مر اليوم العالمي لحقوق الإنسان كما تمر جميع أيام الأسبوع والشهر والسنة. ولكن أمريكا المدافع الأول عن حقوق الإنسان لا تذكر أنها قد بنت حضارتها على إبادة شعب كامل – الهنود الحمر- ووضعت البقية الباقية منهم في حظائر لا ترقى لمستوى حظائرها القومية لحفظ الحيوانات. لا تذكر أمريكا في خطابها المنادي بحقوق الإنسان التسعين ألفاً من البشر الذين ماتوا إحتراقاً بعد أن ألقت حكومة هاري ترومان عليهم أول قنبلة ذرية صنعها الإنسان. وبما أنه قنبلة واحدة لا تكفي ألقت بقنبلتها الثانية في نجازاكي وأحرقت خمسين ألفاً من البشر. والذين لم يحترقوا إنتشر السرطان في أجسادهم وأجساد نسلهم. بل أن أمريكا لا تذكر ما فعلته بالفيتناميين وبحقول الأرز في فيتنام ولا بالكمبوديين ولا بأهل لاوس وغيرهم من ضحايا حرب جنوب شرق آسيا. ومن أجل النفط شنت أمريكا حرباً على العراق وأفغانستان وأقامت سجن قوانتانامو في قاعدتها في كوبا ومئات خلايا التعذيب في عدد من الأماكن السرية في شرق أوربا والشرق الأوسط. وكل يوم تتضح فضائح التعذيب والوسائل غير المشروعة في إنتزاع الإعترافات القسرية مستغلة كل الأدوات الشيطانية التي لا تخطر إلا على بال مخترعين من ذوي الميول السادية والمنحرفين نفسياً الذين يعملون في جهاز استخباراتها. فأي إنسان ينادون بحقوقه؟ وأي إنسان يتباكون عليه ويصنفون الدول على أساس أنها ترعي الأرهاب؟ لقد جمعت أمريكا كل الأمريكيين من أصل ياباني على أيام الحرب العالمية الثانية ووضعتهم في معسكر مثل قوانتانامو. لقد أستعملت أمريكا السود لإجراء تجارب عليهم وكأنهم فيران تجارب. والقائمة تطول. ولو كانت هناك معايير عادلة لكانت أمريكا آخر دولة تتحدث عن حقوق الإنسان. لقد شطبت الإنسان كإنسان وبالتالي ليس لديه أي حقوق. فأين حق سامي الحاج وزملائه من ضحايا قوانتانامو في محاكمة عادلة؟. ونحن لا نملك إلا أن نغني لأمريكا أغنية الشاعر الكوبي خوسيه مارتي مع جون بايز : قوانتاناميرا... جواهيرا قوانتاناميرا. Y con los pobres de la tierra Quiero mi suerte echer El arroyo de la sierra Me complace mas Que el mar
اخترت لقدري مصير فقراء الأرض بهجة الجدول في نفسي أعظم من البحر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة