|
قراءة انطباعية في شعر اسامة الخواض
|
استميح زميلي المرهف الشاعر اسامة الخواض لقراءة قصيدة المكان بفهم الاخرين والذين لم يغادروا المكان
قصيدة المكان
أيها المكان **************** أيها المكان ، يا عدوي الازلي، بدّلتك، مثلما ابدل امزجتي ، لكنك –الهي الجديد- واحد، أحد، صمد
تجاهلتك ، لكنك لا تني تعكر صفوي، بالاصدقاء الخونة ، و الصديقات ، و ضباط الجوازات، والبيروقراطيين ، و مالكي الشقق الأغبياء، و الثقلاء ، والثقيلات، وجباة الضرائب من وطني، الذي تركته ، لكنه يطاردني لادفع لحكوماته الفاسدة
احتملت ثقالتك ، لكنك لم ترحمني ابدا ، ولم تقدر صبري عليك
دعوتك الى حفلة سمر، كي نتفاوض ، لكنك تجاهلت دعوتي، وقذفتني الى توأم لك بجانب المحيط الهادئ
فكرت مرات عديدة، في ان اغادرك نهائيا، بان اشنق نفسي ، على طريقة ماياكوفسكي، او انتحر، على طريقة "الساموراي"، أو أسأل الله، في الثلث الأخير من الخيبة، بان يقصِّر أجلي، أو أسكن في غيبوبة الابد، أو أموت كبوشكين ، في مبارزتي لك ، لكنك ، أيها المتطاول، تقف دائما ، كمكان، في طريق دعواتي، ومناجاتي لنفسي اللوامة
لكنني لم أندم على هجرك ، لأنني لا أعرف : هل انت هناك؟ هل انت موجود في القبر ؟ هل انت موجود في الجنة ؟ هل انت موجود في النار ؟ هل انت موجود في العدم؟
اذن، أنا المشاء، كيف لي ان أهرب منك؟؟؟ كيف لي ؟ كيف لي؟ كيف لي؟ مونتري 2007 ..................................................... عندما قرأت هذه القصيدة تنفست الصعداء ثم اردفت لا حول ولا قوة الا بالله
فضاء القصيدة فضاء عالمي يتنفس المحلية المؤمنة بمشيئة الاقدار. عندما تهتز الذات يهتز المكان بمفرداته الثابتة والمتحركة..عندما تتحول التراجيديا الذاتية الخاصة الي حالة عامة..هنا تتداخل معاني الروح. الايمان , الثقة,الحب , الرفض. عدم الحب والخوف.
كالقرين الاخر هكذا انت.. خاطب الخواض الجانب الاخر.. اللغة المحلية تدل علي الارث الحضاري والارتباط بالجذور ممتزجا بثقافة عالمية هي جزء من منهل كمية الاسئلة توحي بعدم اكتمال القصيدة التي اطلقت كسفينة في مهمة اكتشاف خبايا السياسة الاخري وتأثيرها في رسم خرط الامكنة.. اما انت هنا..كيف لي وكيف لك.. واما انت هنالك ..تغيب اشرعة الامكنة .. مازال الشك لم يسبقه اليقين وخاصة الشك في المكان ومفردات المكان من خير وشر ويستند اليقين علي جدل الاسئلة المحرجة والتي لا تؤمن كثيرا بنوعية الاجابة.. مافي القلب في القلب..............ياهذا المكان
عبد العظيم
|
|
|
|
|
|