شيخ الصحفيين يحى العوض يبدا اضخم مشروع لتوثيق تاريخ الصحافة السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-03-2007, 02:53 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شيخ الصحفيين يحى العوض يبدا اضخم مشروع لتوثيق تاريخ الصحافة السودانية

    منذ 45 عاما قضاها في دهاليز صاحبة الجلالة الصحافة ، اسس خلالها العديد من الصحف من بينها النهار والفجر ، ثم وضع الاساس لاول المخطوطات السيارة التي وثقت وعكست تاريخ وانشطة الطرق الصوفية في السودان . ولعله من المناسب القول بان هذه الطرق لعبت دورا كبيرا ليس في نشر الاسلام فحسب بل وفي اشاعة روح التسامح والاستقرار والسلام الاجتماعي وهذا ما يفقده السودان اليوم ..
    ولاننا امة شفاهية في الغالب ، فان جهود التوثيق المبذولة منذ طبقات ود ضيف الله ومروروا بموسوعة البروفيسور عون الشريف قاسم ، والمجاهدات التوثيقية المشكورة التي يقوم بها الاستاذ يحى العوض تكتسب اهمية خاصة لانهاتعد اعمال توثيقية دقيقة وتنبع عن معايشة وليست محدودة السقف كما هو الحال في البحوث الاكاديمية التي غالبا ما تتوقف بنيل الدرجة العلمية المطلوبة : ونورد في ما يلي ما خطه يراع الاستاذ يحى العوض في سبر غور التاريخ الجميل للصحافة السودانية والامل ان يساهم الكل في اثراء هذا الجهد بمزيد من المعلومات في هذا الحقل ـ :

    و-------------------------------------------------------------
    يحيى العوض
    [email protected]


    عنــدما رشحنا عميـــد الصحـافة السـودانيــة رئيـسا للجمهوريـة!!

    أمضيت أكثر من اسبوع بعد التحاقي بدار "الأيام" عام 1962، عندما استدعاني الأسـتاذ بشـير محمد سـعيـد إلى مكتـبه.. وفاجأني معتــذرا بأنه لم يشملني مثل بقية الزملاء بمفكرة العام الجديد لأنه حسبني من الـمتـعـاونين.. وقـدم لي مفكرة أنيقة موحيا بأهمية الـمفكـرة فـي تنظيـم البـرنامج اليومي للصحفي.. ثم سألني عن القسـم الذي بدأت به عملي.. فأجبته بأن الأستاذ مصطفى أمين سـكرتيـر التحرير كلفني بترجمة عدة مقالات.. كما أوكل لي الاشراف على صفحة "الأدب".. وبصوته الخفيـض الأقرب إلى الهمـس، قال لي إنها بدايـة فـي الاتجـاه غيـر الصحيح لاحتراف العمل الصحفي.. عليك أولا معـرفة مجتمعك.. ولن يتسنى لك الاقتـراب الحقيقي من شرائحه المختلفة من خـلال الشـعر والروايات، لابـد من النزول إلى القاع ومجابهة الواقع بلا أقنعة أنصحك أن ترافـق الأسـتاذ عبد الرحيـم فقيـري محرر الحوادث فـي جولاته على مراكز الشـرطة وقاعات المحاكم.. هناك ستتعرف على حقيقة هذا المجتمع بسبر أغـواره فإذا زرت أيضا المحاكم الشرعية فسترى أحداثا وستستمع إلى حكايات تتفوق على خيال المبدعين الذين تتعامل معهم فـي صفحة الأدب!!

    وانخرطت فـي سرب "الأيام" المقاتلة.. كان المحجوبان أمد الله فـي "أيامهما" يتناوبان رئاسة التحرير بينما كان عميد الدار الأستاذ بشير بمثابة القائد العام للفيـلق.. كان فـي أوج تألقه عظيما متواضعا يحس بالسعادة تملأ صدره، وهو يرى هؤلاء الناس الذين يعملـون تحـت رئاسته يحققـون بدورهم نجاحا كبيرا..
    كان يؤمن أن الفشل يعود إلى سوء التقدير وليس سوء الحظ، وأن عظمة الحدث هي أن تكون فيـه لا أن تتفـرج عليـه.. كنا مجمـوعة من الشـباب المتحمس، نؤمـن بما لقنه لنـا أسـتاذنا بشـير، بأن القاعــدة الأولى فـي الصـحافة هي الخـــوف من قـــول الكـذب..

    والقاعدة الثانية هي عدم الخوف من قول الحقيقة حتى فـي ظل الظروف الاستثنائية والقوانين المقيدة للحريات!!
    وكان أستاذنا محجوب عثمان بارعا فـي صياغة عناوين أخبار الصفحة الأولى.. يصطاد الأخبار الخارجية ويسقطها على ما يجري من أحداث بالداخل.. وتتحول العناوين إلى رصاص من "الزئبق" تتفلت عند المساءلة القانونية.. فقد كان من حسنات نظام الفريق إبراهيم عبود الابقاء على الصحافة الخاصة وفقا لضوابط قانونية صارمة.
    ويفاجئنا الأستاذ محجوب عثمان بعناوين تدير الرؤوس، منها:
     اتهام وزيـر التجارة بالرشـوة والـمحســوبيـة..
    وفـي متن الخبر إشارة إلى دولة فـي أمريكا اللاتينية..
     الإضـرابات تعـم الـمـدن.. حرائق ومظاهرات فـي كل مكان..
     الديمقراطيـة مطلب شـعبي.. لا تنازل عنه فـي باكستان..

    كما وظف الأستاذ محجوب عثمان "العامية السودانية" المشابهة للفصحى فـي السخرية.. فخرجت "الأيام" ذات صباح وعنوانها الرئيسي يقول: "طار الرئيس ورفاقه!!" وعندما وقع حادث لقطار بورتسودان وخرجت 17 عربة من الخط ونفق ما بداخلها من حيوانات.. كان مانشيت "الأيام" ببنط 54 ـ لغة ذلك العصر ـ يقول: "انقلاب 17 عربة حيوانات" وكانت البلاد تستعد للاحتفال بذكرى 17 نوفمبر الذي جاء بالفريق إبراهيم عبود إلى الحكم!!
    وهكذا كان الحال فـي باب "حكمة اليوم" الذي لا يخلو من نقد لاذع للحكومة من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والشعر والمأثورات والأمثال.. ومما زاد من انفعال وحنق أجهزة الحكم، كانت صفحة أخبار المجتمع تزخر دائما بأسماء مواليد.. أزهري، الصديق، الشفيع.. قاسم.. ولإيقاف هذه الدعاية المضادة اليومية تلقت الصحيفة خطابا رسميا من وزير الاعلام يحظر نشر مثل هذه الأسماء...!!
    وكان ما ينشره الأستاذ بشير محمد سعيد فـي بابه اليومي "منوعات، أخبار، أفكار" يتحول إلى برنامج سياسي لأحزاب المعارضة ويثير جدلا يوميا فـي أجهزة الحكم حتى تقرر اغلاق الصحيفة!
    وذات صباح استدعانا الأستاذ بشير إلى مكتبه وتحلقنا حوله، أسرة التحرير.. فقال بهدوئه المعتاد: لن تتمكن الأيام من نشر خبر من أهم أخبارها.. خبر تعطيلها.. فقد تلقيت اليوم القرار رسميا.. ويهمني قبل كل شيء الاطمئنان على مستقبلكم.. بالنسبة لزملائكم العمال، سوف يستمرون فـي المطبعة.. فأرجو إبلاغي برغباتكم حتى نعمل بعون الله على تحقيقها..
    اختار الأستاذ مصطفى أمين، إدارة مزرعة الأستاذ بشير فـي "سوبا" وبالرغم من توليه فيما بعد مناصب قيادية، نائبا لرئيس تحرير "الصحافة" ومديرا "لوكالة السودان للأنباء" إلا أن الأستاذ مصطفى أمين، يعد الآن من أنجح أصحاب المزارع الخاصة فـي السودان، وما زال على تواضعه وزهده فـي ملبسه ومسكنه وكرهه للأضواء.. كان لا يركب إلا سيارة "فولكس فاجن" وفيا لسجائر "كرافن ايه" وقدوة لجيله أول من يدخل الدار وآخر من يخرج منها.. يوزع فرص السفر إلى الخارج، ويستثني نفسه، يعمل فـي صمت لا يجادل ولا يفخر بانجازاته.. وقد نجح بدوره كواحد من الرعيل الأول لتلاميذ الأستاذ بشير فـي أن يعد جيلا من الصحفيين الأكفاء المنتشرين الآن فـي كل مكان.. وكان من بين نجوم مدرسة الأستاذ بشير الراحل العزيز محمد ميرغني الذي بدأ مع "الأيام" حتى أصبح رئيسا لتحرير جريدتها المسائية "السياسة" وكان المدير الإقليمي لوكالة أنباء "رويترز" ثم مديرا لمكتب إعلام الأمم المتحدة الإقليمي بالقاهرة.. ومن طرائف تغطياته الصحفية أنه كان عائدا مع الفجر من "الفندق الكبير ـ Grand Hotel" عندما فاجأته فـي الطريق دبابات العقيد جعفر نميري.. فتوجـه إلى مكتبه وأبرق نبأ انقلاب 25 مايو، ثم وصف سير الدبابات أثناء تقدمها نحو القصر الجمهوري، وقال إنها كانت تتوقف عندما تجد إشارة المرور حمراء.. لقد خرقت الدستور لكنها أطاعت قانون المرور!
    ومن ضمن الرعيـل الأول لتلاميذ الأستاذ بشير، الأستاذ الرشيد بحيري الذي عمل فـي الصحيفة الإنجليزية للدار "الـمـورننغ نيـوز" وكذلك فـي المسائية "السياسة" ثم تـولى لفتـرة طويـلة إدارة مكتب إعـلام الأمـم المتحـدة بالخرطوم.
    وكان فـي مجموعتنا ذلك الصباح عندما عطلت "الأيام" الأستاذ عبد المجيد الصاوي الذي اختار العمل فـي إعلام الخطوط الجوية السودانية، وتقاعد مؤخرا وهو من كبار محرري جريدة "الاقتصادية" بالرياض.
    وكان معنا الأستاذ محمد سعيد محمد الحسن، دمث الأخلاق، مفرطا فـي أناقته، لا تراه صيفا أو شتاء إلا مرتديا "البدلة الكاملة"... وكنت أجاوره فـي صالة التحرير، فيزوره كل صباح "ماسح الأحذية"وعندما يفرغ من مهمته ينبهني بكشكشة جرسه المصنوع من أغطية زجاجات المياه المعدنية.. وكنت دائما أهز رأسي معتذرا لكنه يكرر المحاولة كل يوم!
    واختار محمد سعيد أن يذهب إلى جريدة "الرأى العام" وتبوأ فيها مناصب قيادية وتعرف هناك على الأستاذ الجليل طيب الذكر حسن نجيلة فصاهره، وسار على نهجه فـي الاهتمام بالتاريخ المعاصر، فأصدر عدة كتب ودراسات قيمة. كما عمل فترة طويلة مراسلا لوكالة الأنباء الفرنسية ثم مديرا لجريدة "السياسة" اليومية عام 1986.. وأوشكنا فـي عام 1989 أن نكمل معا إجراءات توليه رئاسة تحرير جريدة "النهار" التي كنت ناشرها ورئيس تحريرها فثقلت علي الاعباء لانشغالي برئاسة تحرير العزيزة مجلة "القوم" إضافة إلى إدارة مكتب جريدة "الاتحاد" الظبيانية.. ويعمل الآن الأستاذ محمد سعيـد بجريدة "الشرق الأوسط" فـي مقرها الرئيسي بلندن.. وكان زميلنا الأستاذ عبد الرحيم فقيري، محرر الحوادث يعشق مدينة ود مدني.. وأصر أن يعود إليها.. وبتوصية من الأستاذ بشير التحق بإعلام مشروع الجـزيرة.. وأحسب أنه ما زال هنالك.
    وكانت رغبتي التي أبلغتها الأستاذ بشير، أن أعمل بجريدة "السودان الجديد" الصرح الذي شيده أبو الصحف الأستاذ أحمد يوسف هاشم الذي كان رمزا شامخا لمرحلة ما قبل الاستقلال.. كما أصبح الأستاذ بشير الرمز الذي المتالق للمرحلة التالية .. وبالفعل بعد ساعات كنت فـي "دار السودان الجديد" يقدمني الأستاذ الكبير فضل بشير للزمـلاء.. الأساتذة: محمد خليفة طه الريفي، عثمان علي نور، جعفر عبد الرحمن، إبراهيم عوض بشير، طه المجمـر،فتحي عبد المولى والتيجاني محمد أحمد، الذي التقيت معه مر ة أخرى فـي جريدة "النهار" وفجعنا معا بوفاة أستاذنا الرشيد الطاهر بكر، وفـي سابقة صحفية خصص التيجاني الصفحة الأخيرة "للنهار" ولأكثر من اسبوعين لنقل أخبار سرادق عزاء الراحل العزيز.. وارتـدى التيجاني "جلباب الدمورية" حدادا وحزنا، وبعد شهر واحد من وفاة الرشيد سافر التيجاني إلى مسقط رأسه فـي كردفان بعد غيبة امتـدت 40 عاما ولم يعـد مـرة أخـرى.. مات هنالك بين أهله.. وأبلغني النبأ الصاعق الصديق الأستاذ علي شمو ونقلته بدوري لصديق التيجاني الوفـي الأستاذ إبراهيم منعم منصور الذي رثاه باسم الأسرة وكان التيجاني يعتبر أسرة "الناظر" الكريمة أهله وعشيرته.
