هذا المقال نشر تحت عامود ( لماماً) الخميس الماضي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 08:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-08-2007, 11:04 AM

جعفر عبد المطلب
<aجعفر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 10-01-2005
مجموع المشاركات: 285

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هذا المقال نشر تحت عامود ( لماماً) الخميس الماضي

    لماماً
    جعفر عبد المطلب
    ( حديثو النعمة ) الأغنياء الفقراء!

    في ظل التغيرات الدراماتيكية التي طالت كافة أوجه الحياة السودانية بسبب الظروف السياسية التي أفرزت أوضاعاً اقتصادية صعبة ، تلاشت الطبقة الوسطي التي كانت تمتلك رافعات التغيير الإقتصادي والثقافي والإجتماعي و ٌتشكل دائرة الإستنارة ومستودع الوعي ،حيث توارت في ركن قصي لا يصل إليه الضوء ، تحاول أن تسند ظهرها علي حائط ما ، فلا تجد سوي خط الفقر فتسقط الغالبية منها تحته و تظل الأقلية عالقة بأعلاه ! . خرجت قوي إقتصادية كان لها وزنها وتاريخها العريق من الساحة ، ودخلت مكانها من لا تملك تاريخاً ولا وزناً من القوي الجديدة ولكنها تملك رافعة السلطة ! شركات ومؤسسات وبيوتات وأفراد جميعهم تركوا السوق وغادروا إما خارج الوطن أو بقوا داخله يكابدون من أجل أن لا تنكشف عورتهم المالية ! هكذا نشأ واقع اقتصادي جديد ، لا يلتزم بتقاليد وضوابط و أخلاقيات النشاط الإقتصادي المتعارف عليها ، هذا النشاط الطفيلي الجديد ابتدع ضوابطه ومعاييره و أخلاقياته وأساليبه من الجو العام لممارسة الإنتهاك والتجاوز والتحايل والرٌشى وإستغلال النفوذ .
    تجليات هذا الواقع وإفرازاته لا تخطئها العين في كل شارع أو ركن في العاصمة وأكيد في ولايات ومدن أخري .من هنا نشأت طبقة الطفيليين والسماسرة ، وتسلقت سلم الثراء الفاحش دون عناء يأتي بالعرق . هكذا وفى وضح النهار وعلي مسمع ومرآي من القانون يرتبط الثراء بالسلطة ! . شباب في الثلاثين من العمر فجأة أصبحوا أثرياء بين ليلة وضحاها ! العلامات الدالة علي ثراءهم الباذخ لا يمكن حصرها ، بيوت تعلو طابقاً فوق طابق، تحيطها الحدائق الغناء وسيارات عليها ستر يصعب تمييز ما بداخلها ، وخادمات ونادلات من آسيا وإفريقيا بينما الفتيات السودانيات عاطلات عن العمل منذ سنوات !الناس تلهث وراء الثراء بأي ثمن ، البعض حرم نفسه من نعمة الأسرة وحرية الحركة وظل قابعاً في السجن لسنوات مضت من رصيد عمره الغالي الذي لا تعوضه أحلام شيك طائر أو صفقة أبرمت علي باطل . هذا التهافت المحموم نحو ثراء يأتي سريعاً ويزول سريعاً ، خلخل الكثير من الثوابت والقناعات لدي الكثير من ضعاف النفوس ، لاسيما فئة الشباب، الذين تم إغراءهم بأحلام وأوهام هذا الثراء السريع ، حتى ترك بعضهم قاعات الدرس والتحصيل ، مفضلين الطريق الأقصر ، بدلاً من طريق يحتاج إلى صبر ومثابرة ، ولكنه يصل بهم في النهاية إلي مستقبل شريف ومشرف ، وإنضموا إلي الباحثين عن أوهام هذا الثراء الذي يأتي ولا يأتي !
    ليس بالضرورة أن يكون الثراء في الحصول علي المال وإن كان حراماً ، قد يكون الثراء في أن يكون لديك أسرة تمنحك الدفء والمحبة أو عمل تحبه وتؤديه في إخلاص وإبداع ، أو في إحترام الذات الذي يعصمك من إغراء السلطة الجائرة أو مبدأ تؤمن به وتضحي من أجله بالغالي والرخيص أو في أصدقاء يحبونك وتحبهم أو في الحي الذي تسكنه وتحس فيه بالأمن والأمان ، أو في وقت تنفقه في عمل طوعي يعود الخير فيه علي الوطن والمجتمع ، أو في إيمان عميق يثري روحك ثراء حقيقياً ينأي بك عن الترهات والمزالق، أو في سفر يثري تجربتك في الحياة ويضيف إليك رصيداً من الثقافة ، أو في كتاب ما أن تفرغ من قراءته ، فتحس بثراء ما بعده ثراء ، أو في قرآن تسمعه متأملاً في الثلث الأخير من الليل ، أو في صوت موسيقي كلاسيكية ينسكب من خلف الجدران. وسائل كثيرة تحقق ثراء النفس والسمو بالروح فوق العرض الزائل وسقط المتاع واللهاث وراء أوهام الثراء الحرام .
