شاذلي جيفارا إفريقيا ـ عبدالله ود البيه ـ حكايات عن شاذلي وجيفارا..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 06:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-09-2007, 08:19 PM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شاذلي جيفارا إفريقيا ـ عبدالله ود البيه ـ حكايات عن شاذلي وجيفارا..

    حكاية بقلم عبدالله ودالبيه وقد سبق وان اعاد نشرها هنا الاخ ابوساندرا
    نعيد نشرها بمناسبة مرور اربعين عام على رحيل جيفارا... ولنا عودة
    حول الحكاية:



    "شاذلي" تلميذ"جيفارا" وصديق "كارلوس"الحميم

    عبدالله ود البيه


    فيض من الغبطة والحبور ظل ينتابني وأنا في طريقي لمقابلة "شاذلي" في عصر يوم حار من صيف "جدة" الفائظ, وبدأت تتزاحم في مخيلتي اْطياف رؤى قديمة غابرة للقاءات أخوية ممتعة جمعتنا سويا قبل زمن سحيق غائر بمدينة "زغرب" عاصمة جمهورية "كرواتيا" اليوغسلافية. أتراه مازال ذلك "الشاذلي" الذي يتدفق حيوية ونباهة وشهامة وكرما ورجولة وعفوية وتهورا ونزقا واندفاعاً وتمردا؟ بوتقة من نزوات متلاطمة ما انفكت تصطرع في ثنايا دخيلته.

    لن أنسى ما نسيت تلك الأمسية الشاحبة يوم كنا بمقهى "دوبرفنيك" العتيق الذي يطل بخيلاء علي ميدان "تيتو" القابع بكبد المدينة , نتأنس ونحتسي ما طاب لنا من الجعة الطازجة المثلجة وإذا به فجاءة يباغتني سائلا (ماذا تظن سيحدث لو هشمت بقارورة فارغة ذاك الحاجز الزجاجي الملون) وطالعته بنظرة ساهمة وأجبته على السجية (لا شىء ياعزيزي سوى اتك ستحجز وترغم على دفع قيمته الباهظة إذ انه من النوع البلوري الشفاف) ولم يدعني اكمل استطرادي ووقف منتصبا بقامته الصلده ودار بالقنينة كرامي القرص الماهر الضليع وأرسلها كالقذيفة الصاروخية نحو حائط الزجاج الممتد أحدثت عند ارتطامها به صوتا رنانا ودويا عاليا تناثرت على أثره أشلاء الزجاج وملأت حبيباته المتفتفته أرضية المقهى , مما اضطر مدير القاعة وهو يمور حنقا وغضبا لأخذ جواز سفره لحين اكتمال سداد المبلغ المطلوب , متغاضيا بعد توسل منا ورجاء عن إبلاغ الشرطة السياحية , وكتبت آنذاك بايحاء منه رسالة مطولة لوالده , رجل السلك الإداري المرموق بالسودان , شارحا له بأسلوب رقيق تفاصيل ما حدث حيث استجاب دونما تماطل أو تأنى وقام بتحويل جملة المبلغ الكبير.

    ولا أنسى كذلك نادرة أخرى لا تقل رعونة عن سابقتها , اقترفها "شاذلي" دون أي دافع أو مبرر , إذ أصر وهو في لحظة عنت وتيه وصلف علي الإقامة بغرفة في فندق "أسبلانادا الكبير" أرقى فنادق المدينة وابهظها سعرا على الإطلاق , مداوما على طلب وجباته اليومية بداخلها , ودعوه الرفاق والأحبة بحلول المساء لقضاء الساعات الزاهية معه بشرفتها , كل هذا وهو يدري تماماً بأنه مفلسا وليس بحوذته ما يعين من دراهم أو رصيد , حيث أجبرت مرة أخرى, ولكي أجنبه الزج فى غياهب الإيداع الطويل, أن أخاطب والده من قبل وقوع الواقعة, وقد استجاب علي الفور وأرسل مبرقا ما يكفي لسداد إيصال ضخم القيمة يعج بكم من الأرقام طويل.
    طرقت الباب, واطل "شاذلي" بطلعته تلك الودودة السحنات, تعانقنا عناقا طويلا ساخنا تخللته غصات وزفرات , لقد كست ملامح وجهه مسحة حزن باهتة وخبا بريق نظراته المشعة ومال جسمه إلى النحافة والضمور, غير أن لسانه مابرح بلهج مرحبا بقدومي ومقدرا اصراري على لقياه ورؤيته ومعرفة ما اعتراه من حال وأحوال , وبين اصفائي لسيل كلماته الدافق وتحديقي في الأشياء المبعثرة بأرجاء غرفته الصغيرة , كانت نظراتي قد شدت دون أرادة مني إلى صورة كبيرة ذات إطار ذهبي منمق قد علقت في وسط الجدار الأمامي وقاطعته قائلا (هذه صورتك لامراء أيام النضره والرونق والشباب ومن هذا الذي بجوارك... اعتقد إنني اعرفه ... نعم لقد رايته حتما من قبل ... يالهي انه...) والتقط "شاذلي" الحديث وقال بنبرة واضحة (نعم انه "كارلوس" ... "كارلوس" الإنسان "كارلوس" المناضل وليس كما ينعتونه ألان بالإرهابي البشع) وحدجته مندهشا (ولكن أين التقيت به؟) وقاطعني مكملا (هذه قصة طويلة وأنت على علم ببدايتها) وصحت مستفسرا (أنا!! وكيف كان ذلك؟) فقال متأنيا بعد أن رشف جرعة من كوب الشاي الأخضر (أتذكر يوم دخلت عليك في غرفتك بداخلية"شارنقرادسكا" ذلك الصباح الشتوي الباكر ومعي زميلي "فرجيليو" العملاق الكوبي الأسود وطلبت منك بعد أن أطلعتك على تاشيرة دخولي وتذكرة سفرى إلي كوبا أن تكتب لوالدي بعد مغادرتي وتخبره بأنني قد تحصلت على منحة للدراسة الجامعية المجانية بجامعة "هافانا" ) وأجبته مندفعا (بلى اذكر تلك اللحظة جيدا,واذكر كذلك بل واحفظ عن ظهر قلب فحوى العبارة التي كتبها لي والدك وقولته(( معذرة فقد أتعبكم "شاذلي" وأنهكنا وأخيرا استقر به المقام في قمة بركان ملتهب يسمى كوبا, ولا نملك نحن من جانبنا سوى أن ندعو له ولكم بالنجاح والسداد ودوام العافية)).

    واصل "شاذلي" حديثه متنهدا ( وهناك في كوبأ, بعد أن حذفت اللغة الأسبانية انتظمت بجامعة "هافانا" كأول طالب يأتي إليها من رحم أفريقيا ليفض بكارة مدرجاتها صادقت الجميع وتعرفت على "كاسترو" شخصيا وتشرفت كثيرا بالجلوس معه في حديقة منزله المتواضع, كان يدعوني مع زمرة الدبلوماسيين المعتمدين لدى بلاده في حفلات الدولة الرسمية, وكنت دائما ولاحساس ما افضل الجلوس جوار صديقه ووزير صناعته وطبيبه الخاص "تشي جيفارا" متعمدا محاورته وإطالة الحديث معه حتى توطدت بيننا الوشائج وبلغت ذروتها عندما دعاني لمرافقته في رحلة خلوية يمارس فيها هوايته بجمع الأنواع النادرة من فصيلة الورل البري وسحالي السمندل المبرقعة الألوان وكانت بصحبتنا عندئذ طفلته الصغيرة "أليدا" وفتى مليح الهيئة ثاقب النظرة مفتول الساعدين يدعى "كارلوس") واطرق "شاذلي" ريثما يرتشف جرعة أخرى من الشاي ورمقني محدجا ثم واصل (لقد أعجبت "بكارلوس" منذ الوهلة الأولى ووجدته رغم يفاعته متحدثا لبقا وعلى قدر كبير من الثقافة والدراية والإلمام , وفوق ذلك طيعا(متغانيا فى خدمة أستاذه "جيفارا" لايالو تأدبا وانصياعا واستكانة في حضرته كما النآسك المغولي في محراب بوذا الإله) والتفت "شاذلي" نحوي فوجدني ماخوذا ومنصتا فابتسم وقال (كان "جيفارا" يهيء الفرص ويخلق المناسبات ليجمعني مع "كارولوس" حيث ألحقنا سويا بفرقة "الكومندانتا" التي تناصر وتعاضد حركات التحرر التقدمية بكافة بلدان العالم وتتخذ من حرب العصابات وسيلة مباشرة لدك أنظمة الحكم الدكتاتوري المتسلط أينما كان , فالفرقة قد اْنشئها "جيفارا" بمسقط راسه في الأرجنتين إذ دعم وساند عن طريقها يوما رئيس جواتيمالا " جاكوبو اريبتر" وتعاهد بعدئذ مع "فيدل كاسترو" عندما التقاه لأول مرة بالمكسيك على تخلبص كوبا من حاكمها البغيض "فولجينسيو باتيستا").


    تنهد "شاذلي" واجتر نفسا عميقا وواصل حديثه بنبره مفعمة (لقد كان بيت "كارلوس" وعائلته ملاذا لي عندما يفتك بي الحنين وأحس بشوق عارم لأهلي وعشيرتي الذين ابعد عنهم بعشرات الألوف من الفراسخ والأميال , وحينما تعتريني لحظات الضعف المضنية وتمزقني إربا إربا أجد "كارلوس" بجواري يشد من أزرى ويقوي عزيمتي ويزيح الوهن والكلل عن عاتقي , وقد قدمني مرة في حفل عيد ميلاده في محاولة منه لغرس بذور الحب والتتيم والهيام بأوصالي إلى بنت عمته "جبراييلا" ذات الحسن الامازوني الصارخ علها تبعد شبح الوحدة وتزيل الملل عني وقد نجحت عندما غمرتني بعاطفة طافحة واحتوتني بحب جارف وروت بأنوثتها المتفجرة شبقي وغليلي, وكدت أن ارتبط بها رباطا مقدسا لولا إنني رافقت القائد "جيفارا" في مهمة عمل ثوريه إلى أحراش الكنغو دامت شهورا عدت بعدها . وشرقت بالدمع الغزير عندما علمت بموت "جبرابيلا" اثر إصابتها بداء عضال وجنيني يلهث داخل أحشائها).

    صمت "شاذلي" برهة ريثما يلتقط انفاسه المتلآحقة وأضاف بحسرة (توالت من ثم الاحداث الدامية الكئيبة بوقوع "جيفارا" في اسر قوات الجيش البوليفي بالقرب من قرية "هيغيراس" حيث اعدم شنقا صبيحة اليوم التالي وأبيد جميع من كانوا معه من رفاق الفرقة ودفنوا بمقبرة جماعية فوق ربوة صخرية , لم يطق "كارلوس" البقاء بعد ذلك بامريكا اللاتينية وغادر على عجل إلى الاتحاد السوفيتي, وتوجهت أنا طواعية إلى إريتريا لمشاركة طلائع الثورة هناك فى كفاحها ضد الجبروت الأثيوبي ومنها سافرت رأسا إلى لبنان وأقمت بسهل البقاع وإقليم التفاح داخل معسكرات فرق الكوماندس إلى أن أصبت في أمسية خانقة بعيار إسرائيلي تغلغل داخل فخذي وأقعدني عن الركض وأعجزني عن التحرك الميداني السريع).



    ترقرقت الدموع في عينيه وقال بتبرم واسى (هاأنذا ألان هنا, أتمرغ في وسادتي حزينا كئيبا لا تعمني البهجة إلا عندما أطالع في الصحف أو أشاهد في التلفاز صديقي "كارلوس" وهو يوالي عملياته بألمانيا وإيطاليا والنمسا, كم وددت أن اكون معه, كم أتوق لرؤيته ولعناقه, وكل الذي ارجوه الاياخذني الموت قبل لقياه).


    توفى "شاذلي" بهدوء تام ,ذاك الهدوء ظل يفتقده طيلة حياته, توفى وما تحققت له امنيته الوحيدة بلقاء صديقه الحميم. هل ياترى كانت من ضمن الاسباب التي دفعت "كارلوس" إلى الولوج مؤخرا داخل السودان هي محاولة منه في البحث الجاد عن صديقه الغائب ؟ لا غرو في ذلك إذا ماعرفنا ان موقع السكن الذي اختار الاقامة فيه بالخرطوم يقع على مرمى حجر من دار "شاذلي" ولا يبعد عنه سوى امتار قليلة.
                  

10-09-2007, 08:26 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22994

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاذلي جيفارا إفريقيا ـ عبدالله ود البيه ـ حكايات عن شاذلي وجيفارا.. (Re: محمد سنى دفع الله)

    محمد يا سنى
    تلك الحكاية في تقديرى تصلح سيناريو لفيلم
                  

10-09-2007, 08:39 PM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاذلي جيفارا إفريقيا ـ عبدالله ود البيه ـ حكايات عن شاذلي وجيفارا.. (Re: بدر الدين الأمير)

    بدرو ياصديقي
    اراك هذه الأيام مستغرقا في الحكايات
    تغمرك حميمية شخصيات ( ماركيز)
    وعالمه السحري
    ابطاله الغرباء
    وبطل حكايتنا يحتاج لفيلم
    ولتوثيق حياته ..
    شاذلي ابن مدينتي مدني
    اول من حط رحاله في كوبا
    تجول في العالم مناضلا جسورا
    ومات وحيدا في غرفة صغيرة
    مثل ابطال الحكايات
    بطل تراجيدي بمعنى الكلمة
    من السودان خرجت كتيبة من الجيش السوداني وحاربت في المكسيك
    لانعرف حكاياتهم برغم ما كتب عنهم
    عن ثباتهم وشجاعتهم
    كذلك شاذلي
    كل من يعرف حكاية عن شاذلي
    ابوابنا مفتوحة
    لوضع سيناريو بديع
    لكم مودتي
                  

10-09-2007, 09:03 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاذلي جيفارا إفريقيا ـ عبدالله ود البيه ـ حكايات عن شاذلي وجيفارا.. (Re: بدر الدين الأمير)


    النجم محمد السنى
    سلامات
    عمك عادل امام فى سنه 2003
    كان جا امريكا وعرض مسرحية
    my body gaurd على مسرح
    atlantic city
    وبعد ما رجع نيويورك كان معزوم
    فى مطعم عربى فى الحى الصينى
    فى مانهاتن .
    بعد العشاء تحدثت اليه
    سالنى عن الحال وعن السودانى
    الذى يبحث عن الطاعميه الامريكيه
    وتحدث باعجاب عن محمد السنى
    النجم السودانى الحبوب .
    والله يامحمد السنى الضحك الضحكتو اليوم داك
    يجى تقول شوالين ضحك .
    يازول سلامات .

    (عدل بواسطة Osman Musa on 10-09-2007, 10:19 PM)

                  

10-09-2007, 11:55 PM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شاذلي جيفارا إفريقيا ـ عبدالله ود البيه ـ حكايات عن شاذلي وجيفارا.. (Re: Osman Musa)

    عثمان موسى
    التحية والإحترام
    والبركة في الضحك الضحكتو
    اصلو الضحك بوسع الروح والشرايين
    وبطول العمر
    عيد سعيد
    مودتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de