انا.. والبلوم..و (مكتول هواك ياكردفلن)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-05-2007, 11:15 AM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انا.. والبلوم..و (مكتول هواك ياكردفلن)

    أنا والبلوم.... و(مكتول هواك يا كردفان)
    السودانى العدد الاسبوعى الجمعة 2نوفمبر

    لم أختم أوراقي الإثيوبية.. فهنالك ست حلقات باقية لتكتمل عشرين حلقة لتصدر في كتاب بنفس العنوان.. تقاطعت عودة صديقي البلوم عبد الرحمن عبد الله، واحتفل به الجميع وكرمه النادي العائلي الاثنين الماضي، وكان لا بد ان أكتب عن سيرته الفنية التي بدأناها سوياً في منتصف الستينيات في الأبيض.. وهي فرصة للإجابة على تساؤل الكثيرين.. عن علاقتي بكردفان وقد عرفوني كسلاوياً وفد من الأغنية الخضراء.. فخطر ببالي كتابة بعض أوراقي (الكردفالية) .. هي أوراق تجمع بين الخاص والعام، وعندي لا فكاك بينهما.



    بيني وبين المدن مودة وألفة.. ولكنهما مدينتان تتجاذباني. الأولى.. كسلا صباي وميلادي.. وأهلى وأجدادي.. وميلاد أبى وأمي.. وطفولتي وصباي.. اما الأبيض فهي ريعان الشباب والمكان العبقري الذى أوقد في قلبي سراج الفن والموسيقى والشعر والتشكيل وكرة القدم والكشافة، وفتح في قلبي كوة تطل على دوح الحب ظلت مشرعة حتى الآن.. فيها تكونت شخصيتي وكانت نقطة التحول (turning point) التى صنعت من ذلك الفتى واحدا من جيل المحظوظين الذين منحهم الله بلا حدود.. وفيها عرفت معنى الصداقة التي أعتز بها حتى الآن.. فقد لفني (الكرادلة) بودادهم ومنحوني ثقة في نفسي فسعدت بالانتماء الى قبيلة (ناس الأبيض).
    هذا الحب المتجاذب بين مدينتين.. لا يزعجني بل يزيدني فخارا بأن كلتيهما من رائعات المدن السودانية.. فالانتماء الى واحدة لم يحرمني احضان الأخرى.. ولا يزال أهل كردفان يعتبرونني واحدا منهم أحضر اجتماعاتهم وأشارك في لجانهم ومناسباتهم الاجتماعية في الفرح والترح.. ولي هناك أهل و(دفعة).. وأصدقاء.. وزملاء في الكورة والفن.. وأولاد حلة (حي تقي).. وكوكبة من الأحباب والصحاب.

    مكتول هواك يا كردفان
    مكتول هواك أنا.. من زمان
    شوفي القليب نابع حنان
    إتمنى يوم زولي القبيل
    يقطع معاي دربا عديل
    رحلة عمر.. مشوار طويل
    نمشيهو في رمل الدروب.. في كردفان
    مكتول هواك.. أنا من زمان

    كان زمانا زاهيا وأياما باهيات.. نتحسر عليهما.. و(الحسرة) صارت نوستالجيا.. والحنين الى الماضي عند جيلنا لم ندر بعد.. هل كان محظوظا ام واهما؟؟؟؟
    في سبتمبر يعود طائر السمان من مهجره في بلاد "تموت من البرد طيورها" فتلقفته شباك الصائدين على شواطئ سيناء وسواحل الدلتا ويصير غذاء شهيا من لحم طير مشتهىً ومادة ثرة للروائيين في شمال الوادي.. ألهم (النوبلي) نجيب محفوظ رائعته (السمان والخريف)، ونسجت من وحيه سكينة فؤاد روايتها (ليلة القبض على فاطمة).. افسدت عليّ السينما هذا التداعي الرائع لسكينة وشوه المسلسل روح الرواية التي مزجت الكاتبة نفسها بالحروف فجاءت نسيجا رائعا.. استمتتعت بقراءة نص الرواية اكثر من الجلوس لمشاهدتها امام التلفاز او شاشة السينما بالرغم من حشد النجوم في كلتيهما.
    في سبتمبر عاد البلوم.. لم تنتظره شراك الأطفال وأنشوطاتهم و(نبلاتهم).. ولكن الوطن فتح ذراعيه بحميمية (ليقلده).. حبابك.. حبابك.
    وكانت عودة عبدالرحمن معافىً مثل دمعة الفرح.. وأنفاس الشوق الدفيئة.. اما نحن، فرحنا (فرح اللقا الرايحة) على قول صديقي الشاعر القدال.
    أعود لأرشيف الرسائل في هاتفي النقال، لأنقل للقارئ رسالة خاصة وردت اليّ بتاريخ 22/8/2007م من البلوم.. يقول فيها:
    (الأستاذ الفنان.. سعادة العميد.. أخي.. وزميلي.. وصاحبي وصديقي.. وذكرى طيبة ونظيفة، كنت أول من مشاها معى في ذلك الزمن الصعب!!- الشقيق أحمد طه أنا الآن في القاهرة بدعوه لتكريمي هنا.. وبعدها ان شاء الله سوف أشد الرحال الى السودان الحبيب، وذلك بعد غياب اربعة عشر عاما من السودان.. وسعيد بأن أعيد معك يا أخي الذكريات التي لا يمكن ان تنسى ابدا.. اخوك عبدالرحمن عبدالله).. انتهت الرسالة.
    وانفتحت طاقة الذاكرة لتعيد تلك الأيام التي ترافقنا فيها سويا.. البلوم يغرد بالعود.. وأصحبه بآلة الكمان وبقربنا يجلس المرحوم الأستاذ عبدالله شبور يكمل أضلاع المثلث المحتشدة بالود والألفة والطيبة.. يدوزنها طروب النغم والإبداع.
    كانت (المسيج) التي اصنفها في نطاق الخاص بردا وسلاما على قلبي، ولأنها من عبدالرحمن انتفت عنها الخصوصية وأوردتها كاملة عزيزي القارئ.. فعندما يكون الأمر متعلقا بالبلوم.. يمتزج الخاص بالعام، لأنه لم يكن صديقي وحدي ولكن تجربتنا سويا تميز هذه العلاقة الى الأبد.. ولأن ما جاء فيها اسعدني أطلعت عليها اصدقائي المقربين.. كنت نشوانا يغالبني شعور عميق بالفرح الحقيقي.. (خلاص البلوم عائد لفرعه ليغني من جديد) لعن الله الغربة والداء.. وها هو عبدالرحمن قد عاد وهو في أتم الصحة والعافية اللتين من الله بهما عليه.. لأن قلبه الناصع الكبير.. شلال الوفاء العامر بالإيمان كان شفيعا له عند الكريم مجيب الدعاء.
    اتصلت به على الفور في القاهرة لأسمع منه، فعندما نتلقى الأنباء السعيدة، نسعى للتأكد من صحتها من (خشم سيدها) فرسائل الموبايل الموجزة لم تعد تمنحنا الثقة من جراء ما نتلقاه من لغط عبر هذا الجهاز الملعون الذي أفقدنا خصوصيتنا وذاتيتنا.. وصدقنا.
    نقلت الخبر لعبدالقادر سالم.. كان الدكتور قد تلقى الكثير من وعود العودة من حبيبه عبدالرحمن ولكن يبدو هذه المرة.. ان (الكلام قد دخل الحوش).. وبدأنا في الإعداد لاستقباله.
    لظروف الحجز لم يكن أمام عبدالرحمن خيار غير طائرة الخطوط المصرية التي تحط في مطار الخرطوم عند (البياحة).. قبل ان نتبين الخيط الأبيض من الأسود.... عدت من أمسية خيمة الصحفيين الرمضانية بعد الثالثة بعد ان سعدنا بلقاء خفيف الظل كان نجمه الأستاذ محمد ابراهيم نقد.. كانت امسية بعيدة عن السياسة وقريبة منها.. فامتدت حتى الساعات الأولى من الصباح وأردناها (صباحي).. لأن حديث نقد وأسلوبه اللماح وابتسامة (ناس القطينة) مضت بنا عبر الزمن.. (سرقنا).. وخرجنا نسابقه حتى لا يفوتنا السحور ويدهمنا الإمساك.. وضبطت منبه الموبايل لأصحو قبل زمن كاف لأكون من أول المستقبلين في صالة الوصول.... هذا الجهاز الملعون مرة اخرى.. خذلني ولم يشأ أن اصابح البلوم.
    وعندما أرسلت الشمس خيوطها الذهبية وتشبحت غمرت الكون.. اتصلت بعبدالقادر.. كان البلوم قد شرف الخرطوم وحط على فرعه ليغني من جديد.. فحمدت الله شاكرا نعمته.. وطافت بمسمعي من غبش العقل الباطن، اغنية ابو اللمين التي صاغها الأدروب الذى مضى كالطيف..

    جانا الخبر شايلو النسيم
    في الليل يوشوش في الخمايل
    هش الزهر.. بكت الورود
    سالت مشاعر الناس جداول
    رجع البلد بعد السنين المرة
    يا دوب العيون سهرن هجد
    في عيونو فاض شوق إنهتن
    لي حبو للناس للوطن
    ما غيّرت ريدتو السنين
    ما بدل احساسو الزمن
    وشفنا المشاعر الحلوة
    فى ساحاتنا.. بالآمال بكن

    هذه الأغنية التي استدعاها وجداني.. كانت صادقة في التعبير عن المشهد وكنت قد استمعت اليها في كسلا من التاج مكي قبل ان يغنيها (الباشكاتب) بسنوات.. كان اسمها وقتئذ (العائدون).. واستنكرت الاسم لأنه يذكرني بالأسلاك الشائكة والطلقات المطاطية.. ووعد بلفور......... (كثير من اسماء الأغاني.. تفسد نغيمها ومعانيها).
    في منتصف الستينيات جاءت بي ظروف الدراسة الى مدينة الأبيض والالتحاق بمدرسة (النهضة) وكنت في كنف خالي العامر بالمودة المرحوم محمد الحسن قدري.. الكسلاوي الكردفاني صاحب فكرة جمعية (اصدقاء حقيبة الفن) التي جمعت العمالقة مثل سيد عبدالعزيز وحدباي.. وغيرهما من حبات العقد الفريد الذي كان واسطته المرحوم قدري الرئيس الفخري لمعهد كردفان للموسيقى.
    يذكرنى خالي تاجر المواشي وصاحب مطعم كردفان الذهبي بعندليب الأبيض والسودان المرحوم ود القرشي.. تاجر المواشي الذي كان يسبق رسالته من الأنعام الى ام روابة وكوستي وسنار ومدني والخرطوم فيسعد امسيات كل هذه المدن بالشعر وجذل الغناء فيزدهي ليل الندامى بالطرب والفرح.
    وشجعني اكثر لتلقي تعليمي بالأبيض وجود عمي عبدالله محمد الحسن، اطال الله في عمره، الذي كان يعمل مفتشا لسودان تباكو لمديريتي كردفان ودارفور قبل ان تنهي الإنقاذ سنوات خدمته النظيفة في الخطوط البحرية السودانية.. تلك الإمبراطورية التي دمرها (شمسون).. وأضرم فيها النيران (نيرون)، وأصبحت خرائب بعد ان سادت سفنها بحار العالم، يرفرف في ساريتها علم السودان والطائر البحري الطواف...(امدرمان )و(كردفان).... (باعوهما بأبخس الأثمان).
    الأبيض مدينة عرفتها منذ طفولتي وصباي الباكر.. وكنت انتظر مضيّ العام الدراسي لشد الرحال اليها وقضاء اجازة (التلاتة شهور) في ديارها.. وكانت تنقضي مثل الومضة فأعود الى (جنة الإشراق) مدينتي وأنا مشوق لربوع كردفان..
    اذن الألفة والمودة بيني وبين الأبيض لم تبدأ بسنوات دراسة المرحلة الثانوية في النهضة.. او مرافقة المبدع عبدالرحمن البلوم في بداية مسيرته الفنيه... عازفا على آلة الكمان. او الوقوف بين خشبات المرمى حارسا في الأولمبي والأهلي وشيكان... والعمل الطوعي كمساعد معلم للكشافة بمدرسة الأبيض الأهلية الوسطى، برفقة صديقي (الكشاف الأعظم) جعفر احمد عبدالرحيم، مد الله في ايامه.. ولكنها علاقة ارتبطت بطفولتي وامتدت منذ تلك الأيام، التي ظلت في الخاطر ولم تبارحني رمالها وهشابها وتبلديها.. حتى اللالوب هناك (طمعه غير)..
    اشياء عالقة بخيالي الطفل.. تزخر برائحة الخريف ودعاشه.. تمتزج بطعم حب البطيخ المقلي.. و(الجرم).. ورائحة (الدليب) وأليافه التي تعلق بالأسنان وطعم (الهالوك) الذي لم اجد له مثيلا في الشرق، وهو جذور لا تشابه(الترتوس) الذي دأبنا على اقتلاعه من اسفل شجر السنط في الغابة القريبة من حينا في كسلا (الميرغنية) الذي يرسو في مكانها الآن نادي الميرغني العظيم... مثل (التاكا) و(التايتنك).


    واواصل...
                  

11-05-2007, 12:05 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انا.. والبلوم..و (مكتول هواك ياكردفلن) (Re: أحمد طه)

    متابعين يا جنرال

    التحية للجميل عبد الرحمن عبد الله
                  

11-05-2007, 12:37 PM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انا.. والبلوم..و (مكتول هواك ياكردفلن) (Re: إسماعيل وراق)

    Quote:
    التحية للجميل عبد الرحمن عبد الله


    keep on my dear
                  

11-05-2007, 01:12 PM

Adam Omer
<aAdam Omer
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 4478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انا.. والبلوم..و (مكتول هواك ياكردفلن) (Re: shahto)





    و
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de