حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 07:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-07-2007, 12:34 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل ..



    أحبتى

    كتبت قبل سنوات خلت عن حنتوب الجميلة وقد ازدان البوست بأحباب كانوا من الذين مروا يوما او استقروا وقتا بحنتوب الجميلة فكان البوست من الروعة بمكان لا يقارن وقد زينته أديبتنا الراحلة صلحة الكارب بما لا يعاد ولا يكرر ومنذ رحيلها وانا لا اقوى على ذكر حنتوب ولا على الدخول فى بوست يحمل اسمها لان الدموع تغالبنى ولا استطيع صبرا ....
    التحية لكل الاحباب الذين اثروا ذلك البوست قبلا والذين فتحوا بوستات اخرى وفاء لحنتوب ولكن الحديث عنها لا ينقضى ولا يمل وهانذا أعود ثانية محفزا اياى شاعرنا الفحل الكبير كامل عبد الماجد بسلسلة مقالات عن حنتوب قبل ان نولد وقبل ان نعرف ولذا ادعوكم للمتابعة أحبتى وسأقوم بنقل تلك المقالات لما فيها من ابداع وجمال شاكرا له فتح نافذة الشوق الابدى ثانية وله منى التحية والشكر الجزيل ...
                  

10-07-2007, 12:36 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)




    حنتوب الجميلة اسم اغنية خالدة تغنى بها مطرب مدنى الجميل الخير عثمان ومنها اصبح اسم حنتوب هو حنتوب الجميلة وقد كتب عن تلك الاغنية الاستاذ/ علام صغيرون محمد العوض ما يلى :


    يعود بنا التاريخ القهقري الي سنة 1946م في مدينة ودمدني وكان القوم جلوساً في أمسية نسيم هادئ في جنينة (كعكاتي) بود مدني التي صار أسمها فيما بعد (حديقة البلدية) وسميت أخيراً (مسك الختام) وكانت مدرسة حنتوب وليدة عمرها سنة واحدة في سنة 1945م ترقد علي الشاطئ الشرقي من مدينة ود مدني كالهمزة علي السطر وكانت الثريات تضئ من علي البعد في حنتوب ،وكان الرفاص (اللونش) يمخر عباب النيل الأزرق جيئة وذهاباً يحمل الضيوف في تلك الليلة المباركة الي حنتوب تمهيداً لإستقبال صباح اليوم التالي إحتفالاً بالمدرسة في عيد ميلادها الأول ، ذلك العيد الذي شرفه حاكم عام السودان (السير هدلستون) وعِلية القوم من إنجليز وسودانين ومصريين في مهرجان إختال فيه المشرق وهذت فيه الدنيا أعطافها. وكان الجالسون في جنينة (كعكاتي) وأنظارهم متجهة نحو حنتوب في تلك الأمسية الهادئة الهانئة يتحدثون عن العيد الأول لهذه المدرسة التي هي أمل ومصدر إشعاع الثقافة والحضارة والحرية في ذلك البلد المستعمر. فجاشت في عقل ووجدان ود القرشي تلك المشاعر الوطنية العاطفية النبيلة فابتعد عن الجالسين (بكرسيه) آخذاً معه قلماً وورقة متجهاً بنظره نحو الشاطئ الشرقي حيث ترقد جزيرة حنتوب ، وهي بحق جزيرة يحتضنها النيل الأزرق ونهر الرهد. لم يمكث شاعرنا طويلاً ثم عاد إلى سامره حاملاً معه أغنية (حنتوب الجميلة) كلمات ولحناً فوقعها .وكان الفنان (الخير عثمان) جالساً بين الأخلاء والأصدقاء فشدا بها بعد أن حفظ الكلمات واللحن من ود القرشي وذهب بها في اليوم التالي إلى حنتوب وغناها ، فأطربت الجميع وحلقت بهم في أجواء بعيدة جعلت السامعين وعلى رأسهم مستر (براون) ناظر مدرسة حنتوب الجميلة يهتزون طرباً وينتشون فرحاً وكانت ليلةً من ذات الليالي ليلة قدسية طاهرة جميلة أدخلت أغنية (حنتوب الجميلة) التاريخ فدخلت مدرسة حنتوب التاريخ نفسه بأعظم رسالة تحارب الجهالة وتنشر المعارف لتنال البلاد منالها.
    والشئ بالشئ يذكر حينما نتحدث عن أغنية (حنتوب الجميلة). فإن هذه الجميلة لم يغن بمحاسنها ومفاتنها ود القرشي وحده ، وإنما خيال الشعر الذي يرتاد الثريا قد هبط وحيه في ذلك اليوم المشهود على الشاعر السوداني الفحل الأستاذ/ (أحمد محمد صالح) الذي كان (نائباً) لناظر مدرسة حنتوب مستر (براون) ، وأنشأ قصيدة عن حنتوب ألقاها في ذلك اليوم أمام ذلك الحشد البهيج إستهلها بقوله :
    زانها في المساء صمت رهيب ..... الخ القصيدة.
    وفي السنوات التي تلت عام 1946م أصبح تقليداً أن يتبارى الشعراء في كل عام تأليفاً للقصيد الذي تجود به قرائحهم عن حنتوب وداخل مدرسة حنتوب وكانت حنتوب التي صارت(سوق عكاظ أو المربد). فهاهو عالم اللغة العربية الشاعر المبدع الأستاذ(أحمد أبو بكر المصري) ينشد وايضاً بقية الأساتذة الشعراء (الهادي أحمد يوسف) و (الهادي آدم) و بدوي طيب الأسماء على سبيل المثال يلقون نفائس الدرر وأمهات بيوت الشعر تغنياً بمحاسن ومفاتن وجمال ذلك المعهد الذي أنبت الشباب المثقف العامل لوطنه دون ثواب أو منٍ أو أذى. وإن أنسى فإنني لا أنسى قصيدة رائعة الجرس والإيقاع صاغها أستاذنا الكبير (أحمد عبد الله ساـمي) بعنوان (حنتوب وحي الشاعر) قال فيها :
    يا مواكب الآباء طاب غراسكم
    فأهنأ بأبناء البلاد وفاخر
    لقد كانت (حنتوب الجميلة) مفخرة السودان وعز الوطن ما كان ينبغي أن تندثر وتذهب مع الريح هي وشقيقتاها (وادي سيدنا وخور طقت) منارات العلم والمعرفة والفنون والعلوم والآداب.
                  

10-07-2007, 12:40 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)


    ثرثرة وذكريات:حنتوب الجميلة

    كامل عبد الماجد



    شهران كاملان وأنا اكتب بقلم الحنين ومداد الذكرى حكاياتنا بحنتوب الجميلة.. ولقد طوَّفت اسرتنا مع والدي المعلم فجاج السودان.. فجا فجاً، وتنقلت وإخوتي من مدرسة لأخرى.. ذهب والدي إلى رشاد في اقصى جبال النوبة الشرقية فبدأت دراستي هناك، وشاءت مشيئة الله ان اعود لتلك الديار محافظاً. وقد زرت حال وصولي مدرستي القديمة عند خصر الجبل، فجاش في جوانحي شلال النوستالجيا.. ثم جاش مرة أخرى وانا أقف بعد زهاء (40) عاماً امام منزل ابي القديم بكتم بشمال دارفور حيث أكملت المدرسة الأولية.. وبين رشاد وكتم وحنتوب وجامعة الخرطوم وداد وألفة وتشابه.. فالغمام في رشاد كان يدخل لمكتبي من النوافذ، ورزاز المطر ينهمر حالماً وخفيفاً لمدة أسبوع بلا انقطاع، فتأمل.. وكتم مدينة الضباب والجليد الثانية بعد لندن.. وجامعة الخرطوم هي (أم لبخ) كما يحلو لصديقنا د.صديق أمبدة تسميتها.. عتيقة الاخضرار سامقة الأفياء والشجر.



    بعد هذه الرحلة الخضراء كانت بريطانيا.. حللت جامعة برمنجهام فألفيتها جنة الله في الأرض.. جامعة تحفها الينابيع والبحيرات والوزين والبط الداجن.. ثم جامعة لندن، وما ادراك ما لندن.. هكذا مضى بنا قطار الدراسة من جنة الى جنة.. غير ان لحنتوب طعما آخر وأثرا في النفوس بعيد.. اثر لا يبرح ولا يزول.. هذه الفجاج الجميلة: "كلها من نخلة واحدة ولكن العجوة غير البلح"..



    كانت حنتوب العجوة وما سواها البلح.. كلنا من نخلة واحدة قالها زعيم المتصوفة عبد الغني النابلسي "انا في المذكور والغافل في الذكر)... ويسألونك: ما الذي شكل جوانحك فغدوت شاعراً؟..... وما دروا ان الشاطئ يلهم، والخضرة تلهم، والشجر يلهم... وللناس وكل خلق الله قبائل.. وقد توطنت قبيلة طير الهدهد حنتوب وأنحاء حنتوب مما حدا بمستر براون ان يجعل الهدهد رمزاً للمدرسة، فطبعت صورته في الديباجة القماشية التي كنا نضعها على جيب القميص الأبيض.. كما تم تصنيع دبوس برونزي عليه رأس الهدهد، اكثر ظني في لندن.. ولا يزال بعض زملاء ذلك الزمان يحتفظون بتلك الرموز الصغيرة الجميلة، ومنهم الأستاذ بلة العوض.. والهدهد طير انيق جميل ملون الريش، ارتبط بنبي الله سليمان، وقد توعده بعذاب الذبح عقاباً لغيابه دون اذن، ولما جاءه بنبأ سبأ اسقط عنه العذاب.. وفي الأثر يذكر المفسرون ان سليمان النبي توعد الهدهد بعذاب يفوق الذبح ولما تساءل الهدهد عن العذاب الذي يفوق الذبح.. قال سليمان النبي: "اجبرك على العيش وسط قوم يجهلون قدرك"، فتأمل بالله عليك الفرق بين العذاب الحسي والعذاب النفسي.



    وكنت وقد حللت محافظاً على رشاد بجبال النوبة كثير الدهش والعجب عن القوة الخارقة لعروق الشجر.. فهي بجانب العلاج تفعل بعض الخوارق المذهلة الأخرى، ولم يكن الموضوع تلك المرة نقلاً عن مبالغ يجيد الدراما ولكن رأي عين.. وكان بروفيسور مصطفى محمد سليمان قد اقترح إقامة مؤتمر للعروق السودانية بـ(مايرنو) لتصنيف وتسجيل العروق المداوية والعروق الخارقة، مع الاستفادة من الخارقة بتوجيهها لكف الأذى الدولي عن السودان. وقد اخبرني احد ابناء تلك الديار أنهم عرفوا بالتجربة ان الهدهد يعرف العروق ويضع بعضها على الأبواب المغلقة فتنفتح له.



    الشاعر الفذ محمد بشير عتيق احذق من يصف الرياض والشواطئ والأزاهر وهديل القماري.. ففي قصيدته (كنا تايهين في سمر) يقول:



    ما بنسى ليلة كنا في شاطئ النهر

    نتعاطى خمر الحب بكاسات الزهر

    والبدر مزق ظلمتو وسفر ازدهر

    في النيل سطع بي نوره واتفقّع بهر"

    وفي قصيدته (قضينا ليلة ساهرة) يقول:



    "الروضة لابسة حلة

    من الزهور طرائف بيها المكان تحلّى

    الجو نسيمو رايق والغيم نشر مظلة

    وما أحلى ديك مناظر فيها البيان تجلّى"



    وكأني بالشاعر عتيق يعني حنتوباً بكل هذا الوصف الجميل.. فهي وحدها التي استاثرت بأروع ما عند النيل الأزرق من ألق وظلال وعبير وندى.



    كانت أيام حنتوب ونحن نرفل في ثياب الصبا.. ايام صفانا.. وعجبي بعتيق الشاعر:



    "اذكري ايام صفانا واذكري عهد اللقا والليالي الفي حبور

    القمر بضياهو آلق والنسيم يهدينا ارواح الزهور

    الرياض مبتهجة ضاحك أقحوانا

    والزهور فرحانة تستقبل اوانا

    رائعة يانعة وزاهية في ثوب ارجوانا

    النهر لينا اقترب والطيور تسجع طرب

    عاملة مزّيكة قرب"



    مجموعات عديدة من خريجي حنتوب تلتقي دورياً وتمضي بأواصر الزمالة قدماً في مدراج الحياة، وكنت احضر بصورة شهرية منتظمة اجتماعات دفعة اللواء شرف الدين علي مالك بنادي الزوارق، وهي دفعة تسبق دفعتنا بستة اعوام وفيهم مصطفى عبادي وفؤاد أحمد مكي عبده ويوسف عبدالملك وعاصم مغربي وإبراهيم الجمل.



    وهنالك مجموعة اخرى على رأسها د.كرار بشير عبادي واللواء عبدالكريم باب الله وآدم تاج الدين وسامي علي عبدالرحيم، وقد اتصلت بي هذه المجموعة وجلست معهم بمكتب آدم تاج الدين، ابن بلدي وتربطنا به صلة قربى، وهكذا شأن ابناء المناقل كلهم اسرة واحدة.



    وعلمت ان مجموعتهم كرمت الأساتذة بروف عبدالقادر حسن الضو والأستاذ عبدالباقي محمد والأستاذ توفيق أحمد سليمان وبروفيسور الأمين كعورة وبروفيسور محمد سعيد القدال ود.يوسف المغربي، وغيرهم.. وجلسات هذه المجموعة دورية يناقش فيها دوماً رد الجميل لأهل الجميل من الأساتذة الذين شهدتهم بحنتوب دفعتهم.



    التقيت بأديس ابابا الأسبوع الماضي صديقنا السفير علي آدم الذي يعمل منذ ردح طويل بالأمم المتحدة، وهو من جلينا بحنتوب وطفق يذكرني من أحداث حنتوب وحكاياتنا الزاهية تلك ما قد نسيت، وذلك تحت رذاذ المطر.. وتذكرنا ذلك المطر البعيد الذي همى علينا في ذات يوم حنتوب ونحن انضر ما نكون وأينع ما نكون.. والتقيت عند عودتي للسودان بروفيسور مهدي بشرى، صديقي ودفعتي في حنتوب وجامعة الخرطوم، وتحدثنا عن كيف تكون امسية التقاء ابناء حنتوب.



    هاتفني شمو شاع الدين مشيداً بمقالات حنتوب.. وهو من جيلنا.. وقد اعد لوحات تشكيلية يود ان يهديها لعمنا الصول محمد محمود عند تكريمه.



    ادركت الشاعر الفذ محمد عبدالحي في السنة الثالثة بحنتوب وتبعته ليعلمني من ما علمه له الله من معرفة بالشعر وضروبه وخياله:



    "أشرقي ريح الصبا بين الجبال

    أشرقي بين الجبال

    فحبيبي كالغزال

    يتمشى في بساتين الخيال"


    كان يفوقنا تحضراً فهو ابن حضر.. اهله في مدني.. خاله عميد كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم د.سعدالدين فوزي، وأخته سبقته لجامعة الخرطوم.. كان وسيماً انيقاً ودوداً يتحدث همساً:



    "واستدارت اقمارها


    وتجلت


    في سناء من غيبها


    الأشياء


    وأضاءت بنوره


    راضيات مشرقات


    في قلبها الأسماء"


    التقيت مؤخراً زوجته وأنجاله بمنتدى راشد دياب في ليلة ثقافية عن شعره وما ترك للناس من ادب.. ورأيت في ابنه عبدالحي الذي التقيت وصادقت وأحببت بحنتوب، فتأمل كيف مضت بنا الحياة على عجل!!.



    "وضع السمندل تاجه وقميصه الناري يسطع في الغبار

    ومشى خفيفاً واثقاً ملكاً على بلد النهار

    مرحاً يدور مع الفصول ويستدير مع الثمار"

    رحم الله محمد عبدالحي فقد كان عبقرياً..


    توطنت قبيلة الهدهد بحنتوب.. وحطت قبيلة الفراشات الملونة رحالها بحنتوب.. فقد كانت حنتوب امبراطورية للفراشات والندى والأزاهر والأريج والجمال.. وفي هذا الرومانس البديع عكفنا اربعة اعوام مرت مر الغمام.. وانقضت عجلى.. كالبرق يومض وينقضي.. وإن نثرت هذه الأسطر عن حنتوب فإن فى نثرها لمتعة للنفس وإطلاقا لقيد الذكريات الجميلة.. ثم نزولا لرغبة اصدقاء وزملاء عمري.. ونعد العدة حاليا، بإذن الله وعونه، على اقامة امسية الحنين والذكرى عن حنتوب على مسرح كلية قاردن سيتي الأنيق، والدعوة ستوجه لجميع ابناء حنتوب.
                  

10-07-2007, 12:47 PM

Zain alAbdin El idrissi


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)

    الأخ قريشو رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير،
    حنتوب الجميلة باقية للنيل شامة والهدهد علامة!!!! هذه المدرسة العريقة ، أنا من ضمن من تخرجت من تلك الصرح العظيم قضيت بها سنة واحدة عرفت فيها عراقة وأصالة تلك المدرسة ونظام التعليم بها يختلف عن غيرها من المدارس، وندمت أننى من بداية المرحلة الثانوية لم ألتحق بها، فهى العراقة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وكنت أتمنى أن تواصل المدرسة كما هى من غير أن تحول لجامعة..
    لكل الشكر على دعوتك في هذا البوست،،
                  

10-07-2007, 12:53 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)


    الحبيب زين العابدين

    لك التحية ولك الشكر وانت تضع اولى البصمات على هذا البوست الذى ارجوه متكأ لكل احباب حنتوب وان تزرف فيه الزكريات الجميلة لا سيما وان حنتوب كادت ان تصبح اثرا بعد عين فهى الان معقل الحرائر بعد ان اصبحت كلية للبنات ويحظر دخول الرجال او الحوامة حولها وكأنى بالميادين الخضراء والجنائين المثقلة بالثمار تندب حظها فقد كان يزرعها الشباب جئية وذهابا اما ممارسة للنشاطات المختلفة او انزواء للمذاكرة او السير ذهابا للنيل للسمر او بعض الأشقياء لاختراق حواجز الجنائن لقطف بعض ثمار دوما شهية ولذيذة ولا غرو فهى لم تكن يوما تعرف الكيماويات التى غزت اشجار الثمار ...
    اشكرك لكلماتك الجميلة حول حنتوب وايامها الطروب وكل ما فيها من اشياء رائعة وجميلة ..
    وابقى معى اخى لقراءة خواطر شاعرنا وكاتبنا الكبير كامل عبد الماجد صاحب اغنية تائه الخصل ...

    مع مودتى
                  

10-07-2007, 01:15 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)


    ثرثرة وذكريات:حنتوب الجميلة (3)

    كامل عبد الماجد



    انبأني الصديق سعد البنا وهو من أجيال حنتوب اللاحقة بخبر وفاة عمنا الريس عبده قبل أسابيع خلت.. ورحيل الريس عبده يحرك خضماً من الذكريات الساكنة و(النوستالجيا) لدى أبناء حنتوب جاء عبده من جهة حلفا بأقصى شمال البلاد يافعاً وسيماً وارتبط (برفاس) حنتوب.. يرتدي زياً شديد البياض يشكل مع لون (الرفاس) الأبيض وبشرته السوداء اللامعة انسجاماً رائعاً ثبت في ذاكرتنا رغم توالي الحقب. أتذكره جلياً اليوم والناظر هاشم ضيف الله المهيب يجلس بتؤدة على كنب الرفاس المبطن الأبيض الفاخر وعم عبده يمخر عباب النهر الى الضفة الثانية. وقد كان (الرفاس) مخصصاً فقط للناظر والمعلمين ونحن الطلاب كنا نبحر بالبنطون العمومي نظير تذكرة يسيرة لا تتعدى القرشين بعملة ذلك الزمان.


    كيف جاء الريس عبده الى حنتوب؟ ومن أي قرية من قرى حلفا بالتحديد؟ لا ندري، لكنه احتل مكانه كرمز من رموز حنتوب مثله مثل عمنا مصطفى جرس وعمنا حران فراش داخلية المك نمر الذي حصد طوال فترة عمله بحنتوب كل كؤوس النظافة، وعمنا الصول محمد محمود صول (الكديت) ذلكم الصارم العنيف المنضبط الذي كنا نقف خلفه في الطابور ترتعد منا الأوصال.


    التقيت الريس عبده بودمدني في السنوات القريبة الماضية وكان يتذكرنا فرداً فرداً ونغدق له كلما التقيناه الاحترام والإجلال والعرفان أقترح عليّ سعد البنا ان نقيم تكريماً بودمدني لعمنا الصول محمد محمود آخر من تبقى من رموز حنتوب واستحسنت المقترح وسأعمل بإذن الله بالتنسيق مع القنصل مصطفى عبادي والأستاذ بلة أحمد العوض والبروف أحمد محمد علي اسماعيل وصلاح محمد عثمان يس واللواء الشيخ مصطفى واللواء شرف الدين علي مالك على ترتيب الأمر والدعوة موجهة لخريجي حنتوب للاتصال بي عبر هاتفي 09123094485 لتنفيذ المقترح.. فهي بادرة وفاء وعرفان لإنسان سلخ عمره في تعليمنا الرجولة والإنضباط، أطال الله في عمره، ويمكن دعوته للخرطوم بأسرته للتكريم إن تعذر على الناس السفر لودمدني وقد تخطى الصول محمد محمود التسعين وما زال نشطاً متحركاً يمشي في الأسواق.

    "كان شيبون مع ذلك إنساناً بسيطاً

    كان ريفي

    كان كالسيل وكالظل الوريف

    قال لي فوق ندى العشب الخريفي

    والثعابين لها نحو الصديقين التفات

    يا صلاح..

    ما حياتي إن أنا ضيعتها دون أن أبني بناء للغد

    أنا إن عشت وشعبي مرهق مستغل ثم لم امدد يدي

    فأنا لست بإنسان له عيد ميلاد أنا لم أولد

    هكذا غنى كمال

    فلنفجر شعرنا فوهة بركان نضال"...

    صلاح أحمد ابراهيم


    وإشارة الشاعر صلاح أحمد ابراهيم الى العشب الخريفي والثعابين، تجسد الصورة الماثلة في الذكرى عن تلك المدرسة الوارفة الظلال الخضراء دوماً وعشبها المشبع بالندى كانت تعج بأنواع الطيور وخاصة طير الهدهد الذي اتخذته المدرسة شعارها، في الخريف كانت تكثر الهوام، وإن قارن الأستاذ الشاعر عبد الوهاب الحاج في قصيدته التي أرسلها لي بين حنتوب (وشِعب بُوان) وهي منطقة بشيراز بإيران وصفها المتنبئ بقصيدته الخالدة شعب بوان، إن قارن بين حنتوب وبينها يصدق بحق في المقارنة:

    "هزبر الشام قم وأشهد جمالاً ** سليل النيل من بين المغاني
    وحاشا ان تكون هنا غريباً ** ولا أهلوك غرباء اللسان
    حديث الشعب فيّ أثار شجواً ** بحنتوب التي هزت كياني
    منارة أمة أوفت عطاءً ** لصرح العلم فوجاً بعد ثاني
    هنا الأزهار ألواناً تلاقت ** وأبدلت القتال بمهرجان
    وألهبت المشاعر عن قوافٍ ** معبقة كأفواه الدنان"

    مقالاتي عن حنتوب وجدت تجاوباً داوياً من زملائي من أبناء حنتوب وفيهم الذي تخرج قبلنا بعشرة أعوام.. وقد نبهني الصديق بلة أحمد العوض انني نسيت في استعراضي للشعراء من أبناء حنتوب الدكتور حسبو سليمان والشعراء عبد المجيد حاج الأمين وشمس الدين حسن خليفة ومن الأجيال اللاحقة د. عمر محمود خالد ومحيي الدين الفاتح ومن العسكريين والشرطيين الفريق بشير محمد علي واللواء الفاتح بشارة واللواء مبارك عثمان رحمة ومن السياسيين شوقي ملاسي ومحمد علي جادين ومن أهل الرياضة عصمت معني وطه صالح شريف ومحمد ابراهيم ومن أهل القانون عبد السميع عمر أحمد وعبد المحمود صالح والفاتح عووضة، وبرز في مهنة الطيران كابتن زمراوي الطيار الشهير وكابتن مكاشفي حاج الأمين وكابتن مالك ود العقاب، وكابتن سرداب وكابتن بشير سلمان وكابتن صلاح شبكة، وكابتن أحمد نصرالدين.

    قال لي صديقنا بروفيسور صلاح الكارب ان المدارس الثانوية القديمة كلها خرجت الأعلام في كافة المجالات والأمر ليس وقفاً على حنتوب وحدها حتى تفرد لها المقالات. قلت نعم ولكن حنتوب تفوقت على المدارس الثانوية بتخريج الذين تبوأوا الذرى في المجالات التي امتهنوها نعم خورطقت ووادي سيدنا خرجتا الأفذاذ ولكن حنتوب تفوقت عليهما فالشاعر الفذ صلاح أحمد ابراهيم وحده يرجح الكفة. قال العلامة عبد الله الطيب وهو يقدم لديوان صلاح (نحن والردى):


    (لعل صلاحاً رحمه الله تأثر ببعض نظم أستاذه كاتب هذه السطور وذلك إن صح مما أفخر به وأتشرف).. اليست هذه وحدها شهادة رفيعة المستوى. ثم حنتوب هي وحدها التي دفعت بـ (4) من خريجيها ليصبحوا مديرين لجامعة الخرطوم.

    - بروفسير علي فضل
    - بروفسير عمر بليل
    - بروفسير التنقاري
    - بروفسير عبد الملك

    ووحدها التي دفعت بثلاثة من طلابها ليصبحوا رؤساء القضاء بالسودان:


    - مولانا خلف الله الرشيد
    - مولانا فؤاد الأمين
    - مولانا عبيد حاج علي

    حدثني الدكتور معتمد احمد أمين ان فريق حنتوب في زمان الخمسينيات كان لا يشق له غبار وذكر ان فريق (الهومفيد) المجري زار السودان في عام 1956م وأدى مباراة مشهورة بودمدني ضد فريق الجزيرة وفاز عليه بـ: 10 _ 1 والهدف الواحد سجله مصطفى كرار كابتن نادي الإتحاد ولعب (الهومفيد) ضد فريق حنتوب ففازت عليه حنتوب بـ 2 _ 1 وكان ضمن الفريق سيد سليم ومعتمد أحمد أمين وفارح الصومالي ومحمد الطيب عبد الحفيظ وغيرهم.


    جمال حنتوب يفوق الوصف وتتقاصر عن وصفه الكلمات.. فالأشجار الظليلة والأزاهر من كل لون والعشب المشبع بالندى والعصافير المغردة كانت سمة مستدامة للموقع الذي شيّدت فيه المدرسة التي كانت حتى عهد قريب بعيدة عن العيون والطرّاق لأن وصالها لا يتم إلا بعد عبور النهر.

    "فقم واسمع بنات الأيك فجراً ** أضف أخرى لرائعة الزمان
    هنا الثمرات في الأغصان فاقت ** بأشربة وقفن بلا أواني
    هنا الأصداء تبعث ان سمعتم ** صليل الحلي في أيدي الغواني
    هنا الأفياء لا تسمح لشمس ** تلامس أو تفر من البنان
    سباك الحسن في (بوان) يوماً ** ومثلك حسن حنتوب سباني"

    عبد الوهاب الحاج

    وصديقنا الشاعر المجيد شمس الدين حسن خليفة بارع في التصوير الشعري وهو الذي كتب نشيد العطبراوي الرائع (مرحبتين بلدنا حبابة) وهو أيضاً مؤلف الأهزوجة الجنوبية الشهيرة (سوري لي أنا كفارة لي أنت) وقد كتبها بعربي جوبا أيام كان مفتشاً للصحة بجوبا.. وقد زار شمس الدين حنتوب بعد تخرجه منها بسنوات عديدة فكتب قصيدة رائعة زخرت بكل مناشط ومعالم تلك المدرسة الواحة الوارفة:



    "اليوم جئتك هل عرفت فتاك أم ** عهدي تولى مؤذناً بختام
    أم هل ستعرفني الفصول إذا دنت ** في لهفة من بابها أقدامي
    (يا مسجد الإسلام) ألف تحية ** كم قد شهدت تهجدي وقيامي
    (وبعنبري) عند الرقاد تأمل ** وشقاوة تحلو قبيل منامي
    (وبصالة المذياع) منطلق به ** يحلو الحديث برقة ووئام
    بعد (اختبار الأربعاء) وماله ** من رهبة لمعارك الآلام
    أما (مذاكرة المساء) فإننا ** نمضي لها في غير ما إقدام
    (ونهاية الأسبوع) كانت فرحة ** وتحرر من حصة ونظام
    وزيارة (الكنتين) كانت متعة ** تجلو صدا الأرواح والأحلام
    (والقهوة) انتقلت بنا من عالم الجد ** الرهيب لعالم بسام
    وإذا (الحوالة) شرفت فمساؤنا ** عيد لنا وافى بكل مرام
    أنظر (لصالون الحلاقة) بارزاً ** كالمنتدى في ضجة وزحام
    أما (العيادة) فالسعيد يزورها ** يوم اختبار ينتهي بسلام
    يا (يوم آبائي) أراك مجسداً ** يا مهرجان العلم والاعلام
    (يا ملعب التنس) الأنيق تحية ** للمضرب البني والهندام
    و(الهدهد) المختار صار علامة ** مرموقة رفعت مع الاعلام
    حتى (التلسكوب) العتيق وجدته ** في صمته يحكي أدق كلام
    لا زلت أذكر في الخريف تفتح ** الأزهار بين نسائم وغمام
    ولرحلة (الرفاس) ذكرى حلوة ** ولعهدها أبداً فؤادي ظامي
    (وسباق ضاحية) إذا ندعى له ** تتنوع الأعذار في استرحام
    حضر الرئيس فلا مجال لهارب ** إن الحضور مقيد بتمام
    والشجرة الشعثاء نركض نحوها ** متهالكين ومجهدي الأجسام"

    واكتفى من رائعة شمس الدين بهذه الأبيات وهي كفيلة بان تهيج الذكرى والحنين لدى كل خريج من حنتوب يطلع على هذ المقال. وعلى ذكر التنس وهي لعبة ارستقراطية أذكر الآن جلياً أحمد الصائم وتفوقه المدهش في هذه اللعبة وأهل القطينة تحضروا قبلنا نحن أبناء قرى الجزيرة لذا كنا نكتفي في التنس بالاستمتاع بالحضور والنظر لود الصائم وهو يتألق جيئة وذهاباً وركضاً وعدواً فيوسع الخصم بالضربات الذكية.. كان ود الصائم ولا يزال أنيق الملبس راقياً متحضراً ولما ساقني الزمان بعد ثلاثين عاماً من حنتوب محافظاً لبلدهم وجدت إخوانه بذات الأناقة والرقي.

    هذه ثرثرة عن حنتوب تلك الخميلة التي قضينا بها أزهى أيام عمرنا.. سن العمر الحلوة التي دون العشرين قليلاً وقديماً وصف شكسبير هذا العمر بالحلاوة Sweet Age Of Twenty وخرطة بناء حنتوب هي خرطة وادي سيدنا وطقت إلا أن حنتوب ظفرت بالشاطئ والإخضرار ولم يكن هذا حال طقت ووادي سيدنا. وقد نقل ـ والعهدة على الدكتور معتمد أحمد امين والبروف أحمد محمد علي اسماعيل ـ الشاعر السر دوليب من وادي سيدنا الى طقت ومعه من حنتوب بكري عديل والفاتح بشارة وراجت في تلك الأيام أغنية للفنان الكبير الخير عثمان جاراها الناس بإضافة بيت يقول:

    الوادي ضجت"
    وحنتوب احتجت

    والسبب الثلاثة الودوهم طقت".. فتأمل بالله كيف كان المجتمع يتابع ويتجاوب مع ما يدور في تلك المدارس الجامعات.

    أختم حنيني وذكرياتي عن حنتوب آملاً ان يكون قد إطلع عليها زملاؤنا في ذلك الزمان والزمان الذي قبلنا وبعدنا.

    "ما أعذب الذكرى صداها نشوة ** في حضننا ننسي لظى الآلام
    لكنها تمضي الحياة وتغمر الأحداث ** ما قد فات في إرغام
    وتفرق الأصحاب حين تفرقت بهم ** الحياة ودورة الأيام
    واختار كل في الحياة طريقه ** يسعى لغايته بلا استجمام
    لكنها الذكرى ستبقى حية ** رغم اختلاف مناصب ومرامي"


    بمنزلي لوحات تزين حائط منزلنا من كل ناحية أحبها الى نفسي لوحة عليها صورة الهدهد ومكتوب عليها الى صديقنا ابن حنتوب كامل عبد الماجد إهداء من البروفيسور مهدي بشرى والأساتذة الأحباب الطيب جمال الدين ومصطفى جمال الدين وخالد تلاتين وهم أعز الأصدقاء أضف لهم البروفيسور مصطفى محمد سليمان والفاتح إمام ود.حاتم حلواني ود.محمد عثمان ابراهيم.. لهم ولجميع أبناء الدفعة محبتي وودادي وتحياتي. أشكر السفير عثمان السيد لمتابعته مقالاتي وليت لو كتب د. ود الريح أو د. كامل ابراهيم حسن عن خورطقت والشكر للصديق صلاح محمد عثمان يس الذي استضاف تجمعاً تأريخياً لأبناء حنتوب العام الماضي في النادي العائلي (أبولو) الذي يرأسه. ووصلتني رسالة رقيقة من الفريق شرطة أحمد محمد عثمان ، عن حنتوب، سأنشرها قريبا بإذن الله.



    أنوي بإذن الله مع الأستاذ احمد طه حضور احتفالات اثيوبيا أول الشهر القادم بالألفية الثالثة وسأخصص مقالات قادمة في الثرثرة عن تلك الاحتفالات.



                  

10-07-2007, 01:18 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)



    أترحم على عمنا الراحل "عبده محمدنور" سائلا الله ان يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويجعل روحه فى عليين فهو كان رجلا جميلا رغم صرامته مع التلاميذ ولكن حينما تتخطى مرحلة الدراسة تجده رجلا يملك روحا شابة تجاريك فى كل شىء وتجده أخا وصديقا وابا ورفيقا لا غنى عنه ...

    اسأل الله لاسرته الكريمة الصبر الجميل وحسن العزاء
    وعزائى لابنائه الأخ صلاح والاخ توفيق وبقية ابناءه وبناته .....

    وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
                  

10-07-2007, 01:20 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)



    ذكر شاعرنا الجميل القادة الذين تخرجوا من حنتوب ولست ادرى لم اسقط اسم الرئيس الأسبق جعفر محمد نميرى فهو احد خريجى هذه المدرسة العريقة وهذا للعلم والتاريخ بغض النظر عن مسيرة حكمه وما لها وعليها ولكن يبقى التاريخ تاريخا وليس شرطا ان يكون كل خريجى صرح ما فى مستوى رضى الجميع ....
                  

10-07-2007, 01:44 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)



    to you
    and to my dear friend kamil

    and all those who
    are related t0o hantoub
                  

10-07-2007, 01:42 PM

Moawia Mohammed
<aMoawia Mohammed
تاريخ التسجيل: 10-24-2006
مجموع المشاركات: 3777

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)
                  

10-07-2007, 01:43 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)


    ثرثرة وذكريات:حنتوب الجميلة (4)

    كامل عبد الماجد



    ظفرت مقالات حنتوب باهتمام كبير وقبول مدهش من أبناء حنتوب بمختلف اجيالهم فقد اتصل بي العشرات يضيفون ويصححون في معلوماتي وقد اجمع كلهم على استعدادهم للمساهمة والمشاركة في مقترح تكريم صول المدرسة المهيب عمنا محمد محمود اطال الله في عمره ومتعه بموفور الصحة والعافية.. وكنت قد ضمنت مقالي السابق رقم هاتفي الا ان الاخوة في غرفة طباعة الصحيفة اضافوا للرقم (التسعة) فامطر القوم صاحب الرقم بوابل من المكالمات فطفق يصحح كل من يتصل به بان الرقم المراد ليس به (تسعة) فله العذر. ومن بين الذين اتصلوا بي شباب تخرجوا في زمان الثمانينيات يختزنون اجمل وأروع الصور عن المدرسة الجميلة الخضراء وما درى هؤلاء ان الذي وجدوا هو ما تبقى من تلك المدرسة.. فقد زرتها في تلك الحقبة ووجدت ان التصحر بدأ يفترسها شيئاً فشيئاً حتى أمسك تماماً بتلابيبها في السنوات التي تلت وقد انهارت البنية التحتية خاصة انابيب المياه التحتية والمضخات التي كانت تغذيها بالمياه من النهر لتسقي الميادين وحدائق المنازل والمدرسة وهذا ما يجعل حنتوب دائمة الاخضرار وهذا بالطبع لا يعني ان الطبيعة لا تضيف فحنتوب هي النيل والشاطئ والمياه الجارية والاشجار الظليلة والعشب الخريفي والعصافير المغردة.. لذا اكتفت الاجيال اللاحقة بهذا دون ان تدري ان المدرسة كلها كانت جناناً ورياضاً خلابة.. ولكن زماننا كان غير زمان اجيال ابنائنا وزمان الاجيال التي سبقتنا كان غير زماننا.. وكل حقبة تنطوي تطوي معها شيئاً من الدعة والهناء ولعل اروع من صور هذا هو الشاعر الفذ صلاح احمد ابراهيم:

    "رغم طول البين ثابرت أسائل
    في صباح ومساء
    اين أين السمح ريان المناهل
    حسرتا.. كيف تشتتنا هباء
    زارني منك رسول هزني
    فتذكرت عشيات اللقاء
    والبشاشات التي انساقت لنا
    ضحكاً حلواً وانساً وصفاء
    ووجوها ينعت والتمعت
    بالسنى يا للصحاب السعداء
    فاذا النيل نسيم وامق
    لاثم خد مليح في حياء
    واذا النجم رنا ثم دنا
    كاد لولا يتدلى من سماء
    واذا الليل نخيل راقص
    وضياء شع في الشط المقابل
    وشباب فرح مصطخب
    حلقات في غناء وشواء
    بين شاد ومجادل
    او مناد لصديق او محي في طريق
    بهجة ليس لها قط انتهاء
    كان ذلك
    في زمان اريحي متفائل"

    دفعت حنتوب بجانب الاربعة الذين اضحوا رؤساء للقضاء والاربعة الذيبن اضحوا مديرين لجامعة الخرطوم باربعة آخرين تقلدوا منصب وزير العدل:

    الدكتور حسن الترابي
    الدكتور عبد السميع عمر
    الاستاذ عبد المحمود صالح
    الاستاذ عبد العزيز شدو


    من الناشطين في المجال السياسي في زماننا بحنتوب وقد فات عليّ ذكرهم في المقالات السابقة عثمان جعفر النصيري الذي كان من العناصر الشيوعية النشطة ومعه بشير زمبة وعمر الخليل وقد التقيت عمر الخليل مؤخراً وعليه سمات الروقة ودعة الحال فبادرته ( تدخلونا في اليسار وتبقوا مليارديرات؟) فاجاب (نحن ما قلنا ليكم اقعدوا في اليسار للأبد) هكذا نتبادل القفشات حين نلتقي وقد كبرنا وتزوج عيالنا وانجبوا لنا احفاداً وحفيدات.. واخذنا من الحياة نصيبنا كل بمقدار ما وهبه الله من مال وجاه ومنصب وفرص فالحمد من قبلُ ومن بعدُ لله مسير الكون ورازق الطير والانام وكل ما يدب على وجه البسيطة. في زمان السبعينيات استقر بي الحال واسرتي الصغيرة بلندن.. وجدت لي عملاً بالصحافة بشارع (فليت) وكنت قد اتممت دراساتي العليا بجامعة لندن ووجدت زوجتي عملاً هي الاخرى وقلت لها.. هذا موطننا الجديد.. وعملت جاهداً ان اتطبع بطباع القوم هناك.. ان لا تتحدث كثيراً.. ان لا تهتم باحد.. ان تعمل حتى الخامسة ثم تدفن وجهك في صحيفتك وانت تعود بالقطار من العمل الى منزلك.. ان تتلاءم مع العزلة والبرد القارس والصقيع والجليد والمطر والضباب... فكرت وفكرت ورأيت ان السودان بكل ما فيه افضل بلاد الله لنا.. فأعلنت العودة.. وكان آخر حفل عشاء لنا بمنزل الاخ الصديق عثمان جعفر النصيري وزوجته الفضلى سلمى بابكر لهما عرفاني واشواقي وتحياتي وقد استوطنا تلك الديار البعيدة.. فالت القاصة السودانية الشهيرة المقيمة بلندن ليلى ابو العلاء:


    Lonlyness is the malaria of Britain

    الوحدة هي ملاريا بريطانيا

    ونعود لحنتوب ونقرأ للشاعر اللطيف شمس الدين حسن خليفة يعدد كل معلم من معالمها ولا يغادر معلماً:

    والسفرة انتظمت وسرنا نحوها متتابعين بغير ما الزام
    هيا بنا نبدأ يصيح (براون) فبدأت في التو التهام طعامي
    (والصول) قد قاد الكديت بفتية بعد الغداء تدربوا بنظام
    ومحاسن الكشافة انضمت لنا في كل منضبط وكل همام
    صور تسابق في الخيال تهزني فاعيش في شوق يزيد ضرامي
    احبب بايام الصبا وجمالها مرحاً قضيناها وخيرا هامي
    ايام كانت للحياة حلاوة (الروض المطير) ورقة الانسام
    انا رضعنا عهد حنتوب هوى وقلوبنا ظلت بغير فطام
    حنتوب كانت عالماً متفرداً لمثابرين ونابهين عظام"


    وعلى ذكر الشعر فاتني ان اذكر الشاعر الصديق الامين بلة المهاجر منذ زمان بعيد باحدى دول البترول وقد التقيته في مطار البحرين وتذكرنا حنتوب وقرأ لي قصيدة كتبها في حنتوب لا اظن ان هنالك من الشعراء من تفوق عليها.. صدحت مكرفونات المطار وتوجه كل منا الى طائرته.. لا ادري اين الامين الآن وكيف اظفر بتلك القصيدة العصماء.. ارجو إن قرأ مقالي هذا أن يرسلها على بريدي الالكتروني فربما كتبنا حلقة اخرى عن حنتوب...

    من اشهر انماط الرياضة في حنتوب سباق الضاحية وهو سباق طويل حول المدرسة له رايات ومراقبون يقفون عندها ويبدؤه جميع الطلاب بقيادة الناظر هاشم ضيف الله ويبدأ القوم في التساقط والاعياء زرافات ووحدانا والذي يفتر يذهب الى مساطب ميدان كرة القدم الكبير في انتظار دخول الطالب الاول.. وكان الاول في زماننا كباشي وبعد تخرجه استلم الراية باب الله وقيل لنا ان صديقنا حسين الطاهر عبد الحفيظ في الدفعات السابقة لنا كان هو الاول كما قيل لنا ان في العبقريات الخارقة في الذكاء الاكاديمي كان محجوب عبيد وانور الهادي وفي زماننا كان العبقري سعد عدنان.. دخل معنا باب الله كلية اقتصاد جامعة الخرطوم ولكنه عزف فجاة عن الجامعة بكل مافيها من ترف ودعة عيش وفضل عليها الذهاب والبقاء لايام طويلة بقريتهم القريبة جداً من الخرطوم وهي الباقير ينعم هناك برفقة اصدقائه ويلعب الكوتشينة وقل ان يطل علينا في الجامعة ولكنه امتلك كتاب قانون الجامعة واصبح فيه مرجعاً يعرف الحد الادنى من المحاضرات والسمنارات التي ينبغي دخولها لتتفادى الفصل. ذهبنا له كاصدقاء اجاويد نقنعه بالعودة للجامعة فقال لنا ومعي مصطفى جمال الدين: انه دائماً ينوي الرجوع بعد نهاية الاسبوع ولكنه يأكل السبت وعندما يطل فجر الاحد يبين له ان الخميس على الابواب فلا من داعٍ للذهاب وهكذا تطول به المدة ظل باب الله يسقط ويملحق وينجح ويسقط ويعيد وينجح حتى فصل من الجامعة ولكنه عاد اليها بعد عشرة اعوام من تخرجنا فاكملها.

