التحالفات : بين شخصنة الـقضايا وتقلبات القوي السياسية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-03-2007, 08:10 PM

Abulbasha
<aAbulbasha
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التحالفات : بين شخصنة الـقضايا وتقلبات القوي السياسية

    تحليل إسبوعي بقلم :صلاح الباشا
    [email protected]

    ××××××××
    عجيبة هي السياسة السودانية .. فمنذ عهد إستقلال الوطن قبل خمسين عاماً ونيف ظلت الساحة السودانية تتقلب .. تارة إلي اليمين وأخري إلي اليسار .. ومرات أُخر بلا إتجاه محدد. ولا أحد بات يتنبأ بما سوف يحدث في هذا المحيط المتلاطم الأمواج داخل ساحة الوطن السياسية .
    فلا نقول : منعول أبوك بلد .. مثلما كتبها أستاذنا سيد أحمد الحردلو وهو يعيش آلام الوطن في موقع عمله بسفارة السودان بلندن إبان سنوات حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري.. تلك السنوات المايوية التي مرت سريعاً بعد أن وضعت بلادنا في بعض مواقف تمددت تأثيراتها حتي اللحظة . . لكننا نقول : سنصبر عليك بلد .. إلي أن يقضي الله أمراً كان مفعولا ً.
    فنحن هنا لا نرغب في تقليب مواجع أو نبش سلبيات أو حتي خلق ملامة خفيفة علي سياسات وأقوال قادة بلادنا .. سواءً كانوا في قمة السلطة أوعلي مدرجات المعارضة .. لكننا نضع هنا ملحاً داخل أعماق جراحات هذا الوطن برغم ما يحدثه هذا الملح من آلام .. لكن تأثيره علي الجراحات سيكون واضحاً إيجاباً بعد .. فنري أن تلك الجراحات قد إندملت تماماً بعد أن نبعد عنها ضمادات الغطغطة الخجلي التي تتدثر بها .
    فمن كان يتوقع أن تتحول إجتماعات الحزب الإتحادي الديمقراطي الأخيرة بالقناطر بعد أن قرر الحزب في ماضي الزمان إحداث تحالف إيجابي مع الحزب الحاكم حتي إن كان تحت مظلة التجمع الوطني وتحت ضوء الشمس ليتطور أكثر ويقوم علي أسس واضحة وراسخة تساعد علي إقالة عثرة بلادنا مما يحيط بها من محن حالية وقادمة .. ثم فجأة تصبح تلك الجموع المجتمعة بالقناطر الخيرية بضاحية القاهرة أكثر تشدداً تجاه أمر تحالفها وتقلب له ظهر المجن بعد أن بات قاب قوسين أو أدني من التحقق .. برغم موجة النقد القوي الحاسم داخل إطار الحزب لفرملة تلك الخطي المتسارعة نحو السلطة والتي كانت تسعي وفق قناعات محددة تأتي من أصحاب تلك الخطي التي تتجه لخيار التوافق حتي لا تواجه السلطة لوحدها مهددات الهوية السودانية .. وهي مهددات لا يستطيع أحد التنبؤ بمقدار قوتها وتأثيراتها بعد.
    لكن القوي الأخري داخل قيادات الحزب الإتحادي والتي ظلت مفرطة في خصومتها تجاه الحزب الحاكم بالخرطوم كانت تري بأنه من الصعوبة بمكان وضع كل تراث الحزب الإتحادي العريق داخل سلة المؤتمر الوطني .. بحجة أن الأخير لم يكن في يوم من الأيام متصالحاً مع نفسه بالكامل .. دعك عن التصالح المستدام مع الآخرين غير المقتنعين بالنهج الفكري لمكونات أرباب الحركة الإسلاموية .. وذلك بسبب كثافة أعداد قادة الحزب الحاكم من الذين سيصيب التحالف .. أي تحالف مع الآخرين.. مصالحهم وتطلعاتهم اللانهائية داخل أروقة السلطة في مقتل .. خاصة وأن معظهم قد جاء من بيئات متواضعة الحال كغالب أهل السودان .. ثم أحدث التحول الطبقي الفجائي المرئي حالياً ما أحدث من مفاصل طبقات إجتماعية جديدة لقيادات الحزب الحاكم بحيث يصعب عليهم الخروج من نعيمها الرطب .. والتي( حسب قناعاتهم الخاصة ) يجب ألا ينافسهم فيها أحد من القوي السياسية ألأخري حتي لو أدي ذلك إلي حدوث مفاصلة جديدة داخل جسد الحزب الحاكم ( بين حمائم الوفاق المتجردين وصقور الإنفراد الشرسين) .. فما أسهل ثقافة المفاصلات والإنقسامات العنيفة في التراث السياسي السوداني داخل منظومات أحزابه حسب ما تحكيه لنا القصص علي شاشة العرض السودانية خلال السنوات الماضية .
    فمن كان يصدق أن متحالفاً دفع ثمناً غالياً داخل حزبه الكبير حتي وصل إلي مساعد رئيس الجمهورية وهو السيد مبارك الفاضل .. ستباعد مفارقات السياسة السودانية بينه وسدة مؤسسة الرئاسة .. ليصبح قابعاً في سجن كوبر لخمسة شهور متواصلة إلي أن تم الإفراج عنه مؤخراً بعد سحب القضية من ساحة المحكمة قبل يومين فقط .
    ومن كان يصدق أن نائب رئيس حزب مشارك في السلطة من بوابة التجمع ومدافع عن قضايا الوطن الإستراتيجية وهو الأستاذ علي محمود حسنين المحامي .. وقد كان هذا السياسي التاريخي برلمانياً بالمجلس الوطني يصول ويجول .. ليصبح بعد حين من الدهر سجيناً دون محاكمة لشهور عديدة في إنتظار الوقوف أيضاً في قفص الإتهام القضائي خلال الأيام المقبلة.
    ألا تعتبر كل تلك التحولات من أبرز ملامح ومفارقات السياسة السودانية غير المستقرة علي غرار مطلقاً ؟؟
    وهنا .. لماذا نذهب بعيداً هكذا .. فهاهم أهل المؤتمر الوطني وفي مؤتمرهم الصحافي الذي أعقب ختام جلسات المؤتمر العام قبل أيام.. يعلنون وعلي الهواء مباشرة وبطريقة لم تكن معهودة .. عن بعض أسرار إتصالات جاءت من الحليف الأكبر( الميرغني ) صاحب المواقف الوطنية الداعمة للبلاد ولأمنه ووحدته .. وقد كان المقترح يهدف إلي بذل محاولات لوضع معالجات لأزمة الشريكين الأخيرة .. وهي محاولات من الجائز أن تجد القبول .. ومن الجائز جداً أن تواجه بإعتذار .. وفق قناعات قادة المؤتمر الوطني ولينتهي الأمر بعدها عند هذا الحد .. خاصة وقد سبق لذات الحليف الأكبر ( الميرغني ) أن تدخـّل لإبعاد شبح الحروب مع الجيران كانت محتملة الوقوع .. أو ساعد في وضع معالجات لجراحات مشاكل شرق السودان .. وكل تلك المبادرات تتم خارج الوطن بالكامل .. فوجدت كل تلك الجهود تقديراً خاصاً ليس من قادة حزب المؤتمر الوطني فحسب .. بل من كل جماهير شعبنا المحبة لهذا الوطن والتي تتوق أن يسود فيه الإستقرار والأمن والحفاظ علي حقوق إنسانه البسيط الذي تشرئب أعناقه لمعانقة المجد الذي طال إنتظاره .. فلماذا هذه المرة تجد المبادرة كل هذا التشهير الإعلامي المفتوح بالرجل .. وكأنها أمر إستثنائي يعمل علي تحقيق دمار للدولة السودانية .. بل وما الفرق هنا بين القاهرة وأسمرا وأبوجا ونايفاشا وحتي أديس ابابا التي طار إليها الشريكان مؤخراً ؟؟؟
    لكن ماذا حدث .... وماهي آثاره القادمة ؟؟ فقد كانت تلك الآراء التي خرجت عبر الفضاء من ذلك المؤتمر الصحفي لتصل إلي حيث يجتمع بعض أهل السودان لإتخاذ قرارات مصيرية تحكم التوجهات المستقبلية لتحالفات الحزب الإتحادي العملاق ويتحمل الحزب تباعتها سواء أن زادت فيه معدلات التـشظي أو أحكمت خاصية التوحد قوتها ليخرج الحزب أكثر قوة وإنسجاماً عما مضي من زمان .. فإذا بقوة دفع عالية سيطرت علي مشاعر معظم أو كل القادة والكوادر المجتمعة بالقناطر الخيرية لتخرج الإجتماعات والمشاورات بقرارات هي الأقرب إلي الإلتفات إلي أمر إعادة بناء الحزب من القاعدة وحتي القمة .. خاصة وأن زعيم الحزب قد حزم أمر عودته إلي وطنه ليشرف علي هذا البناء .. وبالتالي سوف يكون هو أول بناء قاعدي يشهده الحزب الإتحادي منذ تأسيسه قبل اكثر من خمسين عاماً وحتي اللحظة .. ثم تتضح ملامح التباعد من أي تحالف كان متوقعاً من الإتحادي مع الحزب الحاكم تحت ظل تلك الظروف وتداعياتها .
    إذن ... نقول أن شخصنة القضايا السودانية تثير ما تثير في الساحة من إيقاظ إحساس عالٍ في الجانب الذي وقعت عليه السهام .. ليبدأ في الإنطلاقة الجديدة التي حتماً ستعيد للحزب الإتحادي ألقه وإشراقه القديم الذي غيـّبه ُ الظلام في الجب الأثيم .. وربما يعود هذا الحزب الذي كاد أن يأخذه بريق السلطة الخاطف .. يعود أنصع من إشراق الضحي .
