|
|
 جريمــــــــــــــــة العــصر .. مقال حول تداعيات اختطاف أطفالنا !
|
في زيارتي الربيع الماضي لكندا حضرت احتفالاً للسود بمبنى البلدية بمدينة هاملتون وهو احتفال سنوي يقيمونه بوجع لذكرى تحررهم من العبودية التي كانوا يرزحزن تحتها حينما جلبهم البيض الى بلادهم في القرنين السابع عشر والثامن عشر لبناء البنيات التحتية التي وضعت اساس تقدمهم الاقتصادي .ويحيون فيه ذكرى الأبطال الذين تمردوا على من جلبوهم على ظهور السفن وايدهم مصفدة بجنازير الذل لبناء خطوط السكة الحديد والمصانع حتى تقوست ظهورهم.. والقصة معروفة. تذكرت حكاية المرأة السوداء التي تحكي عن قصص هؤلاء الابطال .. لكنها تحكي بحسر بأن خططهم الماضية الآن هو البحث عن ذويهم في القارة الأفريقية للتواصل مع الجذور وحكت لي عن أن بعض الشباب وجد العائلة الكبيرة التي كان ينتمي لها جده. علا وجهها حزن وهي تحكي ورأيت بعض دموع تطفر من عينيها حينما علمت اني من افريقيا واني لا زلت اعيش على تربة جذوري وقالتها بأنجليزية تخللتها عبراتها (انت محظوظة). واهدتني كتاب يحكي قصة التحرر التي دفعوا لها ثمناً باهظاً.
احتشدت الصور التي شهدها في ذلك المعرض وانا اشاهد في الاخبار جريمة احسبها جريمة العصر التي جرت لأطفالنا في دارفور. وعلت ذهني صور انقطاعهم عن ذويهم وأهلهم ووالديهم, وكيف سيفترق الأخ من أخيه وأمه وابيه. وقفذت الى ذهني جريمة القرن الماضي , وهي الجريمة التي ارتكبتها الممرضات البلغاريات في ليبيا وكيف انهم حقنو الابرياء بفيروس الايدز ..وحينها علمت انهم يقصدون انساننا وأطفالنا.. وتتشابه القضية. والضحية هو الضحية .. ولو سكتنا سيتحول الضحية الى مجرم بقانونهم. وسيخرج المجرم بصفقة سياسية كما خرجت الممرضات البلغاريات ينعمن بالحرية واطفالنا يتجرعون اهوال المرض الفتاك واسرهم تتجرع الحسرة والذلةوقلة الحيلة وهوان على المجتمع الدولي والناس.
احتشدت هذه الصور في ذهني وانا اعلم ان العالم لا يتغير وان الجريمة تتخذ أشكالاً عدة ولكن أصلها واحد, أدرت موشر الراديو لمتابع الخبر وبحثت في القنوات وعلى الشبكة الالكترونية فلم يطمئن قلبي وانا ارى وأسمع احتمالات مآل الأطفال .. احتمالات يشيب لها الولدان ويتفطر قلب كل من له قلب ووجدان .. وتنحصر الاحتمالات ما بين بيع الاعضاء البشرية والدعارة ..... حتى التبني . كلما تأملت إحتمالاً حفلت الى الوراء من سؤء الفكرة وكلما حاولت احسان الظن بهم أجدهم يفوقون سوء الظن هؤلاء المجرمون ..وتتوالى علي أخبار تزيد من قتامة الموقف المنتظر لو نجحت عمليتهم القذرة . ويزداد الرأي العام بسوء النية في الجريمة كلما اكتشفوا كذب هؤلاء .. كذبوا حين كتبوا عنوان المنظمة بفرنسا على صفحتهم الالكترونية وحينما ذهب بعض الصحفيين للعنوان لم يجدوا منظمة في المبنى المعني . وكذبوا كينما قالوا انهم يأخذونهم للعلاج وصرحت السلطات الشادية بأنهم أصحاء. ولكن امعاناً في التمويه البسوهم ديباجات المريض على ايديهم وعصبوا رؤوس البعض ليبدوا كأنهم مرضى يتلقون العلاج .
وكما صرح الرئيس ادريس دبي أن العملية اختطاف لا شبه حولها وان المجرمين سينالون من العقاب اشده .اختطاف وأن الطائرة التي كانت رابضة بالمطار لم تكن مجدولة في رحلة الى فرنسا وفي الزمن الذي حدد بواسطة الخاطفين.." مطاراتنا سايبة" .
وردت كثير من الشكوك حول تصريح عمل المنظمة بالسودان وتشاد ولم أتأكد من المعلومات بعد ..كذبت المنظمة حينما ادعت أن الأطفال أيتام بينما نفي مسؤول بأحد المنظمات الفرنسية العاملة بالسودان هذا الادعاء مؤكداً أن غالبية الأطفال لهم آباء وامهات وليسوا أيتام.
كذبت المنظمة حينما ادعت في موقعها الالكتروني أن هنالك طفل يموت كل خمسة دقائق .. وهذا يعني أن هنالك 12 طفل يموت في الساعة أو 288 طفل يموت في اليوم , أو أن هنالك 2016 طفل يموت في الاسبوع أو 864 طفل يموت في الشهر , أو 96768 في العام . هذا الكذب هو الذي افقد بعض المنظمات الإنسانية مصداقيتها في الارقام التي توردها بغرض الدعاية لجلب مزيد من المال من المانحين.
كذبت المنظمة لتداري جرمها وتجد مسوغ انسانس وقانوني بلأسوأ جريمة في العصر .
والمروع في الأمر شهادات الأطفال التي تؤكد أن ما جرى هو اختطاف وان العمليه بجملتها تجارة في البشر وفي اضعف حلقاته الاطفال. أكد عدد من الأطفال أن اوربيين قدموا لهم الحلوى والبسكويت لتشجعهم على مغادرة منازلهم, ومن شهادات الأطفال ايضاً أن بعض التشاديين ساهموا في استدراجهم للخروج معهم حيث انتهى بهم المطاف ( مكان التجمع).
هذه الشهادات توضح أن الذين قبضوا ليسوا هم المجرمون فقط بل معهم بهض المرتزقة من المحلييين الذين سهلوا لهم خداع الاطفال ونقلهم بوسائل مختلفة وتجميعهم في اماكن متعددو ثم جلبهم الى المكان الاخير.
إذا كانت هذه المنظمة تدعى أنها تبحث لهم عن حياة أفضل وتحاول أن تمنحهم حق اللجوء في فرنسا , لماذا لم تأخذهم بعوائلهم وذويهم حتى تحقق لهم أمان أكبر كما يفعل المجتمع الدولي بالفلسطينيين الذين يرحلهم كعوائل كاملة ويتحمل مسؤوليتهم. لا اجدد تبريراً واحداً يمنحك الحق في تحديد مصير قاصر.
وأخشى أن يعقد السياسيون صفقة تجعل هؤلاء المجرمون يفلتون من العقاب كما افلتت البلغاريات , وتحاول بلاك وتر الآن الحصول على حصانة تفلت بها من العقاب .
|
|
 
|
|
|
|
القلب النابض
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست