شكرا ياسلطان ومن مواضيع العدد
لقاء هام مع الاستاذ نقد
-----------------------------
محمد ابراهيم نقد يطل عبر الميدان

التحول الديمقراطى مستمد من مقررات أسمرا
نستطيع ان نقول بضاعتنا ردت الينا
حاورته/عفاف ابو كشوة
تصوير/محمد محموداتسعت دائرة نشاط الحركة السياسية
الان واحدث حراك سياسى واجتماعى ضد
القوانيين المقيدة للحريات, لدفع
استحقاق التحول الديمقراطى,وحل
ازمة دارفور والقضايا العالقة
بين الشريكين فيما يختص باتفاق
نيفاشا,زهنا برزت ضرورة ان تحاور
"الميدان" السكرتير العام
للحزب الشيوعى السودانى الاستاذ
محمد ابراهيم نقد لإلقاء الضوء على
هذه القضاياوطرح موقف الحزب الشيوعى
منهامعا الى تفاصيل الحوار:-
* لماذا تحد الحكومة من حركة الجماهير
وتلجمها في مهدها؟ مثل المظاهرات ضد
زيادة أسعار الوقود والسكر وأحداث
بورتسودان وكجبار والمناصير.. مما جعلها
ضعيفة وموسمية النشاط مقارنة باتساع
التضامن العالمي مع الازمة السودانية؟
- انا أفتكر الظاهرة الجديدة هي اتساع
وتنوع حركة الجماهير بخطي وئيدة،
وما زالت الجماهير تتحسس طريقها
لأسهل وأسلم الطرق لاستكمال عملية
مزدوجة ومتشعبة. أولاً من ناحية الارهاق
الذي اصاب الحركة الجماهيرية في
فترة الانقاذ الاولي مثل التشريد الجماعي
والاعتقالات والمحاكم العسكرية والاعدامات
والملاحقة الامنية اليومية لنشطاء الحركة
السياسية. كل هذا تم، فلذلك من الصعب
ان نصف حركة الجماهير بالضعف.
لأن حركة الجماهير بدأت وهي مجردة
من نقاباتها وأحزابها بعد حلها، ومحاطة
برقابة وحصار أمني وأعتقالات جماعية
ومحاكم ايجازية - عسكرية تصدر
الاحكام والاعدامات وتنفذها في ساعات.
ولذلك كان السند الوحيد لحركة الجماهير
هو التضامن العالمي . وطبيعي في ظروف
القمع ان تكون الحركة العالمية هي المظلة
والغطاء.
ويجب الا ننسي عنصراً آخر فاعلاً
وهو تجمعات السودانيين في الخارج ،
والتي قامت بدور كبير في كشف النظام
والتضامن العالمي ومساندة الحركة
السياسية في الداخل.
وجانب آخر يتمثل في اشكال التحرك في
هذه الظروف يشبه في بعض قسماته
الظروف السابقة ابان الديكتاتوريات في
حكمي عبود ونميري. لكن في الظروف
الحالية من حكم الانقاذ صبت في مجري
حركة الجماهير روافد جديدة ونشطة
، كالحركة الشعبية في جنوب السودان
وحركات دارفور وحركات البجا وحركات
جبال النوبة وجنوب النيل الازرق، سواء
كان في تاريخها وخصائصها ومميزاتها
او في إطار الحركة الشعبية لتحرير
السودان. ويجب ان نفرز دوراً مميزاً
لحركة الطلاب السودانيين في الجامعات
والمعاهد العليا منذ بداية الانقاذ
حيث كانت حركة الطلبة تمثل
رأس الرمح في الصدام مع الانقاذ سواء
كان ذلك داخل الجامعة أو في الشارع
العام.
العنصر الاخر يمثله المشردون الذين
احيلوا للصالح العام وعددهم مئات
الالاف. هؤلاء شكلوا حركة نشطة ومثابرة
، ضمت كل القيادات النقابية وسط العمال
و الموظفين والمهنين والمعلمين والمزارعين.
*هل تمثل حركات دارفور المسلحة امتداداً
للحركات الاحتجاجية التي ذكرتها؟
- نعم حركات دارفور إمتداد لحركات
الاحتجاج والمظالم وليست مجرد
مجموعات حملت السلاح من خارج
الحدود.
هنالك عامل هام وهو تشكيل هيئة قيادة
التجمع الوطني الديمقراطي بالخارج الذي
قام بتنظيم عمل مسلح في المعسكرات
بأرتريا وتأسيس إذاعة التجمع . كلها
عوامل بقدر ما أنها ساعدت الحركة
الجماهيرية بالداخل لكنها تركت أنطباعاً
غير مؤسس بأن نهاية النظام وشيكة.
بالاضافة الي ذلك التحركات العسكرية
داخل القوات المسلحة، كم إنقلاب حصل؟
العديد من الانقلابات، كلها ووجهت بقمع
دموي ومحاكم صورية واعدامات جنائية
وقبور مجهولة. وبالرغم من كل ذلك فإن
حركة تضامن تمع الدولي والتجمع
وحركات السودانية بالخارج كانت عوامل
مساعدة.
دور تنسيقي:* ما هو دور الحركة السياسية السودانية
التنسيقي بين الاتفاقيات الثنائية التي
عقدتها حكومة الانقاذ مع الحركات الحاملة
« للسلاح والتي أسفر عنها اتفاق نيفاشا،
« اسمرا، القاهرة وابوجا
لاجراء تحول ديمقراطي حقيقي؟
- بالتأكيد اتفاقية نيفاشا وضعت نهاية
للحرب وطرحت قضايا جديدة واستدعت
وما زالت تستدعي أساليب جديدة
للنضال في المحادثات الثنائية. لذلك
فالحركة السياسية مواجهة بأن تلعب
دوراً تنسيقياً بين كل هذه الاطراف.
وبعض أقسام الحركة السياسية نفسها
تواجهه مهام محددة خاصة بها.
مثلاً كيف تؤسس الحركة الشعبية نظاماً
للحكم في كل الجنوب، كالاجهزة الادارية
وأجهزة الدولة والقوات النظامية في كل
ربوع الجنوب.
وفيما يتعلق بتنفيذ بنود اتفاقيات
نيفاشا الخاصة بحكم البلاد ودمج القوات
المشتركة، كلها تشكل عنصراً من
عناصر التحول الديمقراطي. والتحول
الديمقراطي عملية طويلة ومتواصلة سواء
قبلت الحكومة أو رفضت.
والحديث عن التحول الديمقراطي يقودنا
الي موقف الحركة الشعبية وهي الطرف
الثاني والفاعل وهي بالتأكيد ملتزمة
بالتحول الديمقراطي بوصفها عضو
بالتجمع الوطني الديمقراطي وكشريك
في الحكومة والبنية الاساسية للتحول
الديمقراطي نفسه مستمدة من قرارات
مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية في يونيو
. ونستطيع ان نقول بضاعتنا ردت
لنا وهذا ما يدفعني للتفاؤل بمستقبل واعد
لتطور الصراع السياسي لتحقيق التحول
الديمقراطي . بمعني الا تتخذ الحركة
السياسية موقف الانتظار السلبى حتي
يقدم لها التحول الديمقراطي في طبق
من ذهب. فلا بد ان تسعي للدفع في إتجاه
تحريك كافة آليات التحول الديمقراطي.
مناهضة القوانين:*يري المراقبون ان تغيير القوانين المقيدة
للحريات يعتبر الخطوة الاولي للتحول
الديمقراطي لكنها ما زالت معارك تنتظر
الحركة السياسية. ما تصوركم لخوضها؟
- نعم ان ترسانة القوانين المقيدة للحريات
ما زالت موجودة بالرغم من سريان
الدستور الانتقالي. لذلك فإن معركة
مناهضة القوانين الخاصة بحرية التنظيم
والتعبير والصحافة والتجمع والتظاهر
وحق الاضراب كلها معارك ما زالت تنتظر
ان نواصلها حتي نهاياتها.
فلنأخذ نموذجين من هذه القوانين:
- قانون الاحزاب: فأياً كانت الصيغة التي
تطرحها الحكومة ، فسوف تشكل قيداً
علي الاحزاب . لأن الاحزاب السياسية
السودانية نشأت في ظل الاستعمار
البريطاني ولم تأخذ إذناً من أحد وكونت
احزابها واستمرت في العمل السياسي.
وكذلك قانون النقابات لا زال علي
حاله وقوانين العقوبات ما زالت كما هي.
والمقارنة أكثر سطوعاً إن اتفاقية نيفاشا
حددت وظيفة جهاز الأمن في تجميع
المعلومات وتقديمها للحكومة. لكن ما زال
جهاز الأمن فاعلاً في الاعتقال والغاء
الندوات والتشريد...الخ.
في تصوري ان المعركة ضد القوانين
ستشكل محور صراع بين المؤتمر
الوطني والحركة السياسية.. الي أن يتم
تغييرها.
تضامن عالمي:*هل شكلت قضية دارفور عنصراً
جديداً آخر في الصراع السياسي؟
- قضية دارفور دخلت الصراع
السياسي كعنصر جديد ونشط ذي
طابع سياسي وعسكري مسنود بحركة
تضامن غير مسبوقة. وأعتقد ان الحركة
السياسية بالداخل استطاعت ان تطرح
قضية دارفور بمثابرة ومسؤولية
الامةتبلورت فى « منبر دارفور »
ومقره دار حزب بام درمان
حيث عقدت ندوات وحددت
مشاريع بمواثيق للاصلاح الاداري
والسياسي في دارفور واشكال الحكم
ومشكلة النازحين والدعم السياسي
والمعنوي لحركات دارفور، سواء كانت
في تشاد وأريتريا أو أي مكان.
واعتقد ان المجتمع الدولي انتبه الي
ان نيفاشا لم تحل كل المشاكل. ولذلك
نظم حركة تضامن وإحتجاج عالمي
من الكنائس الي الاحزاب السياسية
والشعوب والحكومات ومنظمات المجتمع
المدني العاملة في مجال حقوق الانسان
والاغاثة.
وأعتقد أن منبر دارفور تجمع سياسي
واسع أعطي متنفساً لأمكانية تشكيل
الجبهة الواسعة. والحركات في السودان
لم تولد جنيناً مكتملاً ثم تتسع بعد ذلك،
وحركة دارفور إتسعت وأخذت بعداً دولياً
ولم تحد الحكومة من نشاطها بالرغم
من ان الحكومة كونت الجنجويد وسلحتهم.
وهم الذين قاموا بحرق القري ونهب
ممتلكات المواطنين بدارفور حتي اضطروا
ان يقيموا في مناطق متباعدة وتحولوا
الى« شتات »ثم تجمعوا في معسكرات
النازحين تحت رعاية المنظمات الطوعية
والكنسية والحكومات الاجنبية.
والحكومة هي التي فتحت الطريق للوافدين
من تشاد وبوركينا فاسو والنيجر.
لذلك يجب ان تنتبه الحركة السياسية
والرأي العام الي أن عودة النازحين من
المعسكرات يجب ان ترتبط بالعودة الي
قراهم الأصلية وليس الي . « مناطق آمنة »
وأذكر في زيارتي لنيالا زرت معسكرات
النازحين واستمعت الي الشيوخ والنساء
والشباب. فمثلاً قالوا انهم لم يقبلوا ان
يتم تسجيلهم في المعسكرات ولن يقبلوا
بذلك الا بعد العودة الي قراهم لأنهم اذا
سجلوا بالمعسكرات فسيكون ذلك موطنهم
ولذلك هم يرفضون التسجيل للتعداد أو
الانتخابات أو غيرها من المهام.
ونحن ندعم تطلعات النازحين بدارفور
ونطالب بتوفير الأمن والحماية لهم
وارجاعهم الي قراهم الأصلية.
الحركات المهمشة منذ اكتوبر:* ما تقييمك لنهوض المجموعات المهمشة
المتجه شمالاً؟هل ستكون عناصر جديدة
في خارطة الصراع السياسي؟
-حقيقة لم يكن نهوض هذه المجموعات
الأن بل هو نهوض بدايته منذ أكتوبر
وخاضوا معارك طويلة سواء
كان مع الحكومات العسكرية أو البرلمانية.
ولم يبدأ مع الحركة الشعبية بل أن جذوره
التاريخية ممتدة منذ أكتوبر سواء كانت
في جبال النوبة أو شرق السودان أو« دارفور.
وما يدور الآن في الشمال كجبار،» المناصير
يعتبر إمتداداً للحركة الوطنية السياسية الواسعة.
وحتي مظالم شرق السودان كانت منذ الاربعينات.
وفي سنة46 سجن المرحوم الزعيم الأزهري بسبب
خطاب ضد المجاعة في شرق السودان.
لذلك فإن النهوض ايجابي ويدفع بعملية
الصراع والاجتماعي للأمام.
فرض مفاوض جديد:
* يري المراقبون أن قضية أبيي ما زالت
تشكل قنبلة موقوتة – ما رؤيتكم لآفاق
حلها؟
-قضية أبيي مشكلة شائكة ومعقدة
نسبة لتداخل الحقوق بين الطرفين
وأعتقد ان وجود .« المسيرية ودينكا نقوك »
أي محادثات حول مشكلة أبيي يجب أن
يكون أطرافها الاساسيون المسيرية ودينكا
نقوك، لأنهم الممثلون الحقيقيون للمنطقة.
وأقصد بذلك أن لا تنحصر المحادثات
بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.كما
ان وجود البترول يشكل عنصراً فاعلاً
وخطيراً في قضية ابيي وهو بالضرورة
سوف يطرح فرض مفاوض جديد خفي
بدءاً من الصين وانتهاء بأمريكا (دخول
شركات البترول).
وأقترح ان تدخل الحركة السياسية
كطرف مساعد وأن تبدأ بالحوار مع
المسيرية ودينكا نقوك.