لأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل //فاخر السلطان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-18-2007, 08:09 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل //فاخر السلطان


    الحوار المتمدن - العدد: 2091 - 2007 / 11 / 6


    حينما تتوضح العلاقة بين الله عز وجل وبين القيم والفضائل الأخلاقية، سوف يتوضح أمر آخر أيضا، وهو الجواب على السؤال التالي: هل الشريعة الإسلامية هي التي "تتبع" الأخلاق، أم أنها "تؤسس" الأخلاق؟ بمعنى أنه حينما نحدد موقع الإرادة الإلهية من موضوع القيم والفضائل الأخلاقية، أي هل إرادته تتبع القيم والفضائل، أم أن القيم والفضائل هي التي تتبع إرادة الباري، على إثر ذلك نستطيع أن نحدد موقع الشريعة الإلهية من تلك القيم والفضائل، هل تتبعها أم تؤسس لها؟ ومن المدارس الفكرية الإسلامية التي كان لها رأي مميز في هذا الإطار، هي المدرسة الأشعرية، التي كانت تعتقد أن الشريعة هي التي "تؤسس" الأخلاق، وأن القيم والفضائل الأخلاقية تتبع إرادة الباري.
    يعتقد المؤرخون أن من أبرز وأهم المناقشات الفكرية التي جرت في القرون الهجرية الأولى من تاريخ الإسلام، هو الصراع الفكري حول ماهية مفهوم "الحسن" و"القبح" الأخلاقيان. حيث ظهرت مدرستان في هذا الإطار كلاًّ لها رأيها المتميز والمختلف عن الآخر: المدرسة الاعتزالية والمدرسة الأشعرية. فقد كان المعتزلة يعتقدون أن الحسن والقبح "ذاتيان وعقليان"، فيما كان الأشاعرة يعتقدون أنهما "شرعيان ونصيّان". وسوف نركز في هذا المقال على موقف الأشاعرة من الأخلاق، لأنه يؤسس لبناء منهج فكري لا تزال تأثيراته واضحة على نوعية تفكير المجتمعات الإسلامية في الوقت الراهن وعلاقة ذلك بمفهوم الحداثة والعيش في الحياة الجديدة.
    يعتقد الأشاعرة ان الحسن والقبح يتبعان، من الناحية الشرعية، إرادة الباري عز وجل، بمعنى ان جميع تصرفات الله من وجهة النظر الأخلاقية متشابهة، وأنه لتعريف الحسن والقبح يجب ردّهما إلى إرادة الله وما يتعلق بذلك من أمر ونهي واستحباب وكره. أما من الناحية النصية، فيعتقدون أنه يمكن فقط التعرف على الحسن والقبح من خلال الوحي أو الدليل النقلي النصّي، وإن علم الأخلاق هو من العلوم النصية النقلية، لذا لا يمكن التعرف على الحسن والقبح الأخلاقيين من خلال العقل المستقل عن الوحي والشرع (أو من خلال العقل العلماني).
    ولم يكن رأي الأشاعرة بشأن مفهوم التوحيد وإرادة الباري وقدرته، يتماشى مع الرأي القائل أن الحسن والقبح ذاتيان. فهم كانوا يعتقدون أن مفهوم "القدرة الإلهية المطلقة" يعنى أن لا أحد باستطاعته أن يوقف إرادة الله أو أن يحد أو يتدخل في قدرته، وأن الاعتقاد بأن الحسن والقبح ذاتيان سيؤدي إلى نتيجة مفادها أن هناك مصدر قوة مستقل عن قدرة وإرادة الله، وهذا المصدر باستطاعته أن يحدد الحسن والقبح وأن يتدخل في إرادة الله، وهو ما يتناقض مع مفهوم القدرة الإلهية والإرادة المطلقة وكذلك مع مفهوم التوحيد. وبالتالي فهم يعتقدون أن هذا الرأي يعرقل بسط يد الله في مقام التشريع وفي مقام التكوين، ويسلب حريته، ولا يتماشى مع إرادة الباري وقدرته المطلقة. إذن رفض الأشاعرة للحسن والقبح الذاتيين، هو بمعنى رفضهم لوجود قانون أخلاقي مستقل عن إرادة الباري جل وعلا. فهم مثلا يرفضون القول أنه، بما أن نتيجة النار هي الاحتراق فإن الله غير قادر على منع الاحتراق وغير قادر على خلق نار لا تحرق، إذ يعتبرون ذلك تقليلا وتحديدا لقدرة الله وتحديا لمفهوم التوحيد. وعلى نفس المنوال، هم يرفضون الإدعاء الذي يقول أن من "طبيعة" العدل ومن "ذات" الظلم أن يكون الحسن عدلا والقبح ظلما، لأن ذلك في اعتقادهم يحد من إرادة الله وقدرته. بالنسبة إليهم من يمكن تحديد إرادته والتأثير في قدرته لا يمكن أن يكون إلها. إن الأشاعرة يعتقدون أن القوانين العلمية في الحياة لا تأخذ شرعيتها من الحياة والوجود والعالم. فإذا كانت النار تحرق فلأن "العادة التشريعية" للباري هي التي جعلته كذلك، وليس لوجود علاقة علمية بين النار والإحتراق. فهم يرفضون أي إشارة إلى أن إرادة الباري وقدرته ترضخان للقوانين الخارجية. يعتقدون أن وجود قوانين علمية وأخلاقية مستقلة عن إرادة الله التكوينية والتشريعية، يتناقض مع القول أن الباري "فعّال لما يشاء"، أي مع قدرته المطلقة. فرفضهم للحسن والقبح الذاتيين نابع من دفاعهم عن تلك القدرة المطلقة استنادا إلى مفهوم التوحيد، وبالتالي رفض أنصارهم للحقوق الطبيعية للإنسان في وقتنا الراهن يتأسس انطلاقا من هذا المنظور.
    فلا يقول الأشاعرة أن العدل حسن، وأن الظلم قبيح، لأن الله أراد ذلك فحسب، بل يتعدون ذلك في فهمهم ويعتقدون أن أساس العدل وأساس الظلم يتبعان إرادته قبل أن يتبعا أي شيء آخر. هم على قناعة تامة بأنه لا يمكن الحكم، أخلاقيا، بين أفعال الله وأفعال الإنسان. إنهم يتأملون في أفعال الله وأوامره، ويعتبرون أن جميعها تمثّل عين العدل. فإذا أرسل الله المؤمنين إلى جهنم أو أرسل الكفار إلى الجنة، فإن عمله هذا لا يمكن أن يكون - في نظرهم – إلا عين العدل. هم، ومن أيد فكرهم في الماضي والحاضر، لا يرفضون ممارسة أبشع التصرفات اللاأخلاقية، كالقتل والتعذيب والترهيب، والكذب والخيانة والسرقة، ضد أعدائهم، باعتبار أن كل ذلك يسير وفق ما يريد الدين ويتم بإسمه، حيث يعتقدون أن الله أراد ذلك لكي ينصرهم على الكفار وينشر العدل في الحياة. فما هو غير عادل وغير أخلاقي في العرف الثقافي والاجتماعي الراهن، ليس بالضرورة أن يكون كذلك عند الله، وفق اعتقادهم الديني ووفق نظرتهم إلى الحسن والقبح. وإذا ما أصبحت هذه التصرفات غير عادلة وسيئة وغير أخلاقية في فترة من الفترات، فسبب ذلك أن الله أرادها أن تكون كذلك، وليس لأنها هي في ذاتها كذلك، أي لارتباطها بأوامر تشريعية. فأي تفسير لأوامر الله التشريعية أو التكوينية سوف لن يعكس إلا العدالة مهما كان شكل تلك الأوامر. لذا فالقيم والفضائل الأخلاقية تتبع إرادة الله وليس العكس. فالباري "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون" (سورة الأنبياء – الآية 23). أي أن أفعال الله غير خاضعة للنقد الأخلاقي والعقلاني، وأنه لا يحق للبشر استخدام المعايير الأخلاقية المستقلة عن الدين (المعايير الأخلاقية العقلانية) للحكم على أفعال الله. لذا فإرادة الباري وأوامره ونواهيه هي التي تؤسس لحسن وقبح الأخلاق. وبما أن الطريق الوحيد للتعرف على إرادة الله هو النص أو الوحي، فإن العقل يصبح عاجزا عن معرفة الحسن والقبح. إذن العقلانية، في علاقتها بالأخلاق، معطلة لدى الأشاعرة.
                  

11-18-2007, 09:05 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل //فاخر السلطان (Re: Sabri Elshareef)

    شكرا عزيزى صبرى على هذا المقال
    الذى اتمنى ان يلاقى الاهتمام الذى يستحقه
                  

11-18-2007, 03:59 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل //فاخر السلطان (Re: Sabri Elshareef)

    شكرا مولانا و اديبنا زمراوي


    وقراءة التاريخ الاسلامي تفيد من اجل اثراء الواقع المعرفي

    اذكر ان دار بيني وبين اخ فاضل حوار حول سلفية ابو حامد الغزالي عند موالاته للخليفة العباسي المتوكل وهو كان متشددا


    لكن هذا الصديق لم يرضي كلامي وادخلني في شك فيما قلت لانه راي الامام الغزالي اوان تصوفهوانتاجه لكتاب احياء علوم الدين

    لكن قبلها له مواقف متشددة ضد المعتزلةوتيار العقل


    اشكر مرورك




    رجاء احاول اقتناء نسخة من اصدارتك الشعرية عفةا لاقحامي هذا هنا
                  

11-18-2007, 04:07 PM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل //فاخر السلطان (Re: Sabri Elshareef)

    Quote:
    رجاء احاول اقتناء نسخة من اصدارتك الشعرية عفةا لاقحامي هذا هنا


    الأخ الأستاذ صبري الشريف

    يبدو انك خلطت ما بين أبن عمتي ياسر زمراوي وبين شخصي الضعيف. بالمناسبة الشاب ياسر زمراوي أيضا شاعر وأديب لا يشق له غبار وستجد أشعاره تتصدر منتديات كثيرة.

    اذا كنت تعيش في كندا او أميريكا، بمقدوري أن أبعث لك آخر اصداراتي (صهوة العمر الشقي) بالبريد. أما ان كنت خارج القارة الأميريكية، أرجو ان تبعث لي بأيميلك حتى ابعث لك الديوان الكترونيا. مع فائق حبي وتقديري لما تكتبونه من مواضيع هادفة ورصينة.


    [email protected]

    (عدل بواسطة عبدالأله زمراوي on 11-18-2007, 04:17 PM)

                  

11-19-2007, 03:27 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل //فاخر السلطان (Re: Sabri Elshareef)

    اقصد اخر اصدارة لك

    واعتقد انت المقصود لقد قرات لك قصائد متفرقة هنا بالمنبر
    دمت

    مزيد من القراءة لفتح العقل المغلق

    كم من تزين الكتب ارفف مكتبه و يعلق بها الغبار

    اذا انتهجنا منهج فتح الذهن سنتقدم الي غايات وافاق اسمي
                  

11-19-2007, 09:54 AM

أحمد عثمان عمر
<aأحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل //فاخر السلطان (Re: Sabri Elshareef)

    أستاذنا/ صبري لك جزيل الشكر لإيراد هذا النص الممتع من مواقع الإستنارة والفكر الحر. حفزني جهدك للتداخل رغم ضعف مؤونتي من علم الكلام والفلسفة الإسلامية. ولكنني أرى أن موضوع العقل والنقل من أهم المباحث التي لابد من إعادة النظر حولها ومناقشتها بذهن منفتح. وفي إعتقادي المتواضع أن جعل الاشعرية للقبح والحسن أمرا نقليا تشريعيا يوقعهم في الكثير من المزالق، أذكر منها مايلي:
    1. أن الحسن والقبح أمرين ثابتين لايقبلان التغير بالزمان والمكان وبالتالي هما خارج نطاق التاريخ الإنساني، وهذا أمر يكذبه الواقع في كل لحظة.وتطبيقه التشريعي هو القول بصلاحية الشريعة بالمطلق لكل زمان ومكان، وهذا أمر مثار جدل كبير.
    2.أن إرادة الله التي لامعقب عليها لها أن تختار القبح دون مساءلة، وهذا يثير السؤال الكبير حول العدالة الإلهية ويمركز مسألة الجبر والإختيار في الواجهة ويجعل من العقاب للإنسان الفاني الذي أرادت له الإرادة الإلهية القبح أمرا مناقضا للعقل كما يقول المعتزلة.
    3.أن الإرادة والقدرة أمران متلازمان دون تحديد أيهما يأتي أولا أو أيهما أعلى من الآخر ، وهذا يقود إلى أن كل ماقدر الله سبحانه وتعالى عليه أراده وكل ماأراده قدر عليه في نفس الوقت. وهذا بالطبع يقود لأسئلة مزعجة أيضا حول القدرة والإرادة معا.
    4.أن الأخلاق خارج نطاق الإجتماع البشري حيث حددت لمرة وإلى الأبد ووضعت في شكل تشريع، والواقع يقول أن أخلاق البشر تتغيير بإستمرار وأن التداخل بين القانون والأخلاق جزئي وفقا لعلم فلسفة القانون الحديث.
    5. أن ثبات الأخلاق ووصفها التشريعي يستلزم الجبر على طاعتها، وأن العقاب دنيوي وأخروي على خرقها عادل وفقا لنظرية الكسب الأشعرية. وهذا الحديث خاطئ مقدمة ونتيجة، حيث أن الأخلاق بما أنها ليست تشريعا بالمفهوم الحديث بل مصدرا ماديا للتشريع مرادف لمصادر أخرى كالعرف والسوابق القضائية، لايمكن أن تكون هي المصدر الوحيد للعقاب الدنيوي كما أنها لاتقود في كل الأحوال لمثل هذا العقاب. وهنا يتضح مأزق من يحاول خلق تطابق بين الدين والأخلاق بالمطلق.
    6. أن العقل عاجز عن خلق وتمييز القبح من الحسن وأنه لذلك لايصلح مصدرا للتشريع، والواقع يقول غير ذلك ولنضرب مثالا بإلغاء العبودية وفقا لنشاط العقل البشري خالق المبدأ الأخلاقي قبل أن يصبح تشريعا بشريا يقبله المتنطعين بصحة التشريع الديني كأخلاق برغم أن الدين يحل الإسترقاق.
    7. أن القبح والحسن المحددان تشريعياعلى نهائيتهما يراد للإنسان الفاني بأن يغترف منهما وفقا لكسبه برغم أن ذلك يتم بموجب الإرادة الإلهية وليس خارجها. وهذا تبسيط لنظرية الكسب المبررة للعقاب عند الأشعريين وأرجو ألا يكون مخلا. والواضح أن هذه النظرية التي يتبناها أهل السنة الآن تقول ولاتقول شيئافي نفس الوقت.وهي في حد ذاتها تشكل مأزقا بدلا من أن تحل مشكلة الجبر والإختيار.
    ماتقدم هو مجرد نقاط عاجلة كتبت مباشرة على الإنترنيت وبدون مراجعة وبالتأكيدهي حافلة بالأخطاء لأنها مجرد تفكير بصوت مسموع ليس إلا لتنشيط الحوار حول هذه المسألة المهمة. أشكرك مجددا يا أستذ/صبري وأتمنى أن أجد الوقت للعودة مرة أخرى، حتى أبين التداخل بين ماكتبت والنص لأني أضفت بعض التوابع.
    مع خالص مودتي
                  

11-19-2007, 03:01 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل //فاخر السلطان (Re: Sabri Elshareef)

    الاخ احمد عثمان عمر لك السلام


    سعيد بمدادك وانت نفاج معرفه في هذه اللجه واصل واعود اليك بعد


    ان افرغ من واجب العمل

    شكرا جزيلا علي الطله وسلام من هنا لعندك




    ملحوظة غسان جعفر يغريك السلام
                  

11-19-2007, 05:31 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل //فاخر السلطان (Re: Sabri Elshareef)

    تعريفهم : المعتزلة فرقة إسلامية تنتسب إلى واصل بن عطاء الغزال، تميزت بتقديم العقل على النقل، وبالأصول الخمسة التي تعتبر قاسما مشتركا بين جميع فرقها، من أسمائها القدرية والوعيدية والعدلية، سموا معتزلة لاعتزال مؤسسها مجلس الحسن البصري بعد خلافه معه حول حكم الفاسق .

