الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
... ومنصور خالد: تأملات في "الردحي" والتهليل! .. سارة عيسى، د. حيدر بدوي وصديق محيسي .. نماذج.
|
في مثل هذه الأيام من العام الفائت كنت في زيارة لمنزل الدكتور عبد الله علي إبراهيم بناء على موعد مسبق بيننا. كان في ذلك الوقت قد بدأ في نشر عدة مقالات من سلسلة مقالاته ".... ومنصور خالد". كان العنوان والطريقة التي كتب بها قد لفتا نظري منذ الوهلة الأولى، واستطيع أن أقول أنني خمنت الوجه التي تتجه إليها المقالات، وذلك من واقع إدراكي للحساسية اللغوية العالية للكاتب وقدرته المفرطة في توظيف اللغة العامية واثرائها دلاليا. فـ"...." يعني أن في الأمر "إنّ" حسب المدلول العامي. وبالتالي المقالات قائمة على كشف المستور في سيرة د. منصور خالد، أو هذا ما ترأى لي وقتها. ولذا كنت مشغولا بتحري مدى صحة هذا الإحساس، وكان أن باغته بسؤالي التالي: "..... ومنصور خالد": غيره، فجور في الخصومة، أم إنصافا لحقائق للتاريخ؟ فكان رده على ما أذكر: في الواقع ليس بيني وبين منصور معرفة عن قرب تتيح للخصومة مكان ناهيك عن فجورها. أما الغيرة فلا أعتقد أن لها مكان في هذا المقام. فمشاربنا الحياتية ومواقفنا الوجودية في غاية التباين. فعلى المستوى الشخصي لم يكن انخراطي في العمل العام يوما ما تحكمه تطلعات ذاتيه. فلقد وهبت حياتي للحياة الأكاديمية متفرغا للبحث والاضطلاع أو متطوعا في العمل العام إبان الحزب الشيوعي، مضحيا بكل امتيازات الوظيفة في ذلك الوقت. وحتى راهن اليوم لا أود أن أحيد عن هذا النهج، في حين أنه كانت وما زالت عروض "الاستوزار" تنهال عليّ وأردها بكل أدب وهدوء. في حين أن منصور كان وما زال لا يجد نفسه إلاّ في الاستوزار ومنافعه. وفي هذه الحالة يكون الأقرب إلى الحقيقة هو اعادة ترتيب حقائق التاريخ : }لأن منصوراً استكبر جداً وعكر صفانا السياسي وأشاع الفتنة في البلد لمآرب قريبة المأتي{ حسبما ذكر في مقاله "القوّال". ولذلك كل ما سوف أفعله في هذه السلسلة من المقالات هو التنقيب في ذات التاريخ لأبين كيف كان منصور متورطا في كل البلاوي اللاحقة التي منيت بها مسيرتنا الحديثة.
كان ذلك – على ما أظن- فحوى رده، وبالطبع لا أملك سوى أن احترم وجهة النظر هذه دون اتفاق أو اختلاف مسبقين طالما أن الأمر لم تتضح معالمه بعد. كما أن علاقتي بكتابة الرجل قد أورثتني خبرة في التعامل مع فكره الذي لا يمكن الإمساك به من أول وهلة أو بقراءة ابتسارية، بقدر ما أنه مسيرة شاقة لتتبع سياقاته المختلفة والتقاط الإشارات والدلالات التي تمور بها كتاباته. ومرد ذلك في تقديري عمق متين وفرادة في زوايا الرؤيا وتنوع في تكنيكات الكتابة نتاج مواهب متعددة. وها هو في هذه السلسلة من المقالات يستدعي شخصيته ككاتب مسرحي متميز ليعتني بالشق الدرامي والإثارة والتشويق، وذلك حين عمد – بتأني- على بناء شخصية منصور على نسق درامي تتكشف وتنضج معالمها بارتفاع وتيرة التكثيف الدرامي، ثم في لحظة "الذروة" يعمل على نسفها بما يشبه الدوي الهائل. وربما كان هذا سببا في كل هذه الضجة والعويل من جانب والصفقة والتهليل من جانب آخر. على المستوى الشخصي، أعتقد أن هذا النهج الذي اتبعه قد أضر بعض الشيء بنقاط القوة في الموضوع، وذلك حين جعل من الإثارة مرتكزا أساسيا خصوصا فيما يتعلق بـ"عمالة" منصور، لأنها طغت على الجانب الأهم والأكثر موضوعية وحنكة، وهو اشتغاله على (تعرية الشخصية الفكرية للأخير وتناقضاته الفكرية والاخلاقية وذلك من خلال العمل على فضح "بصمته الكتابية "- على حد تعبير صديق محيسي") ..أو كما أوضحت المقالات. وهو جهد في حد ذاته ، برغم جدليته، ينم عن قدرات بحثية خارقة تستدعي التقدير في الأساس، كما أنها دليل حي على الموضوعية لا يمكن تجاوزه أو القفز عليه كما هو حادث الآن حين تم اختزال الموضوع في "بينة" العمالة التي باتت سبب كافي للابتذال والتهريج. فالموضوع أعمق من ذلك. ويجب التصدي له بذات الكيفية التي يتساوق فيها حق البحث عن إعادة ترتيب الحقائق التاريخية من منطلق "الشك" كحق مكفول للجميع طالما أن ليس هناك أحد مقدس يعلو على النقد. ويبقى المعيار في ذلك الموضوعية والتقاليد المعرفية المرعية. أما الحديث عن "الغرض" كتيمة بنى عليها د. حيدر بدوي "رديحه" وجعله تهمة توجب التهلكة فهذا مبعثه تقديس الشخوص وعبادة الاسياد. فأين العيب هنا؟ في الغرض أم في تمظهراته؟ فالغرض في ذات تجريده ليس بسبه بقدر ما أنه محرك ودافع أصيل لأي فكر إنساني. ولكن يبقى حكم القيمة سلبا أم إيجابا مرهون بتمظهرات هذا الغرض. وفي مقامنا هذا، يبقى الغرض مرضا حين تسود العلل المعرفية من اطلاقية وتقريرية ودوغمائية. فأين كل ذلك مما هو مطروح في سلسلة هذه المقالات إجمالا؟ فبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع ما جاء فيها، إلاّ أن هناك جهدا بحثيا وفق الأصول المعرفية غير منكور. فحتى بينة "العمالة" – والتي هي في تقديري – أضعف حلقات الموضوع، لم يألو الرجل جهدا في إيجاد بينة إثباتها.
صحيح أن منصور قامة معرفية رفيعة وصلت حد المهابة الفكرية، ولكن مع ذلك فهو ليس فوق النقد أو المساءلة التاريخية، شأنه في ذلك شأن عبد الله علي إبراهيم أو زيد من الرموز الثقافية، الاجتماعية والسياسية في السودان، ولكن أن يصل الحال الى مثل هذه الكتابات البائسة لمجرد أن بعضهم يعتقد أنه فوق النقد فهذا هو المحزن. ان التبرع بالدفاع لـ"وجه الحقيقة" – كما أدعى البعض- يجب أن يكون سببا كافيا للتمسك بالرصانة الفكرية والنجاعة النقدية قبل البحث عن تبرئة الرجل كيفما أتفق. وفي هذا الصدد أعتقد أن الأستاذ/ عجب الفيا* ربما كان الأكثر حظا في أن يجود بمداخلة نقدية عميقة استثمر فيها معرفته القانونية ليفند بموجبها "البينة" –كما اسماها- ويضعف من حظوظها. وكل ذلك تم وفق أسلوب رصين والتزام بالموضوعية، لأنه – في تقديري- حصر همه في المنازلة الفكرية وحدها. هذا بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق معه بالطبع.
عموما، كسودانيين، أعتقد أن بنا تخمة من "الاسياد" و"أولياء الله الصالحين"، ولذلك لا حوجة بنا الى أولياء الله "المثقفين"، بقدر ما نحن أحوج ما نكون الى نقّاد يفككون كل ركام الزيف الذي يلف حياتنا ويسهم في إعادة إنتاج تخلفنا بمعدلات عالية. والعقل النقدي الذي أقصده ليس إكسسوارات نلبسها ونتجمل بها وقت اللزوم بقدر ما أنه مبدأ وموقف وجودي غير قابل للمساومة أو التجزئة. وكما قلت من قبل، ليس هناك من أحد فوق المساءلة أو حقيقة تاريخية لا تخضع لمنطق الشك والفحص واعادة القرءاة، ومن ثم ليس من الحكمة في شيء أن تظل "السكلبة" هي السلاح الوحيد في جعبة مثقفينا يخرجونه متى ما مس "أسيادهم" أو مقدساتهم بعض من رشاش النقد؟. وحق لنا التساؤل: ما هو التصور الذي يرومونه لوطن حر ديمقراطي ان لم يكن بمقدورهم أن يبارزوا كل من "هرطق" بسلاح الموضوعية بغية إعادته الى حظيرة الحق أو حتى فضح زيف دعاويه ان أعرض وتولى؟. لا شك عندي أن "الردحي" الذي يميز كتابات معظم مثقفينا وكت حر المفاكرات النقدية ينتمي لإرث تليد من ثقافة المشافهة المؤسس عليها وعينا، ومن ثم فهي لا تضع أي اعتبار أو وزن للعقلانية ، هذا فضلا عن منولوجها الذي لا يتيح لأي طرف آخر المشاركة أو حتى ابدأ رأي مخالف. وهو في هذه الحالة يعمل بالتضاد مع أدب المفاكرة وتقاليد العقلانية المعبر عنها بالكتابة المستوجبة قدرا من الموضوعية وتحمل أوجه الاختلاف ونسبية الحقيقية. فضلا عن ابدأ العناية الفائقة بالقاريء كطرف أصيل لا يكتمل بدونه الديالوج. عودة للموضوع، أعتقد أن الحق – كل الحق – مكفول لعبد الله أول غيره من الناس أن ينقبوا في التاريخ العام لأي شخصية عامة أثرت أو ما زالت في ماضينا وحاضرنا السياسي، الاجتماعي، الثقافي والاقتصادي، طالما يعتقد جازما أن هناك حقائق مخفية أمكن له بجهد معرفي خالص أن يضطلع عليها ومن ثم يعتقد أن إظهارها تترتب عليه تصحيح لمفاهيم مغلوطة أو إعادة كتابة التاريخ لفترات مهمة في حياتنا. وكذلك الحق – كل الحق- مكفول لمن يرى غير ذلك ، وعليه في هذه الحالة – ووفقا لشروط المعرفة وتقاليد الكتابة أن يسعى جاهدا لأن يلقم كل دعي حجرا، وذلك من خلال العمل بجدية للكشف عن خطل مزاعمه وزيف دعاويه. والرابح في النهاية "الحقيقة" في تعدد أوجهها والديمقراطية كثقافة وسلوك ممارس قبل أن تكون نظام سياسي. خصوصا وأن هذا الوجه الأخير لها فشل في كل مراحل تاريخنا الحديث لأنه كان عازفا عن أن يستصحب بقية العناصر الممكنة لقوتها واستدامتها. انه لمن المحزن أن تضحي كاتبة متميزة كـ"سارة عيسى" بالموضوعية وتلوذ بالنواح لمجرد اعتقادها أن كاتبا مهما وقامة فكرية في حجم منصور خالد ارتقى لمصاف الأولياء الصالحين الذين لا يجوز المساس بهم. والأمر نفسه ينطبق على د. حيدر بدوي، وذلك دون أن يكلفوا أنفسهم مشقة الدفاع عن فكرتهم أمام القاريء وكأن الأمر مفروغ منه ولا يحتاج الى تبيان!!. وليت الأخت سارة قارنت بين مقالها الأخير عن أزمة مراسلي قناة الجزيرة وما ظنت أنه دفاعا عن منصور خالد، فربما كان ذلك دافعا – مستقبلا- لتجنب مخاطر الكتابة المنفعلة. أما صديق محيسي، الجانب الآخر من الضفة، فبنهج دوغمائي يريد لنا أن نبصم بالعشرة بأن ما خطه قلم دكتور عبد الله كان وحيا لا مزيد عليه، وبالتالي يرقى لخانة الحقيقة المقدسة!. وهذا ضرب فج من الكتابة عفى عليه الزمن ولا يماثله فجاجة سوى كتابات الطيب مصطفى المعنى بالبشارة، ولاعجب.
لقد مضى زمن طويل ونحن لم نبارح بعد منصة الكتابة "الهيّابة" التي وسمت مشهدنا الثقافي "بالمعنى الواسع للمصطلح" والتي مبلغ قصدها التبجيل والمجاملات أو "النعومة" النقدية في أحسن أحوالها – وكتابات عبد الله فيما يخص الاسلامويين أنصع نموذج – وعندما تغير "جلدها" تسلك في الغالب الأعم وجهتها نحو الكتابة "العيّابة" والتي مبلغ همها الشتم والسباب والتوغل في كل ما هو شخصي وانطباعي بغية الإساءة والتجريح. لقد حان الوقت لأن يتجه المثقف السوداني نحو الكتابة "النقّادة" المعنية بفحص الحقائق واعادة النظر في مصداقيتها دون حجر أو محاذير أو إرهاب مسبق. والعمل بجدية على زلزلة "الوقار" المعرفي والمهابة الفكرية المصاحبة للكثير من رموزنا الثقافية، فذلك وحده كفيل بأن يظهر أننا نخطو نحو العافية الثقافية والفكرية ومن ثم السياسية، ان كان ذلك – حقا- هو المبتغى. فالذين جنحوا نحو الإساءة والتجريح والتقريرية في تجريم الرجل، كان أحرى بهم أن يزلزلوا وقاره المعرفي نقديا كما سعى هو بجهده، وبدلا عن هذا النهج التقريري والاطلاقية الساذجة التي ما انفكت تسعى لدمغه بـ"الكوزنة" أن يسعوا لتأصيل التهمة في سياق الحقيقة الموضوعية بدلا عن هذه اللغة الهتافية التي لا تحترم عقل القاريء. وللرجل نتاج فكري في هذا الصدد يغري بأعمال النقد خصوصا كتابيه: "الإرهاق الخلاق" و "الشريعة والحداثة". ففي نقدهما "لوجه الحقيقة" خير عميم ربما طالت ثماره الرجل نفسه وجعلته يعيد النظر في هذا النهج من "النقد الناعم" للمشروع الاسلاموي السياسي ككل وليس في السودان فقط.
الكتابة في اعتقادي المتواضع هي فضيلة "الاعتدال"، والاعتدال لا يعني بالضرورة "الطبطبة" أو النفاق، بقدر ما أنه ، في شأن الفكر والمفاكرة، هو اللجوء إلى المنطق والتسلح بالموضوعية والسعي لتقصي دروب "الحقيقة" في تشكلاتها التاريخية وتمظهراتها الاجتماعية – السياسية. وهو حق مكفول لكل ذات شكّاكة-نقاّدة لا تألو جهدا في البحث والتنقيب في كل ما يتصل بشكوكها. ومن ثم فإن "التطرف" هو اللواذ عن مواجهة الشك المنهجي بافتعال التهريج في مسعى التفافي للتنصل عن استحقاقات المعرفة وتحمل تبعات الاختلاف. ولا أظن أن هذا مما يسعد د. منصور خالد. فللرجل باع طويل في هذا الضرب من المفاكرة. بل لا نجازف حين نقول أن جل مجده الفكري وهالته المعرفية قوامها هذا الهاجس الدائم في تتبع مسارات الحقيقة في مظانها. وكل هذا بالطبع محكوم برؤيته الخاصة وزوايا تناوله لها، ولا تثريب. فهو ذات النهج الذي فضح بالدلائل الكثير من رموز مايو، وفصامية حسن الترابي وإدمانه التحدث بلسانين، وتنكبات الصادق المهدي السياسية التي لا حصر لها.....الخ. طيب بالبلدي الفصيح: المشكلة وين؟ للأسف، إنها دوما في هؤلاء الذين يظهرون مسيحية أكثر من البابا. ! ولهم نقول: أرجوكم افسحوا المجال للرجل فمؤكد أنه يستطيع أن يدافع عن نفسه بكيفية أرفع مما يفعلون.
عبد الخالق السر/ ملبورن 15/9/2007 هوامش: * ... ومنصور خالد "القوال".. سودانيز أون لاين: منصور المفتاح.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: ... ومنصور خالد: تأملات في "الردحي" والتهليل! .. سارة عيسى، د. حيدر بدوي وصديق مح (Re: Abureesh)
|
الأخ عطبراوى كتب فى حق عبدالله على إبرايهـم:
Quote: كما أن علاقتي بكتابة الرجل قد أورثتني خبرة في التعامل مع فكره الذي لا يمكن الإمساك به من أول وهلة أو بقراءة ابتسارية، بقدر ما أنه مسيرة شاقة لتتبع سياقاته المختلفة والتقاط الإشارات والدلالات التي تمور بها كتاباته. ومرد ذلك في تقديري عمق متين وفرادة في زوايا الرؤيا وتنوع في تكنيكات الكتابة نتاج مواهب متعددة. وها هو في هذه السلسلة من المقالات يستدعي شخصيته ككاتب مسرحي متميز ليعتني بالشق الدرامي والإثارة والتشويق، وذلك حين عمد – بتأني- على بناء شخصية منصور على نسق درامي تتكشف وتنضج معالمها بارتفاع وتيرة التكثيف الدرامي، ثم في لحظة "الذروة" يعمل على نسفها بما يشبه الدوي الهائل. وربما كان هذا سببا في كل هذه الضجة والعويل من جانب والصفقة والتهليل من جانب آخر.
|
كما كتب فى حقه أيضـاً
Quote: واستطيع أن أقول أنني خمنت الوجه التي تتجه إليها المقالات، وذلك من واقع إدراكي للحساسية اللغوية العالية للكاتب وقدرته المفرطة في توظيف اللغة العامية واثرائها دلاليا
|
ثم كتب عن منتقديـه:
Quote: الكتابات البائســة
|
و
Quote: ان التبرع بالدفاع لـ"وجه الحقيقة" – كما أدعى البعض- يجب أن يكون سببا كافيا للتمسك بالرصانة الفكرية والنجاعة النقدية قبل البحث عن تبرئة الرجل كيفما أتفق.
|
و
Quote: عموما، كسودانيين، أعتقد أن بنا تخمة من "الاسياد" و"أولياء الله الصالحين"، ولذلك لا حوجة بنا الى أولياء الله "المثقفين"
|
و
Quote: انه لمن المحزن أن تضحي كاتبة متميزة كـ"سارة عيسى" بالموضوعية وتلوذ بالنواح
|
و
Quote: لقد حان الوقت لأن يتجه المثقف السوداني نحو الكتابة "النقّادة" المعنية بفحص الحقائق واعادة النظر في مصداقيتها دون حجر أو محاذير أو إرهاب مسبق. والعمل بجدية على زلزلة "الوقار" المعرفي والمهابة الفكرية المصاحبة للكثير من رموزنا الثقافية، فذلك وحده كفيل بأن يظهر أننا نخطو نحو العافية الثقافية والفكرية
|
و
Quote: وبدلا عن هذا النهج التقريري والاطلاقية الساذجة التي ما انفكت تسعى لدمغه بـ"الكوزنة" أن يسعوا لتأصيل التهمة في سياق الحقيقة الموضوعية بدلا عن هذه اللغة الهتافية التي لا تحترم عقل القاريء.
|
و ايضـاً
Quote: ومن ثم فإن "التطرف" هو اللواذ عن مواجهة الشك المنهجي بافتعال التهريج
|
بالغت يا عطبراوى.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: ... ومنصور خالد: تأملات في "الردحي" والتهليل! .. سارة عيسى، د. حيدر بدوي وصديق مح (Re: Abureesh)
|
عبدالخالق سلامات الى منصور المفتاح وشيعته...مِران على الصبر الجميل !!! مِران على الصبر الجميل** المعرفة شاقة ووعرة الدروب... والمرء كلما ازداد معرفة ازداد جهداً.. إذ كلما تكشفت له أبوابها استبان أن ثمة معارف أخرى تغيب عنه، وسبراً للأغوار... ثم الناس أنفسهم حال تلقيهم المعرفة وصنوفها ليسوا سواء، هم عندها أنماط مختلفة ودرجات ومراتب.. الطريق إلى سوحها محفوف بالمخاطر، والتحقق في ضرب من ضروبها والترقي يقتضي صدقاً وحساسية وخلوص نية.. القراءة وسيلتها والكتابة عمدتها والبذل في سبيلها أمر صعب ربما دونه خرط القتاد إلا لذوي العزائم الرفيعة. في إحدى بنايات عثمان أحمد عثمان في مصر الجديدة جلست ذات صباح في رحاب الدكتور منصور خالد في حوار صحافي حول شخصيته المثيرة للجدل أطرح أسئلة في بناء الذات ومكونات الشخصية وحوافزها الإبداعية.. سألته عن أب روب و(البقعة) وأغاني الحقيبة وأماديح السادة السمانية وحامد أب عصاةً سيف، وعن أترابه وزملاء الدراسة والطلب وفريق الهلال.. ثم.. أسفاره الطويلة واغترابه و(أسفاره) في سجل التاريخ للسودان، وأحزابه وتنوعه الثقافي ومدوناته العميقة التي استنجزها وسحر البيان... سألته.. برغم ارتباطاته الكونية وأعماله أن كيف تأتى له قراءة ما قرأ وكتابة ما كتب من مجلدات، وهي إضافة ثرة للمكتبة السودانية!. الدكتور منصور أجابني: (أنا أقرأ وأكتب كيفما اتفق في حلي والتسفار.. أقرأ طول اليوم.. كان ذلك في الماضي. أما الآن وقد تقدم بي العمر فإني أقرأ وأكتب من التاسعة صباحاً وحتى الحادية عشرة ليلاً، إلا أن ما يقطع خلوتي حديثي إليك هذا، أو لتناول وجبة أو للرد على اتصال).. إذاً.. وثم.. وبعد، فإن الدكتور منصور يقرأ أكثر من ثلثي يومنا الممحوق هذا... طاقة مذهلة وذاكرة مهيبة والحمد لله، بيد أني أقرأ بشق الأنفس ساعتين في اليوم وأقرأ مسروراً حوار الدكتور عبدالله علي إبراهيم في حديثه إليه في (أوراق) وذاك حوار ذو شجون لا تثريب علينا أن ننظر ما وراءه من كدح في مسالك العلوم والصبر على المعرفة. أقرأ هنا وهناك.. كتابات عديدة في صحافتنا وأخبار ومطابع تستنسخ عدداً من الإصدارات وفي بعضها أذى، هنا في الخرطوم والنفري وصاحب الحكم العطائية يحصنانني كل صباح على أن (أدفن ذكري في باطن الخمول)، لأن المعرفة معراج يتطلب قريباً من جهد العارفين وصبرهم وعطاياهم، وللوصل لذات ولذات.. أفكر ملياً.. بيد أن حظ النفس الكذوب للذكر وحسن الأحدوثة يجرجرني جرجرة إلى معاودة الكتابة مرة أخرى، و(أوراق) تغريني إغراء بجذوة متقدة يذكي أوارها سادة أماجد أمثال الدكتور عبد الله وآخرين وتحقيقات هادفة. ثم.. اجترار الذكرى وبعض الأسى والذكرى الأليمة لفقدي صديقي الجميل عبد المنعم قطبي واستثارة أحزان شاعرنا العظيم الأستاذ هاشم صديق في (ألو منعم) الشهيرة وهي بين يدي أقرؤها هذه الأيام.. المرحوم قطبي لطالما أعانني على القراءة والكتاب وأنا أجلس إليه نتجاذب حواراً عبقرياً في الأدب والسياسة وتاريخنا الدائري.. قطبي حاورته لخالدة الذكر صحيفة (ظلال)، وفي إجابته عن سؤال القراءة والكتابة قال: (أبدأ يومي بها وأختمه.. أبدأ بقراءة الصحف والمجلات الصادرة هذا الصباح... أقرؤها جميعاً بلا استثناء؛ الأخبار والاقتصاد والمنوعات والرياضة والأعمدة والمقالات... النقد بشقيه الرياضي والفني -يضحك - وأقرأ حتى الوفيات والمحاكم والإعلانات جميعاً.. أقرأ نحواً من خمس عشرة صحيفة سودانية... أفعل ذلك كل صباح لأن في قراءتها مراناً على الصبر الجميل). وبعدئذ... فقد مات قطبي الكاتب العظيم والقارئ النهم.. مات ومكتبة أم درمان المركزية في ذمة التاريخ...والصحف تصدر كل يوم، ومجلس الصحافة ماكث في مقامه والمعرفة مقام.. والكتابة!!. ________________________________ **مجلة(اوراق)ابريل2007
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: ... ومنصور خالد: تأملات في "الردحي" والتهليل! .. سارة عيسى، د. حيدر بدوي وصديق مح (Re: atbarawi)
|
عبدالخالق السر رمضان كريم
مداخلاتك والتي لا تجود بهاعلينا ألا بمقدار تجعلنا نتعطش اكثر كلامك فى الباحث الاكاديمى لا نرفضه ولكن لادراكي لحساسيتك اللغوية العالية جدا ادركت من عنوان البوست الي أين سينتهي بنا مقالك ومنها كدت ان أختصر مداخلتي بــ (...وعبدالخالق السر) او بالبلدي (كلامك فى د.عبدالله ما بناباه لكن الفيك اتعرفت) وانت بتتأمل في ردحي د.بدوي وتهليل سارة لــ منصور خالد داخلني احساس بعد اتمام قراءتي للبوست بانك الاخر تردح فى الجانب الاخر . وما صديق محيسي هنا ألا لازالة الحرج. لو كنت ابعدت كلمات مثل الردحي والتهليل ودخلت لتناول ما كتبوه بطريقتك الهادئة الرزينة لاضفت شيئا جديدا لجدل الدكاترة.
مع ودي وتقديري أيها العزيز
شمس الدين السنوسي
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: ... ومنصور خالد: تأملات في "الردحي" والتهليل! .. سارة عيسى، د. حيدر بدوي وصديق مح (Re: Ishraga Mustafa)
|
العزيزة اشراقة مصطفى الله يسلمك. أخبارك واحوالك؟
الاعزاء ابو الريش، شمس السنوني وعجب الفيا سلامات
ربما يكون مضمون مداخلاتكم واحد، أو هذا ما تناهى لي، ولذلك سوف اعمد على رد واحد.
الحقيقة ما استشفيته في هذه المداخلات هو اهتمامكم براي الشخصي في مقدرات عبد الله، دون النفاذ الى ما وراء ذلك. وده طبعا يقود الموضوع الى حتة ضيقة وما بضيف شيء. يظل راي في دكتور عبد الله هو راي الشخصي، لا يزيد أو يؤثر في مضمون هذا الموضوع لمن يريد النفاذ الى ما وراء السطور. والتوقف هنا يصبح نوع من المماحكة ليس الا. هناك الكثير ممن لا يشاركني هذا الرأي في الرجل، ولا مشاحة بالطبع. وده جزء من طبائع الاشياء. غاية ما يرومه هذا المقال هو أن يتفق الناس أو يختلفوا وفقا لأعراف الكتابة، وأنه ليس هناك من هو كبير على النقد- يعني باختصار مافي مقدس. وهذا واضح في كل سطر من سطور المقال. وايرادي لعجب الفيا كنموذج كان تتويجا لهذه الفكرة. ولا يخفى عليّ راي عجب الفيا "السيء" في عبد الله، وهذا رايه الشخصي - ايضا- ومكان احترامي. لكن المهم أنه كان يضع الموضوعية - أو هذا ما ترآى لي- نصب عينه عندما تصدى لمهمة الرد على مقال "القوّال".
من المنطلق ده كان ردي "العنيف" على مقالات سارة عيسى، حيدر بدوي، صديق محيسي. لأن كل من هؤلاء كان ينطلق من غضبة أكثر من أنه كان يسعى لمجابهة راي. وهذا في تقديري هو آفة العقل الجمعي الثقافي السوداني - اذا جاز التعبير- عندما يهبش في "عزيز لديه"- وده تعبير مخفف المرة دي للاسياد وأولياء الله المثقفين. أرجو مخلصا أن ترجعوا لهذه المقالات والطريقة التي كتبت بها. فهي لم تقل شيئا سوى "الرديح"، ولا ارى غضاضة في استخدام هذه المفردة العامية المعبرة. والرديح هو الصراخ والعويل والنحيب المخلوط احيانا بالغضب. هذا هو - في تقديري- عين ما جادت به هذه المقالات. فهي من جهة لم تنصف منصور كما اعتقد اصحابها. وفي ذات الوقت لم تراعي شعور القاريء. وهذا هو الأهم لدي.
ما أحاول ايصاله، هو أن تقديراتنا الذاتية نحو الاشخاص والاشياء - سلبا كان أم ايجابا- يجب أن لاتكون دافعا للتعامي عن الموضوعية والمنهجية حين الانشغال بهم المفاكرة. كما يجب أن لا يظن أحدا منا أن ذلك هو راي الناس جميعا. فلكل منا منظوره الخاص الذي يرى به الناس والاشياء. وهذا ناتج معقد من الرؤى والمفاهيم والتشكلات المعرفية. وكل هذا نسبي.
ان حبنا للأخرين شخوصا أو فكرا ليس اشكالا بذاته،ولكن تقديسنا وتعامينا يظل هو الاشكال الحقيقي. لا غضاضة لدي في نقد عبد الله فكرا ، وهو محل تقديري كما ابنت. ومع ذلك سأكون اسعد الناس عندما أرى نقدا حقيقيا يزلزل وقاره المعرفي. وعلى المستوى الشخصي هذا ما وددت القيام به - منذ زمن- بالتصدي لكتابيه "الارهاق الخلاق" و"الشريعة والحداثة"ولا يقف بيني وذلك سوى بعض المشاغل الحياتية. والأمر عندي لا يندرج في خانة (يوريني فيك يوم)، كما هي أشواق الكثيرين من الذين لا يفرقون في أشكال الخصومة وأنواعها. ولكن الأمر عندي من باب أن ذلك هو غاية المعرفة الخلاقة: أي البحث عن الحقيقة في التعبير الافلاطوني. في أكثر من موضع أشرت الى أن ذلك النوع من الزلزلة المعرفية يكون بالجهد المعرفي وليس بالاطلاقية والتعميم الفطير. ولذلك تساءلت: لماذا لا يسعى هؤلاء للمنازلة الفكرية وتأصيل تهمة "الكوزنة" فكريا. واشرت للكتابين أعلاه كمادة اساسية لهذا الغرض.
مواقفي الفكرية والوجودية واضحة وهي مضمنة في كل كتاباتي لمن يريد ذلك. ولذا- أعتقد- أنني أعرف كيف أختلف واتفق دون ادعاء بأنني مركز الحقيقة.
تعليقات: يا ابو الريش: "الذروة" دي قريتها في سياقها ولا براها؟؟ اذا في سياقها: فهي هنا بمثابة مصطلح نقدي فني، يعني لحظة التكثيف التي تبرز فيها شخصية العمل الابداعي " بالمعنى الواسع لكلمة ابداع". ومن هنا راق لي استخدامها، عندما شعرت أن عبد الله يكتب هنا بنفس درامي في حلقات طويلة تسعى للاثارة والتشويق وكان ذلك عندما وصل الى مقال "العمالة". عموما هذا ما اعتقدته. وهي في النهاية محاولة قراءة نقدية لجل المقالات لا أكثر ولا أقل. ولكن شايفك مهموم جدا بكل ما ليس له صلة بمضمون المقال.
السنوسي: لا حاجة لي بعد المداخلة الطويلة دي للالتفاف. فصديق محيسي أدرجته ليس لـ"كف العين" أو على طريقة "وش الدستة" بتاعة الفكهانية في سوق الخضار، ولكن لأنه ببساطة المقال الوحيد الذي صادفني "يهلل" فيهابنهاية منصور - على حد تعبيره- من بين جملة المقالات التي لم يعجبها مقال "القوال". وما استفزني في مقاله هو الهتافية العالية والدوغمائية التي صيغ بها، للدرجة التي طالب فيها منصور بالاعتذار "فورا"!.
العزيز نصر: آمل أن تكون قد وجدت في مداخلتي هذي ما يؤكد احترامي لحقك في الاختلاف وبالتالي حقك الكامل أن ترى عبد الله من خلال زاوية رؤيتك للاشياء.
لكم جميعا المحبة عبد الخالق السر
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: ... ومنصور خالد: تأملات في "الردحي" والتهليل! .. سارة عيسى، د. حيدر بدوي وصديق مح (Re: atbarawi)
|
Quote: يا ابو الريش: "الذروة" دي قريتها في سياقها ولا براها؟؟ |
الأخ عبد الخالق، خلينـا من حكايـة الذروة دى، فهـذه كانت رد خاص للأخ حسين ملاسى جاريت فيه عن قصـد أسلوب الكبسولـة الذى إشتهـر به.. وسياقهـا كان أنها كانت نهايـة فقـرة من المدح لعبد الله على إبراهيـم.. إنطباعات شخصيـة لم تناقش موضوعـا.
خلى دا ورد على تعليقى الأساسى، ولا أعتقـد أنى أشـارك بقيـة الأخوة فى تناول هـذا الموضوع، فإن شئت رد على ما كتبته أنا.. وبالرغـم من أنى ختمت تعليقى بعبارة "بالغت" إلا أن لا اشك فى حصافتك بأنك أدركت القصـد من أنك كلت كل أنوع المدح لعبدالله على إبراهيم، مما أخرج الكتابة عن الموضوعيـة، ثم كلت أنواع الذم للأخرين، بصـورة هى أيضـا غيـر موضوعيـة.. فأنا إذا لم أعترض على رأيك فى عبد الله كما قلت أنت، وإنما فى مفارقـة الموضوعيـة فى إعتماد المدح والذم فى مضوع يحتاج لنقاش موضوعى بعيـدا عن الإنطباعات الشخصيـة عن الأفراد.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: ... ومنصور خالد: تأملات في "الردحي" والتهليل! .. سارة عيسى، د. حيدر بدوي وصديق مح (Re: mohmmed said ahmed)
|
للفرحين بكتابة عبدالله على ابراهيم وبلغته العاليه
يقول عبدالله على ابراهيم : -
( ان احتمالات تخطى السودان لمأزقه السياسى ستزداد كثيرا اذا خرج النظام الحالى من صدفة عزلته وأنس الكفاءة والشجاعة فى نفسه لتحريك مبادرة خلاص وطنى جامعه . فعزلة هذا النظام خطر يجب ان يتوقاها الوطنيون الحادبون حتى لا ينحدر الى عصبة من عتاة الايدلوجيين ومحبى السلطه والراغبين فى الثراء بأى طريق تكبد الوطن اسفا طويلا وحزنا كثيرا . فلربما لم يكن جسد السودان ليتحمل التجريب بلا روية لعبة الحكومة المستبدة والمعارضة التى ستستبد متى ما بلغت الحكم وأمل هذه المبادره معلق بشكل استثنائى على الفريق عمر البشير رئيس مجلس الانقاذ الوطنى ورئيس الوزراء ولا اقول بذلك لاننى عرفته او عرفت خلال هذا العام افكاره عن كثب على اننى التقيت بعدد من اعضاء مجلس ثورته ووجدت فيهم موهبة للاصغاء وسعة للصدر فى الجدل ولكننى اعلق هذه المبادره على الفريق عمر قد صدر فى مبادرته الانقلابيه عن حس صادق بأزمة الحرب والسلام والمستضعفين والاغنياء فى بلادنا وبناء على تجربة شخصيه حسيه ربما لم تتوفر لاشرس خصومه من السياسيين المدنيين فهو كضابط بالقوات المسلحه قد ادار بكثافة عمليات للنصر والنزاع والهزيمه فى مفصل أزمة جنوب السودان ولا بد ان عقله وفؤاده قد اعتلج بفكرة او اخرى من افكار الخلاص الوطنى التى تساور كل مشغول بمحنة بلده . ان الذين ينسبون انقلاب عمر البشير الى هاجس شيطانى هجست له به الجبهه الاسلاميه ربما لم يحسنوا كل الاحسان الى شخصه او لانقلابه .)[/B]
هذا المقتطف من مقال كتبه عبدالله على ابراهيم بعنوان ( الحكومة تطفىء شمعتها الاولى ) كتبه بعد سنه من الانقلاب وجاء فى كتابه الارهاق الخلاق صفحة 13
الخطوط فى المقتطف من عندى
فتأملوا بالله هذا الرجل منذ بواكير انقلاب الانقاذ كيف اشتغل موظف علاقات عامه للانقاذ وتأملوا فيه كيف انه ملكى اكثر من الملك ومسيحى اكثر من البابا ععندما يقول ان فكرة الانقلاب نبعت من عقل وفؤاد عمر البشير وحده وهى فكرة خلاص وطنى ويذم الذين اعتقدوا ان انقلاب الانقاذ هو من بنات افكار الجبهه القوميه الاسلاميه والمضحك والمبكى فى آن واحد انه يقول عن اعضاء انقلاب الانقاذ ( وجدت فيهم موهبة للاصغاء وسعة للصدر فى الجدل ) ترى اى موهبه هذه التى اكتشفها عبدالله على ابراهيم هل هى موهبة التعذيب واذلال الآخر المختلف عنهم ام موهبة تشريد وفصل العاملين والموظفين المختلفين فى الرأى عنهم واى سعة للصدر فى الجدل التى تجعلهم يسنون اشرس واقسى القوانين التى تحميهم وتضع الحصانه لامنهم وجلاوزة مجرميهم .
والمضحك والمبكى الآخر انه يخاطب عمر البشير وكأنه يعتقد ان عمر البشير وحده هو فى يده كل مفاتيح الامر والنهى والمنح والمنع وهذا والله قصور فكرى لا يصدر عن طفل ناهيك عن استاذ اكاديمى يتكلم عن الرصانه الاكاديميه وسياسى سابق هذا غير انه يعتقد ان عمر البشير هو الذى جاء ليملأ الارض عدلا بعد ان ملئت جورا وهو الشخص العادل الطاهر النقى . ولهذا تجده فى صفحة 15 من الكتاب يقول مواصلا فى مقاله : -
( اننى لأجرؤ على تثبيت الفريق عمر فى الولايه فى حين خلعه عنها المعارضون يتخطونه الى الجبهه الاسلاميه القوميه كالوالى الفرد . والفريق عمر عندى راع ومسؤول عن رعيته وهذه تبعة عظمة انشاء الله وهى التى ترجع تعليق أمر مبادرة المصالحه الوطنيه عليه )
الفرد منا بدأ يشك فى ان عبدالله على ابراهيم يتكلم عن بلد آخر غير السودان
ياخى لغته طايره عليه فى السما اذا كانت هذه كتابته
يقول عبدالله على ابراهيم فى صفحة 15 من كتابه عن نظام الانقاذ : -
( كان النظام العسكرى سىء الحظ من جهة المعارضه التى ابتلاه الله بها . فقد واصلت تلك المعارضه اسوأ تقاليد الخصومه السياسيه فى ظل الحكم العسكرى فى وجهين هامين واول هذه الوجوه ان تجحد المعارضه كل خطوة بناءة يقوم بها النظام العسكرى )
يا سبحان الله عبدالله على براهيم يقول ان المعارضة للنظام ابتلاه الله بها ويريد من المعارضه للنظام العسكرى الذى حرم هذه المعارضه حق المعارضه نفسها وحرمها حق التعبير وحق الحياة نفسه ان تشسبح بحمد النظام ، هل هذا فكر من شخص مفكر ؟ ام هذا شىء آخر يحتاج لتسميه ؟
ثم يمضى عبدالله على ابراهيم فى صفحة 17 من كتابه ليقول عن النظام ويدين معارضيه : -
( فلو لم تكن المعارضه مسكونه بالسلبيه لقدرت حماسة النظام الراهن لرد الاعتبار للمال العام فى وقت اصبحت الاموال المختلسه من الدوله عبئا ماليا تكرر ذكره فى تقارير المراجع العام ، فقد استحسنت مثلا اقدام اعضاء الانقاذ الوطنى لتقديم اقرارا ذمه بما يملكون حاليا فى محاولة منهم لتطهير الحكم من دنس الثراء من موقع السلطه )
انتوا عبدالله على ابراهيم ده بصحوا
لقد عملت احدى الصحف لقاء مع المسؤول عن اقرارات الذمه فقال انه منذ سن القانون لم يقدم مسؤول واحد اقرار ذمه بما يملكه ، اما الحديث عن الفساد فحدث ولا حرج فأحسن مايتحدث عنه امثال الصحفلى الطاهر ساتى وغيره من الصحفيين اما تقارير المراجع العام فحدث ولا حرج فى ظل الانقاذ فقد بح صوت المراجع العام من الفساد والاختلاسات اما تطهير الحكم من دنس الثراء من موقع السلطه فتتحدث عنه مجالس الناس ومشاهداتهم فالسودان بلد لا يعرف الاسرار .
هذا هو عبدالله على ابراهيم عاريا بلغته
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: ... ومنصور خالد: تأملات في "الردحي" والتهليل! .. سارة عيسى، د. حيدر بدوي وصديق مح (Re: atbarawi)
|
محمد حسن العمدة الله يسلمك يا رجل.
العزيز موصلي سلامات التهم في هذاالبوست على قفا من يشيل، وبس يا ريتا تقيف على جلابي!!.
عودة الى الموضوع: أكثر ما لاحظته في العديد من المداخلات التي تمت أن أصحابها عازفون عن ابدأ اهتمام بالسياق الذي تم فيه الموضوع. وهذا يعني فيما يعني أن الفكرة الكلية التي أود ايصالها لا تجد الحد الأدنى من عنايتهم. وتلك على أية حال قراءة مبسترة تعنى بالاجتزاء والانتقاء لتعزيز رؤية مسبقة مسقطة على الموضوع. فمثلا الاستاذ ابو الريش يقتلع الكلمات التي قلتها في حق دكتور عبد الله من سياقها، ليبرزها وكأنها مؤشرات انحياز مسبق لطرف دون آخر. مع أنه ليس غرض هذا المقال في كامل سياقه أن يسعى لانصاف شخص أو آخر بقدر ما أنه يتبنى حرية النقد طالما كان "موضوعي" ومراعي للاصول المعرفية. وفكرة "الحياد" نفسها التي يقترحها ابو الريش ، رغما عن أنها فكرة مثالية" متوهمة لا وجود لها الا في الاذهان، الا أنها ايضا لا مكان لها من الاعراب في سياق المقال. ولذلك عندما وصفت ردود البعض بأنها بائسة، فذلك من واقع أنها تفتقد الى الحد الأدنى من الموضوعية. وليس لأنها تنتقد بالمقابل مقال عبد الله "القوّال". فهي - أي هذه الردود- لم تشغل نفسها بالقاريء كطرف أصيل في المعادلة. واكتفى كل منهم بأن تخيل الرجل يقف أمامه مباشرة. وهذا ما وصفته بالرديح.
ود الزين: يمثل رده الأخير امتدادا لعدم الاكتراث بالسياق، بل الأنكى من ذلك يتجاهل ما كتبنا، ليعيد علينا ما قلناه. فبايراده لمقال: "الانقاذ تطفيء شمعتها الأولى" والذي هو عين ما قلته حين اشرت لمفهوم الكتابة "الهيابة" التي تمارس نوعا من النعومة النقدية، وكان استشهادي بكتاب "الارهاق الخلاق" وهو الذي اجتزأ منه ود الزين بعض أسطر المقال، حتى يبدو وكأنه أتى بشيء جديد. هذا منولوج في أحسن الأحوال ان لم تكن قراءة "مغرضة". ومبلغ هم ودالزين أن يعاقبنا على ما قلنا من تقريظ في حق الرجل وقدراته. ولكن فات عليه أننا من الانصاف بأن لنا القدرة على شمولية الرؤية التي تتيح لنا ان ننظر اليه من مختلف الزوايا. وكما قلت من قبل فهناك الكثير من النقد الذي يمكن أن يوجه الى بعض كتابات الرجل، وركزت على - الارهاق الخلاق والشريعة والحداثة- فقلت أن في نقدهما ربما يكون خير عميم ربما طال الرجل نفسه. نقول هذا حتى لا يأتي الينا آخر ليجتزي بعض ما قلناه ليحسب أنه أتى فتحا مبينا.
أخونا محمد سيد احمد: سلامات يا رجل أخالك تخلط بين الموضوعية والمثالية. فالموضوعية التي عنيتها هي الالتزام بالحد الأدنى من القواعد المرعية المنظمة للمعرفة في شقها الابستمولوجي. ومن هنا وصفت كتابات دكتور عبد الله في حق منصور خالد انها مستوفية الشرط. اما الكيفيةالتي يتم بها ذلك والتجاوزات التي تنشأ فهذا يدخل في حيز "السوفت بوينتس" المستوجبة للنقد المضاد. وتلك هي مهمة الفكر النقدي. فكوننا ننسف موضوعية الرجل "اجمالا" لأنه انتقى رقمك 9 وأهمل البقية، فذلك ضرب من المثالية. فوقتها نكون لا نبحث في نقد الفكر بقدر ما أن لنا تصورا مثاليا نسعى لفرضه وتعميمه على الآخرين. وهذا في تقديري نهج سلفي.
سلام ومحبة عبد الخالق السر
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: ... ومنصور خالد: تأملات في "الردحي" والتهليل! .. سارة عيسى، د. حيدر بدوي وصديق مح (Re: atbarawi)
|
اخونا عبد الخالق لك السلام نحتكم للموضوعية كما كتبت فى بداية البوست باعتبارها مراعاة للتقاليد المعرفية دون الحاجة للعبارة التى زركشت بها التعريف عن السياق الابستمولوجى وصفك لمقالة د عبد الله عن عمالة منصور بالذروة او لحظة التكثيف الدرامى التى تظهر فيه شخصية العمل الابداعى اها لحظة التكثيف دى هى اتهام منصور بالعمالة وفى اللحظة دى بالذات نقول د عبد الله تجاوز الموضوعية لتاكيد الاتهام بالعمالة تجنب د عبد الله ذكر بقية الاسماء وركز عدسته على الرقم تسعة ايراد بقية الاسماء والتى تعرفنا عليها بعد نشر الوثيقة اضعف كثيرا حجة د عبد الله فالشخصيات التى وردت فى الوثيقة شخصيات عامة ومشهورة وسياسية وهذا يرجح فكرة ان الشخص الذى جمع المعلومات جمعها من احاديث او حوارات مع شخصيات عامة ومن ضمنهم منصور اهاالموضوعية تستلزم ايراد المعلومة فى السياق الزمانى والمكانى للحدث تجاهل عبد الله لبقية الاسماء لم يكن بريئا
بعدين اطلاق احكام القيمة ونعوت المثالية والسلفية دا درب ساهل لكنه لايقود لحوار نقدى بناء فلنتجادل فكرة بفكرة ولك السلام
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: ... ومنصور خالد: تأملات في "الردحي" والتهليل! .. سارة عيسى، د. حيدر بدوي وصديق مح (Re: mohmmed said ahmed)
|
يتأمل عطبراوى فى ردحى الناس وتهليلهم ( وينسى نفسه ) و يقول فى عبداله على ابراهيم : -
- كتاباته تتميز بعمق متين وفراده فى زوايا الرؤيا وتنوع فى تكنيكات الكتابه نتاج مواهب متعدده
- المقالات تنم عن قدرات بحثيه خارقه تستدعى التقدير فى الاساس
- انها دليل حى على الموضوعيه لا يمكن تجاوزه
وفوق ذلك كله يصف كتابات عبدالله على ابراهيم التى جئنا ببعض منها فوق عن الانقاذ وطغمة الانقاذ بالتقد الناعم حيث يقول ( طالت ثماره الرجل نفسه وجعلته يعيد النظر في هذا النهج من "النقد الناعم" للمشروع الاسلاموي )
انا شخصيا لا تهمنى تكنيكات كتابته يهمنى موضوع كتابته واصطفافه فى اى جانب من القوى فوصفه لرجالات الانقاذ بالطهر وانهم واسعى الصدر ووصفه لعمر البشير بالامين وتعويله عليه لاصلاح الحال يكشف لى فى اى جانب من القوى يقف ,عندئذ لا اشترى قدراته البحثيه الخارقه وفرادته فى زوايا الرؤيا بتعريفه واحده ، ولا ادرى عن اى موضوعيه يتحدث الكاتب ، الموضوعيه التى تجعله يتجاهل ويتعامى عن ما حدث من الانقاذ طيلة عهدها وما قاساه الشعب السودانى وما ظل يعانيه ومع ذلك يوظف (قدراته الخارقه وفرادته) فى مواضيع اخرى ويسعى لان يسوق للانقاذ بكتاباته ، بئس الطالب والمطلوب .
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: ... ومنصور خالد: تأملات في "الردحي" والتهليل! .. سارة عيسى، د. حيدر بدوي وصديق مح (Re: atbarawi)
|
منذ أن سمعت بما كتبه الكاتب ع ع ا عن الأستاذ منصور خالد آليت على نفسي الا ادخل في أي حوار في هذا البوست لأسباب كثيرة وأهمها أن الموضوعية ستفارق الناس هنا.. وبالطبع لم يخب فألي فكل ما دخلت على بوست وجدته يبدأ كالموجة ثم ينحسر مأسوفا عليه.. فقرت أن أتخير شخصين اثق في أن النقاش معهما ربما يوضح بعض المسائل فاخترت (هباني، وود العمدة) فلمن يريد أن يطلع فالبوست مبذول للجميع.. هنا أيضا لم أندهش للغة عبد الخالق العالية فهي ما عودنا، وللرصانته في الطرح، ولا لخلافي وإتفاقي معه.. كل هذا جربته مع عبد الخالق ورغم هذا فهو رجل يشدك للمحاورة فلا تسطع معه فرارا (فلك سلامي) وأطلب إذنك كي أخالفك بعض الشيئ وأوافقك بعضه. إن العقل الذي دفع عبدالخالق لكي يسأل (..... ومنصور خالد) غيره الخ الخ.. ما كان له أن يحترم إجابة كهذي: (في الواقع ليس بيني وبين منصور معرفة عن قرب تتيح للخصومة مكان ناهيك عن فجورها. أما الغيرة فلا أعتقد أن لها مكان في هذا المقام. فمشاربنا الحياتية ومواقفنا الوجودية في غاية التباين. فعلى المستوى الشخصي لم يكن انخراطي في العمل العام يوما ما تحكمه تطلعات ذاتيه. فلقد وهبت حياتي للحياة الأكاديمية متفرغا للبحث والاضطلاع أو متطوعا في العمل العام إبان الحزب الشيوعي، مضحيا بكل امتيازات الوظيفة في ذلك الوقت. وحتى راهن اليوم لا أود أن أحيد عن هذا النهج، في حين أنه كانت وما زالت عروض "الاستوزار" تنهال عليّ وأردها بكل أدب وهدوء. في حين أن منصور كان وما زال لا يجد نفسه إلاّ في الاستوزار ومنافعه. وفي هذه الحالة يكون الأقرب إلى الحقيقة هو اعادة ترتيب حقائق التاريخ : }لأن منصوراً استكبر جداً وعكر صفانا السياسي وأشاع الفتنة في البلد لمآرب قريبة المأتي{ حسبما ذكر في مقاله "القوّال". ولذلك كل ما سوف أفعله في هذه السلسلة من المقالات هو التنقيب في ذات التاريخ لأبين كيف كان منصور متورطا في كل البلاوي اللاحقة التي منيت بها مسيرتنا الحديثة) هذه اجابة لا تجعل مهتما بعبدالله وادبه وكتاباته يقنع بها.. لعل أشد ما يوجعني في هذا الأمر هو أنني ومنذ أن تخرجت بمسرحية (تصريح لمزارع من جودة) تأليف ع ع أ "سابقا" عبدالله علي ابراهيم.. فإني ما تركته للحظة.. كان معي في عبير الأمكنة، وأخذته عند المهدي والعلماء، وقرأته مقالات في الثقافة والديمقراطية ناهيك عن (الجرح والغرنوق، و السكة حديد قربت المسافات وكثيرا) أو رصيفاتهن من المسرحيات.. ثم إني بدأت منذ فترة أنظره يدنو من هامتي حتى صار مرمى عيني، وعنما قرأته يدافع عن القضاء الشرعي وقضاته كنت أنظره تحت قدمي، ثم ما عدت أراه من سحيق الهاوية التي إرتد لها وكأنه (حمر مستنفرة) سقطت عن قسورة. ومهتم مثلي بعبدالله (حاليا) ع ع ا.. لا يقنع باجابة بائسة مثل تلك ولا يحترمها.. س لماذا لا تكون خصومة؟؟ ج لأنه ليس بيننا معرفة عن قرب!! يا سلام على الاجابة التي تدفع الشخص ليحترمها.. الم تكن عضوا في الحزب الشيوعي ومسؤلا ثقافيا فيه عنما بدأ مسلسل التخوين هذا.. فأنت لا زلت تنتحب على وثيقة الحزب التي نشرت مرة لأخرى منتزع منها اتهام منصور بالعمالة، مدينا الحزب على أنه لم يكن موفقا لأنه لم يحترم تاريخية الوثائق أو ما ذهبت اليه من عبط.. دون أن تدري أن الحزب لم ينشر تلك الوثيقة بل نشر ما يراه موافقا الواقع من الوثيقة.. ما علينا فأنت صاحب المصيبة الأعظم.. لأنك تدري.. ولكن المهم أنك تحمل لمنصور ضغينة عظيمة وخصومة (فجرت فيها) وتكذب الآن في تصحيفها!! س هل هي غيرة؟ ج أما الغيرة فلا أعتقد أن لها مكان في هذا المقام. فمشاربنا الحياتية ومواقفنا الوجودية في غاية التباين. أم هذه هي الاجابة التي قادت عبد الخالق لاحترام المنطق!! وأي منطق!! فهل منع تباين المواقف الحياتية غيرة الشخوص؟؟ اللهم لا، بل على العكس تماما فكل غيرة هي نتاج تباين المواقف فالذي يغار به غل وحسد ينصبان على الشخص الذي تفوق في مجاله دون أن يضع نصب عينيه تباين المجالات الذي زعم الكاتب ع ع. أما منصور فما كان يوما صاحب حمى استوزار بل هو من القلائل الذين استقالوا من مناصبهم الوزارية ولم يمض لهم في العمل فيها عام واحد ولم يرجع حتى بضغط كل رجال مايو.. ثم انه عندما قبل العودة للنظام كان سفيرا.. ثم انه ايضا ابتعد برضاه وتفرغ للعمل الاكاديمي منذ 1978 ولقد ذهب كأول شمالي الى الحركة الشعبية مؤمنا بقضيتها حينما كانت الحركة مغمورة ولا أمل لها، وما فارقها في افراحها ولا في اتراحها.. هذه سيرة الرجل .. فأين عروضك المتوهمة (للأستوزار) التي زعمت.. وممن كانت.. في العهود السابقة أم في هذا العهد؟!! تالله ان أي عهد من العهود لم ير فيك مؤهلا لكي تكون وكيلا لوزارة أو مديرا وإني لأرى هذا ما يحنقك.. فهل هذا هو المنطق الذي يستحق الاحترام!! منطق الكذب والتدليس وقلب الحقائق!! س اذن لماذا فعلت هذا؟؟ ج لأن منصوراً استكبر جداً وعكر صفانا السياسي وأشاع الفتنة في البلد لمآرب قريبة المأتي... ولذلك كل ما سوف أفعله في هذه السلسلة من المقالات هو التنقيب في ذات التاريخ لأبين كيف كان منصور متورطا في كل البلاوي اللاحقة التي منيت بها مسيرتنا الحديثة. وهنا يبرز الغرض الذي نعيت على دكتور حيدر استخدامه كأداة نقد.. وجاء في ما قلت: (أما الحديث عن "الغرض" كتيمة بنى عليها د. حيدر بدوي "رديحه" وجعله تهمة توجب التهلكة فهذا مبعثه تقديس الشخوص وعبادة الاسياد. فأين العيب هنا؟ في الغرض أم في تمظهراته؟ فالغرض في ذات تجريده ليس بسبه بقدر ما أنه محرك ودافع أصيل لأي فكر إنساني. ولكن يبقى حكم القيمة سلبا أم إيجابا مرهون بتمظهرات هذا الغرض.) وهنا يقع خلطك بين الغرض كدافع علمي وبينه كدافع شخصي ذاتي.. فالغرض (المرض) هو الذي يتخذ من (الغيرة، والخصومة) سببا للبحث في تاريخ الناس وابراز العيوب، ثم انه يحول أبسط الاشياء الى كوارث حقيقية، وهذا لا دخل له بالغرض العلمي الذي هو دافع ومحرك.. وأنت نفسك قد قلت بأن تهمة (العمالة) أضعف ما في تلك الكتابة، لماذا؟؟ لأنها جاءت عن مغرض لا علمية ولا منهج فيما يقول.. ان الذي يريد اثباته الكاتب ع ع هنا هو أن منصور قد كان متورطا في (كل البلاوي اللاحقة).. فهل هذا أمر يحتاج الى تنقيب في ذات التاريخ حتى يستخلص؟؟ اللهم الا من مغرض يضع الجرم أولا ثم يبحث في (ذات التاريخ عن التهمة والدليل). أكثر ما شغلني في كتابتك السابقة هو محاولة إضفاء العلمية على كتابة الكاتب ع ع ا .. والحقيقة أن العلمية سمة لا تميز عبدالله علي ابراهيم.. فهو من أكثر خلق الله تناقضا، ناقض حقائقا كان هو نفسه مدافعا عنها ثم ناقض مواقفه، ثم ناقض معايير العدل والمنطق، إن شخصية عبدالله علي ابراهيم شخصية لا تختلف عن أجيال عديدة من السياسيين السودانيين مجموعة من (الأذكياء) أكاديميا، من الجهلاء فكريا.. يظنون بأنهم قادرون على كل شيء وأن يقولوا ما يشاءون دون أن يتذكر لهم المتابع ما قالوا.. فإن تذكر .. فلا بأس فلديهم الشطارة الكافية كي يغالطوا ويجادلوا حول الحقائق.. ومن الحقائق أن منصور فوق الاتهام.. ليس تقديسا كما زعمت أنت ولا محاولة لرفع الرجل ووضعه فوق النقد(فالله يعلم كم أنقده في اليوم كل ما قرأت صفحة من كتبه).. منصور فوق الاتهام لأنه رجل حر.. كان يفكر كما يشاء ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول.. وكان ناقدا لنفسه تائبا عن خطئه.. ثم كان مفكرا صادقا ومخلصا.. فليس أمثاله من يسمح لأمثال ع ع ا أن يتكلموا عنه وهم من تربى على التآمر والضغينة وقتل الشخصية.. ما ازعجني هو قولك بأن كتابات ع ع ا بها قوة في المنهج.. ومن أين له قوة المنهج وقد فقد قوة الموقف، فزاغ البصر وطغى، وما عاد يبصر ولا يرى.. قوة المنهج هي الاتساق، والاتساق هي الكلمة التي يمكن أن نقول عنها صادقين بأنها نقيض ع ع ا. ومن التناقض وعدم الاتساق ما ابانه الراحل المقيم الخاتم عدلان فيما أخرجه من مقالات جمعت آخيرا في كتاب صدر مؤخرا، وما أبانه من قبل الدكتور عمر القراي في مقالاته الشهيرة، ولا حاجة لي في سردها حتى لا أطيل هذه المشاركة.. أما ما ذهبت اليه من قول بأن هنالك كتابات كثيرة قد فارقت في بعض جوانبها الموضوعية فإني أوافقك في هذا القول.. فاتهام منصور بالعمالة ليس بالامر الهين على اصدقائه واحبائه، ولكن على هولاء أن يتعاملوا مع الأمر بحكمة وروية فليس منطق الصراخ والانفعال مجديا وإن كانت الرزية بحجم الوطن. ولا أرى ان ابرازك لمحيسي كان من باب المجاملة بل كان نقدك له منطقيا ومتسقا مع روح مقالك. أحب أن اشير الى أن اختزال الموضوع في بينة العمالة دليل على أمرين وهما أن التابة نفسها لم تكن ذات بال وبأن بينة العمالة هي المحصلة المرجو لها.. وهذا ما اراده ع ع أ فليهنأ (إن هولاء يحبون العاجلة ويذون وراءهم يوما ثقيلا).. فلا أظن بأن ع ع أ من الذكاء الكافي بحيث يدرك بأن له حسابا ينتظره.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|