مازلت أتجول معكم فى هذه المدينة المرفأ"رويان" انها المرة الاولى التى أعيش فيها تجربة بل قل دراما تعاقب الفصول التى ماكنا نعرفها فى السودان بأعتبار فصل الصيف ممتد طول العام. يطل الشتاء خلسة ثم يمضى فى عجالة . اماالخريف ياتى لماما وعندما ياتى يصر ان ياخذ معه الاخضر واليابس. لايراعى المنازل التعبة ولا ساكنيها من الناس الفقراء ولا دوابهم ! هنا تستطيع ان تشاهد الشتاء يمشى فى الطرقات والاسواق ويترك اثرا من لونه الرمادى حيث ماحل .سباق جميل بينه وبين الخريف الذى بدأ يلملم أشياءه وبينما هو يمضى مسرعا تسقط منه اوراق الاشجار الملونة ويترك الاشجار عارية دون حياء او رحمة! حتى الاضاءة هى الاخرى بدلت من زيها الابيض الناصع الى لون أصفر كئيب! هذا هو الشتاء على سكان المدينة ان يبدلوا ملابسهم واطارات سياراتهم وامزجتهم ايضا ! ماذا ستفعل تلك الكلاب الضالة والقطط الجميلة التى كانت تلقانا فى طريق العودة من الجامعة تتودد الينا فى التصاق حميم وما كنا نعرف كيف نتصرف تجاه هذا الود الحيوانى الاليف نحن ابناء الثقافة الاسلامية التى تصنف الكلب بانه مكروه ونجس .! لدارنا حديقة خلفية يرتادها كل السكان تعودنا ان نجلس فيها عند المساء نجترالحنين والشوق الى الوطن. فجاة جاء رجل تبدو عليه تعاسة واضحة . قلنا اكيد انه ليس من المحاربين القدامى لانه لو كان كذلك كنا سمعنا وقع اقدامه على الارض ذات الايقاع العسكرى ! ولو كان صيادا كنا اشتممنا فيه رائحة المهنة! على كل حال هذه حديقة عامة ومن حقه الجلوس فيها مثلنا. فجاة انفجر الرجل باكيا ولم يكف عن البكاء حتى دونت منه احاول ان اكفكف دمعه الذى سقط بعضه على قميصه والبعض الاخر رسم دوائر صغيرة على الارض ! ماان انجلت عن عينيه الدموع حتى قال " جلستكم هذه ذكرتنى بزوجتى التى كانت تقاسمنى هذا المقعد الخالى الذى امامكم ولكنها رحلت قبل شهور" ثم استانف البكاء ثانية حتى كدت ارفع يداى من فرط التاثر السودانى بالفاتحة مواسيا !لقد هممنا بالرحيل فاذا بالرجل يقترب منى متحسسا شعر راسى !ويقول "هذه المرة الاولى التى اشاهد فيها شعر انسان اشبه بشعر الخروف |" تصوروا!! لقد توقعته ان يكون عنصريا ولكن ماتوقعته ان يكون جلفا هكذا والمشكلة اننى معتبر شعرى جميل جدا .فعلا الشعر فى عين سيده هندى !! مادامت المدينة لبست هذه الحلة الحزينة واحاطها الشتاء باطار من الكآبة فلنرحل الى باريس حيث اقص عليكم قصة رفع الفاتحة فى بيت "بكاء" من جزر القمر حيث قدموا لى كاسامن الويسكى بدلا من فنجان القهوة او الشاى ! ! ابقوا معنا كما يقولون
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
جعفر عبد المطلب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست