الاحزاب الطائفية ومسئوليتها التاريخية فى الاتيان بالدكتاوريات العسكرية فى السودان.....

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 01:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-14-2007, 06:36 PM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2820

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاحزاب الطائفية ومسئوليتها التاريخية فى الاتيان بالدكتاوريات العسكرية فى السودان.....

    الاحزاب الطائفية ومسئوليتها التاريخية فى الاتيان بالدكتاوريات العسكرية فى السودان
    التدقيق فى تشريح قضايا الوطن وعدم اهمال كل الحيثيات والتداخلات الصغيرة منها والكبيرة هو واحد من اسباب انجاح عملية الحصول على وصفة يمكنها معالجة الوضع السياسى الراهن ان لم تكن معالجة كاملة فهى مساعدة فى وضع الناس فى الطريق السليم وبرهنة للكل عن اس الداء وعظمه , فالامر يتعلق بالخطوات الاولى للعملية التشخيصية .
    لقد تبودلت الاتهامات بين قوى الاحزاب والتنظيمات الطائفية الكبرى ورموز الانظمة الدكتاتورية والعسكرية منذ مطلع استقلال البلاد وحتى الان , فالقوى الحزبية تضع نفسها فى مواقف الشرف والنبل والبعد عن الجرم وتبييض وجه كل ما من شانه تحسين صورتها امام مريديها ومعتنقى نهجها وتصب وترمى بكل الموبقات على الدكتاتوريات العسكرية التى لم تتمكن من الاتيان الى سدة الحكم الا بعد مباركتها ( الاحزاب) ودفع ضباط المؤسسة العسكرية دفعاً لقيادة الانقلابات وهنا لا يجدى تمثيل دور الشرف والنبل والطهر لانها مغطاة بغبار الزى العسكرى الى اخمص قدميها , لقد ساهمت احزاب اليمين والوسط واليسار السودانى فى القيام بثلاث انقلابات عسكرية فى كل من الاعوام 1958 و1969و1989 ولكل واحد من هذه الانقلابات العسكرية تنظيم وحزب ساعد على قيامه و لطالما حدث هذا الحزب الناس عن الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان والوقوف مع طبقة البوليتاريا و محاربته للطفيلية المنهكة لثروة الضعفاء والمقهورين , لقد ساهم فى انقلاب الفريق ابراهيم عبود رموز حزبية من احزاب الوسط و قدموا له السلطة فى طبق من ذهب نتاج للمناحرات والمكايدات الحزبية التى خرج المستعمر ليتركها وراءه من بعد مباركته لتاسيس اكبر حزبين طائفيين فى القارة , جاء الانقلاب وكعادة العسكر لم يتوافق مع رغبة الناس و هم يتوقون الى حريات و قادة اقل جلافة و غلظة ففى اكتوبر الاخضر الذى لم يسعد الناس به كثيراً نتيجة لذات الاسباب ادت بالعقيد جعفر النميرى وزمرته من ان يتمكنوا من جسد السودان الغض حينها وكان من خلفهم حزب اليسار الماركسى الذى لم يستمر فى شراكته مع ضباط الجيش اكثر من عامين حينما اصبح قادة الفكر الشيوعى تحت رحمة مقصلة النميرى الذى ما كان ليفوت فرصة الانتقام منهم فى مجازر ماساوية يستحيل محوها من ذاكرة الشعب السودانى والتى بعدها نفض الاشتراكيون يدهم عن مايو ولعنوها واليوم الذى جعلهم ياتوا بها الى شعب السودان ,ولم يسلم اليسار من هذه الجريرة وظل يدفع ثمنها الى هذه اللحظة الامر الذى خصم من حساباته السياسية وتاييده الشعبى الكثير فى اوساط الشعب السودانى البسيط منه والمستنير وبعد ان اخمدت نار تلك الثورة التصحيحية واجهت الدكتاتورية المايوية كثير من الثورات والمعارضات والتظهارت والتمردات فكسرت شوكة بعضها و تصالحت مع الاخرى الى ان تضافرت جهود الكيانات الحزبية و بفضل قوة الدفع الشعبى الكبيرة قادها اليمين هذه المرة (الاسلاميين) وذلك لموقف النظام منهم وحرج الحال التى اوصلهم اياها و التى كانت معلومة لكل من عهد جراة النميرى وعدم اكتراثه لتصفية خصومه اعداماً فكانت ابريل 1985 وبها دخل السودان فى تجربة ثالثة للديمقراطية ومع الاسف لم تغير التنظيمات الطائفية من نهجها لذا تمت اعادة نفس فصول المسرحيتين السابقتين تصارعت نفس الاحزاب التى لم يزل بنيانها التنظيمى تمسك بتلابيبه العوائل والاسر المقدسة وعايش الناس فوضى عارمة شلت فيها حركة المؤسسات التى يرجى منها تفعيل قيم الحرية والديمقراطية وتقوية الانسان والتى من واجبها القيام بهذه المبادئ و تفعيلها , لكن حدث عكس هذا اذ نمت وترعرعت الراسمالية الطفيلية فى ظل الفساد الذى الم بمؤسسات الدولة ووزاراتها .
    لقد جاء دور الاسلاميين فى احداث الدكتاتورية الثالثة والاخيرة عبر انقلاب يونيو 1989 بقيادة العميد البشير وفى هذه المرة بقوة تحكم اكبر من قبل المدنيين المتحالفين مع الجنرالات والخاضعين لتوجيهات مرشد الثورة د.الترابى ومجلسه الاربعينى فاستمرت مسالة توجيه المجلس العسكرى و تنحية كل اعضائه الذين كانت لهم مواقف لا تتناسب و اطروحات المرشد والموجه العام للدولة مما حدا بهم الى تعديل قوانين المؤسسة العسكرية فى الشكل والمضمون وشمل التعديل الذى يراه كثير من الاكادميين والعلماء والخبراء فى السودان بانه تخريب وتشويه شمل حتى المؤسسة التعليمية من تعريب للعلوم التجريبية و خصخصة لكثير من الجامعات والمعاهد العليا و انشاء اخرى تستوعب الطلاب بشروط اولها المقدرة فى سداد الرسوم الدراسية بالعملة الصعبة , وبعد عشر اعوام من هذا الانقلاب وفى ديسمبر 1999 وقبل ايام من دخولنا الى الالفية الثالثة حدث انقلاب تصحيحى اخر من قبل مدنيين هم من حواريى المرشد الدكتور ترابى وقاموا بالاطاحة به وهذه المرة ليس اختلافاً حول الايدلوجيا والفكر ولكن اختلاف مبنى على تضارب المصالح الذاتية و ضغوط السياسة الخارجية الامريكية عليهم مما افرز عملية ابعاد المرشد عن مسرح الاحداث وتولى تلامذته قيادة الدولة.
    ان التكوين التنظيمى للحزبين الكبيرين غلب عليه طابع الهيمنة الاسرية واصبح اقطاب الاسرتين هم من يسيطر على قيادة هذين التنظيمين منذ اكثر من خمسين عاما مما جعل الممارسة الديمقراطية معدومة جوهراً فهم لا ينافسهم فى مواقع القيادة لهذه الاحزاب احد و يعتبرون هذا من الحقوق التى لا نقاش ولا جدال حولها بل بعضهم يذهب الى اكثر من ذلك بمحاولة مسحها بنوع من القدسية وهذا جعل عملية الترقى فى المناصب والوظائف والوزارات تحكمه صلات القربى والعشيرة ووصلت هذه المحاباة الى مرحلة ان اتت احدى النسوة الفاعلات فى واحد من هذين الحزبين وقامت باقتحام اجتماع مجلس قيادات الحزب والذى كان يخص توزيع بعض الحقائب الوزارية لبعض رموز ذلك الحزب ففرضت هذه المراة على المجتمعين ادراج اسم زوجها فى قائمة الذين سيستوزرون بطريقة سودانوية غاية فى السذاجة والمجاملة على حساب المؤسسية والدستور , هذه هى ذات الهشاشة التى جعلت من بعد كل حقبة ديمقراطية تطل علينا دكتاتورية عسكرية بل يكون للعسكر من الحجج ما يجعلك اعزل من اى سلاح تدافع به عن هذه الاحزاب العائلية فهى لم تقم بحماية الديمقراطية التى ياتى بها الشعب مرة بعد اخرى و لم تقم بصيانة المؤسسة العسكرية من دنس التحزب و التنظيم و جعلها مؤسسة وطنية مجردة من الانتماءات الضيقة ومن المحسوبية حتى تقوم بمهمتها خير قيام وهى الدفاع عن الشعب وليس قهره.
    مما يؤسف له ان فيروس الهيمنة العائلية طال حتى الحركات الثورية الوليدة فى غرب السودان حيث انتقلت نفس الحمى ونفس المرض الذى نهش جسد الحركتين اللتين انتهجتا نفس الخط العشائرى والاسرى فى تصريف شئونهما وربما هذا ماخلص اليه قادة هذه الحركات المسلحة نتاج ما تدربوا عليه من خلال تتلمذهم تحت امرة قادة هذه الاحزاب الكبيرة .
    فى الحركة الشعبية لتحرير السودان ايضا ظهرت بوادر هذه المعطيات التى ادخلت صلة الرحم فى العملية التنظيمية والسياسية ويبدو ذلك جلياً بعد رحيل د.قرنق مؤسسها وظهور تيارات داخل الحركة تحت مسميات مثل (اولاد ربيكة) مما يثبت ان النفسية السودانوية ذات ملامح واحدة مهما اختلفت الانتماءات الجهوية والاثنية , فقد عبرت مجموعة لها رؤى مختلفة داخل الحركة الشعبية عن الانتظام خلف ارملة الراحل د.قرنق ولا ادرى هل هو انتظام فرضته الضرورة السياسية ام اتت به القوة المادية لهذه المراة؟ , هذا هو حال الغالبية العظمى من تنظيماتنا السياسية التى اخطا منظروها ومفكروها كثيراً فى احتكار الكاريزما والراى وعدم افساح المجال لاى موهبة قيادية شبابية قادمة اذ ان جهابزة ومسنى هذه التنظيمات يتصدون ويقفون بعنف ضد تجدد الافكار والاشخاص ويستميتون فى ابقاء وانماء وتطوير وتضخيم ذوات هؤالاء القادة الامر الذى يؤدى الى تضعضع وتصدع المؤسسة الحزبية بمجرد اختفاء هذه القيادة المختزلة فى رمزية الشخص الواحد الذى لا يقهروهويمثل راس الهرم وقاعدته معاً متى ما زال انهد البنيان من اعلى قمته االى ادنى قاعدته .
    ان تجربة الدكتاتورية العسكرية المسنودة بمدنيين الاخيرة وطول امدها لما يفوق السبعة عشر عاماً اعطت المراقب سانحة لكى يقوم بعملية نقد لكل التجارب السابقة العسكرية منها والمدنية وذلك من خلال التهافت الذى ابداه المدنيين تجاه العسكر عندما يكون الاخيرين مسيرين ومسيطرين على دفة الامر وليس بعيد عن الاذهان ذلك المثال للدكتور المشهور الذى بدا اشتراكياً و تقلد حقائب وزارية فى عهد النميرى و خرج عنه ليلتحق بالدكتور. قرنق ليكون من مستشارى تلك الحركة الوليدة اضافة لتقلده كثير من المناصب بالمنظمات الدولية و له العديد من المؤلفات الناقدة للتجارب السياسية فى تاريخنا الحديث منتقداً للدكتاتوريات العسكرية و مساوئها و الاحزاب والطائفية وماخذه عليها لياتى اخيراً مشاركاً من بعد عمر مديد فى كرسى السلطة ولانه مثال للمفكر فى قطرنا العزيز فالكل لاحظ تمسكه بالكرسى و تدغدغ وجدانه لملامسته مثبتاً معضلة اكاديميينا ومفكرينا و علمائنا فى خضوعهم وضعفهم امام شهوة السلطة و لو كانت (للساق) متجاوزين لتاريخهم الطويل فى اسهاماتهم الفكرية والاكاديمية التى هى اكبر من الوظيفة بمجرد اداء القسم الرئاسى باعتباره كلمة المرور الى ملامسة حرير الوزارة و نعيمها و يا حسرة ذلك الكتاب المقدس الذى اصابه الملل من ملامسة تلك الايدى المكتسية بجلد من الملق و النفاق.
    انها معضلة شعب ما زال يعانى من امية وجهل فى اكثر من نصف سكانه ومجموعة من المتثاقفين وورثة الامجاد والتواريخ القديمة هم المستفيدين من متناقضاته والمعمقين لجراحاته غير مبالين بما افرزته هذه الجراح من ماسى لازمت محمد احمد منذ فرحته بانشودة (يا غريب يلا لى بلدك) للفنان حسن خليفة العطبراوى الذى لا يشك احد فى غيرته ووطنيته.


    اسماعيل عبد الله محمد
    [email protected]
    +971504233928
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de