هاشم نوريت .... هذه شهادة ادروب فماذا انت قائل؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-13-2007, 03:09 PM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هاشم نوريت .... هذه شهادة ادروب فماذا انت قائل؟

    درج الاخ الاكرم هاشم علي وصف القوي الديمقراطية الحزبية في السودان بمسميات ما انزل الله بها من سلطان و له الحق الديمقراطي في ابداء ما يراه خطأ او صواب

    و عملا بنظرية الاشتباك الايجابي اطالب برأيه في حقائق اوردها الصديق المقاتل ادروب فالي مضابط الحقائق


    المساعد الجديد للرئيس السوداني ، صورة مقربة (1)

    إلي أوهاج إدريس
    لم يحتمل الجسد الوضيء النحيل مخاطرات الروح،
    كاد أن ينفصل عنها في ( تهلباي ) حين اصطادت الذراع منه و الظهر و الساق رصاصات حاذقة،
    بعد عامين حلقت الروح بعيداً عن الجسد الممزق في (كرييت)،
    دفعت يا أوهاج ( المعلم ) كل شيء و قبض الآخرون الثمن ،
    لن ينساك أحد منا فارأف بنفسك مرة .

    في الثالثة تقريباً من عصر الجمعة الرابع و العشرين من يناير عام 1997م توقفت الشاحنة التي كانت تقلنا بمكان -كما يقولون- قفر. أشار السائق إلي جبل علي يمينه و قال " في هذا الجبل يكمن الجيش السوداني فاحذروه " و لم يكن أي منا يعلم أن أوهاج إدريس سيحل ذات صباح مشئوم هنا بعد سنوات عديدة و لن يذهب من هنا إلي أي مكان آخر.
    ثم أشار السائق مباشرة صوب الشمس و قال هناك ستجدون ضباط الميقريشن )كما نطقها( الإرتريين و هم عموماً لطفاء و طيبون . سأبرز لهم لاحقاً بطاقة عملي السابق في الهلال الأحمر و سيسمحون لي بموجبها بالدخول ، يا إلهي يا للسعادة الغامرة ، حين أكون سعيداً لا أكف عن الإبتسام.
    ودعنا السائق تأمل كل منا ، حسن جعفر و أنا في لحية الآخر الكثيفة ، حملنا حقيبتنا الثقيلة الحمراء ثم بدأنا السير نحو الشمس مع رفيق آخر سيتولي مهمة الدليل في الماراثون المنهك.
    ثقلت الحقيبة إقترحت علي حسن أن نرمي هذا الكتاب الناتيء الضخم ، نظر فيه ثم رفض بعناد معروف فيه قائلاً "هذا رياض الصالحين" و هكذا مررنا علي الكتب – التي لن نقرأها لاحقاً – واحداً فواحداً و لم نضح بأي منها حتي مختار الصحاح .
    في ذلك الوقت كان العالم كله في شغل شاغل عنا . إلي واشنطن كانت الأعناق تشرئب مع نهاية زيارة الأمين العام الجديد للأمم المتحدة ( كوفي أنان) الذي ما فتيء يحقن العالم حينها بتصريحاته عن خطط إصلاح المنظمة الدولية حتي بلغ التفاؤل بكاتب مثل نور الدين عاشور الذي حذر في نفس اليوم علي صفحات جريدة الصباح التونسية من مغبة أن تؤثر خطط إصلاح المنظمة علي مهمتها في حفظ الأمن و الأستقرار حول العالم !
    في الفاتيكان كان البابا الراحل يحث الكاثوليك بشكل أخاذ خلال خطاب له أمام مجلس الحبر الأعظم للعائلة علي إبداء التعاطف نحو المطلقين و المطلقات في حين هو يرأس كنيسة لا تقر الطلاق من أساسه لكنه يفسح المكان أمام الجميع .
    مهزومان أنا و حسن جعفر نخرج من مليون ميل مربع لم تتسع لكلانا و سنجد أخوة كثر لنا و سيأتي بعدنا آخرون و لن يكف النزيف.
    في أمكنة أخري يتحدث البعض عن أزمة إحتجاز الدبلوماسيين الأجانب في منزل السفير الياباني في العاصمة البيروفانية (ليما) و اسأل الله في سري ألا أكلف بمهمة مشابهة في الخرطوم.
    و في لندن تنشر صحيفة الشرق الأوسط أن موريتانيا اعتقلت عدداً من الساسة ذوي الصلة بالزعيم الليبي (حينها) معمر القذافي !
    لا أحد يهتم بخروجنا ، و إذاعة الديمقراطية الآن اليسارية تعلن لمستمعيها الآتي :
    "بما أننا إذاعة خاصة فإننا نعلن أنه لا توجد اليوم أخبار هامة" و لمن يريد استعادة التاريخ فلينظر في هذا الرابط
    : http://verbal.democracynow.org/1997/1/24/headlines
    لا علينا فما كان يهمنا هو أمرنا نحن فقط.
    في ذلك الوقت كان دليلنا البارع يحدثنا – و هو محق - عن إرتريا البلد الجميل وعن أناسها الطيبين و مناخها الرائع و أوضح لنا إن ذلك البلد "موقراتي" نستطيع فيه أن نفعل ما نشاء كما تفضل شارحاً لنا معني الديمقراطية.
    مع وصولنا لمكتب الهجرة غادرنا الدليل اللطيف لا يلوي علي شيء في البلد ( الموقراتي ) حاملاً معه شريط الكاسيت خاصتي " أوليني اهتمامك ،للفنانة عابدة الشيخ".
    شكراً جزيلاً لصديقنا أونور باقراب فضمن لغات عديدة يتقنها كانت العربية و بروحه المرحة كان يبدع في غناء الحقيبة و أغنيات عابدة الشيخ كلما التقينا و هممنا بالمرح. كان و ما يزال حبوباً و مضيافاُ يحب الناس حتي أطلق عليه أحدنا لقب ( كيم إيل سونغ ) الزعيم المحبوب من أربعين مليوناً.
    سنبقي لأيام في قرمايكا ثم ستحملنا شاحنة حتي منتصف الطريق كعادة الشاحنات فنكمل السير نحو (ملوبير) التي ستقول مستنداتي المزورة لا حقاً إنني ولدت فيها.
    في قرمايكا إطلعت علي بعض أدبيات التنظيم. كتيب واحد ذو لغة بديعة و نشرة من عدة صفحات تتحدث عن الفساد في مشروع القاش و تشير إلي تخصيص أراضٍ واسعة للشيخ أسامة بن لادن الذي سيتولي لاحقاً المنصب الأرفع في خلية دموية ستقتل مئات الآلاف من الناس ، و بيان مطبوع علي الكمبيوتر بنسخ وافرة يهدد الحكومة بعبارة ( بص شوف بجا بتعمل إيه ).
    في ملوبير سنلتقي كل القيادة التي كانت تعقد مؤتمراً أسمته المؤتمر التداولي .كان الجميع يضفي كثيراً من الأهمية علي حديثه و يخفي كل واحد بعناية – ظاهرة و بينة – أوراقه و كراسة تلقاها ضمن الدورة الخاصة للكوادر. بعد عام سأتلقي دورة غير مفيدة مثلها و ستتم معاقبتي مع ثلة من رفاقي لإهمالنا لها و تغيبنا عنها.
    أحدهم تبسط معنا في الحديث و غني بصوت عالٍ أغنية بلحن لكمال ترباس تسخر من الراحل بيو يوكوان و العميد صلاح الدين كرار اللذان شاركا في تنفيذ إنقلاب ال 30 من يونيو عام 1989 م ثم أكل كل منهما (نيم أو علي الأصح نيماً) بطريقتين مختلفتين.
    الأخ و الرفيق موسي عثمان سألني بمودة ظاهرة عن الأخبار و عن شقيقي هاشم و أوضح لي أن (الندال ) صعب و يتطلب منا الشكيمة .
    التقيت الشيخ طه أحمد طه رئيس التنظيم و عرفت للتو إنه موجود في المكان الخطأ . أبلغت حسن أن ليس بحوزة الرجل أي مفتاح من مفاتيح العمل و إن الرجل الذي يجلس القرفصاء هو رجل طيب و خلوق فقط و إنه يقبع خارج مركز الثقل ، كان الثقل الظاهري يميل نحو صديقنا أمين شنقراي .
    لم نقابل الشيخ عمر محمد طاهر الذي كان يضع كل أوراقه حينذاك في سلة إرترية لا لبس فيها و ستكشف لنا الأيام عن رجل لطيف و مرح.
    لا أتذكر إنني قابلت في تلك الأيام موسي محمد أحمد و لهذا الأمر إحتمالان فإما إنه كان مشغولاً كما هو دأبه بصحبة (الأصدقاء) أي (رجال الإستخبارات الإرترية )و إما إنه لم يترك فينا أثراً بروحه ذات الحضور الخامل.
    سينبثق المؤتمر التداولي عن قيادة إسمها القيادة المركزية سيتصف بعض أعضائها بالحذر الشديد والشك و الإسترابة و سيسميها الكثير من الأعضاء سراً ( القيادة المستريبة ) فيما سيتولي فيها موسي محمد أحمد منصب رئيس دائرة الأمن و الإستخبارات و سيكون أول لقاء أذكره في غرفة رفيق أعارني كتاباً لروجيه جارودي و تحدث معي – و هو يطعم حديثه بمفردات بذيئة - عن عدة أشياء منها إتهام ماو للسوفييت بتحريف الماركسية و كساد فكر الترابي من الناحية الإبستمولوجية . كان يقرأ رواية باللغة الإنجليزية إسمها ربيع متوحش فيما يحتفظ في كرتونة قريبة براوية العيون الأكثر زرقة لتوني موريسون و عليها إهداء بالقلم من أم (ما ) إلي إبنتها سوزان و كتب أخري.
    جاء موسي و كانت تبدو عليه السعادة و الحبور ، جلس إلينا وتحدث عن خططهم و عن الثورة و عن مستقبل التنظيم و أشار إلينا عن نضال قام به خلال دراسته بمدرسة كسلا الثانوية من أجل الطلاب و لم يتم التأكد من هذه النضالات من أي مصدر آخر علي الإطلاق موثوقاً كان أم غير موثوق و لو كنت في السودان الآن لإستوثقت من ملفات دراسته و زملاءه و لكني الآن أعجز.
    حدثنا موسي عن نجاحاته الدراسية وكيف إنه نقل من الصف الثاني إلي الرابع الإبتدائي دون المرور بالصف الثالث ثم أبلغنا أنه درس الإبتدائية كلها في أربع سنوات عوضاً عن ستِ مثل خلق الله الآخرين من ذوي المقدرات العقلية العادية . إحتفظت بالصمت و كال مضيفنا نهراً من المديح لموسي المنتشي و وصفه بأنه (عبقرية بجاوية) و سيدفع هذا الرجل باهظاً ثمن مجاملاته المجانية تلك .
    أبلغني بعضهم إنني يجب أن أتق شر هذا الرجل فهو نتاج لعدة صفات تستوجب الحذر فهو غادر و قاس و ينقل الأخبار للإرتريين أولاً بأول و حذرني الكثيرون من مغبة إبداء الرأي فهذا ليس منتدي(هذه ثورة)!
    لم يكن سراً في أوساط القوات أن موسي هرب من أول مواجهة مع الجيش الحكومي في منطقة ( قدماييب ) و تلك - حسبما اخطرنا- كانت أول مواجهة عسكرية في الجبهة الشرقية علي الإطلاق . تقول الشائعة أن موسي تحرك ماشياً لحوالي ال70 كيلومتراً تقريباً من قدماييب نحو ملوبير و حين دوت الطلقات هناك كان هو يجلس باطمئنان في مقر الإستخبارات بملوبير يقدم بعض المطالب للحصول علي إحتياجات غذائية للقوات. و عوضاُ عن أي حديث أستطيع أن أقول باطمئنان أن (القائد) المذكور لم يشهد أو يشارك في أي عملية قتالية أو معركة و إنه حصل عاي هذا اللقب نتيجة تواطوء مؤسف للأحداث.
    عاي كل لم أكن بحاجة لزمن طويل لأتأكد أن سر وجود موسي في القيادة هو أنه يفعل بالضبط ما يرفض فعله الناس العاديون لذا فهو رجل ليس له بديل.
    بعد سنوات سيكون الرجل الذي مدح موسي و أعارني كتاب جارودي في السجن مع ثلة آخرين بتهمة التآمر لتغيير القيادة بالقوة و إثارة التمرد و ستقول (البداية و النهاية) أنه "ثم دخلت سنة أجبر الرجل اللطيف فيها تحت سمع و بصر موسي علي حفر حفرة واسعة و عرشها بسقف من أعمدة الدوم و أغصان الشجر الجافة و التراب و سيكون هذا مسكنه برفقة آخر مضطرب عقلياً و قاتل" . حدثني الرجل أنه تعرض للدغة ثعبان كان يشاركهما المسكن البائس . حين زرته في السجن كان متماسكاً و شاكراً علي الكتب التي بعثتها له و من ضمنها نسخة مصورة من رواية ( باولا ) لإيزابيل الليندي كان يتم تبادلها في السجن بشراهة فقد كان أغلب من يقرأون هناك.
    كنت في تلك الزيارة تحت إمرة موسي و في معيتنا رفيق آخر و كانت لدينا تعليمات غريبة من الشيخ عمر محمد طاهر رئيس التنظيم . كانت التعليمات تقول إن من يعترف بالتهم الموجهة له يطلق سراحه و من لا يعترف يبقي بالسجن و كانت هذه ثغرة جيدة.
    صديقنا القاريء كان متماسكاً و قاسياً في ردوده و رفض الإعتراف بأي تهمة بل و أبدي رفضه لأي تعاطف معلناً عن استعداده لمواجهة الأسوأ .
    إستأذنت من موسي و طلبت الحديث إلي الرجل الصامد علي إنفراد و كشفت له اللعبة ، قلت له إن تسجيل بطولة في هذا المكان لن ينفعه و إن اعترافه بالتهم لا قيمة له فالظلم هو السائد و أوضحت له ببساطة إن تعليماتنا تقول إن من اعترف بالتهم التي توجه له يطلق سراحه و من يرفض يبقي في سجنه. شكر الرجل صراحتي و اعترف بالتهم و أفرج عنه لكنه لم يحفظ لي الجميل.
    قبل أن يصدر القرار بإطلاق سراحه طلب منه موسي أن يعفو عمن أخطأ في حقه فرفض و قال إنه لن يفعل شيئاً بيده و لن ينتقم من أحد لكنه يفوض الأمر كله لله رب العالمين.
    إستغلينا ثغرة القانون الغريب و أطلقنا سراح المجموعة و فيهم من كان قد ألف السجن و ألفه مرات سابقات و تاليات.
    في عهد موسي في الإستخبارات إزدهرت الدولة داخل الدولة و عرفنا أن السجناء يحرمون من ارتداء الأحذية و من شرب القهوة و من الغذاء الجيد (بمعايير الجودة هناك حيث كان الفول المصري ضمن الغذاء الخاص للمرضي و الجرحي ).
    في ذلك العهد عرفنا إن السجناء كانوا يصنعون سراً قطع الشطرنج من الطين و يستعيضون عن تدخين التبغ بتدخين الشاي. عرفنا لاحقاُ أن السجناء كانوا يفضلون أن تهطل الأمطار علي رؤوسهم في العراء بدلاُ أن يبقوا في بيوتهم (حفرهم ) بسبب الثعابين و العقارب التي تحفزها الأمطار و الصواعق علي الحركة و لدغ من حولها.
    لم يكن لموسي بيت ثابت ينام فيه و لم يكن لديه جدول معين للحركة فقد كان يسافر مثلاً في التاسعة مساء و يعود في السادسة صباحاً و ينام كل مرة في مكان ، كان يدرك أن اعماله قد تجلب له الرصد و الضرر.
    كان حريصاً علي تقديم صورة للثائر النقي فلم تكن لديه ممتلكات معروفة و لم يبن مسكناً و ليست لديه حقيبة معلنة لكنه لم يكن يتحرك وحيداً أبداً كان يحمل حراسه تحت ستار ترحيلهم معه بالسيارة من موقع إلي آخر .هكذا كان يحمل ستة من الجنود من لاكوييب إلي أقماييت و يحمل أربعة من أقماييت إلي تميكيت و هكذا حتي يعود و معه خمسة آخرين و كان هذا سلوك فيه معروف حتي مال البعض ممن يرغب في البقاء في مكانه إلي الإختفاء عن ناظره حتي ينجلي عن المكان.
    كان حرص الرجل علي تقديم صورة الثائر الزاهد يجبره علي أداء الكثير من الأعمال غير المفيدة بذريعة التواضع فيما كان يتجاهل مقتضيات وظيفته في المقابل. كنت تجد موسي يعمل في بناء المساكن و تحميل شحنات اللواري و وتفريغها و ما إلي ذلك.
    و كان هذا سلوكاً ثورياً معروفاً، أن تعمل الأشياء غير المفيدة و أن تستيقظ في الثالثة صباحاً للسفر مثلاُ لتعطي رحلتك قداسة ثورية و تحيطها بهالة من الغموض.
    ذات يوم كنا علي موعد مع لقاء وفد قادم من الداخل بقرية (قرمايكا) الحدودية .وصلنا القرية بطريقتنا الغامضة بعد المغرب و تخلف الوفد عن الحضور إلينا و في الثانية صباحاً أيقظنا المسئول عن المهمة و وجهنا بالإستعداد للسفر .
    لم نسأل لكنا عبرنا عن امتعاضنا و طلبنا أن نسافر بعد شروق الشمس لكنه لم يحفل بنا.
    في السادسة صباحاً وصلنا إلي قرية مجاورة. دخلنا إلي بيت كان استراحة لنا. أعد قائدنا سريراً ثم راح في نوم عميق. علق أحدنا بمرارة تعليقاً حامضاً و قال " كسب الوقت ليلاً و إهداره نهاراً" فصارت مثلاً.
    كان كل عضو في القيادة يخفي ما بفعله عن الآخرين، تحركاته و أوراقه و افعاله عملاُ بمبدأ السرية الذي كان الشيخ عمر يحض عليه و هكذا كان الوضع الذي كان الرفاق يتندرون عليه و يسمونه الضبابية و بقص عليك الواحد منهم إنه في إطار الضبابية إستقل سيارة قضي بها إجازة مرفهة ليومين في تسني أو فورتا ساوا أو حتي أغردات فقد كانت الضبابية تسمح بالكثير و هذا ما أحسن موسي عمله . كان يتحرك في إطار محكم من الضبابية.
    ظل موسي علي مودة دائمة مع ( الأصدقاء) و قد حدثني أحد قادة مؤتمر البجا إنهم وجدوه أصلاً في أرتريا و إنه انضم إليهم عقب لقاء في أحد مقاهي ملوبير. و قد دفعته مودته الدائمة تلك لأن يغفل مرات و جوده كسوداني، فقد إضطر لقمع رئيسه الشيخ طه أحمد طه ذات مرة حين أبدي الرجل مقاومة للأصدقاء كما روي لي أحدهم القصة .
    كان الشيخ عمر رئيس التنظيم السابق حريصاً كل الحرص علي إبقاء موسي بجانبه و هو يحسب أنه يستخدمه و كان موسي علي قدر المسئولية التي لم تكن تتعدي إلقاء الأعداء و الخصوم في السجون و جمع الأخبار و إطلاق الإشاعات و لم يكن هذا يعجبنا .
    و حين استعادت القوات الحكومية في حملة قاسية مناطق جنوب البحر الأحمر جاء موسي محمد أحمد ليشرف علي إجلاء القوات و المواطنين من قرورة لكنه لم يقم بشيء من هذا .
    أول شيء فعله هو أنه قرر السكني و الإقامة داخل حدود قرورة الإرترية فيما بقينا مع زملاء آخرين بقيادة المحافظ داخل الحدود السودانية حرصاً علي معنويات المواطنين اللذين اصابهم الضر و تملكهم الفزع من عودة الجيش السوداني و استخباراته و الدفاع الشعبي و رجالاته.
    أصر علي عدم التدخل في أي قضية و واصل عمله مع بعض الرفاق في بناء مساكن و مخازن جديدة داخل إرتريا و بعد يومين كان جميع مواطني قرورة قد هربوا و اختار 9,000 مواطن أمكنة أخري لسكنهم ما دام المسئول العسكري غير مطمئن للبقاء هنا.
    و في خطوة مدروسة لإظهار التضامن و طمأنة المعارضة و مواطني المنطقة علي حد سواء زارنا لتناول الغداء الجنرال الإرتري البارز عبده رمج و حينها زارنا – في السودان - رئيس الأركان موسي اللذي آثر عدم الإحتكاك بالجنرال و بقي مع إخوة لنا كانوا يشرفون علي الخدمات.
    سنغادر قرورة السودانية هذه المرة إلي حيث لا عودة بالسبل الحربية و ستبقي في الذاكرة عيتربة و عيت و عيترة وقادم قفريت و جلهنتي و عقيتاي و كسرة آدم محمود و عقيق و قري كثيرة أخري أكرم أهلها وفادتنا و طوقونا بمحبتهم و سنظل لودادهم من الحافظين.
    حين أزف موعد المؤتمر الذي سينتخب اللجنة الجديدة عملنا كل ما في وسعنا لتقليم أظافر الرجل فألغينا دائرة الأمن و الإستخبارات و جعلناها شعبة تابعة لمكتب الرئيس الذي أحطناه بثلاثة معاونين واحد لإدارة مكتبه و واحد للإغاثة و آخر نقي السريرة جعلناه علي الأمن.
    إختفت دائرة الرجل الأثيرة فماذا نفعل بالرجل ؟ و قلنا لا يهم فسنحرص علي الإقتراع السري و حينها سيكون الخيار لأعضاء المؤتمر .
    إتخذنا إحتياطاتنا بألا نسمح لأحد بتولي منصب قائد الجيش فمنحنا هذه المهمة للرئيس الذي صار لقبه ( الرئيس و القائد العام ) و خلقنا منصباً هلامياً بإسم رئيس هيئة الأركان يعاونه ثلاثة واحد للعمليات و واحد للتدريب و واحد للإدارة.
    في إطار التكتلات حرصنا علي السماح بحرية الحركة لأعضاء المؤتمر و حرية الحديث و إبداء الرأي رغم القيود التي كانت تحد من ذلك .لكن في ظهيرة أحد أيام المؤتمر فوجئنا باختفاء أربعة من زملائنا ثم علمنا أن موسي اودعهم الحبس بتهمة أنهم اتفقوا علي قائمة صاروا يستقطبون لها الأصوات و لم يدرك الرجل أن هذه أبجدية من أبجديات العمل الديمقراطي.
    تحت الضغوط أفرج عن الرجال لكن الرسالة أبلغت للجميع ، إن من يريد أن يلقي مصيراً بائساً فلينضم إلي هؤلاء و سقطت المجموعة لاحقاً سقوطاً مريعاً .
    أصرينا علي الإقتراع السري لكن رجلاً واحداً ذو كلمة نافذة قال يجب التصويت علي الرئيس بمفرده و لم يترشح أحد ضد الرئيس ، ثم قال يتم ترشيح القيادة القادمة بشكل جماعي و التصويت عليها بشكل علني برفع الأيادي و في البداية قاوم الأعضاء و لم يرفعوا أيديهم رفضاً للقائمة حتي صرخ فيهم أحد بصوت عال أن أرفعوا أيديكم فاستجاب البعض في حين كان موسي و أعوانه يحصون الأيدي و ينظرون للناس في العيون.
    و تمت تكملة اللجنة بآخرين بواسطة الإقتراع السري المباشر و لا يهم من سيأتي لأنهم سيكونون أقلية علي كل حال و قد كنا ضمن هؤلاء .
    في العهد الذي سبق كان أحد الزملاء يتولي منصباً عنوانه "نائب الرئيس و السكرتير العام و أمين العلاقات الخارجية" و في العهد الجديد سيكون هناك نائب للرئيس دون نفوذ حقيقي و ستختار اللجنة المركزية من بين أعضائها له شخصاً أهم مواصفاته ألا يكون مؤهلاً للمنصب الأول و هكذا صار موسي رئيساً لهيئة الأركان ونائباً للرئيس يحفظ الموقع من الطامحين لكنه لا يشغله علي الوجه السليم.
    أحني موسي رأسه للعاصفة حتي هبت الرياح لصالحه من جديد بعد إستشهاد مساعده القوي ( محمد دين مصطفي لبسوي) فاستعاد نفوذه في الجيش ثم عمل لنفسه سجناً خاصاً في منطقة (هرريب) يسمح فيه بتبييض السجناء خارج النظام العدلي إذا استعرنا مفردات غسيل الأموال.
    بعد تلك الإنتخابات حدثت قصة كانت سبباً مباشراً في عودة الرجل للواجهة فقد تواثقت جماعة ذات نفوذ ممن شعروا بالإقصاء بزعامة الشيخ أحمد محمد بيتاي و معه رفاق آخرون من ذوي الثقل علي إسقاط القيادة و دعوا الجيش إلي العصيان فأيدهم البعض و رفض البعض الآخر .أقام المنشقون رئاسة لهم في منطقة ربدة و عينوا قيادة مؤقتة و لقوا تأييد الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كانت معجبة بإستقلالية الشيخ احمد و نفوذه العشائري و الديني و فصاحة حجته .
    شعر الشيخ عمر و أصحابه بالرعب و هم يتحسسون الأرض تميد من تحت أقدامهم فاتخذوا إجراءات قاسية قام بها موسي بالطبع و شملت تغيير مواقع الجيش و إبعاد كل شخص محتمل تأييده للمنشقين إلي مكان ما تحت السيطرة و عزل قيادة المنشقين. كان الخلق يسهرون جراها و يختصموا و كنت في أسمرا بعيداً عن كل ذلك لحسن الحظ.
    تم استدعائي و حين أجبت كان قادة المنشقين في تسني تحت حماية الأصدقاء الأرتريين فيما كان مؤيدوهم في السجن حيث تمدد بمقتضي الحال نفوذ الرجل صاحب السجن.
    أذعن الشيخ عمر للواقع و زاد من صلاحيات موسي حتي اشتكي منه كثير من الزملاء. قالوا إنه يتدخل في عملهم و يمد ذراعه الطويلة في موائدهم.
    نواصل....
                  

10-13-2007, 03:15 PM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاشم نوريت .... هذه شهادة ادروب فماذا انت قائل؟ (Re: ابراهيم عدلان)

    المساعد الجديد للرئيس السوداني، صورة مقربة (2)

    كان تحرك مجموعة الشيخ أحمد بيتاي ضد القيادة و ضد النفوذ الإرتري هو التحرك الخطير الثاني بعد حركة الشيخ موسي علي بيتاي في قدماييب .
    كنت قد وصلت للتو من قرورة عبر أسمرا و تم اختياري ضمن لجنة للوساطة برفقة زميلين آخرين و حين وصلنا لمكان التمرد تم إستقبالنا بشكل جيد و ادرنا حوارات لا باس بها مع المتمردين لكننا لم نبذل الجهد الكافي وفق ما كانت تقتضيه شروط الواقع الذي وجدنا أنفسنا فيه و بالتالي لم نتمكن من التوصل إلي حل.
    بعد ثلاثة أيام أتت لجنة وساطة نافذة بقيادة أحد (لأصدقاء ) الذي حسم الأمر بقوله "إنه لا يمكن أن تجلس كل مجموعة تحت شجرة و تقول إنها قد قررت تغيير القيادة" ، و اشار إلي مخاطر أن يصبح مثل هذا الأمر سلوكاً يعيق الثورة.
    إنبري متمرد ماهر و قال لرجل (الأصدقاء ) بطريقة فظة و ساخرة " يا فلان نحنا عايزين نعرف بس ، أنحنا مسيرين و لا مخيرين؟" و كان السؤال في غاية الوضوح .
    ستتم خيانة العهد الذي قدم لقادة التمرد و سيقبعون في السجن ( الموسوي ) لأشهر عديدة ثم سيطلق سراحهم فرداً فرداً دون أي معايير .
    و للحق لم يكن دور موسي و إلقائه للرفاق في السجن عملاً فردياً و إنما كان دوره في ذلك هو دور المخلب المنفذ لخطط الآخرين و تحت حمايتهم .
    كان الشيخ عمر في حاجة للمساندة ضد الشيخ احمد بيتاي لذا فإنه بعد قيام الإرتريين بتسلم المجموعة من حماية الحركة الشعبية ( و يمكن للرفيق عبد العزيز الحلو ان يقول الكثير عن هذا لو شاء )، أخذ الشيخ عمر مجموعة سيئة الحظ لمقابلة بيتاي و مجموعته بغرض التشفي و كيل الشتائم.
    تمثلت مجموعة الشيخ احمد عبارة مانديلا الشهيرة " الرجال الأحرار فقط هم من يستطيعون التفاوض ، ليس بوسع السجناء الدخول في إتصالات و هنا لا يمكن الفصل بين حريتك و حريتي".
    إمتنع رجال الشيخ أحمد عن الحوار كما رويت لي القصة و تباهت كل مجموعة الشيخ عمر في الإساءة للرجل الكبير و رفاقه.
    بقيت المجموعة في حماية ( سجن ) الإرتريين لشهرين تقريباً ثم أحضرهم موسي ( و هل هناك غيره ؟) في شاحنة إلي سجن جديد أعد لهم .
    أبلغني البعض من الضباط الإرتريين أنهم مستاؤون من إعتقال السيد بيتاي و مجموعته و إنهم سلموهم لرئيس مؤتمر البجا بإعتبارهم تابعين لتنظيمه و بشرط إطلاق سراحهم و لم أصدق هذه الترهات بالطبع.

    في موقعي بمكتب الرئيس كان هناك عرف لم يدم طويلاً ، من يريد التصديق بميزانيته الشهرية عليه تقديم تقرير عن إنجازات الشهر الماضي و خطة العمل للشهر المقبل و في ذلك الموقع عرفت أن موسي لم يكن (عبقرية بجاوية ) و إنه يكتب مثل صبي في الصف الثالث الإبتدائي و إنه يعثر في الكتابة والقراءة . مثل هذه المسائل يسهل إكتشافها حين يتولي شخص بهذه القدرات منصباً عاماً يستلزم معرفة القراءة و الكتابة و رسم التوقيعات.
    لم يقدم السيد موسي طوال توليه رئاسة الأركان خطة عسكرية للحماية كانت أو للهجوم .كان مشغولاً بقضايا السجن و الحبس و القمع نيابة عن الشيخ عمر نفسه أحياناً و نيابة عن الآخرين و في بعض الأحيان أصالة عن نفسه بعد فبركة هذه التهمة أو تلك.
    ذات مساء إلتقاه أحد الرفاق مغاضباً و وصفه بأنه رجل يحيك الدسائس و المؤامرات و أساء إليه بعبارات مقذعة و حادة و في اليوم التالي كان الرجل الذي نعرف حبيس السجن في تهمة فادحة و هي تهمة التحرش الجنسي فيما كان الجميع يعلم إن الرجل بريء و إنه كان عفيفاً نقياً و لن أزيد .
    هكذا صار النضال أكثر فظاعة من السقوط في الوحل و صار الإرتماء في أحضان النظام الذي صمم الجميع علي إقتلاعه ذات يوم من الجذور أكثر مدعاة للراحة و الأمان من مقارعته.
    و موسي رجل بلا أصدقاء و هذا يكفي . لم يكن لديه خلصاء فقد خشي الكثيرون من الإرتباط به و الوصم في أعين الاخرين بالتجسس و جاسوس شتيمة مقذعة في التخوم الإرترية.
    لم تمض شهور قليلة حتي صبأ التنظيم عن الهيكل التنظيمي الذي أقره مؤتمر مايو 1998م وأقام هيكلاً جديداً كرس فيه موسي نائباً للرئيس لكنه ما زال في دورانه حول نفسه يتسقط الأخبار ويستجوب المقاتلين و يترصد أخبار المواطنين .كان الجميع يعرفون حقيقة واحدة و هي أن الرجل واجهة لآخرين و دون هؤلاء كان يمكن أن يتصدي لقيادة التنظيم و العمل كله من يأتي بهم الفرز الطبيعي و في أي حالة لفرز القيادات بشكل طبيعي فإن السيد موسي لن يكون موجوداً.
    حين أنظر إلي مسارب الرجل الصاعدة أستعيد سيرة شخصية عضو مجلس الشعب عطية الساعاتي التي أداها ببراعة الممثل المصري صلاح عبد الله في أحد المسلسلات المصرية ففي أحدي المرات يتخلي الرجل عن السراب الذي يحيط به من جماهير تهتف باسمه و ضباط شرطة يفسحون له الطريق و صحف تنشر حواراته في صفحاتها الأولي و قال لشخص وحيد كان يحادثه " أنا تلزمني الحصانة ، من غير حصانة ما فيش عطية الساعاتي " و لعل الكثيرين في توق ليعرفوا ماذا يقول السيد موسي لنفسه حين يأوي إليها وحيداً.
    ذات صباح حافل و بينما كنا نعقد جلسة لإجتماع اللجنة المركزية الأول جاءتنا الأخبار بأن (العدو) يجهز لهجوم واسع علي توقان و تلكوك و كدبوت و تم توزيع جميع أعضاء اللجنة المركزية علي تلك المناطق إلا موسي الذي إختص بالتنسيق مع قوي التجمع و الأصدقاء. هكذا كان يقضي يومه متنقلاً بين تلك المناطق ينقل المؤن من هنا لهناك و المرضي من الخطوط الأمامية للخلفية.
    و في عصر أحد تلك الأيام الذي أنَت في صبحه الدبابات و قصفت فيه الطائرات ما شاء لها الله أن تقصف و اشتعل فيه المكان الذي كان آمناً بالرصاص جاء ( موسي ) مذعوراً يحمل إلي توقان نبأ إستشهاد الرفيق محمد دين مصطفي ( لبسوي ) و ثلة من الرفاق الكرام.
    كان فاقداً للتركيز، قص أن المعركة كانت قد انتهت لكن محمد دين أصر علي سحب مجموعة من الجثث و حين عاد لموقع تلك الجثث عاجلته قذيفة مدفع قضت عليه. سأله أحد الرفاق هل تمزقت جثته فقال مرتبكاً " لا محمد دين كويس" و صمت الثلاثة.
    كان محمد دين محبوباً في أوساط الجيش و العامة فزيادة علي خفة روحه كان شجاعاً و كان يجاهر برأيه و كان يمثل عازلاً ما بين موسي و الجيش.
    كان الشيخ عمر يحتاج إلي موسي و يثق به أكثر من محمد دين الميال إلي الإعتداد برأيه و العناد.لم يكن الشيخ عمر مشغولاً بالجيش و كان يريد أن يحمل هذا الهم لموسي حتي يتفرغ هو لمعركته الهائلة و التي خسرها لاحقاً ضد عائلة الشيخ بيتاي و هي العائلة التي نصبته رئيساً علي التنظيم فأراد أن يحمل العبء عنها وحيداً.
    إشتهر موسي بجلساته المطولة مع شيخ عمر كلما عاد أحدهما من السفر. كانا يعقدان اللقاءات سراً و لم يكن الشيخ عمر يفكر مطلقاً إن هذا الرجل الذي يتحدث أمامه بصوته الهاديء سيورده مورداً نسأل الله له تجاوزه و فكاك أسره و العودة لأهله .
    بعد استفحال خلافات الشيخ عمر مع أعيان همشكوريب عبر الرجل عن إستعداده التخلي عن منصب الرئيس الذي كان قد كرهه كما أسر لبعض أعوانه و ذهب للأصدقاء ( لتقديم استقالته ) لكن الأصدقاء أوضحوا له إن هذا شأن داخلي عليه ان يعالجه داخل تنظيمه و كانت إجابة ماكرة توضح أن الرجل قد أتم مهمته و إنه لم يعد مطلوباً لديهم .
    هكذا أدرك الرجل بحسه إن تخليه عن المنصب في هذا الوقت و هذه الظروف سيضعه في مرمي الكثير من النيران و ستتم معاقبته و إرساله لمعسكرات (إعادة التأهيل ) التي كان يعلم تماماً كيف تقوم بتأهيل الثوار و كيف يخرجون منها و هم يعبرون عن سعادتهم بسبب تمكنهم من تقديم الكفارة عن أخطائهم في حق الثورة.كان علي كل سجين أن يعلن عن قناعته بالعقوبة التي حصل عليها و في أحيان كثيرة العقوبة و التهمة معاً فالثورة ترتب لك كل شيء.
    كانت مفردة السجن هي أقل المفردات إستخداماً فقد كانت كل جماعة من ثلاثة تستخدم مفردة أخري ترمز له تحاشياً للمشاكل.
    أقام منتسبو التنظيم مجتمعاً موازياً بلغة موازية كانت فيها عشرات المفردات ترمز للقيادة و للأشخاص و لكل شيء فقد كان القهر يجبر الجميع علي ابتداع الوسائل في التكيف عليه و التأقلم معه.
    وضع الشيخ عمر خطته و أمر بالإعداد لمؤتمر من أجل إنتخاب قيادة جديدة و كان يتابع من بعيد مرسلاً الإشارات إلي أنه سيقدم إستقالته خلال هذا المؤتمر و في اليوم الأول جاء للقاعة و رشح نفسه للرئاسة و دمر جميع المخططات.
    قرر الشيخ عمر الإستفادة من عباءة الرئاسة و الخروج بجلده فذهب إلي الخرطوم هارباً فيما أعاد سيارة التنظيم و هاتف الثريا و غيرها من الممتلكات حتي لا تصبح سبة فيه.
    ربما أدرك الشيخ عمر بإطلاعاته الواسعة أن الأمور تفلت من يديه لصالح الرجل ذو المؤهل الغامض فحاول أن يحتفظ بخطوط مفتوحة مع موسي فأرسل له خطاباً كال فيه المديح للرجل و التنظيم الذي قدم له الكثير و " مكنه من ركوب الطائرات" لكن الشيخ عمر سيبقي طويلاً في انتظار الرد ريثما يترجم خطابه للتغرينية!.
    إختلط حابل التجمع الوطني الديمقراطي (البائس ) بنابله بعد فرار عضو هيئة قيادته و اشتعلت بورصة التكهنات حول من سيخلفه و إستقر الأمر علي شخصين إما الأستاذ فكي علي محمد أوهاج الذي يحظي بتأييد الغالبية من منتسبي التنظيم لعدة أسباب و الأستاذ عبدالله كنة لرمزيته و معرفته و تجربته لكن الأصدقاء فيما يبدو كان لهم رأي آخر .
    لم يطب المقام بالشيخ عمر في السودان فقفل راجعاً بعد حوالي الشهرين فخسر بذلك حكومة الجبهة الإسلامية و لم يكسب حكومة الجبهة الشعبية.
    بقي في السجن لوقت قصير ثم أطلق سراحه بل و منح سيارة و حراسة خاصة و كان موسي يشك في أن الرجل يحمل معه سراً هاتف ثريا و رصد من أجل ذلك العيون.
    كان إطلاق سراح الشيخ عمر هو سجن له بشكل آخر فقد كان الجميع يدرك أن الرجل لن يغامر بالعودة للسودان و في ذمته مليارات الجنيهات ثمن السيارات و الأموال التي هرب بها و قد فتحت بلاغات جنائية في مواجهته و لم يكن أحد يفكر في أن الشيخ عمر سيأوي من جديد إلي همشكوريب بعد أن هرب من الشيخ سليمان علي بيتاي الذي وصفه بالخيانة في تصريح صحفي.
    ظل موسي رهن سجن اخر يحبس فيه نفسه فقد كان يقضي غالب يومه محبوساُ يترصد أخبار السجناء و الطلقاء و حين يأتي الليل كان يأوي إلي فراش مفاجيء بأذن تطن من الأخبار الكاذبة . كان الكثيرون يعرفون أن التقرب من الرجل مرهون بنقل الوشايات له و حين لا تكون هناك ثمة وشاية حقيقية فإن حاجة الرجل الملحة لها تتطلب الإختراع و هكذا كان البعض يزيد من القيود حول الرجل بمزيد من الغزول الواهية. منذ متي تحاصرني و تحبس في نفسك ، تساءل محمود درويش مرة.
    في الشهور الأولي لإنتخابنا في اللجنة المركزية جاءني موسي بنبأ ، كانت ظهيرة مشئومة عرفتها بمجرد دخول الرجل باتجاه الصالة الرئيسية في منزل الرئيس الشيخ عمر الذي احتفظت فيه لنفسي بغرفة.
    لم يكن الشيخ موجوداً حينها و كان موسي في شغل شاغل يقلب بصره في المكان كله كثعلب مذعور . سألني عن مكان الشيخ فأجبته الإجابة المعتادة " لا أعرف" . قال : " الشباب في قسم الإتصالات أيضاً لا يعرفون ، لا أحد يعرف مكان الرجل و نحن نريده ".
    رددت عليه بنظرة مصطنع اليأس فيها يقول معناها " لا أستطيع مساعدتك" . صمت لبرهة ثم قال لي هل تعرف شخصاً من بورتسودان إسمه الأمين مصطفي . تبادر في ذهني علي التو إسم مصدر المواشي المعروف لكن عند التعامل مع موسي ينبغي الحذر فموسي يأتي بالشرور .
    سألته أن يعطيني مزيداً من التوضيحات
    - تاجر مواشي .
    نعم .
    - هل هو جبهجي؟
    لا و ليست له أي علاقة بالسياسة ، لكن ما الأمر؟
    - لدينا معلومات أن لديه أبقار دخلت إلي المنطقة و نريد ( أخذها ) أي مصادرتها.
    إياكم ان تفعلوا ذلك فالرجل عظيم في أهله و هو من وجوه سنكات المعروفة في كل صيف مذ كنا أطفالاً و ستحرج التنظيم أي عملية من هذا النوع و .. و ...
    - خلاص ، أرجو أن يظل حديثنا هذا سراً بيننا.
    في المرة السابقة كانت الأبقار ( التي صادرتها الثورة ) مملوكة للسيد / كمال سيد أحمد الذي قيل لنا إنه (جبهجي ) و إنه يعمل محافظاً للقلابات . الحق أن لا أحد أعرب عن أسفه لتلك الحادثة و الكثيرون إعتبروها تحصيلاً عادياً لضريبة مستحقة و ساعد علي ذلك أن السيد سيد أحمد لم يكلف نفسه عناء السؤال عن هذا المال.
    ذهب موسي عني لكن بعد ساعات سرت الشائعات أن التنظيم إستولي علي ابقار تابعة (لواحد جبهجي) من بورتسودان.
    للحقيقة تداولنا في الأمر و اعترض علي العملية عدة إخوة سأذكرهم و لا أدري إذا كان يسوءهم ان أذكر اسماءهم لكن في تقديري هذا الموقف مشرف و ليس فيه ما يعيب . عبدالله كنة و محمد هيكل و حسن جعفر شاركوني الإعتراض و أوضحنا جميعاً إننا كأفراد سنشعر قطعاً بالعجز إذا جاء أصحاب هذا المال للسؤال عنه و كنا ندرك أنهم سيفعلون فلم نعهد من أصحاب الحقوق أن يتخلوا عنها بهذه السهولة.
    إجتمعنا كلجنة مركزية و تداولنا في الأمر علي ضوء مذكرة و إحتجاج من الأستاذ عمر عيسي المقيم بالولايات المتحدة و الذي أفادنا بأن السيد / الأمين مصطفي قد توفي إلي رحمة مولاه و إن هذه الأبقار تخص الآن ورثته الكرام. و لم يكف رفيقنا الراحل الدكتور الحسن مصطفي عن الضغط عبر المذكرات و المحادثات الهاتفية من أجل إعادة الأبقار سالمة إلي أهلها.
    طرح الشيخ عمر الأمر فتحدث الأخوة معترضين علي الأمر ( وهذا الكلام موثق في دفتر الإجتماعات ذو الغلاف الجلدي الأسود و بخط يدي ) و أوضحوا إن هذه العملية تضر بالتنظيم . قاطع الشيخ عمر المتحدثين متسائلاً عن لماذا لم نوفر هذه النصيحة لموسي حين خطط لهذه العملية فأوضحت له إنني فعلت في هذه الصالة و طلبت من موسي البعد تماماً عن ممتلكات هذا الرجل و سأل واحد عما إذا كان بإمكان موسي ان يستولي علي أبقار مواطن من همشكوريب مثلاً.
    عند هذا الحد أوقف الشيخ عمر التداول حول الموضوع طالباً منحه تفويضاً للتعامل مع الأمر برمته و كان واضحاً إنه يريد حفظ ماء وجه الرجل الذي كان يخدمه ( بعيونه).
    لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قدم إلي إرتريا وفد بقيادة السيد / أحمد إيرة و السيد / أبوفاطمة دايتك و هما من وجهاء بورتسودان المعروفين و التقوا بالإرتريين و ببعض الزملاء من اللجنة المركزية لمؤتمر البجا في حين كنت أنا في أسمرا و حين عدت علمت إن الرجلين فشلا في مهمتها و أسر إلي صديق إن الرجلين تسرب إليهما خبر خطة كانت تهدف لإعتقالهما فتفاديا كل هذا العناء.
    بعد شهور سأكتشف إن رعاة البقر ظلوا في السجن منذ الإستيلاء علي ما كانوا يقومون برعيه.
    لست أدري شيئاً عن الترتيبات التي تمت بهذا الشان لكني أحسب أن السيد (مساعد الرئيس) لا بد أن لديه خطة لمعالجة مثل هذه القضايا و التكفير عن أخطائه الشخصية عبر عصا المنصب أو ذهبه و تعويض ذوي المظالم حتي دون محاسبة الجناة فأن تفعل شيئاً خير من ألا تفعل علي الإطلاق.
    لعله تبين مما ذكرت أن السيد موسي يتحمل بنسبة عالية مسئولية تلك العملية و لكن ماذا عن العمليات التي لم يقم بالتخطيط لها رغم وجوده علي رأس هيئة الأركان مثل عمليات ضرب خطوط نقل النفط التي أثارت جدلاً كبيراً و لفتت الأنظار إلي خطورة عمليات الإستنزاف التي يمكن أن تقوم بها مفارز قليلة العدد .
    كانت قلة منا تعرف مواعيد العمليات و بالرغم من إن تلك العمليات لم تستثمر إعلامياً علي الوجه المطلوب و كان هذا محل إعتراض العديد منا بإعتبار إن غياب الإسناد السياسي و الإعلامي يحول عمليات هائلة مثل هذه إلي اعمال تخريب تقوم بها عصابات.
    كانت العمليات ذا أثر موجع علي الحكومة حتي إنني أذكر أن الحكومة و علي لسان وزير الخارجية (حينذاك) مصطفي عثمان إسماعيل عبرت عن إستعدادها للتفاوض مع مؤتمر البجا إذ اشار إسماعيل إلي أن الحكومة ليس لديها مانع من التفاوض مع (فكي بتاع البجا) و كان الوزير يشير إلي الأخ / فكي علي محمد أوهاج الذي تحدث عن العملية لقناة الجزيرة في قطر.
    تأخر تنفيذ العملية الثالثة و لم يكن الشيخ عمر موجوداً فيما كان الشباب الذين تولوا تنفيذ العملية قد وصلوا إلي المدي الذي يمنع فيه إستخدام وسائل الإتصالات خشية الرصد. وصل موسي من إحدي أسفاره فسألته عما إذا كانت لديه معلومات عن الرفاق و عن اسباب تأخر تنفيذ العملية و هل هناك أي مؤشرات عن تعرضهم لمكروه –معاذ الله- فرد عليَ إنهم بخير . ألحيت عليه فطلب من أحد الرفاق الحراس بناً ( نعم حبات من البن الذي تصنع منه القهوة).
    لم اكن اعرف كيف يريد السيد رئيس هيئة الأركان التعرف علي وضع الرفاق المقاتلين بواسطة حبات البن لكنه أفحمني بسهولة إذ إحتسب لنفسه عدة حبات ( قدرت إنها ثلاث و ثلاثين) إنتقي منها مجموعة عدها ثم كرر العملية ثلاث مرات و قال لي إنهم سينفذون العملية و سيعودون بخير.
    لم يكن الرجل قارئاً للكف أو محتالاً بلدياً يحاول كسب عيشه بطريقة مبتكرة و لكنه كان قيادياً تنظيمياً و ثائراً و عرفت بلا شك طريقة إدارة السيد رئيس الأركان للمعركة ضد الحكومة .
    الإحتيال عن طريق (الخيرة) ليس بهذه السهولة فهو يتطلب مظهراً متديناً و صلوات متباهية أكثر منها تقية و لم يكن باستطاعة موسي جلب شكوك ( الأصدقاء ) نحوه بادعاء التدين لذا فقد إحتال علي بخيرته البائسة تلك دون مؤهلات شأنه مع كل الوظائف التي وضعته (القسمة العمياء ) عليها.
    شخص بهذا القدر من التناقض لا بد ان يكون موسوساً و مصاباً بالهواجس و في هذا قصة. فقد كان علي تواضع حصته من المعرفة ميال إلي إستخدام بعض الكلمات الكبيرة التي يقتنصها في تسمعه لأحاديث البعض مثل عبارة (آراؤنا متباينة) التي كان يقصد بها إن آراءنا متطابقة و غير ذلك لكن هذا ليس من النواقص فمن الشطط ان نطلب من الجميع أن يكونوا عارفين باللغة العربية و قد رأينا في تهافت العوام علي تسمية أحزابهم السياسية - في زماننا هذا -أن يخطأوا في العنوان .
    تخرجت إحدي الدفعات قليلة العدد من الجيش و أحسب أنها الدفعة العاشرة أو الثانية عشرة فكلف الشيخ عمر (موسي ) برئاسة حفل التخرج و كتب له أحدهم (وكان رفيقاً متباهياً و عاجزاً) خطاباً باللغة العربية علي ورقة كراس مسطرة عرضها عليَ فلم أجر عليها شيئاً.
    تولي تقديم الحفل صديقنا العزيز علي بدري الذي كان شاعراً و كاتباً و اديباً عارفاً فقدم موسي الذي ألقي كلمته البائسة ثم عقب عليه علي بدري بعباراته الأدبية المنتقاة و واصل تقديم فقرات الحفل.
    غضب موسي و أسر إلي إن علي بدري أراد إحراجه و الظهور أمام الناس بأنه اعرف باللغة العربية و إنه أكثر تعليماً منه.
    إذن كان مطلوباً من علي أن يخطيء في حديثه و أن يظهر العي و الحصر حتي يظهر السيد موسي في ثوب العارف.
    لا علينا فقد سئم علي كما سئم غيره و غادر إلي أهله دون غنيمة و دونما وداع و هو الذي كتب أشعاره الرائعة باللغة العربية الفصحي و بعامية أهل شمال السودان و أذكر أن قصيدته الرائعة ( شرق السودان يا بلادي ) التي قام بتلحينها أحد الشباب و صارت إحدي الملاحم قد تعرضت للتحريف بسبب السيد موسي فقد كان يقول في أحد (كوبليهاتها ) :
    المؤتمر دة مظلة
    و انحنا حالفين والله
    فوق الخلوق نتعلي
    شرق السودان يا بلادي.
    قام أحد الشباب من الخبثاء و حرفها من سجنه ( المؤتمر دة مذلة ، عوضاً عن مظلة) .
                  

10-13-2007, 03:52 PM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاشم نوريت .... هذه شهادة ادروب فماذا انت قائل؟ (Re: ابراهيم عدلان)





    Eritrea In The Sudan's Presidential Palace


    unauthorized profile of the Eastern Front’s Chairman 1-3

    At approximately 3:00 PM , Friday the 24th January 1997, the British-made Bedford truck which was transporting us stopped firmly in the middle of no where. The driver pointed to the Eastern side and said: the Sudanese troops are camping there, do your best to avoid them. A couple of years later Ohaj Idriss , the smartest bloke ever didn't follow that advise and sadly paid the highest price only two months after his marriage.
    The driver then pointed directly towards the sun and cheerfully declared "there are the Eritrean migration officers who are always nice and kind”.
    Later that evening I will show them my Red Cross ID card and accordingly they would allow me in. What a marvelous euphoric hour.
    Hassan Jaafar and I took a deep glance at each other's chin curtain Beard, carried our red bag & started the arduous marathon towards the sun with the help of an expert leader.
    I felt the unbearable weight of the bag and suggested 'let us through this big book". Stubborn as ever Hassan looked and said "this is an Islamic reference book, just keep It". We threw nothing of the heavy books and read none of them later.
    In that very day, the world was busy and hasn’t had the luxury to record our great escape. Politicians and commentators where following the new UN Secretary General Kofi Anan who continued to inject the international media with his plans to reform the old international organization.
    In the Holy See there was His Holiness John Paul 2nd the late Pope heading a meeting of the Pontifical Council of family. In his speech the pontiff asked his followers to "Let these men and women know that the Church loves them, that she is not far from them and suffers because of their situation. The divorced and remarried are and remain her members, because they have received Baptism and retain their Christian faith”. This was the head of the Catholic Church famous of not allowing followers to divorce and consequently remarry.
    No compassion for us. Defeated Hassan and I were forced to leave an expelling one million square miles, what a shame!.
    In other places people are talking about everything but us.
    Nothing is newsworthy, the leftist democracy now radio declares "Since this was a special broadcast, there were no headlines. http://verbal.democracynow.org/1997/1/24/headlines
    At that time our expert leader was telling us –truthfully- about beautiful Eritrea & very modest Eritreans. This country is (mocratic) country, he stated .Here you can do whatever you want, he explained the meaning of (Democracy).
    A moment after our arrival at the Immigration checkpoint, the kind expert left us to the unknown in his hurry to enjoy the vibrant (mocracy).
    What a happy ending, what a lovely start. We are in Germaica now. We can participate now in the battle against Turabi, against NIF, against Sharia without being held accountable for that. No one told us that this is the bottom line & anything else is not allowed .Someone called Musa will always be there to make sure that this bottom line is strictly followed.
    In Germaika I was exposed for the first time to the Beja Congress literature ; a well-written little bible describing the Beja ethnicity as vulnerable hungry people forced to chase the world's train for a piece of bread, a newsletter acrimoniously attacking the government for allocating a huge agricultural land to Sheikh Osama Bin Laden who will head later a bloody cell responsible for killing hundreds of thousands of people around the globe and a poor statement written in a terminology borrowed from the sports hooligans slogans .
    We will move to Melobeir where we will meet all the members of the so-called (Leadership) who were attending an assembly titled (the Deliberation Conference). Everyone there was talking to us in an ostentatious business-like manner. They were tugging and hiding the notebooks of the training course of cadres they are attending.
    A year later I will be forced to attend a similar course where I had to learn that Che Guivara was a Bolivian citizen.
    With a group of friends I will be disciplined for not attending and downgrading the lessons.
    I met with the Head of the organization Sheikh Taha Ahmed Taha to discover from the very first sight that the modest cross-legged sitting man is in his unfortunate circumstances and he is absolutely in the wrong place.
    I advised my friend to deal directly with Amin Shingerai who was obviously playing an expanding role in a large ground .
    Until then I don't remember that I met with Musa Mohamed Ahmed. This could have happened for two reasons; one is that I really didn't meet him as he could have been as usual with the FRIENDS (the Eritrean Intelligence agents) or he didn't make his way to my memory because of his vacuous soul.
    That conference came up with a ten man leadership who shared a great deal of paranoia & skepticism in general. Many of the members will call them the skeptical leadership al-qeiada almustariba in paronomasia with the name al-qeiada almarqazeia which means the Central Leadership.
    In that junta Musa seized the position of the head of intelligence & security which was vacated by Sheikh Omer's promotion to the top job.
    The first day I saw Musa was in a friends hut. The friend gave me a book by Roger Garodi, he spoke with me about different topics and told me –while squeezing in some swearing words- that Mao had accused the Soviet of misrepresentation of the Marxism. He egotistically elaborated that Hassan el-Turabi's thoughts are epistemologically corrupt and he would be defeated in all battlefields.
    The friend was reading an English novel titled (Savage Spring) and keeping in a nearby cartoon the Tony Morrison's (The Bluest Eyes).
    With an apparent cheer Musa came in. He talked to us about their plans, the revolution and the future of the Beja Congress while his scattered looks were recording everything around the hut and disseminate a sense of instability.
    He told us about his combating endeavours during his allegedly studying in Kassala High School. Nobody but him told me about his days at that school.
    He mentioned that he was a prodigy student who forced his school to skip him two classes, a move allowed him to finish the primary school in four years rather than six, he said.
    From my future encounters with Musa, I will easily notice that nothing is supporting these allegations and the man's successful journey at school is simply unsubstantiated and not more than a cheerful hallucination.
    Our hosting friend bootlicked Musa by describing him as an obvious Beja genius .I sticked to my silence and less than two years later our hospitable host will pay a high price for his gratuitous adulation.
    That was my first ever encounter with the man from whom a lot of sincere friends had warned me describing him as perfidious, cruel, Eritreans hand & ear. The sincere friends told me to keep my views for myself "this is a revolution not a symposium".
    Musa who later took the honorary nickname of (The Leader) was widely known in the Army as the man who escaped the honour of the first confrontation with the NIF enemy in Gedmayeb. The widely circulated rumour says that before the start of the fight he walked back some 70 Kms to Melobeir. At the time of fire he was safe & sound sitting at the Eritrean intelligence headquarters with a list of army needs. To save all other words I can safely say that Musa had never attended nor participated in any military fight operation and he had the Leader’s nickname for other reasons apart from the credentials required for this very name.
    I didn't spend much time to discover that Musa is indispensable man because he is the master of doing things that everybody would instinctively refuse.
    Early in 1999 and under the command of Musa we visited the man who hosted my first meeting with him in the prison. He was there for 9 months with a big group of comrades charged with orchestrating a mutiny & conspiring to stage a coup against the leadership.
    The story of the man says that under the direct orders of Musa the friend was instructed to dig a dungeon, roof it with woods, grass & earth and share it with a mentally impaired colleague who was imprisoned for fatally shooting another comrade.
    The man told us about the snake bites he received in his dungeon. All others told me about the torture they endured in their dungeons.
    In his tragic prison the man was calm, strong and absolutely composed. He was full with the feeling that inhabits the victims in front of their torturers and stranglers.
    He thanked me for sending him a photocopied version of Isabelle Allende's (Paula). He told me that it was read by all literate inmates.
    In that visit we had a very anomalous instructions; who ever confess to the charges laid on him and declare remorse could be released, other who deny the accusation should remain there indefinitely.
    The friend refused to confess and maintained his belief in his innocence. He defiantly expressed his willingness to face whatever happens to him. I asked Musa to allow me talk to him in private and he gave me the nod.
    I bluntly explained the game rules for him; who ever signs Musa's paper will walk a free man, others will stay here. I explained to him that I sympathize with him and understand the unbearable time he went through but this is the utmost that I could offer; to set him free.
    He signed the paper but refused Musa's appeal to him to forgive his torturers. He made it clear that he will not retaliate but he is a believer and he will be waiting for his Almighty's justice.
    Under Musa's command the prison became one of the most functioning departments. Comrades developed the habit of not asking about absent friends because they might be detained and any expression of acquaintance with them might have dangerous consequences.
    We learned that prisoners are not allowed to wear shoes, drink coffee or sometimes get their essential needs.
    During the rainfalls, prisoners prefer to stay the entire course directly under the sky to avoid snakes & scorpions in their dungeons.
    Musa never had a hut, never had a schedule for traveling, never acted in a regular manner but always moved with a group of guards on the pretext of transporting them from a station to another.
    He absolutely knew that the kind of work he is doing would make him a person of interest for many.
    Every member of the leadership was entitled to keep his work undertakings a secret from others including his papers, travel routes & missions. Chairman Sheikh Omer was happy with that as it shows him to be the only person who knows everything about everything. Ironically all leaders were calling this the cloudiness or ad-dababiya .Some of them would tell you that they spent a couple of nice holidays in Tesanai or Agurdat under the shadows of the cloudiness. In that atmosphere Musa was no exception, he was a pioneer of the cloudiness who was determined to catch the ultimate goal for his masters while keeping safeguards around his neck.
    This kind of work –I assume – is not easy and would mark anybody's soul with scars that would haunt the carrying corpse every now and then.
    In fact Musa was a master of exploiting the cloudiness. Sometimes he would come from an ambiguous trip carrying clothes of martyred friends to be washed from the blood like the day he brought Mohamed Adartak & Omer Kadugli's clothes.
    Although they were killed in an unfortunate circumstances by a friendly fire but I was completely dissatisfied with Musa handling the matter with his (eternal friends). I drove to Ribda and had a very tense discussion with the Eritrean Friend in charge at the time Mr. Adonai in the presence of Comrade Tahir Mahmoud ( Member of Legislative Council-MLA of el-Gedarif State). When I was dissatisfied again I drove to Haikota to see Sheikh Omer in his hide where he was attending a special kind of training. Sheikh Omer sent me to Asmara & later conceded to me that he wanted me out of the area when he saw me deeply affected by the loss of the men one of them has been described by former Chairman Sheikh Taha as a Golden Man.
    Sheikh Taha himself was one of the first to discover Musa's friendship with the friends. The alleged story tells that Musa was accompanying Sheikh Taha to a meeting with the friend when the debate turned highly wrought and tense. When he insisted not to back down from where he was standing and proved to appear more furious Sheikh Taha found himself restrained with both his arms behind his back by his own man.
    A former leader of Beja Congress told me that he recruited Musa from a Melobeir Coffee Shop where he was living as a full resident.
    Directly after the signature of ESPA in Asmara in 14/10/2006 he told al-Sudani daily correspondent Abdul Gadir Bakash with some other fandangle that he was born in Hamoshkoreib. He couldn't tell the experienced Hadendwa tribes man ( Bakash ) that he was born in Tendelai village as he used to claim in the past. In the same interview Musa told Bakash that he studied in Wagar village high school.
    http://www.baniamer.net/bnews/oct22-50600.html
    Many may know that there was no high school in Wagar at the time he was studying!
    Chairman Sheikh Omer was keen to keep Musa by his side for a kind of work that no one could do better; imprisoning and terrorize opponents, collect news from within the members and circulate rumours. Something no one could be proud of concealing to have been doing.
    In a recent interview with the Australian ABC television, the visiting US Secretary of State Condoleezza Rice described the relationship between her President Bush & the Australian Prime Minister Howard as a kind of relationships that people would build in trenches. No one could be more precise to describe an intimate and friendly relationship but apparently this is not the kind of relations that Musa had built with his comrades in the trenches if any.
    Later in 1997 the Government launched a conventional offensive in Southern Red Sea where the grave violations of human rights & war crimes committed would haunt many of the local people in that area. Before the start of the looming world cup the NDA forces including the SPLA were in retreat to stand in the borders tape in Garora.
    The Beja Congress assigned Musa to supervise the evacuation of the troops and supporters to save them from the imminent retaliation from the government.
    Instead of coming to Garora Musa maintained to stay with the friends in the Eritrean part of Garora. He started the dirty work of collecting news & circulating rumours to cut short any ambitions of a potential or an aspirant leader.
    Using the pretext of helping troops in building new houses he stayed all the time around comrade Waldo, the nicest man in the area and the Eritrean Army Intelligence man trying to persuade him to writting damning reports about the Beja Congress leaders.
    At last the letter was written recommending imprisonment of some but the Intelligence didn't like it and didn't act accordingly leaving Musa with the only resort of circulating rumours.
    Those days Garora resembled a ghost village. 9,000 persons displaced and took refuge in Eritrea.
    To be continued…
                  

10-14-2007, 03:38 AM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاشم نوريت .... هذه شهادة ادروب فماذا انت قائل؟ (Re: ابراهيم عدلان)

    +
                  

10-14-2007, 04:58 PM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاشم نوريت .... هذه شهادة ادروب فماذا انت قائل؟ (Re: ابراهيم عدلان)

    في انتظار السيد نوريت
                  

10-14-2007, 05:05 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاشم نوريت .... هذه شهادة ادروب فماذا انت قائل؟ (Re: ابراهيم عدلان)

    الشقيق ابراهيم
    كل عام وانتم بخير


    هاشم هــــــرب




    تحياتى
                  

10-14-2007, 05:20 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاشم نوريت .... هذه شهادة ادروب فماذا انت قائل؟ (Re: هشام مدنى)

    عدلان
    دبايوا
    لم ار البوست الا الان واشكرك عليه ولكن هلا اجملت لنا ما تريد قوله غير هذا الثرد الطويل ...
    وكما تعلم كل انسان ينظر لاحداث ما حسب منطلقاتهم ورؤاه الخاصة وهنالك عدسات لا تعرف التحريف وتلطقت الصورة كما هى ولكن ان اجملت لى ما تريد معرفته انت لكفيتك الدفاع عن وطنية تجار الدين وعملاء الخديوية وبقايا الاستعمار البرطانى لا اعادهم الله علينا ...
                  

10-14-2007, 05:24 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاشم نوريت .... هذه شهادة ادروب فماذا انت قائل؟ (Re: هشام مدنى)

    هشام مدنى
    دبايوا
    كل سنة وانت والاسرة بخير............

    Quote: هاشم هــــــرب

    الهربو هم المفتفتين خارج السودان فى المنافى وعدادهم رامى داخل السودان من اموال وصدقات الغلابة حتى انهم لا يختشوا تجار الدين هؤلاء .................
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de