الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 00:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2007, 09:00 AM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات )

    جعفر عبد المطلب

    ( حديثو النعمة ) الأغنياء الفقراء

    في ظل التغيرات الدراماتيكية التي طالت كافة أوجه الحياة السودانية بسبب الظروف السياسية التي أفرزت أوضاعاً اقتصادية صعبة ، تلاشت الطبقة الوسطي التي كانت تمتلك رافعات التغيير الإقتصادي والثقافي والإجتماعي و ٌتشكل دائرة الإستنارة ومستودع الوعي ،حيث توارت في ركن قصي لا يصل إليه الضوء ، تحاول أن تسند ظهرها علي حائط ما ، فلا تجد سوي خط الفقر فتسقط الغالبية منها تحته و تظل الأقلية عالقة بأعلاه ! . خرجت قوي إقتصادية كان لها وزنها وتاريخها العريق من الساحة ، ودخلت مكانها من لا تملك تاريخاً ولا وزناً من القوي الجديدة ولكنها تملك رافعة السلطة ! شركات ومؤسسات وبيوتات وأفراد جميعهم تركوا السوق وغادروا إما خارج الوطن أو بقوا داخله يكابدون من أجل أن لا تنكشف عورتهم المالية ! هكذا نشأ واقع اقتصادي جديد ، لا يلتزم بتقاليد وضوابط و أخلاقيات النشاط الإقتصادي المتعارف عليها ، هذا النشاط الطفيلي الجديد ابتدع ضوابطه ومعاييره و أخلاقياته وأساليبه من الجو العام لممارسة الإنتهاك والتجاوز والتحايل والرٌشى وإستغلال النفوذ .

    تجليات هذا الواقع وإفرازاته لا تخطئها العين في كل شارع أو ركن في العاصمة وأكيد في ولايات ومدن أخري .من هنا نشأت طبقة الطفيليين والسماسرة ، وتسلقت سلم الثراء الفاحش دون عناء يأتي بالعرق . هكذا وفى وضح النهار وعلي مسمع ومرآي من القانون يرتبط الثراء بالسلطة ! . شباب في الثلاثين من العمر فجأة أصبحوا أثرياء بين ليلة وضحاها ! العلامات الدالة علي ثراءهم الباذخ لا يمكن حصرها ، بيوت تعلو طابقاً فوق طابق، تحيطها الحدائق الغناء وسيارات عليها ستر يصعب تمييز ما بداخلها ، وخادمات ونادلات من آسيا وإفريقيا بينما الفتيات السودانيات عاطلات عن العمل منذ سنوات !الناس تلهث وراء الثراء بأي ثمن ، البعض حرم نفسه من نعمة الأسرة وحرية الحركة وظل قابعاً في السجن لسنوات مضت من رصيد عمره الغالي الذي لا تعوضه أحلام شيك طائر أو صفقة أبرمت علي باطل . هذا التهافت المحموم نحو ثراء يأتي سريعاً ويزول سريعاً ، خلخل الكثير من الثوابت والقناعات لدي الكثير من ضعاف النفوس ، لاسيما فئة الشباب، الذين تم إغراءهم بأحلام وأوهام هذا الثراء السريع ، حتى ترك بعضهم قاعات الدرس والتحصيل ، مفضلين الطريق الأقصر ، بدلاً من طريق يحتاج إلى صبر ومثابرة ، ولكنه يصل بهم في النهاية إلي مستقبل شريف ومشرف ، وإنضموا إلي الباحثين عن أوهام هذا الثراء الذي يأتي ولا يأتي !

    ليس بالضرورة أن يكون الثراء في الحصول علي المال وإن كان حراماً ، قد يكون الثراء في أن يكون لديك أسرة تمنحك الدفء والمحبة أو عمل تحبه وتؤديه في إخلاص وإبداع ، أو في إحترام الذات الذي يعصمك من إغراء السلطة الجائرة أو مبدأ تؤمن به وتضحي من أجله بالغالي والرخيص أو في أصدقاء يحبونك وتحبهم أو في الحي الذي تسكنه وتحس فيه بالأمن والأمان ، أو في وقت تنفقه في عمل طوعي يعود الخير فيه علي الوطن والمجتمع ، أو في إيمان عميق يثري روحك ثراء حقيقياً ينأي بك عن الترهات والمزالق، أو في سفر يثري تجربتك في الحياة ويضيف إليك رصيداً من الثقافة ، أو في كتاب ما أن تفرغ من قراءته ، فتحس بثراء ما بعده ثراء ، أو في قرآن تسمعه متأملاً في الثلث الأخير من الليل ، أو في صوت موسيقي كلاسيكية ينسكب من خلف الجدران. وسائل كثيرة تحقق ثراء النفس والسمو بالروح فوق العرض الزائل وسقط المتاع واللهاث وراء أوهام الثراء الحرام .

    لو سلمنا جدلاً أن ( حديثي النعمة ) هؤلاء أثرياء حسب إعتقاد العامة ، تعالوا ننظر في جوانب الفقر فيهم : هذه مجرد نماذج سجلتها عرضاً .

    كانت تتهادي أمامي سيارة فارهة ، ظللها صاحبها بستر لا تكشف ما بداخلها. - غريب أمر هؤلاء ، أليست السيارة وسيلة للمواصلات فحسب ؟ إذن لماذا حولوها إلي غرفة للنوم - ! كانت الإشارة حمراء ، ومن حسن حظي لم يعّرض علي أي من تجار الإشارة الحمراء بضاعته . فتح ( حديث النعمة )هذا باب سيارته الفارهة وتمخط - عفواً - علي مرأى منا جميعاً دون أن يستخدم منديلاً من ورق تصوروا ! ربما كانت السيارة علامة ثراءه ، ولكن ماذا نسمي سلوكه الغجري هذا غير الفقر المدقع في الذوق العام . دخلت صالوناً للحلاقة لأقص شعرى في أحد الأحياء المسماة راقية ! وكنت مصراً أن أقصه عند حلاق سوداني تعبيراً عن موقف ضد الحلاقين الأجانب . كانت الأرضية كلها مغطاة بأكوام من الشعر ، ترددت في الدخول ، فلاحظ الحلاق ذالك ثم قال : تفضل وهو يشير إلى الكرسي قلت: ألا تنظف المكان قبل أن تبدأ ؟ قال: عادة ننظفه في النهاية . خرجت دون أن أعلق بكلمة وسط حيرة الجالسين ! ذهبت لصالون في الجوار يديره تركي في غاية النظافة وكل المعدات معقمة ، حياني بحرارة وأصر أن ٌيكرم مثواي بعصير من البرتقال ، لاحظ كل هذا وأنا لم أبدأ في الحلاقة بعد ! جاء ( حديث نعمة ) آخر يتحدث في تلفونه بصوت سمعه كل من حولنا في شارع ( عبيد ختم ) . ما أن سمع الرجل يحادثني بانجليزية ذات لكنة تركية، إلا وانبري يحدثنا عن الأماكن التي قص فيها شعره في العالم ، غريب أمر هذا الرجل كيف يحادث أناس لا يعرفهم أصلاً ! كان سلوكاً إستعراضياً و فجاً . ماذا يكون هذا إن لم يكن الفقر في أبسط قواعد الذوق العام ومراعاة مشاعر الآخرين و سيارته أيضاً فارهة . ثالث أوقف سيارته الجديدة حتى سد الطريق علي المشاة وطلب من بائع الفاكهة أن يضع في سيارته عدداً من صناديق الفاكهة من مختلف الأنواع ، دون أن يكلف نفسه عناء الترجل ! في تلك اللحظة كنت أتفحص الفاكهة لأتأكد من أنها طازجة وغير ملوثة وأقارن بين الأسعار- لاحظ أنا مغترب – أ كيد هذا مال لم يبذل فيه جهداً. مضي وترك خلفه دائرة من الضوضاء والإزعاج قصد منها لفت أنظار المارة لسيارته الجديدة . علق أحد الحاضرين - لا أعتقد أنه يعرفني - قائلاً" يا أستاذ انتم هاجرتم وتركتم البلد لمثل هذا النوع من الأجلاف الذين لا يعرف الواحد منهم كيف يتصرف فيما لديه من المال السائب " .الأمثلة كثيرة لا يسع المجال لذكرها . التحية والتجلي للشرفاء من( قديمي النعمة ) وإن بقوا في الظل، ولكن لم تنحسر عنهم أضواء الشرف واحترام النفس ، لأنهم جمعوا مالهم بجهد تصبب منه العرق الحلال .

    شكراً لكل من إتصل بي مرة ومرتين وثلاث و أكثر من داخل الوطن و خارجه و من لم يتصل ، أثناء الوعكة التي ألمت بى . أسأل الله أن لا يعرضكم لمرض يدخلكم غرفة التخدير العام ، حيث يفقد المريض وعيه بالكامل ولا يعرف إن كان سيعود إلى الحياة ثانية أم سيمضي إلى حيث لا عود ة ! حتى الخميس القادم لكم الصحة غير المنقوصة .
                  

12-04-2007, 03:35 PM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: جعفر عبد المطلب)

    القراء الأعزاء تذكرون كنت قد بدات اكتب انطباعاتي عن الخرطوم التى امضيت فيها حوالى خمسين يوما . المت بى وعكة لم اتمكن من المواصلة . ماتزال لدى بقية ارجو ان لا اثقل عليكم فى العودة اليها ثانية . لست كاتبا منتظما فى هذا المنبر ولكن ساطل بين الفينة والأ خرى . لا ادرى ان كان فيما نكتب يبقى منفعة للقراء فى الأرض او يكون زبدا فيذهب جفاء ! مع تحياتى
                  

12-04-2007, 04:02 PM

محمد خليل إسماعيل
<aمحمد خليل إسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-07-2006
مجموع المشاركات: 1256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: جعفر عبد المطلب)

    الأستاذ جعفر عبد المطلب

    تحية وبعد

    عدت من السودان قبل يومين وبالفعل أصبحت الخرطوم لا تشبهنا
    الأثرياء الجدد في كل مكان .
    شباب في بدايات عمرهم تركناهم وإغتربنا وعدنا ووجدناهم أصحابي
    شركات ومن راكبي الفارهات .

    وفي المقابل تعج السجون بأصحابي الشيكات الطائرة بالملاين والملليارات
    شاهدت ذلك بنفسي من خلال زيارة لسجن أمدرمان

    أصبح الناس لهثون وراء الثراء بصورة غريبة دون إعتبارات الحلال والحرام
    ودون أعتبارات أن لجسدك عليك حق وان لاسرتك عليك حق .الكل يلهث وراء الثراء
    بشتي الطرق والوسائل.

    ---------------------------------
    ومن الملاحظات الأخري

    عدم ترتيب الاولويات في بلادنا
    ذهبت مرة لأحري المستشفيات الخاصة ( يستبشرون ) الطبي لمعالجة طفلة مريضة
    وعند دخولي لباب المستشفي شعرت بفخر شديد لنظافة المرفق وشكله الجميل
    صالات الإنتظار مزودة بشاشات تلفزيونية ضخمة LCD وكلها تعمل على قنوات ART الرياضية

    ذهبت للإستقبال لطلب ملف المريضة
    وكان السؤال متى كانت أخر زيارة لها ... فأنا لا أعرف بالضبط تاريخ أخر زيارة
    بحكم إني ضيف ولم أكن متواجدا ... المهم بد أن حددت التاريخ بالإيتعانة بالغير
    وحددت تاريخ تقريبي .... أخضر الموظف رزم من الملفات وجلس يبحث عن الملف بطريقة
    يدويةوعشوائية جدا لدرجة أنه أخذ قرابة الساعة لإخراج ملف المريضة .

    بالله عليكم أيعجز مستشفي من إحضار كمبيوتر وعمل برمجة للملفات بصورة إلكترونية
    لتسهيل العمل وسرعة الإنجاز بينما تجد شاشات ضخمة في كل صالة وإشتراك ART ومشاهدة
    مباريات أيهم أولي مشاهدة التلفاز أم تسهيل الأمر للمرضي وإختصار زمن المرضي

    علماً بأن سعر الشاشة الواحد تكفي لشراء عدد من الكمبيوترات
    كذلك قيمة إشتراك القناة تكفي لشراء كمبيوتر ممتاز


    ولي عودة


    ابوشهد
                  

12-04-2007, 05:48 PM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: محمد خليل إسماعيل)

    الصديق محمد خليل اسماعيل لك التحية :
    ماتكتبه بهذه الطريقة يشكل الجزء الاجمل من المقال اكتب انطباعاتك . علمت من مصادر خاصة ان السيد المعتمد يتابع ويرصد كل مايكتب عن الخرطوم وياخذه بعين الأعتبار . حمدا علي سلامتك طفلتك .
                  

12-06-2007, 05:30 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: جعفر عبد المطلب)

    أهلا بك دكتور جعفر وبقلمك الرائع

    علمت من مصادر خاصة ان السيد المعتمد يتابع ويرصد كل مايكتب عن الخرطوم وياخذه بعين الأعتبار .
    والله لا أتوقع أخي جعفر..فلم نعتد من هؤلاء القوم الا الفعل المفضي للخراب لا للاصلاح..وكل ما أتمناه أن تنظر للأمر بمنظار أكبر لتدرك عظم مصيبتنا..
    ٍسأعود اليك استاذي..
                  

12-06-2007, 08:14 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: فتحي الصديق)

    Quote: علمت من مصادر خاصة ان السيد المعتمد يتابع ويرصد كل مايكتب عن الخرطوم وياخذه بعين الأعتبار .


    عزيزي فتحي
    اليس هو الذي اغلق الموقف القديم في وسط العاصمة في ليلة وضحاها وحوله الي الاستاد حيث ترك خلق الله من الشيب والشباب والنساء والاطفال يعودون سيرا الي وسط العاصمة ثم قال في برنامج تلفزيوني " انني طبقت امرا صدر من سنين ؟ "..سمعته يقول ذلك وانتظرت بصبر ان يقول شيئا منطقيا جعله يفعل ذلك ولكنه تحدث حديثا انشائيا سمجا عن تطور المدن وهو بما فعل لم يطور شيئا ..هل التطويير هو بناء عشوائي لمباني وطرق وجسور وتغيير مواقف والاستيلاء علي مساحات الارض بغرض استثمار لاثرياء الغفلة والزمن الردئ ..اي عين اعتبار له فيما فعل ويفعل ؟؟؟
                  

12-06-2007, 08:51 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: abubakr)

    العزيز أبوبكر
    لك التحيات الناضرات
    هو نفسه من قام بذلك

    .....قال الرجل وهو يبرر نقل مواقف المواصلات العامة من قلب الخرطوم الى غرب السكة حديد واستاد الخرطوم :من وافقنا في هذا الأمر فليكن والا بنمشطا بي قملا ومافي زول يسألنا وأركبوا تاكسي...

    المصدر صحيفة الخرطوم لا اذكر تاريخ العدد
                  

12-04-2007, 03:54 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: جعفر عبد المطلب)

    ممتع و محفز على التفكير كالعادة. واصل د. جعفر متابعين معاك.
                  

12-04-2007, 06:11 PM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: Elawad)

    الصديق العوض : اشكر لك جهد المتابعة .لماذا لانكتب ؟ اليست الكلمة سلاحا يمكن ان نشهره فى وجه السلطان الجائر ؟ بدون سقط فى القول او اسفاف فى المعنى او خروج عن دائرة الموضوعية . الم اقل لكم من قبل ان هذا المنبر هو السودان بيتنا جميعا ومساحة الحرية التى فيه تشكل الأصل وليس الهامش كما هو الحال فى الوطن الداخل . نكتب عن الخرطوم وعن غيرها من المدن وعن الفساد وعن معاناة اهل السودان لأن كل ذالك يهمنا ابناء الوطن الواحد الذى لايقبل القسمة علي اثنين . لايستطيع كائن من كان ان ينزع منا حب الوطن او يجردنا من الأنتماء اليه . لقد ولي زمان الأقصاء والهيمنة والأستحواذ واثبتت تجربة عقدين من الفشل والخيبات ان هذا الوطن لايحميه ويبنيه ويدافع عنه وينميه ويرفعه فوق الدين والعرق والقبيلة والجغرافية سوى ارادة اهله الجمعية وليست ارادة حزب واحد مهما حشد من العقائدية او الجهوية او السلطة او الثروة !
                  

12-04-2007, 07:43 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: جعفر عبد المطلب)

    عزيزي جعفر .. شكرا فلقد كنت انتظر مقالاتك هذه التي وعدتنا بها حين سفرك الي السودان الصيف الذي مضي (اسميا حتي الان) .. سانتظر حتي اري مجمل الصور التي ستعرضها ثم نتواصل نقاشا باذن الله( ملحوظة : ارجو ان تنبه الاخ بكري في مداخلته بمناسبة ارشفة مداخلات المنبر بان يبقي علي مداخلتك هذه بعد ال 21 من ديسمبر في المنبر لا في الارشيف )
    مودتي
    ابوبكر
                  

12-05-2007, 03:13 AM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: abubakr)

    الصديق الأستاذ ابوبكر : اشتاق اليك يارجل اين انت ؟ ارجو ان يكون الصديق ابوبكر قد قرا طلبك حول الأرشفة وهو طلبى ايضا . يمكنك ان تكتب دون انتظار اى ارجو ان تكتب عن كل مقال علي حدة فلا تحرم قراء المنبر من كتاباتك الرصينة لاسيما وان المسؤولين عن الخرطوم اخيرا اصبحت لهم اذنا صاغية .
                  

12-04-2007, 08:45 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: جعفر عبد المطلب)

    Quote: الصيف الذي مضي (اسميا حتي الان) ..

    الباشمهندس أبو بكر
    تحياتي،
    اسميا دي كيف؟ والله الصيف مضى مضية عندنا هنا... عارف والله درجة الحرارة ناقص سبعتاشر و مع اعتبار عامل الريح ناقص خمسة و عشرين و نحن حامدين الله و فرحانين عشان الجو الأسبوع دا اتحسن شوية.
                  

12-05-2007, 03:25 AM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: Elawad)

    الصديق العوض :تحياتي
    يبدو لي من تعليقك هذا ان البرد الذى تزيد من قسوته سرعة الريح هو برد كندى لايشبه برد اخر اعانكم الله عليه . نحن هنا نرفل في كورنيش ابو ظبى فى جو ربيعى ونرتدى فقط (تى شيرت ) هكذا الكرة الأرضية تمضي فى دورانها ولا يهمها ماذا يحدث للساكنين فوقها!
                  

12-05-2007, 07:32 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: Elawad)

    العزيز جعفر
    اولا المعذرة ان قاطعت سير مقالاتك

    Quote: اسميا دي كيف؟ والله الصيف مضى مضية عندنا هنا... عارف والله درجة الحرارة ناقص سبعتاشر و مع اعتبار عامل الريح ناقص خمسة و عشرين و نحن حامدين الله و فرحانين عشان الجو الأسبوع دا اتحسن شوية.

    العزيز العوض
    حيث نعيش جعفر وانا الصيف امر قائم العام كله ونستعين عليه بما يتوفر من تقنية في البيوت والعربات والمكاتب ومؤخرا في دبي مواقف البصات وحتي جسور المارة العلوية صارت مكيفة ...قبل عقود ثلاث عندما اتيت انا هنا كان الصيف ياخذ ثلاث ارباع السنة وكانت المعينات التقنية ترتاح اما منذ ما يقارب العقد ونصف فلقد استولي علي كل الشهور والفضل لاحتباس حراري وثقب للاوزون ومثل ذلك من اسباب يقال انها السبب ... اعمل بناء ولذا جل وقتي في العراء ومواقع الانشاء وصباح اليوم الباكر جدا وفي اخر مناطق باقية من الصحراء لم تعمر كان لي لقاء او اجتماع-وحيث يذهب امثالي من البناءئين تذهب صحراء تابط شرا وترتفع مكانها بنايات وما امثالي الا سبب- وانا علي عرقوب" رمل شعرت ببرودة انستني حر الامس نصف النهار في نفس المكان ورايت زميلين لي هولندي واخر انجليزي لا يبدو عليهما اثر ما شعرت به من برد وترائ لي ان العظم قد وهن فقط عندي او تعود علي الحر فبخل بان تفرح روحي بحلم في شتاء مثل الذي كان لنا قبل عقود كثيرة في قريتنا التي صارت من مستوطنات البلطي والسلاحف والتماسيح في شمال بلادنا الغريقة ...كان دؤانا حينئذ لبرد يخخلل عظامنا فترتعد اوصالنا و"تطقطق" اسنانا قراصة ساخنة بلبن ساخن او عدس ساخن والاخير له فضل علي اجيال من نساء ورجال السودان الذين تعلمو في مدارس لها داخليات كان العدس فيها ماكدونالدز ابناء ملح الارض امثالي

    مودتي
    ابوبكر

    (عدل بواسطة abubakr on 12-05-2007, 07:33 PM)

                  

12-05-2007, 05:15 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: جعفر عبد المطلب)

    الأخ العزيز د. جعفر
    نعم إنه برد كندا و في كندا برد البراري و في البراري برد الـ Land of Living Skies كما يسميها أهلها... ساسكاتشوان. تصدق يا دكتور هنا عادي الناس بستخدموا البلكونة و الباك يارد كتلاجة؟ مرة جماعة سودانيين أصحابنا بحوا ليهم خروف في مزرعة و ختوا اللحمة في أكياس و كالعادة جدعوها في التلج في الباك يارد و استعملوها و نسوا الكمونية ما اتذكروها إلا بعد الجليد ساح. طبعا جربتم كنداو بردها الذي لا يخففه إلا دفء الناس و لطفهم هنا. و بختكم بالجو دا في ديسمبر التي شيرت دا نحن تاني ما أظن نشوفو قبل أبريل و لا مايو.
                  

12-05-2007, 08:13 PM

Dr.Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 37

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: Elawad)

    ياصديق الروح والقلب ، ياجعفر ،كيف انت ؟ طليت علينا وجددت فى النفس ثلك الذكريات ، ذكريات الايام الخالدات. لا استطيع ان اقول الآن غير قولى انى لك مشتاق, وأنى سوف اتابع . القلب مفؤود. فقد كنت فى الخرطوم حتى سبتمبر الماضى. وما شاهدت عقّدلسانى وامسك بتلابيب قلمى ، فلم اكتب .فلسان حالى قال لى : تكتب ماذا. وتترك ماذا؟ المهم لك الشوق والاعزازياصديق العمر الشقى .
    أخوك على حمد ابراهيم - واشنطن
                  

12-06-2007, 06:24 AM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: Dr.Ali Hamad)

    صديقي د. على أين انت يارجل ؟ صديق الأيام الدفيئة والزمن الجميل . ليتك قرات اجترارى لتلك المرحلة عندما كنا عنقودا جميلا فى ( الأضواء ) استاذنا محمد الحسن أحمد- محجوب كرار - فاطمة الحلو -علي حمد واخرين وشخصى الضعيف .ابحث عنك بقدر السنوات التى فرقتنا واشتاق لك بطول البحار والمحيطات التى تفصل امريكا الشمالية عن الخليج العربى . كيف لاتكتب عن الخرطوم ! من يكتب عن الخرطوم غيرك ؟ على حمد صاحب القلم الأنيق اكتب يااخي تجاربك عبر مرافىء غربتك وانت الدبلوماسى الوسيم . تذكر إلحاحك علي ان اترك رئاسة الجمهورية وألتحق بالخارجبة كنا اخذنا شرف الأحالة الي الصالح العام ذالك الشرف الذى تعلقه شارة على جبينك الأن .
                  

12-06-2007, 07:40 AM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: Elawad)

    الصديق العوض لك تحية دافئة علها تخفف عنك زمهرير كندا الذى أعرفه .كأننى أعرفك منذ سنوات الفضل يرجع لهذاالرائع ابوبكر الذى أقام لنا هذا الوطن البديل عندما ضاق بنا وطن المليون ميل مربع! من يستطع ان يغلق هذا المنبر ؟ هل يستطيع كائن من كان أن يغلق السودان ؟ هاهو الصديق د. علي حمد يتفاعل مع ماكتبت في شوق عتقته سنوات عددا .ليس بسبب قلة تبتذل القول وتجرح وتخرج عن حدود اللياقة والأدب يغلق المنبر !
    ذكرتنى قصة ذبيحتكم ماحدث لنا اثناء عيد الأضحى عندما قررنا ان نضحى نحن مجموعة من الطلاب فى فرنسا ذهبناالى ضاحية بالقرب من المدينة الجامعية تبيع الخرفان للمسلمين . اشترينا خروفين وذهبنا الى مكان الذبح . وجدنا طلابا من مالى ( محرجمين ) الخروف المسكين بطريقة لو شافتهم (برجريت باردو ) لكانوا في المحاكم !المهم قّطعوا الخروف قبل ان يسلخوا جلده ! طلبنا منهم ان ينتظروا ليشاهدوا الذبح على اصوله .ذبحنا بطريقة اهلنا فى السودان وسط دهشتهم ونفخ احدنا الخروف (بمفراكة ) ثم علقناه فى شجرة وسلخناه بينما هم مندهشون ! وهكذا الحال مع الخروف الثانى ثم قطعنا الخروفين وأعطيناهم جزءا. قالوا : من اى بلد انتم ؟ قلنا لهم من السودان ثم اردف احدهم قائلا: صحيح انكم مختلفون عنا نحن الأفارقة وأيضا عن العرب. اذن مانسمعه عن السودانيين يؤكده الواقع .ارجو ان نحافظ على هذا الأختلاف ماوسعنا الى ذالك سبيلا .

    (عدل بواسطة جعفر عبد المطلب on 12-06-2007, 07:44 AM)

                  

12-06-2007, 08:55 AM

ابو يسرا
<aابو يسرا
تاريخ التسجيل: 02-21-2002
مجموع المشاركات: 1837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: جعفر عبد المطلب)

    العم جعفر حمداً لله الف علي سلامتكم
    اغلب الامراض سببها النمازج التي ذكرتها نسأل الله ان ياتي يوم ويتم كنس هذه الطفيليات
    نحن في الاحياء البسيطة لازالت حياتنا بخير ولاتقدير لنا لهولاء بالعكس لايجدون منا الا الاسهزاء والثصغير وبرضو لازال السودان بخير
    وانا صغير كنت اتابع برانامج مرافيء الغربة الذي كنت تقدمة وكان ذلك بسبب انك قريب لنا والىن لااصدق اننا نكتب سوياً في منبر واحد انا سعيد بك
    محمد عبدالعاطي عبد الرحيم
                  

12-06-2007, 10:16 AM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: ابو يسرا)

    الأبن العزيز محمد (ماعون ) انا عمك لزم مش قريبك ! سيحان الله تركناكم " شفعا " الآن تكتبون فى المنبر حاجة تفرح وتشرف . ما اروع هذه الشبكة السحرية. شوق السنوات الطوال ارسله لسكان تلك الحارات الأصيلة فى امدرمان الجديدة التى تنضح بالتكافل والدفء . الذين يمسكون على تقاليدهم السمحة باياديهم العشرة . ألم يكن السودان حتى وقت قريب عبارة عن حي شعبى كبير ؟ يتبادل الجيران فيه الوجبات ويتناولون إفطار رمضان في الساحات والخلاوى والمساجد . ألم تكن بيوت سائر أهل السودان حتي زمن قريب من الجالوص ؟ وطبق الكسرة هو القاسم المشترك بين سائر أهل السودان فى أركانه الأربعة ؟ ثم جاءت الأنظمة الشمولية لتزحزح هذه الثوابت وتستبيح المال العام وتخلخل منظومة قيم أهل السودان وقناعاتهم الراسخة حتى وصلنا الى هذا المسخ الذى تشاهده اليوم فى الخرطوم وغيرها. تحياتى وحبى لكافة حارات ام بدة لاسيما الحارة الرابعة والسادسة وكل الساكنين فيها .
                  

12-06-2007, 10:34 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: جعفر عبد المطلب)

    عزيزي جعفر والنفر الكريم ... ما اقتبسه ادناه من كتاب قريبي -عليه الرحمة- استاذ ابوسليم "تاريخ الخرطوم " ليس من نوستالجيا البحث عن الماضي ولكن مدخلا لنقاش جاد (عل الذين فرضو علي بلادنااليوم انفسهم ولاة وعمرانيين ومعتمديين ومخططيين ان يكون لهم مداخلات ليبرورا ما فعلو بالخرطوم وببلادهم حتي صارت ماهي عليه من فوضي عمراني وقذارة )...وساوصل بحثا قي كتاب ابوسليم عن افادات اخري عن الخرطوم وارجو ممن له افادات وصور عن حال الخرطوم اليوم ان ياتي بها هنا فالامر ليس شخصياوما الخرطوم الا واجهة بلادنا فان ساءت الواجهة انعكس ذلك علي علي اشياء قومية كثيرة :

    Quote: _ وقال محمود طلعت في كتبه غرائب الزمان في فتح السودانى:

    انتهينا الى ساحل الخرطوم في غروب الاحد يوم 5 ربيع الاول1292 . 11 ابريل 1875 زوفي صباح الاثنين حضر الينا معاون الضبطبية وارشدنا الى محل نقلنا اليه متاعنا . ئم توجهنا الى الحكمدارية وسلمنا افادة المالية قامرنا انا ومن معي إلانتظار حتى يتم اعد اد الجمال اللازمة لسفرنا عليها الى كردفان . ولا ينسى القارىء اللبيب ان طول الماسفة قد ادهشني جدا وان الثلاثة اشهر التي استوليت على استحقاقها ستنقضي قبل أن أصل المركز الذي تعينت لأجله . وفي هذه الحالة شعرت بألم الفراق الحقيقي فانخرطت في البكاء وسكبت الدمع مدرارا علي فراق حبيبتي واهلي.
    وبعد انصرافنا من الحكدارية اخذنانطوف بالخرموم التي هي عاصمة بلاد السودان ومحط رحال تجارتها : فاذا هي بلدة حسنة الموقع جميلة المنظر تحييها امواج البحرين الازرق والنيل غدوا ورواحا. ويوجد بها من الجهة الشمالية المشرفة على البحر الازرق كثير من البساتين النضرة الشائقة والقصور الباذخة اشاهقة حتى لقد يعترى القادم على هذا المنظر البهيج حيره لا يكاد يصدق معها حقيقة ما ينظر ه او يري انه قادم على اجمل بلد واعظمها تمد نا وحضارة . ولا غرو فان الخرطوم كانت المحل الاول لاشغال الحكومة االمصرية في اواسط افريقيا ومركز تجارة اسلودان ومحط أعظم تجارة وعاصمة بلاد قسيحة الارجاء واسعة الاطراف كثيرةالخيرات جزيلة البركات . ترابها تبر وحصادها در ويسكن الخرطوم خلق كثير لا يقلون عن مائة الف نسمة وبها ايضا كثير من الافرنج من لكن الجنس اليوناني اكثر من غيره لان كل البقالين ( البدالين ) هناك يونانيو التبعية وما بقي منهم يشتغل بالتجارة .غير ان الجنس الانجليزي وان كان متشاغلا ومتظاهرا باشغال التحارة كسائر الاجناس الا ان ذلك لم يكن الا صفة اسمية فقط أو هو وسيلة لبلوغ غاية كامنة في النفس .
    ويوجد في الخرطوم كثير من الشوارع المنظمة وعلى جانبها قصورمشيده ة ومنازل جميلة تسر الناظ ين وهذه الشوارع تكنس وترش صباحاا وعصرا روهي لا تقل في نطانتها عن شارع محمد علي . وبها ثلاثة مدارس احداها للحكومة . وهي كا ملة المعدات حسنة الترتيب .
    والاخريتان صغيرتان احداهما للجزويت والاخري للاقبا ط أما المكاتب
    الصغيرة ( الكتاتيب) التي يدرس بها القرآن الشريف فهي مما لا يدخل
    تحت حصر . وبها ايضا كثير من القهاوي , منها ما هو علي شاطي النيل للازرق ومنها ما هو داخل المدينة وجميعها منتظمة ومبيضة تبيضا جميلا . واراضيها مكسوة بالواح الخشب. وقدة علقت علي جدرانها الصور الجميلة الي غير ذلك من وسائل الزينة . وبها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين من الماكولات والمشروب فضلا عن انواع الالعاب والملاهي كالبلياردو والشطرنج والنرد وغيرها مما لا يقل عم ما في مجتمعات مصر العمومية.
    وبالجملة فان الخرطوم مدينة توفرت فيها وسائل اسباب المدنية وكملت فيها وسائل العمران وسكانها عل جانب عظيم من الرقة ودماثة الخلق والكرم والشجاعة


    لماذا صارت الخرطوم التي وصفت كما في المقتبس اعلاه من زينه مدن افريقيا قبل قرنيين ونيف الي ما هي عليه الان -في زمن توجه حضاري وفلل ويخوت رياسية وطائرات خاصة وسيارات الهمر والبي دبليو ام 7 اكس - الي مزبلة كبيرة وصارت شوارعها تجرفها مياه الامطار وجسورها تحنق الطرق .. لماذا استهدف محافظي وولاة ومعتمدي الخرطوم هذه المدينة فبدلوها من زينة المدن الي مسخ المدن ؟ اسئلة كثيرة ساتطرق اليها مجيبا وفق رؤيتي وامل ان ياتي غيري بما يري ....
                  

12-06-2007, 11:11 AM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: abubakr)

    الصديق ابوبكر : هذه أضافة ثرة . ولكن من هم سكان الخرطوم آ نذاك ومن هم سكانها اليوم ؟ المدينة دائما تشبه أهلها !
                  

12-06-2007, 11:40 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: جعفر عبد المطلب)

    Quote: الصديق ابوبكر : هذه أضافة ثرة . ولكن من هم سكان الخرطوم آ نذاك ومن هم سكانها اليوم ؟ المدينة دائما تشبه أهلها !


    صديقي جعفر ساتي الي ذلك وهذا امر مهم ؟؟؟
                  

12-06-2007, 03:33 PM

العوض المسلمي
<aالعوض المسلمي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 14076

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: جعفر عبد المطلب)

    الاخ جعفر
    نعم انها خرطوم اليوم بناسها الجدد وليس القدامي انها التورم والتفلطح والبقاء لغير الاصلح فقط البقاء للاقوي
    اننا نعيش في وضع استثناي لايلحظه من كثرت اقامته في السودان او مات قلبه من كثرة تكرار نفس المشاهد حتي اعتادها واصبحت لاتثير فيه حتي الاستغراب ناهيك عن الاستنكار

    أسأل الله أن لا يعرضكم لمرض يدخلكم غرفة التخدير العام ، حيث يفقد المريض وعيه بالكامل ولا يعرف إن كان سيعود إلى الحياة ثانية أم سيمضي إلى حيث لا عود ة ! حتى الخميس القادم لكم الصحة غير المنقوصة

    اما هذه النقطه اولا اقول لك حمدا لله علي سلامتك وشفائك
    وعندما اري كلمة التخدير والحديث بالطبع التخدير في السودان يتملكني نوع من الغضب والسخط ولهذا الموضوع يحتاج لمناقشه وطرح منفصل للموضوع


    العوض
                  

12-06-2007, 09:02 PM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: العوض المسلمي)

    الصديق العوض لك التحية : لحسن الحظ العملية لم تكن فى السودان بل كانت في واحد من أفضل المستشفيات فى أبوظبى . الحمد لله أنا الآن أركض على كورنيش أبوظبى فى تمام الصحة . اشكر اهتمامك . مسؤوليتنا جميعا ان نكتب حول رؤيتنا واحلامنا وتصوراتنا حول الخرطوم التى نريد والتى نحب من واقع مشاهداتنا وتجاربنا فى المدائن التى نعبرها سفرا او سياحة او تلك التى عشنا فيها بعض الوقت او كل الوقت .
                  

12-07-2007, 08:36 PM

بشير دفع الله
<aبشير دفع الله
تاريخ التسجيل: 04-04-2007
مجموع المشاركات: 214

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: جعفر عبد المطلب)

    عزيزنا جعفر..
    حمدنا لله لسلامتك..
    وحمدا لله علي تواصلنا معك ثانيا..
    لأننا لا ننسى أبدا سهرة الأثنين.. مرآفئ الغربة.. وإعادتها كمان
    وكيف حقيقى كنا نعيش معاكم فى كل مدينة حياتها.. وسلوك ناسها
    واليوم أين نحن فى السودان..?
    فعلا الوضع بائس بائس ..
    وثانيا.. أنا سعيد جدا بتواصلى معاك ..
                  