    لو سلمنا جدلاً أن ( حديثي النعمة ) هؤلاء أثرياء حسب إعتقاد العامة ، تعالوا ننظر في جوانب الفقر فيهم : هذه مجرد نماذج سجلتها عرضاً .
    كانت تتهادي أمامي سيارة فارهة ، ظللها صاحبها بستر لا تكشف ما بداخلها. - غريب أمر هؤلاء ، أليست السيارة وسيلة للمواصلات فحسب ؟ إذن لماذا حولوها إلي غرفة للنوم - ! كانت الإشارة حمراء ، ومن حسن حظي لم يعّرض علي أي من تجار الإشارة الحمراء بضاعته . فتح ( حديث النعمة )هذا باب سيارته الفارهة وتمخط - عفواً - علي مرأى منا جميعاً دون أن يستخدم منديلاً من ورق تصوروا ! ربما كانت السيارة علامة ثراءه ، ولكن ماذا نسمي سلوكه الغجري هذا غير الفقر المدقع في الذوق العام . دخلت صالوناً للحلاقة لأقص شعرى في أحد الأحياء المسماة راقية ! وكنت مصراً أن أقصه عند حلاق سوداني تعبيراً عن موقف ضد الحلاقين الأجانب . كانت الأرضية كلها مغطاة بأكوام من الشعر ، ترددت في الدخول ، فلاحظ الحلاق ذالك ثم قال : تفضل وهو يشير إلى الكرسي قلت: ألا تنظف المكان قبل أن تبدأ ؟ قال: عادة ننظفه في النهاية . خرجت دون أن أعلق بكلمة وسط حيرة الجالسين ! ذهبت لصالون في الجوار يديره تركي في غاية النظافة وكل المعدات معقمة ، حياني بحرارة وأصر أن ٌيكرم مثواي بعصير من البرتقال ، لاحظ كل هذا وأنا لم أبدأ في الحلاقة بعد ! جاء ( حديث نعمة ) آخر يتحدث في تلفونه بصوت سمعه كل من حولنا في شارع ( عبيد ختم ) . ما أن سمع الرجل يحادثني بانجليزية ذات لكنة تركية، إلا وانبري يحدثنا عن الأماكن التي قص فيها شعره في العالم ، غريب أمر هذا الرجل كيف يحادث أناس لا يعرفهم أصلاً ! كان سلوكاً إستعراضياً و فجاً . ماذا يكون هذا إن لم يكن الفقر في أبسط قواعد الذوق العام ومراعاة مشاعر الآخرين و سيارته أيضاً فارهة . ثالث أوقف سيارته الجديدة حتى سد الطريق علي المشاة وطلب من بائع الفاكهة أن يضع في سيارته عدداً من صناديق الفاكهة من مختلف الأنواع ، دون أن يكلف نفسه عناء الترجل ! في تلك اللحظة كنت أتفحص الفاكهة لأتأكد من أنها طازجة وغير ملوثة وأقارن بين الأسعار- لاحظ أنا مغترب – أ كيد هذا مال لم يبذل فيه جهداً. مضي وترك خلفه دائرة من الضوضاء والإزعاج قصد منها لفت أنظار المارة لسيارته الجديدة . علق أحد الحاضرين - لا أعتقد أنه يعرفني - قائلاً" يا أستاذ انتم هاجرتم وتركتم البلد لمثل هذا النوع من الأجلاف الذين لا يعرف الواحد منهم كيف يتصرف فيما لديه من المال السائب " .الأمثلة كثيرة لا يسع المجال لذكرها . التحية والتجلي للشرفاء من( قديمي النعمة ) وإن بقوا في الظل، ولكن لم تنحسر عنهم أضواء الشرف واحترام النفس ، لأنهم جمعوا مالهم بجهد تصبب منه العرق الحلال .
    شكراً لكل من إتصل بي مرة ومرتين وثلاث و أكثر من داخل الوطن و خارجه و من لم يتصل ، أثناء الوعكة التي ألمت بى . أسأل الله أن لا يعرضكم لمرض يدخلكم غرفة التخدير العام ، حيث يفقد المريض وعيه بالكامل ولا يعرف إن كان سيعود إلى الحياة ثانية أم سيمضي إلى حيث لا عود ة ! حتى الخميس القادم لكم الصحة غير المنقوصة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de