|
|
 وجه في الغربة
|
في أول جولة حرة لي بالمدينة الخالدة ، أوائل الثمانينات ، مررت علي الميدان الرئيسي الذي يقع أمام تقاطع خطوط القطارات والبصات بوسط روما .
كان جالساً لوحده علي كنبة من حجر الترافنتين الأبيض ، سارحاً ببصره في فضاء الميدان الذي تزينه بعض الأشجار وتعلوه قباب بعض الكنائس العتيقة . تشير تضاريس وجهه الحادة وبشرته الداكنة إلي جذور ضاربة في تربة وسط وشرق أفريقيا . أبطأت الخطي ، ثم توقفت أمامه . وبعد لحظة من التردد بادرته قائلاً :-
السلام عليكم . الأخ سوداني ؟
حدجني بنظرة قاسية ، أتبعها بقوله :-
" .... دينك .. ودين نميري بتاعك . شكلي دا إيطالي ؟ "
همست في سري ، إن كان هذا أول القصيدة فكيف يكون آخرها ؟ . هممت بالإنصراف ، ولكنه ناداني بلهجة آمرة :-
- تعال هنا . مالك ؟ عايز شنو ؟
- ما عايز حاجة . بس قصدت أسلم عليك .
جذبني إلي جانبه بالمقعد الحجري ، فجلست علي مضض .
سرح ببصره مرة أخري في فضاء الميدان ، وتنهد قائلاً :-
- أنا دنقلاوي . إتربيت في بورتسودان ، وركبت البحر . لفيت مواني الدنيا دي كلها وانتهيت في جنوة .
- وليه جنوة ؟
- تعرفت علي فتاة في الميناء .
ثم أطرق صامتاً .
- وبعدين ؟
- السفينة فاتت وخلتني في الميناء .
- وانت كنت غاطس وين ؟
لم يجب . وواصل حديثه :-
قروشي كملت ، والبت فاتت خلتني . جيت روما واتطقشت لغاية ما لقيت لي شغل في مرقص
- بتعرف ترقص ؟
- نظر إلي بإستياء وقال :-
- أرقص شنو ياخي.إذا في واحد عمل دوشة ، أشيلو وارمي برة المرقص
نظرت بإرتياب ألي جسمه النحيل ، فواصل حديثه :-
الحكاية مشت معاي ، وإتعرفت علي بنات زي الدهب المجمر. كل يوم مع واحدة جديدة
- من غير مؤاخذة ، بي شكلك دا ؟ ( لم يكن جذاباً بالمرة )
- الشكل ما مهم يامولانا . البنات ديل عايزات " الأبيض " ، يدمرن بس . ( علمت في مابعد أن "الأبيض " هو الإسم الحركي للهيروين والكوكايين وسط التجار )
- لاحولا .. ومعقول تستمر علي كدا ؟
- دي بلد حريات ، والسوق مفتوح ، عرض وطلب . وكمان إشتريت لي جواز سفر ، وسكنت في بنسيون ( فندق متواضع ) .
- إشتريت جواز ؟
- أيوه جواز سفر بريطاني ، بتاع واحد بروفيسور في الجامعة
- بتتكلم جد ؟
- أيوه . قلت ليك السوق مفتوح ، سوق الحرامية ، عرض وطلب .عايز اي جواز ، أمريكي ، بريطاني ، أسترالي ، يجيبو ليك . تطلع الصورة الفيه وتخت صورتك . بس تدفع .
- ياخي حرام عليك . جواز بروفيسور بريطاني ؟
- أعمل شنو ؟ لو عايز تنوم أو تتحرك هنا لازم يكون عندك جواز .
- وبعدين ؟
- الحكاية مشت . سهر بالليل ، وأبيض ، ونوم بالنهار . لغاية ماجانا البوليس في يوم من الأيام وأنا راقد في البنسيون مع واحدة من البنات ديل . أخدو كل البضاعة المعاي والجواز البريطاني ، أخدوني علي الحراسة وخلو البت نايمة في نوما .
هناك سألوني ، الجواز دا حقك ؟ قلت ليهم أيوه . ضربو تلفون للقنصلية البريطانية ، وقالو ليهم عندنا بروفيسور بريطاني معتقل وبنحقق معاه بتهمة تجارة المخدرات .
قام القنصل بجلالة قدرو ، جاني شايل سندوتشات وبيرة وعلبة سجاير . لما شافني إبتسم وسلم علي ، وقال لي :-
Stolen passport . Right ?
قلت ليه Yes .
أداني السندوتشات والبيرة والسجاير ، وشال جواز أهلو وفات .
حكموا علي بأربعة سنين سجن .
- لاحولا .. وبعدين ؟
- أنا هسه جيت طالع من السجن ، تجي أنت تقول لي ( مقلداً نبرتي الخجولة ) :-
السلام عليكم ، الأخ سوداني ؟
سيف
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وجه في الغربة (Re: Saif Mahmoud)
|
الاخ سيف محمود
السلام عليكم ، الأخ سوداني ؟
و الله سطورك دى ..
كأنى بشوف فى فيلم لال باشينو و لا انطونى كوين
شكرا ..
و يا ريت تحكى ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وجه في الغربة (Re: Saif Mahmoud)
|
أسعد الريفي
سلام
بالمناسبة، آل باشينو جذوره ترجع للبلد دي .
وأحياناً ، وإنت ماري في طريقك للعمل أوالتسوق، تلقي نفسك داخل علي فيلم تحت التصوير ، فيختلط الواقع بالخيال.
مودتي.
سيف
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وجه في الغربة (Re: Saif Mahmoud)
|
الاخ سيف محمود
بعد إذنك .. ارسلتها لكل من اعرفهم بالايميل ..
و بالله تواصل حكى ..
لانو حروفك بتتحول للشاشة طوالى ..
اما عن اخونا ال باشينو
فهو من خلال Scar Face و ال Godfather نكون عاوزين نشوف (سيسلى ) الطلعوا منها ناس ال كابونى !!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وجه في الغربة (Re: اسعد الريفى)
|
الأخ العزيز سيف والله قصة عجيبة جداً وهي خير درس لكل الشباب الذي ينوي الهجرة
بدون إي هدف بس اللهم امتع نفسي وخلاس , شكر ليك علي هذا الفيلم الجميل 
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وجه في الغربة (Re: Saif Mahmoud)
|
الأخ هاشم
الشاب دا كان بحار محترف لكن العجيب أنه البنية دي فوتتو السفينةرغم أن البحارة متمرسين علي الخروج مع فتيات الموانئ.
أكيد في نماذج تانية ناجحة ومشرفة ، و قالو العترة بتصلح المشية .
المهم الزول يقوم ويستعد للسفينة الجاية .
مع أطيب التحايا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وجه في الغربة (Re: Saif Mahmoud)
|
أتي من ضواحي الفاشر الكبير ، يحمل بين جنبيه حلماً وآمالاً ممتدة بإمتداد الوطن الشاسع ، الغني ، بسهوله وأنهاره ووديانه ، وبآدمه النبيل ، وحوائه الصبور .
صغير الجرم ، داكن الون ، يحتل فمه الواسع ، بشفتيه المكتنزتين وأسنانه اللامعة ، مساحة معتبرة من وجهه الوديع الذي تطل منه عينان صغيرتان تنطقان بالكثير من معاني البؤس والحرمان . إلتقينا في ذلك البار( المقهي )، قبلة السودانيين في وقت مضي ، بوسط المدينة ، فتعانقنا كما لو كنا نتعارف من قبل ، وتكرر السلام والمصافحة بتلك الوتيرة المتميزة التي كثيراً ما تقودني إلي الإرتباك .
عبر صحراء دارفور الغربية إلي ليبيا ، ومن ثم إلي الجنوب الإيطالي حيث عمل في حصاد الفواكه والخضر الموسمية ، ثم نزح شمالاً إلي روما . لم يكمل تعليمه الثانوي بالسودان ، فانضم إلي صفوف المدارس المسائية بعون من منظمة طوعية نجح من خلالها في الحصول علي الشهادة الثانوية العليا ، ثم إلتحق بمعهد للتحاليل الطبية . حصل بعد عامين علي دبلوم عام ، مهد له الطريق لمواجهة التحدي الكبير الذي لازم مسيرته منذ عبوره الصحراء إلي أرض الروم، ألا وهو الحلم بدراسة الطب في إحدي الجامعات الأوربية .
تم قبوله بجامعة روما علي نفقته الخاصة . وكان عليه أن يوفر مصدراً مالياُ للدراسة في مدينة لاتمنح الأجنبي الأعزل سوي الفتات . شمر عن ساعد الجد وطفق يباشر أعمالاً لا يرغب فيها الكثيرون ، تستنزف جل طاقته ووقته . بدت لي معادلة التوفيق بين دراسته وعمله أشبه بالمستحيل ، وأشفقت علي جرمه الصغير من التهاوي تحت ثقل المسئولية والإلتزام الجاد بتحقيق ذلك الهدف الطموح . دارت السنين عاماً بعد عام وهو يجاهد ، ليل نهار، بين الكتب والمعامل ومصادر الرزق العصي . ثم نجح في إبتكار أعمال أكثر وقاراً ، كتقديم الخدمات الطبية الأولية للعجائز والمقعدين في منازلهم ، وفتح مركز للخدمات والإتصالات الهاتفية . ولكن الفاقد الزمني تضاعف بذلك ، خصماً علي الدراسة ، وكان من الطبيعي تجاوز الفترة الزمنية المحددة للتخرج بما يعادل الضعف .
وبما أن صاحبي قد بدأ يعاني حالة من التصحر العاطفي لا تخطئها عيناي، فقد إقترحت عليه، وقد تحسنت أوضاعه المادية ، تفويض شخص ما للإشراف علي عمله حتي يتمكن من إنجاز الدراسة ، أو التفرغ للعمل والبحث عن شريكة حياة تكمل معه ما تبقي من رحلة العمر . راقت له فكرة الزواج، ولم ترق له فكرة التخلي عن الدراسة والعمل ، فأصبح الهم ذا ثلاث شعب . بدأت السعي معه في البحث عن " بت الحلال " ، ومبلغ علمي أن روما بأكملها، وقتئذ، لاتوجد فيها غير فتاة سودانية واحدة في سن الزواج . لم تكن " القسمة من نصيبه" ، كما يقول الأهل . وبما أن البحث عن " بت الحلال " وفق معايير الإختيار النمطية المحافظة ، أشبه هنا بالبحث عن لبن الطير، فقد باءت كل مساعينا بالفشل . وكان لابد من العودة للجذور والبحث بين الأهل الذين طال غيابه عنهم نحواً من عشرين عام .
لم يخب أمله في الأهل . عثر عليها هناك ، في تلك الجذور الغنية بسهولها ووديانها وأنهارها ، وبآدمها النبيل وحوائها الصبور . كانت فرحتي بهما طاغية . تم عقد القران هناك ، وبدأ في ترتيب الأوضاع وإجراءات لم الشمل حسب ماتقتضي قوانين الهجرة .
وذات صباح ، أود لو أنساه ، جاءني من يحمل الخبر المفجع . توفي صاحبي بنوبة قلبية وهو خارج من مترو الأنفاق في طريقه للجامعة .هرعت إلي المستشفي الجامعي ، حيث يرقد الجثمان ، وأنا لا أكاد أصدق .
كان هناك ، في غرفة المشرحة ، مسجي علي منضدة ، وحيداً كما كان جل وقته ، دون قريب أو حبيب. هبط قلبي إلي قدمي وأنا أطالع وجهه الوديع ، وقد تحجرت البسمة علي شفتيه . قرأت الفاتحة علي روحه ،ورمقته بنظرة الوداع . بدا لي كما لو كان يردد ذلك المقطع من نشيد قبيلة الباباجو بجزر الرأس الأخضر :-
أتأهب للذهاب بعيداً
بعيدا ..
عسي أن أقضي يوماً سعيداً
في مكان ما ..
أتأهب للركض بعيداً
بعيداً ..
عسي أن أهنأ بليلة سعيدة
رغم كل شئ .
------------
سلام علي صديقي في العالمين.
سيف
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وجه في الغربة (Re: Saif Mahmoud)
|
ساحة بارباريني من الساحات الأثرية الجميلة التي تزين وسط روما .
في قلب الساحة توجد نافورة " تريتوني " التي شيدها الفنان المبدع برنيني عام 1643م بناءاً علي رغبة البابا أوربانو الثامن .
إختار هذه الساحة مواطن إيطالي تجاوز قليلاً مرحلة الشباب ، نحيف الجسم ، ذو وجه دقيق الملامح ، صارمها ، ليبث منها بتلقائية متدفقة وحيوية بالغة ، عرضاً لمأساة ما في صورة كوميدية محزنة .
يضع علي رأسه ريشة من البلاستيك الأحمر مشدودة إلي شعره الأسود المخلوط بالبياض ، بسلك رفيع يتدلي من هوائية لراديو غير موجود ، ويضع علي أذنيه سماعتين ضخمتين .
يتداعي جسده النحيف في رقصة عفوية علي إيقاع موسيقي ما ، بخطوات مدروسة ونظرات ساهمة نحو السماء تارة ، ونحو الأرض تارة أخري ، ضاحكاً مرة وباكياً مرات . قد يتحدث إليك حديث الحكماء ، و بعدة لغات ، كما سمعت قرب النافورة التي يتطلع إليها العديد من السائحين، وقد يتحدث إلي نفسه بما يشبه الهذيان . أضحي لفترة خلت ، معلماً من معالم الساحة .
سألت عن سر مأساته فجاءني الرد كصفعة شديدة علي وجه برئ صباح شتاء قارس :-
"سر مأساته إمرأة " .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وجه في الغربة (Re: Saif Mahmoud)
|
حي سان لورنزو من الأحياء الشعبية العريقةفي روما . يقع في وسط المدينة ويتميز بتركيبة سكانية كثيفة ، يشكل الطلبة والعمال وصغارالتجار والحرفيين غالبيته العظمي .يسيطر الحزب الشيوعي - تاريخياً - علي مرافقه الإدارية ، ويعمر لياليه بسلسلة من الأنشطة السياسية والثقافية علي مدار العام . سكنته ، كطالب ، أربعة أعوام تعرفت خلالها في أزقته وحواريه الضيقة علي ذلك الوجه المصري الكريم .
شاب في مقتبل العمر ، نحيف الجسم ، ذو أنف يميل إلي الطول ، وتقاطيع مرحة ، تشع صفاءاً ونبلاً . أسرني كرمه الفياض المجرد من الغرض ، رغم الفاقة والبطالة ، بصورة دفعتني لمراجعة الزعم الشائع بأن الكرم صفة سودانية بالأصالة ، تنسحب علي من سواهم بالحوالة .
كان يعمل ليلاً ، بصورة غير رسمية ، في إحدي محطات وقود السيارات . يتطوع بصب الوقود ، لمن يرغب ، تحت المطر والبرد القارس مقابل ليرات قليلة، أو بدون مقابل في أحيان كثيرة. يفعل ذلك في رضاء تام ، والبسمة لاتفارق شفتيه ، ليواجه تكاليف البقاء حياً صباح اليوم التالي .
في ليالي الصيف ، كنت أتوقف عنده كثيراً ، في طريقي إلي البيت ، تضامناً، ورغبة في الدردشة التي كان يديرها من جانبه بخفة روح ومرح بالغين .
تساءلت لديه ذات مرة ، متحاشياً جرح مشاعره ، إن كان ينوي الإستمرارعلي هذا الحال . أجابني بثقة وتفاؤل :-
- هو بس معقول كده يازول ؟
مشدداً علي " يازول " ، بقصد المداعبة ، كونها مفردة سودانية متميزة .
ذكر أنه كان ينوي الهجرة للولايات المتحدة كلاجئ سياسي ، بوصفه قبطياً يعاني من التمييز والإضطهاد . وقد رفض مسئول الهجرة بالسفارة الأمريكية هذه الحجة ، كون وزير الخارجية المصري وقتها ، بطرس غالي ، قبطي تقلد منصباُ حكومياً رفيعاً دون تمييز . ذكر صاحبي أنه لايستطيع الكتابة ، والتعبير عن آرائه بحرية تامة ، فأبرز مسئول الهجرة قائمة طويلة بأسماء الكتاب والصحافيين المصريين الذين يكتبون بحرية كاملة ، ولم يبق لصاحبي سوي التذرع بالرغبة في الهجرة بغرض العمل ، الأمر الذي رفضه المسئول بصورة قاطعة .
هنا إستشاط صاحبي غضباً ، وصاح بحدة :-
.. #### Carter ( الرئيس جيمي كارتر وقتها ) .
فكانت نهاية المقابلة ، غير السعيدة ، مع ختم كبير علي جواز سفره يمنع حصوله علي تأشيرة دخول من أي سفارة أمريكية علي وجه الكرة الأرضية .
في مساء اليوم التالي ، ذهب صاحبي لموقع عمله المعتاد . وبينما هو في إنتظار من قد يكون راغباً في الخدمة ، أقبل نحوه رجل في منتصف العمر ، ذو ملامح غربية وملابس يبدو كما لو كان نائماً عليها ، وإحدي ذراعيه داخل "جبس" ينبئ عن كسر كبير . تحدث إليه بإيطالية " شوارعية " ذات نكهة أجنبية ، عن حظه العاثر الذي أدي إلي سرقته و كسر ذراعه وتشرده في شوارع روما . ثم تكرر اللقاء في اليوم الثاني والثالث ، والحديث في غير موضوع محدد ، مما أثار شكوك صاحبي ، الذي بادره بسؤال مباشر في اليوم الرابع :-
- إنت مين ، وعايز مني إيه بالضبط ؟
تنبه الرجل إلي أن الحيلة لم تعد تنطلي علي صاحبي ، فصارحه بأنه مكلف من قبل السفارة الأمريكية بتتبع خطاه ، بعد إساءته للرئيس كارتر ، لمعرفة مدي خطورته علي الأمن القومي الأمريكي . فاتضح له أن صاحبي رجل " غلبان " ومسالم ، وكريم ولايشكل خطورة علي أحد .
لم يره بعد ذلك أبداً .
وبدأ السعد يطل برأسه علي صاحبي .
سيدة سورية في منتصف العمر . تعمل في تجارة العطور بين دمشق وروما وباريس . تعرف عليها ، صدفة ، في أحد البارات ، وبأريحيته المعهودة ألح عليها في قبول كوب من الكابوشينو الشهير ، وتكفلت خفة دمه ومرحه المعديين بإنجاز ما تبقي من المهام .
بعد بضعة أيام ، إتفقا علي أن يغادرا إيطالياسوياإلي دمشق .
ثم أقلعت بهما الطائرة في سماء المدينة الخالدة صوب دمشق ، حيث عبق التاريخ والشعر والياسمين ، عسي أن يكتب لحبهما الخلود .
وكما يقول المثل الإيطالي " ما ينتهي إلي خير فكله خير " .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وجه في الغربة (Re: Saif Mahmoud)
|
تحياتي سيف
عند ما تفرست في وجوه أصدقاءك وجدت كلمات كافافي تتقافز في خاطري
إنك تقول سأذهب الى ارض أخري
سأذهب الى بحر آخر
سأجد مدينة أخرى خير من هذه
كل جهد أبذله هنا لعنة قدر
لعين
و قلبي كميتٍ مدفون
إلى متي يظل عقلي سجين هذه الأرض اليباب
أيان أتجه بنظر ي
أيان التفت
أرى أطلال حياتي هنا
لا ..
لن تجد أرضا أخري
و لن تقع علي بحار جديدة
ستتبعك هذه المدينة اينما حللت
و ستسير في نفس الطرقات
ويتقدم بك العمر في نفس الحي
و سيعلو الشيب رأسك في نفس المنازل
ستصل دائماً إلى نفس المدينة
لا تأمل في أخرى
لا قارب لك و لا طريق
كما حطمت حياتك هنا
في هذا الركن الصغير
قد حطمتها في العالم بأسره
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وجه في الغربة (Re: Saif Mahmoud)
|
الأخ محمدالحاج
سلام
تعجبني هذه الرؤية :-
ستتبعك هذه المدينة أينما حللت
لأنهاجد واقعية . فنحن في الشتات لم نترك السودان خلف ظهورنا ، بل حملناه معنا بكل تفاصيله وأحزانه .
ستصل دائماً إلى نفس المدينة
لا تأمل في أخرى
لا قارب لك و لا طريق
كما حطمت حياتك هنا
في هذا الركن الصغير
قد حطمتها في العالم بأسره
أما هنا ، تجدني كطائرالعنقاء أؤمن بالنهوض من تحت الرماد .
مودتي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وجه في الغربة (Re: Saif Mahmoud)
|
غريبةٌ هذه الحياة .. تجمعنا بوجوه كثيرة تتعدد أشكالها وألوانها وصفاتها، نراهم في لحظات معينة أو صدفة أو في أماكن وبلدان عديدة، نتحدث إليهم نسمعهم و نشعر أنهم قريبون منا، قد نصادقهم و قد نكتفي بإبقائهم على سطح حياتنا.
وكثيراً ما نستغرب أحياناً أو نتمعن النظر عند رؤية أحد الأشخاص ونتساءل، نعم لقد رأيت هذا الوجه من قبل لا أدري أين؟؟ ويحتمل إننا لم نره من قبل أبداً ولكن يبدو وجهه مألوف لنا.
هذه الوجوه التي قد نقابل بعضها في الغربة نسترجع معها الأيام ونستعيد بها الزمن الجميل....قد تكون وجوه عابرة لكن ترتسم في ذاكرتنا ولا تمحى.
فهناك وجوه ننساها
وهناك وحوه نتناساها
وهناك وجوه لا ننساها
عندماتلف دائرة الزمن و نقابل أحدهم مرة أخرى قد نتوه ولا نتعرف عليه جيداً ولكن تنشط ذاكرتنا وتنبهنا قائلة...
هل نسيت؟؟؟؟
ما هي الا
هي وجوه في الغربة
تقديري أخ سيف و لكل أهل السودان في الغربة ....في كل الأوطان
| |
|
|
|
|
|
|
| |
اسعد الريفى
هاشم أحمد خلف الله
Mohammed Elhaj
salma subhi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست