|
|
 امبراطورية السدود وحقوق الناس
|
امبراطورية السدود وحقوق الناس
حقنا كاش وخيارنا محلي يا كرزاي تعالي منسلي كتبنا محلي وحقنا راح يا كرازي كلامك صاح وللذين لا يعرفون كلمات اهلنا في الشمال نقول ان منسلي تعني (ابقى مارق) أى اطلع بره لكي نراك، هذه هى اهازيج اهلنا المناصير وهم يعبرون عن مطالبهم واستحقاقاتهم التي يريدون تنفيذها من إدارة السدود. ولعل الشعارات التي رفعها المناصير توضح بجلاء تناقض إدارة السدود واصرارها على السير وفق نهجها القديم الجديد، وتمسكها بالنهج الانقاذي الذي يوافق ويوقع، ولكنه يضمر النية لعدم التنفيذ. المناصير مثل غيرها من قبائل الشمال لا تميل الى العنف، وليس في ثقافتها الموروثة الاعتداء على الآخرين، بل العكس تماماً فهى- أي قبيلة المناصير- مستعدة للتنازل عن حقها طواعية وبدون شروط اذا كان الأمر بالحسنى والمعاملة الراقية، ولكنها مثل غيرها تتحول الى النقيض تماماً وتنتهج مبدأ الشراسة اذا احست ان حقوقها مهضومة، أو ان (استكراداً) قد ألم بها، أو انها تتعرض الى سياسة لي الذراع أو ارغامها على قبول الحلول التي لا تتماشى والواقع والاتفاق المكتوب. إن العلة في نظرنا تكمن في الذهنية التي تتعامل بها إدارة السدود مع المواطنين، فهذه الذهنية لا تضع المواطن من ضمن اجندتها، وتتعامل معه وفق قناعاتها الشخصية، ولا تقيم أي وزن لرأي المواطن، بل ان الرأي الآخر محرم عندها تماماً، ولا وجود له ولا ينبغي ان يكون له وجود. وقد صدق نائب الدائرة السابق العميد صلاح كرار عندما وصفها بأنها تتعامل مع الآخرين بعقلية أمنية. وبالمناسبة كان العميد صلاح نائباً لهذه الدائرة، وقد ابلى بلاءً حسناً ايام الازمة الناشبة بين المناصير وإدارة السدود، ومازال يناضل وعينه ايضاً على سد الشريك خوفاً من تكرار تجربة سد مروي واحداثها الدامية. نقول ان إدارة السدود وهى تتمتع بكل المزايا التي يعرفها القاصي والداني لا سلطان مالي عليها، إذ انها لا تتبع لوزارة المالية، ولعلها الادارة الوحيدة في هذا الوطن المترامي الاطراف، التي تتمتع باستقلالية كاملة (ويدها مطلوقة) على خلفية انها تقوم باعمال كبيرة لا تنتظر اجراءات الروتين الحكومي الممل. وحسناً هذه ميزة، ولكن استقلاليتها المادية يجب ألا تكون مدخلاً لانفرادها بالرأي، ولا يجب أن تصم اذانها عن سماع رأي الآخرين، مع مراعاة ان هذا الرأي من المتأثرين، ولكننا نفضل أن نسميهم مشاركين على خلفية امتلاكهم للارض والذات والتاريخ، وهم وحدهم الذين سوف يكتوون بنيران التهجير ومفارقة وطن الاحباب والاجداد. وعودة إلى موضوع المناصير، نقول إن سلوك المناصير كان حضارياً، فهم لم يرفضوا قيام السد، ولم يرفضوا التهجير والرحيل عن الديار، ولكنهم طالبوا باستحقاقات الرحيل، وهو أمر تم الاتفاق عليه اكثر من مرة، ولكن الطبع يغلب التطبع، فالثقافة المتداولة الآن هى ثقافة التوقيع و(الزوغان) عند التنفيذ، او على أحسن الفروض التباطؤ والتلكؤ، وغالباً ما يتزامن هذا البطء مع سيل من الاتهامات (مثل) هنالك أيادٍ سياسية وراء هذا الامر، أو ان المخربين قد اندسوا في صفوف المناصير، وهكذا حتى الاتهامات التي ينفر من سماعها اصحاب العقول السوية، كذلك سياسة التهديد والوعيد اظنها لا تجدي مع اصحاب الحقوق الذين ليس لهم غرض سوى تنفيذ مطالبهم ونيل حقوقهم، المناصير يرددون بألم ظاهر تلك المصطلحات التي وصلت الى اذانهم (سوف نخرجهم من جحورهم مثل الفئران)، لا نظن ان سياسة التصعيد قد اثمرت في يوم من الايام، ونحن ننتهج هذه السياسة التي برهنت على فشلها الذريع في كل الازمات التي مرت بهذا الوطن العزيز. نحن نعتقد أن الأمور بين إدارة السدود وأصحاب الحقوق من المناصير، يمكن أن تجد الحلول الناجعة اذا كانت إدارة السدود حريصة على تنفيذ حقوق الناس الذين لا يرغبون في أكثر من حقوقهم. إن أسلوب الحوار الهادئ البعيد عن الاستفزاز وتبادل الاتهامات، هو الأسلوب الامثل لحل كل القضايا وليس قضية المناصير وحدها. والأمل مازال معقوداً على أن تغير إدارة السدود هذا النهج الانقاذي الاستعلائي، وتتعامل مع المواطنين بأسلوب الندية، خاصة أنهم لا يتسولون- أي المواطنين- ولكنهم يطالبون بحقوق متفق عليها. إن زمن التهديد والوعيد والاكراه لا نقول قد ولى تماماً، ولكنه انحسر نسبياً، وهو في طريقه الى التلاشي، وإدارة السدود أظنها تملك كوادر ممتازة تستطيع التعامل مع الازمات بكفاءة عالية، وقد شهدت بنفسي كيف استطاع ذلك المسؤول أو المنسق كما يسمونه، والمشرف على إدارة سد الشريك، كيف استطاع أن يشرح بكفاءة ومسؤولية خطوات تنفيذ (سد الشريك) الذي مازال تحت الدراسة كما يقولون، رغم ان واقع الحال يقول ان اجراءات التنفيذ قد بدأت فعلاً. أخيراً نقول إن «الكرزايات» المناصير مقصود بها اولئك الذين يؤيدون سياسة الحكومة من المناصير، ولا يقفون في خندق واحد مع اهلهم والعياذ بالله. وتقول الاخبار انهم تعرضوا لمضايقات ومقاطعة من ذوي القربى. أملنا أن يعم السلام منطقة المناصير، وان يسود صوت العقل والحكمة لحل تلك الازمة الانسانية، وألا تتكرر مع أهلي في الشريك. ودمتم.
|
|
 
|
|
|
|
azz gafar
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست