|
أزمة الشريكين تلقي بظلالها على لقاء سرت
|
Quote: (شيطان) نيفاشا يكمن في التفاصيل ... جوبا / الخرطوم/صوت الامة/ تقرير محمد الحلو
تدخل البلاد أسبوعها الرابع في ظل الفراغ الدستوري من المؤسسات السياسية للحكومة السودانية ؛ بتعليق وزراء ومستشاري الحركة الشعبية لمشاركتهم في أجهزة الحكم احتجاجاً على عدم إنفاذ بعض بنود اتفاقية السلام الشامل . ورهنت الحركة عودتها بإنفاذ حزمة من البنود التي دفع بها الفريق أول سلفاكير ميارديت النائب الأول الجمهورية و رئيس الحركة الشعبية لمؤسسة الرئاسة عبر مذكراته التي بعثها مع وفد برئاسة نائب رئيس حكومة الجنوب د/ رياك مشار ومن ثم اجتمع مع رئيس الجمهورية ونائبه الثاني مقدماً جملة من المقترحات لتجاوز الأزمة وفقاً لأمين عام الحركة الشعبية باقان أموم بجوبا . وظلت الخرطوم وجوبا تضجّان بالتصريحات والتراشقات الإعلامية في بعض الأحيان منذ تفجر الأزمة عقب اجتماعات المكتب السياسي للحركة الذي قرّر تعليق المشاركة ، ولكنّ المؤتمر الصحفي الذي عقده الأستاذ على عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية أحد مهندسي الاتفاقية بقاعة الصداقة الأسبوع الماضي ، أدّى إلى تطور جديد حيث قال : إنّ الاتفاقية وقعت بعد مداولات ومناقشات استمرت لفترة زمنية طويلة ، لذلك أفردت فترة انتقالية تمتد سنوات لتطبيقها على أرض الواقع ولايمكن إنفاذها بين عشية وضحاها وسرد العوامل الخارجية التي أدّت إلى تأخير الإنفاذ ومن ثم غادر الفريق سلفاكير الخرطوم إلى عاصمة جنوب السودان في نفس يوم المؤتمر الصحفي لطه معلناً عن مؤتمر صحفي بعد 24 ساعة فقط بالمجلس التشريعي للجنوب شهده جمع غفير من الإعلاميين والدبلوماسيين والسياسيين حيث تنفست البلاد الصعداء في ظلّ تواتر الأنباء بتصعيد عسكري للجيش الشعبي بمناطق مختلفة ولكن بالرغم من الأجواء الغريبة التي أحاطت بالمؤتمر الصحفي الكبير ، إلا أنّه جاء برداً وسلاماً على الشعب السوداني ببثّ التضمينات والتأكيدات القوية بعدم الرجوع إلى الحرب بتاتاً ومطالبة المواطنين بالهدوء حاثّاً رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني والمجتمع الدولي ودول الجوار والأصدقاء بضرورة التدخل لإنفاذ البنود العالقة مستخدماً في ذلك حكمة الزعماء بقوله : لا أريد الرّد على الإشاعات الإعلامية التي تردّدها الخرطوم . من ثم غادر المؤتمر الصحفي ليتصدى أموم بالرد على الأسئلة والاستفسارات التي طرحها الإعلاميون مفنّداً اتهامات المؤتمر الوطني لحركته بأنّهم يعيشون مشاكل داخلية ولم يستطيعوا تقديم نظام حكم راشد في الجنوب باستغلال أموال جنوب السودان لمنافعهم الشخصية قال أموم إنّ نصيب الجنوب من عائدات البترول خلال الأعوام السابقة منذ توقيع اتفاقية نيفاشا 3 ملياردولار استخدمت في فتح وتأهيل الطرق الداخلية والقارّية التي تربطهم بدول الجوار يردم أكثر من 3 آلاف كيلومتر والتي ساهمت في انتعاش التجارة بالجنوب وتخفيض أسعار البضائع وتأهيل المستشفيات كأول مرّة من تاريخ الجنوب التي شيّدها المستعمر وأصبحت توزع الدواء المنقذ للحياة مجاناً وقال إنّ أطفال الجنوب هذا العام أصبحوا يذهبون إلى المدارس بحوالي مليون ونصف طالب بالرغم من أنّ الإنقاذ ادّعت بأنّها تنفّذ ثورة التعليم في الوقت الذي كان 80% من طلاب الجنوب خارج الإطار التعليمي وغيرها من المؤشرات والأدلّة لصرف تلك الأموال . وقال نحن لا نتحدث عن إنجازاتنا فهي ليست ثقافتنا إلا أنّه دفع بالكرة إلى ملعب المؤتمر الوطني ليطلع الشعب السوداني على بقية المبلغ الذي يبلغ 13ملياردولار فيما أنفقت ؟ وقال إنّه من حق الشعب معرفة كيف تصرّف المؤتمر الوطني في هذا المبلغ وبذلك دخلت أزمة جديدة مما حدا بوزارة المالية والاقتصاد الوطني بتصميم ردّ صحفي ضعيف جداً مزيّل بمصدر من الوزارة يوضح بأنّ ميزانية البلاد لم تبلغ هذا الرقم ؛ تبلغ فقط 11ملياردولار فقط ولكن سؤال أموم عن الأموال التي استلمت خلال الأعوام الثلاثة الماضية ، فهمنا .. بدون تعليق .. الشيء الذي دفع المسؤول الممسك بوزارة الطاقة والتعدين د/ عوض الجاز بأن يقول : دفاترنا مفتوحة للمراجعة والمحاسبة وممثّلو الحركة الشعبية بالوزارة يعلمون ذلك في ردّه على عدم الشفافية في إدارة النفط حسب وجهة نظر الحركة .. ولكن الحركة الشعبية لم تعتكف على نفسها في ظلّ أزمة الشراكة وانخرطت في اتصالات تحسب لها بالقوى السياسية الوطنية المعارضة لشرح التطورات على الصعيد الداخلي لإشراكهم في حل الأزمة لبلورة الرؤى والأفكار لحلحلة المشاكل العالقة .. وحكمة كير باستدعائه لوزير الدفاع الوطني بمقر إقامته آخر الأسبوع الماضي حيث خرج اللقاء ببث التضمينات للشعب السوداني الذي ظل مراقباً للموقف بعدم العودة للحرب مجدّداً وتفنيد الشائعات التي انطلقت بتوغّل الجيوش من مناطق مختلفة أزالت جليد نذر الحرب وأضاءت النفق المظلم من علاقة الشراكة خلال الفترة السابقة من عمر الاتفاقية الحساس للوصول للتحوّل الديمقراطي في ظل المعطيات السالبة التي أفرزتها خلافات الشريكين اللذين يطرحان مشروعين مختلفين في التوجه أحدهما مشروع علماني والآخر إسلامي وكليهما اتفقا على أنّ تكون الحريات والمواطنة أساساً للحكم وبذلك يكون اللقاء الأخير بارقة أمل لحلحلة الخلافات والمشاكل العالقة ولكن يبدو أنّ "شيطان" نيفاشا بدأ يطلّ برأسه من خلال تفاصيل الاتفاق وإنزاله لأرض الواقع ... ولكن رشحت أنباء جديدةً بوصول قوات الجيش الشعبي إلى مناطق البترول،ويُخشى أن تكون هذه الأنباء صحيحة ،ودون شك فإنّ خلافات شريكي نيفاشا لها أثرها على مفاوضات سرت الليبية لتحقيق سلام عادل ومرض لجميع الأطراف من إقليم دارفور
|
|
|

|
|
|
|