اللبيض أو الاُبيض مدينة الرمال التى نعشقها كثيرا"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-15-2007, 11:35 AM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اللبيض أو الاُبيض مدينة الرمال التى نعشقها كثيرا"

    اللبيض كما ينطقها أهل كردفان بطريقتهم المحببة، اسمها مشتق من اللون الأبيض وهذه قصة سنحكيها لاحقاً. تلك المدينة الودودة التي تتوسّد رمال كردفان الذهبية، سماها ساكنوها من أهل الفن والثقافة (عروس الرمال) وسماها البقارة الذين يأتون إليها في فصل الخريف (أب قبة فحل الديوم)، فالبقارة يطلقون على المدينة (الديم) أي أنها أكبر المدن، وفي هذا تعظيم لها.
    هذه المدينة الوادعة تتميز بنسيج اجتماعي فريد، فالوئام الذي يسود علاقات الشرائح الاجتماعية المختلفة في المدينة، كان دائماً هو الترياق الذي وفّر القوة والتماسك لهذا النسيج وكان له سياج من التمزق والتفكك، لذلك فإن الذين جاءت بهم الوظيفة أو العمل أو شدوا الرحال إليها زائرين تظل المدة التي قضوها بين أهل هذه المدينة في ذاكرتهم طوال حياتهم، في الاغتراب قابلت رجل أعمال كان يدير أعمالاً تجارياً في نفس المدينة الخليجية التي كنت أعمل بها، كان يحكي عن أهل (الأبيض) وأعيانها وحركتها التجارية، قال لي إنه عمل في أحد البنوك التجارية في الأبيض في فترة الستينيات، وأنجب أولاده هناك، وأن أفراد أسرته عندما يسألون عن منطقتهم يذكرون (الأبيض) رغم أنهم من الشرق، ولماذا أذهب بعيداً. زميل دراستي وصديقي الأستاذ أحمد طه الذي أصبح مسكوناً بهذه المدينة وأهلها، ولم يبخل عليها بما تستحقه فوثّق لحركتها الفنية وتحدث عن لياليها ومفاهيها وأهلها الطيبين.
    هذه المدينة المتواضعة لديها في سجلها التاريخي ما تفخر به، فهي أول مدينة تحررت من الاستعمار التركي، فقد حررتها جيوش أنصار المهدي في 17 يناير 1883، وكانت معركتها وقبلها معركة شيكان في ضواحيها، هي التي مهّدت الطريق لاستقلال السودان في 1885، إذ منها زحفت جيوش الأنصار للخرطوم لتحررها في يناير 1885م.
    وهي المدينة التي بها أكبر سوق للصمغ العربي في العالم، وقد ذكرت المصادر التاريخية أن التجار من أفريقيا ومن دول البحر المتوسط كانوا يأتون لها لعقد صفقات تجارية، فقد كانت كما قال عنها جمال محمد أحمد في (سالي فوحمر) إنها سرة أفريقيا. وهي أول مدينة عرفت الصحافة الإقليمية إذ أسس فيها المرحوم الفاتح النور جريدة (كردفان) التي أسهمت في ربط أهل كردفان بالعالم وأتاحت الفرصة للأدباء والكتاب أن يعرف عنهم أهل السودان، وكان ذلك في عام 1945م وهي أول مدينة تقيم عيداً للشجرة في عام 1965 والذي أصبح تقليداً يتكرر كل عام، واقتدت به مدن أخرى في السودان.
    الأبيض كعاصمة لكردفان الكبرى، استمدت أهميتها من كردفان كإقليم يتمتع بالعديد من الموارد. اهتمت بها الحكومة التركية كمركز تجاري لمواردها الاقتصادية المتنوعة، وهي ملتقى طرق يربط بين أقاليم السودان في الغرب والجنوب والشرق وبقية أجزاء القطر في الوسط والشمال.
    في فترة الحكم الثنائي اهتم الانجليز بها كمركز إداري، ذلك أن الإدارة البريطانية تعتبر كردفان نموذجاً لكل السودان. وكانت أرض تجريب لإثبات صحة السياسات، وشكلت خبرات وتجارب المسؤولين فيها الذاكرة المؤسسية والنقاط المرجعية التي يقاس على ضوئها مدى فاعلية وكفاءة السياسات. وكان أهم الإداريين البريطانيين قد عملوا فيها وفي المراكز الإدارية في كردفان، مثل السير دوجلاس نيوبولد الذي عمل سكرتيراً إدارياً، وهارولد ماكمايكل، والسير جميس روبنسون، وكان النقل والتعيين في كردفان يعتبر حلماً في عام 1905 للإداريين البريطانيين وفي وقت لاحق أصبح خطوة لازمة للترقي في الوظائف العليا.
    قصة اسم الأبيض:-
    الرواية الشفاهية التي يرويها سكانها القدامى عن سبب تسميتها تقول إن امرأة كانت تسكن في المكان الذي نشأت فيه المدينة، وكان لديها حمار أبيض اللون، وأطلق الناس عليها ست الحمار (اللبيض) تصغير لكلمة أبيض. وقد أشار ماكمايكل إلى هذه القصة أو الرواية، مع بعض الإضافات.
    تقول الرواية التي نقلها ماكمايكل عن الأهالي "إن الغديات -وهم مجموعة ترجع أصولهم إلى الفونج- كانوا قد عزموا على بناء قرية لهم على ضفاف الخور، ولم يقرروا ماذا يسمونها، وحدث أن حماراً أبيض تمتلكه امرأة تدعى (منفورة) قد نفق، وهكذا سميت القرية (الأوبيض)"، ويضيف ماكمايكل، أن البعض يقول إن المسبعات (مجموعة ترجع أصولهم إلى الفور) بنوا المدينة، ويعلق على ذلك بقوله إن هذا احتمال ضعيف.
    وفي رأيي أن الرواية الأولى لها مقومات تجعلها متماسكة ومتسقة أكثر من رواية ماكمايكل. فالعرف السائد أن تسمية الأماكن تكون عفوية في أغلب الأحيان، كأن يشار للمكان بمعلم جغرافي أو حادثة أو غيره ثم يصبح متداولاً بين الناس فإذا عمره الناس احتفظوا بالاسم الذي كان معروفاً به. أما نسبة لتأسيس مدينة لـ(المسبعات) وإن لم ترتبط بالرواية الشفاهية ورغم إشارة ماكمايكل بأنه احتمال ضعيف، إلا أنه لا بد من وضعه في الاعتبار، فوجود (المسبعات) في المنطقة سابق لوجود (الغديات) فالغديات إبان حكم دولة الفونج بعد أن نجحوا في بسط سيطرتهم على المنطقة، و(المسبعات) وهم أبناء عمومة لسلاطين الفور كانوا يحاولون إقامة سلطنة لهم في المنطقة تكون عاصمتها الأبيض، ولكن أطماع سلطنة الفور، وسلطنة الفونج حالا دون تحقيق هذا الهدف لهم، ودخلوا في حروب مع السلطتين اللتين كانتا تحاولان بسط سيطرتهما على كردفان. صحيح أن (الغديات) كانوا يسيطرون على المنطقة جنوب الأبيض الآن، ويذكر يوسف مخائيل في مذكراته، أنهم أقاموا حكماً في المنطقة جنوب الأبيض وأن المجموعات التي كانت تسكن هناك كانت تدين لهم بالولاء، وعندما جاء الإمام المهدي انخرطوا في جيوشه التي قاتلت الحكومة التركية، فوجود الغديات يعتبر أحدث من وجود المسبعات..
    قد تكون الرواية التي تشير إلى المرأة صاحبة الحمار، منسوبة لـ(المسبعات) وهو احتمال تسنده الوقائع التاريخية، لوجود (المسبعات) قبل (الغديات) ولأن نشأة المدينة سابقة لهذا الوجود للغديات.
    كلمة اللبيض -تصغير أبيض- يبدو أن الاتراك جعلوها بالفصحى فأصبحت الاُبيض- تصغير أبيض بالفصحى ولفظ (اللبيض) بهذا الشكل نجده في لهجة البقارة، فهم يقولون عن الأخضر (اللخيدر) والأحمر (اللحيمر) والأصفر (اللصيفر) وهكذا، وغيرهم يحتفظ بلام الألف كما هي (الإبيض) مع كسرة في لام الألف وإمالة في الباء.
    فيقولون للأبيض (إبيض) والبقارة كانوا ولا يزالون يأتون هذه المنطقة كمنطقة (مخرف) أي قضاء فصل الخريف، وقد أشرت في مقال سابق إلى ولع البقارة بتسمية الأمكان التي يحطون فيها رحالهم والتي يسمونها (الدار) وهذا التحديد للأماكن بالمعالم مهم بالنسبة لهم كرحل، فمعرفة جغرافية المكان خاصة إذا كان خلاء أساسية لهم، لأن ذلك يمكنهم من وضع خارطة للأماكن التي يتجولون فيها، وأظن أن تسمية المكان بهذا الاسم ترجع لهم مقرونة مع الرواية الشفاهية الأولى، خاصة وأن لهجة البقارة تختلف عن لهجة (البديرية) و(الغديات) و(المسبعات)، هم جميعاً موجودون في المنطقة.
    البديرية كانوا موجودين كمزارعين في المنطقة من الأجزاء الغربية والشمالية للأبيض، والغديات في الأجزاء الجنوبية من الأبيض والحوازمة (البقارة) متجولين في كل المنطقة، والغديات الآن أصبحوا بطناً من بطون البديرية، وكذلك المسبعات.
    مراجع
    1- ماكمايكل: قبائل شمال ووسط كردفان.
    2- يوسف فيصل حسن: مقدمة في تاريخ الممالك الإسلامية في السودان الشرقي.
    3- مايكل كيغان: (تحرير) غزو كردفان.
    4- مذكرات يوسف مخائيل.

    بقلم د. الصادق محمد سليمان - نقلا عن صحيفة السوداني



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de