    مؤسسها :

    واصل بن عطاء الغزال: قال الإمام الذهبي في ترجمته في السير :" البليغ الأفوه أبو حذيفة المخزومي مولاهم البصري الغزال .. مولده سنة ثمانين بالمدينة، .. طرده الحسن عن مجلسه لما قال الفاسق لا مؤمن ولا كافر فانضم إليه عمرو واعتزلا حلقة الحسن فسموا المعتزلة "

    عمرو بن عبيد: قال الذهبي في ترجمته في السير : " عمرو بن عبيد الزاهد العابد القدري كبير المعتزلة .. قال ابن المبارك دعا - أي عمرو بن عبيد - إلى القدر فتركوه، وقال معاذ بن معاذ سمعت عمروا يقول إن كانت { تبت يدا أبي لهب } في اللوح المحفوظ فما لله على ابن آدم حجة، وسمعته ذكر حديث الصادق المصدوق، فقال : لو سمعت الأعمش يقوله لكذبته، إلى أن قال ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرددته .. مات بطريق مكة سنة ثلاث وقيل سنة أربع وأربعين ومائة "


    العقائد والأفكار :

    بدأت المعتزلة بفكرة أو بعقيدة واحدة، ثم تطور خلافها فيما بعد، ولم يقف عند حدود تلك المسألة، بل تجاوزها ليشكل منظومة من العقائد والأفكار، والتي في مقدمتها الأصول الخمسة الشهيرة التي لا يعد معتزليا من لم يقل بها، وسوف نعرض لتلك الأصول ولبعض العقائد غيرها، ونبتدئ بذكر الأصول الخمسة:

    1- التوحيد: ويعنون به إثبات وحدانيته سبحانه ونفي المثل عنه، وأدرجوا تحته نفي صفات الله سبحانه، فهم لا يصفون الله إلا بالسلوب، فيقولون عن الله : لا جوهر ولا عرض ولا طويل ولا عريض ولا بذي لون ولا طعم ولا رائحة ولا بذي حرارة ولا برودة .. إلخ، أما الصفات الثبوتية كالعلم والقدرة فينفونها عن الله سبحانه تحت حجة أن في إثباتها إثبات لقدمها، وإثبات قدمها إثبات لقديم غير الله، قالوا : ولو شاركته الصفات في القدم الذي هو أخص الوصف لشاركته في الألوهية، فكان التوحيد عندهم مقتضيا نفي الصفات.


    2- العدل: ويعنون به قياس أحكام الله سبحانه على ما يقتضيه العقل والحكمة، وبناء على ذلك نفوا أمورا وأوجبوا أخرى، فنفوا أن يكون الله خالقا لأفعال عباده، وقالوا: إن العباد هم الخالقون لأفعال أنفسهم إن خيرا وإن شرا، قال أبو محمد ابن حزم: " قالت المعتزلة: بأسرها حاشا ضرار بن عبد الله الغطفاني الكوفي ومن وافقه كحفص الفرد وكلثوم وأصحابه إن جميع أفعال العباد من حركاتهم وسكونهم في أقوالهم وأفعالهم وعقودهم لم يخلقها الله عز وجل ". وأوجبوا على الخالق سبحانه فعل الأصلح لعباده، قال الشهرستاني:" اتفقوا - أي المعتزلة - على أن الله تعالى لا يفعل إلا الصلاح والخير، ويجب من حيث الحكمة رعاية مصالح العباد وأما الأصلح واللطف ففي وجوبه عندهم خلاف وسموا هذا النمط عدلا "، وقالوا أيضا بأن العقل مستقل بالتحسين والتقبيح، فما حسنه العقل كان حسنا، وما قبحه كان قبيحا، وأوجبوا الثواب على فعل ما استحسنه العقل، والعقاب على فعل ما استقبحه.


    3- المنزلة بين المنزلتين: وهذا الأصل يوضح حكم الفاسق في الدنيا عند المعتزلة، وهي المسألة التي اختلف فيها واصل بن عطاء مع الحسن البصري، إذ يعتقد المعتزلة أن الفاسق في الدنيا لا يسمى مؤمنا بوجه من الوجوه، ولا يسمى كافرا بل هو في منزلة بين هاتين المنزلتين، فإن تاب رجع إلى إيمانه، وإن مات مصرا على فسقه كان من المخلدين في عذاب جهنم.


    4- الوعد والوعيد: والمقصود به إنفاذ الوعيد في الآخرة على أصحاب الكبائر وأن الله لا يقبل فيهم شفاعة، ولا يخرج أحدا منهم من النار، فهم كفار خارجون عن الملة مخلدون في نار جهنم، قال الشهرستاني:" واتفقوا - أي المعتزلة - على أن المؤمن إذا خرج من الدنيا على طاعة وتوبة استحق الثواب والعوض .. وإذا خرج من غير توبة عن كبيرة ارتكبها استحق الخلود في النار لكن يكون عقابه أخف من عقاب الكفار وسموا هذا النمط وعدا ووعيدا "


    5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذا الأصل يوضح موقف المعتزلة من أصحاب الكبائر سواء أكانوا حكاما أم محكومين، قال الإمام الأشعري في المقالات :" وأجمعت المعتزلة إلا الأصم على وجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مع الإمكان والقدرة باللسان واليد والسيف كيف قدروا على ذلك" فهم يرون قتال أئمة الجور لمجرد فسقهم، ووجوب الخروج عليهم عند القدرة على ذلك وغلبة الظن بحصول الغلبة وإزالة المنكر .


    هذه هي أصول المعتزلة الخمسة التي اتفقوا عليها، وهناك عقائد أخرى للمعتزلة منها ما هو محل اتفاق بينهم، ومنها ما اختلفوا فيه، فمن تلك العقائد :


    6- نفيهم رؤية الله عز وجل: حيث أجمعت المعتزلة على أن الله سبحانه لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، قالوا لأن في إثبات الرؤية إثبات الجهة لله سبحانه وهو منزه عن الجهة والمكان، وتأولوا قوله تعالى :{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } أي منتظرة .


    7- قولهم بأن القرآن مخلوق: وقالوا إن الله كلم موسى بكلام أحدثه في الشجرة.


    8- نفيهم علو الله سبحانه، وتأولوا الاستواء في قوله تعالى : { الرحمن على العرش استوى } بالاستيلاء .


    9- نفيهم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من أمته . قال الإمام الأشعري في المقالات : " واختلفوا في شفاعة رسول الله هل هي لأهل الكبائر فأنكرت المعتزلة ذلك وقالت بإبطاله "


    10- نفيهم كرامات الأولياء، قالوا لو ثبتت كرامات الأولياء لاشتبه الولي بالنبي .


    فرق المعتزلة

    عادةً ما تبدأ الفرق في عددها وأفكارها صغيرة ثم ما تلبث أن تتشعب وتتفرق، فتصبح الفرقة فرقاً والشيعة شيعاً، وهكذا كان الحال مع المعتزلة فقد بدأت فرقة واحدة ذات مسائل محدودة، ثم ما لبثت أن زادت فرقها، وتكاثرت أقوالها وتشعبت، حتى غدت فرقا وأحزابا متعددة، ونحاول في هذا المبحث أن نذكر بعضا من تلك الفرق، ونقدم موجزاً تعريفياً بها وبمؤسسها، مع ذكر بعض أقوالها التي شذت بها عن أصحابها المعتزلة، فمن فرق المعتزلة:


    1- الواصلية: وهم أصحاب أبى حذيفة واصل بن عطاء الغزال، كان تلميذا للحسن البصري يقرأ عليه العلوم والأخبار، ثم فارقه بسبب خلافه معه في مسألة مرتكب الكبيرة، وقول واصل فيه بأنه في الدنيا في منزلة بين منزلتين .


    2- الهذيلية: وهم أصحاب أبي الهذيل حمدان بن الهذيل العلاّف شيخ العتزلة ومقدمهم، أخذ الإعتزال عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل بن عطاء، من مفردات قوله: أن حركات أهل الجنة والنار تنقطع وأنهم يصيرون إلى سكون دائم خمودا، وتجتمع اللذات في ذلك السكون لأهل الجنة، وتجتمع الآلام في ذلك السكون لأهل النار.


    3- النظامية: أتباع إبراهيم بن يسار بن هانئ النظّام كان قد خلط كلام الفلاسفة بكلام المعتزلة، وانفرد عن أصحابه بمسائل منها قوله: أن الباري سبحانه لا يوصف بالقدرة على أن يزيد في عذاب أهل النار شيئا، ولا على أن ينقص منه شيئا، وكذلك لا ينقص من نعيم أهل الجنة، ولا أن يخرج أحدا من أهل الجنة، وليس ذلك مقدورا له، وقد ألزم بأن يكون البارى تعالى مجبورا على ما يفعله تعالى الله .


    4- الخابطية والحدثية: أصحاب أحمد بن خابط وكذلك الحدثية أصحاب الفضل الحدثي، كانا من أصحاب النظام وطالعا كتب الفلاسفة، ومن مفردات أقوالهما القول - موافقة للنصارى- بأن المسيح عليه السلام يحاسب الخلق في الآخرة . وكذلك قولهم: أن الرؤية التي جاءت في الأحاديث، كقوله صلى الله عليه وسلم: ( إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون فى رؤيته ) متفق عليه، هي رؤية العقل الأول الذي هو أول مبدع وهو العقل الفعّال الذي منه تفيض الصور على الموجودات، فهو الذي يظهر يوم القيامة وترفع الحجب بينه وبين الصور التي فاضت منه فيرونه كمثل القمر ليلة البدر فأما واهب العقل "الله" فلا يُرى.


    5- البشرية: أصحاب بشر بن المعتمر كان من علماء المعتزلة ، قال الذهبي: " وكان .. ذكيا فطنا لم يؤت الهدى، وطال عمره فما ارعوى، وكان يقع في أبي الهذيل العلاف وينسبه إلى النفاق " من أقواله :" أن الله تعالى قادر على تعذيب الأطفال وإذا فعل ذلك فهو ظالم " .


    6- المردارية: أصحاب عيسى بن صبيح المكنى بأبي موسى الملقب بالمردار، ويسمى راهب المعتزلة، من مفردات أقواله : أن الله تعالى يقدر على أن يكذب و يظلم ولو كذب وظلم كان إلها كاذبا ظالما تعالى الله، وقال إن الناس قادرون على مثل القرآن فصاحة ونظما وبلاغة، وكان مبالغا في القول بخلق القرآن وتكفير من خالفه، وقد سأله إبراهيم بن السندي مرة عن أهل الأرض جميعاً فكفّرهم، فأقبل عليه إبراهيم، وقال الجنة التي عرضها السموات والأرض لا يدخلها إلا أنت وثلاثة وافقوك، فخزي ولم يحر جوابا.

    7- الثمامية: أصحاب ثمامة بن أشرس النميري كان جامعا بين سخافة الدين وخلاعة النفس، انفرد عن أصحابه المعتزلة بمسائل منها قوله: في الكفار والمشركين والمجوس واليهود والنصارى والزنادقة والدهرية أنهم يصيرون في القيامة ترابا، وكذلك قال : في البهائم والطيور وأطفال المؤمنين .

    8- الهشامية: أصحاب هشام بن عمرو الفوطي كان مبالغا في نفي القدر، وكان يمتنع من إطلاق إضافات أفعال إلى الباري تعالى وإن ورد بها التنزيل، منها قوله: أن الله لا يؤلف بين قلوب المؤمنين بل هم المؤتلفون باختيارهم، وقد ورد في التنزيل { ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم } ، ومنها قوله : أن الله لا يحبب الإيمان إلى المؤمنين ولا يزينه في قلوبهم، وقد قال تعالى : { وحبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم } ومن أقواله: أن الجنة والنار ليستا مخلوقتين الآن، وقال كذلك : أن النبوة جزاء على عمل وأنها باقية ما بقيت الدنيا.


    فهذه هي المعتزلة نشأة وأقوالا ورجالا وعقائد، عرضناها مختصرة بغية تعريف القارئ بحال تلك الفرقة التي أوجدت جدلا شديدا في مراحل كثيرة من التاريخ الإسلامي ، ووضعت الشرع المطهر في مخاصمة مفتعلة مع العقل، فكان أثرها على الشرع سيئاً إذ قللت من هيبته، وأثرها على العقل أسوأ إذ وضعته في مكان لا يرتقي إليه .



    وقفة مع المعتزلة

    ربما ظن البعض أن المعتزلة قد ذهبت من غير ر جعة، وأن أفكارهم الجريئة لم يعد لها وجود، وأن التوازن قد عاد لجدلية العقل والنقل، إلا أن هذا الظن خاطيء، فالمذهب المعتزلي ما زال موجودا حيا في الصدور ومكتوبا في السطور، وما زالت فرق عديدة تتبناه، وإن اختلفت مسمياتها، فضلا عن انتصار كثير من الحداثيين لمنهج الاعتزال في تقديم العقل على النقل وجعله حاكما على نصوص الشريعة، فالاعتزال قائم مبثوث في العقائد والأفكار ولكن الذي ذهب هو حدته وصولته بعد زوال دولته، وتعرضه لعملية نقد متواصلة على أيدي أئمة السنة، فغدا هامدا يظنه الناس ميتا وليس بميت، ونحاول في خاتمة عرضنا لعقيدة المعتزلة أن نقف وقفة مع هذا المنهج نبين فيه أمرا غاية في الأهمية هذا الأمر هو مخالفة منهج المعتزلة لمنهج السلف، ومباينة عقائد الاعتزال لعقائد الصحابة الكرام، ولنروي في هذا الإطار المناظرة الشهيرة التي قصمت ظهر المعتزلة، والتي جرت بين شيخ من شيوخ السنة وشيخ المعتزلة أحمد بن أبي دؤاد، فقد جيء بشيخٍ سني كبير موثقا بحديده ، حتى أوقفوه في حضرة الخليفة الواثق، فطلب منه الخليفة مناظرة أحمد بن أبي دؤاد فوافق، بعد أن طعن في قدرة أحمد بن أبي دؤاد على المناظرة، وابتدأ السؤال قائلا : مقالتك هذه التي دعوت الناس إليها، من القول بخلق القرآن أداخلة في الدين، فلا يكون الدين تامًّا إَّلا بالقول بها ؟ قال أحمد بن أبي دؤاد : نعم .

    فقال الشيخ : فرسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إليها أم تركهم ؟ قال أحمد : لا . قال له: يعلمها أم لم يعلمها ؟قال : عَلِمَهَا .قال: فلم دعوت إلى ما لم يدعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، وتركهم منه ؟ فأمسك.

    فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين هذه واحدة. ثم قال له: أخبرني يا أحمد، قال الله في كتابه العزيز:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ديِنَكُمْ }( المائدة :3)، فقلت أنت : الدين لا يكون تاماًّ إلا بمقالتك بخلق القرآن، فالله تعالى – عز وجل – صدق في تمامه وكماله ، أم أنت في نقصانك ؟! فأمسك .

    فقال الشيخ يا أمير المؤمنين ، هذه ثانية .ثم قال بعد ساعة : أخبرني يا أحمد ، قال الله عز وجل:{ يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ }( المائدة :67) فمقالتك هذه التي دعوت الناس إليها، فيما بلَّغه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأمة أم لا ؟ فأمسك.

    فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، هذه الثالثة. ثم قال بعد ساعة: أخبرني يا أحمد، لمّا عَلِم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتك التي دعوت الناس إليها، أَتَّسع له أن أمسك عنها أم لا ؟ قال أحمد : بل اتَّسع له ذلك .فقال الشيخ : وكذلك لأبي بكر ، وكذلك لعمر ، وكذلك لعثمان ، وكذلك لعلي رحمة الله عليهم ؟ قال : نعم .فصرف وجهه إلى الواثق، وقال: يا أمير المؤمنين، إذا لم يسع لنا ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه فلا وسع الله علينا.

    فقال الواثق: نعم، لا وسع الله علينا، إذا لم يتسع لنا ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه، فلا وسع الله علينا.


    وبهذه المناظرة كسر الله شوكة المعتزلة فتحول وجه الخليفة عنهم، وما زال مذهبهم في هبوط إلى يومنا هذا، ولنختم بكلمة للعلامة ابن الوزير اليماني، يبين فيها هذا الأصل، قال رحمه الله : " وقد أجمعت الأمة على أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فكل ما لم يُبين من العقائد في عصر النبوة فلا حاجة إلى اعتقاده، ولا الخوض فيه والجدال، والمراد سواء كان إلى معرفته سبيل [ غير النقل ] أو لا، وسواء كان حقا أو لا، وخصوصا متى أدى الخوض فيه إلى التفرق المنهي عنه، فيكون في إيجابه إيجاب ما لم ينص على وجوبه " . فاستمسك أخي القارئ بمثل هذا الأصل العظيم، واحفظ به دينك فما لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته دينا فليس اليوم دين.
                  

11-19-2007, 05:36 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل //فاخر السلطان (Re: Sabri Elshareef)

    الأشاعرة فهي: فرقة تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله، وقد مر الأشعري بثلاث مراحل - كما ذكر ذلك ابن كثير والزبيدي وغيرهما- مرحلة الاعتزال، ثم متابعة ابن كلاب، ثم موافقة أهل السنة، وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل، وقد صرح الأشعري بهذا الموقف الأخير في كتبه الثلاثة: رسالة إلى أهل الثغر، ومقالات الإسلامين، والإبانة، فمن تابع الأشعري على هذه المرحلة، فهو موافق لأهل السنة والجماعة في أكثر المقالات، ومن لزم طريقته في المرحلة الثانية، فقد خالف الأشعري نفسه، وخالف أهل السنة في العديد من مقالاتهم، وإذا أردت تفصيل ذلك فعليك بالرجوع إلى الكتب التالية:
                  

11-19-2007, 06:18 PM

أحمد عثمان عمر
<aأحمد عثمان عمر
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل //فاخر السلطان (Re: Sabri Elshareef)

    أستاذنا العزيز/ صبري ،،، لك ودي وتقديري وشكري على ترحيبك بمداخلتي المتواضعة في هذا الموضوع الشائك الذي يحتاج لزمن يكفل للفرد حق النظر والتمحيص. وسلام مربع لصديقي ورفيق الزمن الجميل غسان وأمنيات بلاحدود لكما معا.برغم عدم توفر الزمن إلا أن إغراء النص بالتداخل مايزال يشدني فعذرا لأنني لم أنتظر مداخلتك وتسرعت لازيد مايلي:
    قول الأشاعرة بأن الحسن والقبح تشريعيان برغم عمومية التشريع هنا ولامحدوديته بالتشريع القانوني إلا أنه يشمله، أسس فلسفيا لقاعدة أصولية غاية في الخطورة هي "أن صريح المنقول لايتناقض وصحيح المعقول". وذلك لأن العقل الذي لايستطيع أن يحدد أو ينتج القبح والحسن بذاته، لايستطيع أن يحاكم منقول النص بمعقولية من خارجه. فالقاصر (العقل)، لايستطيع أن يحاكم الكامل (النص). ولهذا يصبح النص فوق المعايرة ، ويصبح العقل تابع له فتكون المعقولية للنص بالأصالة وللعقل بالتبعية حين يتنازل عن سمته الأساسية (التفكير) ويتبع النص "صحيح المنقول" بإعتباره حسنا مطلقالاتجوز محاكمته من قبل من لايستطيع إنتاج الحسن أو تأسيس مبادئ الأخلاق. والغريب في الأمر أن هذا الفقه وأصوله الذي يحدثنا عن إطلاق معقولية النص، يعود ضمن مباحثه ليحدثنا عن المناسب الملغي!! نعم المناسب الملغي!! ومثاله أن ترث المرأة مقدار مايرث الرجل وتصبح القاعدة أن للذكر مثل حظ الأنثى. ولكنه سرعان ماينبه إلى أن هذه المناسبة العقلية خاطئة لأنها مخالفة للنص الذي هو معيار الحسن والحسن هو المناسب وليس مايستحسنه العقل لأن الأخير قاصر عن بلوغ كمال النص!وحتى يحكم النص مصدر الحسن ومعياره الذي لايعاير، كان لابد من تسييجه بحصانة قاعدة أصولية أخرى هي "لا إجتهاد مع النص". ويتحايل الإسلام السياسي في الحاضر لإنفاذها بإعتبار أن القانون الوضعي يأخذ بها، وينسى أن قياسه معيب لسببين: اولهما أن القانون الوضعي يأخذ بالقاعدة ولكنه يسمح للبرلمان بإلغاء القانون وبتعديله وبالتالي لايكون القانون صالحا لكل زمان ومكان كما النص المقدس، وثانيهما أن القانون الوضعي هو نتاج العقل الذي يعتبره الأشاعرة غير قادر على إنتاج وإدراك الحسن وإذا أخذنا بذلك لاتصلح مقايسته بالنص المقدس لأن مثل هكذا مقايسة تصبح قياسا مع الفارق وهزيمة للمبدأ الرئيس وهو أولوية النقل على العقل، بإعتبار أن المقايسة قد ساوت بين العقل والنقل في إنتاج وإدراك الحسن بدلا من تقديم النقل.
    ولايفوتنا أن ننوه إلى أن إسناد القبح والحسن للنص وللتشريع، يساوي في مستوى التشريع،مابين التشريع للعبادات والتشريع للعادات بإعتبار أن النقل لايتجزأ. وبالتالي يعطي قطع يد السارق نفس قدسية الصلاة!وهو بذلك يمنع إعمال العقل حتى في معالجة التشريع في مستواه الجنائي، ولكن ضرورات تحويل النص المقدس إلى نص تشريعي حديث في إطار إلحاق الشريعة بالقوانين الحديثة، يعيده لإستخدام العقل لمعالجة النص فيضع تعريفا بشريا عقليا للسرقة التي لم يعرفها النص المقدس ويلحق بها العقوبة المنصوص عليها! وهذا تناقض أساسي حيث يصبح نطاق التجريم عقلي بشري وفيه يتحدد الحسن والقبح بواسطة العقل الموصوم بالعجز، والعقوبة نصية مقدسة فتأمل!!! مأزق إسناد القبح والحسن إلى النص يشترط أن يكون النص كاملا وناطقا بذاته لابغيره، وهو أمر لايسانده الواقع ودونك الإختلاف في المذاهب داخل الطائفة الواحدة دعك من إختلاف الطوائفز
    من الواضح أنني أركز على إنعكاس القاعدة على القواعد الفقهية وتماسها مع مفهوم التشريع، وحتما سوف أعود.
    مجددا شكري لك ياعزيزي /صبري، وسلام للحبيب/ غسان،،،
    ودمتم
                  

11-19-2007, 06:44 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل //فاخر السلطان (Re: أحمد عثمان عمر)

    الإخوة أحمد عثمان و صبري الشريف
    لكم التحية ..

    موضوع شيق ...
    و مهم ..
    لأنه يتناول الأسس الفكرية للأصولية الدينية .. ليس في جوانبها السياسية فقط ..

    و يلامس فلسفة الأخلاق ... أحد أكثر مباحث الفلسفة الشائكة

    أرجو أن تستفيضو في هذا النقاش .. فنحن نتابع و نتعلم

    شكراً لكم
                  

11-21-2007, 08:42 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل //فاخر السلطان (Re: Sabri Elshareef)

    - التوحيد: ويعنون به إثبات وحدانيته سبحانه ونفي المثل عنه، وأدرجوا تحته نفي صفات الله سبحانه، فهم لا يصفون الله إلا بالسلوب، فيقولون عن الله : لا جوهر ولا عرض ولا طويل ولا عريض ولا بذي لون ولا طعم ولا رائحة ولا بذي حرارة ولا برودة .. إلخ، أما الصفات الثبوتية كالعلم والقدرة فينفونها عن الله سبحانه تحت حجة أن في إثباتها إثبات لقدمها، وإثبات قدمها إثبات لقديم غير الله، قالوا : ولو شاركته الصفات في القدم الذي هو أخص الوصف لشاركته في الألوهية، فكان التوحيد عندهم مقتضيا نفي الصفات.


    2- العدل: ويعنون به قياس أحكام الله سبحانه على ما يقتضيه العقل والحكمة، وبناء على ذلك نفوا أمورا وأوجبوا أخرى، فنفوا أن يكون الله خالقا لأفعال عباده، وقالوا: إن العباد هم الخالقون لأفعال أنفسهم إن خيرا وإن شرا، قال أبو محمد ابن حزم: " قالت المعتزلة: بأسرها حاشا ضرار بن عبد الله الغطفاني الكوفي ومن وافقه كحفص الفرد وكلثوم وأصحابه إن جميع أفعال العباد من حركاتهم وسكونهم في أقوالهم وأفعالهم وعقودهم لم يخلقها الله عز وجل ". وأوجبوا على الخالق سبحانه فعل الأصلح لعباده، قال الشهرستاني:" اتفقوا - أي المعتزلة - على أن الله تعالى لا يفعل إلا الصلاح والخير، ويجب من حيث الحكمة رعاية مصالح العباد وأما الأصلح واللطف ففي وجوبه عندهم خلاف وسموا هذا النمط عدلا "، وقالوا أيضا بأن العقل مستقل بالتحسين والتقبيح، فما حسنه العقل كان حسنا، وما قبحه كان قبيحا، وأوجبوا الثواب على فعل ما استحسنه العقل، والعقاب على فعل ما استقبحه.


    3- المنزلة بين المنزلتين: وهذا الأصل يوضح حكم الفاسق في الدنيا عند المعتزلة، وهي المسألة التي اختلف فيها واصل بن عطاء مع الحسن البصري، إذ يعتقد المعتزلة أن الفاسق في الدنيا لا يسمى مؤمنا بوجه من الوجوه، ولا يسمى كافرا بل هو في منزلة بين هاتين المنزلتين، فإن تاب رجع إلى إيمانه، وإن مات مصرا على فسقه كان من المخلدين في عذاب جهنم.


    4- الوعد والوعيد: والمقصود به إنفاذ الوعيد في الآخرة على أصحاب الكبائر وأن الله لا يقبل فيهم شفاعة، ولا يخرج أحدا منهم من النار، فهم كفار خارجون عن الملة مخلدون في نار جهنم، قال الشهرستاني:" واتفقوا - أي المعتزلة - على أن المؤمن إذا خرج من الدنيا على طاعة وتوبة استحق الثواب والعوض .. وإذا خرج من غير توبة عن كبيرة ارتكبها استحق الخلود في النار لكن يكون عقابه أخف من عقاب الكفار وسموا هذا النمط وعدا ووعيدا "


    5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذا الأصل يوضح موقف المعتزلة من أصحاب الكبائر سواء أكانوا حكاما أم محكومين، قال الإمام الأشعري في المقالات :" وأجمعت المعتزلة إلا الأصم على وجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مع الإمكان والقدرة باللسان واليد والسيف كيف قدروا على ذلك" فهم يرون قتال أئمة الجور لمجرد فسقهم، ووجوب الخروج عليهم عند القدرة على ذلك وغلبة الظن بحصول الغلبة وإزالة المنكر .



    دي اصةل المعتزلة الخمسة واتمني ان نعرف تاريخنا الاسلامي لانهيساعد في الخروج من النفق اللي نحن فيه


    وسوف نسترسل مع الاشاعرة وباقي الفرق الي ان نجد الفرقة الناجية

    اشكرك الاخ امين صديق وخليك معانا بهنا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de