفر في سلسلة جبال المرخيات ومنها الحردان والسرير وجبل الهوى وبعاشيم وقد عملت أنا في هذه المنطقة لتدريب قطاعات المدرعات وأعرف المنطقة جيداً. أما قائد القوة العميد محمد نور سعد فقد كان مقرراً له الدخول عن طريق أثيوبيا ومنها لسنار وقد دخل فعلاً وذهب لاستقباله عبد الرسول النور ومحمد يوسف محمد موسى كانا يقودان سيارة لاندروفر ومنها توجهوا لمنطقة الحشد وليس بعربات نصف نقل بكاسي على رأس قوة مع بعض كوادر حزب الأمة بالاضافة لحركة الأخوان المسلمين يقدر عددها ب 35 مقاتلاً كما جاء في افادة أبو غسان (ص) 111 ولقد تأكدت من صحة هذه المعلومات كما سيرد لاحقا وفي ذلك تأكيد لعبقرية القيادة لتخطيط التحركات. أما عربات نصف النقل بكاسي فقد استخدمت في ظروف أخرى. كونت عناصر الجبهة الوطنية لجنة بها من د/الفاضل الجاك ممثلاً لحزب الأمة و علي محمود حسنين ممثلاً للحزب الاتحادي الديمقراطي وعبد الرحمن بدري ممثلاً للأخوان بالاضافة لكوادرمن حركة الأخوان المسلمين يعاونهم عددا من العناصر الأخرى منهم: عزالدين ميرغني عثمان صالح و محمد الأمين حامد وإبراهيم سعيد و مهدي إبراهيم و عبد الرحمن إبراهيم و مهدي حسين شريف و إبراهيم محمد خير وحاج مضوي محمد أحمد وحسن محمد علي و محي الدين عثمان وعزت عطا الله محمد ومحمد علي سعيد وموسى متي وعبد الرحمن فرح و محجوب الماحي وربيع حسن السيد ودكتور يس الحاج عابدين واسماعيل حامد محمد وإبراهيم أحمد عمر و حسن شيخ إدريس و الزين أحمد عثمان ويس عمر الامام وعبد الرسول النور وبلال عوض الله ومحمد أحمد بيرس وعبد اللطيف الطاهر الجميعابي ومحمود ابشر.
    استطاعت قوات الأمن احتجاز بعض قادة قوى الجبهة بالقرب من استاد الهلال بأم درمان في 30/6/1976 وعلى ضوء ذلك تراجع الاَخرون للخروج لمنطقة الحشد غرب أم درمان.

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

03-01-2004, 09:37 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن الجزء الثالث من وقفته الرابعة. نرجو أن ينال اهتمامكم ومتابعتكم.

    مع تحياتي

    جمال الدين بلال



    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة الرابعة-الجزء الثالث
    الجبهة الوطنية وتحرك الثاني من يوليو 1976 للاطاحة بنظام مايو

    كل هذا التحضير في الخارج واكتمال وصوله في الداخل واجهه خلالا كبيرا في تحضيرات الداخل ومع ذلك استطاع قائد القوة العميد محمد نور سعد التحرك لتنفيذ خطته واستطاعت قواته السيطرة على معظم وحدات العاصمة والأهداف الحيوية فيها كالاذاعة والمطار ودار الهاتف والأماكن الحاكمة. غير أن الحركة رغم سيطرتها على الاذاعة لم تستطع تشغيلها أو ايجاد اذاعة بديلة كما كان مخططا لذلك ومعروف أن عناصر الجبهة الوطنية في الداخل حاولت بمكبرات صوت
    من العربات التنبيه لهذا التحرك الخاص بها وكان هذا محدودا وغير مؤثر. هذا وقد صحب التحرك خلالا في منطقة الفرقة السابعة مدرعة بالشجرة بالرغم من أن قائد القوة يعلم أهمية تأمين احتلال هذا المعسكر لكونه قد سبق له العمل في منطقة الشجرة كقائد لمصنع الذخيرة. كان مقررا اقتحام هذا المعسكر من محورين، محور المنطقة الغربية اللواء الأول دبابات خفيفة صينية من طراز 622 ومحور المنطثة الشرقية اللواء الثاني دبابات ت55 دبابة الاقتحام الروسية المتوسطة. استطاعت القوة المتقدمة من محور منطقة اللواء تنفيذ مهمتها مستخدمة الأسلحة الصغيرة ومدافع ا ل م ر د المحمولة " اربجي" بقيادة رأس المائة " دفع الله ". أما القوة المكلفة لاقتحام منطقة اللواء الثاني دبابات فقد ضلت طريقها و استطاع قائد القوة في ذلك الوقت بالمنطقة الشرقية الرائد محمد صفي حسن الزين تحريك دبابات اللواء الثاني واحتواء الموقف في منطقة الشجرة وبعدها انطلقت هذه الدبابات لمساعدة بقية الوحدات لاحتواء الموقف وكان على رأس تحركات هذه الدبابات النقيب حمد الله وملازم أول شول ايواك. هذه الثغرة في منطقة المدرعا الشجرة كانت السبب الأساسي في انهيار استمرار احتلال قوات محمد نور سعد لوحدات العاصمة لانها أدت لاختلال توازن القوة.
    بالاضافة للتحركات التي قام بها اللواء الباقر أحمد من رئاسة القصر الجمهوري وتحرك العميد محمد يحي منور لاقتحام القيادة حيث لقي مصرعه في مدخلها اضافة لتواجد بعض القادة الاخرين في القيادة العامة، استطاع بونا ملوال وزير الاعلام الذي كان يرافق نميري بعد عودته من الخارج التوجه لوزارة الاعلام واستطاع منها تأمين كافة الاتصالات التي تمت عبر وكالة سونا للأنباء حيث تم الاتصال باذاعة جوبا ومنها لاذاعة نيروبي وكان للرسالة التي بثها نميري أثر في استعداء الجيش على المدنيين الذين يهاجمونه، فقد كان الجيش يقاتل دون شرفه العسكري. بنهاية اليوم الرابع من يوليو قضي على الحركة وكسرت شوكتها وفك احتلالها لكافة المناطق العسكرية والمدنية وقبض على قائدها وهو في طريقه لاجتياز الحدود بالقرب من الدويم بواسطة بعض الاعراب الذين سلموه للسلطة.
    تعرض معظم المشاركين في العملية للتعذيب الشديد والاعدامات الجماعية دون محاكمات في منطقة الحزام الأخضر. كما شكلت بعض المحاكم الصورية لما تبقى من عناصروعلى رأسهم قائد الحركة وكذلك محكمة غيابية لقادة الجبهة بالخارج وعلى رأسهم السيد الصادق المهدي. وكان الصادق قد خاطب الشعب السوداني من ليبيا ف 8 يوليو 1976.
    لم يكتب عن هذه الحركة الكثير ولم يتوفر في يدي وثائق يمكن الرجوع اليها غير كتاب "لانقلابات العسكرية في السودان" لمحمد أحمد كرار بالاضافة للمعلومات الخاصة التي اعرفها عن مدرعات الشجرة في ذلك الوقت. لقد اتصلت بالدكتور اسماعيل أبكر القيادي البارز في حزب الأمة والموجود معي في ميتشيجان للتأكد من صحة ما جاء في كتاب كرار وسألته بالتحديد عن الكيفية التي وصل بها قائد القوة العميد محمد نور سعد فأكد صحة ما سطرته عن دخوله من أثيوبيا لسنار ومن ثم لمنطقة الحشد حسب ما عرف هو ذلك من عبد الرسول واكد لي أن كل الأطراف المعنية لهذا الحدث المهم في تاريخ الحركة الوطنية السودانية لم يكتبوا عنه، وقد قرأت له العنوان الذي اختاره أبو غسان لتغطية هذه الاحداث، فقال لي في ايجاز: " فيه كثير من الاساءة".


    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

03-02-2004, 03:27 AM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    سعادة العميد أ.ح.عبد الرحمن

    حسنا انك تميط اللثام عن هذه المأثرة الجبارة التى تضاف الى مقاومة السودانيين للعسف والجور , وهى قدأكدت امكانيات السودانيين (عساكرهم ومدنييهم) فى ابتداع الاساليب والدهاء والمباغتة التى تهز عروش السلاطين الجبابرة مهما ادعوا من قوة وسلاطة فى البطش !.

    ورغما عن أنها كانت مأثرة جبارة ,الا ان ( أسياد وجعتها ) قد تخلوا عنها وعن( شهدائها) للأسف الشديد ! ولم يتركوا لنا سوى ( التخمينات ) حول أصل حكايتها وفصول بطولاتها .. وحسنا فعلت بدلوك فى هذا الشأن .. الا ان ما رويته لم يرو غليل تعطشنا لمزيد من أنباء فصولها بعد ! .. ماذكرته لم يخرج للآسف الشديد عن ما ظل يتداوله أهل السودان وسكان العاصمة تحديدا من الذين كانوا شهود عيان لما جرى ! . هل لنا لو فى الامكان( ببعض كثير) من ماخفى عسكريا وسياسيا وهو ( أعظم ) ؟.. يعنى هات( من بيت الكلاوى) ! .

    فقد تداولت مجالس الناس مثلا أن انهيار الخطة العسكرية من أساسها والتى اجتهد فيها الشهيد محمد نور سعد والذى تم اقناعه بعد لأى وجهد بقبول قيادة هذه الانتفاضة و التى خططت لها الجبهة الوطنية بأحزابها الثلاثة الاساسية ( الامه /الأتحاديون /الأخوان ) .. وقد اشترط شهيدنا عليه الرحمة وله الخلودان لايكون هناك تدخلا من أى ( جهة) فى امر الجانب العسكرى الذى أنيط به .. وقيل ان السيد الصادق المهدى تحديدا قد تدخل فى اللحظات الآخيرة وعدل من أمر الخطة العسكرية والتى قلبت موازين القوى للآسف الشديد لصالح معسكر نميرى وبقايا مايو ! وقد بحثت فى جهد الاستاذ كرار ولكنى لم اجد فى كتابته ما يشير الى اماطة عن مثل هذه الوقائع التى نرجو ان نتملك جميعا نواصيها من أهل التخصص والمقربين من الاحداث .. لم أقرأ للأسف الشديد كتاب ( الجيش السودانى والسياسة ) والذى اتمنى على مؤلفه أن يعتنى بهذا الموضوع فى تعليقه على افاداتك التى يكتب فيها, مع تقديرنا الكامل لجهده.

    الأمر الآخر الذى عنيت الاشارة اليه هو انى لم افهم المقصود من اشارتك التى جاءت اعلاه حينما ذكرت ( وكان للرسالة التى بثها نميرى أثر فى استعداء الجيش على المدنيين الذين يهاجمونه, فقد كان الجيش يقاتل دون شرفه العسكرى ) ما المقصود بالضبط ! .
    ولك خالص التحايا على هذا الجهد .
                  

03-03-2004, 10:43 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    1- تأكيدآ لإفادة العميد اركانحرب هاشم الخير عن أقوال عبدالرحمن شامبي أمام محاكمات وادي الحمار التي حاكمت ضباط حركة 5 سبتمبر1975 والتي إعترف فيها بمسئوليتهم عن مجزرة بيت الضيافة ، نقلآ عن الإذاعة السودانية ، فقد نشرت أقوال شامبي في جريدة الصحافة فجن جنون السفاح بإعتبار ان إفادة شامبي تبريء الحزب الشيوعي وتهزم فبركته للتنكيل بقادة الحزب وحركة 19يوليو ، لذلك أمر جهاز الأمن بجمع العدد الذي بدأ توزيعه في المكتبات ، ورغم ذلك تسربت بعض الاعداد .
    2- يرجى الإفادة عن أسباب عدم تعيين كل من :
    العقيد عبدالمنعم محمد أحمد { الهاموش}
    المقدم عثمان حاج حسين { أبوشيبه}
    المقدم {م} محجوب إبراهيم { طلقة }
    في مجلس قيادة حركة يوليو مع أنهم الأكبر رتبة واللذين كانت لديهم قوات ، كما أنهم من قادة التنظيم الشيوعي في الجيش
    3- تناولتم حركة المقدم حسن حسين 5/9/ 1975 على عجل

    وشكرآ على الجهد المقدر
                  

03-04-2004, 00:08 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي الجزء الرابع والأخير من وقفته الرابعة. نرجو أن تنال اهتمامكم ومتابعتكم.

    مع تحياتي

    جمال الدين بلال

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة الرابعة- الجزء الرابع
    الجبهة الوطنية وتحرك الثاني من يوليو 1976 للاطاحة بنظام مايو

    في رأي وتقديري كان العميد محمد نور سعد في حجم المسئولية العسكرية وقد استطاع رغم القصور الكثير في الداخل القيام بالتنفيذ في الوقت المحدد واستطاع احتلال كل المواقع العسكرية والمدنية الحيوية عدا المدرعات للثغرة التي حصلت فيها بسبب عدم وجود مرشدين للقوة المكلفة باقتحام المنطقة الشرقية" منطقة اللواء الثاني دبابات والتي أدت لاختلال في توازن القوة". ولا اتفق مع ما جاء في افادة أبو غسان (ص) 135" ... القيادة: قائد العملية العميد محمد نور سعد غلب عليه التخصص الفني طوال خدمته العسكرية السودانية، بالطبع لم يكن يحظى بقدر واسع من ملكات وخبرات التخطيط القتالي وادارة المعارك وقد انعكس ذلك بوضوح في ضعف ومحدودية الخطة واسلوب ادارة قوته خلال سير العركة ..." وفي رأي هذا فيه كثير من عدم الأمانة والتجريح المشين للسمعة العسكرية ، فالمعروف إنه كان ثاني دفعته في الكلية الحربية وعمل بمهارة واقتدار في الوظائف التي اسندت اليه وأقول لأبي غسان أن قادة معظم حركات المقاومة الشعبية المسلحة كانوا من المدنيين الذين لم ينالوا أي نوع من التأهيل العسكري واكتفي في هذا بالرجل الأسطورة تشي جيفارا فهو طبيب واستطاع هو وكاسترو المحامي الشاب في الخمسينات من القرن المنصرم هزيمة نظام باتستا في كوبا.
    أورد أبوغسان في (ص) 124 رأيا يصحح ما جاء في كتاب د/ منصور خالد " النخبة السودانية وادمان الفشل" عندما تصدى للقيادة اللواء محمد الباقر أحمد في ظل غياب القيادة الهرمية للجيش- قال أبو غسان لم تكن كل القيادة الهرمية للجيش غائبة عن المسرح، فقد كان هناك العديد من القادة يتصدون لواجبهم... وايضا كان هناك العديد من القادة الذين تواروا عن الأنظار في اللحظات القاتلة، ومنهم من اختفى تحت طبقات المرااتب التي جلست فوقها حماته !! هذا كلام غير لائق ومشكوك في صحته وفيه كثير من الجنوح.
    تبفى الجانب الأخير المطلوب من قادة " الجبهة الوطنية" وموثقي التاريخ، ألا وهو تبرئة ساحة الف ومئتي مقاتل ومناضل سقطوا في شجاعة وتضحية في مواجهة نظام دكتاتوري عملوا لاسقاطه ولاستعادة الديمقراطية أيا كان نوعها في ذلك اليوم، وِأن تعاد لهم حقوقهم في سودانيتهم وانتماءهم للوطن، فهم ليسوا باجانب ولا مرتزقة. أقول لأبو غسان إن المشكلة الأساسية التي وقعت فيها، هو كتابتك بعقلية وأدبيات مايو عن هذه الملحمة البطولية الشعبية المسلحة. فهؤلاء الرجال الفرسان الشجعان الذين قاموا بهذا العمل يستحقون التكريم والاعزاز والاجلال ويجب محاكمة الجناة الذين الصقوا هذه الفرية بهم وعلى رأسهم السفاح المخلوع الخائن جعفر نميري وهم لا يحتاجون لأحد ليرد الاعتبار لهم في سودانيتهم، فهم سودانيون أحرار حتى النخاع و أبطال. كما يجب ملاحقة الذين شاركوا في التعذيب والاعدامات الجماعية في منطقة الحزام الأخضر والقصاص منهم وهذا أقل ما يستحقونه.
    أقدم صورة للقاري عن مأثرة شخصية القائد " دفـع الله " رأس المائة الذي اقتحم سور المدرعات من المنطقة الغربية مستخدما نيران الأسلحة الصغيرة وبنادق الكلاشنكوف والرشاشات الخفيفة والمتوسطة والمدافع المضادة للدبابات الاربجي الروسية. استطاع القائد دفـع الله وجنوده في بسالة وجسارة اصابة وتدمير بعض دبابا ت ت62 الصينية في مرابط نيرانها واجتاح المنطقة ووصل للمنطقة الوسطى في معسكر الشجرة والتي تضم مدرسة المدرعات والورشة الفنية وسرية الادارة ورئاسة الفرقة السابعة مدرعة إلى أن واجههم التحرك المضاد بالدبابات ت55 من المنطقة الشرقية بقيادة الرائد محمد الصفي حسن الزين والذي هو بالتأكيد تحرك غير مجرى الأحداث كما غير شارون مجرى الأحداث في حرب أكتوبر بالدبابات في ثغرة الدفرسوار. اعتقل رأس المائة دفع الله ووقتها دنا منه نقيب من رئاسة الفرقة السابعة مدرعة لا أرغب في ذكر اسمه وحاول جذبه من كتفه، انتهره دفع الله بكل شجاعة ورجولة وبسالة فائقة وتحدي شامخ قائلا له: " هاي تــر قــادي، انت كنت وين وقت الجبخانه تقول جــخ... جــخ.. والرجال تــوزازي في هذا الحوش، أي فاقدة للاتجاه، أنا رأس المائة دفـع الله...." فما كان من النقيب إلا أن ابتعد عنه وجلس وصار مثار تنبيط. تعرض القائد الشجاع دفع الله لابشع صنوف التعذيب، فلم تلن عزيمته أو يستسلم أو يدلي بأي أقوال لتخفيف العذاب عليه. تواصل التعذيب عليه في منطقة الحزام الأخضر فقطعت أذنه اليسرى وسلمت له بيدة اليسرى، فقبض عليها بقوة. ثم قطعت أذنه الثانية وسلمت له في يده اليمنى وقبض عليه بقوة وكان رابط الجأش شجاعا وصامدا كصمود الجبال وكان يقول للذين يحفرون الحفر لدفنهم " وســــعـــوا المـــراقــــد ". لم يألف أحد المشاركين في التعذيب المشهد فأطلق عليه الرصاص ومات البطل وااقفا في تحدي رهيب لجلاديه ومعذبيه دون الاعتراف بأي شئ، . هذا الرجل القائد بالفطرة من الرجال الذين أعدهم العمبد محمد نور سعد. وكان مدار حديث الضباط والصف والجنود من سلاح المدرعات ويستحق التكريم والاحتفاء به بصورة رائعة من صور النضال والبطولة للشعب السوداني.
    وفي خاتمة هذا الورقة اتوجه للسيد الصادق المهدي وهو صاحب القرار السياسي لهذا التحرك الشعبي المسلح أن يكلف لجنة خاصة لتوثيق هذا الحدث الهام في تاريخ الحركة الوطنية السودانية. أما أنا ساسعى مستقبلا في ظل ظروف أفضل للكتابة عن هذه الملحمة البطولية التي نفذتها طلائع الجبهة الوطنية الشعبية المسلحة في الثاني من يوليو 1976 .
    سأتعرض في الوقفة الخامسة للتنظيم العسكري البعثي وتنظيم الضباط الأحرار 1983-1985. يكتب في هذه الوقفة أيضا الفريق عبد الرحمن سعيد مبديا بعض الملاحظات ومجيبا على عدد من الأسئلة التي طرحتها له في اطار هذه الموضوع.

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

03-06-2004, 06:43 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    تظل مجزرة بيت الضيافة يوليو 1971- محوراً للكثير من المناقشات والأفتراءات بحق كثير من الأفراد والهيئات والأحزاب. كتب العميد أ.ح. هاشم الخير افادته عن هذا المجزرة واشار لما سمعته أذنه من الاذاعة السودانية لمداولات المحاكمة وشهادة ا لملازم شامبي حول تحركه المضاد لانقلاب 19 يوليو 1971 ودوره في مجزرة بيت الضيافة، بهذه الافادة فتح العميد هاشم الخير المجال للذين يمتلكون بعض الوثائق أو يتذكرون بعض الأحداث للمشاركة في هذا الحوار وعرض ما يتذكرون أو ما يمتلكون من وثائق لمعرفة حقيقة ما حدث في ذلك اليوم. ما طرحه الأخ أبو ساندرا يؤكد افادة العميد هاشم الخير. هل نعشم في المزيد من المعلومات والوثائق حول هذا الحدث وقد ذكر أبو ساندرا أن جريدة الصحافة قد نشرت ش الملازم شامبي وأعدادا منها قد وزعت قبل أن تصادر.


    جمال الدين بلال
                  

03-07-2004, 09:40 AM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    الاخ التوم:

    التحية لك فى فتح هذه النافذة:
    والتحية للعميد.ا.ح خوجلى على الوقفات .

    التحية لكل من شارك فى هذا الحوار, اؤمن اننا نحتاج الى كثير جهد الى توثيق التجارب الحياتية للسودان فى شتى المجالات , ما يفرحنى فى هذا المنبر انه سيخرجنا من ثقافة المشافهة والحكى الى التوثيق,

    اعجبتنى محولة العميد فى تصحيح اللبس الذى حدث فى اذهان الانسان العادى و الاجيال اللاحقة حول احداث يوليو 1976 التى لمن المحزن حقا ان يؤرخ لها فى المخيال الاجتماعى السودانى باحداث المرتزقة, اشد على ساعد العميد فى اننا نحتاج الى كثير جهد لتغيير الكثر من الصور المشوهة فى حياتنا العامة.

    يعجبنى هذا الحوار وساظل متابعا الى حين اجد فرصة للمشاركة و التعقيب.

    ولكم ودى وكثير احترامى

    بكري الجاك
                  

03-07-2004, 10:11 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي وقفته الخامسة. نرجو أن تنال اهتمامكم ومتابعتكم .
    مع تحياتي

    جمال الدين بلال

    ميتشجان، فلنت، أواخر شتاء فبراير 2004

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة الخامسة: التنظيم العسكري البعثي وتنظيم الضباط الأحرار 1983-1985

    ساتعرض لهذه الوقفة عبر محورين:
    المحور الأول: ملاحظات الفريق عبد الرحمن سعيد في هذا الاطار. دفعني لذلك تعرض المؤلف للحديث عن الفريق عبد الرحمن سعيد في هذا الموضوع ورأيت أن من المفيد للقارئ أن يتابع ذلك من الطرف المعني في هذا الموضوع، فإتصلت بسعادة الفريق عبد الرحمن سعيد طلبت اليه قراءة هذا الجانب الذي به بعض الأحداث المتعلقة به وطلبت اليه أن يعلق على ذلك. أما أنا فلي تعليق اَخر عبر المحور الثاني، وكان لي هذا الحوار مع سعادته فتقدمت اليه بالأسئلة الاَتية:

    س1 : هل إتصل بك العميد الركن عصام الدين ميرغني لأخد رأيك فيما يتعلق بالأحداث التي شاركت فيها و تطرق إليها في هذا الكتاب وأنت موجود في مصر بالقرب منه؟

    ج1 : لم يسبق له أن تفاتح معي في الأحداث الواردة في هذا الكتاب والمتعلقة بي وباَخرين وأنا ملم بجوانب كثيرة منها.

    س2 : هل تتفق معي بأن كثيرا من الأحداث التي أشار إليها المؤلف تتميز بعدم الدقة والأمانة وجاءت لتحقيق أغراض معينة؟

    ج2 : أتفق معك في ذلك وأن الغرض الأساسي هو دعاية لتنظيمهم " قوات التحالف السودانية" وأنهم أتوا عبر بطولات ومواقف متميزة وهذا ليس صحيحا.

    س3 : هل يصلح هذا الكتاب بما احتوى عليه كمرجع للأجيال القادمة؟

    ج3 : هذا الكتاب عبارة عن سرد للأحداث بصورة غير أمينة ودقيقة وبالتالي لا يكون مثمرا ومفيدا للأجيال القادمة.

    وتعرض سعادة الفريق لملاحظاته على النحو الأتي:
    هذه بعض ملاحظاتي عن كتاب الأخ عصام ميرغني ( الجيش السوداني والسياسة ). أحصر هذا الملاحظات في الفقرات الخاصة بالتنظيم العسكري البعثي وتنظيم الضباط الأحرار. سأوافيك بمزيد من الملاحظات عن فقرات أخرى.
    أول ما أبدا به ملاحظة عامة في شكل سؤال يدور في ذهني، هل حان الوقت لكشف أسرار تنظيماتنا العسكرية المعارضة وخاصة ونحن في معارضة عسكرية ضد هذا النظام الحالي ولم يقم هذا النظام وهو في السلطة حتى الاَن بكشف نشاطه الذي نعلم أنه كان يسير على قدم المساواة مع تنظيماتنا؟

    1- تنظيم تجمع الشعب السوداني لم يكن له علاقة من قريب أو بعيد بالتنظيم العسكري البعثي ولم يكن العميد عثمان بلول أو أحد أفراد مجموعته يدعي بأنه ينتمي لحزب البعث. التحرك الذي قام به عثمان بلول ومجموعته نسب إلى حزب البعث للعلاقة التي قامت بين العميد عثمان البلول وبعض البعثيين السودانيين بعد أن ترك العميد عثمان القوات المسلحة.
    2- بالنسية لي أنا عبد الرحمن سعيد، أؤكد بل اجزم بأني لم أكن في أي يوم من الأيام عضو في حزب البعث أو أي حزب سوداني اَخر بل كنت أعمل كضابط محترف وانضممت لتنظيم تجمع الشعب السوداني لاأنني كنت على قناعة بسؤ نظام مايو وأنه لافكاك منه إلا بتحرك عسكري.
    3- ما ورد في كتاب العميد عصام الدين ميرغني بأن الفريق عبد الرحمن سعيد طلب أن يتحدث في الأمر مع زميل اَخر عار من الصحة والصحيح إني طلبت مهلة من الزمن لافكر في الأمر وخاصة وأنا انتمي إلى تنظيم اَخر. أعتقد أن تحليل الأخ عصام ميرغني وربط الأمر هذا بتنظيم البعث خاطئ وفيه تجني واضح.
    4- نسب العميد عصام ميرغني لنفسه أنه كان يعمل على توحيد كل التنظيمات المعارضة داخل القوات المسلحة، ولا أدري بأي حق نسب هذا الدور لنفسه ولم نر من واقع الأمر أن هذه التنظيمات اندمجت في تنظيم واحد أو حتى اتفقت على التنسيق. وحسب علمي بأني كنت أحد الأشخاص الذين يقومون بهذا الدور وكانت لدي عدة اتصالات في هذا الأمر.
    5- اتهام عصام ميرغني بأن عثمان بلول اتهم الفريق أول فتحي أحمد علي بأنه يعمل لمصلحة أمريكا غير صحيح ولم يحدث أن تحدث عثمان بلول مح أحد بل كان يكن كل الاحترام للفريق فتحي. وهنا لابد أن أشير بأن الفريق فتحي عمل كملحق عسكري بواشنجتون لمدة عامين فقط وليس ثلاث أعوام كما جاء في كتاب السيدعصام ميرغني.
    6- الحديث عن تنظيم الضباط الأحرار الذي كان ينتمي إليه الكاتب ووصفه بالتيار الوطني الغالب والساعي لخلق جبهة عسكرية عريضة، مبالغ فيه وعار من الصحة، إذ لا علاقة لهذا التنظيم بالعمل الشعبي، وأيضا اتهام التنظيم الاَخر(البعث) باطلاق اشاعات بانقلاب عسكري تدبره امريكا ليس صحيحا، لأنه حسب علمي أن هذا التنظيم تلاشى واندثر وغاب عن الساحة من فترة وجيزة.
    7- جاء في فقرة أخرى أن نائب القائد العام الفريق تاج الدين عبدالله فضل فرض مراقبة عسكرية على بعض قادة التنظيم ومن بينهم اللواء عثمان بلول واَخرون نتيجة تحركهم المكشوف لاحداث انقلاب والصحيح أن هذه المراقبة والتي وصلت إلى اعتقالهم في منازلهم ومنع خروجهم، جاءت نتيجة تقرير تقدم به العميد عمر حسن البشير إلى مدير الاستخبارات العسكرية اللواء فارس عبدالله حسني(عضو المجلس العسكري الانتقالي اَنذاك) بعد أن نصحه اللواء مهندس محمد الهادي المأمون المرضي( والذي كان يعمل معه في تنظيم واحد) وقد استشاره العميد عمر حسن بعد أن اتصل به العميد طيار محمد عثمان كرار طالبا منه الانضمام لتنظيم الضباط الأحرار بقوته العسكرية من المظليين. والأشخاص الذين قامت الاستخبارات العسكرية بوضعهم تحت المراقبة المنزلية لم تضم الفريق عبد الرحمن سعيد الذي كان يعمل في ذلك الوقت سكرتيرا للمجلس العسكري الانتقالي وربما فات على الاستخبارات العسكرية رصد الفريق عبد الرحمن ضمن المجموعة. وكان من بين الذين وضعوا تحت حراسة منزلية اللواء طيار خالد الزين.
    8- مبادرة اعادة بناء تنظيم الضباط الأحرار كانت بمبادرة من العقيد عصام ميرغني وأول من استجاب من قادة التنظيم الأسبق كان العقيد عبد العزيز خالد. هذا الحديث فيه الكثير من عدم المصداقية، إذ أن العقيد عبد العزيز كان قد نأى بنفسه من أي عمل معارض بعد انقلاب هاشم العطا في العام 1971 وكان قد اعتذر من الاشتراك في الانقلاب بمناسبة استعداده للزواج.
    9- شهدت بدايات العام 1984 محاولة ضم تنظيم تجمع الشعب السوداني الفريق عبد الرحمن سعيد، هذا ما ورد في كتاب العقيد عصام ميرغني. هذا الحديث غير صحيح وأود أن أؤكد أنني أحد مؤسسي هذا التنظيم بعد رجوعي من الصومال حيث عملث كملحق عسكري في الفترة 81-82 .
    10.حركة الرفض والعصيان التي سرت وسط القوات المسلحة قبيل انتفاضة أبريل/رجب، لم يقم
    بها تنظيم الضباط الأحرار ولم يكن لهذا التنظيم وجود اَنذاك بل قامت بها مجموعة تنتمي إلي
    تنظيم تجمع الشعب وتحركوا وسط القيادات العسكرية لرفض تصدي القوات المسلحة
    للمظاهرات الشعبية بل ذهبوا أكثر من ذلك بمقابلة بعض أعضاء هيئه قيادة القوات المسلحة
    طالبين منهم الاسراع بالانحياز للشعب مؤكدين لهم رغبة ومساعدة الوحدات بالعاصمة
    وخارجها.
    11- اتصال العميد عبد العزيز خالد بجهاز أمن الدولة وطلبه منهم سحب قواتهم منعا للتصعيد لم تكن بمبادرة منه( اللهم إلا خلقا لبطولة). في الحقيقة كان هذا قرار هيئة القيادة بعد أن شعرت أن الانتفاضة قادمة لا محالة.
    12- وصف الكاتب الحظات الحاسمة في عمر النظام المايوي مساء الجمعة الخامس من أبريل والرفض الكامل من الشعب السوداني وقواته المسلحة بأن تنظيم الضباط الأحرار قد أدار منها اجزاء من معركة اسقاط نميري وذلك بتوظيف كل قدراته وقواعده في الوحدات العسكرية المختلفة، هذا قطعا غير صحيح ويفتقر إلى المصداقية،إذ لم يكن أحد من هذا التنظيم موجود في الوحدات أو مؤثر في تلك اللحظات ، اللهم إلا بعض كبار قادة الدفعة 13 وهم موجودون الاَن ويمكن الرجوع إليهم للادلاء بشهاداتهم.
    13- أما دور العميد عبد العزيز خالد واللواء عثمان عبدالله فقد بدأ بعد أن تم الانحياز التام وأذيع البيان الذي صاغه العميد عثمان عبدالله ووافق عليه المجلس وانتدب عثمان عبدالله العميد عبدالعزبز خالد لتنوير بعض الجهات السياسية والنقابية بحكم موقعه في مكتب مدير العمليات الحربية.

    والله الموفق،
    مع تحياتي، وإلى رسالة أخرى إن شاء الله
    أخوكم،
    عبد الرحمن سعيد
    القاهرة في25/2/2004

                  

03-08-2004, 06:00 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    الأخ حسن الجزولي،
    لك أفضل التحايا،
    يعد العميد عبد الرحمن خوجلي رده على تعليقك. نأمل أن تواصل في طرح كل ما تعرفه عن تلك الفترة، حتي الشهاداث السماعية تفيد في اشعال ذاكرة كثير من القارئيين لهذا البوست. ولك وديز

    الأخ بكري الجاك،
    لك التحية والود،
    نشترك كلنا في هذا البوست لتوثيق فترة مهمة من تاريخ الشعب السوداني في نضاله من أجل بناء وطن( حدادي مدادي). اهتمامك بهذا الجانب ومحاولة كتابة كل ما تعرفه عن هذه الفترة يمكن كاتب الوقفات العميد عبد الرحمن خوجلي لملئ كثير من الفراقات في سرده التاريخي كما يمكن الأخ العميد عصام الدين ميرغني من اجراء التعديلات التي قد يراها ضرورية في الطبعة الثانية لكتابه(هذا ما وعد به في تعليقه على وقفات العميد عبد الرحمن خوجلي). ولك تحياتي.


    جمال الدين بلال
                  

03-08-2004, 01:18 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    تشكر عزيزي التوم علي وجود المناضل الفريق عبد الرحمن سعيد بيننا
    بارائه
                  

03-10-2004, 07:27 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    ميتشجان مطلع مارس بوادر ربيع مبكر 2004

    الأستاذ د/ حسن الجزولي،
    أشكر لك المتابعة والتعليق على وقفاتي مع كتاب الجيش السوداني والسياسة، الوقفة الرابعة. ما كتبته في هذا الصدد كان الغرض منه أساساَ التأكيد على حقيقة أساسية وهي عند رصد أحداث تفاصيل المقاومة الشعبية ضد أي نظام لا يمكن أن تكون المرجعية أدبيات النظام المنهار واتفق معك بأن رصيدي من المعلومات في هذا الاطار ليست بالقدر الكافي. لقد حاولنا أن نعرف من الجانب الاَخر عندما جمعتنا المعارضة في الخارج ولم نوفق في ذلك. استفسارك عن المعنى المقصود، فقد كان الجيش يقاتل دون شرفه العسكري المقصود بذلك هو صد العدوان الذي يقوم به مدنيون مجهولون بالنسبة لأفراد القوات المسلجة داخل معسكرات الجيش. لقد طلبت في نهاية الوقفة من صاحب القرار السياسي في هذا الشأن السيد الصادق المهدي بأن يشكل لجنة لتوثيق هذا الحدث. أما من جانبي فسأسهم بقدر ما أستطيع في هذا الاطار مستقبلاً في ظل ظروف أفضل.

    الأخ ابو ساندرا
    تحياتي،
    اعتقد عدم تعيين كل من:
    1- العقيد عبد المنعم محمد أحمد " الــهــامــوش "
    2- المقدم عثمان حاج حسين " ابو شــيــبــه "
    3- المقدم محجوب إبراهيم " طــلــقــه "
    في مجلس قيادة انقلاب 19 يوليو، الحركة التصحيحية، يرجع إلى مهمة اسناد ترتيب الأوضاع داخل المؤسسة العسكرية لهم. هذا مجرد اجتهاد مني حيث كنت خارج السودان.

    الأخ بكري الجاك
    تحياتي،
    كتبت في هذا الاطار معلقا بغرض التأكيد أنه لا يمكن توثيق أحداث التاريخ من بوابة أدبيات النظام الفاشي المنهار وهذا أقل ما يمكن عمله للتصحيح وشكرا لك لوعدك بالمتابعة والكتابة.

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

03-13-2004, 06:19 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    اشارالتعليق الذي كتبه الفريق عبد الرحمن سعيد لبعض المواضيع التي تتطلب مزيد من البحث والتقصي من المتابعين والمهتمين بتوثيق هذه الفترة الهامة من تاريخ السودان. مثلاً، اشار لعلاقة عمر حسن البشير بالاعتقالات التي تعرض لها بعض العسكريين منهم عثمان البلول. برزت أيضا علاقة عمر حسن البشير بمأمون الهادي المرضي، لم يذكر الفريق عبد الرحمن اسم التنظيم السياسي الذي جمع عمر بالمرضي، قد يكون اسم التنظيم معروف للمهتمين بالشأن السوداني وهو بدون شك غير معروف لكل القارئيين. نشرت مجلة الدستور قبل فترة طويلة من انقلاب الجبهة الاسلامية القومية في 30/6/1989 تقرير يفيد بعلاقة ما بين عمر حسن البشير وانقلاب تدبره جهة سياسية معينه.
    من الواضح أن الفترة التي سبقت انقلاب 30/6/1989 شهدت كثير من التحركات التاَمرية ضد الحكم الديمقراطي. ما هو دور المؤسسة العسكرية في فضح هذه المؤامرات وكشفها؟ وكذلك ما هو دور قيادات الأحزاب السياسية في رفع درجة الاستعداد لمقاومة أي تحرك تاَمري لوأد الديمقراطية؟ وهل رفع شعارات اليقطة وحدها تكفي في مثل هذه الأحوال؟
    هذه بعض الأسئلة التي ربما تساعد الاجابة عليها اضافة بعض الحقائق المهمة عن الفترة التي سبقت انقلاب 30/6/1989 .
    ولكم تحياتي.

    جمال الدين بلال
                  

03-18-2004, 07:12 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    15 مارس 2004
    الأستاذ د/ جمال الدين بلال عوض

    عاطر التحايا
    تعرض الفريق عبد الرحمن سعيد في ملاحظته لارتباط العميد عمر حسن البشير بالتورط في التبليغ عن مجموعة الضباط إبان الفترة الانقالية بعد أن نصحه اللواء مهندس محمد الهادي المأمون المرضي وكلاهما ينتميان لتنظيم الجبهة الاسلامية القومية. العميد عمر حسن البشير وغيره ممن يحسبون على التيار الاسلامي كانت لديهم النية للتحرك عسكريا لاحداث تغيير سياسي في البلاد لصالح الجبهة الاسلامية القومية وقد سرب هذا الخبر لمجلة الدستور قبل انقلاب 30 يونيو 1989 ولم يجد إهتمام الجهات الأمنية والسياسية في البلاد التي كانت تغض الطرف عن كثير من الممارسات الخاطئة التي إنتهجتها الجبهة الاسلامية القومية خاصة اصرارها على إبقاء قوانين سبتمبر وإخراجها لمظاهرة المصاحف في رمضان بالبصات وإعتراضها على بيان مشروع السلام الذي وقعه الميرغني مع قرنق في عام 1988 وكان كفيلاً بإخراج البلاد من حالة الحرب الأهلية التي كانت السبب المباشر في مذكرة الجيش للقوى السياسية كانذار مبكر للخروج من مرحلة الفوضى السياسية التي كانت تعيشها البلاد في تلك الفترة. كانت هنالك كثيراً من المؤشرات التي تؤكد ضلوع الجبهة الاسلامية القومية في التاَمر ضد السلطة الشرعية بكل السبل الممكنة بما في ذلك الانقلاب العسكري ولكن عناصرها لم تكن تملك الجرأة على فعل ذلك ولم تُقدم على تنفيذ الانقلاب إلا بعد أن تهيأت لها كل الظروف بعد مذكرة القيادة العامة وبالتأكيد هناك جهات أمنية كثيرة في مواقع مختلفة ساعدت على عدم إتخاذ التدابير اللازمة في مواجهة هذه الارهاصات بالتاَمر لصالح الجبهة الاسلامية القومية التي كانت أكثر جهة سياسية إستمتاعا بالفترة الديقراطية واتفق مع الدكتور جمال بأن هذا الجانب يحتاج لكثير من الايضاحات التقصي والتوثيق والأستاذ الصحفي حيدر طه قدم جهد كبير في ذلك في كتابه " الأخوان والعسكر ". هذا ما لزم إيضاحه والسلام.

    عميد أ. ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

03-19-2004, 03:52 AM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    عزيزى /توم

    كنت قد استبشرت خيرا بانضمام سعادة العميد أ. ح . عصام مؤلف كتاب ( الجيش السودانى والسياسة) الى البورد .. وكنت أمنى النفس ب(مطارحة ) نظرية راقية فى أمر ماهو مطروح حول الجيش السودانى , بمساهمات سعادة العميد عصام , ولكنى للآسف الشديد لم أقرأ له بعد أى مساهمة فى هذا البوست الذى يخصه فى المقام الأول بعتبار أن البوست يتعلق بكتابه المهم بمداخلات سعادة العميد خوجلى عليه .

    اخى التوم

    اسمح لى بأن أتسائل عن اسباب غياب سعادة العميد عصام عن كل هذه التعليقات حول كتابه القيم هذا ! .. أرجو أن تسمح ظروفه بالتواجد معنا وله التحية والتقدير .
                  

03-20-2004, 01:25 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    العزيز حســن الجزولــي،
    لك التحية والتقدير،
    أتفق معك تماما في ضرورة مشاركة العميد عصام الدين ميرغني في هذا البوست. وبعد متابعتي للبوست الذي قدم فيه كتابه عن الجيش والسياسة، بدأ في الرد على وقفات العميد عبد الرحمن خوجلي في ذلك البوسب، ولا أدري السبب في الرد على هذا الموضوع في بوست اًخر، ربما يكون للعميد عصام الدين ميرغني تفسير على ذلك.

    ولك تحياتي.

    جمال الدين بلال
                  

03-26-2004, 06:07 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    استجاب العميد محمد أحمد الريح لطلب العديد من المتابعين لوقفات العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي حول كتاب الجيش والسياسة في السودان للعميد الركن عبد الرحمن خوجلي.
    نعرض اليوم مساهمته الأولى.

    جمال الدين بلال

    بــســم الله الــرحــمــن الرحــيــم

    كتاب الجيش والسياسة تزييف الحقيقة وتزوير التاريخ

    منذ مغادرتي للسودان بعد خروجي من السجن عام 1997 وأنا أقاوم الرغبة في الكتابة أو التعليق على ما يدور من أحداث في الساحة السودانية داخليا وخارجيا وذلك لأسباب عديدة لا أود الخوض فيها الاَن. ولقد امتد هذا العزوف ليشمل شبه مقاطعة تامة للندوات واللقاءات السياسية منذ خروجي من القاهرة في صيف عام 1999 .
    والاَن وجدت نفسي مدفوعا للكتابة بعد أن اطلعت على الوقفات التي يقوم بكتابتها الأخ المناضل العميد الركن عبد الرحمن خوجلي تعليقا على كتاب الجيش السوداني والسياسة تأليف الأخ المناضل العميد الركن عصام الدين ميرغني طه.
    حتى ذلك الوقت لم أكن قد اطلعت على هذا الكتاب إذ أن الأخ عصام قد أغفل اهدائي نسخة من كتابه كما فعل مع اَخرين من بينهم الأخ العقيد الركن مصطفى أحمد التاي والذي يعيش معي في نفس المنطقة وقد زار القاهرة وعاد محملا بنسخة من الكتاب مهداة إلى العقيد الركن تاج السر العطا بولاية ألباما.
    لقد حفزتني كتابة الأخ عبد الرحمن خوجلي لأن أقرأ نسخة الكتاب المهداة إلى الأخ مصطفى التاي. ولقد وجدت الكتاب في درحة ممتازة في الطباعة على الورق الفاخر والمكلف وليس ذلك بغريب على الأخ عصام الذي اختار لسكناه بالقاهرة سكنا فاخرا على ضفاف النيل في عمارات الأغاخان التي لا يقدر على شرائها إلا عليّة القوم وقام بتأثيثها من الأثاث المستورد من أرقى المحلات العالمية.
    لقد أغفل عصام اهداءنا نسخة من كتابه الأنيق وليس هذا بمستغرب أيضا فقد أغفل الأخ عصام وجودنا في القاهرة لمدة عامين لم يشرفنا فيها سيادته ولو بزيارة واحدة من باب المجاملة بعد خروجنا من غياهب نظام الجبهة الاسلامية اثر عملية أنا السودان الفاشلة والتي كان له شرف التخطيط لها والتي كادت لولا لطف الله أن تودي بحياة ما يقارب المائة من خيرة الضباط والمدنيين.
    ....... و نــــواصـــل

    عميد محمد أحمد الريح الفكي السنهوري
                  

03-29-2004, 01:21 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    العميد محمد أحمد الريح يواصل كتابته حول وقفات العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي حول كتاب الجيش والسياسة في السودان للعميد الركن عصام ميرغني طه.


    نعود لموضوع الكتاب الذي دفعتني تعليقات العميد خوجلي لقراءته قراءة متأنية ودقيقة وسأبذل قصارى جهدي للتعليق فيما لي به علم خصوصاً لمعاصرتي لمعظم الأحداث التي أوردها العميد عصام في كتابه الأنيق علماَ بأنني أسبق عصام بسبعة دفعات من خريجي الكلية الحربية. كما سأطلب من العديد من الزملاء الأحياء الادلاء بدلوهم في كل ما سأتعرض له في هذا المجال.
    أبدأ باسم الله أولاًً، ثم أشيد ثانيا بالوقفات الأمينة التي أوردها العميد عبد الرحمن خوجلي في كتاباته حول الكتاب، فقد كان أميناَ وصادقاَ في تعليقه ولا غرو فهو من الضباط المشهود لهم بالكفاءة والغيرة على القوات المسلحة وقد عاصر معظم الأحداث التي غطاها الكتاب مشاركاً ومخططاً ومنفذاً ولم يتراجع عن مبادئه التي اَمن بها وعمل إليها. لقد انحاز العميد خوجلي إلى جانب الحقيقة وفتح مجالاً للنقاش فيما كتبه العميد عصام، إذ أن ما كتبه الأخ عصام جزء من تاريخ السودان الحديث شهوده من الأحياء كثر ومعلوم بالضرورة لاَخرين. لقد ذكر العميد عصام في مقدمة كتابه:

    " أن ذلك المسار الطويل يتطلب الحياد والدقة والموضوعية عند الكتابة لتوثيق
    التاريخ واظهار الحقائق التي يمكن أن تكون عظة لسياسيي الوطن وهادياً
    لشعبه المتسامح من مغبة الوقوع في أخطاء الماضي والوطن يعنى القدرة على
    حوار شهود الأحداث وتقصي المصادر. خاتمة الأمر غايته هو تمليك الشعب
    والتاريخ الحقائق المبرأة من كل غرض لتكون عبرة ومنفعة ودروساً مستفادة
    تكون هادياً وأكثر اشراقاً ووعداً ".

    فهل التزم الأخ عصام بهذا الحياد والموضوعية؟
    هل حاور الأخ عصام شهود الأحداث وتقصى المصادر؟ علماً بأن الكثيرين من شهود الأحداث هم خارج السودان وفي متناول يده. لقد التزم الأخ عصام جانب التزوير في التاريخ مجارياً ذات المنهج الذي درجت عليه الجبهة الاسلامية في تزوير التاريخ وكأن تاريخ السودان قد ابتدأ من عهد الانقاذ. لقد احتوى الكتاب على تزوير أحداث شهودها أحياء ومعروفة لكل من عمل بالقوات المسلحة. كما جنح الكتاب إلى الاستهتار بالقيادة الشرعية للقوات المسلحة بالخارج ونزع كل مميزاتها وبرميها بكل نقيصة والتجني على قائدها الشهيد الأول الفريق أول فتحي أحمد علي القائد الفذ المؤهل وعف اللسان، فتحي الذي ترك نعيم منصب القائد العام المتقاعد وخرج دفاعاً عن المبدأ والعقيدة واستشهد دونها قتيلاً بالــسُّــم البطئ والذي يعرف الأخ عصام من هي الأيدي التي دسّــت له السم عند عودته من لقاء الأسرى بجنوب السودان.
    لقد أوسع عصام ورفاقه فتحي شتماً وذماً وهو حيّ واستهزأ به عصام في كتابه الأنيق وهو ميت. إن القيادة الشرعية التي أسماها العميد عصام قيادة المصيف هي القيادة التي كان رأسها الشهيد فتحي والذي كان العميد عصام يعمل سكرتيراً بمكتبه مع الخائن سيد الحسيني!!

    ونــواصـــل.....

    عميد محمد أحمد الريح الفكي السنهوري


                  

03-30-2004, 02:32 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    يواصل العميد محمد أحمد الريح طرح مساهمته حول وقفات العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي حول كتاب الجيش والسياسة في السودان للعميد الركن عصام ميرغني طه.


    لقد ذكر العميد عصام في كتابه الكثير من ماَخذ اللواء الركن الهادي البشرى العضو السابق بهيئة القيادة الشرعية بالمصيف ولم يذكر لنا حسنة واحدة من حسنات الرجل. إنني اختلف مع الهادي بشرى اختلافاً جذرياً وقد انقطعت صلتي به منذ أن عاد للسودان بعد صداقة امتدت لما يقارب الثلاثين عاماً ولكن الرجل به من الصفات الحميدة ما لا يوجد عند الاًخرين ولا أظن أن العميد عصام سيخالفني الرأي إذا كانت الأمانة والصدق والنزاهة والجدية والاستقامة هي المقياس لرجحت كفة الهادي بشرى على كفة زعيم التحالف.
    لقد أراد العميد عصام بهذا الكتاب تمجيد نفسه وتمجيد زعيمه العميد عبد العزيز خالد وادعاء بطولات لا نعلمها نحن العارفين ببواطن الأمور والمكتوين من نظام الجبهة الاسلامية. لم نترك السودان إلا بعد أن ذقنا الأمرين من تعذيب وسجن وتشريد ولم نلجأ لدول الخليج لجمع المال وشراء الشقق الفاخرة.
    لم يوضح لنا الكتاب نشأة تنظيم التحالف وانتحال زعيمه لإسم الشهيد عبد العزيز النور خلف الله عند مقابلته لسفير اريتريا بالقاهرة ولم يوضح الكتاب صراعات التحالف واغتيال الأخوة رفقاء السلاح، العميد الركن عبد العزيز النور والعميد سليمان ميلاد والعقيد شداد ,العقيد جعفر رابح وجمع من خيرة الطلاب والذين جاءوا من داخل السودان ليلتحقوا بهذا الوهم الكبير دفاعاً عن السودان منجرين خلف شعار السودان الجديد، فلا خيلاً وجدوا و لا أرضاً قطعوا.


    ونــواصـــل.....

    عميد محمد أحمد الريح الفكي السنهوري



                  

03-31-2004, 06:54 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    يواصل العميد محمد أحمد الريح طرح مساهمته حول وقفات العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي حول كتاب الجيش والسياسة في السودان للعميد الركن عصام ميرغني طه.

    وقبل أن نبدأ في دحض افتراءات الكاتب فيما يلي من مقالات، نسأل الله أن يطيل في أعمارنا لنشهد الطبعة الثانية من الكتاب وقد نقحت مما شاب الطبعة الأولى وتمكن الكاتب من الرجوع إلى مصادر المعلومات وشهادات الشهود الأحياء لا الانجرار وراء التزوير، كما نرجو أن تشهد الطبعة الثانية الاجابة على تساؤلاتنا والتي تتلخص في الاَتي:

    أولاً: ما هي القيادات التي عمل فيها العميد عصام طيلة خدمته بالقوات المسلحة؟ وما هي الوحدات
    التي قادها؟

    ثانياً: فترة عمله متنقلاً بين مكاتب القيادة العامة واداراتها سكرتيراً ومساعداً لأركان حرب القادة
    ومديري الأفرع؟

    ثالثاً: فترة عمله بدولة الأمارات، وما هو مرتبه الذي كان يتقاضاه بالخليج؟

    رابعاً: ما هي قيمة الجناح الذي اشتراه على ضفاف النيل بالقاهرة؟ وهل هنالك مقارنة بين هذا
    والشقة التي كان يسكنها الفريق أول فتحي بالايجار في مصيف الاسكندرية؟

    خامساً: أين ذهبت الأموال التي جمعت باسم القيادة الشرعية من دول الخليج، وأين صرفت وكم
    صرف على العميد خالد أثناء اقامته في نيروبي وأرجو أن لا ينسى الأخ عصام مبلغ
    "600 " ستمائه دولار ظل يذكر أنها قد أرسلت لي بعد خروجي من السجن في عام 1996 ؟

    سادساً: ألم يمكن الخلاف مع الهادي بشرى مبعثه بعثرة الأموال على الأصدقاء والندماء؟

    سابعاً: أين ذهبت الأموال التي تبرع بها حزب العمل " التحالف اليوناني" وسلمت لقائد التحالف أين
    ذهبت الأموال المكتسبة من بيع ممتلكات المواطنين الأبرياء والتي نهبتها قوات التحالف من
    طريق الخرطوم بورتسودان البري؟

    ثامناً: من الذي وشى بتنظيم أنا السودان وسلم جميع الأسماء لنظام الخرطوم؟

    تاسعاً: من الذي قام بتسليم نظام الخرطوم وثائق مجموعة التفجيرات وأسمائهم وعناوينهم ومواعيد
    سفرهم للسودان؟

    عاشراً: هل كانت وفاة جميع الضباط الذين حضروا من داخل السودان وانضموا للتحالف بأسمرا
    وفاة طبيعية؟ وهل توفى أي من الضباط الأساسيين في التحالف؟

    وفي الختام، أرجو أن أوضح بأننا نتابع هذه الأيام أخبار الانشقاقات في التحالف وقيام الزعيم الخالد بطرد عرّاب التحالف ومسوّقه للمخابرات الدولية تيمناً بما قامت به الجبهة الاسلامية بطرد عرّابها حسن الترابي. وشمل الطرد السيد محمد عبد المنعم " أبو المعالي " ممول التنظيم بعد أن جفت موارده. طرد الاثنان لاصرارهما على الانضمام للحركة الشعبية، فالأول كان سيحتل المقعد الوحيد للتحالف داخل الحركة وهو ذات المقعد الذي يخطط الزعيم لاحتلاله. والرجل الاَخر تاجر ورجل أعمال يرى أن مصلحته التجارية هي مستقبلاً في الاستثمار بأراضي الحركة الشعبية بالجنوب.
    أتمنى أن لا يكون العميد عصام قد سار في ركاب قائده في طريق ميتزا ومديسيسة ونسى أن ابنه يدرس في كندا على حساب الدكتور.
    لقد رأينا الزعيم يهلل بالأحضان والابتسامات عند لقاء رئيس نظام الجبهة عند زيارته لأسمرا، فنتمنى أن لا يبيع الزعيم بقية التحالف كما باع صهره انتفاضة ابريل بكاملها!



    "كــــســــرة"
    عندما توفى المك نمر بأثيوبيا قررت ابنته "بنونة" العودة إلى ديار أبيها
    بشندي، وعندما وصلت شندي ذهبت لمكان ديارها فلم تجد لها أثراً وذهبت
    إلى الساحة التي كان المك يستعرض فيها جيشه فوجدت المكان مربطاً للبغال
    والحمير. وسألت مرافقيها عن من يسكن الديار؟ ولمن هذه البغال؟ والحمير
    فقالوا لها:" هؤلاء هم بقايا الباشبوزق من جيش الترك. فقالت قولتها المشهورة
    والتي صارت مثلاً إلى الاَن:
    حليل أخوان بنونة الكسر الديدان
    وأقدل ياقرد أصلو البلد خربان
    ونــواصـــل.....

    عميد محمد أحمد الريح الفكي السنهوري
                  

04-04-2004, 01:06 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    ميتشيجان، فلينت مطلع الربيع وذوبان الجليد 2 أبريل 2004

    سعادة العميد محمد أحمد الريح السنهوري،
    صادق المعزة والتقدير،

    تابعت بشغف واهتمام تعليق سعادتكم على كتاب صديقي العميد الركن عصام الدين ميرغني طه ، وأنا أعلم جيداً الظروف الصعبة والعصيبة التي تعيش فيها ورغم ذلك أفسحت مجال من الوقت رغم حالة الارهاق الشديد المتواصل لادامة الحياة لاسرتك هنا في الدينا الجديدة. أعلم جيداً أن هناك الكثير من الأسباب الموضوعية التي جعلتك تبتعد عن الكتابة والتعليق في مسائل كثيرة تخص الوطن والكن رغم ذلك خرجت عن حالة الصمت بقناعة في نفسك وقد قضيت سنوات عمرك كلها في الجيش وتعلم الكثير في هذا المجال ومهم اسهامك معنا في هذا الجهد لاجلاء الحقائق المبرأة من الغرض ولقد سبقتنا بالعمل في الجيش وبالتأكيد تعليقك جاء ليؤكد ويعزز صحة ما ذهبت إليه في وقفاتي فإن هذا الكتاب جاء في تغطيته للأحداث خال من الأمانة والدقة ولتحقيق أغراض معينة والسكوت عليه هو بمثابة جواز مرور له ليأخذ مكانه في سجل التاريخ وأنا أعلم جيداً أنك من الضباط الذين عرفوا بالتصدي لقول الحق مهما كلف ذلك ولك مواقف شجاعة معروفة واَخرها التصدي في رجولة وبسالة نادرة لمقاومة الطغيان في السودان وأنا متأكد من أنك ستضيف الكثير من الحقائق التي فضل المؤلف طمس معالمها وإخراجها مشوهة للقارئ. فهو كما أشرت لم يلتزم جانب الحياد والموضوعية في كتابة مذكراته لذا فالتصدي بالكتابة له مهمة وواجب ويجب أن تسجل كل الوقائع بمنتهى الدقة والأمانة لتكون مرشداً مفيداً للاجيال القادمة فأنت وأنا والاَخرون يجب أن ندلي بشهاداتنا في كشف بنيان هذا الكتاب الهش وهناك كثير من التساؤلات المشروعة بالاضافة إلى العشرة تساؤلات التي طرحتها على المؤلف والتي بالتأكيد تحتاج لإجابة ونأمل أن تتابع معنا الاسهام في الكتابة فأنا أعلم جيداً أنها صعبة في ظل الظروف التي نعيشها هنا، ولكنها مع ذلك ليست مستحيلة وأنا سعيد للغاية لأنك كسرت طوق العزلة وخرجت عن حالة العزوف عن التعليق ونختم قولنا بما قالته بنونة بنت المك نمر:

    حليل أخوان بنونة الكسر الديدان
    وأقدل ياقرد أصلو البلد خربان

    نرجو أن تواصل يا عزيزي جهدك معي والاَخرين مع عاطر التحايا للأسرة


    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

04-04-2004, 07:35 AM

NEWSUDANI

تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 2016

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    تحية مباركة للفارس الشجاع ود الريح وسعادة العميد عبد الرحمن خوجلي...

    Quote: تاسعاً: من الذي قام بتسليم نظام الخرطوم وثائق مجموعة التفجيرات وأسمائهم وعناوينهم ومواعيد سفرهم للسودان؟


    لأهتمامي الشديد جدا بهذا الأمر الرجاء الأفادة بما لديكم من معلومات لأن المعلومة التي لدينا أنه الهادي بشرى . ولنا عودة لهذا الأمر لأن هناك شباب دفعوا ثمنا باهظ لهذا الأمر

    الهادي الرشيد دياب
                  

04-12-2004, 10:40 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    الأخ ابو ساندرا
    تحياتي،
    لم اعلق في الوقفة الرابعة عن تحرك 5 سبتمبر 1975 بقيادة المقدم حسن حسين ولقد ركزت فقط على تحرك 2 يوليو 1976 بقيادة العميد محمد نور سعد ولكن اعد بالكتابة عنه لاحقاً. أقول في ايجاز، لقد كان المقدم حسن حسين شجاعاً وثابتاً وتحمل مسئولية ما قام به برجولة وبسالة وقد شهد بذلك رئيس لجنة التحقيق العميد طيار الطيب المحينة عندما كتب عن ذلك في صحيفة النهار في مايو 1988 كشهادة للتاريخ، وهو يستحق التقدير والاعزاز والاجلال على موقفه وكذلك كان الرجال الذين معه وعلى الأخص عباس برشم.

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

04-15-2004, 03:16 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي المحور الثاني من وقفته الخامسة. نرجو أن ينال اهتمامكم ومتابعتكم .
    مع تحياتي

    جمال الدين بلال

    ميتشجان، فلنت، ذوبان الجليد اطلالة الربيع 3 ابريل 2004

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة الخامسة: التنظيم العسكري البعثي وتنظيم الضباط الأحرار 1983-1985

    جاءت الاجابات على تساؤلاتي مع ملاحظات سعادة الفريق عبد الرحمن سعيد عبر المحور الأول شاملة وغطت على التساؤلات الأساسية فيما يتعلق بالتنظيم البعثي والضباط الأحرار في السنوات 1983-1985 ولتؤكد وتعزز حقيقة ما ذهبت إليه منذ البداية في الوقفة الأولى بأن هذا الكتاب جاء خالياً من الدقة والحياد والموضوعية وعدم الأمانة ولم يكلف المؤلف نفسه عناء الاتصال بالمعنيين بالأحداث ومنهم من كان معه في القاهرة...لأن الكاتب كان يركز على هدف محدود وهو ابراز جوانب خاصة بأشخاص معينين وتقديمهم للقراء كشخصيات مميزة ولها بصماتها في كل التحركات التي تمت فيما يتعلق بهذا العمل الوطني في اطار القوات المسلحة. أتوجه بجزيل شكري وامتناني وصادق تقديري واعزازي لسعادة الفريق عبد الرحمن سعيد الذي لم يترك لي الكثير فيما يتعلق بهذا الجانب، ومع ذلك سأدخل في المحور الثاني واتعرض أولا للتنظيم العسكري البعثي في الجيش.
    تواجد حزب البعث في الساحة السودانية منذ ستينات القرن الماضي وكان له اثر محدود في الشارع السياسي السوداني وهذا يرجع في تقديري للتركيبة العرقية لأهل السودان. لم يستطع الحزب الوصول لمقاعد البرلمان في الانتخابات الثلاث التي اجريت في فترات الديقراطية وبالتالي يصعب قياس حجم نفوذه السياسي وظل يعمل وقفاً لاستراتيجيته في المحاور المفضلة له ومن ضمنها الجيش. وأذكرأنه عندما كنا نعمل كمجموعة ضباط من تيارات سياسية متباينة في تنظيم الضباط الأحرار في مطلع السبعينات، كنا نأمل في دفع عجلة العمل في اتجاه جبهة عريضة لانقاذ الوطن وكانت هناك اَمال كبيرة تساعد في ادامة زخم هذا العمل الذي كنا نأمل في أن يكون مثمراً بعيداً عن طموحات عشاق السلطة عبر بوابة الانقلاب العسكري ولكن المفاجأة كانت عندما بدأ الرائد حيدر المشرف يعمل لترويج فكر حزب البعث العربي وسط أعضاء التنظيم" بكراسة حزب البعث العربي وقضايا قطر السودان" دون علم مجموعة القيادة. هذا بالتأكيد عمل كان فيه كثير من سؤ النية والعميد أبو غسان سماه الأزمة الأخيرة ولم تكن هناك أزمات وخلافات أساساً ولم يكن التنظيم يحجر على أحد أن ينتمي إلى أي جهة سياسية وليست له صلاحية في ذلك ولكن المطلوب في ايجاز كان العمل في اطار أهداف التنظيم على للاطاحة بالنظام العسكري الحاكم بالانتفاضة الشعبية المسنودة بدعم الجيش وكان هذا حدث غير بسيط وكان يستحق المواجهة بالحقائق فهذا ما قمت به وترتبت على ذلك الاجراءات التي ذكرتها سابقاً في الوقفة الثانية. وهذه هي مؤشرات العمل داخل القوات المسلحة لحزب البعث العربي وليس صحيحاً ما ذكره أبو غسان (ص 150) بأنه جاءت الفرصة التاريخية لحزب البعث العربي لبناء امتدادته التنظيمية داخل القوات المسلحة السودانية بعد الحرب العراقية الايرانية ودعم نظام مايو للعراق بناءاً على رغبة الغرب ونشوب الحرب الأهلية في جنوب السودان في 15/5/1983 التي تسببت في وقف العون الغربي للجيش للتدريب ففتح النظام العراقي معاهده وكلياته العسكرية لتدريب الضباط والصف والجنود في بداية الثمانينات، فالواقع على عكس ذلك تماماً، فقد بدأ ايفاد الضباط والصف والجنود في منتصف السبعينات وأنا شخصياً بعثت للعراق في عام 1978 للتدريب في مدرسة الدروع العراقية بتكريت لحضور دورة قادة جحافل دبابات، وهي نفس قادة كتائب دبابات وبعث غيري كثيرون من جميع وحدات الجيش وتمت الاستفادة من ذلك في تعريب منهج كلية القادة والأركان السودانية في عام 1979 . ويجدر بالذكر التنويه بأن التدريب في الجيش العراقي يسير على النهج الغربي.
    هناك الكثير من الشواهد التي تؤكد على محاولات جادة من العراقيين لضم بعض المبعوثين العسكريين لفكر البعث العربي الاشتراكي، ولا اعتقد بأن أي شخص بعث للدراسة في منطقة معينة يتأثر بفكرها السياسي فهناك العديد من الكوادر الشيوعية التي بعثت إلى الاتحاد السوفييتي وشرق أوربا وعادت وهي فاقدة لأي لانتمائها السابق بل اتخذت مواقف معاكسة له تماماً. وبالتالي فإن الاقامة في منطقة معينة قد تترك أثراً محدوداً على الفرد ولكن ليس بالضرورة أن تحدث تحولاً جذرياً في فكر الانسان بالانتماء للنهج السياسي والفكري للمنطقة الجديدة.
    لقد سربت عناصر حزب البعث في الجيش خبر انقلاب الجبهة الاسلامية القومية لمجلة الدستور قبل انقلابها كتحزير مبكر لما تنتوي العمل به هذه الجهة السياسية، لم يجد هذا الخبر على أهميته اي اهتمام من السلطة السياسية والأمنية في البلاد إلى أن أطاحت عناصر الجبهة الاسلامية القومية في الجيش السوداني بالنظام الديمقراطي في 30 يونيو 1989 مستغلة مذكرة الجيش في فبراير 1989 كغطاء لتحركها الانقلابي.
    خطط وتحرك ونفذ حزب البعث انقلاب معاكس في 23 ابريل 1990 ولم يكتب له النجاح والاستمرار وترتب على ذلك اعدام 28 ضابطاً بعد محاكمات صورية وتم الاعدام بصورة وحشية وبشعة دون مراعاة للاجراءات العسكرية التي يجب اتباعها وكان حمام دم بارد أدخل كثير من الحزن على أهل السودان خاصة واطلاله عيد الفطر المبارك شارفت في تلك الايام، فكان يوماً أسوداً على الأسر السودانية. درجت أسر الشهداء الخروج في هذا اليوم كل عام للتنديد بنظام الجبهة الاسلامية القومية الفاشي الذي ارتكب الكثير من الجرائم في حق أهل السودان منادين بالقصاص منهم على هذه الجريمة البشعة وغيرها من الجرائم.

    ........ نواصل الجزء الثاني من المحور الثاني قريباً


    عميد أ. ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

04-18-2004, 08:50 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    يواصل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي كتابة المحور الثاني من وقفته الخامسة. نرجو أن ينال اهتمامكم ومتابعتكم .
    مع تحياتي

    جمال الدين بلال

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    ثانيا: تنظيم الضباط الأحرار 1983-1985
    كانت كل ألوان الطيف السياسي في الشارع السوداني تجد طريقها للجيش، وهناك يتم صهرها في بوتقة واحدة للهوية السودانية بهدف الولاء للوطن والدستور وحماية الأراضي السودانية والتحرك لاحتواء الكوارث الطبيعية في البلاد. لم يكن هناك من يدعي الانتماء لجهة سياسية أو يرفع راية سياسية معينة، غير أن ظروف حالة عدم الاستقرار و اليأس أجبرت افراد القوات المسلحة بالانخراط في العمل السياسي بطريقة سرية. أما تنظيم الضباط الأحرار فقد تأسس في منتصف الخمسينات من القرن الماضي واساساً عقب تخلي السيد اسماعيل الأزهري رئيس الحزب الوطني الاتحادي عن شعار وحدة وادي النيل عندما أعلن استقلال السودان من البرلمان في مطلع يناير 1956 . وقد كان الحزب الوطني الاتحادي قد اكتسح انتخابات 1954 طارحاً شعار وحدة وادي النيل بدعم من مصر 23/يوليو. كان تنظيم الضباط الأحرار يضم فئة محدودة من العسكريين الوطنيين الذين ارتبطوا بتنظيمات سياسية متباينة ومدارس فكرية مختلفة وقد اجتمعوا في تنظيم واحد حول أهداف وطنية محدودة بغرض الاسهام في بناء الوطن. ولم يكن بمثل التيارات التي تعرض لها أبو غسان في كتابة (ص 156). إلى بداية عمله في الستينات، قاد التنظيم تحركيين، تحرك الصاغ عبد الرحمن كبيدة في عام 1957 والمقدم علي حامد والمقدم يعقوب كبيدة في عام 1959 وهؤلاء يعتبروا من أبناء الاتحاديين، فالمقدم على حامد خاله الدرديري محمد عثمان وكان يتزعم حزب الجبهة الوطنية
    " الختمية " قبل أن يندمج في الحزب الوطني الاتحادي بجهود اللواء محمد نجيب.
    في هذا التنظيم الذي بادر بتأسيسه أبوغسان اتخذ قرار ابعاد الشيوعيين عنه لأنهم كانوا أسباب أزمه التنظيم السابق، لقد سبق أن أوضحت بأني لم أكن أمثل الحزب الشيوعي في ذلك التنظيم ولم تكن هناك أزمة بل كانت هناك مواجهة بيني وبين الرائد حيدر المشرف حينما كان يروج لفكر حزب البعث العربي الاشتراكي، وفي رأي هذا الابعاد سببه أن الشيوعيين لا يحبذون ولا يؤيدون فكرة الانقلاب العسكري.
    ذكرت أن أول من استجاب لهذه الفكرة من التنظيم السابق العقيد الركن عبد العزيز خالد وهو لم يكن مشاركاً في ذلك التنظيم الذي كان أساساً امتداداً لعناصر تحرك 19 يوليو1971 داخل وخارج الخدمة، وما هو معروف عنه في ذلك الوقت اعتذاره عن المشاركة في 19 يوليو نسبة لتفكيره في الزواج، كما لم يقم بزيارة زملائه المعتقلين في سجن كوبر إلا بعد عام 1976 .
    أما أنا في وقت البدء في عمل هذا التنظيم، كنت قد نقلت تعسفياً لمنطقة بحر الغزال العسكرية وبسبب الحرب العراقية الايرانية، لأنني قد كلفت بمحاكمة م. أول عبد الباقي الذي رفض التوجه للعراق ضمن كتيبة دبابات واعيدت محاكمته لأن الحكم لم يرضي قائد الفرقة اللواء عبد العظيم صديق وقد ترأست أنا المحكمة الثانية وأصدرت حكم أقل من حكم المحكمة الأولي فنقلني أولاً من قيادة الكتيبة 207 دبابات ونقلت خلال أسبوعين إلى الكتيبة 131 مشاة اَلية القربة، فتدخل قائدي الراحل العميد فاروق إبراهيم خوجلي مستنكراً هذا النقل فتم نقلي إلى منطقة بحر الغزال ونقل قائدي لقيادة حامية مريدي.
    كنت على علم بهذا التنظيم وكنت أدرك أن لا تأثير له ولن يستطيع تنفيذ انقلاب يطمعون في الوصول به للسلطة.
    أوضح أبو غسان بأن نهجاً جديداً قد تم خطه وهو النأي عن التفكير الانقلابي الكلاسيكي وأقول لأبي غسان بأن كل المحسنات اللفظية للانقلاب لن تخرج عن التعريف البديهي له فهو تاَمر للإستيلاء على السلطة باستخدام القوة العسكرية في البلاد وأي كان نوع الحكم السائد.

    ونواصل الجزء الثالث من المحور الثاني قريباً

    عميد أ. ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

04-24-2004, 05:44 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)


    يواصل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي كتابة المحور الثاني من وقفته الخامسة. نرجو أن ينال اهتمامكم ومتابعتكم .
    مع تحياتي

    جمال الدين بلال

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان

    .... لم يوضح العميد أبوغسان للقارئ الكيفية التي كون بها المكتب القيادي والهوية السياسية لتنظيم الضباط الأحرار وتركها لفطنة القارئ في تقديري. واشار للاتصال بالنقابات و تكليف كل من العميد مهندس على الكباشي والعقيد الركن حيدر المشرف والعقيد الركن عبد العزيز خالد للاتصال بالنقابات التالية:
    - نقابة أساتذة جامعة الخرطوم
    - نقابة الأطباء
    - نقابة المهندسين
    - نقابة المحامين
    المعروف عن هذه النقابات فوز تحالف الشيوعيين والديمقراطيين بقيادتها في معظم انتخاباتها. كما هي نقابات تعمل في العلن وفقاً لدستورها وبرنامجها وتحركها العام تحدده عضويتها. في رأي أن الاتصال لم يتم مع النقابات مباشرة إنما تم ببعض العناصر الموجودة في هذه النقابات والتي لديها قناعات سياسية وفكر يؤيد سلطة التكنقراط والعسكر، وهؤلاء الأفراد معروفون ومعظمهم ينتمي الاَن لتنظيم قوات التحالف السوداني كأعضاء.
    ذكر العميد أبو غسان في (ص 156) بأن انتفاضة مارس-ابريل الشعبية 1985 فاجأت الجميع، حكومة مايو، والقوى السياسية المعارضة وحتى القوات المسلحة السودانية. بالطبع تسارع تطور الأحداث مع استمرار عدم جاهزية تنظيم الضباط الأحرار في تنفيذ تحرك منفرد. هذا حديث خال من الصحة والمصداقية. فالعميد مهندس على التجاني والعقيد الركن حيدر المشرف كانا ضمن تنظيم الضباط الأحرار 1974 وتبنى هذا التنظيم شعار جبهة عريضة لانقاذ الوطن عبر الانتفاضة الشعبية المسنودة من الجيش وقد أمن على ذلك الأستاذ محمد إبراهيم نقد عندما حضر عدة اجتماعات لذلك بغرض التنسيق مع الحزب الشيوعي السوداني لتقديم المساعدة. أما أنا فقد التقيت أثناء حضوري دورة قادة وأركان في تورونتو بكندا في عام 1980 بطالب الماجستير اَنذاك الأستاذ تيسير محمد علي وتفاكر معي حول الاطاحة بنظام مايو وأوضحت له وجهة نظري في إسهاب بأن النظام سوف يسقط عبر انتفاضة شعبية مسنودة من الجيش وقد كان والأستاذ الدكتور تيسير محمد علي يعلم ذلك جيداً. أما أنت يا عزيزي عندما كنت التقي بك في الاكاديمية أثناء اجازتي السنوية عندما كنت في بحر الغزال أقول لك النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة والانتفاضة على الأبواب، كنت تردد في سخرية بأنني عندي جمود عقائدي، أنا كنت أبتسم وأقول لك أنك لا تعرف معنى جمود عقائدي وأنا أعلم ما يدور في ذهنك من أحلام وأوهام بالانقلاب الذي ليس لديكم قدرة على تحقيقه وانجازه بحكم موقع عملك وعمل الاخرين من الذين معك ومنهم وقتها ايضاً العقيد الركن عبد العزيز خالد الذي كان يعمل بعمليات القيادة العامة ويحضر للزيارة في بحر الغزال . كان يردد نفس كلامك في غرور، لذا فالانفاضة الشعبية في أبريل فاجأتكم أنتم فقط وايقظتكم من احلامكم بالانقلاب الذي لم تكنوا تملكوا وسائل للشروع في تنفيذه. فالمعروف أن كل القوى السياسية في السودان خططت ونفذت وشاركت في أعمال سياسية ضد سلطة مايو وأخفقت ولكنها اخيراً استطاعت احراز النصر السياسي في أبريل بالانتفاضة الشعبية التي دعمها الجيش ولعب سلاح المدرعات الدور الرئيسي في ذلك بضغطه على رئاسة الجيش عندما زار الفريق سوار الذهب والفريق تاج الدين وهددوا بالتحرك واعتقالهم الزج بهم في القرقول العسكري إذا لم يحسموا الأمر لصالح الشعب السوداني ولنا دور في ذلك بحكم عملي في جميع مرافق الفرقة السابعة مدرعه وكقائد ومعلم وكضابط ركن.
    أراد أن ينسب العميد أبوغسان دوراً للواء عثمان عبدالله في كتابه، واللواء عثمان معروف على نطاق الجيش ويعرف الجميع طريقة تفكيره، وسعادة الفريق عبد الرحمن سعيد أوضح طبيعة دوره في ملاحظاته. أشار العميد أبو غسان إلى دور اللواء عثمان عبد الله في ترتيب برنامج الانتفاضة السياسي وفقاً لرؤى تنظيم الضباط الأحرار الذي سلمه له للاستعانه به. الواقع عكس ذلك تماماً، فمعروف أن برنامج الانتفاضة شاركت فيه كل القوى السياسية وتححد في المحاور الأساسية الأتية:
    1. إلغاء قوانين سبتمبر
    2. إزالة اَثــار الحكم الشمولي
    3. التوصل لتسوية عادلة للحرب الأهلية في الجنوب
    4. معاجة الأزمة الاقتصادية
    5. عقد المؤتمر الدستوري لبحث مستقبل السودان
    6. سن قانون انتخابي يضمن تمثيل القوى الحديثة التي أسهمت بدور أساسي في نجاح الانتفاضة.
    ثم أن اللواء عثمان عبد الله كان ضمن تشكيلة المجلس العسكري الذي عمل على إجهاض هذا البرنامج وأقر قوانين إنتخابية كانت تصب في مصلحة الجبهة الاسلامية القومية.
    تبنت هذا البرنامج لاحقاً كل القوى السياسية وخاضت به الانتخابات وحققت به مكاسب سياسية ولم تعمل به عندما وصلت لسدة الحكم مما أفرز وضع سياسي غير مستقر أدى لتقديم كثير من المذكرات للقوى السياسية وضمنها مذكرة الجيش أخيراً في فبراير. كما أوضح بأن منصب مدير فرع العمليات الحربية هي من وظائف الأركان في القيادة العامة وواجباته معروفة ومحددة وليس له أي دور مؤثر في تحريك قطاعات الجيش، فالمعروف أنه يصدق على أرانيك تحركات القوات للتدريب والتنقل والانفتاح وفقاً لخطة التحركا ت التي تحددها القيادة العامة بأفرعها المختلفة وتشارك فيها رئاسة المناطق والوحدات والمدارس العسكرية. ضباط الركن في جميع وحدات الجيش ليس لديهم دور مؤثر في تحركات الانقلابات لأنه تحرك غير مشروع فالدور المؤثر فيه لقادة القطاعات المباشرين الذين يقفزوا للسلطة عبر بوابة الانقلاب. لقد أراد العميد الركن أبو غسان خلق دور بطولي لللواء عثمان عبد الله وهو ليس له دور يذكر في ذلك.
    أتوجه مرة أخرى بالشكر والعرفان لسعادة الفريق عبد الرحمن سعيد على ملاحظاته القيمة والتي شملت وغطت كل الموضوعات باسلوب ممتاز أوضح فيه كثير من الحقائق للقراء.

    الوقفة السادسة عن الانقلابا ت العسكرية التي وصلت لسدة الحكم في السودان.
    - مرحلة مذكرة القوات المسلحة في 21 فبراير 1989 وتداعياتها

    عميد أ. ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

05-05-2004, 05:23 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    الأخ العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي،
    ذكرت أن توزبع عضو في التنظيم لكراسة اعدها حرب البعث العربي أدى لانسحابك من تنظيم الضباط الأحرار . لم توضح الأسباب وراء انسحابك وقد ذكرت في مجرى حديثك أن التنظيم لا يمنع انتماء الأعضاء لأي من التنظيمات السياسية ومعروف أن الدعوة لتكوين جبهة عريضة لانقاذ الوطن أعدها الحزب الشيوعي. إذن ما هو الغريب في تبنى أحد الأعضاء فكرة حزب اَخر.

    فترة بناء تنظيم الضباط الأحرار في الخمسينات تحتاج لمزيد من المعلومات، نرجو من الذين لهم اهتمام بدور الجيش السوداني في السياسة أن يساهموا في تغطية المعلومات عن هذه الفترة.


    جمال الدين بلال
                  

05-18-2004, 06:10 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    فيلنت متشجان
    نتابع في ربيع هذا العام 15 مايو 2004

    الأستاذ الدكتور جمال الدين بلال
    عاطر التحايا والمودة
    تنظيم الضباط الأحرار أساساً هو تحالف لجبهة عريضة تمثل تيارات سياسية مختلفة ولا غضاضة في الانتماء لأي جهة سياسية ولكن الماَخذ كانت في تلك الفترة أن الموضوع لن يكون قاصراً على توزيع كراسة خاصة بأفكار حزب البعث العربي الاشتراكي الذي من أيدولوجيته السياسية الوصول للسلطة عبر بوابة الانقلاب العسكري كما حصل في سوريا والعراق. وكما ذكرت سابقاً الموضوع كان فيه كثير من سوء النية لأنه لو كان هناك مصلحة للتنظيم في الترويج لأفكار حزب البعث الواردة في تلك الكراسة كان جديراً بالعضو احضارها لمكتب قيادة التنظيم للاطلاع عليه وتوزيعها للعضوية وغيرهم. اضافة لذلك فالنوايا كانت توضح كما ثبت بكثير من الاحاديث التي كانت متداولة بيننا في تلك الفترة في جلساتنا الخاصة خارج اطار الاجتماعات كانت الافكار الانقلابية مدار حديث ومدى قدرة التنظيم على ذلك ومدى امكانية التنظيم وحجم العضوية التي وصلها يبين القدرة على تنفيذ عملية انقلابية خاصة وقد كانت هناك رتب مناسبة في التنظيم وبحجم معقول والتنظيم له وجود مؤثر في وحدات كالمدرعات المظلات وهذا كلام يقال بشئ من حسن النية ولكن كان في الواقع عملية جس نبض لتجاوز المتفق عليه سياسياً. المعروف أن في تلك الفترة قد بدأت تتشكل خلايا حزب البعث في الجيش وكانوا أعضاء في تنظيم الضباط الأحرار ومنهم واصل في هذا الاتجاه وشارك في تحرك 28 ابريل 1990 . ذكرت سابقاً المواجهة التي تمت بيني وبين عضو تنظيم حزب البعث ولكن المواجهة لم تحسم الأمر وشعرت بأن المناسب هو تجميد عضويتي في مكتب القيادة. كنت أعلم أن ذلك سيحدث كثير من الشلل في قدرة التنظيم العملية خاصة وهناك من يتفق معي في سلامة وجهة النظر وبالفعل ترتب على ذلك فتور ملحوظ في مواصلة العمل في اطار هذه الجبهة. كانت الاَمال كبيرة لو قدر لها أن تكون بعيدة عن المطامع السياسية لعشاق السلطة ولكن هكذا كان الواقع وكان في رأي يجب التعامل معه بكثير من الحسم الملائم في اطار ما نؤمن به وهو الرفض الكامل للانقلاب العسكري تحت أي مسمى كان. لذا حرصت على الابتعاد عن تنظيم الضباط الأحرار الذي بذلت جهد كبير في أن يكون له وجود مؤثر وفعّال وفقاً للرؤي السياسية التي تم الاتفاق عليها والتي اعتقد أنها كانت سليمة وأكثر ملائمة لتطلعات جماهية الشعب السوداني في سبيل وطن ديمقراطي حر السيادة فيه لحكم القانون والوحدة الوطنية.
    أرجو أن يكون هذا فيه ايضاح مناسب للتساؤل الوارد وتساؤل غيرك من القراء خاصة ولقد تعرضت لهذا الجانب بشئ من الأيجاز في الوقفة الثانية مع شكري لك والسلام.

    تصحيح
    ورد في الوقفة السادسة بأن تاريخ توقيع ميثاق الدفاع عن الديمقراطية في 17 نوفمبر 1989 والصحيح 17 نوفمبر 1985


    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

05-10-2004, 04:16 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي وقفته السادسة. نرجو أن تنال اهتمامكم ومتابعتكم .
    مع تحياتي

    جمال الدين بلال

    ميتشجان، فلنت 30 أبريل ربيع 2004

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة السادسة: مذكرة القوات المسلحة 20 فبراير 1989

    في الفصل الخامس من الكتاب تعرض المؤلف العميد أبو غسان لهذا الجانب تحت عنوان "من الانتفاضة إلى االمذكرة" وللحديث في هذا الاطار ساتعرض لهذا الحدث عبر أربعة محاور.

    المحور الأول: الخلفية السياسية التي قادت إلى عاصفة مذكرة القوات المسلحة
    استطاع الشعب السوداني بنضالاته المستمرة ضد نظام مايو من هزيمته بانتفاضته المجيدة في مارس-ابريل 1985 ولقد أبرزت هذه الانتفاضة محاور أساسية كبرنامج عمل يمثل طموحات جماهير الشعب السوداني وهي:
    1. الغاء قوانين سبتمبر
    2. ازالة اَثار الحكم الشمولي
    3. التوصل لتسوية عادلة للحرب الأهلية في الجنوب
    4. معالجة الأزمة الاقتصادية
    5. عقد المؤتمر الدستوري لبحث مستقبل السودان
    6. اقرار سياسة خارجية متوازنة
    7. سن قانون انتخابي يضمن تمثيل القوى الحديثة التي اسهمت بالدور الأساسي والرئيس في الانتفاضة
    ولكن المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى زمام المسئولية بعد الانتفاضة عمل على اجهاض هذا البرنامج وساعده في ذلك مجلس وزراء كان على رأسه الدكتور الجزولي دفع الله ووزراء من أمثال عمر عبد العاطي وبشير حاج التوم لم يكن تنفيد برنامج الانتفاضة ضمن أجندتهم للخروج من مأزق الحكم الشمولي. وهكذا انتهى دور الفترة الانتقالية دون أن تنجز شئ من أهدافها الجماهيرية. والمعروف أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي استقبل في مساء 10 ابريل 1989 دكتور حسن الترابي زعيم الجبهة الاسلامية القومية فيما بعد وبحث معه الكثير من القضايا التي تدخل في صميم مهات التجمع الوطني، وهو أول زعيم سياسي يستقبل سوار الذهب بعد انتصار الانتفاضة وقدم لحزبه الكثير من الخدمات بحكم انتمائه لتنظيم الأخوان المسلمين منذ عقد الخمسينات من القرن المنصرم.
    تم التوقيع على ميثاق الدفاع عن الديمقراطية في 17 نوفمبر 1989 بميدان مدرسة أم درمان الأهلية وقد حضرت هذا الاحتفال الحاشد وكان وقتها معي العميد مهندس على التجاني والعقيد الركن عصام الدين ميرغني واَخرين. وقع على ذلك الميثاق 18 حزباً واتحاداً وحرص قادة الأحزاب السياسية على التوقيع عليه ولقد وقع عن المجلس العسكري الانتقالي اللواء الركن اراهيم يوسف عوض الجعلي وغابت الجبهة الاسلامية عن حضور هذه المناسبة وكان هذا مؤشر على سؤ النية ولم تسأل عن هذا الغياب لايضاح أسباب الغياب عن هذه المناسبة التاريخية التي كانت بمثابة التأمين على الديمقراطية الثالثة.

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

05-12-2004, 07:12 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي الجزء الثاني من المحور الأول لوقفته السادسة. نرجو أن ينال اهتمامكم ومتابعتكم .
    مع تحياتي

    جمال الدين بلال


    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة السادسة: مذكرة القوات المسلحة 20 فبراير 1989

    ظهرت نتائج الانتخابات بفوز حزب الأمة ب 99 مقعداً يليه الحزب الاتحادي الديمقراطي ب62 مقعداً وجاءت الجبهة الاسلامية القومية في المركز الثالث برصيد 51 مقعداً بفضل الخدمات الجليلة التي قدمها المجلس العسكري الانتقالي بسنه لقانون انتخابات جاء في مصلحتها. سقط زعيم الجبهة الدكتور حسن الترابي في الدائرة (27) الصحافة جبرة والتي عرفت بدائرة الانتفاضة وأنفق فيها دكتور حسن ما يزيد عن الثلاثة مليون جنيه سوداني، رغم ذلك سقط سقوطاً مدوياً أعاد إلى ذهنه سقوطة في دائرة الحوش في انتخابات 1967 عندما فاز عليه الحاج مضوي أحد رموز الاتحادي الديمقراطي.
    تكونت الحكومات الائتلافية وفقاً لما أفرزته الانتخابات وترأس السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة رئاسة الوزراء. اتسم اداء السيد الصادق المهدي منذ تسلمه مهام منصبه كرئيس للوزراء في عام 1986 بالتردد وعدم القدرة على اتخاذ القرار والخضوع لإبتزاز الجبهة الاسلامية التي مارست كل أنواع التهريج السياسي لارباكه وقد نجحت في ذلك.
    ولعل موقف الصادق المهدي من قوانين سبتمبر التي كان يقول عنها قبل انتخابه أنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به لهو دليل ساطع على خضوعه لإبتزاز الجبهة الاسلامية إذ ظل غير قادر على الغاءها حتى وقوع انقلاب 30 يونيو 1989 .
    كما أن اداء السيد الصادق المهدي على جبهة المساعي للحل السياسي لوقف الحرب الأهلية في الجنوب ظل هو الاَخر يتراوح بين محاولة تسجيل نقاط على الحزب الاتحادي الديمقراطي المنافس التاريخي لحزبه، وما بين الازعان لإبتزاز الجبهة الاسلامية. اتضح ذلك جلياً عندما أصر على اضافة توضيحات بهدف اضعاف حيوية اتفاق الميرغني- قرنق في 16 نوفمبر 1988 عندما عرضت في الجمعية التأسيسية. كان أمام الصادق المهدي فرصة تاريخية ليعيد السياسة السودانية إلى طهرها وعفتها ونقائها اذا قرر في ذلك التاريخ أن يكون أول المستقبلين للسيد محمد عثمان الميرغني الذي احتشدت معظم قطاعات وجماهير الشعب السوداني لاستقباله استقبالاً كبيراً لم يعرف السودان له مثيلاً من قبل، ولكنه احجم عن ذلك ليؤكد بانه هو رجل السودان الأول القوي وأن ليس هناك شئ يمكن أن يتم دون موافقته أو مساهمته. هكذا تقاعس رئيس وزراء السودان عن مساندة رغبة جماهير الشعب السوداني والمباركة الاقليمية والدولية لذلك الاتفاق الذي كان يمثل بارقة الأمل لسودان واحد يعرف معنى السلام والاستقرار والوحدة الوطنية.

    العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

05-14-2004, 02:27 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي الجزء الثالث من المحور الأول لوقفته السادسة. نرجو أن ينال اهتمامكم ومتابعتكم .
    مع تحياتي

    جمال الدين بلال

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة السادسة: مذكرة القوات المسلحة 20 فبراير 1989

    عند التمعن في الحكومات التي شكلها السيد الصادق المهدي يتضح الأتي:
    كان الانسجام شبه معدوم في الوزارة الائتلافية الأولى مع الحزب الاتحادي الديمقراطي خاصة أن خلاف رئيس الوزراء مع الدكتور محمد يوسف أبوحريرة الوزير الاتحادي لم يكن محتملاً، مما اضطر السيد الصادق المهدي لفض الائتلاف وتشكيل حكومة ابعد منها الدكتور أبو حريرة ولم تعمر الوزارة طويلاً إذ ظل السيد الصادق المهدي يشكو من المتاعب التي يثيرها الحزب الحليف الذي يغني كل وزير فيه على ليلاه ومنهم من يبدو وكأنه في حزب معارض ومنهم من لا هو في العير ولا في النفير ومنهم من منح نفسه اجازة مفتوحة. ذكر السيد الصادق المهدي في كتاب " الديمقراطية عائدة وراجحة" أن زين العابدين الهندي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية كان يتغيب عن معظم جلسات مجلس الوزراء واذاء هذا الوضع اضطر السيد الصادق المهدي لادخال الجبهة الاسلامية في الوزارة التي اسماها حكومة الوفاق الوطني باعتبار الجبهة حسب رأي رئيس الوزراء حزب متماسك وموحد الروى يسهل التعامل معه.
    اثناء فترة هذه الوزارة احكمت العزلة حول السودان بسبب وجود الجبهة الاسلامية في الوزارة وقد انعكس ذلك في المساعدات التي كانت تقدم للسودان خاصة العسكرية، منها ما أشار إليه الفريق عبد الماجد حامد خليل وزير الدفاع أمام الجمعية التأسيسية وكانت دول الخليج غير راضية عن العلاقات الودية التي اقامها السيد الصادق المهدي مع ايران الأمر الذي ادى لفتور واضح بين هذه الدول والسودان الذي كان في امس الحاجة لدعمها خاصة وأن البلاد كانت تحاول ترميم اقتصادها الذي دمرته فترة الحكم المايوي. لابد من التأكيد أن فساد بعض الوزراء كان واضحاً للعيان ومتداول في مجالس المدينة حتى أن السيد الصادق المهدي نفسه لم يستطع الدفاع عن بعض تلك الممارسات.
    واضافة للحرب الدائرة في الجنوب، فإن الأوضاع في دارفور تأثرت بالحرب التشادية والتدخل الليبي في الحرب حيث انتشر السلاح وتفاقمت أعمال النهب المسلح وانعدمت الحياة في الأقليم بما يشبه حالة الشلل ولابد للاشارة إلى أن تسليح المراحيل في مناطق الالتماس لعب دوراً كبيراً في تدهور الوضع الأمني في دارفور ويتحمل المسئولية كاملة في هذا الخصوص حزب الأمة الذي نشطت عناصره في تسليح المراحيل.
    ويبدو أن المشهد السياسي بناءاً علىهذه المعطيات كان متسماً بالفوضى والتهريج وغياب المسئولية السياسية وفي وسط هذه الأجواء تقدمت هيئه القيادة بمذكرتها الشهيرة في 20 فبراير 1989 ولقد سبقتها العديد من المذكرات منها مذكرتان تقدم بهما التجمع النقابي في 17 أغسطس 1987 لحل مشكلة الحكم في البلاد، والثانية مذكرة الأحزاب الأفريقية في 19 سبتمبر ضد القوانين البديلة التي كان يعد لها الدكتور حسن التبرابي النائب العام وعرفت هذه القوانين باسم القانون الجنائي لعام 1988.
    هذا هو المناخ السياسي الذي ولدت فيه مذكرة الجيش ونتابع في المحور الثاني الأوضاع في القوات المسلحة 1983-1988

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

05-22-2004, 07:05 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    ليبقى عاليا

    فهذا جهد مهم للتوثيق , فكتاب العميد ابو غسان قد شجع الكثير من العسكريين لقول كلمة مهمة فى تاريخ الحركة السياسية السودانية, فنقد اي عمل هو وجه اخر لاكمال العمل.


    والشكر لكل من يخط كلمة فى هذا الصرح


    بكري الجاك
                  

06-07-2004, 04:42 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: Bakry Eljack)

    علشان دكتور جمال البلال يواصل هنا
                  

07-06-2004, 05:48 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: بكرى ابوبكر)


    عزيز التوم

    الذي ظل عالقا بذهني حتي اليوم من كتاب الأستاذ حسن نجيلة هو يوم ان ارسلت لهم الحكومة كفرات للعب ولم يكن الطلاب هنالك قد رأوا شيئا مماثلا وتجمعوا حولها وحين طارت الكرة من قدمه الي الأعلي وتعود مرة أخري كان كل منهم قد امسك بملابسه في اسنانه واطلق ساقيه للكتاحة الرملية ..

    ما اود قوله ان الجهد المبذول هنا من جميع الأطراف هو جهد ضخم جدا
    فالتحية لك والتحية لكل الضباط الأحرار والشرفاء في بلادي
    ونحن نتابع
                  

07-30-2004, 09:22 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    يواصل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي كتابة وقفته السادسة

    عند التمعن في الحكومات التي شكلها السيد الصادق المهدي يتضح الأتي:
    كان الانسجام شبه معدوم في الوزارة الائتلافية الأولى مع الحزب الاتحادي الديمقراطي خاصة أن خلاف رئيس الوزراء مع الدكتور محمد يوسف أبوحريرة الوزير الاتحادي لم يكن محتملاً، مما اضطر السيد الصادق المهدي لفض الائتلاف وتشكيل حكومة ابعد منها الدكتور أبو حريرة ولم تعمر الوزارة طويلاً إذ ظل السيد الصادق المهدي يشكو من المتاعب التي يثيرها الحزب الحليف الذي يغني كل وزير فيه على ليلاه ومنهم من يبدو وكأنه في حزب معارض ومنهم من لا هو في العير ولا في النفير ومنهم من منح نفسه اجازة مفتوحة. ذكر السيد الصادق المهدي في كتاب " الديمقراطية عائدة وراجحة" أن زين العابدين الهندي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية كان يتغيب عن معظم جلسات مجلس الوزراء واذاء هذا الوضع اضطر السيد الصادق المهدي لادخال الجبهة الاسلامية في الوزارة التي اسماها حكومة الوفاق الوطني باعتبار الجبهة حسب رأي رئيس الوزراء حزب متماسك وموحد الروى يسهل التعامل معه.
    اثناء فترة هذه الوزارة احكمت العزلة حول السودان بسبب وجود الجبهة الاسلامية في الوزارة وقد انعكس ذلك في المساعدات التي كانت تقدم للسودان خاصة العسكرية، منها ما أشار إليه الفريق عبد الماجد حامد خليل وزير الدفاع أمام الجمعية التأسيسية وكانت دول الخليج غير راضية عن العلاقات الودية التي اقامها السيد الصادق المهدي مع ايران الأمر الذي ادى لفتور واضح بين هذه الدول والسودان الذي كان في امس الحاجة لدعمها خاصة وأن البلاد كانت تحاول ترميم اقتصادها الذي دمرته فترة الحكم المايوي. لابد من التأكيد أن فساد بعض الوزراء كان واضحاً للعيان ومتداول في مجالس المدينة حتى أن السيد الصادق المهدي نفسه لم يستطع الدفاع عن بعض تلك الممارسات.
    واضافة للحرب الدائرة في الجنوب، فإن الأوضاع في دارفور تأثرت بالحرب التشادية والتدخل الليبي في الحرب حيث انتشر السلاح وتفاقمت أعمال النهب المسلح وانعدمت الحياة في الأقليم بما يشبه حالة الشلل ولابد للاشارة إلى أن تسليح المراحيل في مناطق الالتماس لعب دوراً كبيراً في تدهور الوضع الأمني في دارفور ويتحمل المسئولية كاملة في هذا الخصوص حزب الأمة الذي نشطت عناصره في تسليح المراحيل.
    ويبدو أن المشهد السياسي بناءاً علىهذه المعطيات كان متسماً بالفوضى والتهريج وغياب المسئولية السياسية وفي وسط هذه الأجواء تقدمت هيئه القيادة بمذكرتها الشهيرة في 20 فبراير 1989 ولقد سبقتها العديد من المذكرات منها مذكرتان تقدم بهما التجمع النقابي في 17 أغسطس 1987 لحل مشكلة الحكم في البلاد، والثانية مذكرة الأحزاب الأفريقية في 19 سبتمبر ضد القوانين البديلة التي كان يعد لها الدكتور حسن التبرابي النائب العام وعرفت هذه القوانين باسم القانون الجنائي لعام 1988.
    هذا هو المناخ السياسي الذي ولدت فيه مذكرة الجيش ونتابع في المحور الثاني الأوضاع في القوات المسلحة 1983-1988

    المحور الثاني: الوضع في القوات المسلحة في الفترة 1983-1988

    الأمر الجمهوري رقم (1) لعام 1983 الغى كل المواد الرئيسية السبعة في اتفاقية اديس أبابا التي وقعت في الثالث من مارس 1973 برعاية الراحل امبراطور اثيوبيا هيلاسلاسي ونال جنوب السودان حكماً ذاتياً في نطاق وحدة القطر استمر احد عشر عاماً. فكان هذا الأمر الجمهوري بمثابة الكارثة التي فجرت الحرب الأهلية من جديد في جنوب السودان فهو بالتأكيد هبط بمركز الجنوب من اقليم يتمتع بالحكم الذاتي إلى ثلاث مناطق ادارية ضعيفة بلا سلطات.
    لمعرفة تفاصيل النزاع في جنوب السودان ولمعرفة محتويات اتفاق اديس أبابا والغاء ذلك الاتفاق، لابد للقارئ من الاطلاع على كتاب " جنوب السودان، التمادي في نقض المواثيق والعهود" الذي الفه قائد وزعيم فذ من قادة السودان المرموقين والذين انصب جل اهتامهم في خدمة قضايا أهل السودان من نمولي إلى حلفا وهو السيد ابيل الير الذي يرجع له الفضل في ا لمقام الأول رفع الوية السلام عام 1974. لقد قال عن هذا الكتاب مترجمه للعربية الاستاذ الصحفي المخضرم الراحل بشير محمد سعيد " أن هذا الكتاب سفر نفيس لاغنى عنه لمن يريد أن يتعرف على الظروف القاسية التي تحيط بالسودان اليوم".
    فالواقع لقد اثار نميري فكرة التقسيم أولاً في فبراير 1980 مدعياً انها اقتراح تقدم به جنوبيون من الاستوائية ولقد اتضح امام اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي أن المويدين لهذه الفكرة اثنين من أصل ثمانية عشر عضواً من أهل الجنوب وأثار هذا الموضوع مرة أخرى في سبتمبر وظل يحتك مع بعض القادة الجنوبيين خاصة بعد صدور كتيب "التضامن" الذي وجه نقد لسياسات نميري الأخيرة. أثار كتاب التضامن حفيظة نميري وأغضبه ومما زاد غضبه عدم معرفته الجهة التي اصدرته وهكذا كان نميري الأخرق التصرفات المستبد بالرأي مبيت النية لفكرة التقسيم ففعلها بعنجهية كعادته الرزيلة بأمره الجمهوري الذي جاء في كنذير شؤم أدى لتجفر الحرب الأهلية في جنوب السودان والتي تختلف كثيراً عن السابقة في طبيعتها وعنفها وحجم خسائرها البشرية المادية ومما فاقم أمر هذه الحرب بلا شك اعلان قوانين سبتمبر وما تبعها من بطش وتنكيل بأهل السودان قاطبة باسم محاكم العدالة الناجزة واصلاً العدالة القاصرة التي أوجدت وضعاً شاذاً في السودان بتصنيف قطاع كبير من أهل السودان كمواطنين درجة ثانية في بلد واحد فالناس في كل انحاء الدنيا اعتادوا على أن يكون الوطن للجميع والدين لله بالفطرة السوية.
    المؤلف في عرضه أسماها حرب سياسية واكتفى بذلك وكل أنواع الحروب في العالم سياسية. فهناك اتفاق واسع النطاق لعريف الجنرال النمساوي كلاوزفيتز للحرب على أنها امتداد للسياسة باستخدام القوة أي تسوية النزاعات السياسية بالدم عندما تفشل الطرق السلمية لإيجاد الحلول المرضية وفي رأي كان لابد من إيضاح الأسباب السياسية التي قادت إلى ذلك.
    انقلاب 25 مايو 1969 اعتمد على القوات المسلحة لحمايته في مواجهة جماهير الشعب السوداني التي كانت تعترض على سياستها وبالتالي أصبحت توظف لخدمة نظام مايو الأمر الذي أضعف قدراتها القتالية وأصبح الاهتمام منصب على استخدامها كفصيل حماية فجاءت ا لحرب الأهلية في عام 1983 وهذه القوات المسلحة منهكة بحالات الاستعداد التي كانت توضع فيها في الحالة القصوى لفترات طويلة لتنفيذ مهام أمن وحماية. في رأي كضابط عمل في هذه القوات المسلحة في مجالات عديد شملت التدريب وأعمال الركن واستخدام القطاعات المختلفة لتنفيذ مهام قتالية أي كان نوعها... وأتيحت لي الفرصة للعمل في منطقة العمليات أثناء الحرب الأهلية في منطقة بحر الغزال العسكرية ولقد كتبت العديد من المقالات عن هذه الحرب والظروف القاسية التي كانت تقاتل فيها القوات المسلحة من واقع التجربة الذاتية وكانت كيوميات لهذه الحرب ولم استطع مواصلتها بناء على تعليمات صادرة من القيادة العامة في فترة الديمقراطية الثالثة.
    في أبريل 1996 في القاهرة كلفني الأستاذ محجوب التجاني بكتابة شهادة عن الحرب الأهلية في جنوب السودان لدورية منظمة حقوق الإنسان السوداني الصادرة في ذلك الوقت وهي بالتأكيد تعكس حالة الوضع في القوات المسلحة وجاء فيها ما يلي:
    ظللت مرتبطاً بالحرب الأهلية في السودان منذ ديسمبر 1983 وقد جرى نقلي تعسفياً من الفرقة السابعة مدرعة بمنطقة الشجرة في الخرطوم إلى منطقة بحر الغزال العسكرية مع بداية حركة التمرد الثانية في السودان والتي اندلعت لأسباب سياسية في الثالث عشر من فبراير 1984 . وصلت إلى رئاسة المنطقة في واو وعملت في أول الأمر قائداً لكتيبة 111 مشاة برمبيك في محافظة البحيرات التي كانت تعسكر في مــلــو " وتعني بلغة الدينكا الثور البني" وبعدها استلمت قيادة الكتيبة 113 مشاة معسكر قرنتي واو وأخيراً عينت ضابط ركن قائداً لشعبتي العمليات والتدريب لمنطقة بحر الغزال العسكرية.
    بدأت مهمتي في فبراير 1984 وامتدت إلى سبتمبر 1986. وخلال هذه الفترة عشت مرارة الحرب في جنوب السودان بكل ماَسيها، والتي ستظل حاضرة في ذاكرتي وأنا على قناعة كاملة بعدم جدوى استمرار هذه الحرب وظللت دوماً اؤكد على أنها لا مستقبل لها ولا نفع لأهل السودان الواحد. ويكمن الحل في الجلوس إلى مائدة للتفاوض وسلمياً بغية الوصول لحلول مرضية للاطراف المتحاربة.
    عند مستهل عملي بمنطقة البحيرات كان حجم القوات تحت امرتي وامكاناتها غير متناسب مع امتداد المنطقة لأكثر من 200 ميل من كاواجينا إلى ميناء شامبي على بحر الجبل. عقب تفقدي للمنطقة ميدانياً تبين لي أن القدرة القتالية لهذه الكتيبة لا تتعدى 30% من حيث الأفراد والعتاد والامداد للحرب، مما ترتب عليه عدم قدرتها على احتواء أي عمل عمل عدائي. رفعت تقريراً بهذا المعنى لرئاسة المنطقة وقررت الاستمرار في تحسين مراكزها الدفاعية تحت شعار – احفر لتعيش- في عام 1984 شن الجيش الشعبي لحرير السودان هجوماً كبيراً على المنطقة وتخطى المراكز الدفاعية للكتيبة111 وهاجم منطقة الكتيبة 114 اويل, واستطاع احراز انتصارات محدودة بخسائر محدودة في الجانبين ونجح في تجنيد اعداد كبيرة من أبناء المنطقة بالاضافة لنسفه كوبري اويل الذي أدى لتعطيل النقل البري بالسكة حديد " الخرطوم- واو" وكان قد ركزقبل ذلك على تعطيل الملاحة النهرية " الخرطوم –كوستي- ملكال – جوبا" وهذه الاستراتيجية أدت لقطع خطوط الامداد البرية والنهرية الأمر الذي أدى للاعتماد على النقل الجوي والذي لم يكن متوفراً بالحجم المناسب لمواجهة العمليات البرية في مناطق العمليات بالاضافة للتكلفة الباهظة لذلك. انسحب عبر محافظة البحيرات مختطفاً مجموعة من الأجانب في كبري العاج على مشارف واو، وواصل انسحابه عبر منطقة مسئولية الكتيبة 111 ولم تستطع هذه الكتيبة احتواء هذا الموقف لعدم قدرتي على تحريك أي قوة في ذلك الوقت لوجود كل العربات الخاصة بالكتيبة في واو مع الطوف الاداري لامداد الكتيبة باحتاجاتها.
    لم تكن هناك وسيلة متاحة لتحسين وضعنا العسكري في بحر الغزال لأن القيادة العامة/عمليات كانت مهتمة حينها بهجوم الجيش الشعبي لتحرير ا لسودان على منطقة أعالي النيل. هكذا دأب الجيش الشعبي على الهجوم من أكثر من محور في وقت واحد بقصد انهاك ادارة العمليات المحدودة الامكانات. في نطاق مسئوليتي، فقد بذلت جهداً كبيراً لتمكين أنفسنا من مواجهة الظروف القاسية بسبب شح الامداد ورداءة المياة وتفشي مرض الملاريا ونقص الأدوية. اضطررنا لاستخدام العقاقير الشعبية لعلاج المرضى مثل زيت دهن النعام لعلاج القارديا وعروق بعض الأشجار بالاضافة للعرديب لعلاج الملاريا ولدغات الأفاعي والعقارب.
    مع مرور الوقت كانت الأوضاع تزداد سؤ وتتجاوز إمكاناتنا ومع ازدياد حجم العمل العدائي ضدنا وبفعل الألغام ولم يطرأ أي تقدم في حال الكتيبة 611 التي دفعت الثمن غالياً مع إخفاق كل الجهود الذاتية لرفع كفاءتها القتالية.
    في عام 1986 حين كنت مسئولاً عن العمليات في منطقة بحر الغزال العسكرية بدأت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان تتدفق بأعداد كبيرة إلى منطقة البحيرات ومنها كتائب شارل،توتل تويك و زانيو. استطاع أول مركز دفاعي في يرول الصمود في وجه الهجوم، ووقعت خسائر بين الجانبين وكانت هناك ضرورة للاستعواض والإخلاء لإدامة المعركة. تقرر دفع قوات برية والاستعانة بإسناد جوي من القيادة العامة وكانت هناك حاجة لطائرة هليوكوبتر وأخرى للنقل "بفلو" ولكن هذا لم يتوفر لأسباب تتعلق بأسبقيات العمليات التي تحددها الإمكانات المتوفرة في القيادة العامة. لذا اعتمدنا على الدعم البري وتم حشد القوة بواو ودفعنا بها وكانت لا تتعدى قوة سريتين مشاة وعند وصولها لبحر النعام في منطقة البحيرات واجهت قوات كبيرة أحدثت فيها خسائر كبيرة واستولت على كل خط حملتها بكل إمداداته. تحت هذه الظروف الصعبة والحرجة، قرر قائد مركز يرول المقدم أ.ح. بخيت إيدام الانسحاب إلى تالي ومنها لجوبا في الاستوائية لتفادي الدخول في معركة غير متكافئة. بانسحاب قوات يرول وهو كان الأول في منطقة العمليات، أصبحت منطقة رمبيك تواجه تهديداً كبيراً بقوات كبيرة معنوياتها مرتفعة بما حققته من نجاح في المنطقة. واجهت منطقة رمبيك ضغطاً متواصلاً اضطرت تحته الانسحاب إلى دالو "1" ومنها إلى دالو "2" ثم إلى مريدي في غرب الاستوائية. هكذا استطاعت الحركة الشعبية إحراز أكبر انتصاراتها في منطقة البحيرات وإيقاع خسائر كبيرة بقواتنا في الأفراد والمعدات والمنشئات . لاستعادة الأوضاع في البحيرات، قدمت تصوراً للقيادة عند زيارة الفريق تاج الدين عبد الله لرئاسة المنطقة في واو أوضحت فيه حجم القوة المطلوبة لاستعادة زمام المباد أه في منطقة البحيرات وقد كان وقد كلف ذلك الكثير.
    عند الحديث عن المرارات ا لتي أفرزتها هذه الاشتباكات ومنها ما حاق بالعنصر البشري، فقد فقدت العديد من الأسر أعز أفرادها، أباء وأمهات وأخوة وأخوات وأبناء إلى جانب ما حل بالروابط الأسرية ولا تستطيع أي قوة تعويض الخسائر والخراب الذي شهدته منطقة البحيرات و ستكون في حاجة ماسة لعمل كثير لإعادة ترتيب الأوضاع لما كانت عليه.
    أوقفت حديثي عند الكتيبة 111 لأنها في رأي أكثر الوحدات في القوات المسلحة التي عانت من أهوال الحرب وفظاعتها وبشاعتها. الاستمرار في الحرب يعني مزيداً من سحق أبناء الوطن واستنزاف قدرات البلاد الاقتصادية ومزيداً من الخراب في المنشاَت والثروة القومية في مناطق العمليات. ولذلك ارتفعت الأصوات بقوة منادية بضرورة إنهاء الحرب التي لا يلوح أي مستقبل لها. البداية كانت في ورشة عمل أمبو، وثم اتفاق كوكادام ومسك الختام اتفاق الميرغني- قرنق في نوفمبر 1988 . لم يكتب لهذه الاتفاق النجاح لأن شريحة صغيرة وقفت ضده وتآمرت للاستيلاء على السلطة في 30 يونيو 1989 ، تحولت إثر ذلك الأمور وأصبحت الحرب جهاداً في سبيل إعلاء كلمة الله كما يزعمون وأضحت حرباً للتطهير العرقي وأزكت نار الفتن الدينية.
    هذه صورة لطبيعة الوضع في منطقة بحر الغزال وفي بقية المناطق، كانت الأوضاع تتصاعد على نفس الوتيرة وفي تدهور مستمر. استطاع الجيش الشعبي لتحرير السودان انتزاع زمام المبادرة مرات عديدة في كل المناطق وحقق نجاحات عسكرية وألحق العديد من الهزائم بالقوات المسلحة التي كانت تعاني من نقص حاد في جميع الاحتياجات القتالية ولقد أوضح ذلك الفريق عبد الماجد حامد خليل وزير الدفاع أمام الجمعية التأسيسية ووجه بهجوم عنيف من الجبهة الإسلامية التي كانت متحمسة للحرب ومتعطشة لإهدار مزيداً من دماء الشعب السوداني في هذه الحرب وكانت تصف الأصوات المنادية بإيقاف الحرب بالطابور الخامس. أما وزير الدفاع فوصفته بأنه وزير سلام. كان الرجل على دراية بالحرب وحالة الاستعداد للقتال من ناحية الإمكانات والقدرة القتالية. ولا يشك أحد مطلقاً في أمانة الرجل ونزاهته العسكرية ومعرفته للأوضاع في الجيش، فالرجل كرس حياته العسكرية للتدريب على نطاق القوات المسلحة طيلة خدمته العسكرية ويتمتع الرجل بقدرات عالية من حيث الكفاءة ويشهد له أكاديمياً من الناحية العسكرية وحديثه جاء بمثابة حديث العراب العارف ببواطن الأمور ولم يجد سند لرؤيته للمخرج من مأزق الحرب الأهلية. أمام تهريج الجبهة الإسلامية المتعمد لإضعاف مركزه كوزير دفاع تقدم باستقالته وترك بذلك فجوة وهوة واسعة بين قيادة الجيش والقوة السياسية صاحبة القرار السياسي في استمرار هذه الحرب وهكذا وجد الفريق أول فتحي أحمد علي القائد العام نفسه في مواجهة ظروف صعبة ومستعصية وقرر دعوة القادة من رتبة عميد وما فوق للاجتماع للتشاور واتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة الموقف فكان اجتماع المذكرة وهو سيكون الحور الثالث لحديثنا القادم.

    المحور الثالث: اجتماع المذكرة 20 فبراير 1989

    وقتها كنت برتبة العقيد أ.ح. في الأكاديمية العسكرية العليا في الخرطوم وكان ينتابني إحساسا بعدم المسرة لهذا النقل من منطقة الشجرة مدرعات لهذه المؤسسة الأكاديمية العليا والتي كانت في تلك الفترة تعقد دورة في كلية الحرب مستعينة بطاقم من الضباط المعلمين من أكاديمية ناصر العسكرية العليا "المصرية" والذين كانوا يتوافدون وفقاً للبرنامج الزمني المعد لتلك الدورة الراقية، خاصة والجيش المصري قد خاض العديد من الحروب في العقود الأخيرة من القرن المنصرم ولديه تجربة وخبرة هائلة في هذا المجال والتي بالتأكيد هي معرفة تأتي من جهة متمكنة في هذا الشأن وبالتالي أضافت رصيد هائل من الخبرات لرفع كفاءة القادة القتالية كانت القوات المسلحة في امّس الحاجة لها.
    كانت الظروف السياسية والعسكرية بالصورة التي تحدثت عنها سابقاً وفي تلك الأوقات الحرجة والصعبة والمستعصية رأى حينها القائد العام الفريق أول فتحي أحمد علي دعوة الضباط من رتبة عميد فما فوق للاجتماع للتشاور والتفاكر إزاء الأوضاع المتردية في جنوب السودان بقصد توسيع دائرة المشورة لاتخاذ التدابير اللازمة التي يمكن أن تساعد على ترتيب الأوضاع بصورة مناسبة تحافظ على توازن الوضع داخل القوات المسلحة. ولابد من الحديث عن شخصية القائد العام الفريق أول فتحي أحمد علي الذي كان مسكوناً في أعماقه بحبه للوطن وشغفه الشديد بالقوات المسلحة وجهوده الرائدة لرفع الكفاءة القتالية بتقديمه للخطط الطموحة لذلك نقرأ بطاقته الشخصية:
    كان ميلاده في مدينة أم درمان، حي الملازمين في 21 مايو 1939 . تلقى تعليمه الأولي في مدرسة بيت المال و من ثم مدرسة أم درمان الأميرية الابتدائية ثم مدرسة وادي سيدنا الثانوية.
    التحق بالكلية الحربية السودانية في عام 1958 واستمر بها إلى سبتمبر 1959 . ثم التحق في سبتمبر 1959 بالكلية البحرية الامبراطورية الاثيوبية. عمل في الفترة من فبراير 1963 وإلى يناير 1965 ضابط أول أطواف بحرية ومن يناير1965 ِإلى مارس 1966 قائد قوارب أطواف ثم حضر دورة تخصص ملاحة وارشاد في المملكة المتحدة في الفترة من مارس 1966 وإلى اكتوبر 1966 . ترقى في فبراير 1967 لقائد مجموعة قوارب أطواف. عمل في الفترة من يناير 1968 وإلى يناير 1971 ضابط ركن عمليات وتدريب لقيادة القوات البحرية. في يناير 1971 وإلى اكتوبر 1973 عمل قائد لمدرسة القوات البحرية. حضر دورة قادة وأركان بكلية القادة والأركان بأم درمان وبعدها في عام 1974 حضر نفس الدورة بكلية القادة والأركان بكامبرلي بالمملكة المتحدة. عاد بعدها ليعمل معلماً بكلية القادة الأركان بأم درمان في الفترة من اكتوبر 1974 إلى سبتمبر 1976. حضر في الفترة من اكتوبر 1974 إلى سبتمبر 1976 دورة كلية الأركان المشتركة بالعراق وعند عودته عمل مديراً لمكتب وزير الدفاع والقائد العام وقتها الفريق عبد الماجد حامل خليل. في الفترة من يناير 1981 إلى مايو 1983 عين ملحقاً عسكريا بحرياً وجوياً بسفارة السودان بالولايات المتحدة الامريكية ومنها عاد ليعمل قائداً لقاعدة فلامنجو البحرية في الفترة من مايو 1983 إلى يناير 1984.
    حضر دورة كلية الدفاع الوطني بالاكاديمية العسكرية العليا بالخرطوم وعند تخرجه واصل قيادته لقاعدة فلامنجو البحرية حتى سبتمبر 1985 حيث تم اختياره لرئاسة الأركان بالقوات البحرية السودانية واستمر في هذا المنصب إلى أن تقلد منصب قائد القوات البحرية وقائداً لمنطقة البحر الأحمر من ديسمبر 1986 حتى يوليو 1988 .
    الكفاءة والأمانة والنزاهة والحنكة والثقافة والأداء المميز في مجال العمل والتأهيل والقدرات أهلت الفريق أول فتحي أحمد علي للصعود لمنصب القائد العام وكان اختياراً موفقاً للسيد وزير الدفاع وقتها الفريق عبد الماجد حامد خليل. كان الفريق فتحي أحمد علي شخصية فذه ومرموقة بين أقرانه وتميز بالبساطة وسماحة أهل السودان والنظرة الثاقبة والتفكير العلمي و الموضوعي. كان يتعامل مع رفاق السلاح بثقة عالية جداً وحسن نية. هذا قد كلفه الكثير في حياته عندما عمل قائداً ووقع على مذكرة فبراير الشهيرة ورغم أي انتقادات يمكن أن توجه لتلك الخطوة التي صارت غطاءً لانقلاب الجبهة الإسلامية القومية في يونيو 1989 . إلا أنه تعامل معها فقط كأداة للتعبير عن حالة الضيق، بينما رفض ضغوطاً عديدة عليه للتفكير في تدبير انقلاب. لقد رفض باقتناع فكري ونفسي كامل قيادة انقلاب عسكري كان الرأي العام الشعبي قد صار مستعداً لتقبله بعد سنوات مترعة بالخيبة والاحباط. لقد أشار لذلك الأستاذ التجاني الطيب في مقدمة الكتاب الذي قمت بإعداده عنه. لقد ذكر الأستاذ التجاني أنه ناقشه في ذلك أكثر من مرة وكان يرد عليه وابتسامة مريرة تطل من وجهه الصبوح بأنه لو عاد التاريخ القهقرى لاختار أن يعمل على سد الثغرات التي صاحبت تقديم المذكرة لا القيام بانقلاب كان وما زال يرفضه. لقد كان الفريق أول رجلاً مثالياً متواضعاً يتطلع لوحدة السودان وكان على قناعة تامة بضرورة إيقاف الحرب الأهلية في جنوب السودان. في يونيو 1989 قاوم انقلاب الجبهة الإسلامية القومية وتعرض للاعتقال. في 26 سبتمبر 1990 أعلن تأسيس القيادة الشرعية وكانت سابقة أولى ورائدة بانضمام قيادة الجيش للمعارضة. في يونيو 1995 في اسمرا في مؤتمر القضايا المصيرية انتخب نائباً لرئيس التجمع ومسئولاً عن الأمانة العسكرية.
    قام بأول زيارة للوطن بعد تكوين القيادة الشرعية لمنطقة اسوكي غرب توريت حيث التقى مع قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان في الفترة من 21 وإلى 23 ديسمبر 1990 واَخر زيارة لمنطقة ياي في الفترة من 5 وإلى 12 أبريل 1997 لأسرى القوات المسلحة لد ى الحركة الشعبية. وعاد بعدها للترحال الأخير في رحاب الله في 28 أبريل 1997 .
    لقد مات البطل واقفاً و شهيداً في معركة الحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية وهي ميته تقوم مقامة النصر إذا فاته النصر كما يقول المتنبي. إن ذكراه ستبقى مضيئة وعطرة. هذه بطاقة الراحل الحبيب الفريق أول فتحي أحمد علي الذي تعرض لكثير من الأذى من رفاق السلاح بعد مذكرة فبراير الشهيرة ورغم اداء القسم القاموس تم الانقلاب وفي الخارج تعرض ايضاً للكثير من الأذى من رفاق سلاحه وساتعرض لذلك لاحقاً.
    كان اجتماع 20 فبراير 1989 للضباط من رتبة عميد فما فوق، ولم اكن أنا ضمن المدعوين للاجتماع. أما دفعتي مؤلف الكتاب فقد عرف طريقه للاجتماع بحكم تواجده في مكتب القائد العام كضابط مساعد لمدير مكتب دفعتنا العميد الركن بحري سيد الحسيني وهذا يعني أن وجوده في ذلك الاجتماع لم يكن مشروعاً ولكن درجت العادة منذ عهد مايو على وجود بعض الضباط في اجتماعات يكونون غير مدعوين لها. غير أن التحضير للاجتماع وما يتطلبه من توفير للحماية يعطي فرصة لهم للتواجد و بفضول في الاجتماع. لكن جرت العادة في كل جيوش العالم وعندما يبدأ الاجتماع يبادر الضباط الغير معنيين بالانسحاب من الاجتماع. تحدث المؤلف بكثير من الإسهاب عن مشاركته في ذلك الاجتماع وهو أصلاً بحكم رتبته في ذلك الوقت لم يكن ضمن المدعوين لذلك الاجتماع وكانت الأمانة تقتضي منه أن يذكر ذلك عند التوثيق لهذا الحدث الذي أوجدته ظروف عمله داخل ذلك الاجتماع. قدم تسجيله للتاريخ بعدم أمانة وموضوعية ودقة ولإبراز جوانب مشرقة في شخصيته ولقد تحدثت في ذلك للفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس هيئة الأركان عمليات وقد كان موجوداً في ذلك الاجتماع. وفي رأي لمصلحة القارئ سأترك المجال للحديث عن اجتماع المذكرة للفريق عبد الرحمن سعيد الذي حضر الاجتماع. اتصلت به للإدلاء بشهادته عن هذا الحدث وسعادة الفريق له المقدرة النافذة والذاكرة الحاضرة الثاقبة والشفافية العالية لتقديم هذا الحدث بصورة واقعية وموضوعية ودقيقة ستكون بالتأكيد معلماً بارزاً لتغطية هذا الحدث المهم في تاريخ قوات المسلحة السودانية. ومعروف أن المذكرة قد سبقتها العديد من المذكرات التي أرسلت لرئيس وزراء السودان السيد الصادق المهدي الذي لم يكن يستمع للرأي الآخر حول مستوى أدائه في السلطة في ذلك الوقت ولم يكن يعطي اهتمام لأصوات الإنذار المبكر لحالة التردي الذي وصلت إليه البلاد. أتوقع أن يصلني من سعادة الفريق عرضاً راقياً وشيقاً عن هذا الشأن كعادته دوماّ في العطاء في إتقان يغطي بإسهاب كل صغيرة وكبيرة متعلقة بهذا الجانب.

    نواصل....

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

07-30-2004, 09:27 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي الجزء الثاني من المحور الثالث لوقفته السادسة حول كتاب الجيش السوداني والسياسة، نأمل أن تنال اهتمامكم و متابعتكم.

    جمال الدين بلال

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)

    الوقفة السادسة: مذكرة القوات المسلحة 20 فبراير 1989
    المحور الثالث: اجتماع المذكرة 20 فبراير 1989

    لظروف متعلقة بتحرك سعادة الفريق عبد الرحمن سعيد لاسمرا للمشاركة في اجتماعات التجمع الوطني الديمقراطي لم يتمكن من ارسال شهادته فيما يتعلق باجتماع المذكرة ولقد توجهت إليه بالعديد من الأسئلة في هذا الجانب وسيصلني مه كتابة ما يوضح ذلك لذا رأيت عدم تقديم ملخص لما دار معه واكتفي بإبراز بعض الجوانب من ذلك ومنها تأكيداً لعد الاتصال بالاَخرين لتنشيط الذاكرة لم يبذل المؤلف جهداً ليقدم للقارئ اسم الضابط الذي اقترح تقديم مذكرة تحوي مطالب القوات المسلحة وفقاً لمنطوق المادة "115" من دستور السودان الانتقالي للعام 1985 واشار لمنصبه فقط وهو مدير فرع القضاء العسكري والقارئ بالتأكيد يحتاج لمعرفة الأسماء التي تسهم في صناعة مجريات الأحداث المهمة في تاريخ بلاده فصاحب اقتراح تقديم المذكرة كان اللواء حقوقي محي الدين إبراهيم من مواليد مدينة أم درمان العاصمة الوطنية للسودان كما أشار سعادة الفريق عبد الرحمن سعيد وأوضح لي في حديثه بأن هناك أسماء عديدة أخرى كانت في لجنة صياغة المذكرة لم يذكرهم الكاتب وأوضح لي أن لجنة صياغة المذكرة كانت من الأتية أسماءهم:
    1- اللواء الركن عثمان خضر قائد سلاح الاشارة
    2- اللواء الركن أمين السيد أبوشوك مدير الاكاديمية العسكرية العليا
    3- اللواء حقوقي محي الدين إبراهيم مدير فرع القضاء العسكري
    4- اللواء الركن أبو القاسم إبراهيم قائد سلاح النقل التمويين
    5- اللواء الركن حسان عبد الرحمن قائد متحرك بور
    6- اللواء الركن أبراهيم سليمان مدير شئون الضباط
    7- العميد الركن محمد عثمان مالك مدير التوجيه المعنوي
    8- العميد الركن عز الدين الحلو نائب مدير الاستخبارات العسكرية
    9- العميد الركن سيد الحسيني مدير مكتب القائد العام
    أما اللجنة حسب ما جاء في كتاب أبوغسان تتكون من الأتية أسماءهم.
    1- اللواء الركن عثمان خضر قائد سلاح الاشارة رئيساً
    2- اللواء الركن امين السيد أبو شوك مدير الأكاديمية العسكرية العليا
    3- العميد الركن محمد عثمان مالك مدير التوجيه المعنوي
    4- العميد الركن عز الدين الحلو نائب مدير الاستخبارات العسكرية
    5- العميد الركن سيد الحسيني مدير مكتب القائد العام
    6- العميد الركن عصام الدين ميرغني مكتب القائد العام-عمليات
    بالمقارنة نجد أن أبو غسان استبعد أربعة من اللجنة ولا أعتقد أن العقيد الركن عصام الدين ميرغني كان ضمن أعضاء اللجنة المذكورة لأن الاجتماع أساساً كان للضباط من رتبة عميد وما فوق إلا أذا اعتبرنا أن وجوده كان حالة استثنائية في هذا الاجتماع وبالتالي يعتبر اشتراكه في لجنة صياغة المذكرة ضرورة ملحة لوجوده في هذا الاجتماع الذي بالتأكيد أوجده تزامن ظروف عمله في مكتب القائد العام كمساعد لمدير المكتب العميد سيد الحسيني. ولإجلاء حقيقة هذا الأمر، ننتظر وصول تفاصيل اجتماع المذكرة من سعادة الفريق عبد الرحمن سعيد.


    لقد كان لي اتصال اَخر مع سعادة الفريق محمد زين العابدين، لقد اعتدت التحدث إليه في العديد من المواضيع وسعادته من القادة الذين اتيحت لهم الفرص المتكررة بحكم عطائهم المثمر في مجال العمل العسكري للتأهيل الراقي في شتى المعاهد العسكرية على النهج العسكري الشرقي والغربي وهو من القادة المشهود لهم بالكفاءة المتميزة في مجال عمله في شتى المواقع التي عمل بها إلى أن وصل لمنصبه الحالي. لقد عمل في كل الوظائف من" قيادة وتدريب وأركان" وله بصمات واضحة في كل المواقع العسكرية التي عمل بها. كان يشغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان/إدارة وله خرات واسعة ومعرفة علمية غنية على نطاق الجيش في اطار المستويات المختلفة للعمل العسكري. في وقت اجتماع المذكرة كان في مأمورية متعلقة بالعمل خارج البلاد في الصين ومع ذلك تقدمت له بثلاثة أسئلة على النحو التالي:



    نواصل.....
    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

08-09-2004, 05:55 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    الأعزاء،

    بكري الجاك
    بكري أبوبكر
    أبو اَمنه

    لكم الشكر، فهذا مجهود كبير يقوم به الأخ العميد عبد الرحمن خوجلي
    وزملائه من العسكريين لتوثيق بعض من تاريخنا السياسي والعسكري.
    التحية لهم والتقدير.

    الشكر لك يا د. بكري ولاهتمامك بكل المواضيع التي تؤسس لبناء
    موسوعة تاريخية سودانية في زمن يشهد بداية تحطم مشروع الدولة
    السودانية الموحدة.

    يا أبو اَمنه، انعشت الذكريات برجوعك لكتاب الكاتب الكبير
    حسن نجيلة وذكرياته في البادية أو ربما لمحات من المجتمع
    السوداني والله أعلم.

    يا بكري الجاك أعلم أن لديك الكثير، نرجو أن لا تبخل به
    لأثراء النقاش في هذا الموضوع.

    وأخيراً، أرجو أن تقبلوا عذري في عدم التمكن من الاستجابة
    السريعة، نحن جيل لم نعتاد على الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة
    الكمبيوتر واذا فعلناها فللضرورة القصوى أو لطلب الرزق أحياناً

    لكم مرة أخرى شكري وتقديري وتحيات العميد الركن عبد الرحمن خوجلي.

    جمال الدين بلال
                  

08-11-2004, 03:23 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي الجزء الثالث من المحور الثالث لوقفته السادسة حول كتاب الجيش السوداني والسياسة، نأمل أن تنال اهتمامكم و متابعتكم.

    جمال الدين بلال

    وقفات مع كتاب الجيش السوداني والسياسة للكاتب عصام الدين ميرغني (أبو غسان)
    الوقفة السادسة: مذكرة القوات المسلحة 20 فبراير 1989
    المحور الثالث: اجتماع المذكرة 20 فبراير 1989

    لقد كان لي اتصال اَخر مع سعادة الفريق محمد زين العابدين، لقد اعتدت التحدث إليه في العديد من المواضيع وسعادته من القادة الذين اتيحت لهم الفرص المتكررة بحكم عطائهم المثمر في مجال العمل العسكري للتأهيل الراقي في شتى المعاهد العسكرية على النهج العسكري الشرقي والغربي وهو من القادة المشهود لهم بالكفاءة المتميزة في مجال عمله في شتى المواقع التي عمل بها إلى أن وصل لمنصبه الحالي. لقد عمل في كل الوظائف من" قيادة وتدريب وأركان" وله بصمات واضحة في كل المواقع العسكرية التي عمل بها. كان يشغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان/إدارة وله خبرات واسعة ومعرفة علمية غنية على نطاق الجيش في اطار المستويات المختلفة للعمل العسكري. في وقت اجتماع المذكرة كان في مأمورية متعلقة بالعمل خارج البلاد في الصين ومع ذلك تقدمت له بثلاثة أسئلة على النحو التالي:
    س1 : أشار العميد الركن عصام الدين ميرغني في كتابه ص 190 " كنت أعمل اَنذاك في مكتب
    القائد العام مسئولاً عن العمليات والأمن وهي وظيفة استحتدثها الفريق أول فتحي أحمد علي
    وتم تعييني فيها لأقوم بمهام....الخ"
    بحكم منصبك كنائب إدارة ومسئولاً عن التنظيم، هل فعلاً استحدث الفريق أول فتحي هذا
    المنصب في مكتبه للعقيد أ.ح. عصام الدين ميرغني وتم التصديق عليه تنظيمياً.

    س2: ذكر المؤلف ص 189: " نتيجة للتردي في مناطق العمليات بالجنوب في الثامن عشر من
    فبراير 1989 كان الوجوم يخيم على هيئة قيادة القوات المسلحة بعد أن عجزت عن التنسيق
    وخلق روح الفريق المتجانس مع الحكومة المدنية المنتخبة والتي سميت بحكومة الوفاق
    الوطني....الخ"
    في رأي أن الوصف تنقصه الدقة والرؤية الصحيحة لانعكاس الأحداث وتأثيرها وأنه غير واقعي
    ولا يتناسب مع طبيعة الظرف المذكور. وفي رأي أن الأحداث في العمليات أي كان نوعها تتغير
    دوماً وفقاً لمعطيات مجريات العمليات التي تأتي فيها كل الاحتمالات من نصر وهزيمة ويتم
    التدريب في ظروف السلم وفقاً لذلك وهي لا تترك أي نوع من الوجوم على القادة. وكل الجيوش في
    العالم أثناء سير المعارك الحربية تعرضت لنكسات وهزائم والقادة في أغلب الاحيان
    يواجهون الموقف بما يتطلبه من عمل لاحتواء الموقف وتجاوزه للأفضل في ثقة ورباطة جأش
    تتناسب وحجم المسئولية الملقاة على عاتقهم إلا في بعض الحالات التي قد يكون هناك بعض
    القادة دون مستوى مواجهة الأحداث وهؤلاء لا يعتبرون مقياس ويتم اقصاءهم من مواقع
    المسئولية.

    س3 : ذكر أبو غسان ص 183 : " كان واضحاً أن الطاقم الجديد الذي أصبح في هيئة القيادة
    يفتقد للكثير من الخبرات التي تتطلبها تلك المرحلة الحاسمة من الحرب في جنوب السودان
    ولكن لم يكن هناك أحسن مما كان، فالقوات المسلحة أصبحت فقيرة في القيادات المتمرسة
    بعد أعوام مايو الستة عشر... الخ."
    بوصفك كنت النائب إدارة، ما رأيك في هذا التعليق الذي في رأي جاء منافياً للواقع المعروف
    عسكرياً بعد انهيار نظام مايو؟

    لقد وصلتني الافادة الأتية من سعادة الفريق (م) محمد زين العابدين محمد حمد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخي العزيز عبد الرحمن خوجلي، أشكركم على اتصالكم للسؤال وللتفاكر فلك كل التقدير والشكر الخالص
    ج1 : فيما يختص بسؤالك عن ما ذكره الأخ العميد (م) عصام ميرغني فيما يختص بتعيينه بمكتب
    القائد العام أو ما ذكره عن هيئة القيادة أود أن أفيدك بالأتي:
    لم يتم اضافة وظيفة للتنظيم المصدق للقوات المسلحة وذلك حسب ذاكرتي والله أعلم، ولكن
    للقائد الحق في تكليف أحد الضباط لأي مهمة داخل مكتبه أو للقيام بأي مهمة في المكان الذي
    يراه مناسباً

    ج2 : عن سؤالك عم مدى صحة الوجوم الذي خيم على هيئة القيادة في يوم 18 فبراير كما ذكر
    العميد عصام ميرغني. كنت في هذا اليوم في مأمورية خارج السودان وكنت ضمن وفد
    من المفروض أن يسافر برئاسة الفريق عبد الماجد حامد خليل ولكن الوزير تقدم باستقالته
    في هذا اليوم الذي ذكره العميد عصام ميرغني ويعني ذلك وجود فراغ، فالوزير هو حلقة
    الوصل بين القيادة والحكومة ويعتبر بمثابة القيادة السياسية للقوات المسلحة.
    بعدسقوط الناصر حدثت مواجهات في مجلس الوزراء وفي الاجتماع المشترك بين مجلس الأمن القومي
    وهيئة القيادة حدثت مواجهات أيضاً ويتلخص ذلك في مسئولية سقوط الناصر، هل حدث سقوط
    الناصر لأسباب عسكرية أم أن ما حدث يرجع للنقص في الأسلحة والمعدات والزخائر أي
    مسئولية الحكومة. الواقع أن الظروف السائدة كانت غير طبيعية وذلك يرجع للتصعيد الذي حدث
    بين الحكومة وقيادة القوات المسلحة وهو شئ غير مألوف ولا يحدث في العادة بالرغم من أن
    الظروف لم تكن طبيعية، أما عن هيئة القيادة فمن غير اللائق أن أخوض في هذا الأمر وفي الواقع
    هم ضباط برتب كبيرة ولهم تخصصات رفيعة وتأهيل في مجالات مختلفة. يجب أن نفرق بين هيئة
    الأركان وهيئة القيادة العامة، فهيئة الأركان تتكون من رئيس الأركان ونوابه للعمليات والإدارة
    والإمداد و هيئة القيادة يضاف لهيئة الأركان قائد الطيران والبحرية والدفاع الجوي وتستدعى
    للاجتماع عند الضرورة فقط.

    ج3 : بالنسبة للتدريب في عهد مايو فأعتقد أن هذه الفترة شهدت طفرة من حيث التنظيم والتسليح
    ارتفع التنظيم إلى مستوى اللواء ثم الفرقة أسوة بالجيوش الحديثة الأخرى كما فتحت كل
    الدول مدارسهاالعسكرية لتدريب الضباط بحجم كبير خاصة في الولايات المتحدة، الاتحاد
    السوفييتن والمانيا، الهند وباكستان وكل الدول العربية خاصة مصر- العراق- الأردن وعلى
    سبيل المثال فأن العقيد جون قرنق ابتعثه فرع التدريب العسكري لنيل درجة الدكتوراه من
    أمريكا غيره مئات في التخصصات الفنية والأكاديمية كما تضاعف حجم الأسلحة المختلفة وسلاح
    الطيران وأدخلت طائرات النقل كالهيركيوليز والبافلو اضافة للطائرات المقاتلة الأمريكية
    والصينية والميج 21 والهيلوكبتر والذي لم يستخدم من قبل. بعض الأسلحة توسعت في ظرف عشرة
    سنوات ليبلغ حجمها أكثر من عشرين ضعف كالمدفعية وقد ساعد في نمو القوات المسلحة
    القبول العالمي الذي حظى به النظام وذلك ليس انحيازاً لنظام مايو إلا أننا نتحدث بالأرقام
    ولا اتعرض هنا للجوانب السياسية كما وأن احلال السلام في جنوب السودان كان له أثره
    الكبير في تطبيع العلاقات مع العديد من الدول حتى في خلال الحرب الباردة بالرغم من
    انحياز نميري للغرب بقيادة الولايات المتحدة وفي وقت واحد كنت تجد خبراء بأعداد كبيرة
    من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين. يجب أن ندرك أن العالم تغير كثيراً اليوم،
    فعالم الستينات والسبعينات قد ولى إلى غير رجعة وظهرت تحالفات و محاور جديدة بعد الحرب
    االباردة وحلت العولمة بخيرها وشرها وكذلك ظهرت المواجهات الدينية والاثنية ولم يعد التعاون
    بدرجة من السهولة والتاريخ لن يعيد نفسه. ما سردته لا يدخل في دائرة الانحياز لأحد فأنت
    والأخ عصام تربطني بكم علاقات وطيدة ونرجو أن ندير الحوار بهدوء وموضوعية وأرجو
    أن تقفوا جنباً إلى جنب ذوداً عن سوداننا وهو في أمس الحوجة لفكركم ولسواعدكم الفتية ولكما
    ولكل رفاق السلاح كل والود والتقدير.

    فريق معاش
    محمد زين العابدين محمد حمد
    نائب رئيس هئية الأركان الأسبق

    اجابات سعادة الفريق أعلاه أكدت صحة ما أبرزته في الوقفة الأولى بأن الكاتب لا يلتزم الموضوعية والأمانة والدقة في كتاباته للتوثيق.

    نواصل المحور الثالث لاحقاً

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

08-23-2004, 05:54 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    طلب العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي اجراء تعديل في عنوان فرعي لوقفته السادسة حول كتاب الجيش السوداني والسياسة بحيث يقرأ المحور الثالث بدلاً عن المحور الرابع و هذا ما لزم التنويه له.

    جمال الدين بلال

    الوقفة السادسة: مذكرة القوات المسلحة 20 فبراير 1989
    المحور الثالث: استقالة وزير الدفاع الفريق عبد الماجد حامد خليل 18 فبراير 1989

    "هذه الاستقالة كانت كارثة سياسية أضرت كثيراً بالسودان"

    لابد لي من الحديث عن الفريق عبد الماجد حامد خليل الذي عرف طيلة خدمته العسكرية بأنه كان جندياً محترفاً، تركز جل اهتماماته للتحديث والتطوير والتخطيط والتدريب للقطاعات العسكرية فبذل في هذا المجال جهداً كبيراً جعله ضابطاً متميز العطاء على نطاق الجيش وبالتأكيد يعتبر شخصية استثنائية من ناحية القدرات العسكرية والكفاءة والمعرفة بين أقرانه من الضباط. كانت أقصى طموحاته في الحياة أن يتدرج في سلم الوظيفة التي اختارها لقناعات راسخة إلى اقصى مدى فيها. مع ذلك، حدث تحول كبير في حياته إلى مجال السياسة في أعلى مراتبها عندما قبل في عام 1979 أن يكون خلفاً للرائد أبو القاسم محمد ابراهيم النائب الأول لرئيس الجمهورية. المعروف أن الرائد أبو القاسم محسوب على تيار القوميين العرب وكان له توجهات اشتراكية. حدث في ذلك
    الوقت أن استبعد جعفر نميري أبو القاسم محمد ابراهيم من منصبه باعتباره كان معوقاً لمسار المصالحة الوطنية والتي في رأي واعتقادي وتقديري السياسي كانت مصالحة يمينية بحتة ولم يشارك فيها الراحل الشريف حسين الهندي الذي كان يعتبر العمود الفقري للجبهة الوطنية والدينمو المحرك لها وبالتأكيد له قناعات راسخة دفعته لعدم المشاركة في هذه المصالحة. تأتي على رأس هذا الأسباب جرائم نظام مايو المتعلقة بارتكاب عدة مجازر دموية في تصفية الخصوم السياسيين وشرعاً الدم ليس فيه عفو إلا لاصحاب الدم. في ذلك الوقت قبل عبد الماجد الدخول في معترك السياسة في صدارة المسئولية السياسية وبالتالي يكون تصنيف الضباط الأحرار المستنيرين سياسياً في الستينات بأن أفكاره تميل وتتعاطف مع تيار اليمين السياسي في السودان صحيحاً.
    في ذلك الوقت الذي تقلد فيه عبد الماجد لمسئولية السياسية الكاملة ومتعددة الجوانب، كان الفساد مستشرياً والأزمة الاقتصادية في ذروتها، استمر في أداء مهامة حتى عام 1982. طيلة تلك الفترة، عمت المظاهرات ضد النظام كل أنحاء السودان وفي طليعتها الحركة الطلابية. لمعالجة الموقف السياسي والاقتصادي المتردي، انصب الاهتمام في السعي لمخارج من عنق الأزمة التي كانت تعصف بالنظام في عدة محاور. فكان اجتماع قيادات الجيش التنويري والذي تحدث فيه قادة الجيش باسهاب عن الفساد المستشري في الدولة بالتفصيل مع تحديد الأسماء المشبوهة وكان على رأس المنتفعين والفاسدين أقرب الناس لجعفر نميري. أولاً، شقيقه مصطفى نميري وجمعيته التعاونية
    " ود نميري". ثانياً، مستشاره بهاء الدين أحمد إدريس. في ذلك الاجتماع المهيب، كان رأي الصفوة من الضباط اعتقال جعفر نميري واستلام السلطة السياسية في البلاد لأنه رجل غير موثوق به ويبحث دوماً عن أكباش فداء لأخطائه الفادحة وكان هذا رأي بعض القادة العارفين طباع هذا الرجل الطاغية المستبد بالرأي. كان في طليعةهؤلاء العميد أ.ح. أبو بكر محمد المبارك ولقد سبق الاصطدام به عندما كان معلماً بمدرسة المشاة بجبيت والعميد اسحق محمد ابراهيم وغيرهم، لم يتجاوب الفريق عبد الماجد مع هذه التوجهات فكان لا يحبذ هذه الأفكار ويرى أن يتم توجيه النقد لاصلاح مسار الحركة السياسية وأن ذلك يكون كافيا لانقاذ الموقف المتردي سياسياً نتيجة للأزمة الاقتصادية والفساد المستشري في الدولة. كانت النتجية خسارة فادحة للقوات المسلحة السودانية وللسودان الوطن، فتم اعفاء عبد الماجد حامد خليل من مناصبه السياسية كنائب أول لرئيس الجمهورية ورئيس الاتحاد الاشتراكي ووزير الدفاع والقائد العام. كما تم اعفاء واحد وعشرين ضابط من خيرة الضباط السودانيين في معركة المواجهة مع جعفر نميري. يعتبر ما جرى في ذلك اليوم مؤشر واضح لعجز الفريق عبد الماجد وفقدانه للجرأة والرؤيا السياسية الواضحة وعدم القدرة على اتخاذ القرار الملائم لمواصلة المسار لتحقيق الغايات المنشودة لانقاذ الموقف السياسي في البلاد.
    أردت في ايجاز تقديم الملف السياسي الذي استهل به الفريق عبد الماجد حياته السياسية كنائب لرئيس الجمهورية في عهد مايو 1972-1982 . فهذا هو الاعتقاد السائد في الجيش في ذلك الوقت والشارع السياسي السوداني. كتب عن ذلك الدكتور منصور خالد في كتابه النخبة السودانية وادمان الفشل، الجزء الأول، عسكرت الحكم (ص 575-607) وكتب اَخرون غيره على هذا النحو. انصافاً للحق وللنظر إليه من زاويا مختلفة، اتصلت بسعادة العميد محمد أحمد الريح وكان قريباً من موقع الأحداث في المحمولة جواً ورجوته شاكراً أن يقدم بالتفصيل شهادته في هذا الشأن.

    نواصل المحور الرابع لاحقاً

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي

    (عدل بواسطة ELTOM on 09-22-2004, 07:09 PM)

                  

09-22-2004, 07:27 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    نعود،
    نأسف لفترة انقطاع اضطرارية. المادة التي أرسلها العميد أ.ح. عبد الرجمن خوجلي موجودة وجاهزة للنشر. نعد بارسالها في أقرب وقت. ولكم تحياتي.

    جمال الدين بلال
                  

09-24-2004, 01:49 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي الجزء التاني من المحور الثالث لوقفته السادسة حول كتاب الجيش السوداني والسياسة، نأمل أن تنال اهتمامكم و متابعتكم.

    جمال الدين بلال

    الوقفة السادسة: مذكرة القوات المسلحة 20 فبراير 1989
    المحور : استقالة وزير الدفاع الفريق عبد الماجد حامد خليل 18 فبراير 1989

    كتب أبو غسان في اطناب شديد عن الفريق عبد الماجد حامد خليل عند قبوله التكليف لتصريف أعباء وزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني أشار أولاً لذلك في (ص175) " كان المؤشر الايجابي في تلك الحكومة هو تعيين الفريق (م) عبد الماجد حامد خليل كوزير للدفاع، فيو رجل مستقل وشخصية لها احترامها وتقديرها بين القوى السياسية ومن القوات المسلحة السودانية....الخ ". وأشار أيضاً (183) " كان أبرز ما ظهر فيها (يقصد حكومة الوفاق الوطني) اختيار الفريق عبد الماجد حامد وزيراً للدفاع لاقى تعيين الفريق عبد الماجد حامد خليل قبولاً واسعاً من القوات المسلحة الغارقة في مستنقع الحرب الخاسرة...الخ"
    حكومة الوفاق الوطني كما أسماها رئيس وزراء السودان وقتها السيد الصادق المهدي في واقع الأمر، هي في رأي، حكومة وفاق يميني، وبالتالي للمرة الثانية في حياته السياسية يقبل التكليف للعمل في حكومة توجهها السياسي يميني، تضم الجبهة الاسلامية القومية التي تمثل تيار التأسلم السياسي في البلاد وتمثل أقصى اليمين السياسي في السودان. إذن الرجل ليس مستقل كما أشلر إلى ذلك العميد أ.ح. عصام الدين ميرغني طه وسيظل محسوباً على اليمين السياسي وفقاً لرؤية القوى المستنيرة من الضباط في ستينات القرن المنصرم. وصف المؤلف بأن الحكومة ضمت كل التناقضات السياسية عدا الحزب الشيوعي السوداني والواقع بتكوين تلك الحكومة، كان الصادق المهدي قد ابتعد كثيراً عن شعارات الانتفاضة التي اكتسح بها الانتخابات وافسحت المجال أمامه ليكون رئيس لوزراء حكومة السودان.
    فهل كان الفريق (م) عبد الماجد حامد خليل في مستوى التحديات في تلك الفترة والتي سمتها الأساسية الابتزاز والتهريج السياسي الذي تمارسه الجبهة الإسلامية القومية ضد خصومها في الرأي السياسي؟ هذا ما سنجيب عليه لاحقاً.
    كان الفريق عبد الماجد خليل يمثل الصلة السياسية بين القيادة العامة والسلطة السياسية في البلاد في وقت كانت فيه الأوضاع السياسية في الجنوب في تدهور مستمر منذ أن تفجر الموقف الأمني في جنوب البلاد في 15 مايو 1983 بقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان. لقد تطرقت لذلك سابقاً. في ظل هذه المعطيات الجديدة، اختار الفريق عبد الماجد حامد خليل أن يكون مع توجهات السلام والتي كانت بالتأكيد تمثل التيار الغالب من الشعب السوداني بعد اتفاقية الميرغني قرنق في نوفمبر 1988 . قناعة الفريق عبد الماجد في هذا الموقف بالتأكيد كانت نتاج معرفة تامة بطبيعة الأوضاع العسكرية في الجنوب بالإضافة لمعرفته بتفاصيل النقص الحاد الذي تواجهه القوات المسلحة في جميع احتياجاتها الأساسية لاحتواء الموقف الأمني في الجنوب عسكرياً والشيء الأساسي أن القضية مسار الخلاف في جنوب البلاد هي في طبيعتها وجوهرها مشكلة سياسية وتحتاج لجهود سياسية مدخلها الحقيقي السلام. كان عبد الماجد حامد خليل يدرك جيداً أن السياسة الخارجية التي كانت تنتهجها الدولة تعتبر عائقاً أساسياً في عدم إيجاد العون العسكري أي عون عسكري خارجي لسد النقص فيما تحتاجه القوات المسلحة، فالرجل كان ملماً ومدركاً لحقيقة الأوضاع وتحدث في هذا الشأن حديث العارف المتمكن والمدرك لبواطن الأمور من جميع النواحي. تحدث بالتفصيل في أروقة الجمعية التأسيسية وجاء حديثه شاملاً ومفصلاً. في أحد جلسات مجلس الوزراء في فبراير 1988 تقدم باحتياجات القوات المسلحة من أسلحة وذخائر ومعدات وأشار لرفض عدد من الدول العربية عن تقديم أي عون عسكري للسودان وتطرق لأهمية دعم توجه اتفاق السلام وأهمية خلق علاقات خارجية متوازنة تسمح بتوفير المساعدات اللازمة للقوات المسلحة. عقب على ذلك الدكتور حسن الترابي في سخرية مبالغ فيها قائلا أنهم آخر ما كانوا ينتظرونه من وزير الدفاع الحديث عن السلام، فإذا كان وزير الدفاع داعية للسلام، فماذا يفعل وزير وزارة السلام وطلب منه عدم تكرار الحديث عن السلام وأن يتفرغ لمهامه كوزير دفاع ويترك موضوع الحديث عن السلام للآخرين. في رأي كان لابد للفريق عبد الماجد ألا يسمح بمرور هذا الموقف الذي كان فيه كثيراً من التجني والجنوح، كان عليه زجر الدكتور حسن الترابي وتلقينه درساً رداً على سخريته ووقاحته لأنه أي ،الفريق عبد الماجد، كان يتحدث عن موضوع هو أعلم الناس به وأن المخرج الحقيقي منه يكمن في تحقيق السلام وأن هذا الموقف يعتبر شرف له ومن حقه أن يعتز به. ما طرحه الفريق عبد الماجد ليس حكراً على أحد وهو قد عبر عن وجهة نظره بقناعة تامة. ولا يقبل النصح الذي جاء في غير موضعه من الترابي أو غيره، وأنه سيمضي في هذا الاتجاه للنهاية لأنه يمثل الخيار الأمثل للسودان ويمثل رغبة غالبية أهل السودان وهو التحدي الأساسي لصيانة السودان ووحدته واستقراره السياسي.

    نواصل المحور الثالث لاحقاً

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي

    (عدل بواسطة ELTOM on 09-24-2004, 02:52 PM)

                  

10-07-2004, 09:47 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي الجزء الثالث من المحور الرابع لوقفته السادسة حول كتاب الجيش السوداني والسياسة، نأمل أن تنال اهتمامكم و متابعتكم.

    جمال الدين بلال

    الوقفة السادسة: مذكرة القوات المسلحة 20 فبراير 1989
    المحور الرابع: استقالة وزير الدفاع الفريق عبد الماجد حامد خليل 18 فبراير 1989

    شنت الجبهة الاسلامية القومية هجوماً لاذعاً ساخراً على سعادة الفريق لتعبيره عن رأية في دعم مشروع السلام وكان مقرراً له أن يتوجه للصين في مأمورية ولكنه تقدم باستقالته من وزارة الدفاع في 18 فبراير 1989 نتيجة للضغوط التي مارستها الجبهة الاسلامية في صحفها أسماها المؤلف
    " أبو غسان" ابتزاز الجبهة الاسلامية وتهريجها السياسي والتي اعتادت على مواجهة خصومها به بقصد ارباكهم والاساءة إليهم وهزيمتهم واضعاف عزيمتهم، سمى ذلك بأنه "اعلام غير مهذب"، كأنه لا يدرك بالرغم من أنه ذكر في مقدمة كتابه بأنه باشر العمل السياسي والعسكري لفترة امتدت أربعين عاماً (ص 11). فهذا هو أسلوب الجبهة ومسمياتها الأخرى في مواجهة الخصوم واستخدام القوة والعنف بكل خشونة اذا لزم الأمر، لقد أطلقوا نيران الذخيرة الحية على منزل السيد محمد عثمان الميرغني ليلاً عند عزمه للتوجه للحوار مع قرنق في أثيوبيا ورغماً عن ذلك الانذار المبكر بالتصفية الجسدية، توجه السيد محمد عثمان الميرغني لأديس أبابا في ذلك المساء وعاد مظفراً باتفاق السلام في نوفمبر 1988 .
    تقدم الفريق عبد الماجد باستقالته رغم أن هناك وساطات عديدة تدخلت لإثنائه عن عزمه هذا، كانوا هؤلاء الوسطاء يتكهنون بخطورة هذا المنحى وما سيترتب عليه ذلك من تبعات على السودان. لم يستجب الفريق للوساطات ورفضها وتقدم بخطاب استقالته لأربعة أسباب شملت تدهور الأوضاع العسكرية والاقتصادية والسياسية والأمنية وهي أسباب أضعفت قدرته كوزير للدفاع وحدت من حركته في مجال عمله وتتلخص في الأتي:
    1- انتهاج سياسة خارجية أدت إلى اضعاف قدرة السودان على استقطاب العون العسكري
    والاقتصادي موكداً أن الصلات الخارجية ذات أهمية بالغة في الحصول على العتاد العسكري والأمني سواء كمنحة أو بالشراء نقداً وهذا ينعكس سلباً على قدرات القوات المسلحة.
    2- عدم استجابة الحكومة لمبادرة السلام والتباطؤ في التحرك في هذا الاطار مما انعكس على
    سمعة السودان في الخارج وموقف الدول منه خاصة لما للقضية الأمنية من انعكاسات خارجية.
    3- هيمنة الجبهة الاسلامية على صناعة القرار الحكومي وتوجيهه الوجهة التي تريد مما قيد
    حركة الحكومة داخلياً وخارجياً لمحورية هذه المواقف المتشددة.
    4- تضييق دائرة المشاركة في الحكم وفي صناعة القرار مما خلق استقطاباً داخلياً حاداً خاصة
    بعد خروج الاتحادي الديمقراطي من الحكومة.
    "نقلاً عن الأخوان والعسكر للأستاذ حيدر طه (ص 249)
    وفي رأي هذه هي الأسباب التي صاغها سعادة الفريق لتبرير الاستقالة، علماً بان نفس هذه الأسباب كانت معروفة عند توليه منصب وزير الدفاع ونتجت من جراء اداء السيد الصادق المهدي في السلطة الذي اتسم بعدم القدرة على اتخاذ القرار والتردد ولقد تطرقنا لذلك في المحور الأول من هذه الوقفة. اضافة لذلك فإن الصادق المهدي كان قد تخلى تدريجياً عن برنامح الانتفاضة الذي اكتسح بموجبه الانتخابات التي نظمت بعد الانتفاضة ووصل به لسدة الحكم. أعلن السيد الصادق المهدي في برنامجه دعوته لإتخاذ سياسة خارجية متوازنة وحل مشكلة الجنوب لاَخر قائمة برنامج الانتفاضة، بالاضافة للعزل السياسي لعناصر الجبهة الاسلامية أو سدنة نظام مايو. لقد اسقطت جماهير العاصمة الدكتور حسن الترابي في الدائرة 27 ( الصحافة جبرة" والتي عرفت بدائرة الانتفاضة ورغماً عن ذلك تحالف السيد الصادق المهدي مع الجبهة الاسلامية وأدخل الدكتور لدائرة صنع القرار باعتبار أن الجبهة الاسلامية حزب متماسك يمكن التعامل معه والواقع عكس ذلك تماماً، فالجبهة بكل أسمائها السابقة (أخوان مسلمين، جبهة ميثاق أسلامي) كانت هي الحليف الأساسي والاستراتيجي للسيد الصادق المهدي وتوجهاته السياسية المعروفة في عقد الستينات من القرن الماضي والتي تبنت مشروع الدستور الإسلامي وحل الحزب الشيوعي السوداني وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية، لذا فهذه الأسباب كانت تمثل طبيعة نهج السيد الصادق المهدي في الحكم وفي ظل هذه المعطيات قبل الفريق عبد الماجد المشاركة في الحكومة كوزير للدفاع وبقى في منصبه بعد خروج الحزب الاتحادي الديمقراطي من الوزارة. تحدث إليه الدكتور الترابي الذي احتل منصب وزير الخارجية بسخرية كما ذكرنا أعلاه وتبنى هذه الأسباب في رأي كمخرج له من دائرة المواجهة مع الجبهة الاسلامية القومية التي فتحت نيرانها عليه لأنه إتخذ القرار السليم بتبني برنامج السلام الذي كان بالتأكيد يتطلب منه الصمود أمام هذه الحملة الشرسة وكان بذلك سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه كوزير للدفاع ومساند لمشروع السلام لايقاف نزيف الدم في جنوب الوطن ومثل هذا الموقف كان بالتأكيد سيجد الدعم المحلي والأقليمي والعالمي، واذا كان قد فعل ذلك، فإنه سيضيف الكثير لمواقفه المشرفة وبالطبع لا يوجد اليوم عاقل في الأرض يدافع عن سياسات تصعيد النزاعات الدموية في عالم اليوم.

    نواصل المحور الرابع لاحقاً

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  

10-30-2004, 11:55 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    أرسل العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي الجزء الرابع من المحور الثالث لوقفته السادسة. نرجو أن تنال اهتمامكم ومتابعتكم .
    مع تحياتي

    جمال الدين بلال


    استقالة الفريق عبد الماجد حامد خليل حققت للجبهة مكاسب سياسية كبيرة، فاستطاعت باستقالته كسر شوكة أحد أهم أركان رموز معسكر السلام في دائرة صنع القرار السياسي وبالتالي تعتبر هذه الاستقالة نكسة سياسية وكارثة حقيقية أضرت كثيراً بالسودان في ذلك الوقت. وكانت جبهة السلام تيار الأغلبية العظمى وسط جماهير الشعب السوداني بكافة تياراته السياسية والفكرية والمهنية وباستقالة سعادة الفريق من منصبه كوزير دفاع ترك قيادة الجيش في وضع حرج للغاية لأنها كانت تحتاج لجهوده السياسية كوزير لسد العجز الذي تواجهه في احتياجاتها الأساسية حتى تستطيع مواجهة الموقف الأمني بكفاءة تامة. اضافة لدعم وزير الدفاع لخيار السلام لايقاف الحرب في الجنوب ترك اَثاراً اجابية داخل القوات المسلحة التي أحس أفرادها بأن الحرب المفروضة عليهم لا مستقبل لها وتعني مزيداً من الخراب ومزيداً من الخسائر البشرية والتي تفرز مرارات يصعب تضميد جراحاتها وازالتها من الذاكرة ولا تستطع أي قوة في الأرض ازالة اَثارها البشعة التي ستظل عالقة في ذاكرة المكتويين بنارها. أن الوضع في الجنوب مشكلة سياسية ومفتاح الحل فيها يكمن في تطبيق اتفاق السلام الذي يوقف نزيف دم أبناء الوطن الواحد وبالتالي يقود للاستقرار الأمني في البلاد وهذا يؤمن الاستقرار السياسي الذي يوفر المناخ الملائم للتنمية في كافة المجالات.
    كانت الاستقالة كالزلزال، فاحدثت فجوة وهوة عميقة بين القيادة السياسية وقيادة الجيش وفي ظل هذه الظروف الصعبة والعصيبة تمعن وقتها القائد العام الفريق أول فتحي أحمد علي الموقف وراى لابد له من توسيع دائرة المشورة لاتخاذ التدابير المناسبة لمجابهة الوضع. فقرر دعوة الضباط من رتبة عميد وما فوق في 20 فبراير 1989 ، فكان اجتماع المذكرة.
    يبقى أن نشير في هذه الخاتمة إلى أن الفريق عبد الماجد خليل لم يكن في حجم التحديات في تلك الفترة وتقدم باستقالته من حكومة أصلاً خرج منها الحزب الاتحادي الديمقراطي واستمرارها كان مشكوكاً فيه كسابقاتها من الحكومات الائتلافية التي شكلها السيد الصادق المهدي وبالتالي أصبح للجبهة الاسلامية القوميه مزيد من النفوذ في السلطة السياسية وبالتالي مزيد من دعم توجهات الحرب في الجنوب، وفي رأي كان على الفريق عبد الماجد خليل أن يقبل الوساطات التي نصحته بضرورة الاستمرار في منصبه ومواجهة الموقف رغم الصعوبات التي تحيط به لأنه أصلاً قبل أن يكون وزيراً للدفاع في حكومة تشارك فيها الجبهة الاسلامية القومية المعروفة بعدائها السافر للسلام.
    وتبفى الاستقالة في نهاية المطاف قراراً غير سليم أضر كثيراً بالسودان وفي رأي تعتبر هي السبب المباشر في الدعوة لاجتماع المذكرة في 20 فبراير والتطورات السياسية بعد المذكرة اخذت منحى اَخر فكان انقلاب 30 يونيو 1989 .

    نواصل............

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي

                  

12-31-2004, 10:31 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي يعلق على كتاب الجيش السوداني والسياسة (Re: ELTOM)

    يعاود العميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي الكتابة حول كتاب الجيش السوداني والسياسة بعد فترة انقطاع قضاها في تجميع بعض الافادات التي تساعد في كشف كثير من الحقائق عن الفترة التي سبقت الاعداد لمذكرة القوات المسلحة في 20 فبراير 1989 وتداعياتها. نأمل أن تجذب هذه الحقائق المهتمين بهذا الشأن للإدلاء باَرائهم.

    جمال الدين بلال

    متشجان فلنت، مرة ثانية مع بداية الشتاء، 21 ديسمبر 2004

    الوقفة السادسة: مذكرة القوات المسلحة 20 فبراير 1989
    المحور الرابع: اجتماع المذكرة في 20 فبراير 1989- المذكرة-

    رأى حينها القائد الفريق فتحي أحمد علي أن تكون الدعوة لهذا الاجتماع الغير عادي للضباط من رتبة عميد وما فوق للمشورة في أمر حيوي يخص قضايا الوطن والقوات المسلحة وهي شريكة أساسية في اتخاذ التدابير اللازمة لأمن وسلامة الوطن. فتم عقد ذلك الاجتماع بالقيادة العامة برئاسة القائد العام. عند اكتمال الحضور استمع الحضور لتقارير من فرع الاستخبارات العسكرية والعمليات والامداد. تعرضت التقارير للأوضاع في القوات المسلحة وظروف الحرب الأهلية في الجنوب والامكانات المتاحة لها لاحتواء الموقف. بعد ذلك تحدث الفريق أول فتحي أحمد علي القائد العام في اسهاب شديد عن ظروف القوات المسلحة في كافة النواحي وأكد انها تقاتل في ظل ظروف صعبة ومستعصية حيث لا يتوفر لها الاستعواض اللازم لرفع الكفاءة القتالية بالرغم من أن هيئة القيادة قدمت لمجلس الدفاع الوطني قائمة باحتياجاتها الأساسية، ومع ذلك لم يتم توفيرها بالقدر المطلوب. في حين أن حركة التمرد تحظى بالدعم الغير محدود من المعسكر الغربي والشرقي معاً لأول مرة في تاريخ حركة التمرد. اضافة للتعاطف الكامل معها من دول الجوار وأكد في حديثه على أهمية أن تظل القوات المسلحة صامدة ومتماسكة للزود عن الوطن وللدفاع عن الديمقراطية خيار الشعب السوداني ولا تفريط فيها. وأمن على أهمية توحد الجبهة الداخلية واختيار توجه قومي مقبول من الجميع بعيداً عن التنافس الحزبي وانتهاج سياسة خارجية متوازنة تستطيع جذب الدعم الخارجي للسودان لمواجهة الاحتياجات الأساسية.
    بعد ذلك طلب السيد القائد العام من الحضور الادلاء باَرائهم فتقدم أحد الحاضرين باقتراح بالاستيلاء على السلطة، وجد الاقتراح كثير من القبول ولكن اعترض السيد القائد العام على ذلك وأكد على أهمية التمسك بالديمقراطية خيار الشعب السوداني. ثم تقدم اللواء حقوقي محي الدين ابراهيم باقتراح المذكرة مشيراً للمادة 5 من دستور السودان الانتقالي لعام 1989 التي تعطي القوات المسلحة الحق في مخاطبة السلطة السياسية التنفيذية والعليا، فوافق القائد العام على الاقتراح وتم تكوين لجنة صياغة المذكرة على النحو الأتي كما علمت بذلك من أكثر من جهة وهم:
    1- اللواء أ.ح. عثمان خضر قائد سلاح الاشارة رئيساً
    2- اللواء أ.ح. أمن السيد أبو شوك مدير الاكاديمية العسكرية العليا
    3- اللواء حقوقي محي الدين ابراهيم مدير فرع القضاء العسكري
    4- اللواء أ.ح. أبو القاسم ابراهيم قائد سلاح النقل
    5- اللواء أ.ح. حسان عبد الرحمن قائد متحرك بور
    6- اللواء أ.ح. ابراهيم سليمان مدير شئون الضباط
    7- العميد أ.ح. محمد عثمان مالك مدير التوجيه المعنوي
    8- العميد أ.ح. عز الدين الحلو الاستخبارات العسكرية
    بعد ذلك رفع الاجتماع واتيحت الفرصة إلى اللجنة المكلفة باعداد المذكرة للقيام بعملها. عند الفراغ من كتابتها قام رئيس اللجنة بقراءتها واجيزت بالاجماع. اقتح العميد فيصل محمد عباس اضافة الفقرة التالية:" اتخاذ القارارات اللازمة في ظرف اسبوع من اليوم." وافق الاجتماع على الاقتراح وأضيف للمذكرة. في نفس الوقت تقدم اللواء ابراهيم سليمان مدير فرع شئؤن الضباط باقتراح أهمية أداء القسم الذي لا كفارة عنه ولا قضاء وكان أول من حنس بهذا القسم جماعة فقه الضرورة في السودان. بعد الاعداد النهائي للمذكرة قام الفريق أول فتحي أحمد علي بالتوقيع عليها أمام الاجتماع.
    بعد ذلك رفع الاجتماع وغادر الحاضرون لوحداتهم للتنوير مع وضع القوات في حالة التأهب القصوى. ثم انصرف السيد القائد وهيئه ركنه للتوجه بالمذكرة للجهات المعنية وتركت اصداء وردود أفعال واسعة وكان أهم ما تمخض عنها حكومة الوحدة الوطنية التي ضمت كل القوى الممثلة في الجمعية التأسيسية ما عدا الجبهة الاسلامية القومية والتي استخدمت المذكرة كغطاء ونفذت انقلابها في 30 يونيو1989 واطاحت بأماني الشعب السوداني في السلام والاستقرار.

    عميد أ.ح. عبد الرحمن خوجلي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de