من أجمل ما كتب شوقي بدري عن أم درمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 01:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-06-2007, 01:59 PM

وجدي الكردي

تاريخ التسجيل: 07-28-2005
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من أجمل ما كتب شوقي بدري عن أم درمان


    الحلقة الأولى
    عن مقاهي أم درمان نحكي:
    موسي ودنفاش في قهوة شديد.. وانت يا (عباس) حتموت بالطريقه دى..!
    (1)
    تحدثنا من قبل عن (قهوة شديد) بأم درمان، و(آل شديد) من أعلام المدينة الذين كانوا يؤدون واجبهم الامدرمانى بتفان وإخلاص، وفى المآتم يقومون بــ (مسك الطابية). والطابية هى مكان عمل القهوة والشاى، والقهوجى منهم يستطيع ان يدير كل القهوة للمأتم بما فيه من آلاف الزوار، وهذه العملية يصعب على النساء ادارتها، ويتكفل بها الرجال مثل جلوال وقسم ونواى وعشرات الآخرين من خيرة رجال أم درمان.
    عندما مات والدى فى الثالث ديسمبر 1961م ، كان الطيب سعد (ماسك الطابية)، وكان احد الشيوخ يحتد ويكثر من طلباته، وبعد فتره ــ والشيخ فى طريقه الى خارج الدار ــ لاحظ ان الطيب يجلس ودموعه تجرى، فسأله:
    ــ إنت يا ولدى ماك شغال هنى؟!
    قال الطيب:
    ــ لا، انا من ناس البيت.
    فأخذ معه الشيخ الفاتحه واعتذر له لانه لم يعرف انه من اهل البيت، وشقيقى الطيب سعد الفكى كان قد عمل فى عطبره فى مقهى قبل ان يستقر فى امدرمان.
    أصحاب (قهوه شديد) لم يكن لهم صله بالإجرام أو المجرمين، ولكن المقاهى كانت بطبعها كانت تجمع أشتات من الناس من كل صنف ولون. ومن اللذين كانوا يتواجدون معنا فى المقاهى رجل إسمه (عباس)، كان يمارس البلطجة والنهب، تخصص فى زوار مقهى بعينه فى الخرطوم إشتهر بشرب الخمر يقصده ذوى الدخل العالى، كان (عباس) يترصد لهم فى الليل خاصة اللذين يقصدون اماكن (شراء المتعة) منهم.
    فى أحد الأيام إصطدم (عين) بالضابط دهب الذى كان يعرفه من سجن كوبر، وعندما عرف فى ليل الخرطوم الحالك انه (دهب)، اعتذر، وربما فعله لأنه كان يعرف ان دهب كان يحمل مسدساً، فحذره دهب قائلاً:
    ــ انت يا (عباس) حتموت بالطريقه دى..!
    وربما تحقيقاً لنبؤة دهب، جاءت نهايته على يد شاب نحيف صغير السن تتبعه (عباس) بعد عمليه بيع بهائم، وفى منطقة القماير حاول (عباس) المتعطش للمال ان يخيف الشاب الذى لم يمهله وقام بفتح بطنه كما قالوا من (حلقو لى صرتو)..
    (2)
    (المحرق)، وهكذا إسمه، أيضاً كان من زوار المقاهي، وكان لطيفاً مع المساجين السياسيين فى سجن كوبر، يطبخ لهم الاكل بكفاءة وتنوع، ومن سوء حظه انه مع اثنين آخرين حاولوا نهب (افندى) الا انه قاومهم بعنف، ما جعلهم يظنون انه يحمل مبلغاً كبيراً، فأخرج (المحرق) سكينه لإخافة الافندى الا انه واصل القتال بشراسة، فأراد المحرق ان يضربه بقعر السكين الا ان النصل اخترق عنق الافندى فمات، ليكتشف الافندي بعد سجنه ان المبلغ الذي قاتل من أجله لم يكن يزيد عن الحنيه الا قليلاَ ..!.