    فلا حمائم قد إنهزمت في إجتماعات القناطر .. ولاصقور قد إنتصرت هناك .. بل خريطة طريق جديدة ستجهد أهل السلطة كثيراً في البحث عن حليف جديد يسد المفارقات التي سوف تصاحب مفاجآت معركة الإنتخابات القادمة إن تباعدت الخطي بين الوطني والإتحادي.. فهل ياتري سيكون الحليف القادم هو حزب الأمة القومي حيث أصبح حزب المؤتمر في رحلات تجريب مع كل الفعاليات الحزبية والجهوية مؤخراً ..؟؟ أم أن تباريح الهوي الأول ربما تعيد خيار الإنسجام والإلتقاء التاريخي بين الحزبين الكبيرين العريقين ( الإتحادي والأمة ) وقد وعيا درس المكاجرات العقيمة القديمة جيداً .. وبسند إيجابي من كل أهل اليسار ونقابات العمال والمزارعين وجمهرة الطلاب وجيوش العطالي من الخريجين .. حيث لا تزال ذكريات الإنتفاضة تشتعل داخل وجدان تلك القوي .. مع إعتبار تنسيق جاد لهذا الحلف المتوقع ليشمل الشعبى الذي باعدت الدروب بينه وبين رفاق الدرب القديم في السلطة حسب حراكه الجديد مع كافة القوي التي ظلت تقف في جانب المعارضة لمجمل توجهات الإنقاذ .
    وفي المقابل هل تتجه بوصلة المؤتمر الوطني نحو رفيق دربه الأول ( الشعبي ) وفق تفاهمات محددة تعيد لشيخ الحركة الإسلامية مكانته التي إفتقدها كثيراً ..؟ فالمستحيلات لا مكان لها في الشأن السياسي .. خاصة وأن قاعدة الحركة الإسلامية بشقيها الوطني والشعبي لم تصبح مفرطة لدرجة عالية في الخصومة بينها مثل ما حدث بين قياداتها العليا بالخرطوم..
    كما أن الحركة الشعبية أصبحت لا ترمي بالاً لخريطة الشمال المستقبلية وللحراك الحزبي المحموم بالخرطوم .. فإن تمت دعوتها للتحالف الإستراتيجي مع أي من الكتل القادمة سواء شريكها في نايفاشا أو جماعتها السابقين في التجمع فإنها سـتقبله .. لكن بشروطها الخاصة التي تضمن لها المزيد من المكتسبات .. خاصة وأن الحركة ظلت منتـشية من مكتسبات مباحثات نايفاشا برغم أنها قد باتت تشكو لطوب الأرض لنيل إستحقاقاتها النيفاشية .
    أما عن التجمع الوطني نفسه فإن أمر إلتقائه بعد ركود بائن يعتبر أسهل من إشعال عود الثقاب .. خاصة وأن قطاعات مؤثرة فيه تري أن إتفاقية القاهرة لاضمانات تحميها كنيفاشا .
    لكن وفي نهاية الأمر تبقي الحقيقة الراسخة هي أن قادة السودان يقودون أمور بلادهم دائماً من منطلقات ردود الأفعال .. ومن مبدأ شخصنة القضايا بوضوح تام لا يقبل المواربة .. وبتوظيف لغة التحدي الخاصة .. وهي التي تبعث علي حدوث مثل تلك التقلبات المجلجلة في السياسة السودانية وما تفرزه من رهق شديد يعمل علي الشلل التام في التفكير .
    وهنا ولحين إشعار آخر .. ربما يفقد المؤتمر الوطني حليفاً ظل صادق الوعد والرؤي ولن تجود الساحة السياسية بمثله إلا نادراً .. وهو الحزب الإتحادي الديمقراطي صاحب أكبر قاعدة من الأشواق التاريخية وسط أهل السودان دون منازع .
    إذن ... هل تشهد البلاد عند قيام الإنتخابات القادمة العودة إلي مربع تقاطعات السادس من ابريل 1985م .. أم أن الحزب الحاكم سيحوز علي أصوات غالب أهل السودان ..؟؟؟
    ما يعطي الإنذار المبكر في هذه الحالة بأن علي الأحزاب الكبيرة إعادة النظر في أمر هيكلتها وبرامجها .. بل وحراكها الجماهيري .. ولكن حتي اللحظة لا يعلم أحد بملامح مزاج الجماهير السودانية والذي لن تتضح معالمه إلا بعد إجراء عملية الفرز لصناديق الإنتخابات القادمة .. وحينها يكون الشعب قد مـَلكَ زمام أمره .. ولا مجال للوسطاء بعد ذلك .
    ولكن لايزال البعض يسعي لإتباع نهج جديد لإحداث توافق وطني عريض وبشروط واضحة فيما تبقي من فترة الإنتقال الحالية حفاظاً علي تراب هذا الشعب وعلي أمنه من الفوضي المبرمجة في قادم الزمان ... ونواصل ،،،،،،،
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de