    وبعد اطمئنان الأستاذ بشير محمد سعيد على مصير فرقة "الأيام".. ودعنا وسافر إلى نيويورك للعمل فـي إعلام الأمم المتحدة.. ودارت الأيام.. فالتقينا مرة أخرى بعد ثورة اكتوبر 1964.. وهذه المرة فـي اتحاد الصحافة السودانية.. ومن حسن حظي، عملت معه فـي دورتين متتاليتين هما عمر اتحاد الصحافة السودانية قبل انقلاب 25 مايو 1969.. وكنا قد اخترناه بالاجماع رئيسا للاتحاد فـي أول اجتماع للجنة التنفيذية المنتخبة.. واختير الأستاذ محمد ميرغني أمينا عاما ولكثرة أسفاره كمدير اقليمي لوكالة "رويترز" كنت أنوب عنه كنائب للأمين العام مما جعلني وثيق الصلة بالأستاذ بشير وأسلوبه فـي إدارة الاجتماعات وفض الاشتباكات لأن الاتحاد كان يمثل جميع الصحف المستقلة والحزبية والصحفيين العاملين من غير أصحاب الصحف أو رؤساء التحرير.. وضمت اللجنة التنفيذية للاتحاد فـي دورتيها الأساتذة عبد الرحمن مختار الذي كان نائبا للرئيس، صالح عرابي، سعد الشيخ، عوض برير، بونا ملوال، يس عمر الإمام، رحمي محمد سليمان وعمر مصطفى المكي.
    ونجح الأستاذ بشير باقتدار شديد فـي قيادة اللجنة التنفيذية رغم خلافاتها الفكرية والسياسية وتباين المصالح، خاصة وأن نقابة الصحفيين العاملين التي كنت أمثلها فـي اللجنة التنفيذية للاتحاد لـها خصومات وقضايا مع أصحاب الصحف.. وتجلت الوحدة المهنية للصحافة السودانية بقيادة الاستاذ بشير محمد سعيد، عندما أصدر وزير الداخلية آنذاك السيد أحمد المهدي، قرارا إداريا بتعطيل مجلة "صوت المرأة" التي ترأسها الأستاذة الفاضلة فاطمة أحمد إبراهيم، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيسة الاتحاد النسائي.. واعترض اتحاد الصحافة على التعطيل الاداري مطالبا بتقديم المجلة للمحاكمة ليصدر القضاء قراره .. وأصر وزير الداخلية على موقفه.. فاجتمعت اللجنة التنفيذية لاتحاد الصحافة واتخذت قرارا بالإضراب.. وكان فـي مقدمة المؤيدين الأستاذ يس عمر الإمام، رئيس تحرير جريدة "الميثاق الإسلامي" الناطقة باسم الإخوان المسلمين وكان مدير تحريرها الأستاذ عبد الرحيم حمدي.. وبالفعل احتجبت "الميثاق" مع بقية الصحف تضامنا مع "صوت المرأة"...!!
    ومن قراراته التي كنا نسميها "ضربة معلم" ترشيح الأستاذ بشير محمد سعيد لوفد اتحاد الصحافة، تلبية لدعوة من اتحاد الصحفيين السوفييت لحضور احتفالات ثورة اكتوبر الاشتراكية.. فاختار الأستاذ بشير عوض برير "ممثلا لليسار" رئيسا للوفد ويس عمر الإمام من قيادات الإخوان المسلمين، نائبا للرئيس وعضوية الأستاذ رحمي محمد سليمان وشخصي.. وكانت مفاجأة حقيقية للسوفييت لكنهم ابتلعوها ببرود شديد، فعندما وصلنا موسكو كانت درجة الحرارة عشرة تحت الصفر.. ولم يكن وفدنا مستعدا لـهذا الجو الجليدي فكنا نرتدي أحذيتنا العادية.. وعند خروجنا من السيارة لدخول الفندق تزحلق الوفد كله وسقطنا على الأرض.. كنا نضحك بينما رئيس اتحاد الصحافة السوفييتية، عضو اللجنة المركزية ورئيس تحرير "برافدا" كان متجهما ويحملق فينا بوجوم!. وعند عودتنا من موسكو عن طريق القاهرة عام 1966 توقفت طائرة "الإيرفلوت" السوفييتية فـي المطار لمدة ساعة قبل مواصلة الطيران إلى الخرطوم.. وجاءتنا المفاجأة هذه المرة من الأستاذ يسن عمر الإمام الذي رفض مغادرة الطائرة مصرا على امضاء الساعة بداخلها رغم الحر الشديد، مؤكدا أنه يفضل البقاء داخل الطائرة لأنها أرضا سوفييتية!! وكانت مصر عبد الناصر فتي مواجهة دامية مع الإخوان المسلمين.
    وذات يوم وقبل انعقاد الاجتماع الدوري لاتحاد الصحافة استأذنت الأستاذ بشير لإدراج موضوع عاجل فـي جدول الأعمال لتنظيم التعامل بين الصحفيين والسلطة خاصة فـي تغطية أخبار القصر الجمهوري ومجلس الوزراء ورويت له ما حدث فـي إحدى ردهات القصر الجمهوري، عندما كنت أقف مع زميلي الأستاذ محمد عمر الخضر رئيس تحرير صحيفة "سودان نيوز" وكان الرئيس أزهري مجتمعا برئيس الوزراء الأستاذ محمد أحمد محجوب، وهو الاجتماع الذي تم فيه فض الائتلاف مع جناح الإمام الـهادي الذي كان يمثله المحجوب مفسحا الطريق لائتلاف مع الجناح الآخر لحزب الأمة برئاسة السيد الصادق المهدي.. خرج المحجوب من الاجتماع غاضبا ساخطاً.. وجاءت وقفتنا مع الزميل محمد عمر فـي نفس الردهة التي تقود من مكتب الرئيس أزهري إلى الباب الرئيسي المطل على النيل حيث يقف بمهابة اثنان من الحرس الجمهوري بزيهما المتميز.. وفاجأنا بوقفة لم تزد عن دقيقة واحدة وحدجنا قائلا بصوت مشحون بغضب هائل: "سخفاء"!! ولم يزد وواصل سيره.. وأربكتنا المفاجأة.. كان لكلمته وقع الصاعقة علينا.. فعدونا خلفه ولحقنا به عند البوابة قبل أن يدلف داخل سيارته.. وكان مشهدا غريبا قلما يتكرر فـي بلد غـير سودان "الستينيات".. أوقفنا رئيس وزراء السودان، المفكر الشاعر وأحـد اثنين رفعـا علم الاستقلال، القائد العربي الذي جمع عبد الناصر والملك فيصل فـي منزله، وأنهى الخلاف التاريخي بينهما مهندس قمة اللاءات الثلاثة "لا اعتراف، لا تفاوض، لا صلح مع اسرائيل" والتي جبرت كسر الأمة العربية بعد هزيمة يونيو 1967، أوقفه شابان فـي العشرينيات من العمر يلوحان فـي وجهه بعنف.. ماذا تقصد؟ نحن لم نسألك! ولم نطلب منك أن تقف!! لماذا تبادرنا بهذا التقريع والإهانة!! كان رئيس وزراء السودان بلا حراسة.. فقط كان ابنه "سيد" يقف بسيارته خلف السيارة الحكومية التي كانت فـي انتظاره، والحارسان عند البوابة منتصبان كأنهما تمثالان من الشمع لا يرف لـهما جفن، يحدقان فـي الفضاء العريض الممتد عبر النهر.. ووسط صياحنا وضجيجنا أشار المحجوب إلى ابنه سيد قائلا: "احضر أخويك معك إلى المنزل!"..!! وفـي منزل المحجوب عليه رضوان الله، حكى لنا بتأثر شديد أنه كان يستقبل فـي صالونه مجموعات كبيرة من الناس بعضهم أصدقاء وأهل وأغلبهم حزبيون.. وقال إنه كثيرا ما يخوض معهم فـي قضايا عامة.. غالبا ما يكون بين الحاضرين زملاؤكم الصحفيين وكثيرا ما أنبههم بأن كل ما يقال ليس قابلا للنشر، ويمكنكم سؤالي عن القضـايا التي تريدون نشرها.. وقد فوجئت مؤخرا بتسريب تصريحات وتعليقات مبتسرة ومحرفة، أضرت بموقفي السياسي، واستطرد قائلا، لقد تعاملت مع العديد من الصحفيين، بعضهم أصدقاء أعزاء، وتعودت أثناء زياراتي للقاهرة اللقاء بأصدقائي ومن بينهم الأخوان مصطفى وعلي أمين ونتحدث فـي قضايا مثيرة وخطيرة لكنهما لا يفشيان أبدا ما يدور بيننا، لقد حسبت هذا الصباح بعد خروجي من مكتب أزهري أنه كان يقف معكما "فلان"... (...)، الذي نشر فـي صحيفته كل أحاديث السمر التي كنا نتداولـها.
    كان الأستاذ بشير يصغي باهتمام لـهذه الحكاية.. وعند ذكر اسم الزميل الذي أسماه المحجوب تعالت ضحكات أستاذنا الكبير، ثم قال على كل حال.. لقد شكا المحجوب أيضا من زميليك "فلان" و"فلان" وقال إنهما أوسع انتشارا من الصحف التي يعملان فيها..!!
    بعد النجاح الكبير الذي حققه مؤتمر قمة الخرطوم الذي انعقد فـي الفترة ما بين 29 أغسطس و2 سبتمبر 1967 بدأت اتصالات مكثفة بين اتحادات ونقابات الصحفيين العرب.. وقام الأستاذ بشير بجهد كبير لانجاح فكرة تأسيس اتحاد الصحفيين فـي الدول العربية، وبالفعل تحدد اللقاء فـي القاهرة كخطوة أساسية لدعم التضامن العربي وقد وصف أحد الزملاء تلك المرحلة ببلاغة بأنها مرحلة الكلمات المتشنجة التي يتطاير منها الشرر فتحرق وتؤلم وتثير الحفائظ، إنها أشبه ما تكون بالطلقات العشوائية التي تخطئ الأعداء، فالغبار الذي تثيره الكتابات العاصفة الغاضبة يطمس الحقائق ويخفي المعالم ويحيل الرؤية إلى ضباب وعتامة وضلال.
    وعقدت اللجنة التنفيذية لاتحاد الصحافة عدة اجتماعات للتحضير لمؤتمر القاهرة وأعددنا أوراقنا وبحوثنا عن الواقع العربي والدور الجديد للإعلام بعد قمة الخرطوم.. وتم اختيار وفدنا برئاسة الأستاذ بشير وعضوية الأساتذة عبد الرحمن مختار، صالح عرابي، محمد ميرغني، عمر مصطفى المكي، سعد الشيخ وشخصي.
    وعند مغادرتنا الخرطوم فوجئنا بالزميل العزيز عبد الله عبيد حسن مدير تحرير "التلغراف" معنا فـي الطائرة.. وتهامس الزملاء وقال الأستاذ بشير إن هذه رحلة مفتوحة ولا نستطيع منع أحد من السفر.. وأذكركم بأنكم وفد وفاق بين الإخوة الصحفيين العرب فكونوا فـي غاية الحرص حتى لا يظهر شقاق بينكم.. ثم طلب مني أن أكون سكرتيرا للوفد وأقوم عند وصولنا بجمع جوازات السفر وتقديمها لمستقبلينا من نقابة الصحفيين المصريين.. وبالفعل وجدنا مندوبي النقابة فـي انتظارنا وأخذونا إلى قاعة كبار الزوار.. وقمت بجمع جوازات سفر الوفد وقدمتها للمندوبين.. وبالطبع تخطيت الزميل عبد الله عبيد الذي بادرني قائلا مبتسما.. "إن هذا لن يغير من الأمر.. فالمؤتمر اسمه مؤتمر الصحفيين العرب وليس الاتحادات ولا النقابات الصحفية.. وأنا صحفي عربي يحق لي المشاركة وبدون إذن من أحد".. واستقل وفدنا السيارات التي خصصت له ووصلنا فندق "سميراميس" مقر ضيافة الوفود.. وهناك كان الزميل عبد الله عبيد قد سبقنا وأكمل اجراءات حجز غرفة فـي الفندق..! وبدأت محادثات ومشاورات الكواليس قبل انعقاد المؤتمر .. كانت الأجواء مشحونة بالحساسيات والحسابات القديمة.. وتحرك وفدنا فـي كل اتجاه.. وكنا نسمع من الكثير من الوفود العربية ثناء على زميلنا عبد الله عبيد للمقترحات التي قدمها لتنقية الخلافات ولرأب الصدع.. واحتار معظمنا فـي الوفد.. ماذا نفعل؟ وكان الأستاذ بشير حاسما بقوله من الخطأ إظهار شقاق فـي الوفد السوداني، واقترح قبول الأستاذ عبد الله عبيد مناوبا على أن يشارك فـي اللجان عند غياب أي عضو من الوفد.. وأجيز الاقتراح وطلب مني إبلاغ الزميل عبد الله بذلك.. وتعانقنا ضاحكين وسألني فـي أي لجنة تم اختيارك؟ فقلت له لجنة التحرر من الاستعمار برئاسة الأستاذ أحمد حمروش.. وحضرنا معا جميع اجتماعات اللجنة، وأصبح الأستاذ عبد الله نجمها الأول، فقد جاء يحمل معه ملفا كاملا عن قضية إرتريا وفرضناها على قرارات المؤتمر.. ونجح المؤتمر وانتخب الأستاذ بشير محمد سعيد نائبا لرئيس اتحاد الصحفيين العرب.. وتحدد لقاء مع الرئيس عبد الناصر مع جميع أعضاء الوفود.. وعندما تجمعنا ذلك الصباح فـي طريقنا إلى قصر القبة افتقدنا هذه المرة زميلنا عبد الله عبيد، ولكن عند وصولنا كان هناك قد سبقنا.. وصافح الرئيس عبد الناصر ـ الذي كان يبدو كالأسد الجريح ـ الوفود فردا فردا، وتلقينا فـي اليوم التالي "ألبوم" الصور الذي خصص لكل فرد، وانفجرنا جميعا ضاحكين.. كانت أبرز الصور وأكثرها وضوحا.. الرئيس جمال عبد الناصر وهو يصافح الزميل عبد الله عبيد.! كان الزميل العزيز قد رتب الأمر مسبقا مع المصورين!
    وقع انقلاب مايو 1969 بعد شهور قليلة.. وتم حل اتحاد الصحافة مع بقية التنظيمات النقابية.. ثم كان تأميم الصحف عام 1970.. وهاجر الأستاذ بشير للمرة الثانية وتوجه هذه المرة إلى لندن.. وعاد بعد سنوات لإدارة دار الأيام للأدوات المدرسية ولتأليف الكتب.. وكنت قد أمضيت معظم سنوات عهد مايو فـي أبو ظبي بجريدة "الاتحاد".. ومع انتفاضة إبريل 1985 عين الأستاذ بشير محمد سعيد مستشارا صحفيا لرئيس الـمجلس العسكري الانتقالي المشير عبد الرحمن سوار الذهب.. ورغم أهمية المنصب إلا أننا كتلاميذ للأستاذ بشير، كنا نراه أكبر من هذا المنصب .. وعندما تواترت الأخبار والـمقـترحات عن الفترة الانتقالية والاتجاه العام لقيام جمهورية رئاسية بالانتخاب المباشر.. قررنا مناقشة الأستاذ بشير فـي إمكانية ترشيحه.. وذهبت إليه فـي مكتبه بقاعة الصداقة أحمل ملفا عن حيثياتنا لاقناعه بالترشيح.. ووجدت معه الصديق الأستاذ عمر الفاروق شمينا الذي تربطه بالأستاذ بشير صداقة قوية، كما كان أحد مستشاريه القانونيين.. وتربطني أيضا بالأستاذ عمر الفاروق وشائج زادت متانة بلقاءاتنا المنتظمة فـي سوح خالد الذكر الشريف محمد الأمين الخاتم فـي كركوج وفـي رحاب شيخنا البشير محمد نور فـي شمبات. كما طوق الأستاذ عمر الفاروق عنقي بجمائله فكان المستشار القانوني لجريدة "النهار" ودافع عنها فـي قاعات المحاكم بدون مقابل.. لذلك لم أتحرج من الدخول مباشرة فـي الموضوع.. وتابعني الأستاذ بشير باهتمام أثناء قراءتي من الملف الذي جئت به.. وعندما فرغت أخذ مني الأوراق وشكرني ووعد بمناقشة الاقتراح.. والتقينا بعد ذلك عدة مرات فـي قصره بعزبة كافوري إلا أنه كان يتحاشى بلباقته المعهودة نقاش الاقتراح.. وكان يمسك بيدي لنطوف بمكتبته التي تحتل طابقين من قصر كافوري، وكان قبل انتقاله للقصر قد حول صالونه فـي "الخرطوم اثنين" إلى مكتبة ضخمة صمم لـها خزائن تمتد حتى السقف.. ولم يكن يفاخر بشيء غير مكتبته وما تحتويه من روائع.. وكان حريصا على تجميع كل المطبوعات السودانية، لذلك كان يعاتبني إذا تأخرت عليه فـي توصيل العدد الجديد من مجلة "القوم".. وأعتقد أن أكبر تكريم لذكرى الراحل العزيز هو تحويل هذه المكتبة النفيسة إلى مكتبة عامة تحمل اسمه.
    بعد صلاة الجمعة فـي مسجد الشيخ البشير محمد نور بشمبات أبلغني الصديق الأستاذ عمر الفاروق بأن الأستاذ بشير يريد مقابلتي عاجلا وحدد موعدا مساء نفس اليوم للذهاب معا إلى منزله فـي كافوري.
    وكانت هناك مفاجأة فـي انتظاري..!
    كنت مديرا لمكتب "الاتحاد" الظبيانية فـي الخرطوم عندما أبلغت بأن أسرة الزعيم اسماعيل الأزهري تحتفظ بمذكراته وتتفاوض مع صحيفة "الشرق الأوسط" على شرائها.. واتصلت بالأستاذ عبد الله النويس رئيس تحرير "الاتحاد" آنذاك فطلب مني بذل كل الجهود للحصول على المذكرات وقال لي بالحرف الواحد سأترك لك "شيكا على بياض" لإتمام الصفقة.. كانت هناك منافسة شديدة بين الصحف العربية لاستقطاب القارئ السوداني.. وكانت "الاتحاد" الصحيفة العربية الوحيدة التي غطت انتفاضة إبريل 1985 بانفراد لأنها كانت صاحبة المكتب الوحيد فـي الخرطوم والمجهز بأحدث وسائل الاتصال.
    وبمساعدة أحد أصهار الزعيم، أزهري تمكنا من اقناع نجله الأستاذ محمد بأن ننشر المذكرات فـي الإتحاد.. وأنجزنا كل الإجراءات القانونية، كما أكملنا المذكرات بفصل جديد عن الأيام الأخيرة للزعيم قبل انتقاله إلى رحاب الله واستعنت بالزميلة المحترمة الأستاذة آمال سراج لإجراء حوار مطوّل مع السيدة الفضلى مريم سلامة حرم الزعيم الراحل، وقمنا بتصوير العديد من الوثائق الـهامة.. وتم النشر بعد حملة إعلانية ضخمة فـي "الاتحاد".
    كنا جلوسا فـي حديقة قصره.. عنـدما استهل الأستاذ بشير الحديث فسألني: هل تعرف من كاتب مذكرات الزعيـم أزهـري؟ فاجأني السؤال وتلفـت ناحية الأستاذ عمر الفاروق.. وقلت بالطبـع.. الزعيـم الراحل نفسه.. وبابتسامة حانية أجاب.. أبدا.. أنا كاتب المذكرات.. بلغة ناس "القوم" كنت مثل "الحوار" أتبعه مثل ظله لأختلس جزءا يسيرا من وقته.. قـد لا تعرف مدى انشغال زعيم مثل أزهري.. كان بيته مفتوحا للناس ليـل نهـار!! وقبـل "ابتـلاع ريقي" كانت مفاجأة جديدة، عندما أضاف الأستاذ بشير أن هذه المذكرات نشرت فـي الأيام عام 1954 وليس لأول مرة كما قالت "الاتحاد"!!
    وتلعثمت فـي محاولتي للاعتذار.. لقد كنت أجهل بالفعل من كاتب المذكرات ولم أسأل ولم يتطوع أحد بإبلاغي.. وحتى أثناء نشرها لم نكن نعرف أنها نشرت قبل ذلك.
    وقلت للأستاذ بشير إنني أتحمل المسؤولية كاملة ومن حقك التعويض.. وطلبت من الأستاذ عمر الفاروق وضع صيغة نتفق عليها ونعرضها على الاتحاد.. ووافق الأستاذ بشير.. ولكن فجأة قفـز إلى ذهني سؤال.. وقلت لـهما، ماذا يحدث لو أن الاتحاد طلبت الاحتكام إلى القضاء؟! هنا وبلا تردد قال الأستاذ بشير لن أتسبب بأي حال من الأحوال فـي إثارة غبار حول اسم الزعيم أزهري.. اعتبر الأمر منتهيا!! وبحزم وحسم رفض مناقشة الموضوع مرة أخرى.. وهذه شهادة للتاريخ!! وهناك الكثير والكثير من عطاياه التي تجهل فيها يده اليسرى ما فعلت اليمنى.. لقد تكفل بتعليم العديد من أبناء الصحفيين المتوفين حتى تخرجوا فـي الجامعات.. وتطـول القائمة.. فالـمـروءات وهج جبهته السمراء.. والأمنيات فيض بنانه..
    وكان اللقاء الأخير فـي القاهرة فـي مايو 1991.. كنت على سفر إلى قطر وأعجبني مظهره.. قامته النحيلة وأناقته المتزنة.. قلت له.. ما شاء الله ما زلت يا أستاذ فـي شباب الشيخوخة.. فأجابني ضاحكا.. هناك حكمة قديمة تقول: اعمل كثيرا حتى لا يكون لديك وقت لتكبر.. ثم أضاف: هناك وقت للسكوت ووقت للحديث ووقت للزرع ووقت للحصاد...!!
    الوداع أستاذ الأجيـــال..
    لم يتوقف عطاؤك ولن يتوقف.. فقـد كنت مع الـمحبرة إلى الـمقبرة!!

    لومات تعميما للفائدة .
                  

11-03-2007, 10:36 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخ الصحفيين يحى العوض يبدا اضخم مشروع لتوثيق تاريخ الصحافة السودانية (Re: د.عبد المطلب صديق)

    كتب الاستاذ محمد عثمان الحاج من تورنتو بكندا ، تعقيبا على الاتاذ يحى العوض يقول فيه :
    سعدت جدا ان اجد اخيرا عنوان بريدك الالكتروني وما ان رايت اسمك حتى قفزت الى ذهني الايام الخوالي التي كنت انتظر فيها صدور عدد جديد من مجلة القوم الى ان تشردت خارج البلاد ،حيث ظلت الاعداد التي احتفظ بها وما حوته من صور نادرة سلوى لي الجا اليها فتمدني بدفعة روحية الى ان فقدتها ذات يوم في مصيبة من مصائب الغربة .وظللت انتظر ان تعود تلك المجلة الى الصدور مرة اخرى 00 وهل من عودة الى تلك المجلة الصوفية الحقيقية الفريدة .

    والى مزيد من التوثيق الهادف المفيد .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de