د.الطيب زين العابدين يرثي شيخ الهدية

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 04:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-22-2007, 11:56 AM

الواثق الصادق

تاريخ التسجيل: 02-15-2007
مجموع المشاركات: 1723

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د.الطيب زين العابدين يرثي شيخ الهدية

    فى رحاب الله الشيخ الصالح
    د. الطيب زين العابدين*

    2007-09-22

    ودعت العاصمة نهار الأربعاء الماضى إلى مقابر البكرى، فى موكب مهيب ضم عشرات الآلاف من غمار الناس إلى رئيس الجمهورية، الشيخ الصالح محمد هاشم الهدية الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية لأكثر من خمسين عاماً. ولا أعرف زعيماً دينياً فى السودان ارتبط اسمه بتأسيس طائفته وبنائها وشهرتها مثل ما ارتبط اسم الشيخ الهدية بجماعة أنصار السنة، ويمكن مقارنته بدور السيد على فى الختمية والسيد عبد الرحمن عند الأنصار والشيخ عبد الرحيم البرعى بين القادرية، مع الفارق أن الأولين لعبا دورا سياسيا أكثر منه دينيا، والأخير شاركه فى بناء الطائفة شيوخ كثر سبقوه رغم تميزه على كل معاصريه. ولكن هذه الطوائف كانت أصلاً طوائف كبيرة انتشرت فى بقاع مختلفة من السودان قبل أن ترث زعامتها الأسماء اللامعة التى ذكرناها، وتسهم فى بنائها وتطويرها، فى حين أن الشيخ الهدية تسلم زعامة أنصار السنة من غير وراثة فى منتصف الخمسينيات، وهى جماعة صغيرة يكاد يتخطفها الناس لأنها شذَّت عن تقاليد الطوائف الصوفية الواسعة الانتشار والتى يكاد ينتمى اليها كل فرد مسلم فى أنحاء البلاد. وفى هذه البيئة الصوفية العريقة التى اتسمت بانتشار الأمية وقلة العلم بالدين، استطاع الشيخ الهدية أن يصبر على بناء جماعته فردا فردا حتى تحولت من طائفة صغيرة معزولة إلى جماعة قومية صهرت أتباعها من مختلف المناطق والعرقيات على فكر دينى متماسك، وعلى سلوك متميز. ولعلها أكثر الجماعات الدينية اهتماما بالعلم الشرعى وتدريسه من حرم المسجد، ولا عجب أن غدت الجماعة تسيطر على كثير من المساجد فى المدن وخاصة فى العاصمة القومية، وقد كانت في ما مضى تمنع مجرد الحديث عقب الصلاة الراتبة، فاذا بها الآن تدعى لإمامة الصلاة وصعود المنابر فى مساجد أسسها أفراد وجماعات من خارج الجماعة.

    وقامت الجماعة بدورها ببناء عشرات المساجد وخلاوى القرآن لطوائف وجماعات أخرى، وهذا سلوك غير مألوف عند أنصار السنة فى بقية أنحاء العالم، ويرجع الفضل فى ذلك الى سماحة الشيخ الهدية ومكانته لدى المانحين فى المملكة العربية السعودية والكويت، وربما أيضا إلى الطبيعة السودانية «الماهلة» التى تأبى التزمت والانغلاق. وكان عليه رحمة الله يحب قضاء حوائج الناس فى طلب العلم والعلاج والعمل دون أن يفرز بين عضو الجماعة ومن يقف منها معارضا، وسخر الله له القبول لدى المحسنين والمسؤولين فى المملكة والكويت الذين كانوا يستجيبون لطلباته العديدة فى معظم الأحيان، رغم استغرابهم أن الرجل لا يتمسك «بصحة العقيدة» فى تزكية طلبات المحتاجين. ورغم الاختلاف البين بين أنصار السنة والطرق الصوفية فى مفهوم العقيدة والتوسل وطقوس الذكر والمديح النبوى وبناء القباب للموتى من الشيوخ وجعلها مزارات موسمية، الا أن التوتر فى العلاقات قد خفَّ الى حد كبير، وأصبح التواصل هو السائد فى معظم الأحوال.

    وأحسب أن للشيخ الهدية الدور الأساسى فى ذلك التواصل بين جماعته والآخرين، لأنه واسع الأفق لا يؤمن بالعزلة أو الانغلاق عن الآخرين، فقد عمل بحماسة فى «الجبهة الاسلامية للدستور» التى تكونت عام 1957م بقصد وضع دستور اسلامى للبلاد بعد الاستقلال، وقد ضمت أشتاتا من الأفراد والطوائف والهيئات. وتحالف بعد ثورة أكتوبر مع تنظيم الإخوان المسلمين وبعض الطوائف الصوفية لتكوين «جبهة الميثاق الإسلامى» التى استمرت إلى وقوع انقلاب مايو فى عام 1969م، وكانت له جولة فى الأربعينيات مع مؤتمر الخريجين وتنظيم الأشقاء فى معارضة الاستعمار البريطانى. وكان يؤمن بالتعاون مع الآخرين فى القضية التى يتفق معهم عليها ويعذرهم في ما اختلفوا حوله، وكان يؤمن بأهمية فاعلية الجماعة وزيادة حركتها وتوسيع مجالات نشاطها، ولعله أول من بدأ يشرك جماعة أنصار السنة فى العالم العربى بقدر فى النشاط السياسى. وقد كانت له مكانته المقدرة فى السعودية ودول الخليج، فهو من المؤسسين لرابطة العالم الإسلامى منذ منتصف الستينيات، وكان ملوك السعودية وأمراؤها يقربونه فى مجالسهم ويقدمونه على غيره من القادة الدينيين من بلاد أخرى تفوق السودان أهمية. ومفتاح السر فى كسب الشيخ الهدية وزيادة أتباعه وكثرة نشاطه وحسن علاقاته، هى شخصيته السمحة الودودة الصريحة الفكهة، لا أعرف زعيما دينيا أطيب أنساً ولا أمتع حديثاً من الشيخ الهدية. يبهرك الشيخ الهدية بمعارفه الكثيرة وبذكرياته الواسعة التى يسترجع تفاصيلها بدقة مدهشة مهما بعد بها الزمن، وبذكائه اللماح وبطرفه التى لا تكاد تنتهى، فعنده لكل موضوع قصة شبيهة، ومع ذلك فهو خطيب مفوَّه سهل الاستشهاد بالقرآن والسنة، شجاع فى قول الحق، ثابت على التعاليم التى يؤمن بها. كنا نطوى اليه المسافات البعيدة فى السبعينيات لنستمع الى خطبه بمسجد الملك فيصل التى يصدع بها ضد بعض ممارسات حكومة الرئيس نميرى، وقد اعتقل بسببها عددا من المرات، ولكنه ما كان يبقى طويلا فى السجن إما مراعاة لزعامته الدينية غير السياسية، أو لشهرته فى أوساط دول الخليج، أو لحديثه الصريح الطلى عندما يستجوبه المسؤولون. وشخصية الشيخ الهدية تختلف تماما عمّا يظنه الناس من طباع أنصار السنة، فالناس يرمونهم بالتزمت فى المواقف وبالغلظة فى الموعظة وبالجفاف فى الحديث، ولكن أدنى لقاء مع الشيخ الهدية يربك لديك ذلك الانطباع الذى ليس هو محض خيال، فالشيخ يأخذك بسعة أفقه وبرقة طبعه وبسماحة نفسه وحلو حديثه الذى لا يمل. ومهما اختلفت مع الشيخ الهدية لا تملك إلا أن تحترمه وتعجب به بل وتحبه، ويكفى شاهدا على ذلك الدموع الغزيرة والكلمات الطيبات التى نعاه بها على القبر الشيخ أبو زيد محمد حمزة نائبه السابق ومنافسه على زعامة الجماعة فى الآونة الأخيرة، وأحسب الرجل صادقا فى كل دمعة ذرفها وفى كل كلمة قالها، لأن من يعرف الشيخ الهدية يدرك أن ما قاله الرجل يصدق عليه، وقد قال إنه لم يسمع منه على مدى أربعين عاما كلمة شائنة. إن لم يكن ذلك من علامات الصلاح فما هى علامات الصلاح؟

    وليس بين أنصار السنة اليوم من يسد مكان الشيخ الهدية، ولكن أرجو من كل قلبى أن يتخذ أتباعه سبب وفاته مناسبة للتوحد وجمع الصف، وتكون تلك مأثرة أخرى له وصدقة جارية وهو فى رحاب الله. فالجماعة صاحبة تعاليم واضحة ومنهج ثابت مما يقلل أسباب الخلاف بينها، وكل ما طرأ عليها من خلاف كان بسبب اجتهادات سياسية وعملية لا تتصل بتعاليم الجماعة ولا بمنهجها المعروف، ويمكن أن يكون ذلك فى المستقبل محل تشاور واسع فى الجهاز المعنى وفى قواعد الجماعة، حتى لا يؤدى الاجتهاد فى العمل والحركة- ولو كان صائباً- إلى شق وحدة الجماعة التى ينبغى أن تعطى الأولوية القصوى. وبغياب كاريزمة الشيخ الهدية ينبغى أن تصبح الجماعة أكثر تساوياً «ديمقراطية» ومؤسسية فى صنع قراراتها وتوجيه أنشطتها.

    رحم الله الشيخ الهدية الذى جاءه فى هذا الشهر الفضيل بعد عمر طويل صرفه فى الدعوة والعمل الاسلامى بنية نحسبها خالصة وصادقة، وتقبله عنده قبولا حسنا، وأنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره يا رب العالمين. «إنا لله وإنا إليه راجعون).


                  

09-22-2007, 12:59 PM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د.الطيب زين العابدين يرثي شيخ الهدية (Re: الواثق الصادق)

    نسال الله له الرحمة والمغفرة وحسن الثواب وان يلهمكم جميعا الصبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de