بين زوجتين .... ثمة لكن !!!!!!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 06:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-17-2007, 11:39 AM

انور الطيب
<aانور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين زوجتين .... ثمة لكن !!!!!!




    بين زوجتين .... ثمة لكن !!!!!!

    كغيره من أبناء قريته نشأ عماد نشأة طبيعية حلم بما حلم به أقرانه وأنداده .. قاوم مشوار الحياة العنيد الذي أبى عليه سوى الغربة ليكابد بها العيش الشريف .. كانت المحطة الأولى له بعد إكمال دراسته الثانوية .. منافي داخلية لم تبعد سوى مئات الكيلومترات عن مسقط رأسه الذي أحبه وأحب من فيه بكل صدق وتفاني ..
    كغيره أيضا من أبناء قريته أحب بنت خالته وعد التي تصغره بخمس سنوات....
    "إنها الهرومونات التي توجهنا وتتلاعب بنا خصوصا في بدايات الإنتاج " ............. كلمة قالها مدرس الأحياء في المدرسة الثانوية لم تفارق أذن صديقنا عماد بعد محبته لوعد ...... لم يكن يهمه كثيرا اسماء هذه الهرومونات ولا يهمه التمييز بين هرومون التستوستيرون أو الستروجين وكل ما يهمه هو هذه الرغبة الطبيعية بين أي كائنين ثديين يختلفان في الجنس ..
    لأنه باختصار لم يحلم يوما بأن يكون كدكتور فيصل العالم في البيوإنفورماتكس بمعهد مشهور في أمريكا الشمالية ، ولا كدكتورة انتصار العالمة في مجال الهندسة الوراثية المقيمة بالسويد ، ولا حتى كدكتور توفيق أخصائي الأمراض النسوية القابع في دهاليز الخرطوم بحري ...
    وعد بنت جميلة ، شعرها كصبرها طويل ، فيها من الحكمة ما يستوعب عماد وكل أسرته .. أحست دوما بسحائب الحب التي تحيط بها من جهات عدة لكنها كغيرها من بنات قريتها إزدانت بأدب جم و بحياء فريد ولم تزيد سحابات الحب المحلّق حولها أدبها إلى إلا أدبا .. وحياؤها حياء وعفة ..

    كغيره من أبناء قريته أحب عماد وعد و منّى نفسه بالأماني العراض و الأحلام الجميلة في العيش الكريم معها ...
    بعد تجربة ليست بالطويلة في المنافي القريبة ، قرر عماد مباعدة السفر إلى بلد غني ، على أقل تقدير يعبر فيه بحر المالح عبر "السنابك " أو السفن العتيقة .. لم يحلم بركوب طائرة قط ، ربما لضيق ذات اليد أو ربما نوع من الفوبيا حرمت عليه ركوب الطائرات وارتياد الأماكن العالية .
    كغيره من أبناء قريته .. لم يكن قرار زواجه قرارا فرديا ، بل قرار جماعي يشترك فيه كل أفراد الأسرة حتى ابن أخيه الصغير أحمد كان له دور في المشاورة ... ونتيجة لهذه المشاورات استبعدت تماما بنت الخال ، ولو كان الأمر بيد دكتور فيصل لاستبعد الإثنتين بنت العم وبنت الخال ..
    لم ينتفع أحد منهم بدروس الأحياء ولا حتى بدروس التربية الإسلامية .. ولكن هذا الكلام لا يفهمه سوى شاكلة الدكتور فيصل ، الدكتورة إنتصار ، والدكتور توفيق أو من تعلم من أبناء القرية .
    أما عماد ومن شاكله فامتلأت مخيلتهم وأدمغتهم بكثير من الكلام . مثل " بنت العم ما ليها إلا ولد عمها "
    " غط قدحك" ، وغيرها من الموروثات التي لا يمكن أن تمحى بين عشية أو ضحاها.... خصوصا إن كانت بنت العم أو الخال على قدر من الجمال ..
    أجمع الكل على بنت عمه إخلاص ......... وبقليل من المال وكثير من المحبة تم الزواج وسافر الزوجان إلى ماوراء بحر المالح .. انقضت السنين بعيدا عن مرتع الصبا و لا ثالث يعطر هذه الحياة الجديدة والكل في انتظار قادم جديد بعد طول فراق ذكر أو أنثى لا يهم كثيرا ، ربما ابن أخيه الصغير أحمد يتمنى قدوم أنثى يمني بها نفسه في أيام قادمات إتماما لدورة حياة القرية ...
    المهم فرد يغير الحياة الرتيبة التي اعتادها الزوجان وراء بحر المالح. وبعد إنقطاع الوعد من قدوم غصن صغير يرشف من سنا الشمس البعيد ليمد كل الجذور البعيدة بقليل من ضياء أو غذاء.

    ثمان سنوات كأنما قطعة من جحيم الكل يوقد جمرها ، الجدة التي تمنت حفيدا يقوم بمؤانستها بقية عمرها .... الأب الذي طالما حلم بمولود يرافقه يوم الجمعة لشراء الخضار واللحوم والسمك في الرحلة الأسبوعية ، الأم التي طالما حلمت بمولود يملأ هذا البيت فرحة .... حتى أحمد الصغير تمناها مولودة جميلة بشعر حالك و طويل ........

    كغيرهم من أبناء القرى المجاورة ، لم يحتمل أهله وجود الزوجين دون إضافة ثالث لهم يملأ الحياة بهجة ونور .. مع قليل من الحركة النسوية الموجهة تذكر وعد بنت الخالة أو المحبوبة التي اندست بين حشايا القلب لتعيد له الحياة من جديد وما الحياة عند عماد سوى إنجاب من يحمل اسمه بعده ...
    وعد تزوجت بشخص أحبها ولكن أتت رياحهما بما لا تشتهي سفينة محبتهما ، انتهى بعدها هذا الزواج بثلاث طلقات وبنت جميلة شعرها طويل .. لم تأبه وعد كثيرا للحياة بعد بنتها انتصار ، بل جندت وعد حياتها من أجل إنتصار ومن أجل الإنتصار على مشوار الحياة المتعب دون حبيب يشاطرك الهموم فيه ،
    فالفرح يشاركك فيه الجميع أما الهموم والغموم فمن غير الأحبة يتلظى ويتلذذ بها أو هكذا تقول إنتصار..

    قامت الأم هميمة بإقناع عماد بضرورة الزواج كما أن الأيام لا ترحم وأن الخصوبة مبتغى الجميع هنا ، ولا يتفهم أي شخص بما فيهم أحمد الصغير هنا مفهوم العقم كمبدأ ممكن في الطبيعة ، فالخصوبة هنا شعار ، الأرض ما أخصبها قامت بإنبات كل أنواع البذور دون فروقات تذكر ، الحلبة ، البطيخ ، الذرة وحتى القمح في فصل الشتاء .
    الترعة خصبة بأسماكها المتنوعة من البلطي ، القرقور ، خشم العروس وغيرها من الأسماء التي يطلقها الصغار على أسماك الترعة ...
    حتى الضفادع من خصوبتها أطلقت آلاف البيوض ، غطتها بمادة لزجة عفنة خوفا من عين الحسود ، ما هي إلا أيام قليل ليملأ " أبو ذنيبة" ترعة القرية ..
    أطفال القرية يجمعون بمصائدهم المصنوعة من قماش " الدمورية" كميات من أبي ذنيبة ليكسبوا بها ود مدر س العلوم رجب ليشرح لهم دورة حياة الضفدعة ..

    كغيره من أبناء قريته استجاب عماد لنداءات أمه المتكررة وقام بتضميد جرحه القديم و مبادرة وعد بوعد جديد . .. وعد ما كانت لتستحيب لولا نداء الخصوبة القديم الذي يراود الجميع في هذا المكان . كيف لا وهي ترى إنتصار يوما بعد يوم تكبر كبطيخة حقنت بسماد كيميائي مطاط .. كما يحدث في الحقل المجاور لقريتها.. وما هي إلا بضع شهور ليبدأ تأثير الاستروجين العجيب في جسمها الغض .
    بعيدا في المنفى ، ماوراء بحر المالح ، تم عقد القران ، ووعد عماد وعد باصطحابها معه لبذر البذور ورعايتها بعيدا عن أعين الحساد . لا أحد يشك في خصوبة وعد فهي أم انتصار وهذا دليل يكفي دكتور فيصل ليقول أن احتمال اصابتها بسرطان الثدي قليلة .. وخصوصا ، هي أم منذ نهايات العقد الثاني من عمرها ..
    كغيرها من أبناء قريتها بدأت إخلاص تغير من هذا القادم الجديد ، لم تجد بدا في مقاومة الأوهام والحقائق التي تحوم من حولها ، لكنها إلى حد كبير عذرت زوجها عماد لعدم خصوبتها ، ومن يدري ربما عماد نفسه لم يلق حظه من الخصوبة ! لكنها الأنثى هي المستودع الخصب لا الأرض اليباب ... أو كما يبدو في قريتها والقرى المجاورة.

    بعيدا عن إخلاص وعد عماد أمه بحفدة كثر يملأون عليها الديار وربما يرافقونها في رحتلها الآخيرة لبيت الله الحرام ...
    بعدها بأيام معدودات بدأت إخلاص بالتوعك كثيرا ، ظن الجميع أنها تمثيلية قديمة تريد بها أن تجعل ليالي زوجها طويلة وحالكة كشعرها تماما ، لم يصدق أحد أنها مريضة ولكن بعد تكرار مرضها ذهب بها عماد إلى عيادة مجاورة كتب عليها دكتورة هند لأمراض النساء والولادة .. بعد إجراء كشف أولي بشرت دكتورة هند عماد ببوادر حمل على رحم إخلاص من قطرات بولها المبللة لشريط أبيض ، شارحة لهم كيفية إثبات الحمل باستخدام الشريط ...
    لم تأبه إخلاص لهذا الشريط ولا للطريقة التي يتم اختبار الحمل ، إنما ما يهمها من كل هذا الشرح أنها حامل وأن هذا الكلام مؤكد لا ريب فيه ولا ظنون ...
    كذلك عملت بوصية الطبيبة هند بالمحافظة على نفسها حتى تضمن سلامة الجنين واستمرار الحمل وتطور الجنين بطريقة وطبيعية ، كيف لا وهي من ذاقت مرارة الحرمان طيلة هذه السنين .. من دمها ككل الأمهات قامت بتغذية جنينها وتقاسمت معه حتى الأكسجين الملوث الذي يملأ فضاء ماوراء بحر المالح ....

    كغيرها من بنات قريتها قامت بممارسة طقوس "الوحم" والوهم و تدللت وطلبت ما طلبت من طلبات بعضها مقدور عليه كالقمردين والسمك المشوي وبعضها يستحيل تنفيذه بسهولة كطين البحر أو طمي الترع أو أي أشياء من هذا القبيل ... كل هذا بفعل هرمونات الأمومة التي زاد نشاطها بعد أن عرفت بموضوع حملها الذي منّت به نفسها كثيرا ولكن دون أن تزعج من حولها ...

    كغيره من أبناء قريته قام عماد بواجبه أكثر مما يجب تجاه هذه الأم الصابرة بحمل وليد منّت به النفس كثيرا ..
    كغيرها من بنات جلدتها قامت بولادة مولودتها بشكل طبيعي ، بنت أجمل من الورد وأزكي من العطور التي تعطرت بها ليلة جلوتها لزوجها عماد ، بنت شعرها طويل حالك كشعر أمها ، بنت تملأ الحياة أملا ووعدا ، ضجيجا وحنينا ومحبة .
    كغيرها من نساء قريتها لم ترد هميمة " أم عماد" أن تفشل أمام أختها بعد القران على وعد ..
    وكغيره من أبناء قريته لم يرد عماد أن يغضب أمه ولكنه يتعلل بأسباب لتأخير إجراءات الزواج من وعد ، ربما يكون في عيد الأضحى القادم ، أو هكذا يقول كما تردد أمه ...
    ومع كل يوم يمر يزداد البول السكري لهميمة ويزداد ضغطها وتشتكي لجاراتها وتستغفر ربها وتصلي على المصطفى. وتمني نفسها بحضور عيد الأضحى القادم ، عسى ولعل .......

                  

10-17-2007, 11:46 AM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين زوجتين .... ثمة لكن !!!!!! (Re: انور الطيب)

    كل سنة انت واسرتك طيبين يا انور


    على سبيل التحية لحين عودة لاحقة كان ربنا سهل
                  

10-17-2007, 11:57 AM

انور الطيب
<aانور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين زوجتين .... ثمة لكن !!!!!! (Re: Ishraga Mustafa)

    شكرا إشراقة على تحياتك الجميلة وفي ترقب عودتك أكيد ...

    كل سنة وانت ومن معك طيبين وبألف خير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de