هل اكتشف السودانيون أمريكا قبل كولمبس؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 03:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-31-2007, 08:19 AM

elmahasy
<aelmahasy
تاريخ التسجيل: 03-28-2003
مجموع المشاركات: 1049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل اكتشف السودانيون أمريكا قبل كولمبس؟

    هل اكتشف السودانيون أمريكا قبل كولمبس؟
    آثارهم تملأ الرحب من هندوراس إلى نيفادا !
    محمد وقيع الله
    (إهداء إلى الأخ الصديق الفاضل الأستاذ خالد موسى دفع الله .. مع التقدير)
    ( 1من 3)
    عندما أتيت بهذا الكتاب إلى البيت آثار دهشة ابني الأكبر إبراهيم الذي كان فى السابعة من عمره حينها. ذلك أن الكتاب وإن كان قديماً من حيث تاريخ صدوره إلا أنني كنت أول من يستعيره من مكتبة الجامعة فيما يبدو، فأوراقه كانت تحتاج إلى أن تُفض عن بعضها البعض في الحواشي، إذ أن نظم الطباعة القديمة كانت تأتي بأوراق الكتاب ملتصقة ببعضها البعض . وعبر ابني عن دهشته الساذجة قائلاً : ها قد اُتيح لك شرف أن تكون أول من يستعير كتاباً من مكتبة الجامعة!
    وقد فاه الابن بتلك الجملة لأنه كان يتوق لأن يُحظى بذاك الشرف الرفيع. إذ أنه لم يصادف أن كان أول من يستعير كتاباً من مكتبة المدرسة أو مكتبة المدينة العامة. وهو شرف لا يتأتى للمرء إلا في النادر القليل. فعلى طول عهدي بارتياد المكتبات في هذه البلاد ما تَاح لي إلا في مرات قلائل أن أكون أول من يستعير كتاباً من مكتبة الجامعة أو مكتبة المدينة العامة. لأن الكتب يتشهاها الناس ويتخطفونها فور صدورها، ولا يقع الكتاب بين يدي إلا إذا كان قد قرأه العشرات ، هذا إذا كان قد صدر حديثاً ، أما إن طال به العهد فإنه يكون قد وقع من قبل في أيدي المئات، هذا بينما تكون الكتب التراثية والكلاسيكية قد وقعت في أيدي آلاف القراء .
    لكن هذا الكتاب مع أنه صدر في عام 1920م فقد كنت أول من يستعيره من مكتبة جامعة المسيسيبي العريقة، وأول من يفض أوراقه الملتصقة، وأول من يستطلعه ويقرأه فيما يبدو. ولذلك كانت دهشتي الكظيمة أشد وأعظم مما أفصح عنه ابني من علائم الدهَشِ والاستغراب!
    عنوان الكتاب هو: إفريقيا واكتشاف أمريكا Africa and the Discovery of America ومؤلفه هو البرفيسور ليو واينر Leo Winer المتوفي في عام 1938م.والذي عمل أستاذاً للغات بجامعة هارفارد. ومما عُرف عنه أن كان يجيد أكثر من عشر لغات عالمية. وقد وصفه البروفيسور دوبوا قائلاً : " إنه يجيد عدداً من اللغات لا يعرف معظم الأمريكيين أسماءها حتى الآن ! "
    وأما موضوع الكتاب فهو بحث لغوى أصيل وقوى وعميق وخصب اتجه به صاحبه لإقامة الدلائل اللغوية الساطعة على أن الأفارقة عموماً ، والسودانيين خصوصاً ، كانوا قد اكتشفوا أمريكا ، وتركوا بصماتهم واضحة على تراثها اللغوي والثقافي، كما يتبدى في ثقافة الهنود الحمر من أصحاب البلاد الأصليين، وأكد البرفيسور واينر أن السودانيين كانوا قد قدموا في عصور سابقة لميلاد المسيح، عليه السلاتم، إلى أمريكا وأقاموا بها ، وأنشأوا فيها حضارة باذخة وذلك قبل أن ينشئ البيض حضارتهم في أمريكا بعد أن قادهم إليها المكتشف الأوربى كريستوفر كولمبس.
    لماذا انصرف الناس عن قراءة كتاب واينر؟
    وثمة عاملان اثنان لا شك أنهما أسهما كثيراً في صرف الناس عن قراءة كتاب البروفيسور ليو واينر طوال تلك العقود. العامل الأول هو صعوبة قراءة ذلك الكتاب، إذ أن مدخل كتابه كان مدخلاً لغوياً صرفاً، اعتمد على دراسة تاريخ تَشَكُّلِ وتطور اللغات، والتحريفات التي تصيب تلك المفردات، و اتخذ من كل ذلك أساساً لإثبات أن التراث النوبي والسوداني عموماً كان قد وصل مع أهله إلى أمريكا منذ الزمان السحيق. ولمتابعة ذلك كله واستيعابه بدقة شديدة، فلا بد أن يكون القارئ قد أصاب حظاً جيداً من تحصيل اللغات، إذ أن الكاتب ينقله من لغة إلى لغة أخرى، من دون أن يشعر، مفترضاً أن قارئه يجيد تلك اللغات مثله، أو يلم بها وقواعدها وأجواء التعبير بها.
    و أما العامل الثاني فيتلخص في الاستعلاء الثقافي المعروف في المجتمعات الغربية التي لا تريد أن تجعل لأي من الشعوب الملونة، أو السوداء منها خاصة، أي مِنَّة أوأثارة من فضل عليها. ولا أن تعترف لها بأي نوع من الجدارة أو التفوق الثقافي التاريخي .
    و للتحقيق من أثر هذا العامل الثانى على وجه الخصوص، فقد رجعت إلى بعض المجلات الأكاديمية البحثية التى صدرت فى عقد العشرينات من القرن الماضى لأبحث عن الصدى الذي ربما يكون قد خلفه فيها الكتاب. ولكنى لم أجد من بعد التنقيب سوى ثلاثة عروض للتعريف بذلك الكتاب . إحداها بقلم العلامة دوبوا DuBois، المتوفي في عام 1963م ، و الذي كان أول أسود أمريكي يتخرج بدرجة الدكتوراه من جامعة هارفارد في مطالع القرن الماضى. وقد أشاد دوبوا بالكتاب وبصاحبه إشادة بالغة، مؤكداً أنه قد نَصَبَ نموذجاً يحتذى في العمل العلمي الجاد.
    أما الكاتبان الآخران (وهما من الأساتذة الأكاديميين البيض)، فقد تباريا في تسخيف الكتاب، والنعي على مؤلفه قائلين أنه قد أهدر مواهبه و قدراته الفذة، وابتذل مكانته وسمعته العلمية الرفيعة في تسطير كتاب وضيع يحمل دعوى منكرة متنطعة تزعم أن السود كانوا قد قدموا إلى أمريكا قبل البيض!
    وهنا قد يلحظ القارئ المعاصر أن تلك الحملة قد كانت خير سلف لحملة التسخيف والتشهير الاستعلائية التي تعرض إليها لاحقاً كتاب البروفيسور مارتن بيرنال، ( أثينا السوداء) ، الذي صدر في أول تسعينيات القرن المنصرم، والذي قام فيه أيضاً بإثبات الأصول الافريقية للتراث الفلسفى اليونانى باستخدام وسائل بحثية مختلفة .
    لقد كان البروفيسور ليو واينر مستغرقاً في دراساته حول قواعد اللغات الشعبية الأمريكية، عندما لاحظ وجود مؤثرات لغوية عربية وإفريقية عميقة في اللغات المستخدمة في أوساط الشعوب الأمريكية ، وبخاصة في لغات الهنود الحمر ، ولغة الجنوب الأمريكي ، فحوَّل اتجاه أبحاثه ليتقصى مصادر تلك الظاهرة الغريبة التى استفزنه و أقلقته.
    وكمثال لتلك الكلمات التي تأكد وجودها في لغات الهنود الحمر قبل قدوم كولمبس كلمة (قطن)، وهي كلمة تتحدر من اللغة القبطية القديمة. ومعناها الحرفي (التنقية الدينية)، ولذلك كان القطن يستخدم في تكفين الموتى لتنقيتهم من الآثام التى اقترفوها فى حياتهم. ولكن أصل الكلمة قد انحدر إلى اللغة القبطية من اللغة المروية السودانية، وهو الأمر الذي أثبته المؤرخون حديثاً وبعد مرور قرابة ستين عاماً على نشر كتاب ليو واينر وذلك في الكشف الأثري المدّوٍ الذى اتخذ مكانه على صدر الصفحة الأولى من صحيفة (نيو يورك تايمز) بتاريخ 1 / 3 / 1979م حيث أكد به صاحبه البروفيسور بروس وليام الباحث بمعهد الشرقيات بجامعة شيكاغو أن اللغة المروية هي أصل الهيروغلوفية.
    فاللغة الهيروغلوفية تفرعت عن اللغة المروية، تماماً كما تفرعت عن اللغة المروية فى وقت لاحق أو تأثرت بها لغتا الماندينغ والماندى فى غرب أفريقيا ، وقام بتطوير رموزها أهل تلك النواحى لكتابة لغاتهم المحلية، و ذلك من قبل أن يهجروها جزئياً ليتبنوا الحروف العربية واللاتينية، كما أثبت ذلك البحاثة العلامة كلايد أحمد الأستاذ بجامعة إلينوي. وقد استطاع الدكتور كلايد أن يستخدم رموز اللغة المروية ليثبت وجود صلات تاريخية وثيقة يبن إفريقية وأمريكا قبل كولومبس.
    ومن الباحثين المعاصرين يحدثنا البروفسور إيفان فان سيرتيما ، وهو عالم مجيد في علمي اللغة والأثروبولوجيا، عن تأثيرات اللغة الهيروغلوفية في لغات الهنود الحمر ، مستدلاً بالأقوال القديمة للبروفسور واينر ، ومعضداً إياها بمعارفه المكتسبة من علم الأثروبولوجيا ، فيؤكد وجود كلمات هيروغلوفية كثيرة في لغات الهنود الحمر ، وكذا وجود عادات وطقوس مروية سائدة في ثقافة الهنود الحمر .
    ولشهادة البروفسور سيرتيما أهمية فائقة، فهو أكثر من طور الأبحاث حول وصول السودانيين إلى أمريكا قبل كولومبس، وقد اعتمدنا على أبحاثه كثيراً في هذا المقال، وقد أعانه تعمقه في أكثر من علم على النفاذ إلى أعماق هذا الموضوع الشائك، كما دفعه أصله الأجنبي إلى الوقوف بحياد إزاءه. ونود أن نعرف به هنا بإيجاز ، فمن هو ؟! (في الحلقة القادمة سنرى بإذن الله)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de