|
دروس من خطاب سلفاكير الاخير
|
تحليل سياسي محمد الحسن أحمد دروس من خطاب سلفاكير الاخير من متابعتي لغالب ما يصدر عن السيد سلفاكير النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب اشعر بالاعجاب والتقدير لشخصه لكونه لا ينساق وراء الانفعالات، ولا يتجاوز حدود ما هو معقول ومطلوب، وانه دائماً يحتفظ بالمسافة المطلوبة للمؤسسية سواء لجهة حكومة الجنوب او مؤسسة الرئاسة القومية. ولم يصدر منه على الاطلاق ما يشي بانه يبحث عن الدخول في معركة بقدر ما يبحث عن حلول للمشاكل مهما بدت عصيبة. وكان على الدوام عف اللسان. ولكل هذه الاسباب ولغيرها استحق التقدير في الداخل وفي الخارج ، وعسى ان يكون في هذا السلوك قدوة للكثيرين في سدة الحكم.
ما دفعني لهذه الاشادة المتواضعة بهذا الرجل المتميز ليس رغبة في استعراض مواقفه منذ توليه مسؤولية القيادة من الراحل المقيم الزعيم د. جون قرنق، وانما الخبر الرئيسي الذي تصدر الصفحة الاولى لصحيفة «الرأي العام» امس الاول وما حمل من تلخيص لخطابه في المجلس النيابي لحكومة الجنوب في جوبا، وما اشتمل من مؤشرات على الصعيدين الاقليمي والقومي.
لقد بدا متفائلا بالنسبة لتنفيذ اتفاق السلام الى درجة الاقتناع بان جل ما ورد في الاتفاق قد تم انجازه وان ما تبقى هما قضية ابيي وشركة بترول النيل الابيض، وتوقع تجاوز عقباتهما في الاجتماعات القادمة بين الطرفين في السابع والعشرين من هذا الشهر. كما ابدى ارتياحه لخطوات جمع سلاح الفصائل الجنوبية مطالبا الجميع العمل على تسليم اسلحتهم بالتنسيق مع الجهات المعنية مشدداً على ان الهدف الرئيسي لحكومة الجنوب هو تحقيق الوحدة خاصة بين ابناء الجنوب. وقال: «الوحدة لابد ان تبنى اولاً من الجنوب لتنسحب على بقية السودان».
ان هذه العبارة تحمل درساً بليغاً لكل اهل السودان خاصة اولئك الذين يحسبون انه في خلق كيانات جنوبية وموازية للحركة صمام امان لضبط ايقاع الجنوب انما هم في الواقع يدمرون فرص الوحدة الشاملة ويدخلون الجنوب في متاهات لن يسلموا هم انفسهم من شرورها. وبالتالي فان الفهم السليم لوحدة السودان يبدأ كما قال سلفاكير من وحدة الجنوب. ولعل الجميع يعتبر من الأثر السالب لانقسامات وتشققات الفصائل الدارفورية التي حتى الآن يصعب لم شملها في اطار واحد للاتفاق معها. لم تعد الآن المشكلة في الاتفاق وانما في التوفيق بين هذه الفصائل التي يصعب حصرها!
وبالرغم من ذلك فان النائب الاول يشكر على اتصالاته المكثفة مع القيادات الدارفورية ودعوتها للاجتماع معه في احدى المدن الرئيسية في الجنوب منتصف الشهر القادم من اجل التوصل الى موقف واحد. وهو بهذه المبادرة يؤكد مشاركته الفعلية في القضايا القومية التي ظن الكثيرون انها كانت ولم تزل بعيدة عن اهتماماته.
وبالمناسبة نوه السيد سلفا في خطابه عن عزمه القيام بزيارات الى كل ولايات الجنوب مضيفا اليها ولايات جنوب كردفان وابيي والنيل الازرق وهي ولايات للحركة نصيب فيها من التواصل وكان ينبغي عليه ان يزور ولايات الشمال كلها ليس لان للحركة وجوداً شعبياً فيها وانما بصفته النائب الاول لرئيس الجمهورية ومن المؤمنين بوحدة السودان. وهو من واجبه ان يقوم بهذه الزيارات ومن واجب الولاة ان يتشرفوا بدعوته. فهي زيارات كان ينبغي ان تتم وتتكرر منذ العام الذي تولى فيه سدة الرئاسة في الجنوب والانابة لرئيس الجمهورية.
ولقد استعرض في خطابه المشاكل المالية التي تعترض حكومة الجنوب. وجدد عزم حكومته على المضي في محاربة الفساد بكل صوره وطالب المجلس التشريعي بان يكون همه الاول في دورته الحالية الرقابة والحفاظ على المال العام. وكان منذ العام الماضي قد انشأ هيئة لمحاسبة الفاسدين وطلب منها الا تستثنى احداً، وعلمنا بان عدداً من المسؤولين قد جرى ابعادهم وبعضهم قد وضع في السجن وتجرى محاسبتهم.
ومن متابعتي لما يكتب في الصحف لاحظت ان الشفافية التي اعتمدها سلفاكير وجدت الكثير من التناول بالتقدير، واتمنى ان تشهد الخرطوم مثيلا لها وما لم تفعل فان اسم السودان سيظل قابعا في اسفل قائمة الدول الموبوءة بالفساد. وتلك آفة لن تسمح بتقديم العون المرتجى للسودان ولن تدخر من ثروته ما يجعله قادراً على النهوض.
وتحدث في خطابه ايضا عن الجهود المبذولة في شبكة الطرق التي ستربط الجنوب كله وكيف انها تسير بخطي جيدة وان الولايات المتحدة قد وفرت «700» مليون دولار لهذا الغرض ونوه بالجهود المبذولة في قطاع التعليم معتبراً ان التعليم هو مفتاح نهضة الامة، ودعا الاسر الى تشجيع ابنائها على التعليم، وخص البنات بلفتة خاصة. وطالب ابناء الجنوب خارج السودان بالعودة للمساهمة في التنمية واعمار البلاد.
وفي الختام لا يسع المرء الا ان يشيد بخطاب النائب الاول لما حمل من بشريات حول الاتفاقية ولمحات طال الاشتياق لها بالنسبة للوحدة وخطوات على طريق محاربة الفساد نريد ان نرى ما يماثلها في كل السودان. ____________________________________ الراي العام
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: دروس من خطاب سلفاكير الاخير (Re: Deng)
|
كلمة حق
أشراك جميع الفصائل في الحكم في الجنوب الوحدوية الإستقرار في الجنوب الإسهام في حل مشكلة دارفور محاربة الفساد التعليم الطرق
يجب إنصاف هذا الرجل وحكومته وعدم وضع العوائق إمامها والتخلي عن الأماني العنصرية بأن يحترب الجنوبيون وأن يفشلوا في إدارة أمورهم
الباقر موسى
| |
 
|
|
|
|
|
|
|