12-08-2007, 05:36 AM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: بشير دفع الله)

    الصديق بشير دفع الله : لك الود القديم اشكر لك مداخلتك الرقيقة . اصدقاء المرافىء عندى لهم معزة خاصة ومودة فائضة . التواصل هنا اصبح قدرا لابد منه سنتواصل دوما ، ها انت القاك هنا صدفة عبر هذا التواصل فلماذا لانتواصل اذا ؟ ربما اترككم فى الخرطوم الى حين ثم اسافر بكم الى نيويورك لأقص عليكم المفارقات التى قابلتنى . هذا يعنى العودة الى المرافىء مرة اخرى من خلال رحلة اكيد ستعجبكم
    ( من يسأل عن أتجاه الكعبة فى مانهاتن ؟ ) هذا احتفاء بهذا اللقاء صديقى بشير . انتظرونى كما يقول مذيعو القنوات الفضائية ألسنا مثلهم نسبح فى الفضاء ذاته ! أرجو ان لايتردد اي منكم اذا شعر ان فى ما اكتب اثقال على القراء أن يعبر عن ذالك صراحة ، فأنا انسان بسيط ولدي قدر من رحابة الصدر يسع لكل النقد والتوجيه طالما كان بعيدا عن سقط القول او الأسفاف او التجريح او الأبتذال

    (عدل بواسطة جعفر عبد المطلب on 12-09-2007, 11:50 AM)

                  

12-06-2007, 05:28 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: جعفر عبد المطلب)

    الاعزاء .. من هم سكان الخرطوم اليوم ؟؟ وبعد الاستقلال ؟ فالتشويه الذي اصاب هذه المدينة التي خططها وبنتهافي شكلها الاول والاساسي ايدي غير سودانية تعرضت بايدي سودانية الي ما هي عليه الان ؟؟؟ هل العلة في الانظمة الحاكمة الفاسدة ام في الساكنيين وكثير منا هنا اما من الساكنيين فيها او له اهل واصدقاء يسكنون فيها ؟؟..
                  

12-06-2007, 09:13 PM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: abubakr)

    أستاذي جعفر عبدالمطلب
    اخيرا سأحادثك بعد أن فشلت لثلاث سنوات قضيتها في الامارات
    أتابع كتاباتك جدا وقبلها كنت مهتما بما قدمت في الإذاعة السودانية وذلك لأني كنت قد دخلتها محباومتعاونا ولكني خرجت منها ( محبا أيضا ويعلم الله ) بسبب ( فصل ) جميع المتعاونين في وطن يفصلك على كل حال ان كنت لم تلتحق بعد
    ودعني اتقاسم معك مساحتك هذي بنشر سرير الروح هذا الذي يشير بحال ما لخرطوم ما سرير الروح

    كانت الغرفة الشتوية تضمنا كلنا .. الأسرة كلها والكانون لامع الجمر ونافذ الدفء وحلة المديدة وقناديل عيش الريف والراديو ونشرة 8 والربوع وربما لسان العرب لو تأخر العشاء قليلاً .. والأحلام .. كل أحلامنا كانت معنا في هذه الغرفة .. كان العالم حينها غرفة صغيرة .. أصغر من عالم اليوم (القرية) .. (الجرسلين) كان سيد الموقف والأرجل تبكي تشققات البرد الناشف .. الشتاء يختزل كل البيوت إلى غرفةٍ واحدة .. ويختزل الشوارع إلى صفير هواءه البارد .. ويختزل الزول كلو إلى مكابدة ألم الدماء تنزف من رجليه .. ويختزل الخوف في لحظة الوضوء أو (الشطيف) صباحاً للذهاب للمدرسة أو حتى المسح بالصابون على اليدين المغبشات والماء يكاد ينزل على اليدين كالحجارة .. يختزل الحلم كله إلى ليالي الصيف المقمرة فقط .. كان الشتاء يكسو القرية بصمتٍ قلق ورائحةٍ نفاذة تقاطع الطرقات بتميزها .. عم (أحمد بخيت) المؤذن كان أكثر الناس نشاطاً في الشتاء لأنها فرصته الوحيدة التي يسمع فيها آذانه والصمت جاثمٌ على القرية وربما ليزيد عنت المحتمين بالغرف بمجرد التفكير في الوضوء والماء يمدُّ لسان ثلجه على الأرجل الباكية .. وهذا وحده ما يفسّر تكراره للآذان أحياناً .. غالباً كان يؤذن للصلاة مرتين .. كان البعض يقاوم دنياه كلها ويمسح على جروحه ويصلي ويحتمي البعض الآخر وراء ( لا ضرر ولا ضرار ) ( الله ذاتو قال ما ترموا نفسكم للتهلكة ) الشتاء من شرع فقه الضرورة وبرع الناس في التفاسير واستسلموا لدفء الكوانين وبوخ المديدة .. ما كنا نعرف أيامها (الماضوية) والآن ندمنها وتقتلنا.
    وكريمة هذه المدينة التي تقاطع عندها القطر والباخرة فكانت .. أصغر كثيراً من قريةٍ كبيرة ولكنها كانت تسد رمق أحلامنا قناعتئذٍ .. كان فيها (تاني دور) .. والفطور بالفول وربما الجبنة البيضاء .. وكانت بقالة ( الصفا ) تعرف كيف تخلط الليمون وتسميه (البارد) ..كان فيها بنطلون بنطولين حايمات .. بها صيدليتان .. الشمالية والسكة حديد .. إذن فهنالك دواء غير السلفي الذي أرهق أمراضهم كلها .. والذي أرهقته أمراضهم كلها .. والمستشفى الذي يعمل فيه الصينيون .. العيون الصغيرة هذه وحدها كانت تفسر للكثيرين معاني مدينة .. اعتقد أنها المدينة الوحيدة في العالم .. لا .. دعوني أجزم إنها فعلاً المدينة الوحيدة في العالم التي كان بها تاكسي واحد ( فقط فولقا واحدة .. لا لون لها تزدان بدائرة على بابها الأمامي مكتوبٌ عليها تاكسي كريمة) لم أحظى بمعرفة أحد راكبيه طوال سنين حرصي على ذلك .. كانت كريمة نهاية العالم .. يا إلهي كان هذا العالم غايةً في الكبر .. تنتظر سنين عديدة حتى تتوقع زيارة كريمة .. إذن غدا سترى كل ما حكوه عنها .. ( والله فيها جنس بنات .. ثم تعقبها حركة صوت بالفم المضموم مع هزة الرأس) غداً ستفطر بالفول والعيش .. كثيراً ما يفطر بالفول في قريته ولكن (الفطير) كان يفسد اللذة عنده كثيراً ( ياخي كريمة دي فيها عيش إن كسرت رقبتك ما تزيد الوحدة ) غداً سأكسرها وأزيد الواحدة .. يا ليت لي بنطلون آخر غير بنطلون المدرسة التعيس هذا – كان خيطّه ترزي الجلاليب مضطراً لمقابلة ظروف المدرسة ولكنه لا يندرج إلا تحت قائمة ذوات الأرجل فقط - لا يشبه البناطلين مطلقاً .. لم يسمع عموده عن الاستقامة طوال حياته وبعد ذلك تفضحه خيوطه البيضاء على لونه البني .. ليت لي واحد فقط غيره ( نقابل بيهو بنات كريمة ديل ) يجلس لمذاكرة قائمة المشتريات وهو غائب الذهن حالمٌ بعالم كريمة لا نهائي الدهشة .. أول شي نمشي مطعم (عوض يحيى) نضرب الأفوال بعدين نشوف الفي الكتاب .. حين يصل مطالع العصر للقرية وينزل من الباص ينزل أكياسه وهو يطالع المستقبلين بنصف عين .. وزهوٍ ونصف .. و انتصارين كاملين .. وأهم حاجة كيس الفواكه ( فول الحاجات غالباً ما يدخل هناك في عائلة الفواكه ) والترمس والموز وبعض رغيف حتى لا يترك مجالاً للمغالطة .. بعضهم سيقول له (والله تلقاك اشتريت الحاجات دي من نيمة حزيمة وجيت راجع ) ونيمة (حِزيمة) هذه سوقٌ آخر يختزل الكون في شجرة .. لكن حزيمة ليس بها مثل عيش كريمة .. ليته يستطيع أن يحضر لهم بارداً حار من بقالة الصفا .. لكنهم سيصدقونه لا محالة لأن بعض أثار الدهشة ما زال يعلق ببنطلونه التافه .. وسيتكلم عنها جيداً ( عارف لكن السوق التحت فيهو فول أحسن من السوق الفوق .. بعدين انت الاستديو التحت دا صح الصورة الفيهو دي صورة (صديق أحمد)؟ .. والله نادي (النسر) اسمح من نادي (الهلال) مليون مرة .. وعارف (مليون صنف) دا الطيارة ان درتها تلقاها فيهو) كانت كريمة بعيدة جداً عن خواطرهم حتى لتضطره لمثل هذا الحديث ليصدقونه .. ليتهم كانوا يعلمون أن العالم كله لا يمرّ بكريمتهم هذه .. يبدأ وينتهي وهي غارقة في فولها المسيخ وشجرة القطر العتيقة .. هذه المدينة الاستثنائية التي حققت سبقاً كونياً لم ولن يحدث حين خرج القطار عن قضبانه ذات قلقٍ ما وسار في طرقاتها الترابية إلى أن استقر بين أكياس الدقيق في طاحونتها العتيقة .. كريمة من كسر التشبيه ( كالقطار لا يخرج عن قضبانه) .. كسرت أمثال وتشبيهاتٍ كثيرة .. قبل أن تكسر نهايات الكلمات في لهجة الشايقية.
    الآن يطالع السماء يرقد على يديه في (قاهرة المعز) ينتظر نتيجة إعادة التوطين .. يفرح بها .. ويفرح له الآخرون فرحاً عميقاً .. هل تحسستم الذاكرة هذه حين أومأت لنا السنين بغربةٍ مفرحة؟ حين تخذل الصبية أحلامهم فيبيتون على الطوى يأكلون الأماني ؟ هل تحسستم صوت أمهاتنا يطالعننا بعيون قلوبهن ونحن فقط نجهّز للداخلية والآن ينزفن أمومتهن كلها ويودعننا لحضن شقروات العالم الأول؟ هل تحسستم إدعاء تماسك الآباء حين نخذلهم برغبةٍ في السفر ويخذلهم الواقع في إقناعنا بجميل الانتظار؟ هل تحسستم ثقل هذه الأسئلة ؟ تتحسسنا هي ولكنا نغالط الروح بمكابدة الرهق ونحن ندعي الانتباه ونبرر ( امشوا في مناكبها ) نحمل على مناكبنا نكبة العالم وقهر الآمال.
    يطالع السماء برحيق وروده التي جفت على شباك حبيبته وهي تخطو نحو بيتها الجديد من دونه وهو يستلف قميصاً مناسباً فقط ليبدو متماسكاً ويبشّر به في عرسها .. وروده التي خلقها من دمه ومشاوير شبابه الطفل وتعلقه بالحياة الرافهة ورحيقها الذي سال من عينيه دمعةً دمعة وهو يكتب لها الرسائل والقصائد تحت ضوء القمر .. يا لحبيبته .. تنسرب الآن من ضلعه الأيسر وتدخل قفصاً آخر .. شهد ضلعه الأيسر هذا شعراً كتبته ليالي النجيلة والحلم وتساقطت بينه النجوم تشعله ببريقٍ لا نهائي البياض .. شهد رسماً يصل حتى الطفل الخامس .. ويغيّب دمع الفرح بينهما لون كوب العصير على المائدة ويداهما تتحسسان العمر على مهل .. هل الحبيبة كذبة الحياة التي تجيدها؟ هل نحن كذبة الحبيبة التي تراهن عليها؟ هل الدموع التي غسلت المناديل ذات حبٍ قديم كانت مجرد ماء لا لون له ولا طعم ولا رائحة .. ونحن فقط من نغالي في الحلم؟ يرقد .. تحته أغنياتٌ قديمة ما عادت تشجيه وقد تفرق غيم الوعد .. فوقه أوتارٌ ما عادت تعزف بينه وبينها لهفة اللقاء .. إذن فالسفر تـأشيرة الخروج الوحيدة من الدم .. تأشيرة الدخول لحزنٍ أبدي .. والرفاق بلون الهزائم يتوزعون بعرض الخريطة .. تعزيه تكنولوجيا الاتصالات ويشجيه الدمع .. كانت يديه ترجفان وهو على كافتيريا الجامعة يقاسمها ساندوتشات الشاورمة ويتمنى قضم إصبعها كل حين .. يقرأ لها القصائد ( إيدك الوكتين تماسي يضحك الزمن البريدك وتبتهج كل الأماسي .. تنسى دنيانا المآسي .. ويوم تفترني القصايد حرفي يرتاح في نشيدك .. انت والشوق أغنياتي .. وبين هواكي الجاني منك وبين عويناتك حياتي .. ولما تسرحي فيكي بسرح وفي تسرح أمنياتي .. شيلي دربك من عيوني وشتتيني غنا المدينة .. لا بيشيل غنواتي مقطع لا قصايدي الطال أنينا .. ولا الزمن صدق حكايتي ولا مشاويرو الضنينة .. واصلي بيك مجبور أغني وياما فوقك كم بهاتي .. ياك حياتي وياك حياتي .. رعشة ايدك يوم تسالم رشة المطر الصحاري .. وراحة ايدك ضي دريبي وهمسة النيل للقماري .. وراجي منك نيل بسيمتك لو يبل حلق انتظاري .. وياما فوق دربك متيم وانت بالبي ماكي داري .. انت بقة شوق بيشلع في مشاويري الجديدة .. يوم حروف الدنيا تكتب مدت ايدا ومدت ايدا .. لما شوق اللقيا يكتب مدت ايدا ومدت ايدا .. لما نيلنا يقيف قبالك يحضن النخل العوالي .. ومن دموع اشواقو اشرب حن يبل رمل احتمالي .. وموجة موجة يرش خيالي .. ويبدا يكتب مدت ايدا ومدت ايدا .. فرحة الغبش الحيارى تبقي انت .. ضحكة للناس الفقارى تبقي انت .. رعشة العرسان في دارة تبقي انت .. حس نغيم واسوق فتارى تبقي انت .. غيمة في جواي شرارة تبقّي انت .. ويوم تبقّك نار هوانا بنجري نندفاك قصيدة .. وفيها نكتب مدت ايدا ومدت ايدا) .. مضى زمنٌ طويل وهو يعيش الحلم .. يحبٌ .. يغني .. يعدّ النجوم التي كانت (تتغاتت) عليه يوم سهده وتتزايد .. ومراتٍ عديدة كان تجيئه نهاراً .. يحضر زفاف حبيبته لقادمٍ مملوء الجيوب والأوداج .. يمتلئ بالدمع والدم والحسرة والشعر وعزاءات الصحاب .. وتقوده هذه جميعاً للخروج من الدم .. يرقد الآن تحت سقف القاهرة الصاخب ينتظر موافقة السفارات .. إلى متى سننتظر الموافقة ؟ إن وافقت الحبيبة سيرفض أهلها .. وإن وافق أهلها سيرفض جيبه .. وإن وافق جيبه سترفض الحكومة (ليس عضوا في المؤتمر الوطني ولا حتى الشعبي) يمتلئ رفضاً ويسافر ليراهن على موافقة الغرباء .. يفرح حد الدمع إن وافقوا (مشكورين) على إعادة (تطيينه) ونفرح له حد البكاء .. يالغرابة العالم ..وإبراهيم البِكري يغني ..
    حبّة رملٍ
    تهدِل في قاعِ لمْعَتِهَا !
    أبَعْدَما شربتْ خطوةً
    مرجوةً
    سلفاً ؟
    وأنتْ ؟
    لا زلتَ ترفو نظرةً
    وتنتظرُ
    خارطةً ساحت في رحلةِ الفجرِ ؟


