الشباك-خالد ساتي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 09:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2007, 06:28 PM

شبشة

تاريخ التسجيل: 06-10-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشباك-خالد ساتي

    فانتازيا
    صفحة تصدر كل ثلاثاء بصحيفة الوطن
    تأليف : خالد ساتي





    الشبـــــــــــــــــاك..!

    كلما نظرت اليه شعرت وكأنه يلومني ويعاتبني :« اشمعنا انا مطنشني .. ما مالي عينك ولاشنو .. قاعد تكتب عن الباب والمفتاح والكرسي والطاولة .. وماعارف ايه.. والشبابيك دي كلها ماعاجباك ولاشنو؟!».
    معك حق ايها «الشباك».. كان لابد ان استضيفك ضمن هذه الفانتازيا.. فانت لا تقل دهشة وأهمية عن من استضفتهم وتحاورت معهم .. انا اعرف مكانتك وقيمتك تماماً لكني وكلما هممت بدخول عالمك ترددت وارجأت ذلك الى زمان آخر.. تكون فيه الذاكرة اكثر صفاء ونقاء.. فالنوافذ ظلت دائماً تعني لنا النظر والتمعن والتأمل.. هي مداخل الهواء النقي.. ومخارج الهواء الساخن الذي يملأ صدورنا.. عبرها كنا نضع تصوراً مثالياً للحرية والإنعتاق والإنطلاق .. وخلالها ظللنا ننسج أخيلتنا ونرسم للعوالم التي لم ندخلها بعد!!
    الشرفة أو النافذة أو الشباك.. كلها معانٍ للرحابة ومد البصر والتحليق اللانهائي .. وكثيراً ما احتفت بها ذاكرة البشر في ابداعها المكتوب والمُغنى.. وهي أيضاً موضوعات جمالية فريدة في لوحات الفنانين وعنواناً جاذباً لمعارضهم التشكيلية .. وما من أحد على وجه البسيطة الا وفي مخيلته «نافذة ما» كانت في غرفته أو حجرة دراسته أو مكتب عمله أو تلك النوافذ التي تعتبر جزءاً أساسياً في تصميم معظم الاشياء من حولنا .. السيارات والقطارات والبواخر والطائرات .. حيثما ذهبنا ونظرنا سنجد النوافذ .. كأنما تحيلنا دائماً الى فكرة الخروج والنجاة .. هي منقذنا اذاً.. وهي الطريقة الوحيدة التي تجعلنا نشعر اننا طلقاء ولسنا سجناء..!
    السجن وحده هو الذي لا نافذة له.. السجن وحده الذي يحتفي بباب حديدي محكم الإغلاق .. اما بيوتنا ومكاتبنا وأماكن عملنا ووسائل ترحالنا، كلها تخصص مساحات مقدرة للنوافذ .. النوافذ التي تصنع من الخشب أو الحديد أو الالمونيوم أو غيرها من معادن وبأحجام وأشكال تختلف وتتعدد من حيث كبرها أو صغرها ومن حيث دائريتها او استطالتها.. ومن حيث اللون الذي تتزين به ويضفي عليها ملمحها الخاص الذي يجعل الاعين أول ما تقع عليه.
    والناس كما هو معروف يدخلون بالباب وليس الشباك.. حيث جرى العرف ان من يفعل عكس ذلك انما هم اللصوص أو من غير أهل الدار.. وهذا لا يمنع أن يدخل أهل الدار أحياناً من الشباك حين يتعذر فتح الباب بسبب عطب ما فيه أو ضياع المفتاح..!
    والذين يدخلون بالباب وليس الشباك ظلوا يتفاخرون بذلك حين يكون غرضهم نبيلاً وواضحاً..
    كأن يتقدموا للزواج من فتاة ما.. هنا يقولون ويقول أهل الفتاة ايضاً ان هذا «الفلان» جاءهم من الباب وليس الشباك.. وهذا لا يقلل من أهمية وقيمة الشباك في شئ .. فالشباك ونسبة لتصميمه الذي قد لا يمرر البشر انما صنع اصلاً ليمرر ابصارهم بالرؤية لكل ماهو جميل ولافت .. وليملأ رئة البشر بالاوكسجين النقي فيتنفسون بحرية وطلاقة ..!
    والشباك يطل على أمكنة عديدة قد تمتلئ بالخضرة والمياه والجمال أو حتى المناظر الطبيعية الاخرى من جبال ووديان وسهول.. وقد يطل على عمارات اسمنتية عالية تحجب النظر أو غابات كثيفة تشعر الناظر بالوحشة والتيه وربما تطل على شوارع وأسواق مزدحمة بالباعة والبشر.. وخلالها قد تصل الى اذاننا الضوضاء العالية وضجيج المدن الذي يقترب من الصراخ..!
    محظوظون هم من تقع نوافذهم على مشاهد جميلة ومناظر خلابة .. وتعساء هم من لا تسمح شبابيكهم الا برؤية القبح الذي يطوق أبنيتهم .. لكن الجميع يفضل دائماً ان يرى الشباك مفتوحاً وليس موصداً .. فذلك يعني على الأقل نوعاً من الشعور بالأمان وامكانية ما للخروج حين يضطرون لذلك.. وربما رؤية شئ ما يكسر طوق المألوف والعادي..!
    ألم يغنِ الفنان محمد الأمين للشباك ويحتفي به :« يا معاين من شباك .. يا أجمل زول شفناك .. الخ» .. الا يحيلنا ذلك للحديث عن الشباك كلغة للتواصل الوجداني والعاطفي .. حيث كثيرة هي القصص العاطفية التي بدأت بنظرة خاطفة من الشباك .. ثم تطورت الى ابتسامة فموعد فلقاء فزواج ..! وكثيرة هي القصص الاخرى ايضاً التي استوحى كُتابها موضوعاتهم من الحياة كما يرونها من الشباك.. اذ غالباً من يكتبون يرسلون أبصارهم الى تلك النوافذ الموحية والملهمة ويجترون عبرها شخوصهم وأحداثهم وينسجون البدايات والنهايات!
    الشبابيك الكثيرة من حولنا ظلت تقدم لنا خدمات جليلة تتجاوز مجرد الزينة الى استفادة حقيقية من الأغراض التي صنعت من أجلها.. فلا أحد يسكن غرفة بلا شباك .. ولا أحد يتصالح مع مكتب او حجرة دراسية خالية من الشبابيك .. وسواء ظلت هذه الشبابيك مفتوحة أو مغلقة فهي تظل مطلباً نفسياً وذهنياً لا تكتمل بدونه فكرة الحياة التي مثلما أوجدت الابواب للدخول والخروج أوجدت أيضاً الشبابيك كشئ رديف ومكمل لهذه الابواب وتسمح بإعطاء قدر من الرحابة للمكان والشعور بالاريحية والتنفس وربما استخدام الشباك كباب عندما تستدعي الضرورة ذلك..!
    واذا كان الفنان النوبي «محمد منير» قد ظل يردد أغنيته الشهيرة «شبابيك .. الدنيا كلها شبابيك» وهو يقصد بذلك وجود حواجز ما وقيود ما فإن هذه الحالة النفسية والايدولوجية لا يمكن تعميمها على نحو يجعل من الشباك أشبه بالزنزانة ومازلنا نعتقد على العكس من ذلك تماماً.. فالشباك لا توجد له غالباً اقفال حديدية ويفتح ويغلق دون شفرات او رموز .. هو ليس كالباب من حيث التأمين المحكم .. وربما هو اكثر اريحية في التعامل معه والعبور البصري والروحي منه..!
    نحن نحتاج الى هذا «الشباك» هشاً أو قوياً.. ورقياً أو حديدياً.. لا تكتمل خارطة حياتنا بمعزل عنه.. ولا تختمر فكرة الرؤية الأكثر تماهياً في المكان والزمان بدونه.. ولا يأتي الصباح باشراقه الاَّ بعد ليل يلطف وحشته شباك مفتوح على مصراعيه للفكرة التي ستأتي او الحلم الذي لم يبدأ بعد..!
    هي احتفائية في زمن يتمترس خلف الجدران العالية دون ان ينتبه للنوافذ التي يمكن ان تكون مجرد كوة صغيرة يتسلل منها الضوء أو تنفذ عبرها أرواحنا التي ظلت تتوق لإنطلاقات بعيدة وابحار بلا حدود ..!
    فنتازيا ايها الناس تفتح نافذة على يوم جديد مفعم بأمل اللقاء .. فالتواصل عبر النوافذ هو الذي جعل «العولمة» تخترع نظريتها عبر نافذة الحاسوب التي اختزلت العالم كله في مساحة شاشة بلورية صغيرة .. فاية نافذة هذه التي تجعلنا نرى العالم كله سوي التخيل الذي ندعوكم اليه الآن..!



    **



    شباك في العلالي ..!
    انا في العلالي .. اما انتم فلستم الا شبابيك للبسطاء والفقراء وعامة الناس .. اعرف انكم تغيرون مني .. فانا شباك في العلالي .. اتربع وسط هذه الفيلا العالية وانظر اليكم من فوق لتحت ..!
    مساكين انتم ولكن هذا نصيبكم فشبابيك الاثرياء ليست كشبابيك الفقراء .. أرايتم كيف تبدو الواني زاهية وستائري جميلة .. هل شاهدتهم من قبل كل هذا البريق الذي يطل من شباكي العالي .. ثم لماذا تذهبون بعيداً .. انظروا لهذه العائلة الثرية التي تنظر بكبرياء من خلالي اليكم .. ربما بشفقة او حتى مجرد ممارسة الفرجة المجانية على وجوهكم الكالحة ..!!
    لاتغضبي ايتها الشبابيك المتهالكة .. ساقنع صاحب هذه «الفيلا» ان يتبرع لكم بثمن طلاء جديد.. وسأكلف النجار بأن يصلح الشبابيك التي تصدعت لقدمها وهشاشتها .. فانا مهما علوت محسوب عليكم .. انني في نهاية الامر ايضاً شباااااك!



    **



    شباكان في غرفة واحدة ..!
    شباك «1»: كم انت محظوظ وسعيد ايها الشباك .. فاهل الدار اكثر احتفاءً بك لانك تطل على الحديقة التي يحبون رؤيتها .. اما انا فلاني اطل على الشارع المزدحم بالضوضاء فهم لايقربون مني .. بل يلعـنوني ويسبونني .. ماذنبي بالله عليك ؟
    شباك «2»: صدقني انت اكثر حظاً مني .. لقد اتعبوني بتسمرهم الثقيل طوال اليوم .. كم هو مرهق ان اظل اعمل على مدار الساعة .. الا يوجد وقت لراحة الشباك .. انهم لايستخدمونك على الاطلاق .. بل سمعتهم يتحدثون عن تقاعدك المبكر والغائك تماماً.
    شباك «1»: هل سمعتهم يقولون ذلك بالفعل.
    شباك «2»: نعم
    شباك «1»: انها مؤامرة
    شباك «2»: صدقني هذا افضل واشرف لك .. فلا معنى لشباك مغلق.. ولامعنى لشباك يتلقى كل يوم اللعنات لمجرد انه يطل على شارع مزعج ..!



    **



    القمر يطل من النافذة ..!
    كان ينتظر تلك اللحظة بلهفة عجيبة .. كأنما ثمة موعد ظل يسبق كل هذا الترقب .. وحين يبدأ في الظهور تدريجياً كان يقترب من النافذة اكثر واكثر .. لكن «القمر» لم يطل من النافذة كعادته .. كان الطقس معتماً وملبداً بالغيوم .. السحب الداكنة اخفت القمر في جوفها .. فغاب القمر ..!
    صباحه كان حزيناً .. فمن انتظره لم يأت .. وبينما هو يسبح في احزانه سمع طرقاً خفيفاً على النافذة .. كان القمر وقد اطل بخفته ونعومته .. كان اللقاء في موعد غير مرتقب .. هي صدفة اخرى للزيارة التي لم تعد ضمن طقس الليل ولا فصول العد الرقمي للافلاك ودورانها وميقاتها ..!
    الاقمار تفاجئه هذه المرة في زمنية حزينة .. تعيد الفرح اليه بعد ان ظن رحيل القمر .. وقبيل ان يمعن في اليأس كانت مسامرة حلوة وبريئة قد بدأت بينه وبين هذا الذي اطل .. وعادت الابتسامة مجدداً لتلك النافذة ..!



    **



    نافذة من نوع آخر ..!
    يالدهشة هذه النافذة .. انها من نوع آخر مختلف .. لاتشبه كل النوافذ ولاتتخلل الجدران او تجاور الابواب .. انها نافذة غيرت وجه العالم كله .. واحدثت ثورة غير مسبوقة .. نافذة اختزلت العالم كله في صفحتها الصغيرة .. وجعلت التواصل بين البشر جميعاً ممكناً وسهلاً وفورياً ..!
    هي النافذة الاهم على الاطلاق والاكثر اثارة وفتحاً لشهية تأمل الاشياء ليست القريبة وحدها وانما البعيدة ايضاً .. انها نافذة الحاسوب .. أم النوافذ ..!



    **



    نافذة على البحر ..!
    الشرفة او النافذة حين تطل على البحر فذلك يعني خصوصية ما للمكان .. والذين يحبون الجمال الطبيعي ويملكون المال على استعداد تام لدفع كل ثروتهم كي يمنوا أعينهم بنافذة مفتوحة على منظر حسن.. حيث تكفي الرؤية لإشباع وجدانهم وملئه حتى الثمالة بالجميل والمدهش والمثير .. وبما يثري مخيلتهم ويغني ذاكرتهم ويجعلهم اكثر تشبثاً وتواصلاً مع الحياة واكثر تموسقاً وتصالحاً مع ايقاعها الدافئ.
    «نافذة على البحر» أمنية العاشقين للجمال والمحبين للبحر الذي هو احد ابلغ اسرار الجمال والحب.. والنافذة التي على البحر تعني الرحيل الدائم بلا قارب أو شراع .. وتعني السفر بعيداً في مواكب الأحلام الوردية وتلك الامنيات التي تأخذها الامواج الى مرافئ آمنة وشواطئ مظللة بأشواق اللقاء وحنين العودة ..!
    اعطني «نافذة على البحر» اعطيك الهاماً وابداعاً وقلباً لايتوقف عن النبض ..!



    **



    ما قاله الشباك للباب ..!
    الشباك : قد ابدو اصغر حجماً منك .. قد لا احتاج لمفتاح مثلك .. وقد لا اكون موضعاً للدخول والخروج .. لكني ايها الباب ظللت دائماً أقاسمك وحدتك.. استمع الى شكواك وأشاركك همومك .. فكيف تقول لي الآن انك مجرد شباك لا فائدة منك..!
    الباب : عذراً ياصديقي .. كانت لحظة غضب ليس الا .. ارأيتهم كيف يصفعونني .. لقد تعبت من قسوة هؤلاء البشر .. اعرف انه لا ذنب لك فيما يحدث لي لكنك الوحيد الذي تقاسمني العيش في هذه الغرفة التي بدأت املها .. ارجـوك سامحني ايها الشباك ..
    الشباك : لاعليك .. فانا مثلك تنتابني هذه اللحظات المحزنة .. ورغم انني اطلالتهم على الشارع والطبيعة والناس لكنهم وحين يشبعون رؤية أعينهم في الفرجة المجانية يهملونني .. ويغلقونني بذات القسوة التي يتعاملون بها معك .. كم هم غرباء هؤلاء البشر.
    الباب : دعنا منهم .. ماذا لديك هذه المرة من حكايات ياصديقي الشباك.
    الشباك : وهل هناك اجمل من حكاية الباب والشباك.
    الباب : معك حق ايها العزيز .. حكايتنا هي الأجمل .. فلولانا لكانت حياة البشر مظلمة وقاتمة.
    الشباك : مامعنى الحياة بلا باب؟
    الباب : بلا شباك..!



    **



    الحب من أول نظرة ..!
    هو : مر عام منذ ان وقعت عيناي عليك اول مرة
    هي : الفضل يعود الى نافذة منزلكم .. كنت اسير في الشارع الموازي لها.
    هو : ثم رأيتك ايتها الرائعة .. لقد استوقفتيني من اول نظرة .. وفي اليوم التالي انتظرتك في نفس الموعد.
    هي : لكنني لم اجئ .. فقد تغيبت عن الجامعة.
    هو : لم أيأس .. انتظرتك في اليوم اللاحق ..
    هي : ثم جئت ومررت قرب النافذة
    هو : كدت اطير من الفرح
    هي : لكنك لم تقل شيئاً
    هو : شعرت بعقدة في لساني
    هي : لذلك فضلت ان تكتب لي رسالة اليس كذلك
    هو : نعم .. اعترفت لك فيها بكل شئ .. اعلنت عن حبي لك.
    هي : بعدها لم ترانِ .. فقد تنازعتني الافكار .. فضلت ان ابتعد عن نافذتك فلم اكن اعرفك جيداً
    هو: وهذا ما جعلني اتقدم لخطبتك
    هي: وتزوجنا
    هو : كم انا سعيد بك
    هي : عام مر على زواجنا.. والحب الذي بيننا يزداد قوة
    هو : عام مضى منذ ان التقينا في صمت عبر تلك النافذة
    هي : انها نافذة الحب



    **



    اقفل الشباك ياولد !
    *ياولد اسمع الكلام واقفل الشباك ده .. طول اليوم فاتح الشباك .. يعني ما شايف التراب والكتاحة دي ... هسه بتصب المطرة والبيت كلو يتملي طين .. اسمع الكلام واقفل الشباك احسن ليك.
    **يا امي عليك الله براحة علي .. بعدين دي مش اوضتي .. انا حنضفها لو اتوسخت.. لكين الشباك ده ماحأقفلوا الدنيا سخانة وحر .. ومروحتكم التعبانة دي مامنها فايدة..
    * يعني انت عاوز تقنعني انو الشباك الفاتحو 24 ساعة عشان يجيب الهوا.
    **طبعاً .. ومال عشان شنو؟
    *عشان اصحابك الماشين وجايين يتاوقوا ويتونسوا معاك .. هسه لو شفت قرايتك ما احسن ليك.
    **يا امي الشباك ده هو بالنسبة لي كل حاجة .. من خلالو بشوف الدنيا وبسرح مع احلامي.
    *تسرح مع أحلامك ولا اوهامك .. بطل غلبة واقفل الشباك ده احسن ليك ..!



    **



    شكراً لك ايتها النافذة..!
    في ليلي الطويل.. في اسفاري وترحالي.. غربتي الممتدة.. وعزلتي الطوعية .. كنت اجدك اقرب الاشياء لذاتي .. وكلما تماهت جغرافية البين والإبتعاد .. طويت المسافات من خلالك .. حيث كنت أرى كل شئ ضمن شراعيك .. وذلك الإجترار النبيل للذكريات المحفورة بعناية فائقة على جدران الذاكرة..!
    حين ارقبك من داخل غرفتي.. أكون أكثر تفاؤلاً بأن الغد سيكون أحلى وأجمل.. فالشروق ظل دائماً يتسلل الى روحي عبرك .. والشمس كانت تطرق عليك بحنو قبل ان تزورني لتهديني توقيعات الصباح الجديد.. وحين تغيب كنت ايتها النافذة اول واخر من يودعها في ذهابها المؤقت..!
    كم اتكأت عليك .. كأنك جواز سفري غير المختوم الى حيث ظلت تحن دواخلي.. وتلك الإشتياقات لمدن اخرى اكثر وفاء بزوارها واهلها .. والحكايات التي ظللت اكتبها ليفاجئني النعاس لولا ان الصحو كله ظل يغدقني عبر صفحتيك .. فتنزاح عتمة الليل باكراً .. وتنداح الاشياء كشريط سينمائي لا توجد فيه نافذة واحدة مغلقة .. كم مهول من هواء نقي لم يتنفسه احد قبلي.. كان هواؤك دائماً نقياً وصافياً .. وكنت لا اجرؤ على صفعك .. او القسوة عليك .. فلا أحد غيرك ظل يقاسمني ابحاري في ليل طويل وبحر يبحث عن شاطئ مفقود وذكريات تتطاير في هواء الغرفة كالفراشات الملونة ثم تسقط من لسعة الضوء..!



    **



    كل هذه النوافذ..!
    ما اكثر النوافذ في حياتنا .. انها لم تعد تقتصر على نوافذ بيوتنا ومكاتبنا وحجرات الدراسة .. ثمة منافذ كثيرة .. وبمسميات ومعانٍ عديدة .. في المطارات والاسواق والشركات والوزارات ودور العرض السينمائي والبنوك ومحطات الوقود والمطاعم ثمـة نوافذ او منافذ للبيع والشراء والتعامل مع الزبائن ..!!
    هي نوافذ صغيرة للتوصل واجراء مختلف المعاملات .. مثلما هناك ايضاً نوافذ ومنافذ للنجاة في القطارات والطائرات والبواخر وللسيارات ايضاً نوافذها التي تفتح وتغلق باليد او كهربائياً بالريموت كنترول.
    ويتواصل مسلسل النوافذ ليشمل ادق تفاصيل حياتنا وليعبر بشكل فلسفي عميق عن اهمية النافذة كوسيلة للتواصل وطريقة للتعـامل واداة للتعبير والتعليم مثلما هو الحال في نافذة الكمبيوتر ..!
    ورغم كثرة هذه النوافذ التي قد تشعرنا بالحرية والاريحية لكن البشر مازالوا يشعرون ان هذا العالم خانقاً وضيقاً وبحاجة للمزيد والمزيد من النوافذ..!



    **



    العاصفة تأتي من هنا..!
    يا لهذا الرعب .. امطار وعواصف ورعد .. انها ليلة مثيرة ومخيفة .. لا احد معها في تلك الغرفة التي انقطع عنها التيار الكهربائي .. النافذة الوحيدة في الغرفة تبدو هذه الليلة موحشة .. والعتمة تختفي خلف زجاج النافذة .. اصوات غريبة تتسلل عبرها وثمة طرق عنيف بدأ يصدر منها .. ربما هي العاصفة .. او تلك .. تلك الاشباح التي داهمت منامها البارحة .. شئ ما يلوح لها من خلف النافذة .. شئ لايشبه وجوه البشر .. شئ هلامي متماوج الالوان.
    تبتعد بخوف من النافذة .. تتحرك باتجاه الباب .. وفجأة تنفتح النافذة على مصراعيها بقوة شديدة .. قلبها يخفق تتصبب عرقاً رغم الجو الماطر والبارد .. تحاول الاقتراب من النافذة لاغلاقها كي لاتتسرب اكثر زخات المطر المنهمرة باندفاع مذهل .. كلما اقتربت كلما انتابها شعور غامض بأن الاشباح ستأتي من هنا .. من هذه النافذة التي اصابها جنون المطر وتدافع العاصفة ..!
    فجأة تضاء الغرفة .. ويتوقف كل شئ .. وفجأة تنهض مذعورة من نومها لتنظر الى النافذة التي اقلقت حلمها وحولته الى كابوس مرعب ..!
                  

06-14-2007, 10:11 AM

نهال الطيب
<aنهال الطيب
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 1606

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشباك-خالد ساتي (Re: شبشة)

    شبشة
    شبابيك الدنيا ما ليهاأخر
    شكرا جميلا على الشباك
    ومرحب بعودتك


    مودتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de