-1- أزمة انتخاب رئيس الجمهورية في تركيا التي استمرت لحوالى ثلاثة أشهر اثارت أسئلة تتعلق بجدلية تركية حول العلمانية والديمقراطية! بدأت الأزمة بفشل مرشح حزب العدالة والتنمية عبد الله جول في الفوز برئاسة الجمهورية برغم من حصول حزبه على الاغلبية ثم مقترح حزب العدالة والتنمية الخاص بانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب بدلا عن البرلمان الذي رفضه الرئيس وأعاده للبرلمان للمراجعة ليعيده البرلمان مرة أخرى كما هو للرئيس ما نتج عنه الدعوة لانتخابات مبكرة فاز فيها مرة أخرى حزب العدالة ورشح عبد الله جول للرئاسة ليفوز بها في الجلسة الثانية للبرلمان الثلاثاء الماضي بعد فشله في جلسة الاثنين 20 اغسطس. حزب العدالة والتنمية يعتبر وريث لسلسلة من الأحزاب الاسلامية أو ذات الاصول الاسلامية آخرها حزب الرفاه بزعامة نجم الدين أربكان الذي فاز بانتخابات 1995 وحُل في 1998 من قبل المحكمة الدستورية بتهمة مناهضة المبادئ العلمانية التي تنسب لمؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك 1923.
08-30-2007, 09:19 AM
Mohammed Elhaj Mohammed Elhaj
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1670
حزب العدالة والتنمية من جانبه ينفي هذه الصلة ويؤكد قادته وفي مقدمتهم رجب طيب أردوغان زعيم الحزب ورئيس الوزراء التزامهم بالمبادئ العلمانية للدولة التركية وأكد ذلك عقب فوزه برئاسة الجمهورية التركية عبد الله جول. لنر أولاً الجذور التاريخية للجمهورية التركية الحديثة، كما ذكرنا في البداية أسس مصطفى كمال أتاتورك (أبو الأتراك) تركيا الحديثة في العام 1923 على أنقاض الإمبراطورية العثمانية أو الخلافة الاسلامية كما يحلو للبعض وحكم أتاتورك حتى وفاته 1938 خلفه عصمت نينو حتى 1950 ثم تعاقبت بعده حكومات مدنية عقبها انقلاب الجيش في 1960 و 1971 ثم 1980 ثم اصدار الدستور التركي عام 1982 الذي يدعمه ويحميه الجيش الذي يظل المؤسسة الأكثر نفوذا وقوة في تركيا.
09-01-2007, 01:04 PM
Mohammed Elhaj Mohammed Elhaj
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1670
عادة تجذبني الانتخابات التي تجري في الدول التي تستمتع بهذه الرفاهية بمقاييسنا وبالتالي الاتجاهات التي تسلكها الأحزاب للتأثير في الناخب والمؤثرات التي تحدد خياراته. في الحالة التركية يبدو سهلاً أن نقول أن الشعب التركي الذي يمثل 99.8 % منه مسلمون يتوزعون بين السنة 80% والعلويين قد دعموا حزبا ذا جذور إسلامية، مع وضع تجربة وتاريخ الأحزاب ذات التوجهات الاسلامية في الإعتبار نهاية بحزب الرفاه 1998، لكن الجدير بالذكر أن العديد من أقطاب حزب العدالة والتنمية كانوا أعضاءا في حزب الفضيلة وتركوا الحزب 2001 باتجاه اعتدال في السياسة والفكر والسلوك* وشرحوا ذلك من خلال بعض المبادئ ان صح التعبير: - ألا تتمحور حركتهم حول المشاعر والعقائد الدينية بل على الأسس الديمقراطية والحوار والتعاون. - العمل الجماعي واعتماد اسلوب فريق العمل في السياسة والادارة والحكم. - معالجة قضايا البناء التحتي، أي مجموع الشعب التركي الذي يشكو من البطالة وعدم المساواة في توزيع الثروات والنمو والعدالة