    قليلاً
    تغفو
    وتنتظرُ
    عجيبة غيمة أحلامنا .. تهطل للأعلى .. تصبّ في سماء الوهم .. السماء الممدود منذ زمان بعيد تنمو عليه حشائش رغباتنا الخشنة (فتعلفها خيول الانجليز) ونعلف الصبر نتحاجى بالماضي وتعجبنا مفردة (النوستالجيا) ندفن الجراح في حكاوي الكبار ( كانت الماهية 180 قرش بس .. نكسي منها البيت كلو .. واللحمة ما تتقطع ولا يوم .. 30 يوم السلطة والفواكه والخضارات كلها .. دا كلو في التمانين .. والجنيه يمشي البوستة) آهٍ على ليالي البوستة تلك.. والقرية تحتفي بها .. تسمي بها أكبر شوارعها (شارع البوسطة) الآن تنتمي لعائلة المواد (رديئة التوصيل) كان الناس يهتفون (دايرين بوسطة ومدرسة اوسطى) ما عادت الجوابات تلوّن عيون وكيل البوستة وهو يخطو واثقاً بين الجموع .. ما عادت الجموع تلتفت للافتة العتيقة .. الكون عندهم فقط تأشيرة الخروج .. ينتظرون أبناءهم على آذان الألياف الضوئية يسمعونهم ويُسمعونهم آلاف الحكايا ..أي مكالمةٍ تُفقدهم حد الفجيعة .. حتى ترتبط عندهم المكالمة بالمقابر .. ما بال أهله يموتون واحداً بعد الآخر وهو يحسّن في أحواله ليعود فارسهم من جديد؟ ( والله ما في جديد بس بتول ماتت الأسبوع الفات .. والله ياهو نفس الحال لكن خالك إبراهيم مات أمبارح .. والله ما عندنا أي عوجة .. إنت كان سمعت بي وفاة حسن ود توم؟) لا جديد وما في عوجة والبلد كلها ترقد بين الشواهد .. (إنشاء الله يوم العوجة ما يجي).
    يرقد الآن تحت سماء القاهرة وغداً سوف يقابل السفير .. يستدعي رهافة أمه وورع أبيه وانتظار إخوانه لراحةٍ قادمة وترغُّب أصدقائه في آمالهم (بالله بعدين شوف لينا طريقة معاك) حبيبته الجديدة التي بدأت قبل دخوله المعاينة وتتوقف استمراريتها على النتيجة .. أيضاً يستدعيها.. يا لدمع الرجال .. يبسم بين دموعه ويحضن (حمّيد) أمام أوراقه الكثيرة التي سيدخل بها على السفير .. ويردد ..
    من بيت لى بيت ... يا بكرة يا ريت ... غنواتنا طُعم
    والعالم خيط .. والقابض كان ذات مرة حلم
    والرامي انسان ما انيقن شان الدنيا زمان قالتلو أبيت
    ويا عالم كون بالود مسكون .. كون حُرمة بيت .. رَتّاي وحنونْ
    ويبقى الدناميت من أجل طريق يمشيبو دقيق أو قطرة زيت
    للصابر فوق ما فكّ الريق .. يا سابق الصوت من تنزل موت يا ريت خبيت
    فوق كتف الشوق لى حال مفتوق بي إبرة وخيت
    يتسابق دمعه وحنينه .. لو يوافق السفير غداً.. إذن سينزل للبلد ليودعها أشواقه ويشدّ رحاله للعالم الأول .. لو يوافق .. ليرجع حاملاً الإبرة والخيط للحال المفتوق .. يزرع الخاطر بحقول الغد الوارفة.
    وينام .. العالم واسعٌ جداً في الحلم .. ابيضٌ وأنيق .. ماهلٌ ومتساهلٌ وممدودٌ بلا رتاجات ولا أقفاص .. يوقد أصابعه كهرباء لأهله ويملأ ثلاجتهم من فواكه طريق العمارات .. يحل لغز آلاف الأسئلة المستحيلة .. يزرع أمام منزله الجميل الحليق ( دقن الباشا) .. ويرش بالماء عيون الطريق المرصوفة .. عربته الخضراء تعرف كيف تسير دون أن تضطر لطوابير المحطات وجيوش عساكر الحركة .. حبيبته .. تلبس كل يوم أجمل فساتينها .. تحضن يديه .. تحيط عينيه بعينيها الجميلتين .. تتدفق عليه أنهاراً من الوعد والإلف والحبِّ .. تزرع له ممر خطواته أطفالاً لا يعرفون البكاء والشكوى ولا يبحثون عن الحليب .. يغني لها .. يمسك بأصابعها الوارفة
    عاديةٌ هذه البنتُ ..
    لِذا ..
    هذا النهرُ ينسى
    طعمَهُ العاديَّ في أنحاءِ بِسْمَتِها ..
    ويمضي .
    عصافيرٌ تَدخلُ عُلبةَ الألوانِ
    تَبصُمُ صوتَها الزاهي على حين شَدْوٍ
    من أناملِها ..
    وتمضي .
    ..تُقصِّبُ صوتَ الزهرِ في حلقِ الفراشِ
    مُبلِّلاً بالضوءِ أجنحةً مضوَّعةً ..
    ويمضي .
    نجمةُ الآتينَ
    في أحلامِنا ..
    تمضي .
    دورةُ الأيامِ من شفقٍ ------- إلي شفقٍ ، قِشرٌ
    لِرائحةِ المساءِ بِقُربِها،
    تمضي .
    حينَ هذي البنتُ تقصُدُني بأُغنيةٍ
    أىُّّ برقٍ لِصْقَ صوتي
    سوف يهطلُ ؟
    أين أمضي ؟(*)
    يصحو .. ويمضي نحو السفارة .. يستلف القميص والبنطال والحذاء .. يراهن فقط على العود ويعتقد في تجديد اللحاء .. في رأسه هواجس عدة وفي يديه ورق الدنيا والعالمين وكأن العالم كله ينتظر كتابته .. يتمتم في سره بقلب أمه وجلَد أبيه المخفي خلف نظارته الكبيرة .. يتمنى لو تشاركه حبيبته الهواجس ولكنها تنتظر النتيجة .. أيُّ موتٍ هذا .. شتّان بين الحلم والصحو يا صديقي .. لأن أمطار غيمتك تهطل للأعلى دائماً.
    أسامة معاوية الطيب
    12/10/2003
                  

12-08-2007, 05:54 AM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخرطوم التي لا تشبهنا !! ( سلسلة مقالات ) (Re: أسامة معاوية الطيب)

    الصديق العزيز جدا أسامة معاوية الطيب لك شوق السنوات المتراكم :
    يأخى سعينا ( د. بادى وأنا) سعيا حثيثا حتى حفيت سياراتنا! ولم نلقاك حتى فوجئنا برحيلك الى مرفأ آخر .سعدت بقراءة هذا النص الرصين مثلما سعد غيرى من قراء المنبر . أنا أقرأ لك دوما لماذا تركت الكتابة فى الخليج ؟ مثل هذه النصوص العميقة مكانها دفتى كتاب وهذا ما أتوقعه منك قريبا بأذنه. أنا فى أنتظار هذا الأهداء الذى أشم فيه رائحة القرية واسمع فيه صوت النعام آدم القادم من رحم ( نادى الطمبور) دمت مبدعا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de