|
|
 ما معني هذا الصمت الذي لاينتهي ...؟
|
هكذا تغني الاستاذ مصطفي سيداحمد من كلمات الشاعر يحي فضل الله (مامعني هذا الصمت الذي لاينتهي وبرغم حوجتنا للصراخ) صمت عميق ومريب يطبق على قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي وهي تري الشعب السوداني يسحق تحت اقدام حزبي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية اللذان يصما اذانهما عن سماع صيحات الجوعي والمظلومين.
لم يكتفيا اهل المؤتمر الوطني والحركة الشعبية باضاعة كل هذه السنين من عمر اتفاقية السلام في جدل بيزنطي عن عائدات البترول دون ان نحس نحن مواطني الشمال والجنوب بفائدة البترول لم يكتفيا بذلك بل دخلا في جدلاً جديد له نتيجة واحدة تلوح في الافق وهي انفصال الجنوب. كلنا شامتون على الحركة الشعبية لانها ادارة ظهرها لصيحات مواطني الشمال والجنوب وهم يشكون لها فقرهم وخوفهم فحكومة الانقاذ لا اطعمتهم من جوع ولا امنتهم من خوف فكان ان رد قادة الحركة بصلف الباشا المنتصر وهو ينفث دخان غيلونه (لن نحارب لاجل معارك الاخرين) من هم الاخرين الذين لاتود الحرب نيابة عنهم وماهي قضاياهم ومعاركهم واذا لم يكن الفقر والصالح العام والظلم والتحول الديمقراطي هي قضايا الحركة الشعبية فما هي قضيتها اذن ام ان الامر فقط (بعتو كم برميل ؟ وبي كم ؟ وحقنا كم ؟) تعس انت ايها الشعب السوداني دفعت ثمن فاتورة الحرب وها انت الان تدفع ثمن فاتورة السلام.
شماتتنا على الحركة جأت في سياق الحديث لكن لم نراهن عليها كثيراً لانها سبق وادارت ظهرها للتجمع وفرزت عيشتها وعقدت اتفاقياتها ، لكن نحمل خيبتنا وحسرتنا لقادة الاحزاب الشمالية لم نطلب منهم اقتلاع الانقاذ وقد فشلوا في ذلك لم نطلب منهم المستحيل تواضعنا وطلبنا منهم ادارة معركة التحول الديمقراطي و استرداد حقوق الشعب السوداني بكل الوسائل المشروعة والقانونية والدستورية ليس بالضرورة ان تخرج في مظاهرة وتهتف او ان تحمل السلاح لتظفر للشعب السوداني بحقوقه.
ان زمن الحرب قد ولي وزمن الانقلابات العسكرية قد مضي والانقاذ اصبحت واقعاً معاش لانقول هذا الكلام في لحظة يأس أو احباط لكن هي القراءة السليمة للواقع السياسي وتجارب الدول الاخري وخير مثال لذلك تجربة اجتثاث حزب البعث من العراق التى منيت بفشل ذريع اجبر القيادة العراقية الجديدة على إعادة الضباط والجنود والموظفين البعثيين الى مواقعهم ، ولكي ندرك ما تبقي من وحدة وطنية وننتشل البلد من هذه الوهدة يجب ان نبعد احلام اليقظة ونتعامل مع معطيات الواقع مثالاً لذلك الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني لديه اتفاقية سلام موقعة مع الحكومة او قل مع المؤتمر الوطني وهي اتفاقية معطلة لعدة سنوات لكن بدلاً عن البحث في كيفية انفاذها بكل الوسائل المشروعة والضغوط على المؤتمر الوطني نجد ان قيادة الحزب تتحدث عن مبادرة للوفاق الوطني اذا كان الحزب قد فشل فى إنفاذ اتفاق القاهرة كيف ينجح فيما هو اصعب من ذلك ؟؟؟
في زمن الدراسة تعلمنا ان المادة توجد في ثلاث حالات (صلبة وسائلة وغازية) وفي عالم السياسة علمنا ورأينا ان الحزب السياسي لايوجد الا في حالتين (حاكم أو معارض) لاثالث لهم لكن تصر قيادات الحزب الاتحادي على ان تأت بما لم تات به الاوئل وتتحدي قوانين السياسة والمنطق ليصبح الحزب الاتحادي حزب (حارض) فلا هو حاكم ولاهو معارض ولعمري انه امر يدفع المرء الى الجنون !!! مالكم كيف تحكمون ياقيادات الحزب الاتحادي تصمتون عند مواضع الحديث وتتحدثون عند مواضع الصمت اختلط حابلكم بنابلكم وكثيرا لاندري هل هذا القيادي اتحادي ام مؤتمر وطني لابرنامج لا خطة لا اهداف قريبة او بعيدة حزب يدار بنظرية رزق اليوم باليوم. لقد خذلت الحركة الشعبية جماهير الشعب السوداني وها انتم تسيرون على ذات الطريق السيد محمد عثمان الميرغني هتفت له جماهير الحزب والسودان قبل جماهير الختمية (عثمان أمل الامة) لم يكن ذلك من فراغ لكن بماقدمه للسودان في معارك الحرب ايام الكرمك وقيسان وفي معارك السلام باتفاقية الميرغني قرنق لقد اختط الميرغني لنفسه نهجاً وطنياً وهو ارث الاتحاديين من لدن الازهري الى الشريف فرفض ضرب مصنع الشفاء ورفض القوات الاجنبية ورفض المحاكمات الدولية لكن من يقدر هذا المواقف حزب المؤتمر الوطني يأخذ دون ان يعطي فنري اجهزة الاعلام تروج لتصريحات الميرغني ويهلل لها ويكبر منسوبي المؤتمر الوطني لكن ماذا ينال الحزب الاتحادي في مقابل ذلك ؟؟ ينال الصفعات والتجاهل والحشف وسوء الكيلة.
مولانا السيد محمد عثمان الميرغني تصديت للعمل المعارض وتغربت عن الوطن لاكثر من عقد من الزمان وبذلت الغالي والرخيص في سبيل الوطن لكن ما يحدث الان في الوطن والحزب أمر لايمكن السكوت عليه ونحن جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي لايعجنا ما آل اليه حال الحزب حزب الحركة الوطنية ولكي لايصبح الحزب الاتحادي مثل حزب الوفد المصري لابد من نفض الغبار واعادة هيكلة الحزب ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب واعلان الخط السياسي للحزب والضغط بقوة لانفاذ اتفاق القاهرة أما عن مايثار عن تحالف مع المؤتمر الوطني الضرورات تبيح المحظورات لكن كيف ؟ ومتي ؟ وماذا يستفيد الوطن والحزب من مثل هذا التحالف ؟ هي امور تطرح للنقاش الجاد وسط قيادات الحزب بكل شفافية لتصل الى قرار مسنود بحيثيات تقنع الجماهير ، كذلك يجب على قيادات الحزب واعضاء المكتب السياسي ان يتصدوا لمهمة اصلاح الحزب ويمارسوا ادوارهم السياسية والرقابية لما يجري في داخل الحزب وهم يملكون القناة ووسيلة التعبير استمعوا الى جماهير الحزب وانقلوا نبض الشارع الاتحادي الى اجتماعتكم لانكم من المفترض انكم تمثلون هذه الجماهير وتعبرون عنها ولاتكونوا مثل اعضاء الكرملين ايام الاتحاد السوفيتي (Rubber-Stamp) ما يمكن ترجمته (يوافق بدون تفكير) وليعلم اى عضو في المكتب السياسي انه يمكن ان يكون جزءاً من التغيير ولاينتظر ان يقوم غيره بهذه المهمة فالامر فرض عين وليس فرض كفاية ان قام به البعض سقط عن الباقيين.
|
|
 
|
|
|
|
omer osman
انعام عبد الحفيظ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست