|
معركة في غير معترك مع (سودانيز اونلاين) (1 - 2)
|
Quote: معركة في غير معترك مع (سودانيز اونلاين) (1 - 2) صلاح شعيب صحيفة الصحافة نظرتنا للعالم الذي كنا نزاول فيه حياتنا، أصبحت لا تسعف في قراءة الأشياء، وقد يقول قائل إن الحال قد تبدّل وإن مسوغات هذه النظرة ما عادت تفيد بالضرورة، فتأثير موقع «سودانيز اونلاين» ومواقع أخرى يبقى شاهداً جديداً لهذا التبدّل في الزمان والمكان، وعليه لا يمكن بتر حقيقة هذه المواقع الاليكترونية من سياق تطوّر الاتصال في الدنيا حتى نقوم بمحاكمتها من خلال معايير متخلّفة وأحكام قيمية ليس من السهل إثبات منطق حيثياتها. ليست هناك حكومة في هذا العالم تناقش موضوع مخاصمة منبر إعلامي يتيح لها توصيل فكرتها، فعمل الحكومات الرشيدة وحتى السيئة يفترض أن يبدع في استقطاب مثل هذه المنابر وليس اغلاق الباب أمامها. وإذا كان الحكام الرشد في أمرهم يغنون أنفسهم بعملهم الخلاّق دون حاجة لاستقطاب ما ليس لهم فكيف لحكام الشمولية أن يعجزوا حتى في «الابداع السياسي الشمولي» لتستقطب ما ليس لها وتجيّره لصالحها، هذا إن كان للشموليات إبداع موفور. إن البرلمانات، في حالة إقناعنا أنها الجهة التشريعية حقاً في الدولة، تسعى دائماً لتأكيد حق الشعب في تملّك المعلومة والتداول حولها وهذا واجب ضمن واجبات كثيرة يطلع بها التشريعيون لإعانة الذين انتخبوهم والذين لم... فكيف يجوز أن ينتهي البرلمان إلى رقيب على ما يكتبه أحدهم في استراليا أو النرويج، وكيف له أن يجد متسعاً في جدول أعماله لمناقشة أمر «سودانيزاونلاين» وهي غير المسجلة داخل السودان ولا تحكمها قوانين النشر الاليكتروني السوداني، إن وجدت.. بينما بالإمكان التقني أن يقرأ أي فرد ما ينشر في الموقع حتى إذا تم حجبه رسمياً والحال هكذا أوليس من الأفضل للبرلمان أن ينتبّه لقضايا الحريات العامة ويخصص لها من الجلسات ما يساعد في ترقية الأداء الحزبي والصحفي والثقافي، وبالتالي تتطوّر البلد طرداً إذا ما خرج المشرعون بما ينص على حق التظاهر ضد ظلم الجهاز التنفيذي مثلاً؟ «سودانيزاونلاين» -والتي دخلت البرلمان لا لتحاكمه وإنما ليحاكمها-بادرة أولية لثورة الإتصال والمعلومات والتي قلنا من قبل إنها سوف تزيل الحواجز المجتمعية وستكون خصماً على ذلك العالم القديم الذي ستقلق حراسه وتهدم أركانهم، فالانترنت الذي تمدد عالمياً وصار مثل السوس الذي ينخر في جسد الشموليات إنما أعطى الناس مجالاً للإعلام الحر، حيث فيه الكلمة والصورة وسرعة الانتشار تفعل فعلها ولا منجاة لنا منه إلا بالعمل الصالح، ولكن المجال يتضاءل لتحقق الصالح في واقع يتمترس خلف الأسرار التي يريد الشعب أن يعرفها ويشكّل موقفه حيالها. في هذه الصحيفة شرح الزميل فيصل محمد صالح وأوفى حول موقع «سودانيز اونلاين» والذي صار بكل تبويباته مصدراً للأخبار العامة والخاصة والمعلومة المؤرشفة والحوار الهادئ والصاخب بين مكونات المجتمع السوداني، الحوار الذي به من الحرية ما يجعل البعض يشتط ولكن هذا «الاشتطاط» يجد المراجعة من قبل الأعضاء الكاتبين وحتى إن لم يجد فإن السؤال هو من الذي يملك الحق في أن يكمم أفواه الناس ويلزمهم بشيء من عنده؟ ومن الذي يملك «صكا ً إلهياً»، حتى يحدد للذين يعيشون -على الأقل-خارج السودان طرق تفكيرهم وقناعتهم بالمعتقدات التي يؤمنون أو لا يؤمنون بها؟ وربما كان أمر الرقابة على المكتوب والملفوظ والمرسوم معقولاً إذا كان المنبر يتبع لمجلس الصحافة والمطبوعات الذي يحدد أو يعاقب مثالب النشر الصحفي والثقافي داخل السودان، ولكن في فضاء الانترنت الذي جاء من السماء خصماً على الدولة الاستبدادية أينما كانت لا يمكننا أن نحدد إطاراً معرفياً لما يجب أن يكتب فيه أو داخله، كما أنه لا يمكننا البتة أن نمنع هذا الموقع من قراء النت في السودان.. وإذا فعلنا ذلك نكون قد أعدنا الخطأ السابق بمنع «الدشوش الفضائية» في بداية التسعينيات، وفيما بعد وجدنا أنه لما «إنبهلت» المسألة عمل قسم من مجتمعنا لتقنينها واستثمارها مادياً وبالتالي صارت بعض برامج القنوات اللبنانية التي كانت تتعرّض لهجوم أئمة المساجد أمراً «حلالا ولا جناح عليه»، ما دام أن هناك جهات نافذة تقف وراء هذا الاستثمار الوردي. إن الذين هاجموا الموقع إنما نظروا لجانب من الصورة دون الباقي منها وكانت الأمانة تقتضي أن يضعوا الموقع في الميزان وإذا احترز هؤلاء الناقدون عدلاً قبلاً لتوصلوا إلى حقيقة أن المنبر العام يضم كل ألوان الطيف السياسي والثقافي والاجتماعي وأن لا حجر على الرأي على لون دون آخر، فالمنبر بغير ذلك يضم كل أعراق السودان ويمثل كل الأجيال وربما من هذه الزاوية وجدناه أصدق في التعبير عن هذا النسيج بكل ما فيه من احباطات وأحلام وضغائن وأمان وتطلعات سواء نحو نقد وبناء وطن معافى أو إظهار القدرة على الكتابة والحجة وطلب الصيت من قبل عضويته، وهذه أهداف مشروعة ما دام أنها تتم عبر الاجتهاد الذي لا حجر عليه، فكلما كثر عطاؤك الطموح وتجود كان نصيبك من الصيت والتقدير. فالذين يكتبون في المنبر يعبّرون عن الهم الإنساني والإقليمي والمحلي، فهناك كتّاب تجاوزوا النظر إلى المسائل التي تخص السودان وراحوا يبحثون عن المعرفة التي لا سقف لها، نعم إن المعرفة لا سقف لها ألهم إلا إذا ربطناها بقناعاتنا المعتقدية في هذا الزمن الذي ألغى الحواجز وأنهى بعض صنوف الرقابة على المكتوب. إن بعض كتّاب المنبر راح يبحث عن هموم دنيوية مشتركة مع هذا العالم العريض وبالتالي حاول عمل مقاربات -منهجها في داخلها- مع القضايا التي يعايشها الأهل في الوطن، وحتى موضوع المثلية الجنسية-والذي لسنا نحن بمستوى ذلك المجتمع الفاضل حتى ننكر وجوده أو نؤكد إعترافنا بحقوق أصحابها- جاء وفق هذا المدخل وقضية الحوار لم تكن تأييد أو شيوع أو كبت مفاهيم هذه «المثلية» وإنما كان هدف الذين عالجوا هذا الأمر هو محاولة اختبار مؤسساتنا السياسية العلمانية وتلمّس مدى قدرتها على الإلتزام بشروط الحداثة السياسية الغربية، إذ هناك يغدو الإهتمام بمشاكل المثلية أمراً هو من صلب الجدل الديمقراطي الذي يرهق المنظرين. ولا أتخيّل أن الذين طرحوا هذا الموضوع كان همهم هو الدعوة للإباحية الجنسية أو نشر ثقافتها بالقدر الذي يجعل مجتمعنا مطابقاً في نظرته لهؤلاء المثليين.. إنما أرادوا من خلال تماسهم أو تأثرهم أو تثاقفهم مع المجتمعات الغربية أن يثيروا الأمر في نطاقه المعرفي وإن اختلف منهج طرحهم ومضمونهم مع هؤلاء الذين يريدون أن يأتي الطرح أكثر علمية.. أو غيرها من التخريجات الأكاديمية التي تقدح في شكل الجدل أكثر من موضوعه.
.... |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: معركة في غير معترك مع (سودانيز اونلاين) (1 - 2) (Re: خليل عيسى خليل)
|
Quote: وكانت الأمانة تقتضي أن يضعوا الموقع في الميزان وإذا احترز هؤلاء الناقدون عدلاً قبلاً لتوصلوا إلى حقيقة أن المنبر العام يضم كل ألوان الطيف السياسي والثقافي والاجتماعي وأن لا حجر على الرأي على لون دون آخر، فالمنبر بغير ذلك يضم كل أعراق السودان ويمثل كل الأجيال وربما من هذه الزاوية وجدناه أصدق في التعبير عن هذا النسيج بكل ما فيه من احباطات وأحلام وضغائن وأمان وتطلعات سواء نحو نقد وبناء وطن معافى أو إظهار القدرة على الكتابة والحجة وطلب الصيت من قبل عضويت
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معركة في غير معترك مع (سودانيز اونلاين) (1 - 2) (Re: خليل عيسى خليل)
|
Quote: وإذا فعلنا ذلك نكون قد أعدنا الخطأ السابق بمنع «الدشوش الفضائية» في بداية التسعينيات، وفيما بعد وجدنا أنه لما «إنبهلت» المسألة عمل قسم من مجتمعنا لتقنينها واستثمارها مادياً وبالتالي صارت بعض برامج القنوات اللبنانية التي كانت تتعرّض لهجوم أئمة المساجد أمراً «حلالا ولا جناح عليه»، ما دام أن هناك جهات نافذة تقف وراء هذا الاستثمار الوردي. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معركة في غير معترك مع (سودانيز اونلاين) (1 - 2) (Re: خليل عيسى خليل)
|
العزيز خليل عيسي التحية لك و للاستاذ صلاح شعيب.. بلا ادني شك ان الشئ الهندي قرأ و يقرأ ما يكتب هنابقصد مبيت و ضيق من قدر الحرية المتاحة هنا.. و هو و امثاله كالذباب لا تري عيونهم سوي الغاذرات او ما يتهمون انه كذلك.. فأنا عضو في هذا المنبر منذ العام 2002 لكني لم اقرأ ما ذكره هذا الشئ العبيط و كثر من الهياجات التي تحدث هنا و قناعتي في ذلك تقوم علي ان في المنبر دائما متسع للجميع و لكول انواع الطرح..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معركة في غير معترك مع (سودانيز اونلاين) (1 - 2) (Re: نصار)
|
الزملاء خليل عيسى خليل
معاذ حسن اسعد الريفي
نصار
شكرا لتضامنكم الراسخ مع سودانيزاونلاين والتي أصبحت لنا مجالا للتعارف وخدمة وطننا وهذا هو المقال كاملا وآمل من الزميل خليل ان يقوم بوضعه كاملا بعد أن يقوم بالتعديل حتى يقف القارئ على فكرة المقال العامة.
مع تحياتي
نظرتنا للعالم الذي كنا نزاول فيه حياتنا، أصبحت لا تسعف في قراءة الأشياء، وقد يقول قائل إن الحال قد تبدّل وإن مسوغات هذه النظرة ما عادت تفيد بالضرورة، فتأثير موقع «سودانيز اونلاين» ومواقع أخرى يبقى شاهداً جديداً لهذا التبدّل في الزمان والمكان، وعليه لا يمكن بتر حقيقة هذه المواقع الاليكترونية من سياق تطوّر الاتصال في الدنيا حتى نقوم بمحاكمتها من خلال معايير متخلّفة وأحكام قيمية ليس من السهل إثبات منطق حيثياتها. ليست هناك حكومة في هذا العالم تناقش موضوع مخاصمة منبر إعلامي يتيح لها توصيل فكرتها، فعمل الحكومات الرشيدة وحتى السيئة يفترض أن يبدع في استقطاب مثل هذه المنابر وليس اغلاق الباب أمامها. وإذا كان الحكام الرشد في أمرهم يغنون أنفسهم بعملهم الخلاّق دون حاجة لاستقطاب ما ليس لهم فكيف لحكام الشمولية أن يعجزوا حتى في «الابداع السياسي الشمولي» لتستقطب ما ليس لها وتجيّره لصالحها، هذا إن كان للشموليات إبداع موفور. إن البرلمانات، في حالة إقناعنا أنها الجهة التشريعية حقاً في الدولة، تسعى دائماً لتأكيد حق الشعب في تملّك المعلومة والتداول حولها وهذا واجب ضمن واجبات كثيرة يطلع بها التشريعيون لإعانة الذين انتخبوهم والذين لم... فكيف يجوز أن ينتهي البرلمان إلى رقيب على ما يكتبه أحدهم في استراليا أو النرويج، وكيف له أن يجد متسعاً في جدول أعماله لمناقشة أمر «سودانيزاونلاين» وهي غير المسجلة داخل السودان ولا تحكمها قوانين النشر الاليكتروني السوداني، إن وجدت.. بينما بالإمكان التقني أن يقرأ أي فرد ما ينشر في الموقع حتى إذا تم حجبه رسمياً والحال هكذا أوليس من الأفضل للبرلمان أن ينتبّه لقضايا الحريات العامة ويخصص لها من الجلسات ما يساعد في ترقية الأداء الحزبي والصحفي والثقافي، وبالتالي تتطوّر البلد طرداً إذا ما خرج المشرعون بما ينص على حق التظاهر ضد ظلم الجهاز التنفيذي مثلاً؟ «سودانيزاونلاين» -والتي دخلت البرلمان لا لتحاكمه وإنما ليحاكمها-بادرة أولية لثورة الإتصال والمعلومات والتي قلنا من قبل إنها سوف تزيل الحواجز المجتمعية وستكون خصماً على ذلك العالم القديم الذي ستقلق حراسه وتهدم أركانهم، فالانترنت الذي تمدد عالمياً وصار مثل السوس الذي ينخر في جسد الشموليات إنما أعطى الناس مجالاً للإعلام الحر، حيث فيه الكلمة والصورة وسرعة الانتشار تفعل فعلها ولا منجاة لنا منه إلا بالعمل الصالح، ولكن المجال يتضاءل لتحقق الصالح في واقع يتمترس خلف الأسرار التي يريد الشعب أن يعرفها ويشكّل موقفه حيالها. في هذه الصحيفة شرح الزميل فيصل محمد صالح وأوفى حول موقع «سودانيز اونلاين» والذي صار بكل تبويباته مصدراً للأخبار العامة والخاصة والمعلومة المؤرشفة والحوار الهادئ والصاخب بين مكونات المجتمع السوداني، الحوار الذي به من الحرية ما يجعل البعض يشتط ولكن هذا «الاشتطاط» يجد المراجعة من قبل الأعضاء الكاتبين وحتى إن لم يجد فإن السؤال هو من الذي يملك الحق في أن يكمم أفواه الناس ويلزمهم بشيء من عنده؟ ومن الذي يملك «صكا ً إلهياً»، حتى يحدد للذين يعيشون -على الأقل-خارج السودان طرق تفكيرهم وقناعتهم بالمعتقدات التي يؤمنون أو لا يؤمنون بها؟ وربما كان أمر الرقابة على المكتوب والملفوظ والمرسوم معقولاً إذا كان المنبر يتبع لمجلس الصحافة والمطبوعات الذي يحدد أو يعاقب مثالب النشر الصحفي والثقافي داخل السودان، ولكن في فضاء الانترنت الذي جاء من السماء خصماً على الدولة الاستبدادية أينما كانت لا يمكننا أن نحدد إطاراً معرفياً لما يجب أن يكتب فيه أو داخله، كما أنه لا يمكننا البتة أن نمنع هذا الموقع من قراء النت في السودان.. وإذا فعلنا ذلك نكون قد أعدنا الخطأ السابق بمنع «الدشوش الفضائية» في بداية التسعينيات، وفيما بعد وجدنا أنه لما «إنبهلت» المسألة عمل قسم من مجتمعنا لتقنينها واستثمارها مادياً وبالتالي صارت بعض برامج القنوات اللبنانية التي كانت تتعرّض لهجوم أئمة المساجد أمراً «حلالا ولا جناح عليه»، ما دام أن هناك جهات نافذة تقف وراء هذا الاستثمار الوردي. إن الذين هاجموا الموقع إنما نظروا لجانب من الصورة دون الباقي منها وكانت الأمانة تقتضي أن يضعوا الموقع في الميزان وإذا احترز هؤلاء الناقدون عدلاً قبلاً لتوصلوا إلى حقيقة أن المنبر العام يضم كل ألوان الطيف السياسي والثقافي والاجتماعي وأن لا حجر على الرأي على لون دون آخر، فالمنبر بغير ذلك يضم كل أعراق السودان ويمثل كل الأجيال وربما من هذه الزاوية وجدناه أصدق في التعبير عن هذا النسيج بكل ما فيه من احباطات وأحلام وضغائن وأمان وتطلعات سواء نحو نقد وبناء وطن معافى أو إظهار القدرة على الكتابة والحجة وطلب الصيت من قبل عضويته، وهذه أهداف مشروعة ما دام أنها تتم عبر الاجتهاد الذي لا حجر عليه، فكلما كثر عطاؤك الطموح وتجود كان نصيبك من الصيت والتقدير. فالذين يكتبون في المنبر يعبّرون عن الهم الإنساني والإقليمي والمحلي، فهناك كتّاب تجاوزوا النظر إلى المسائل التي تخص السودان وراحوا يبحثون عن المعرفة التي لا سقف لها، نعم إن المعرفة لا سقف لها ألهم إلا إذا ربطناها بقناعاتنا المعتقدية في هذا الزمن الذي ألغى الحواجز وأنهى بعض صنوف الرقابة على المكتوب. إن بعض كتّاب المنبر راح يبحث عن هموم دنيوية مشتركة مع هذا العالم العريض وبالتالي حاول عمل مقاربات -منهجها في داخلها- مع القضايا التي يعايشها الأهل في الوطن، وحتى موضوع المثلية الجنسية-والذي لسنا نحن بمستوى ذلك المجتمع الفاضل حتى ننكر وجوده أو نؤكد إعترافنا بحقوق أصحابها- جاء وفق هذا المدخل وقضية الحوار لم تكن تأييد أو شيوع أو كبت مفاهيم هذه «المثلية» وإنما كان هدف الذين عالجوا هذا الأمر هو محاولة اختبار مؤسساتنا السياسية العلمانية وتلمّس مدى قدرتها على الإلتزام بشروط الحداثة السياسية الغربية، إذ هناك يغدو الإهتمام بمشاكل المثلية أمراً هو من صلب الجدل الديمقراطي الذي يرهق المنظرين. ولا أتخيّل أن الذين طرحوا هذا الموضوع كان همهم هو الدعوة للإباحية الجنسية أو نشر ثقافتها بالقدر الذي يجعل مجتمعنا مطابقاً في نظرته لهؤلاء المثليين.. إنما أرادوا من خلال تماسهم أو تأثرهم أو تثاقفهم مع المجتمعات الغربية أن يثيروا الأمر في نطاقه المعرفي وإن اختلف منهج طرحهم ومضمونهم مع هؤلاء الذين يريدون أن يأتي الطرح أكثر علمية.. أو غيرها من التخريجات الأكاديمية التي تقدح في شكل الجدل أكثر من موضوعه. إن الذين يثيرون مسائل المثلية الجنسية والالحاد أو حتى الكفران بعروبة السودان والدعوة للافريقية يجدون من يحاورهم ويختلف ويتفق معهم وعبر كل هذا الحوار تنطرح المعلومة تلو المعلومة ويحاول كل طرف حشد مداخلاته بالاسانيد المعرفية ثم ينتهي الحوار ليبدأ حول جدل جديد قد يرتبط بهذه المسائل أو قد تنفتح مسارب أخرى للحوار. الشئ الأهم تأكيده هو ان ما من أمر اثير عن هذه الحكومة ورموزها إلا ووجدنا الذين ينتمون إليها أو يتعاطفون معها يحاولون الرد والدفاع بل واحيانا رأينا أنصار الحكومة هم الذين يبدأون إفتتاح الهجوم على رموز الاحزاب الاخرى أو الحركات المسلحة أو الحركة الشعبية. بهذا التصور وجدنا أن "المنبر العام" والذي هو مثل سوق عكاظ حيث كل الذين أعطاهم الاستاذ بكري أبو بكر صاحب المنبر اشتراكا من دون تمييز يأتى لعرض نشيده ـ مؤيدا للحكومة من خلال عرض إنجازاتها كما يرى أو ليكيلوا الصاع صاعين نحو الذين يعايرونها بالسوء والفساد والظلم ..إلخ الاتهامات، وهناك من يأتي لتبيان مساوئ الحكومة أو لمنافحة الذين يدافعون عنها أما الذين يحرصون على الدفاع عن الدين الاسلامي ونبيه الكريم فقد أتقنوا عملهم. إن هذا المنبر والذي لم يكن لنا به سابق عهد قد أعطى إنطباعا بأن شعبنا لم يتعرض لإختبار مران ديمقراطي حقيقي على الهواء الطلق، والقيمة الاساسية التي نخرج بها من هذا الحوار المكتوب ليس هو فقط أهمية ما يثار فيه او النتائج التي يتوصل إاليها المتحاورون وإنما قدرتنا على الصبر الدؤوب فيما يطرحه هذا الحوار من عدم قبول أو تعود أذهاننا لما ينتجه، كما أنه يعزز قدراتنا في التواصل مع الآخر بالشكل الذي يرينا وجهات نظره وبالشكل الذي يفهم ان هناك دائما وجهات نظر غير مرئية، وهو الحوار نفسه الذي به يمكن به التعرف على أصوات الذين لم يكن لهم صوتا وخصوصا الجيل الحالي الذي ظل متلق لمعارف الذين سبقوه دون أن يجدوا المجال للاعتراف به ناهيك عن تبين بعض الحكمة عنده. وتجدني شخصيا إستفدت كثيرا من الآراء التي تتناول ما كتبت كما أن تجربتي وسط هؤلاء الكتاب أبانت لي إهمية التواصل معهم وفهم الطريقة التي بها ينظرون للاشياء ومع ذلك بينهم من أضاف لي الكثير من الوعي الذي لم أكن أعلمه ولا زلت أرى ضرورة أن يتنزل من يستأنسون في أنفسهم القدرة على الكتابة الجيدة والتفكير العميق من عليائهم وينضموا إلى المنبر حتى يطوروا الاداء فيه بدلا عن الترفع عنه بدعوى "سوقية" ما يطرحه الاعضاء. والسؤال هو لماذا لا تعمل الطبقة المستنيرة نحو إهتبال الفرصة لعرض أفكارها وتثقيف عامة الناس إذا كان هناك جهلا مطبقا يلم بهم..؟ ثم لمن يكتب هؤلاء المستنيرين ومن الذين يستهدفونهم إذا تقاعسوا دون التواصل مع هذه العضوية الصانعة للرأي العام والتي قاربت الاربعة ألف عضو ويتوزعون حول العالم وإستطاعوا أن يخلقوا منبرا فيه الكثير من صنوف المعرفة والتضامن الاجتماعي في الافراح والمآتم والملمات، فضلا عن ربط قاعدته وقراءه مع بعض وبالقضايا التي تهم الاهل في الداخل. ولعل هذا التأسيس للحوار الديمقراطي المرتبط بالعمل العام والذي أتت به "سودانيزاونلاين" يحتاج إلى وقت حتى ينضج ويثمر وكثيرا ما أرى أن توفر إمكانية للحوار يغيب البدائل الاخرى له ولو احتضنت بيئتنا السودانية من قبل هذا الحوار بكل ايجابياته وسلبياته لاستطعنا معالجة الكثير من الجراحات التي سببها غياب الحوار، وهو غياب يوجه التساؤل حوله إلى سدنة الحكومة نفسها الذين يحتجون على ما هو مطروح في منبر "سودانيزاونلاين" الذي اسسه فردا واحدا ولكنهم يعجزون عن احتمال الآخر في المنابر الرسمية والتي من بينها وسائل الاعلام، والسؤال هنا ما الذي بذله المتباكون على خدش "الإله" أو ذواتهم حتى يوجدوا تلك البيئة الخصبة للحوار؟. ثم ألا يعني تحريضهم للبرلمان بإغلاق المنبر حلقة من مسلسل وأد الرأي الآخر بدلا عن محاججتهم برأي داخلها أو توفير الجهد لخلق منبر آخر يعنى بتفنيد ما يجيء عبر كتابات هؤلاء الكتاب الاحرار والذين هم في خاتم المطاف فاقد وطني عانوا الامرين ليس من هذه الحكومة فقط والتي سدت امامهم ابواب الرأي الآخر وإنما من تراث الحكومة المركزية الذي قام على التنميط والتجهيل والتدجين. إن ثورة الانترنت هي هدية هذا القرن للجوعى والمحرومين والمظلومين الذين لا يجأرون بالشكوى إلا من خلالها وهي الثورة الوحيدة في الدنيا التي تخلق للمرء صوتا في زمن تواطؤ الاعلام الرسمي ضد الشعب وما هذا الذي تطرحه سودانيزاولاين حول كشف عجز الشمولية ليس سوى القليل الذي سيأتي عبر الاثير ولنا أن نتخيل إفرازات الانترنت بعد عقد من الزمان. سوف تتمزق كل الانسجة التي ضفرها الاعلام الشمولي وستكون الحكومات عارية أمام الناس وأن كل سدنتها سوف يتازلون عن أساليب التغبيش بالنسبة للوعي. هذا هو العالم الجديد الذي لا يزال بعض الناس لا يفهمه وبالتالي يحاولون محاربة الانترنت بسلاح "العشر"..ربما!!
نقلا عن الصحافة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معركة في غير معترك مع (سودانيز اونلاين) (1 - 2) (Re: صلاح شعيب)
|
Quote: وتجدني شخصيا إستفدت كثيرا من الآراء التي تتناول ما كتبت كما أن تجربتي وسط هؤلاء الكتاب أبانت لي إهمية التواصل معهم وفهم الطريقة التي بها ينظرون للاشياء ومع ذلك بينهم من أضاف لي الكثير من الوعي الذي لم أكن أعلمه ولا زلت أرى ضرورة أن يتنزل من يستأنسون في أنفسهم القدرة على الكتابة الجيدة والتفكير العميق من عليائهم وينضموا إلى المنبر حتى يطوروا الاداء فيه بدلا عن الترفع عنه بدعوى "سوقية" ما يطرحه الاعضاء.. |
العزيز صلاح شعيب كتابة سامقة ماجدة فيها قوة الحجة و وضوح الرؤية و تفنيد الاحكام المسبقة.. دعني اضيف صوتي لمخاطبتك اخوة الهم الوطني الذين يترفعون عن هذا المنبر الذي يعج بالحياة و يتميز بديموقراطية الرأي و التعبير عنه.. لا انزعج ابدا من ما يعتري الحوار من انفلاتات و لو عاد الامر لي لما تدخلت لقمع او سحب ما يكتب لان تجربتي الطويلة و الكثيفة في ساحات الحوار الاسفيري اشهدتني تحولات مهولة في مواقف و اراء الكثيرون من خانة عدم الاكتراث بقضايا الوطن كمثال و اصبحوا الان منحازون بلا قيد او شرط الي نصرة البلد و الاهل.. و منهم من تبني مبادرات نبيلة او انضوي لما سبق تأسيسها.. المشكل يتمثل ضدية معايرة ما هو سالب و ما هو موجيب في نظر السلطة الشمولية من ناحية الوطنيون الشرفاء من ناحية اخري,, بناءا علي ذلك سوف يستمر هذا الصراع ما استمرت سلطة الرأي الواحد مختطفة الوطن,, لطبيع الانترنت كوسيط حوار لا يمكن ان يعتقد عاقل منصف انه بالامكان تفادي ورود لغة جارح و تصرفات غير حميدا.. و اليعلم الجميع ان الشرفاء هم الاكثر حرصا علي تهدئة الاوضاع في الذي يتيح لهم التعبير عنما يختلج في صدورهم و عقولهم تجاه وطن يحبونه حد الموت و ان سلطة التكويش العام لا يعجبها ازدهاره لانه خصما علي جلاوزتها و سلطاتهم غير المحدودة التي بالضرورة يتأسس عليها فساد غير محدودود الي اخر القائمة الطويلة الاليمة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معركة في غير معترك مع (سودانيز اونلاين) (1 - 2) (Re: نصار)
|
Quote: لا انزعج ابدا من ما يعتري الحوار من انفلاتات و لو عاد الامر لي لما تدخلت لقمع او سحب ما يكتب لان تجربتي الطويلة و الكثيفة في ساحات الحوار الاسفيري اشهدتني تحولات مهولة في مواقف و اراء الكثيرون من خانة عدم الاكتراث بقضايا الوطن كمثال و اصبحوا الان منحازون بلا قيد او شرط الي نصرة البلد و الاهل |
العزيز نصار
خالص تحياتي أولا
لا أتخيل أن الحوار بشكل عام يشكل أزمة مهما انفلتت ذيوله..وكثيرا ما أختلف مع بعض الزملاء حول بعض رؤاهم لكن ذلك لن يضر إطلاقا بقضية ما ..الاهم عندي هو ألا ينتهي الحوار إلي امر شخصي بحيث أن تكون هناك غساءات وشتائم وخلافه وخصومات..الذين لا حجة لهم يدخلون في هذا الباب والذين يحترمون أنفسهم يبتعدون عن الاسفاف وغيره..وقد تبقى الاحكام على هذه المسائل قياسية أيضا فما نراه توغل في الشخصي يراه كاتبه أنه لازمة لكشف الآخر وهكذا..القضايا الوطنية التي تجد حظها من النقاش هنا كثيرا ما أخذت طابعا خارج جوهرها ومع ذلك أعتقد أن الحوار أمر غير محكوم بسقف معرفة ويمكن أن يوصل الناس إلى خارج الموضوع..واجبنا هو أن نعزز احترام الآخر مهما كانت رؤاه وأن يكون الاختلاف إختلاف قيمة وجهة نظر أكثر من اختلاف أشخاص حول ما هو خاص.
مع تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معركة في غير معترك مع (سودانيز اونلاين) (1 - 2) (Re: خليل عيسى خليل)
|
العزيز خليل عيسى خليل اوافقك الرأي تماما و انا متفائل بالقدر الواجب للمقدر علي الفعل و الحراك.. متفائل بان اسباب عديدة توفرت نتائجها كانت و سوف تكون في صالح ادارة الحوار العقلاني و كما ذكرت سابقا اري بعيني مدي التطور الايجابي الذي حدث للبعض في ما يخص مجال حديثنا هذا.. ان ربك هون برجع ليك مفصلا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معركة في غير معترك مع (سودانيز اونلاين) (1 - 2) (Re: خليل عيسى خليل)
|
Quote: العزيز خليل عيسى خليل اوافقك الرأي تماما و انا متفائل بالقدر الواجب للمقدر علي الفعل و الحراك.. متفائل بان اسباب عديدة توفرت نتائجها كانت و سوف تكون في صالح ادارة الحوار العقلاني و كما ذكرت سابقا اري بعيني مدي التطور الايجابي الذي حدث للبعض في ما يخص مجال حديثنا هذا.. ان ربك هون برجع ليك مفصلا.. |
الاستاذ نصار مع التحيه ان كان من تجنى على منبر سودانيزاونلاين ( الهندى) ساق مبررات غير عقلانيه بمحاولاته الاستقواء بالسلطه والتعمد على زج الدين والعقيده بغايه ارهاب العقول فلنحاول ان نكون اكثر عقلانيه فى الرد بتدجين الحوار ومفرداته سنغازل افقيا القاعده تاركين له التحرك راسيا ( السلطه) التى تكون العاجزه عن فعل اى شىء... واى تصرف اعتباطى او قرار تشنجى سلطوى لن يكون مؤثرا طالما انعدم اثره على القاعده !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: معركة في غير معترك مع (سودانيز اونلاين) (1 - 2) (Re: خليل عيسى خليل)
|
Quote: العزيز خليل عيسى خليل اوافقك الرأي تماما و انا متفائل بالقدر الواجب للمقدر علي الفعل و الحراك.. متفائل بان اسباب عديدة توفرت نتائجها كانت و سوف تكون في صالح ادارة الحوار العقلاني و كما ذكرت سابقا اري بعيني مدي التطور الايجابي الذي حدث للبعض في ما يخص مجال حديثنا هذا.. ان ربك هون برجع ليك مفصلا.. |
الاستاذ نصار مع التحيه ان كان من تجنى على منبر سودانيزاونلاين ( الهندى) ساق مبررات غير عقلانيه بمحاولاته الاستقواء بالسلطه والتعمد على زج الدين والعقيده بغايه ارهاب العقول فلنحاول ان نكون اكثر عقلانيه فى الرد بتدجين الحوار ومفرداته سنغازل افقيا القاعده تاركين له التحرك راسيا ( السلطه) التى تكون العاجزه عن فعل اى شىء... واى تصرف اعتباطى او قرار تشنجى سلطوى لن يكون مؤثرا طالما انعدم اثره على القاعده !!
| |
|
|
|
|
|
|
|