    من الاساتذة الاجلاء في عهدنا بحنتوب عهد الستينيات محمد سعيد القدال وابراهيم الزين صغيرون وحمد النيل الفاضل ومحمد الشيخ مدني وهؤلاء باستثناء محمد الشيخ جميعاً من ابناء حنتوب ثم بعد التخرج ودخول الجامعة لحق بنا هؤلاء الافذاذ وقد اكملوا الدكتوراه وواصلوا تدريسهم لنا بجامعة الخرطوم هكذا كان طموح الناس في ذاك الزمان.. ولقد تأثرت في كتاباتي بأستاذي المثقف الذكي د. محمد سعيد القدال الذي اضحى مؤرخاً لتاريخ بلادنا خاصة تاريخ المهدية وبفنه العميق في كتابة المقالات.

    أما استاذنا الراحل الهادي آدم فقد حببنا في الأدب والشعر فاصبنا في الشعر وصناعته بعض شهرة، تلك ايها القاري الكريم كانت ايام.. هل نشكو هذا الزمان لزماننا ذاك:



    "بشكي ليك أنا يا زمنا
    من زمن شال المحنة
    لا وتر من تاني رنا
    لا بلوم في فرعو غنا
    والحنان يا حليلو روح
    ما في زولاً تاني حنا
    جفت الزهرة النضيرة
    والغصون انفض طيرة
    الحبايب ولوا فاتوا
    والاماسي كمل عبيرة
    الكليمات الحنينة
    مالة راحت وراح رنينة
    والحبيب الكان يزورنا
    نلتقيهو ويلتقينا
    ضن بي فرص التلاقي
    لا بيسأل لا يجبنا"

    كامل عبد الماجد


    ما الذي بالله اطفأ في الناس البريق اين امثال صلاح احمد ابراهيم ومحمد عبد الحي وصديق منزول ومحمد وردي في الاجيال التي اتت من بعدنا بل اين مثل خامات التربية السامقة امثال عبد الرحمن على طه ونصر الحاج علي وهاشم ضيف الله وعبد الباقي محمد، ما الذي اطفأ في الناس البريق.. غير ان الفداء ان الرياح الجديدة اقتلعت القامات في كل بقاع الدنيا وخلطت الحابل بالنابل.. هبطت لندن العام الماضي وقد فارقتها قبل ردح طويل من الزمان بعد اقامة امتدت لعشرة اعوام.. فرأيت لندن اخرى غير التي عرفت.. فقد تكاثر فيها القوم من كل فج عميق فكنت والله اقرب ما اكون لاهل الكهف.. تغير كل شيء وتبدل كل شيء.. ونسيت كل شيء تقودني ابنتي من يدي وتدخلني من مكان الى آخر وكأن الاشياء كلها جديدة علي.. انكرتني لندن "وانا ابن سرحتها الذي غني لها"



    "لقيتنا في فتور مثلما تلقى الجديد



    وهي كانت ان رأتنا



    يضحك النور الينا من بعيد"



    انطوى في بريطانيا زمان مسز تاتشر وبيتر أوتول وجون لينون وكيقان وغيرهم من القامات السامقة.



    لا يحس بطعم ما اكتب الا اولاد حنتوب ولا يتنسم عطر ما أروي الا ابناء حنتوب.. الكبار منهم والصغار فحنتوب والوادي وطقت من حسنات الانجليز التي يُشكرون عليها مثلما يشكرون على الخدمة المدنية التي تركوا والخزان والمشروع والسكة حديد والبوستة والنقل الميكانيكي والمخازن والمهمات والنقل النهري وجامعة الخرطوم وكباري العاصمة ومباني الحكومة في كل مكان والتلفونات وغيرها.. ثبتوا لهم الفضل في هذه الانجازات ولا يمنعكم شنآن قوم ان تثبتوا فضلهم وتعدلوا.



    وافق صديقنا الاستاذ الكريم صلاح محمد عثمان يس ان يستضيف تكريمنا للصول محمد محمود رمز حنتوب الوحيد المتبقي في النادي العائلي الذي يرأسه ووافق صديقنا الاستاذ محمد عوض الكنزي ان يتكفل بالمرطبات والخدمة في تلك الليلة اما الهدية المالية التي سنقدمها له فقد وافق المئات من ابناء حنتوب عبر الهاتف على المساهمة فيها وهذه كلها (Gesture of gratitude) لمسة وفاء ورد جميل.. يتسلم ويسجل التي ستعلن في حفل التكريم المساهمات الاستاذ محمد عوض الكنزي مدير صالة وفندق المعلم جنوب التربية والتعليم تلفون 0922211540 وتلفون 0123094485 وسوف ننشر تاريخ ليلة التكريم.



    مع عرفاني وتقديري



    لا ادري لماذا نسيت وانا اعدد زملائي واصدقائي ابناء جيلي أو ان اذكر الاستاذ محمد احمد سالم مسجل الاحزاب السياسية والفريق الركن محمد عبد الله عويضة وقد كانا من اقرب الاصدقاء ليس فقط في حنتوب بل حتى في المدرسة المتوسطة... ومن اصدقائي من ابناء بلدنا المناقل كان هناك علي تاج الدين ومحمد الحسن جيمس وعبد الملك وود البر وقد سبقنا مصطفى محمود مصطفى ومصطفى آدم وآدم تاج الدين وكنت كلما قلت لاحد ان صديقي بحنتوب كان علي تاج الدين يسارع ويصححني (تقصد آدم تاج الدين) وذلك لأن علي كان ولا يزال منزوياً ومسكيناً وآدم واسع العلاقات الاجتماعية مثلي وكثير الحراك..


    اشكر كثيراً كل من اتصل بي من ابناء حنتوب ولهم عرفاني وما كنت ان اكتب عن حنتوب اربعة مقالات الا بعد ان امطرتني مهاتفاتهم الجميلة التي اعطتني دفعة قوية اوصلتني للمقال الرابع هذا..

                  

10-07-2007, 01:57 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)




    copied from al sahafa


    مدرسة حنتوب الثانوية مُتجذرة في ذاكرة الوجدان الشعبي، في بندر أو بيادر تجد شخصا ينتسب لحنتوب، خمسون عاماً هي عمر حنتوب الثانوية 43 -1993م وأسماء عريقة وذائعة الصيت أرتبطت بالمدرسة هنا الرئيس والوزير والأكاديمي ولكن عمنا محمد محمود - صول حنتوب - حالة خاصة فعلاقته بحنتوب علاقة وجدانية وعلاقة تاريخ كيف؟



    نتعرف على ذلك بعد قليل، المهم ركبنا عربة بوكس توسطها خروف والناس في ضجر وتذمر شديدين، آخر محطة للبوكس كان عمنا الصول، ينتظر المواصلات، سلمت عليه قال «ما عرفتك يا ولدي » قلت «أنا بتاع التلفزيون» سجلت معاك حلقة في رمضان الفائت رحب بيَّ للمرة الثانية.



    عمنا محمد محمود علاقتة بمدرسة حنتوب بدأت سنة 1946م شهر سبتمبر، وجئت إليها من فرقة المهندسين «سلاح المهندسين» التابعة لقوات دفاع السودان وتم انتدابنا اثنين من فرقة المهندسين للعمل كمدربين بمدرسة حنتوب الثانوية ومدرسة وادي سيدنا الثانوية.




    = حنتوب القرية الحالية كانت موجودة؟
    كانت بيوت من القش مفرقة 10 -12 بيتا.



    = هل تذكر مديري المدرسة؟



    والله كتار جداً لكن من الشخصيات التي لا تنسى :مستر بروان، إنجليزي، معاملة راقية جداً، طيب، وكان زول «دغري» والشغل ماشي زي الساعة وما في مدير بعدو يقدر يغير طريقة مستر براون، النظام الوضعو مستر بروان ماشي حتى حنتوب أنتهت.



    = وتاني منو من المديرين؟



    هاشم ضيف الله، يا سلام هزَّ رأسه ده سيد النظام، زول مرتب جداً ما يجامل، إذ داير تخش عليه لازم تستأذن، ما في حاجة تجي داخل «تُووش» الكلام ده للأساتذة والطلبة ماعندو وقت عشان يتكلم مع أي زول.



    = أنت جيت حنتوب ثلاثة سنوات، قعدت 50 سنة كيف؟



    صاح أنا جاي ثلاثة سنوات، خلال الثلاث سنوات دي نظمت المدرسة تمام، والشغل عجب مستر بروان، فرفض رجوعي لفرقة المهندسين، والحقني بوزارة التربية والتعليم وقعدت في حنتوب حتى سنة 1993م.



    = كيف يبدأ اليوم الدراسي في مدرسة حنتوب؟



    الساعة 7 صباحاً يضرب الجرس الأول، في الوقت ده صول المدرسة والمدرسين يكونوا جنب الفصول والطلاب يمشوا على الفصول، الجرس الثاني، يقرع للطلاب، الساعة 15: 7 الجرس النهائي، تاني مافي زول يدخل الفصول والعقوبات تبدأ بالتوجيه وبعد ذلك الجزاءات.



    = حنتوب طبعاً ما قراية بس؟



    حنتوب فيها كل المناشط، وموزعة توزيعا دقيقا جداً حسب الداخليات شرقية وغربية، الألعاب الرياضية تبدأ من 4-6 مساء، يوم السبت خاص بالفريق الأول «كرة سلة أو قدم» يوم الأحد للداخليات، الداخليات الشرقية تمارس كرة القدم ، التنس بكل أنواعه مضرب، طاولة، الداخليات الغربية تمارس رياضة الجري 5 ميل يوم الاثنين كل المدرسة في الجمعيات الأدبية، يوم الثلاثاء يحصل العكس الكانوا في الكورة يمشوا الجري وكده.



    = كيف كان جو الدراسة في حنتوب؟



    الجو في حنتوب هادئ جداً، ومافي حاجة غير القراية، عشان كده قالوا فيها مثل شهير «لو قعدت تحت شدر حنتوب بتجيب الشهادة» حنتوب كانت مدرسة فريدة وأنت قايل السودان ده البحكمو منو، ما بتحكموا حنتوب! كل الوزراء والرؤساء مرقوا من حنتوب.



    = زي منو يعني؟



    جعفرمحمد نميري، ده شخصية قوية وكان مهابا جداً مما كان طالبا وكنا نلعب معاه في فريق المدرسة وأنا كنت بتحامر معاه شديد لمن نلعب مع الطلبة وكان موهوب في الكورة وكان كابتن الفريق في المدرسة وعوام سمكة يقطع البحر زي المافي حاجة ونميري كان محبوبا جداً من مستر براون، وتلقي براون يكورك «نميري نميري».



    = وتاني منو من الشخصيات الهامة؟



    شفت الترابي ده أشطر زول، الناس بقروأ أربع سنوات، الترابي قرأ ثلاث سنة، أمتحن وجاب الشهادة وخش القانون، ومستر براون كان مستغرب في شطارة الزول ده، والغريب الترابي ده كان هادئ جداً و غير مشاغب، وملتزم من زمان وجنو صلاة...



    = عملت شنو بعد حنتوب فرتقوها؟



    حنتوب سودان مُصغر، الطلاب من جميع أنحاء السودان كانوا يتلاقوا في حنتوب من الشرق والغرب والشمال والجنوب، يحصل تمازج وتبادل للأفكار وانصهار بين بيئات مختلفة، مش الطلاب بس حتى الأساتذة حنتوب دي فكرة جميلة.



    = أنت قلت نميري ده خطير، والناس بقولوا نميري طيش حنتوب؟



    الناس بقولو كده، لكن حنتوب ما بتجيب زول ساي، حنتوب فيها ثلاثة مستويات، المستوي الأول، المستوي الثاني، المستوي الثالث، نميري كان في المستوي الثالث، وزول بمسك فريق الكورة، والخواجة عاجبو شديد ده زول ساي.



    = بعد ما أستلم نميري الحكم في السودان، هل زارك في حنتوب؟



    أنت عارف في الرؤساء ديل كلهم، الوحيد أتذكر صول حنتوب، هو نميري بعد قيام ثورة مايو طوالي جاء حنتوب وسأل عني وقلدني قدام الناس فترة طويلة، المرة الثانية سنة 1971م في العيد الفضي لمدرسة حنتوب جاء ودعا مستر براون من إنجلترا خصيصاً لليوبيل الفضي.



    = الدولة ما كرمتك؟



    لا رئيس ولا الدولة قالت تكرم عمنا ده ، كل الوزراء والمسؤولين في الدولة دي مافي واحد قال نكرم الزول ده، والله يا ولدي سكيناهم من هم شفع، وكل زول لقي ليهو منصب انشغل فيهو.



    = أنت زعلان



    الحمد لله في أي مكان في السودان بلقي واحد من طلابي وقاعدين يقدموا ليّ خدمات طوالي ومجانية وفي دكاترة منهم يقولوا لي لازم تجينا «بقول ليهم أنا ما عيان».. وأذكر منهم عساكر وزير الإسكان عساكر ده أدي كل عمال مدرسة حنتوب مربع كامل هو مربع 15 وهسع البيت الساكن فيهو ده أداني ليهو عساكر.



    = حكاية صول 50 سنة عندها تأثير على حياتك الخاصة في البيت؟



    شوف أنا بحب النظام شديد وأحسن منو مافي، الزول البعرف النظام بكون مرتاح، وأي حاجة ما في محلها ما بقبلها كلمتي واحدة وهي البتمشي.



    = أولادك درسوا في حنتوب؟



    الحمد لله أولادي كلهم درسوا في حنتوب معظمهم تخرجوا في الجامعات سيف الدين مهندس كهربائي، ضياء الدين اقتصادي وهسع شغال مع منظمة سعودية في جيبوتي وصلاح ده بقي مدرس ما تخرج في الجامعة وعندي بنت مدرسة وبنت خريجة اقتصاد.



    = رأيك شنو لو رجعت حنتوب مرة أخرى؟



    يا ريت حنتوب دي كان لازم تستمر كمدرسة قومية وديل هم البرفعوا البلد دي.



    المحرر:



    عم محمد محمود مولود سنة 1920م يعني تجاوز العقد الثامن بأربع سنوات وعمنا ماشاء الله مازال شاباً إذا رأيته لا يخالطك الشك أنه في الخمسين من عمره، مقارنة بطلابه الذين درسوا الكلية الحربية كنميري وبابكر علي التوم وغيرهم.
                  

10-09-2007, 12:20 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: Mustafa Mahmoud)


    الأخ مصطفى محمود

    لك التحية

    ولك الشكر لنقل هذا اللقاء الجميل مع عمنا محمد محمود والذى يعرفه كل من مر بحنتوب يوما فهو رجل كان رمزاً ومن اروع مافى حنتوب ولا يوجد فى الكثير من المؤسسات الاخرى هو تقديرها للعاملين لديها ولست ادرى من اين اتى ذلك ولكنه يبدو تقليد منذ عهد الاستعمار حيث نشأة المدرسة ولا تخطىء العين لمن مروا بحنتوب تمثال جميل اقامته شعبة الفنون لاحد العاملين بها وهو الراحل "المك جيلى" ولعله كان مسئولا عن الجرس قبل العم مصطفى وقد وضع ذلك التمثال فى واجهةالمدرسة فى حديقة رائعة جدا وبالقرب من التلسكوب الشهير ... أحزننى ان الظلاميون اعتبروا ان ذلك التمثال يعبد وانه وثن فقاموا بتحطيمه وبذلك حطموا جزءً هاما من حنتوب وذكرياتها فقد كان يميز تلك الحديقة الرائعة وواجهة المدرسة ... تصوروا احبتى لم يخلد الناس المدراء فى تلك المدرسة مع عظمتهم واستحقاقهم للتخليد ولا الاداريين ولا المدرسين ولكنهم خلدوا العاملين ... انها ميزة تستحق التقدير والاحترام وتستحق ان ننحنى لمن قاموا بها فهم اهتموا بالانسان بغض النظر عن وظيفته او مكانته الاجتماعية وانها حقا لمدرسة فى الاخلاق والقيم قبل العلم والمعرفة ...

    شكرا اخى مصطفى واتمنى طول البقاء لعمنا محمد محمود ذلك الرجل الرمز الذى حظى باحترام كل من عرفه يوما وللعلم عمنا محمد محمود من مدينة الابيض ولكن كل من جاء حنتوب عاملا اصبح مواطنا فيها ولم يعود لاهله كحال بقية العاملين كما ذكر استاذنا الشاعر كامل عن الراحل عبدو محمدنور...

    مع مودتى .....
                  

10-07-2007, 02:10 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)

    حنتوب لم اكن اعرف عنها سوى ما نقله لنا الفنان الخير عبد الرحمن
    لكنها عالم اخر نقله لنا اساتذتنا الذين كان لهم شرف التدريس فى تلك المؤسسة التعليمية العريقة
    منهم الاستاذ محمد عبد العال الفنان التكشيلى(0يعيش الان فى قطر )
    والفنان الاستاذ عمر احمد مودى
    واخيرا والد ابنتى الذى كان من خريجيها ايضا
    علمت منهم ان هناك جماعة مسرحية كانت هى المفتاح السرى الى انتج العديدين من الفنانين بعد ذلك
    هى جماعة الهدهد
    وكنت شاهدا على تلك الفرقة من خلال بحث والد عزة فى تخرجه فى معهد الموسيقى والمسرح حيث كان بحثه عن الفرق والجماعات المسرحية فى السودان وكانت جماعة الهدهد هى احد تلك الفرق
    وحين التقيت الاستاذ محمد عبد العال فى الدوحة العام قبل الماضى دار بيننا حديث طويل عن حنتوب وعن تلك الجماعة
    ولعلنا ممتنين لكل من وثق لنا تلك الحقبة عن حنتوب وعن الفرق والجماعات المسرحية
    لكنى للحق لم اشهد حنتوب الا فى العام الماضى حين سافرت للعزاء فى وفاة الراحلة صلحة الكارب حيث اهلها ما يزالون يعيشون فى حنتوب
    لا ادرى لماذا جال بخاطرى ان تلك الامكنة متشابهة
    ففى اللحظة التى دخلت بنا الحافلة الى المدينة (حنتوب ) طافت بذاكرتى مدينة (بارا) واحسست بالفة بالغة
    لكنها يبدو لى انها مدن السودان التى تتشابه فى الحميمية والحب والتالف بين اهلها
    شكرا لك لانك نقلت لنا كل تلك الروائع المكتوبة من اناس نحبهم
                  

10-07-2007, 02:12 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    لا أنكر إنني ذهبت أجرجر ساقاً من قلم وأخرى من ورق، وغاية منيتي تحسس (جذور البلادة) التي حاقت بالمشير جعفر محمد نميري، أول رئيس لجمهورية السودان الديمقراطية، بعد ان تخلص ثوار مايو من السادة ومجالس السيادة وسيادة صحن الصيني، أو كما قالوا..!
    جمع مبارك في جمعة مبرورة، إجتمعوا في رقعة كأنها نسخة مصغرة من (حنتوب الجميلة) في مزرعة (ود الناظر)، السيد إبراهيم منعم منصور ببترى. نجوم دارت ذات يوم حول كوكب حنتوب الثانوية ــ دفعة 1951م ــ تلاقوا هنا للسمر ونبش الاشجان ودفن الاحزان ولعق شطائر الذكريات..!
    استدرت بقلمي صوب الحضور ــ وجلهم (أسماء في حياتنا) ــ لألتقط سيرة أخطر ثلاثة (طلاب) من قادة السياسة والفكر وتحريرالجدل في السودان.
    جعفر نميري الهارب من القراية ام دق ــ ليدق بسلطانه العالمين ــ وحسن الترابي المتقوقع في محارة الانطواء بعيداً عن السياسة ــ قبل ان يدلق محتويات الطاولة على الجميع ــ ومحمد إبراهيم نقد، (المحيط المتجمد اليساري) ورجل الخط الذي رفع الراية للرئيس نميري في حنتوب (عشان عمل سارق).. وها هو نقد الآن قد إستبدل الراية بكروت حمراء، وان كانت غير ملزمة لـ (لاعبين الزمن ديل !!)
    في أربعينات القرن الماضي كانت مدرسة ام درمان الاميرية، هي الثانوية الوحيدة في السودان وتقع شمال سينما الوطنية وشمال شرق قهوة يوسف الفكي، فأنشأ الانجليز مدرستي حنتوب ووادي سيدنا في منتصف الاربعينات وكان الاستاذإسماعيل الازهري يعمل معلماً بها، ولمّا أراد المستعمر إبعاده عن الخرطوم لأنه يشكل خطراً سياسياً، هددوا بنقله لمدرسة حنتوب الوليدة فقال الازهري قولته الشهيرة: (في حنتوب مُش حنتوب) .
    مدرسة حنتوب التي بناها المهندس الاغريقي (كلينجي)، مستصحباً كل مقتضيات المعمار الحديث وموجبات التربية ومستلزمات البدن والبيئة والصحة والتعليم، ساعده في بناءها الفنان عبد الحميد يوسف بمعاونة من الشاعر الالمعي، حميدة ابو عشر الذي كان رئيساً للنجارين، وربما تولدت قصيدة حميدة ابو عشر الشهيرة (غضبك جميل زي بسمتك) بعد خصام عابر بين شاكوش ومسمار، ليؤديها الفنان عبد الحميد يوسف، كألياذة غناء لا تتكرر:
    [الاشتياق والاحتراق والوجد لي
    والانسجام والابتسام والحسن لك
    خايف خدودك تنجرح من نظرتي
    وخايف فؤادي يذوب غرام من نظرتك
    جرت وجفيت وجفاك مريع
    على كل حال غضبك جميل زي بسمتك
    (2)
    بعد ان سمقت مدرسة حنتوب على ضفة الازرق العاتي، تولى نظارتها المستر (براون) أما المعلمين فقد كان جلهم من الانجليز، عدا أساتذة اللغة العربية والتربية الدينية بالطبع وهم: إسماعيل ابو القاسم، وشيخ القاسم محمد عثمان، محمد عمر الازهري، محمد الاحمد الصديق، أحمد ابو بكر (من مصر)، وشيخ الأمين عبد الرحمن من كترانج معلماً للعلوم الدينية.
    ومن ابرز طلاب الدفعة الاولى: الاستاذ الفاضل سعيد وأحمد التجاني الهادي. اما الدفعة الثانية، فكان ابرزهم جعفر نميري ومحمد ابراهيم نقد. والدفعة الثالثة التي اجتمعت اليوم في ضيافة ابراهيم منعم منصور فقد عرفت بدفعة الترابي وعبدالله زكريا، مهندس كتاب القذافي الأخضر..!
    (3)
    من منتجات حنتوب، ان المشنوق انتحاراً، محمد عبد الرحمن شيبون، (أوسعه حياةً)، الدكتور عبدالله علي ابراهيم. وشيبون كان يسهم في تحرير جريدة استارز الحائطية باللغة الإنجليزية مع تجاني عبد الهادي وبابكر على التوم وكان يصدرها فريد عتباني وبكري حسن أبّو وعبد الرحمن لطفي، نجل صاحب مدرسة لطفي برفاعة التي عمل بها شيبون لاحقاً ومنها انطلق نحو مشنقته التي شيدها في حمام مدرسة نورين بالحصاحيصا.
    ومن لطائف حنتوب، جمعية الموسيقي التي كان يديرها الدكتور ادريس البنا، استاذ الفنون يومها. الجمعية الدينية ويرأسها الشيخ اسماعيل ابو القاسم، جمعية الزراعة ويترأسها أحمد وعبد الرحمن لطفي وحسن علي.
    ومن رؤساء الداخليات، كان ميرغني النصري رئيساً لداخلية ضيف الله، وداخلية ابو عنجة كان رئيسها جعفر نميري وداخلية المك نمر رأسها عثمان حسن الريح.
    وداخلية الزبير تقاسمها عبد العاطي محمد عبد العاطي والطيب عبدالله، رئيس نادي الهلال الاسبق، فيما نال الرشيد الطاهر بكر رئاسة داخلية عثمان دقنه.
    (4)
    عن حكايات الطالب حسن الترابي في حنتوب، يقول الدكتور أحمدعلى الطيب:
    (الدكتور الترابي أنبه وأذكي وأحفظ أنسان التقيه في حياتي لانه كان يحفظ القصيدة الطويلة جدا إذا قرأها أمامه ثلاثة طلاب).
    وعن تسيس الترابي في حنتوب يقول المهندس عبد الرحمن لطفي:
    (الترابي لم يكن إسلامياً ولا سياسياً، والحركة الاسلامية في حنتوب قامت عل جهد عبد الله زكريا وجعفر شيخ إدريس وكان يقودها محمد يوسف محمد، الطالب بكلية الحقوق.
    وفي العام 1950م اعلن عبد الله زكريا عن محاضرة يقدمها الاستاذ جعفر شيخ ادريس عن مستقبل الاسلام في السودان، فإجتمع حوالى 40 طالباً بين داخليتي ابوعنجة والنجومي ولأن سحب التيار الكهربائي من الداخليات كان ممنوعاً، أحضر عبد الله زكريا(رتينتين) من قهوة عم محمد التي كانت تتاخم المدرسة.
    عبد الله زكريا قدّم جعفر إدريس وهو يقرأ مقالاً لسيد قطب من مجلة اسلامية وكانت مفاجأة للطلاب، لأن جعفر شيخ ادريس هو الطالب بالصف الاول. ويقول الدكتور محمد عثمان ابو زيد:
    (اجاد جعفر حديثه عن مستقبل الاسلام وكانت هذه المحاضرة بداية حملته لتجيند الطلاب للحركة الاسلامية التى يقودها الاستاذ محمد يوسف محمد وزميله بابكر كرار. ويضيف ابو زيد: عندما سألوا كبير الشيوعيين في حنتوب عن محاضرة الطالب جعفر شيخ ادريس قال في جهالة:
    (يكفي ان مقدمها جعفر شيخ ادريس، الذي يعتبر دعاية سيئة للاسلام ــ على حد تعبيره ــ لان جعفر كان به عرج في إحدى رجليه.
    (5)
    يقول رب المنزل وضيف الدفعة، السيد إبراهيم منعم منصور، وزير المالية الاسبق، وأحد خريجي الدفعة عن حياة نميري في مدرسة حنتوب:
    (نميرى جاء الى حنتوب محولاً في السنة الثانية وكان قليل القراءة لانه يشارك في أكثر من نشاط رياضي لكنه لم يكن بليداً وما أشيع عن انه كان(طيش حنتوب) مكايدة سياسية ليس الاّ والدليل على ذلك تفوقه في الكلية الحربية ونيله للماجستير في العلوم العسكرية من بريطانيا.
    نميري تولى رئاسة داخلية ابو عنجة وكان يسكن في (الغرفة العامة) وهي غرفة منفصلة عن الداخلية أو العنبر وتخصص للطلبة المشاغبين قليلي القراءة وبها من ادوات الترفيه والاستماع ما يجعل منها نادياً للداخلية وكان يسكن معه محمد إبراهيم نقد، صاحب الصوت الجميل والنكتة الحاضرة وبرير محمد حامد وبشير محمد يوسف الملقب بــ (ابو ظريفة)
    (6)
    في العام 1973م طلبت لجنة الاحتفال باليوبل الفضي لحنتوب من جميع خريجى المدرسة ان يأتوا للمدرسة، فحضر نميري وقتها كان رئيساً للجمهورية وعندما دخل الى (الغرفة العامة) لداخلية ابو عنجة التى كان يسكن فيها، طلب منه أحد زملائه ان يعطي الامان لـ (نقد) الذي كان في واحدة من نوبات إختفاءه، فأعطاه نميري الامان ليأتي ويحتفل.
    خرج الاستاذ محمد ابراهيم نقد من مخبأه وحضر الاحتفال وشارك في ادارة المباراة الرئيسية كمساعد اول لحكم المبارة التى شارك فيها نميري. ومن طرائف ذلك اليوم المشهود، انه وعند استلام نميري الكرة بصدره وقبل ان يسجل هدفه، كان نقد يرفع رايته ولكن الحكم لم ينتبه له حتى احرز نميري الهدف، فحضر حكم المبارة اليه فقال له نقد: الراجل دا سارق..!
    فلم يأخذ الحكم برأيه واحتسب الهدف، فالتفت نقد الى جمهور المسطبة الشرقية قائلاً في سخرية لا تخلو من المكر السياسي:
    ــ اصلو حكام الزمن دا ما بسمعوا الكلام ..!
    (7)
    في واحدة من زيارات نميري الى لندن قدمت له الملكة اليزابيث الدعوة ليتناول معها وجبة الغداء وسمحت له بدعوة مواطنين انجليز، فدعى نميري المستر براون،ناظر مدرسة حنتوب الذي حين جاء ودخل على الملكة في حضور نميري، بكى وقال:
    لم أصدق قط ان ادخل الى ملكة بريطانيا واتناول معها الغداء، وانا الذي كنت حين اسمع ان الملكة ستطل على الجماهير من فوق بلكونتها اقف منذ الصباح حتى يتسنّى لى رؤيتها.
    حضرة الناظر براون كان يعتبر الدعوة بمثابة وفاء، من تلميذ يعرف معنى الوفاء.
    (8)
    (الترابي: غياب)
    من خريجي الدفعة الذي تمكنوا من الحضور:
    اللواء متقاعد صالح محمد عبد الله – المدير الاسبق للشئون المالية بالقيادة العامة للقوات المسلحة، الاستاذ عبد الله زكريا – المدير العام لمركز الدراسات الافريقية، البروفسير عامر محمد صالح، المهندس سر الختم محمد صالح، الحاج حسين الجمل، بكري حسن أبّو، معاوية حسن فريجون، الريح عثمان موسى، بخاري عبد الله الخضر، مصطفي محمد سعيد، د. محمد عثمان ابوزيد، ابراهيم منعم منصور، المهندس عبد الرحمن لطفي، بدر الدين ابراهيم محمد، وعثمان صالح محمد.
    لكن الدكتور حسن الترابي الذي يسجل حضوراً في كل الدفاتر الاجتماعية والسياسية، سجل ألفة الدفعة في خانة اسمه: غياب !
    أمير الشعرانى
    صحيفة الرأى العام السودانية
    باحث : تلفزيون السودان
    تلفون: 0122561373
                  

10-09-2007, 12:38 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: Mustafa Mahmoud)



    الأخ الدكتور مصطفى محمود

    لك التحية والتقدير

    ما اجملك وانت تنقل لنا هذا المقال التحفة والذى لا يجود الزمان به فقد أرخ لفترة بعيدة وصحح مفاهيم خاطئة كثيرة ثبتت فى الأذهان وكتب عن فترات لم تدون ولم يعرفها أحد....
    التحية للأستاذ أمين الشعرانى الذى كان شاهدا على فترة بعيدة وسحيقة فى القدم سائلا الله ان يطول فى عمره ويمنحه الصحة والعافية ...
    لقد اثريت هذا البورد اخى مصطفى بما لم اكن اتصور او اتعشم فيه وليته يسير بهذا المنوال ليكون توثيقا طيبا لحنتوب الجميلة ...

    مع مودتى
                  

10-09-2007, 12:27 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: سلمى الشيخ سلامة)


    الأستاذة سلمى الشيخ سلامة

    لك التحية والتقدير

    ما اجملك وانت تنبشى ذكريات الاعزاء .. فقد حظيت بأن درسنى الاستاذ محمد عبدالعال فى حنتوب فقد كان الرجل مدرسة لذاته وكان القرب منه تعلما ومكسبا لا يضاهى له التحية وله التقدير ورد الله غربته..

    الهدهد عزيزتى كان شعار مدرسة حنتوب فقد كانت فى السنوات السابقة لكل مدرسة شعار ولما كانت حنتوب تزخر بطائر الهدهد فقد تم اتخاذه شعارا لها ومن هنا كانت جماعة الهدهد تمثل انتماء لحنتوب ومع انى لم احضرها ولكنى سمعت عنها حديثا جميلا ولعل الأخ الدكتور النور حمد (ان لم تخنى الذاكرة) قد تحدث قبلا عنها فى بوست اخر عن حنتوب الجميلة ...

    رحم الله الاخت صلحة واسكنها فسيج جناته
    ولقد سعدت حنتوب قطعا بزيارتك لها رغم حزن المناسبة ورغم انها كانت متشحة بالسواد لرحيل صلحة ولكنها لن تنسى لك ذلك الصنيع ..
    فعلا الكثير من مدن السودان تتشابه ملامحها وما ان تدخل المدينة حتى تألفها وتظن انك عشتها قبلا..

    لك التحية ولك الاحترام عزيزتى ولك الشكر على هذا الاثراء الجم ....

    مع مودتى
                  

10-10-2007, 01:16 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)


    ثرثرة وذكريات:حنتوب الجميلة (5)

    كامل عبدالماجد



    المقالات التى أوالي كتاباتها عن حنتوب الجميلة ازاحت الغبار عن ذكريات كامنة فى نفوس الكثيرين من ابناء حنتوب.. انشغل الناس بالحياة فى مدها وجذرها وظلت الذكرى فى الدواخل مثل جمر يتقد لبرهة ثم يخبو، وعن شعور مشابه لهذه قال الشاعر الفذ صديق مدثر:


    (ومضة عشت على إشراقها
    وانقضت عجلى وما أصغت إليّا)

    وعبر عن معنى مقارب لهذا صديقنا الشاعر المقتدر الراحل حسن الزبير:

    (غايتو وآحسرة زماني
    عشت دون الناس أعاني
    وما لقيت غير الاماني
    جمري يهدأ يهبوا تاني
    وألقى وين يا ناس اماني)

    اتصل بي عشرات الاصدقاء من أبناء زماننا بحنتوب والزمان البعيد والزمان الذي بعدنا.. وكلما قلت هذا هو المقال الأخير جد مني العزم مرة أخرى نزولاً لرغبة ابناء حنتوب فأكتب.. وأكتب.. فتأمل بالله عليك كيف يفعل تحريك الذكرى فى جوانح الناس، وما حنتوب إلا فترة سعادة نثرها الله فى اعمارنا الغضة وحبانا بها فظلت عطر عمرنا وعبيره الاخاذ والشكر من قبل ومن بعد لله الذي ساق خطانا الى تلك الخميلة المورقة الغناء.

    كانت لصديقنا يحيى الحاج ابراهيم ملكة باهرة فى الدراما وقد امتهن فى مقبل أيامه الدراما وتخصص فيها، وهو الآن ومنذ ردح طويل من الزمان يعمل مديرا للدراما بدولة الشارقة... وقد جاء هو وهاشم صديق وعثمان البدوي فى زماننا بلندن واكملوا الدراسات العليا فى الدراما وقد اتصل بي شقيقه عيسى الحاج ابراهيم يقول لي هل نسيت من اولاد حنتوب صديقك يحيى... وبالطبع لا أنسى يحيى ولا ينسى يحيى احد من ابناء جيلنا، وقد جلسنا لامتحان الشهادة الثانوية وأذكر امتحان الهندسة وكانت المسألة الاولى تعادل فى درجاتها قرابة نصف الامتحان والامتحان بالطبع باللغة الانجليزية وكتبوا لنا أن نستعمل الـcompass لحل المسألة وكنا لا نعرف ان كان الكومباس المنقلة او البرجل فأسقط فى يدنا... كان يحيى يجلس امامي ففكر بذكائه المتقد فى اخراجنا من هذا الموقف الخطير... فأخذ المسطرة والاستيكة والمنقلة والبرجل ووضعها على عتبة الشباك القريب منه... ونده للمراقب وكان من خواجات خو رطقت بريئا ومسكينا وعندما جاء اليه قال له:

    Sir can you please give me this compass فناوله له وعرفنا ان الـcompass هو البرجل فتنفسنا الصعداء وحلينا المسألة فتأمل بالله ذكاء يحيى وسرعته فى التفكير... كان يحيى يدخل الدراما فى كل شئ فيبهرنا ويدهشنا ويضحكنا غير ان الدراما لم تسعفه فى مباراة الالقاء الانجليزي فقد كان ينطق الانجليزية بطريقة تمثيلية يعوج ويلولو فمه فتخرج الكلمات غريبة... نفوز عليه ويأتي فى المرتبة الاخيرة.. فالحكام كانوا إنجليزا لا يفهمون سببا لحركات يحيى وهو يلقي موضوعه. الى يحيى تحياتي وأشواقي أينما كان.


    كان الزمن فى حنتوب يطبق على كل شئ ويشكل كل شئ... كل شئ بتوقيت... الحصص... الطعام... الرياضة... المذاكرة... النوم... حمام الصباح... التوجه من الداخليات صوب المدرسة... لا شئ فى حنتوب للصدفة... وضع مستر براون النظام الذي يسود فى امبراوطوريته حنتوب كما كان يسميها وعلى الجميع الدوران فـى الـsystem دون ابداء رأي كان للحياة طعم بديع فى كل مناحيها.. كان للدراسة طعم وللرياضة طعم وللأنس طعم ولكباية الشاي فى القهوة التى خلف داخلية النجومي وفى النادي المجاور لمتحف روشستر طعم وللاخاء والالفة والصداقة وللفول فى الفطور والعشاء كلها لها مذاق عالق بنا حتى اليوم، كان لطماطم مطعم ود المقلي طعم عجيب.. وكان وكان وكان... وهل تحيط ذكرياتي بخضم حنتوب الجميلة... هيهات.

    وضمن الامسيات الفنية وكنت ضمن المشرفين عليها ارسلوني لود مدني لدعوة مغنين لإحياء احدى الامسيات فسمعت ان مغنيا جديدا من طلاب المعهد العلمي بدأ فى التألق وهناك شاب صغير يغني بالهندية فأتيت بهما فكانا محمد الامين وابوعركي.. غنى لنا محمد الامين (مسيحية) و(يا معاين من الشباك) و(طائشة الضفائر) فكان بها اول فنان عربي يتغنى بأشعار نزار قباني.. اما ابوعركي فقد غنى لنا اغنيات هندية كان يدخل السينما ويحفظها عن ظهر قلب فتأمل!! ولعل التاريخ يسجل لى أنني اول من أتاح لمحمد الأمين فرصة الغناء للصفوة.

    نبهني ابن اخ النقابي الشهير شاكر مرسال ان شاكرا ايضا من ابناء حنتوب.. وان فاتني ذكره ضمن اهل السياسة والنضال الوطني فقد كان ذلك سهوا... وشاكر مرسال من رعيل حنتوب الاول وربما يكون ضمن الدفعة التى افتتحت بها المدرسة وهو معروف ومشهور ومشهود له بالنضال. وبالطبع لا يمكن لي كما ذكرت ان أحصي وأحيط ببحر حنتوب المتلاطم الذي ظل يدفع لشاطئه كل عام بمئات الخريجين... كلهم والحق يقال اسهموا في نهضة الوطن وإعماره كل فى مجاله.

    جاءني عبر الهاتف صوت يتدفق حنينا ورقة وتكاد تأخذ به العبرات... اوضحت لي صاحبة الصوت فى لهجة اقرب الى المصرية انها أرملة الراحل عبدالمنعم فهمي الذي عينه مستر براون ضابطا للمدرسة وكنا نسمي ضابط المدرسة (البيرسر)، قالت لى ان مقالاتي ابكتها وفتحت فى جوانحها نافورة من الذكريات المتداعية واعادتها الى اول يوم تدخل فيه حنتوب وهي حديثة الزواج فى عمر السادسة عشر وهي الآن تخطت السبعين وطفقت تحدثني عن زمانهم بحنتوب المترع بالدعة والسعادة والعبير وألتمست ان توجه لها الدعوة فى ليلة تكريم الصول محمد محمود... وادهشني كثيرا اتصال من اختنا عيشة حرم صديقنا رجل الاعمال عمر ابو القاسم صاحب كلية قاردن سيتي ذكرت انها تتابع بشغف ودموع مقالاتي عن حنتوب وهي بحكم السن لم تكن قد ولدت فى الزمان الذي نتحدث عنه وتقول انها لا تصدق ان المدارس الثانوية بالسودان كانت على النحو الذي نصفه نعم يا اختنا العزيزة كانت كما وصفنا ثم داست عليها عجلات الزمان وكادت ان تندثر لولا ان تداركتها مؤخرا يد الترميم والصيانة ولكنها تحولت من ثانويات الى كليات جامعية.

    مررت ومعي صغاري بحنتوب فى اوائل الثمانيات وعرجت عليها وألفيتها لا تزال مدرسة ثانوية ولكنها تدهورت ودخلت داخلية النجومي داخليتي القديمة وجلست فى ذات مكاني القديم ولكن(السراير) تحولت الى (عناقريب) والحمامات تداعت والشجر الظليل فى وسطها اختفى.

    وأنا اجلس بمكان سريري فى داخليتي القديمة بعد ردح طويل من الزمان تذكرت ابيات الشاعر العظيم محمد سعيد العباسي:

    (ولقد سعيت لها فكنت كأنما... أسعى لطيبة او الى ام القرى
    وبقيت مأخوذا وقيد ناظري.... هذا الجمال تلفتا وتحيرا
    فارقتها والشعر فى لون الدجى... واليوم عدت به صباحا مسفرا
    ووقفت فيها يومذاك بمعهد... كم من يد عندي له لن تكفرا
    دار درجت على ثراها يافعا... ولبست من برد الشباب الانضرا
    وصحابة بكروا الى وكلهم... خطب الملأ بالمكرمات مبكرا
    يا من وجدت بحبهم ما اشتهي... هل من شباب لي يباع فيشترى
    ولو أنهم ملكوا لما بخلوا به... ولا رجعوني والزمان القهقهري)

    هل كان العباسي فى يومه ذاك يتحدث بلساننا؟ ما أروعه من شاعر... أليس هو القائل ايضا:

    (ولامني فيك والاشجان زائدة... قوم وأحرى بهم ان لا يلوموني
    أزمان أمرح فى برد الشباب على... مسارح اللهو بين الخرد العين
    والعود أخضر والايام مشرقة... وحالة الانس تغري بي وتغريني
    ما أنس لا انسى اذ جاءت تعاتبني... فتانة اللحظ ذات الحاجب النوني
    يا بنت عشرين والايام مقبلة... ماذا تريدين من موئد خمسين)

    اتصل بي ايضا اللواء عبدالكريم باب الله يثني على المقالات وهو من ابناء حنتوب ويقول لي ان انسب مكان لتكريم الصول محمد محمود نادي ضباط القوات المسلحة برعاية القيادة العامة فالرجل جندي بحكم المهنة وله عشرات التلاميذ من من هم فى رتبة اللواء وارفع منها فرحبت بالفكرة وما دام الامر سيتم بحضور كافة ابناء حنتوب وصلتني ايضا مهاتفة كريمة من ابننا نجل العم الراحل الريس عبده الذي رحل عن الدنيا الشهر الماضي يشكرني عن الاشادة بوالده ورأيت ان نوسع التكريم ليشمل ايضا اسرة الريس عبده كتب لي ايضا بروفيسور عبدالله عوض عبدالله وبروفيسور عبدالله حمور يتحدثان عن ذكريات حنتوب وايام حنتوب فلهما تحياتي... وقد انهمرت علي مكالمات الصحاب والاصدقاء انهمار الخريف على مدينة الخرطوم فباغت شوارعها وافزعها فقد تعودت على المطرتين كل خريف.


    كان مستر براون في ادارة مملكة حنتوب حكيماً ودوداً جميل السجايا.. ويحكون انه وجد سريراً مفرشاً في فناء احدى الداخليات فنام فيه حتى أتى الطالب صاحب السرير ونزع عنه الغطاء بعنف دون أن يدري ان النائم على سريره هو الناظر فاستقيظ واعتذر وذهب صوب منزله. وحدثني اللواء شرف الدين علي مالك أنهم وجدوا حشرة في صحن الفول أظنها ابو الجعران فحملوا إليه الصحن وقد أضمروا ان يجعلوا من الحبة قبة ربما تصل الى الاضراب فقال لهم (Show Me) ومسك بالجعران (وقرشه) وابتلعه وقال لهم بابتسامة:

    (Good meat, well cooked.. go back to your meal) فتأمل كيف كان هذا الخواجة يطفئ المشاكل المحتملة.

    اتصلت بي الاستاذة كريمة عمنا الصول محمد محمود وتعمل مديرة لمدرسة بنات حنتوب تشكرني على فكرة تكريم والدها كما اتصل شقيقها وسعدت جداً ان فعلت مقالاتي كل هذا الحراك. كما اتصل بنا استاذنا الجليل الطيب السلاوي من امريكا يشيد بالمقالات وهو من خريجي حنتوب وعاد اليها استاذاً ثم اصبح وكيلاً لوزارة التربية والتعليم وارسل لنا مقالاً بعنوان (صورة وذكرى.. الكابتن عبده محمد نور في رحاب الله) يرثي فيه في عبارات مؤثرة الريس عبده سائق رفاس مدرسة حنتوب.. الا ان المقال الذي ارسل بالفاكس فيه أجزاء غير واضحة.. لأستاذنا السلاوي التحايا والاحترام عبر المسافات الطويلة، ولأهمية المقال أرجو ان يرسله لي على بريدي الالكتروني لنقوم بنشره ان شاء الله.

    كنت ألعب حارسا للمرمى بحنتوب بالفريق الأول وكنت حين يقف اللواء الشيخ مصطفى ويوسف عبدالملك باكات امامي لا اخشى حتى مارادونا نفسه فقد كانا فى الدفاع الضاري عن وصول الكرة للمرمى اقرب لأمين زكي وود الديم وعبدالله عباس... وقد تسلم الشيخ رأيه كابتن كرة السلة من بهاء الدين ود الحجاج او احمد ناصر لا أذكر واستلمتها منه حين تخرجه وبهاء الدين هو ابن ناظرنا حسن احمد الحاج الذي سبق هاشم ضيف الله وقد لقبه الطلاب الحجاج لشدته معهم. وقد كان فريق القدم بحنتوب لا يشق له غبار وكنت وما زلت أعتز بانني فى حراسة المرمي صددت ضربة جزاء لعمر النور واخرى لجلك وكانا من اساطين الكرة بالسودان.. اين الرشيد النوراني... اين طه... اين عبدالملك... اين عز الدين جلال... اين احمد فضل السيد... اين مصطفى احمد مصطفى... كيف بالله تشتتنا بعد ان ضمنا ذاك الزمان.


    شريط الذكريات لم يكمل وسأمضي باذن الله فى ذكرياتي عن حنتوب الجميلة، ربما تخللتها مقالات عن احتفال الاثيوبيين بالألفية الثالثة.


    مع عرفاني للذين هاتفوا والذين كتبوا...
                  

10-10-2007, 01:34 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)

    العزيز خالد..
    Quote: العم الراحل الريس عبده الذي رحل عن الدنيا الشهر الماضي

    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
    ده نبأ حزين.
    رحل عمي عبده؟
    العزاء لكل من مر بحنتوب.. وكل أولاده الطلبة وأولاده التانيين

    آخر مرة قابلته كان في عام 2001. مشيت إتغديت معاهم في منزلهم العامر بحنتوب. وكان مثلما عرفته منذ طفولتي، الحازم الحنون. الهادئ والمتأمل المليان حكاوي..
    العزاء لصلاح وسميرة وسلوى وتوفيق وسلمى وهادية ومحمد وبهاء الدين وجعفر.
    أرجو مدًي بأرقام لمحمد أو توفيق أو بهاء..

    رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان..
                  

10-10-2007, 01:21 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)

    لم اعثر على الحلقة السادسة والسابعة من ذكريات الاستاذ كامل عبدالماجد فهى ممتعة بحق واثارت الشجون فى النفس .....
                  

10-10-2007, 01:41 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)


    ثرثرة وذكريات:حنتوب الجميلة(8)

    كامل عبد الماجد



    في عام 1963 هطلت أمطار غزيرة بالمناقل وما حولها من قرى، ولم يكن من سبيل وأنا بقريتنا (ود الزين) في شمال المناقل، للعودة إلى حنتوب وقد انتهت الإجازة وذلك من جراء تلك الأمطار الغزيرة.. فرتب والدي عليه الرحمة أمر سفري على ظهر جمل خلف أحد أبناء عمومتي.. وبعد رحلة يومين في وحل ومياه، برك الجمل قرب البنطون بود مدني وقفزت متأبطاً شنطتي أنظر لزملائي في البنطون بزهوٍ عجيب.. فتأمل بالله عليك أبناءنا اليوم وما يعيشون فيه من دعة وترف عيش.

    تعهدتنا بالمشرب والمأكل والمأوى حكومة جمهورية السودان القديمة جزاها الله عنا كل الجزاء..
    12 عاماً في الداخليات وغيرنا 16 عاماً (أي كل المراحل) غير أني ولجت الداخلية من الوسطى ثم الثانوي والجامعة.. ورحلة طلب العلم كانت في ما مضى هي التي تشكل ذات الإنسان في بلادنا وحياة الداخليات هي التي عجمت عودنا وصقلت أنفسنا وعلمتنا الاعتماد على النفس وأتاحت لنا معرفة أبناء كافة فجاج السودان..

    أما حنتوب فقد كانت الذروة في فترتنا الدراسية وكانت المحطة الأكثر ألقاً في سكة قطار رحلتنا التعليمية.. أذكر وأنا أحدق اليوم عبر ضباب الذكرى أذكر العشب المبلل بالندى في المساحة بين داخلية النجومي وقرية حنتوب وجلوسنا فوقه وأنسنا ومراحنا..

    (قال لي فوق ندى العشب الخريفي
    والثعابين لها نحو الصديقين التفات

    يا صلاح..

    ما حياتي إن أنا قضيتها دون أن ابني بناءً للغد".

    نعم جلس على ذات العشب الناعم الشاعر الفذ صلاح احمد إبراهيم وصديقه شيبون وغيرهم.. وأصبحت جلساتنا البريئة وأنسنا الغرير ذكرى لا تبارحنا.. أذكر للآن تلك الزهرة البرية البيضاء التي تطبق على معظم مساحة العشب وأذكر أسراب الفراشات التي توسع المكان جيئة وذهاباً.. وكان أستاذنا الطود الراسخ هاشم ضيف الله يمنع السير داخل ميادين النجيلة.. ولكن حنتوب كانت كلها عشباً ندياً.. وعشب الطبيعة البري الأخضر الناعم كان الأغلب.


    تنهال صوبي المهاتفات والرسائل الإلكترونية والنصية (الصوفت والهارد) كما يقولون بلغة اليوم.. ووصلتني رسالة من زميلي بحنتوب وجامعة برمنجهام د. عبدالرحمن محمد عبدالرحمن يقول فيها: "كنت أود لو ذكرت شيئاً عن فترة الشهر والنصف التي قضيناها في التدريب العسكري أثناء الإجازة (من ثالثة إلى رابعة) وذلك الطاقم العسكري والرجال الأشداء وكان يقودهم العميد (م) الكاتب والأديب عبد الرحمن حسن عبدالحفيظ).. ويتحدث صديقنا د. عبد الرحمن عن القيم والأخلاق التي غرسها فينا (الكديت) ويذكرنا زميلنا المهندس عدلان وحماسه الدافق للتدريب العسكري حتى ظننا جميعاً أنه سيتجه صوب المؤسسة العسكرية وليس كلية الهندسة.. كما يذكر الزبال وسرداب وعبد الرحمن عابدين ومنصور يوسف العجب.. وكنت ألتقى منصور كثيراً في تسفاري للندن ولكنه انقطع الآن.. للصديق عبدالرحمن تحياتي وسلامي وعرفاني وسنتواصل بإذن الله.

    زارني صديقنا وزميل الدراسة المتوسطة مصطفى الماحي الخبير الاقتصادي والمصرفي ولكنني لم أحظ بمقابلته لعدم وجودي بالمنزل ساعة زيارته، له مني الشكر والعرفان وأعد بوصل حبل الوصل فقد تذكرني في ما تذكر وجاءني بمكرمة وفيض مشاعر.

    اتساءل.. هل مستر براون البريطاني هو أول ناظر لحنتوب هو الذي أطلق الأسماء على داخليات حنتوب.. وهل يشارك براون إن كانت الإجابة بنعم في تخليد وتمجيد رموز أهل السودان مثل المك نمر وأبو عنجة والنجومي وغيرهم.. وسؤال آخر.. لماذا أطلقت أسماء الفصول على رموز الأوروبيين: شكسبير، أبوقراط وغيرهم والداخليات على الرموز الوطنية.

    يتصل بي منذ بدأت هذه الذكريات الحنتوبية أستاذنا السلاوي من أمريكا وقد زعم وهو يحادثني مؤخراً أن الرواية الغالبة لمعنى اسم حنتوب.. أن شخصاً يدعى حنا.. كان ينصحه الآخرون بأن يتوب وقد سكن بتلك الناحية وأسسها.. ورواية أخرى ان الاسم هو اسم عشب بري كثير النمو بتلك الناحية.. والأستاذ السلاوي الذي درس ثم درس بتشديد الدال بحنتوب ثم تولى منصب وكيل وزارة التربية والتعليم أكثر من اتصل بي حنيناً لحنتوب وقد أرسل لي رثاءً مؤثراً للريس عبده سائق عبارة المدرسة الذي رحل إلى ربه في الأشهر القليلة الماضية وبرحيله يغيب الثرى ركناً من أركان تلك المدرسة العتيدة وهاتفني شقيقه الإداري الراحل عابدين بدر ملتمساً أن أضيف في ذكرياتي عن حنتوب أن أربعة من نابهي طلاب حنتوب جلسوا للشهادة وتفوقوا من السنة الثالثة وهم حسن الترابي وإبراهيم منعم منصور وشقيقه عابدين بدر ورابع نسيت اسمه.. وعابدين بدر ارتاد سلك الحكومات المحلية وتذكره أجيالنا التي التحقت بالسلك الإداري بعد أن تقاعد جيل بدر بسنين عددا.

    في أوائل الستينيات احتفل خريجو حنتوب من كل صوب وحدب بالعيد الفضي لحنتوب ولبى الدعوة مستر براون وامتلأت ردهات المدرسة بطلابها القدامى يتقدمهم الرئيس نميري في عهد زعامته على السودان وجاء محمد إبراهيم نقد من مخبئه الاختياري مشاركاً في الاحتفال وفاض الحنين القديم بالناس في ذلك اليوم الخالد.. ووقف الشاعر العبقري صلاح احمد إبراهيم يلقي قصيدة عصماء قال فيها:

    "هدهد حط على كتفك يا حنتوب كالحلم نبيلاً
    أنبت الشعر له تاجاً من العزة كالحلم جميلاً
    ساحباً ذيلاً من الريش على مرج قوافيه طويلاً
    وانطوى
    ساهماً في النجمة القصوى يناجيها ويدني المستحيلا
    بترانيم الجوى
    ثم أصغى لمنادٍ في الدجى: حي على خير فلاح
    فسرت فيه انتفاضة وطوى
    ذلك الماضي حيال الطور من وادي طوى
    إذ تجلى الشعب في نور الكفاح
    نافخاً في خافق الشاعر ناراً ورياح وقوى".

    ويتحدث في القصيدة عن صديقه شيبون وعن ثوريته ونضاله الوطني

    "خالص في مذريات لم يدنس
    جمرة من غضب الحق المقدس
    فارساً منا ولكن كان في الميدان أفرس"


    ثم يخاطب الرئيس نميري:

    "يا رئيس الشعب أوليناك والشعب الثقة
    قمت للثورة والثورة نار محرقة
    إنما الثورة تدبير وفكر وإرادة
    وهي إلهام وحشد وقيادة
    تخلق الأمة لا الحكم وشورى لا سيادة
    ومبادئ
    شعبك الجائع يرجوك ومن حولك في الخرطوم يرجون استفادة
    عقموا جهلاً وعادة
    طردونا.. فصبرنا النيل للمجهول أبناء سبيل
    ترقب البرج على بعد وموج النيل والشط الجميل
    كشموس وجمت عند أصيل
    نتعزى بأمانينا وبالشعر فنشدو ونطيل"

    غريب ونبيل أمر وفاء صلاح لصديقه شيبون.. أهدى له ديوانه (نحن والردى) بكلمات باذخة:


    "عرفته أول ما عرفته في ساحة العمل الثوري.. كنا آنذاك دون العشرين يحلم هو مثلما كنت احلم بيوم خلاص الشعب من المستعبد الأجنبي.. إليك أيها الذي قدم إلينا من كردفان ذات يوم بالحب الثوري العظيم والموهبة الواعدة ليتمدد مسجى بعرض الوطن وطوله".. وقبل صلاح لم نكن لنعرف شيئاً عن صديقه شيبون ولم يتح لأحد منا حتى اليوم الوقوف على شعره وإبداعه، هذا عن أمر صلاح الشاعر العبقري الذي تناوشته سهام رفاقه وسهام السياسة فهجر بلاده اضطراراً ورحل وحيداً غريباً.

    استطالت مقالتي عن حنتوب.. وكان المؤمل أن اكتفى بمقال وأحد أعرف فيه أبناءنا وأجيالهم اللاحقة المدارس الثانوية في ذلك الزمان.. غير أن المقال الأول حرك أشجان خريجي حنتوب فأردفته بمقال ثان وثالث.. وكلما أزمعت التوقف والفكاك هاتفني أو صادفني صديق يضيف ويعلق ويستحسن.. وعبر الهاتف اتصل الأستاذ الصديق أبو عصاية يخبرني أنه يحتفظ بديباجة المدرسة ودبوس الهدهد وبصورة لمستر براون يقرع الجرس ثم صورة أخرى يتحدث في الاجتماع المدرسي الدوري.. ويتصل بي من يخبرني أنني لم اشمل خاله محمد موسى بالذكر وهو من رموز المدرسة والمدرسة التي بدأت مسيرتها عام 1946 ومضت في المسيرة حتى زمان التسعينيات خرجت جحافل من الطلاب.. ومن العسير أن تحيط بذكرهم وأخبارهم مثل هذه المقالات الصحفية.. غير أني أفرغت في مقالاتي كل ما توفر لي من معلومات ولا أقول ذكريات عن حنتوب.. واختم بهذا المقال بعد أمسية حنتوب الجميلة (أمسية للحنين والذكرى) التي نزمع إقامتها بمسرح كلية قاردن سيتي أمسية الثلاثاء القادم بإذن الله، والدعوة موجهة لخريجي حنتوب من كافة الأجيال للمشاركة.


    إلى كافة أحبابي وزملائي في رحلة التعليم أزجي شكري وعرفاني.. الى كل من هاتفني وأرسل لي وقابلني شخصياً شكري وامتناني، لقد ضمخ روحي وعطرها بعبير الإخاء والوداد ما وجدت خلال مقالاتي هذه من قبول وارتياح وأخص بالذكر الذين كتبوا معي مؤازرين، اللواء الشيخ مصطفى والدكتور كامل إبراهيم حسن والعميد عيسى الحاج إبراهيم وأزجى تحياتي لمجموعات أبناء حنتوب مجموعة اللواء باب الله ومجموعة ناس اللواء شرف الدين علي مالك ومجموعة بلة احمد العبد وقبلهم جميعاً مجموعة أستاذنا أبو كشوة.



    ولكم الوداد



                  

10-10-2007, 01:55 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)


    ثرثرة وذكريات:حنتوب الجميلة(9)

    كامل عبد الماجد



    استأثرت داخليتنا ود النجومي بكأس سباق الضاحية.. فكان هناك كباشي.. ثم سلم الراية لباب الله.. وسباق الضاحية كان أصعب ضروب الرياضة وأبطاله يعرفون فنه.. فالمسافة طويلة للغاية وإن بدأت مسرعاً سرعان ما تفقد اللياقة وتتوقف.

    واستأثرت النجومي أيضاً بكأس كرة السلة فكان بيننا بازا والعقب ثم استلمت منهم الراية. وكان الشيخ مصطفى بجانب كرة القدم بطل السلة بلا منازع ينافسه بهاء الدين ود الحاج وأحمد ناصر وشخصي. وكان أحمد الصائم لا ينافس في كرة المضرب والتنس..

    وكان من بين الكؤوس بالنجومي كأس تنسيق حديقة الداخلية الذي كان من نصيب عمنا الجعلي فضل السيد فراش الداخلية عليه الرحمة.. وقد التقيت قبل سنوات ابنه الدكتور بدر الدين ببرلين الشرقية حيث اصبح من كبار الاختصاصيين له مستشفى خاص ويدرس في جامعة برلين. وأذكر ان استاذنا العظيم الراحل هاشم ضيف الله قد قال لنا وهو يودع دفعتنا في حفل كبير (الذي يقابلني منكم في دروب الحياة.. يقول اسمه ويقول كان بلعب شنو) لم يقل لنا يقول كان في set one ولا set two فتأمل بالله عليك حب الرجل العظيم للرياضة.


    لم تكن دفعتنا مميزة دون سواها. كل دفعة كان فيها الأفذاذ في المجال الأكاديمي والرياضي والثقافي..


    جاءت من بعدنا دفع عمر محمود خالد ومحي الدين الفاتح ويعقوب عبدالماجد وغيرهم ومضت حنتوب تؤدي رسالتها بتفوق عظيم فقد تضافر على وضع الـ system أفذاذ التربية من خواجات وأولاد بلد ودرنا جميعاً في دولاب ذلك الـ system دون أدنى تعديل ولا تغيير. وقف هاشم ضيف الله بقامته الفارعة الرياضية يودعنا في حفل تخرجنا من حنتوب وأخبار نجاحنا في دخول جامعة الخرطوم تظلل سماء الحفل بالألق والرضا. وطفق يوزع الميداليات والكؤوس التي امتلأت بها منضدة كبيرة أمامه. ظفر يحيى الحاج ابراهيم بكأس التمثيل وقد امتهنه في حياته وجاءنا ونحن بلندن يحضر الماجستير في الدراما وظفرت وزميلي عوض الجيد محمد احمد بكؤوس الشعر والأدب وظفرت أيضاً بكأس كرة السلة. وظفر باب الله قسم الله بكأس الضاحية ومصطفى محمد سليمان (خبير وبروفيسور في المراعي) الآن بكأس الزوارق وفاز مصطفى أحمد المصطفى والرشيد النوراني وعز الدين جلال بكؤوس كرة القدم وعدلان الصديق بكأس التدريب العسكري والحاج الصديق طه بالإلقاء الانجليزي وعمر إمام بكأس الرئيس المثالي. وتوالت الكؤوس والميداليات مما يضيق المجال ويضيق ملف الذكرى بذكر كل من فاز في تلك الأمسية فليعذرني زملائي الذين لم أذكرهم في هذا المقال وليذكرني من يذكر لأشمل ذكره في المقال القادم.



    أهداني استاذنا بروفيسور أحمد ابراهيم أبوسن كتابه الجديد (المؤانسة والامتاع) وهو كتاب شيق سلس حفل بالذكريات والشعر وروائع الأدب. وبروفيسور ابوسن سبق ان أصدر سفراً قيماً باسم (الإدارة في الاسلام) كان من أهم مراجعي وأنا أحاضر وأكتب في إطار استشارية عن الإدارة في المملكة السعودية بتمويل من وزارة الشؤون البلدية والقروية. وعن حنتوب التي كان البروفيسور أحد خريجيها بقول:

    (وفي الطريق الى حنتوب دلفت الى دكان الترزي ويسمى (اليوسفان) بودمدني ويبدو انهما ترزيان بنفس الاسم ويعملان كشريكين واستلمت الزي المكون من قميص ورداء الكاكي ثم عبرنا النيل الأزرق ببنطون المدرسة وسائقه يسمى عبده وظهرت لنا حنتوب الجميلة في اخضرار وبهجة تزدان بأشجار التنضدب الخضراء وبالميادين الرياضية المعدة إعداداً جيداً ونزلت بداخلية عثمان دقنة مع زميلي وصديقي عز الدين علي مالك رحمه الله.. وقد أدهشني البروفيسور بذاكرته الفذة وهو يعدد أبناء دفعته ويذكر المجالات التي امتهنوها في مقبل أيامهم (أما زملاء دفعتي في الدراسة الذين التحقوا بحنتوب في عام 1950 و الذين انخرطوا في العمل الطبي د. حسن كاشف، د. عبد القادر ساتي، د. عبد المنعم كشان، د. محمد سعيد الريح والذين ذهبوا للجيش والشرطة اللواء شرطة اسماعيل عطية واللواء شرطة قرشي محمد فارس والفريق شرطة عبد الله حسن سالم والفريق عز الدين علي مالك واللواء نور الدين المبارك واللواء مبارك عثمان نصر والفريق يوسف أحمد يوسف). ويمضي بروفيسور أبوسن في ذكر أبناء دفعته جميعهم في مجالات عملهم دون ان تسقط ذاكرته أحداً.



    واسأل كيف تم اختيار قرية حنتوب مكاناً لتلك المدرسة الأسطورية التي غذت السودان بالرجال في كافة المجالات.. وتصلني الإجابة من استأذي المؤلف الأديب الأريب الطيب علي عبد الرحمن وهو من طلاب ومعلمي حنتوب.. يقول لي نقلاً عن مولانا محمد أبوزيد ان الاتجاه الأول كان ان يتم تشييد المدرسة في المديرية الشمالية ثم تعدل الأمر لتذهب لمديرية النيل الأزرق وتم اقتراح سنار ثم الشكابة ثم المدينة عرب. وفي اجتماع ضم رهطاً من زعماء الأهالي بودمدني ترأسه المستر بريدن مدير مديرية النيل الأزرق ضم الشيخ أبوزيد وصالح بحيري اقترح شيخ أبوزيد قرية حنتوب مكاناً للمدرسة ووجد الاقتراح قبولاً من مدير المديرية والحاكم العام وفي المسوحات الميدانية للأرض المجاورة للقرية وجد المستر بريدن ان جل الحيازات مملوكة للشيخ أبوزيد والسيد الكارب فتنازل الإثنان عن أراضيهما لوجه الله والتعليم، والمستر براون هو الذي قرر ان يكون رمز المدرسة الهدهد لكثرة الهداهد في تلك الأنحاء. فتأمل بالله عليك أريحية وبعد نظر الشيخ أبوزيد والكارب أما حق لأهل السودان الاحتفاء بذكرى هذين المحسنين وقد قل وتلاشى في هذا الزمان الإحسان. عطر الله ثرى كل من تنازل عن ماله طائعاً في سبيل المعرفة شيخ أبوزيد، الكارب، عبد المنعم محمد، البغدادي، وقبلهم السيد عبد الرحمن، ونذكر أيضاً السلمابي والضو حجوج وجابر أبو العز وبابكر ود الجبل ومن الذين وهبوا أرضهم على سعتها من أجل إزدهار الرياضة شاخور وكيشو والطيب عبد الله وغيرهم. غير ان الإحسان كاد ان يتلاشى في هذا الزمان.



    اتصل بي من المانيا الصديق حسين عثمان البطري يشيد بمقالات حنتوب ويضيف وحسين من أبدع عازفي الكمان في البلاد.. ولا أنسى دخوله علينا في لندن ونحن نقيم حفلاً لصديقه د. رمضان. دخل علينا بكمانه والجليد يكسو مصطفى لوناً أبيض ليشجينا بعزفه البديع. اليه والى محجوب بطري أول من اتصل بي مهنئاً بمنصبي الجديد تحياتي وودادي وعرفاني.



    وقف هاشم ضيف الله في صبيحة يوم من أيام عام 1963م في اجتماع المدرسة يخبرنا بقراره ان يذهب جميع طلاب المدرسة لقرى الجزيرة والمناقل للمشاركة في جني القطن فسرت منا همهمة ونحن جلوس على النجيلة بما يعني الامتعاض فاستشاط غضباً وخاطبنا (هل تمانعون. هل أتينا بكم هنا لتأكلوا وتنعموا.. ألا تعرفون الوطنية؟) فتوجهنا ونحن في خجل الى البنطون لتقلنا العربات في الشاطئ الآخر الى الحواشات. كنا والحق يقال في حنتوب في بهجة وفي نعيم لا نريد له فراقاً.. كانت الوطنية عند هاشم ضيف الله تعني انكباب الطلاب على الانضباط والتحصيل والرياضة دون الانشغال بالسياسة في المرحلة الطلابية وبعد التخرج لهم ان يفعلوا ما يريدون. كان يريد مدرسة خالية من المظاهرات والاضراب والاعتصام. وكنا في العمر الثوري نتابع كل ما يجري في البلاد من أحداث ونتفاعل مع قضايا الوطن وبدأ يتشكل ويتنامى في دواخلنا الوعي السياسي.



    كان محمد عبد الحي الشاعر العبقري الفذ أكثر النجوم سموقاً في سمائنا في ذلك الزمان ويقيني انه ظل يتوهج ويبرق حتى بعد رحيله المأساوي المريع وهو دون الخمسين. وقد تمددت وترامت حنتوب باخضرارها وأزهارها وطيورها الغناء في تكوينه الشعري بصورة لا تخطئها العين. أنظر فقط الى أسماء قصائده.



    الإنسان وطيور البحر، الطير الخداري، شجرة عباد الشمس، رحيل الطاؤوس، السمندل ملك النهار، الفراشة ملكة الليل، النخلة، حديقة النخيل، الحمامة الخضراء، الحديقة، زهرة الشمس، قصيدة المطر، وغيرها وغيرها.. ملك وطوع عبد الحي لغة الشعر. ومضى في مفازة العمق كأقصى ما يكون حتى يخيل اليك ان أمام ذلك المكان الذي وقف فيه لا يوجد موطئ قدم لواقف جديد:



    هم ما رأوا غير السقوط



    هنا سقوط أو هناك



    وفي غد حتماً يكون



    وما رأيت سوى توهج حمرة التفاحة الأولى



    وقد رجعت الى بيت الغصون المزهرة



    صوت تجوهر في حوافي الغيب



    صمت عامر كالشمس مصباح توهج



    في دم اللغة القديمة مبهماً كالحلم



    ماء مترع



    في علبة البلور محتبس



    وروح من لهيب أزرق



    قد أسرجتها الشمس



    في كهف الدماء



    غلب الحنين بها ففاضت



    واستحرت بكرة نشوى الفطام



    وتحرق الجسد المعرى من كساء ربيعه



    لكن هذا ليس وقتاً للبكاء



    هي لمحة عبرت وقد رجع الملاك بها الى شمس الغناء



    غربت منذ زمان بعيد شمس تلك المدارس المدهشة وتبدل سلم التعليم ومنهجه وانفض السمار من طلاب ومعلمين وعمال.. أدت تلك المدارس رسالتها كأفضل ما يكون وتخرج فيها بناة السودان الحديث في كافة المجالات، ثم أفل نجمها. ما عيب السلم القديم والمنهج الذي رافقه؟ سؤال بلا إجابة. هل شارك في تغيير سلم د. محي الدين صابر تربويون ومعلمون ومخططون خرجهم السلم القديم أم أن القرار كان سياسياً؟ وإن كان سياسياً من زين للنميري السلم الجديد وهو من خريجي القديم ورأى بعينيه في حنتوب النجاح الذي رافق السلم القديم؟.



    السلم القديم أيها الناس علمنا خارج المقر الدراسي الشعر والكتابة والمسرح والموسيقى والخطابة ووسع مداركنا مبكراً فحفظنا الثقافة العربية والأجنبية واستوى عودنا كانضر ما يكون واتسعت آفاقنا واحطنا يافعين بأخبار العالم وما يدور في الدنيا من أحداث. هل مكَّن المنهج الجديد أولادنا من ذلك؟.




                  

10-10-2007, 02:01 PM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)

    Quote: أحبتى

    كتبت قبل سنوات خلت عن حنتوب الجميلة وقد ازدان البوست بأحباب كانوا من الذين مروا يوما او استقروا وقتا بحنتوب الجميلة فكان البوست من الروعة بمكان لا يقارن وقد زينته أديبتنا الراحلة صلحة الكارب بما لا يعاد ولا يكرر ومنذ رحيلها وانا لا اقوى على ذكر حنتوب ولا على الدخول فى بوست يحمل اسمها لان الدموع تغالبنى ولا استطيع صبرا ....


    الاح العزيز قرشو

    ما أن رأيت هذا البوست وفى ذات اللحظة تذكرت بوستك السابق عن حنتوب..

    وتذكرت ايضا ما خطته صلحة عن حنتوب وكيف وصفتها بقلمها الرقيق الصادق وكم حنت لها ولاهلها...

    اسعدنى انك تذكر ذلك الحديث وتستهل به بوستك هذا....

    سعدت ايضا لان صلحة تعيش معنا وبيننا بكلامها وانتاجها الغزير..

    وفوق كل ذلك سعيدةحنتوب بانتماء وحب صلحة لها..

    سعيدة حنتوب لاحتوائها لمسرح صلحة المدرسى داخل مدرستها الابتدائية (الاساس) للبنات..

    التحية لك اخى قرشو وانت تسطر لحنتوب ماضى وحاضر

    لى عودة

    مودتى/ رباب
                  

10-10-2007, 04:36 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: Rabab Elkarib)

                  

10-20-2007, 11:39 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: Mustafa Mahmoud)



    الأخ الحبيب مصطفى محمود

    لك التحية والتهنئة الصادقة بالعيد السعيد راجيا ان يمر عليك اعواما عديدة وانت فى رغد العيش وفى القمة صحة وعافية سعيد وهانىء ولا ينقصك شىء ابدا...
    واشكرك على الوردة الرائعة والتهنئة الجميلة سائلا الله ان يجعل كل ايامك اعيادا وان يجعل كل الحياة ناضرة وزاهية ...

    وعيد سعيد وعمر مديد وامل جديد فى كل يوم جديد....
                  

10-20-2007, 11:37 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: Rabab Elkarib)


    العزيزة رباب
    ياعبق من عطر الأحباب

    اهنئك اولا بالعيد السعيد وكل عام وانت بألف خير وسرور
    وسعيد عزيزتى بمرورك من هنا وترك بصماتك المضئية بل الباهرة باجمل الاخبار عن المسرح المدرسى فى مدرسة بنات حنتوب والذى سمى باسم أديبتنا الراحلة الباقية فى وجداننا ابدا صلحة وارجو ان نكون جميعا دعما لذلك المسرح حتى يتالق ويبعث الافكار المنيرة فى وسط نشئنا واهلنا هنالك وان يصبح ذلك المسرح مركز اشعاع طالما انه يحمل اسم راحلتنا العزيزة ...

    اشكرك عزيزتى على كلماتك التى لا اقوى على عذوبتها والتى تجعلنى اهيم أكثر فى عوالم حنتوب واهلها الاعزاء الافاضل ....

    ارجو ان تبقى معنا وتكونى عونا لهذا البوست الحانى .....

    مع مودتى
                  

10-13-2007, 11:31 AM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حنتوب الجميلة ... لحن لا يُمل .. (Re: قرشـــو)

    كل عام وانتم بخير
    وحنتوب وأهلها بخير وصحة وعافية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de