    من الضحايا اللذين تعرضوا للنهب من قبل اللصوص، الرجل العظيم والدكتور الشجاع، عبده الدرديرى، شقيق الدكتورة سيدة الدرديرى، ففى بداية السبعينات تعرض لعمليه نهب من غادرين، ورغم قلة حجمه الا انه واجه حامل السكين بشجاعة أفضت بموته وكان طبيباً فى السلاح الطبى، وبما انه كان من خيار شباب امدرمان، فلقد حزن الناس عليه بشدة، خاصة والدته (مكة ارباب) شقيقة الدكتور على ارباب والوزير زيادة ارباب.
    (3)
    من اللذين تعرضوا كذلك فى تلك الفترة للنهب، الدكتور المحاضر حسين ابراهيم مالك، وهو ابن عمتى، ناضل فى المستشفى لأيام عديده قبل ان تكتب له السلامة، ولا تزال يده وجسده تحمل جروحاً عميقة..
    ومن زوار المقاهي أيضاً، أذكر (سالم) ، وهو من حملة المادة ( 77 أ) من قانون العقوبات، وهذه المادة تعطى أى قاضى الحق في ان يحكم على حاملها خمسة سنوات سجناً لأقل جريمة، وهي مادة تصاحب مترددى الاجرام، وأذكر اننا يوماً فى القهوة قد أحصينا خمسة رواد من حملة هذه المادة الا ان احدهم انكرها بشدة وكأنها مرض عضال..!
    (سالم والمادة).. لهم الفضل في إعطائي مادة رائعة لكتابه قصة قصيرة بعنوان (المادة).. وهى احدى قصص مجموعتى القصصيه (المشبك)..
    (4)
    سالم كان (رجل كسر)، لا يتعامل الا مع (الخزنة)، وسبق أن نقبوا سقف الدكان غرب قهوة شديد المواجه للمحطه الوسطى، وهم فى طريقهم خارج الدكان اعترضهم رجل شرطة، ورغم انهم عرضوا عليه مبلغ كبير ولدنيا (قبايل عيد) لكن الشرطي لم يقبل لانه حسب قوله كان (حالف اسم الله) ، فإضطر سالم لضربه بالعتلة الصغيرة على رأسه، وتركوه مجندلاً في دماءه وانتهى الامر بأن صار معوقاً ، ولم يجد اى اهتمام من السلطة يومذاك حتى سخر بعض الناس وقالوا: (يستاهل) ..!
    (5)
    ومن اللذين كانوا يتواجدون فى قهوه شديد، موسى ناصر المشهور بــ (ود نفاش)، واليه تنسب اغلب نكات الاربعينات والخمسينات والستينات، وهو خال اصدقائنا وجيراننا محمد وعبد الرحمن، احفاد الشيخ دفع الله الغرقان صاحب القبة التي فى وسط امدرمان، ولأن موسى كان يعمل فى (ليمنيوس اليونانى) فى ناصية قهوة شديد، لم يتعرض ليمنيوس لاى نهب او سرقة، فكل اهل امدرمان من اشرارها واخيارها يحبون (موسى ود نفاش)، بل ان السيد عبد الرحمن المهدي كان يستدعيه فى بعض الاحيان ويسأله: ماذا يقول الناس فى شوارع امدرمان؟!
    (6)
    كان يجالسنا فى قهوه شديد رجل إسمه (افراج) ، شاهدته لأول مرة فى يوم 27 رمضان وهو لا يزال يرتدى ملابس السجن ومكتوب على قميصه بالكوبيا (إفراج) وكان يجلس ويلعب (سيف) فى القهوة، وفى نفس الليلة اشترك فى مشاجرة انتهت به الى السجن وصار يعرف بــ (إفراج)..!

                  

12-06-2007, 02:02 PM

وجدي الكردي

تاريخ التسجيل: 07-28-2005
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من أجمل ما كتب شوقي بدري عن أم درمان (Re: وجدي الكردي)

    عن مقاهي أم درمان نحكي
    يا بت هووي: ورينى النص حقك في الولد دا ياتو؟!
    شوقي بدري
    (1)
    فى العام 1964م، ظهر (فتوة) ودمدنى الأكبر (عويض) الذى ذاعت شهرته كل السودان، وكان مشهد رؤيته وهو يضع على رأسه (الكسكتة) فى الليل، مع جسده الضخم يثير دهشة الناس ورعبهم، رغم مناشدة صديقى الملاكم (كيكس) له بخلع (الكسكتة) فى الليل ومجالس اللهو.
    وعويض هو ذات الرجل الذى أصاب الرئيس الأسبق نميرى بشج فى رأسه حين كان النميرى طالباً في مدرسة حنتوب الثانوية، لكنهما تصافيا وصارا أصدقاء، إلا ان النميرى إنتقم منه لاحقاً حين صار رئيساً للسودان.
    (2)
    فى قهوة (شديد) مات (عم الشيخ)، وكان فى السبعين من عمره بلحيته البيضاء الدائرية، وتم إتهام (ود النوبة) وآخرين بقتله، لكن افرج عنهم بعد ان اتضح ان الوفاة طبيعية..
    كنت أجلس يوماً في قهوة شديد ومعي (ود عجيب)، فحضر (عم الشيخ) إلى القهوة وجلس بعد أن سلّم علينا، ومن فرط هيبته وشيبته، (قرص) أحد الشباب سجارته تأدباً.. وعندما طلب (عم الشيخ) الفوطة التى يستعملها (الركّيب) لغطاء التربيزة، ثم أخرج الكوتشينة من جيبه، التقط الشاب سجارته التي (قرصها) بعد ان سب (الشايب) سراً.. فضحكنا لحُسن ظنه في الرجل، وضحك معنا (عم الشيخ) نفسه ..!
    (3)
    (الركّيب) كان يدفع ثُلث الربح للمعلم، والركّيب قد يكون عنده (ركّيب ركّيب)، أو ركّيب صغير يدفع له (النُص) وهو يرفع (نُص النص) للمعلم، وكان هنالك اربعة (ركّيبين) فى قهوة (شديد)، أحدهم عزيز الذى نسي الفوطة على الطاولة، وهذا يعنى انه مسؤول عن الخسارة أو الربح، ما جعله يطلب منا الرجوع من (ود نوباوي) بسرعة، ولحسن حظه وجد (الخميرة) ــ وهى رأس مال (الركّيب) ــ قد زادت خمسة وسبعين قرشاً..!
    هؤلاء الذين يرتادون المقاهى من المنفلتين، كانوا ملتزمين بالولاء والوفاء، يتعاملون مع بعضهم البعض بشرف وأمانة رغم انهم (مجرمون) .. ومجتمعهم لا يخلو من الطرائف والمفارقات اللطيفة، فعندما سافر (شديد) مع (العربي) للحج، تركا القهوتين المتجاورتين للمعلم قدورة، وبعد عيد الاضحى كان العمل متوقفاً في السوق، فقل قدورة قولته الشهيرة: (انا معلم قدوره ما لاقى رزق بين قهوتين)؟!
    قالها على غرار: الدوده تجد رزقها بين حجرين..!
    (4)
    كان يأتى لــ (قدورة) القائم على أمر القهوتين، أحد الشحاتين الملحاحين اللذين لا يقتنعون بأن (الله كريم)، و يقول:
    ــ آآى.. أنا عارف الله كريم، لكن برضو أدونا حاجه..!
    فى أحد الأيام تجاهل المعلم قدروة الشحات، فلكز الشحات قدوره قائلاً :
    ــ عندك حاجه لى الله؟!
    رد عليه قدورة:
    ــ آآي.. انت ماشى ليهو متين؟!
    (5)
    المعلم قدوره كان شجاعاً، احتد مع قاضي قال له:
    ــ انت راجل (وسخ)، فقال المعلم قدوره: انا معلم قدوره بستحم مرتين فى اليوم.. انتو فى بلدكم حمامات ما عندكم .. وانتهى الامر بالمعلم قدوره الى السجن.
    قدورة كان من اكثر الناس اناقة، وعندما شاهد ولده فى الشارع متسخاً اخذه لداخل الدار ووضعه على الطاوله ونادى والدته بعد ان اخرج السكين، قال لزوجته:
    ــ ورينى النص حقك في الولد دا ياتو، عشان انا نصى عاوز اشطفوا وانضفو.. ما ممكن الولد الوسخان ده يكون ود المعلم قدورة..!
    (6)
    (طافى لمبه) ، أحد اللذين كانوا يجلسون فى المقاهى، وهو رجل كريم العين قاسى الملامح (ما يقال عليه صارم).. عندما كان الدكاترة: مختار الشيخ ومختار عبد الله يتخصصان فى براغ، سمعتهم يتحدثون عن قصه شنقه فى سجن كوبر، عندما كان دكتور مختار يعمل فى السجن، وعندما كان (طافى لمبه) يجلس فى احد (الانادى)، كان ثلاثه من الموجودين يشربون الخمر وبدأوا بالتعليق على عينه المفقوءة، والسخريه منه امام صاحبة الانداية، وعندما خرج احدهم للبول في الشارع، لم يرجع.. وعندما لم يرجع الثانى بعد فترة، أحس الثالث ان فى الامر شيئاً مريباً فبدأ فى الصراخ وتجمع الناس وقبضوا على (طافى لمبه).
    (7)
    عندما نكون فى طريقنا الى قهوه شديد من أي مقهى آخر، ويسألنا شخص ما:
    ــ ماشين وين؟!
    كنا نكتفى في الرد عليه بعبارة: (عرشو سما).. والمقصود به كما اوردت من قبل، ان الغرفه الداخلية فى مقهى (شديد) كانت بلا عرش كمنفذ للهواء، وفى هذه الغرفة كان يجلس المعلمين وكبار (الركّيبين)..
    أحياناً كنا نقول لمن يسألنا عن وجهتنا: ماشين (لبنو برّة)، لأن (قهوة شديد) كانت الوحيدة فى ام درمان التى بييع الشاى فى كبايتين: كباية مليئه بالشاى الاحمر، وكباية فيها حوالى قيراطين من اللبن حتى يضيف من يرغب اللبن حسب مزاجه.
    (8)
    من الاشداء اللذين كانوا يجلسون فى المقاهى، الملاكم (زروق) وصديقه العملاق (فيصل) وعُبد (بضم العين) الذى كان قوياً بشكل لايوصف.. وحدث يوماً ان صادفه شحات ملحاح لم يرد عليه العملاق (عبد)، فدفعه الشحات فى خاصرته فانتبه مزعوراً وقبض الشخاذ من يده التى انكسرت كأنها (قشه كبريت)...!
    لفترة طويلة شاهدت فيها كان (عبد) يمر علينا وهو يحمل دجاجه كى يطبخها فى المنزل ويأخذها للشحات طريح المستشفى بعد ان كسرت يده, كما كان ياخذ له الترمس ليشفي واعطاه مبلغاً من المال..
    (9)
    من زوار المقاهي أيضاً، إبن حى السروجية حسون الذى كان ضخماً ويبدو كقاطرة بشرية، وفى تمارين الملاكمة وجه ضربة لــ (فيصل) الذى صار فيما بعد صاحب اجمل الاجسام فى حمل الاثقال وكمال الاجسام، وعندما تفادى فيصل الضربة بالرغم من قوته، انكسرت يده..!
    فيصل أصبح لاحقاً من فناني الحقيبة، وحسون صار فيما بعد (شيالاً) لميرغنى المأمون واحمد حسن جمعة، وانتقل حسون الى السعودية ومات هنالك كما عرفت من اخى عبد لرازق اسحق الشهير بــ (ابو رزقة) ..
                  

12-08-2007, 03:22 PM

وجدي الكردي

تاريخ التسجيل: 07-28-2005
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من أجمل ما كتب شوقي بدري عن أم درمان (Re: وجدي الكردي)

    ...........
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de