الاجتماعية. - الدعوة لى المصالحة الاجتماعية والحوار والتعاون. هذه هي المبادئ التي بنى وفقها حزب العدالة والتنمية برنامجه الإنتخابي الذي يمكن القول أنه يتوجه بصورة أو باخرى نحو انعاش الاقتصاد التركي المنهك والذي بدأ يخطو خطوات ايجابية في عهدهم وهنا يتهمهم البعض بالراسمالية القحة والعمل باتجاه مصالح الأقلية الغنية! إلا أن هنالك نقطة يشير اليها المراقبون منوهين لأهميتها وهي أن حزب العدالة والتنمية من الأحزاب الحاكمة القليلة التي استطاعت العودة في فترة حكم ثانية وبنسبة أعلى من التي حصلت عليها في المرة الأولى، والجدير بالذكر ايضاً ان نسبة التصويت في هذه الانتخابات قد بلغت 80% في أعلى نسبة تحدث بتركيا (الانتخابات السابقة ايضاً وصلت النسبة فيها الى 79%). نسبة كبيرة من الناخبين في استطلاعات تابعتها اعطوا اصواتهم لحزب العدالة والتنمية كنتيجة للصراع الذي حسم بتقديم موعد الإنتخابات وانتصاراً للحزب الذي رأوا صحة موقفه على مؤسسة الجيش التي ترى في الحزب خطراً على علمانية الدولة. بقراءة هذا مع الفشل الكبير الذي حصده حزب السعادة (يقوده نجم الدين أربكان) ذو التوجهات الاسلامية الواضحة (حصل على 2% فقط وتحتاج الأحزاب عادة لنسبة 10% لدخول البرلمان في تركيا نجد أن المسألة أكثر تعقيداً من معادلة بسيطة طرفاها حزب ذو جذور اسلامية وجيش يحمي علمانية الدولة.
ــــ * عن أنموذج حزب العدالة والتنمية الإسلامي التركي، د. عبدالله تركماني
09-01-2007, 09:57 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
هناك اسئلة لا بد منها : 1/ هل حزب العدالة والتنمية الان حزب اسلامي ام حزب ذو جذور اسلامية ؟؟ 2/ ما مدي تقارب النهج المطروح لحزب العدالة والتنمية مع احزاب المسيحية الديمقراطية الغربية وخصوصا الاتحاد الديمقراطي المسيحي الالماني ؟؟ 3/ هل يحمي الجيش العلمانية في تركيا ؟؟ ام يحمي مصالحه الخاصة كمؤسسة عسكرية باسم العلمانية ؟؟ 4/ هل يمكن ان تحمي العلمانية بالجيش؛ ام بوجود مؤسسات مدنية وسياسية علمانية قوية وانتشار الفكر العلمي والعلماني في المجتمع ؟؟ وهل يمكن القول ان المجتمع التركي مجتمع علماني ؟؟ ام ان الدولة علمانية والمجتمع لا يزال "اسلاميا" ؟؟ 5/ هل يمكن لدولة قامت على الديكتاتورية - كدولة اتاتورك - ان تكون علمانية حقا ؟؟ وما هي علاقة العلمانية بالديمقراطية ؟؟
09-02-2007, 11:07 AM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
تحياتي عادل أولاً آسف جداً على التأخير في الرد، و شكراً كتير يا عادل على الأسئلة البتغطي الموضوع بي صورة سلسة، بالتأكيد لاحظت في المداخلات السابقة محاولاتي الإمساك بالموضوع من جهات مختلفة بإتجاه تساؤل جوهري يهمنا ويخصنا وهو سؤال علمانية وديمقراطية الدولة محاولاً مقاربة زخم من المعلومات والتفصيلات التي تخص النموذج التركي واستخدامها في هذا الإتجاه دون الغرق فيها مع الأخذ في الإعتبار محاولتي للحاق بالحدث نفسه أي نهاية أزمة الرئاسة في تركيا في سياقه الزماني كمحفز للأمر برمته عندي، وإن كان لب النقاش هو ما أثرته أنت ببساطة في نهاية النقطة الخامسة بمداخلتك أي حول الديمقراطية والعلمانية ومكان الدين في النظام الديمقراطي، تبرز نماذج مثل النموذج التركي الذي نتناوله هنا والنموذج الفرنسي بعلاقته المتوترة مع الدين/قطيعته مع الدين التي لايجب تجاهل الظرف التاريخي أثناء قراءتها وفي مقابلها النموذج مع وجود نماذج ديمقراطية علمانية أكثر اعتدالا في علاقتها مع الدين، دعني الآن اتناول ما جاء في النقطة الأولى، أي هل حزب العدالة والتنمية حزب اسلامي أم حزب ذو جذور اسلامية؟ في أثناء قراءاتي في الفترة الأخيرة حول الموضوع التركي كان الوصف الذي يتكرر لحزب العدالة والتنمية هو (ذو جذور اسلامية) وكما ذكرت في احدي المداخلات أعلاه فمعظم قياداته اسست الحزب بعد انفصالها عن حزب الفضيلة الاسلامي بفاصل الاعتدال الذي يحاولونه في حزبهم الجديد والمبادئ التي قام عليها الحزب وشكلت برنامجه ذكرتها في المداخلة أعلاه هذا اضافة الى أن الحزب يطرح نفسه من خلال برنامج سياسي خالٍ من الاشارات والدينية اضافة الى التأكيدات المستمرة لقادة الحزب لالتزامهم بالعلمانية، الأمر الذي يشير اليه الكثيرون هو أن أعضاء/قادة الحزب هم المتدينون دون ان يقود ذلك لتدين الحزب نفسه وهنا الأمر بالطبع يقبل الجدال والكثير من الأخذ والرد، أيضا هنالك رؤية يطرحها البعض وأعتقد أنها مهمة لفهم السياق التاريخي الذي ادى للمفاصلة الحالية الحادة والتي شُبهت بالنموذج الفرنسي هو المفاصلة الكبيرة التي حدثت فيهما بين عهدين يمكن القول أنهما على طرفي نقيض، دولة أتاتورك العلمانية التي تتمثل أوتحاول تمثل النموذج الأوروبي وارثها القريب آنئذٍ من الدولة العثمانية بكل زخمها الديني والتاريخي كآخر خلافة اسلامية قبل ما يعتبره الاسلاميون نكسة يمر بها "العالم الاسلامي" في غياب الخلافة. نقطة أخرى يشاير اليها من قبل المراقبين هي اعلان العدالة والتنمية التزامه بالتعددية السياسية وهذه النقطة خلافية بصورة كبيرة عندما تقرأ مع نماذج مثل الجبهة الشعبية في الجزائر والانتخابات التي جرت في منتصف التسعينات والنموذج الحالى لحركة حماس بفلسطين والنموذج المصري المتمثل بالاخوان المسلمين وصراعهم مع النظام المصري، جل ما وصف به العدالة والتنمية في مسألة علاقته بالدين يجمله د. عبدالله تركماني في أنه حزب يمين وسط يحترم الشعائر الدينية. نقطة أخرى تثير التساؤلات وتبعده عن وصف الحزب الاسلامي هي محاولاته ودعمه المستميت لملف الإنضمام للإتحاد الأوروبي!
أعود
09-02-2007, 05:17 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
يا زول لا عتبي على التاخير واعلم مشغوليات انت غيب وتعال تلقانا على نفس الود القديم والاهتمام بما تكتبه من مغاير لمجريات نهر هذا البورد الكبير ..
اؤكد على كلامك وقد اتيحت لي الفرصة لزيارة تركيا والحوار مع اتراك مختلفين من عامة الشعب ومن المثقفين؛ وهناك اتفاق شبه عام وهو ان حزب العدالة والتنمية لا يشكل خطرا على النظام العلماني في تركيا؛ كما ان قبولهم لحجاب زوجة الرئيس الجديد عبد الله غول يأتي من اقتناعخم بضرورة .. الحريات الشخصية .. يعني هي حرة تلبس حجاب ولا ما تلبس؛ وهذا موقف ليبرالي عكس موقف جنرالات الجيش الذين يريدون ان يحولوا قضايا اللبس الشخصية الى قضايا تحسم فيها الدولة .
السؤال هو هل انجز حزب العدالة والتنمية التحول الكامل من حزب اسلامي الى حزب يميني على شاكلة الاحزاب المسيحية الديمقراطية؛ اي بروز تيار احزاب اسلامية ديمقراطية ؟؟ لقد كان لعلي عزت بيغوفيتش في البوسنة اطروحات مثل هذه عطلتها الحرب اليوغسلافية ودفعت الرجل الى التراجع قليلا ولا اعلم ما هو موقفه اليوم .
واصل ومتابع معاك ..
09-22-2007, 04:41 PM
Mohammed Elhaj Mohammed Elhaj
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1670
أسفي كبير لك عادل ولمن يمكن أن يكون متابعاً لما يثار هما عن الغياب الذي يفرضه اسلوب الحياة الآلى الذي إن اتاح لنا الوقت فلن يتيح صفاء الذهن الكافي لمواصلة ما بدأنا... ها أنا احصل على بعض منهما لأواصل ما بدأناه، كل عام وانت /انتم بخير بالمناسبة السؤال عن تحول العدالة والتنمية اشكالي منذ البداية، فاعلانهم انسلاخهم عن حزب الفضيلة ذو التوجه الاسلامي الصريح يدعم كبداية ما يقال عن إتجاه الحزب ليكون حزب يميني أشبه بالنماذج الموجودة في اوروبا (الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم بألمانيا مثلاً) كما قلت نقراهذا مع الموجهات التي ساقوها عند انفصالهم عن الفضيلة وأفعالهم خلال فترتهم الأولى في الحكم ونحن كما أعتقد نستطيع محاكمة ما يظهر من أجندة الحزب فقط هذا بالإضافة لتعليقات مثل التي أدلى بها اردوغان بعد فوز الحزب في الانتخابات الاخيرة بأن حزبه علماني! دون أن نحاكم النوايا كما يدفع الاسلاميون الذي يتوسلون سبل الحكم بالديمقراطية الغربية المنشأ هذا على حد زعمهم وهو الأمر الذي يمور الآن في المنطقة، الجيش/مؤسسة الجيش في تركيا تتخفى خلف المبادئ الأتاتوركية التي اسست لنظام الحكم في تركيا والاكتفاء بهكذا تبرير سيفتقر للحصافة كون الجيش في تركيا يمارس دورا سياسيا في الدولة وله من الحلفاء من يرون فيما يدعمه دعما لخطهم الأيديولوجي بامتياز والطرف الآخر من المعادلة اي العدالة والتنمية بما يثار حوله وحول قادته يمثلون تهديداً لما يرى الجيش وحزب مثل حزب الشعب وبقية الاحزاب "العلمانية" أنه أساس بقاء وتماسك تركيا الحديثة، هذا الصراع كما أشرت سابقاً يقرا مع التركة الايديولوجية التي بقيت بعد ذهاب الولة/الامبراطورية العثمانية عقب الحرب العالمية الثانية بالاضافة لوقوع تركيا في "جغرافيا اشكالية" بين منطقة الشرق الاوسط المشتعلة باستمرار منذ الحرب العالمية الثانية وأوروبا التي اضحت أملا تحاول تركيا اللحاق به كفاحاً، شخصياً حاولت طرح الموضوع مع بعض الزملاء الأتراك وكانت الآراء شديدة التباين ومتوقعة الى حد كبير، البعض سعيد بما حققه الحزب وهم غالباً متدينون الى حد ما والبعض الآخر يائس ومحبط ويحاول رمي تركة الفشل المتواصل خاصة اقتصادياً على كاهل العدالة والتنمية وهم غالباً الميالون للثقافة الغربية بل ويرون أن ما يحدث هو آخر المسامير في نعش انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي، طبعاً وراء هؤلاء واولائك الملايين من الشعب التركي من الموالين لهذا الاتجاه او ذاك ودوننا التظاهرات التي خرجت رافضة ترشح جول وبالطبع الملايين الذين صوتوا في الانتخابات للعدالة والتنمية، هذا يعود بنا لتساؤلك/تساؤلي الديمقراطية والعلمانية....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Mohammed Elhaj
Abdel Aati
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست