رؤيــــة طبقيــــــة لجــــذور القــــوة الاسلاميـــــة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2007, 03:52 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رؤيــــة طبقيــــــة لجــــذور القــــوة الاسلاميـــــة

    في هذا المقال يقدم كاتبه عرضآ لكتاب[ جذور القوة الاسلامية:
    قراءة نقدية لتاريخ الدعوة الإسلامية ] تأليف: د. عبد الهادي
    عبد الرحمن
    يقول المؤلف ان بني امية كانوا يمثلون الطبقة الارستقراطية في
    مكة حيث كان اثرياؤها ذوي ثراء فاحش بينما كان بنو هاشم
    يمثلون الطبقة الوسطي حيث كان من بينهم صغـار التجار
    والعاملون في خدمة الحجيج اذ كانت سدانة الكعبة تقع علي
    عواتقهم...ويري المؤلف ان الصراع والتنافس بين بني امية
    وبني هاشم قديم كان قبل الاسلام واستمر بعده...وان الدين
    الاسلامي الجديد كان احد ادوات الصراع التي استخدمها بنو
    هاشم للقضاء علي هيمنة بني امية حيث تحالفوا كطبقة اوسطي
    مع عبيد قريش وفقرائها تحت راية الدين الجديد لانهاء نفوذ
    ارستقراطية بني امية..




    Quote: جذور القوة الإسلامية
    أشرف منصور
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4
    جذور القوة الإسلامية
    قراءة نقدية لتاريخ الدعوة الإسلامية


    تأليف: د. عبد الهادي عبد الرحمن
    الناشر: دار الطليعة، بيروت 1988
    عرض: د. أشرف منصور


    إن تاريخ البشر من صنع البشر، ومع ذلك يعتقد الناس أن تاريخهم من صنع قوة عليا تفوقهم، قوة لا يرونها وفي نفس الوقت يعتقدون أنها صانعة تاريخهم. ففي مرحلة دنيا من تطور العقلية البشرية يعتقد الإنسان أن النجوم والأفلاك تتحكم في مصيره، وفي مرحلة أخرى أكثر تطورا بقليل يعتقد أن كائنا متعاليا يتدخل في تاريخ البشرية صانعا لأحداث وموجها لأفعال البشر. إن هذه الرؤية للتاريخ، المتشبعة بالأيديولوجيا، تقابلها رؤية أخرى ذات صبغة علمية، تصف الأحداث بما قدمه أبطالها من البشر. وإذا كان هناك وجود لقوى أخرى فاعلة في التاريخ خارج الإرادة الإنسانية فليست هذه القوى سوى القوانين التي تحكم علاقة البشر ببعضهم البعض وببيئاتهم التي يعيشون فيها، وتحكم أيضا أسلوب معاشهم ونمط إنتاجهم المادي والمعنوي.

    وانطلاقا من هذه الرؤية العلمية المستبعدة للخرافة والأسطورة يتناول د. عبد الهادي عبد الرحمن تاريخ الدعوة الإسلامية حتى وفاة محمد .إن التاريخ المبكر للإسلام هو من نوعية التواريخ التي ينظر إليها على أنها تشهد تدخلا خارجيا في التاريخ. وما ثبت هذا الاعتقاد في الأذهان أن المؤرخين القدماء للدعوة الإسلامية كتبوه على أنه هكذا، وتبعهم كل من أتوا بعدهم من المحدثين، ما عدا استثناءات بسيطة متمثلة في المقريزي وابن خلدون وطه حسين وأحمد صادق سعد وخليل عبد الكريم وسيد القمني وصاحب هذا الكتاب الذي نعرضه.

    يتناول د. عبد الهادي عبد الرحمن الدعوة الإسلامية من جذورها في تاريخ العرب السابق على الإسلام، ويصحح الخطأ التاريخي القائل أن أهل مكة كانوا موحدين على ملة إبراهيم حتى جاءت قبيلة خزاعة ونقلت إلى الكعبة أصناما أتت بها من الشام. إن التطور الطبيعي والمنطقي والمتفق مع طبائع المجتمعات يبدأ بحالة تعدد الآلهة ثم يسير بالتدريج نحو التوحيد، وهذا ما حدث في مكة التي كانت نقطة تجمع لقبائل متفرقة ولكل قبيلة معبودها، ومع انفتاح مكة على الأمم الأخرى عن طريق التجارة حدث نوع من التجانس الذي أدى في النهاية إلى ظهور فكرة التوحيد.

    أما عن البناء الطبقي للمجتمع المكي فيذهب المؤلف إلى أنه كان مكونا من أرستقراطية بالغة الثراء كونت ثرواتها من التجارة مثل بني أمية، وتجار صغار مارسوا قليلا من التجارة وانشغلوا في نفس الوقت بالوظائف الدينية استفادت من الكعبة كبني هاشم، وارتبطت مكانتهم ومنزلتهم بالحياة الدينية من خدمة الحجيج وخلافه، ثم أغلبية كبيرة من الفقراء المحرومين والعبيد والرعاة عاشوا من الفتات التي تلقى لهم من الأثرياء. ويستنتج المؤلف من هذه التقسيمة الطبقية أن بني هاشم كانوا الطبقة الوسطى في المجتمع المكي المتولية شئون الدين، وعندما ظهر الإسلام على يد واحد منها فكان هذا يعني أن الدين الجديد سيرتبط بوضعية هذه الطبقة الوسطى، إذ سيعلي من شأن بني هاشم أصحاب الشأن الديني عندما تتم إعادة صياغة المجتمع كله على أساس ديني، وسوف يعمل الدين الجديد على إقامة تحالف بين تلك الطبقة الوسطى والفقراء والعبيد ضد الأرستقراطية الثرية التي شملت بني أمية وحلفائها، كذلك سوف يوفر طريقا آخر للرزق غير طريق التجارة الذي احتكرته بني أمية، وهو طريق غنائم الحرب من العمليات العسكرية المسماة بالغزوات والفتوحات.

    ولم تكن في بلاد العرب حكومة مركزية، بل عرفت شكلا من أشكال الحكم الذاتي كان يمكن أن يتطور إلى ديمقراطية على شاكلة ديمقراطيات المدن اليونانية، ذلك لأن دار الندوة كانت أشبه بنظام للحكم الجماعي القائم على تمثيل القبائل من قبل وجهائها الذين عرفوا بالملأ، وبطبيعة الحال كان هذا الملأ من الأغنياء، ومع معاداة الإسلام للغنى الفاحش ولتقييمه السلبي للملأ باعتبارهم أشرارا انهار نظام دار الندوة، وخاصة بعد الهجوم على أشهر رموزه: أبو جهل، أبو لهب، الوليد بن المغيرة. والدليل على أن الدعوة الجديدة كانت موجهة ضد الأرستقراطية المكية أن وقعة بدر كانت ضد قافلة كبيرة لأغنياء مكة، وكان نصيب أبو سفيان فيها يقترب من النصف. كانت وقعة بدر في جانب كبير منها ضد تجارة أبي سفيان، وبالتالي أصبح هو قائد التحالف المكي ضد جيش المسلمين في أحد والخندق. لقد كان الصراع في حقيقته صراعا قديما ومتجددا باستمرار بين بني أمية وبني هاشم. وكان هذا الصراع موجودا قبل ظهور الإسلام وأثنائه وبعده، وكان السبب في الحرب الأهلية المسماة بالفتنة الكبرى، وظل مستمرا حتى قضى العباسيون على الأمويين.

    وأدى عدم وجود حكومة مركزية قبل الإسلام مع فقر البيئة وتخلف وسائل الإنتاج إلى وجود فوائض مالية كبيرة عاطلة ولم يعد بالإمكان إعادة استثمارها، فانحصر التراكم في صورة تراكم نقدي في أيدي الأغنياء، مما أدى إلى زيادة قوة هؤلاء ووقفهم في وجه التطور نحو الحكومة المركزية. لم يكن من الممكن للقبائل العربية أن تتوحد على أساس اقتصادي نظرا للفقر البيئي والتخلف المادي، ومن جهة أخرى كانت مطالب الطبقة الوسطى والفقراء تتمحور حول العدالة والمساواة، ولم يكن من الممكن تحقيق ذلك بمجرد مواعظ أخلاقية وحكم دينية، فالأمر كان يتطلب أن يعيد الدين الجديد صياغة البناء الاجتماعي بتوحيد القبائل وإقامة حكم مركزي. ولم يكن هذا ممكنا إلا بتغيير أسلوب الإنتاج، أو أسلوب المعاش بلغة ابن خلدون. فإذا كانت البيئة فقيرة فيجب الانتقال منها إلى بيئة أخرى أكثر غنى، وكان هذا هو هدف الفتوحات، والملاحظ أن محمدا بدأ دعوته بالتبشير بالجنة وُبملك كسرى وقيصر في نفس الوقت.

    ويتابع المؤلف تاريخ الهجرة إلى يثرب باحثا عن أسبابها والظروف المحيطة بها، ويذهب إلى أن التطور الاقتصادي السابق على الإسلام جعل مكة ويثرب المدينتين الرئيسيتين في الحجاز، وكانا يتنازعان السيادة على العرب، وكانت التناقضات بين مكة ويثرب هي التي حكمت الصراع المبكر بين القوة الإسلامية الصاعدة والعرب. فسلطة مكة على العرب كانت مستمدة من مكانتها باعتبارها المدينة التجارية الرئيسية، والمدينة الدينية الرئيسية أيضا لوجود الكعبة ومجمع الأصنام بها، أما يثرب فهي أغنى واحة في بلاد العرب واكتسبت من الزراعة اكتفاء ذاتيا واستقلالا وحكما ذاتيا لم يكن متوفرا لبقية العرب. وهذا ما أهلها لتكون ملجأ للمسلمين الفارين أولا، ونقطة انطلاق لعملياتهم العسكرية بعد ذلك. ويأتي المؤلف بنتيجة جديدة وهي أن بيعة العقبة الأولى والثانية كانتا مع الخزرج بصفة أساسية بناء على أن معظم القائمين بالبيعة كانوا من الخزرج، وهذا ما يفسر وجود عدد كبير من الأوس بين المهادنين للسلطة الإسلامية الجديدة والذين سموا بالمنافقين. ولم يكن من الممكن للمسلمين أن يدخلوا يثرب ويسيطروا عليها لصالح مشروعهم لولا أن أنهكت الحروب المستمرة قوى الأوس والخزرج، فدخل المسلمون يثرب ولم يجدوا من ينافسهم. ويمثل الحلف الذي أقامته يثرب مع اللاجئين المكيين محاولة منها لمضارعة مكانة مكة بين العرب ومنافستها على السيادة، وبالفعل فقد أصبحت يثرب عاصمة الدولة الجديدة.

    وبالهجرة إلى يثرب انتقلت الدعوة من الطور السلمي إلى الطور العسكري ما إن بدأ المسلمون ينظمون السرايا التي سبقت وقعة بدر بعد وصولهم يثرب بأشهر قليلة، وبذلك تحولت الدعوة إلى جيش مقاتل، بحيث أصبحت انتصارات الجيش انتصارات للدعوة. وهنا يستجيب النص القرآني للمستجدات، فبعد أن كان معترفا بالتواجد والتعايش السلمي مع من أسماهم بالكفار (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما يعبدون ..لكم دينكم ولي دين)، وبعد أن كانت الدعوة تستخدم الحجة والإقناع (إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، أصبح لها جيشا منتصرا، وبالتالي كان الأمر بالقتال (أقتلوهم حيث ثقفتموهم)، (قاتلوا الذين كفروا من أهل الكتاب..)، والطرد وحظر الاقتراب (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا).

    يفصل المؤلف في تاريخ الإسلام بين الجانب الديني والجانب العسكري، ويذهب إلى أن الإسلام لم يكن لينتشر لولا توافر شروط معينة أتاحت للمسلمين الأوائل الانتصار على خصومهم، وأتاحت للجيوش الإسلامية بعد ذلك تحقيق الانتصار على الفرس والبيزنطيين. لم تختلف حروب الإسلام في شيء عن حروب القبائل العربية قبل الإسلام، فالاستيلاء على الغنائم وتحويل الأسرى لعبيد كان سائدا قبل الإسلام وبعده. لكن يضع د. عبد الهادي يده على جانب هام اختلفت فيه حروب الإسلام عن حروب القبائل العربية قبله، وهو أن حروب الإسلام لم تكن لمجرد الاستيلاء على الغنائم والفرار بها ثم العودة مرة أخرى إلى الحرب في دورة مستمرة تتبادل الكر والفر، بل كانت إلى جانب ذلك تبغي السيطرة على القبائل العربية وإخضاعها للسلطة المركزية للدولة الجديدة، وهذا ما جعل حروب الغزوات حروبا بمعنى الكلمة، أي حروبا تتضمن القضاء التام على الخصم وقوته العسكرية وإنهاء نظامه الاجتماعي ووحدته القبلية بالاستيلاء على نسائه. لقد كانت الجيوش الإسلامية مصممة على إنهاء التكتلات القبلية التي تواجهها سعيا وراء تأسيس الدولة المركزية.

    ووفق هذه الرؤية يحلل د. عبد الهادي انتصارات المسلمين في أهم غزوات محمد ، فانتصار بدر كان يرجع إلى أن جيش المسلمين كان جيشا مصمما على إقامة مذبحة لما أسماهم بالمشركين، ولم يكن حريصا على أن يأخذ أسرى، في حين أن الألف الذين خرجوا للقائهم لم يكونوا سوى النفر المصاحبين لقافلة أبي سفيان وكان هدفهم الأساسي الدفاع عن القافلة ورد جيش المسلمين عنها، وكان أغلبهم من كبار القوم الذين تجاوزوا الأربعين. أما انتصار موقعة الخندق فيرجع إلى أن جيش المسلمين استفاد من الحماية الطبيعية التي كانت ليثرب، إذ كانت واقعة بين جبلين ومن ورائها هضبة، أما المخرج الوحيد لها فقد تم حفر الخندق فيه، هذا بالإضافة إلى استيلاء المسلمين على زراعات اليهود بيثرب قبل الموقعة مما جعلهم يتمكنون من الصمود للحصار. وعندما انكسرت شوكة قريش لم تستطع القبائل العربية الأخرى من الوقوف أمام القوة الإسلامية الصاعدة. وازدادت هذه القوة انتشارا واتساعا ذلك لأن البشر يتبعون المنتصر ويراهنون على الحصان الرابح في كل زمان ومكان، ولذلك انضم إلى جيش المسلمين من كان يقف أمامه مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص. وبالتالي اختفت الحدود بين الدعوة الإسلامية والجيش الإسلامي حتى أصبحت الدعوة هي الجيش والجيش هو الدعوة، وأصبحت الانتصارات العسكرية انتصارا للدين الجديد.

    إن تحليلات د. عبد الهادي هي تحقيق لمقولات ابن خلدون الشهيرة في مقدمته مثل: "في أن الدعوة الدينية لا تتم بدون عصبية" – "في أن العرب لا يحصل لهم المُلك إلا بصفة دينية من دعوة أو نبوة أو ولاية أو أثر من الدين على الجملة" –"في أن المُُُُلك هو غاية العصبية". لم يكن للعرب أن يتحدوا ويكونوا دولة مركزية إلا من خلال الدين، ولم يكن الدين لينتشر في مجتمعات مثل المجتمعات العربية إلا بالسير مع منطقها الحاكم، وقد كان منطق الإخضاع والغزو، ولم يكن هناك مفر من استخدامه، فالدعوة لم تنتشر سلميا كما اعتقد محمد في بداية الدعوة بمكة.

    وينفي المؤلف العيب في استخدام الإسلام للقوة في انتشاره، ذلك لأنه لم يكن ليظهر على العالم لولا هذه القوة. فمحمد ظل في مكة أكثر من ثلاث عشرة سنة يدعو الناس ويجادلهم ولم يكن يلقى استجابة إلا من نفر قليل للغاية، ولذلك كانت الدعوة في حاجة إلى قوة تستمر بها في الوجود وتنشرها. وإذا انهزم جيش المسلمين في موقعة كبيرة حاسمة فقد كان هذا سيعني نهاية الإسلام ودولته. يقول المؤلف: "قد ينزعج البعض من هذا الكلام صائحين بأن الدين انتشر بالإقناع ولم ينتشر بالسيف، وكأن السيف عيب، وكأن القوة وباء، وكأن من أدرك أهمية ذلك انزلق إلى أرض الواقع وذلك جريمة.. في ذهن الذين يقدسون كل شيء" (ص214). لقد انتشر الإسلام نتيجة لتوافر الفرصة التاريخية، والتي تمثلت في عدم وجود حكومة مركزية في بلاد العرب تستطيع الوقوف أمام الدعوة وإجهاضها، مع حالة من التشتت القبلي أتاح للقوة الجديدة التعامل مع من واجهها من العرب كل على حدة مما أسرع بهزيمتها وإخضاعها للدولة الجديدة، وحالة من الإنهاك واستنفاذ القوة لدى الفرس والبيزنطيين، القوتين العالميتين آنذاك نتيجة حروبهما المستمرة التي لم تهدأ على مدى قرنين. كل هذا أتاح للقوة الإسلامية، التي هي قوة مسلحة قبل أن تكون قوة معنوية، في التقدم السريع والانتصار الخاطف.

    وينهي د. عبد الهادي عبد الرحمن كتابه بتقديم رؤية شاملة لتاريخ الإسلام، فيذهب إلى أن الإسلام أعاد إنتاج أسلوب الإنتاج الخراجي السائد في العالم القديم، فكانت العلاقات الخراجية من استيلاء المنتصر على الأرض وسحب جزء من إنتاجها لحسابه هي السائدة في كل أقاليم الدولة الإسلامية، هذا بالإضافة إلى نظرته إلى الفتوحات الإسلامية على أنها نوع من الهجرات الجماعية أو غزوات القبائل المتبربرة على حدود الإمبراطوريات القديمة مثل غزوات القبائل الجرمانية للإمبراطورية الرومانية وقبائل التتار لكل آسيا، فالنجاح الباهر للفتوحات والسرعة الفائقة التي تمت بها يرجعان إلى أنها لم تكن مجرد حملات عسكرية بل هجرات جماعية. ولم تكن الهجرة الجماعية العربية لأقاليم جنوب غرب آسيا هي الأولى من نوعها في التاريخ، ذلك لأن القبائل السامية البدوية كان قد سبق لها أن خرجت من الجزيرة العربية نحو الهلال الخصيب، وذلك في شكل الهجرات الآرامية والعبرية.

    (عدل بواسطة omar ali on 05-04-2007, 03:56 PM)

                  

05-05-2007, 01:04 AM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رؤيــــة طبقيــــــة لجــــذور القــــوة الاسلاميـــــة (Re: omar ali)

    " تعرف يا عمر" : إنقطعت عن الكتابة من تلقاء نفسي جراء ظروف لا أود الخوض فيها الآن. و قد أعادني خيطك السايبيري هذا بشكل مؤقّّت للبورد.

    المؤلّف (بفتح الواو التي فوقها همزة و اللام المشدّدّة ) موضوع البوست الجاري أعلاه بني( فعل ماضي مبني للمجهول) علي أسس واهية. و و يبدو أنّ المؤّلف ( بكسر اللام ) متأثّر بنظريّة صراع الطبقات لكارل مازكس، التي تفسّر التاريخ لي أساس مادّي. لذا نري المؤلّف يحاول عبثا أن يفرغ رسالة الإسلام الجليلة من الأساس الروحي الذي بنيت عليه، و يخلط بشكل فاحش بين كنه الواقع الإقتصادي - الذي لا ننكره- في مجتمع مكة، منطلق الدعوة الإسلاميّة، و حقيقة نبي الإسلام للعالمين: سيدنا محمّد صلّي الله عليه و سلّم. و لا مناص إذن أن تؤدّي تلك الفرضيّات الفالته الي نتائج خاطئة. و الأنكي من ذلك جميعه
    أنّ المؤلّف يرجحّ أن يكون منتميا لجماعة اللا دينيين العربيّة المهمومة بقدر كبير بالقدح و الطعن
    في رسالة الأسلام الحنيفة، بكل الوسائل : مشروعها و غير مشروعها. و نراهم في حمّي نكايتهم الظالمة بالإسلام كثيرا ما يخلطون بين أفعال بعض المسلمين الغلاة و عقيدة الإسلام السمحاء. و كقاعدة أصيلة لا تتزحزح في نفسي، أري أنّ الولاء العقدي لأيّ جماعة أيدولوجيّة أو روحيّة أخري - خلا الإيمان الفطري بوجود الخالق الفرد، جلّ و علا، المغروس في الروح الأنسانية منذ الأزل، و المشار إليه في اية الإشهاد القراّنيّة الجليلة( و إذ أخذنامن بني اّدم من ظهورهم ذرّياتهم وأشهدتهم علي خلق أنفسهم: ألست بربّكم؟ قالوا بلي...... ) (و لكون الإيمان بوجود الخالق مسألة فطرية بحتة، نري أنّ القراّّن يصف من ينكر وجود الحقيقة الفطريّة الكبري: أعني وجودالخالق عزّ و جل، بالكافرين أو الجاحدين. و عبارة الكفر مأخوذة من الفعل : كفر بمعني: غطّّي. و لكانّ الكافر بجحوده وجود الحقيقة الفطريّة الكبري: أعني البارئ: سبحانه و تعالي، يغالط نفسه و يحاول زيفا تغطية شيئ باد للعبان و الفطرة و ينظق فيهه أو قلمة بغيرما يبطن)، أقول أري أن الولاء العقدي لأي جماعة روحيّة و أيدلوجيةّ - عدا ما تقدم شرحه - يودي بصاحبه لهاويةسحيقة تعرف إصظلاحا في علم النفس الإنسانيّة بالغسل الذهني. و كنتيجة حتمية للغسل الذهني الذي يبتلي به ذوي العقائد الروحيّة و الأيدلوجية الأخري المجافية للفطرة الأيمانية بوجود خالق فرد للكون، نراهم لا يسلمون من الغرض و الزلل في أحكامهم علي مخالفيهم ذوي العقيدة الفطريّة السليمة.

    أخي عمر:
    سيدنا محمّد صلي الله عليه و سلّم منزّه من الغرض. و رسالة الأسلام ، توقيتا و تسبيبا، من الله عز و جل.
    و لا شأن لرسالة الإسلام السمحاء بالنظريات الماديّة المقتسرة التي يروج لها مؤلّف الكتاب أعلاه. و و و لعلّ كون الرسول الكريم: محمّد صلي الله عليه و سلم ينتمي لبني هاشم، التي صنّفهامؤلف الكتاب اّنف الذكر في الطبقة الوسطي بمجتمع مكّة المكرّمة، تقدير إلهي حكيم عديم الصلة بالفرضيّات و المالات الواهية التي بني عليها كتاب: " جذور القوّة الإسلاميّة:....." و واقع الأمر أن مشركي مكّة ووجهائها، و بينهم ممثّلين ينتمون لقبيل بني أميّة، أجتمعوا بالرسول عليه الصلاة و السلام- بعد أن وسّطوا أليه عمّه و كفيلة: أبا طالب إبن عبد المطّلب - و حاولوا إغرائه بالملك و الثروة العظيمة ليتخلي عن رسالة التوحيد السمحاء التي جاء بها. لكن الرسول الكريم، عليه الصلاة و السلام رفض الرضوخ لإغرائاتهم الشائهة و قال قولته المشهورة: " و الله ياعمّي - يعني عمّه أبي طالب - لو جعلوا الشمس علي يميني و القمر علي شمالي علي أن أترك هذا الأمر، ما تركته. "
    و لو كان الرسول ، عليه الصلاة و السلام يطلب دنيا زائلة لما ألفيته يرضي أن يعرّّض نفسه ومناصريه لكل أنواع الهوان و التعذيب و السحل. والشاهدأنّ سيدنا محمّد ، عليه الصلاة و السلام إختاره الله: جلّ و علا، لأداء رسالة أقتضت المشيئة الإلهية أن تنجح و يمتد أثرها لقرون عديدة من بعده حتّي قيام الساعة. و حسبك أن تعلم أن سيدنا محمّد عليه الصلاة و السلام لم يرد لدولة الأسلام أن تكون ميراثا متداولا محصورا في ذويه من بني هاشم. و دليلي علي ذلك أنّه، عليه الصلاة و السلام، قبل أن يفارق دنياناالفانية لم يترك و صية بجعل الخلافة الإسلامية مقتصرة البيت النبوي. لكأنه في إحجامه ذاك أراد ضمناأن يكون أمر المسلمين من بعده متمشيا مع منظوق الاّية الكريمة: " و أمرهم شوري بينهم ".

    أراني أوافق الكاتب في فرضيّة وجود صراع دنيوي قديم علي السلطة في مجتمع مكّة بين بني أميّة و بني هاشم لم يكن الرسول عليه الصلاة و السلام طرفا فيه. بل إنّ سيدنا محمّد عليه الصلاة و السلام ، و الذي اقتضت المشيئة الألهية أن يولد في بني هاشم كان يحمل رسالةألهيّة عظيمة تسمو علي النوازع الدنيويّة العارضة.
    أواصل



    (عدل بواسطة wedzayneb on 05-31-2007, 11:43 AM)

                  

05-05-2007, 04:57 AM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رؤيــــة طبقيــــــة لجــــذور القــــوة الاسلاميـــــة (Re: wedzayneb)

    Quote: في هذا المقال يقدم كاتبه عرضآ لكتاب[ جذور القوة الاسلامية:
    قراءة نقدية لتاريخ الدعوة الإسلامية ] تأليف: د. عبد الهادي
    عبد الرحمن
    يقول المؤلف ان بني امية كانوا يمثلون الطبقة الارستقراطية في
    مكة حيث كان اثرياؤها ذوي ثراء فاحش بينما كان بنو هاشم
    يمثلون الطبقة الوسطي حيث كان من بينهم صغـار التجار
    والعاملون في خدمة الحجيج اذ كانت سدانة الكعبة تقع علي
    عواتقهم...ويري المؤلف ان الصراع والتنافس بين بني امية
    وبني هاشم قديم كان قبل الاسلام واستمر بعده...وان الدين
    الاسلامي الجديد كان احد ادوات الصراع التي استخدمها بنو
    هاشم للقضاء علي هيمنة بني امية حيث تحالفوا كطبقة اوسطي
    مع عبيد قريش وفقرائها تحت راية الدين الجديد لانهاء نفوذ
    ارستقراطية بني امية..




    Quote: جذور القوة الإسلامية
    أشرف منصور
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4
    جذور القوة الإسلامية
    قراءة نقدية لتاريخ الدعوة الإسلامية


    تأليف: د. عبد الهادي عبد الرحمن
    الناشر: دار الطليعة، بيروت 1988
    عرض: د. أشرف منصور


    إن تاريخ البشر من صنع البشر، ومع ذلك يعتقد الناس أن تاريخهم من صنع قوة عليا تفوقهم، قوة لا يرونها وفي نفس الوقت يعتقدون أنها صانعة تاريخهم. ففي مرحلة دنيا من تطور العقلية البشرية يعتقد الإنسان أن النجوم والأفلاك تتحكم في مصيره، وفي مرحلة أخرى أكثر تطورا بقليل يعتقد أن كائنا متعاليا يتدخل في تاريخ البشرية صانعا لأحداث وموجها لأفعال البشر. إن هذه الرؤية للتاريخ، المتشبعة بالأيديولوجيا، تقابلها رؤية أخرى ذات صبغة علمية، تصف الأحداث بما قدمه أبطالها من البشر. وإذا كان هناك وجود لقوى أخرى فاعلة في التاريخ خارج الإرادة الإنسانية فليست هذه القوى سوى القوانين التي تحكم علاقة البشر ببعضهم البعض وببيئاتهم التي يعيشون فيها، وتحكم أيضا أسلوب معاشهم ونمط إنتاجهم المادي والمعنوي.

    وانطلاقا من هذه الرؤية العلمية المستبعدة للخرافة والأسطورة يتناول د. عبد الهادي عبد الرحمن تاريخ الدعوة الإسلامية حتى وفاة محمد .إن التاريخ المبكر للإسلام هو من نوعية التواريخ التي ينظر إليها على أنها تشهد تدخلا خارجيا في التاريخ. وما ثبت هذا الاعتقاد في الأذهان أن المؤرخين القدماء للدعوة الإسلامية كتبوه على أنه هكذا، وتبعهم كل من أتوا بعدهم من المحدثين، ما عدا استثناءات بسيطة متمثلة في المقريزي وابن خلدون وطه حسين وأحمد صادق سعد وخليل عبد الكريم وسيد القمني وصاحب هذا الكتاب الذي نعرضه.

    يتناول د. عبد الهادي عبد الرحمن الدعوة الإسلامية من جذورها في تاريخ العرب السابق على الإسلام، ويصحح الخطأ التاريخي القائل أن أهل مكة كانوا موحدين على ملة إبراهيم حتى جاءت قبيلة خزاعة ونقلت إلى الكعبة أصناما أتت بها من الشام. إن التطور الطبيعي والمنطقي والمتفق مع طبائع المجتمعات يبدأ بحالة تعدد الآلهة ثم يسير بالتدريج نحو التوحيد، وهذا ما حدث في مكة التي كانت نقطة تجمع لقبائل متفرقة ولكل قبيلة معبودها، ومع انفتاح مكة على الأمم الأخرى عن طريق التجارة حدث نوع من التجانس الذي أدى في النهاية إلى ظهور فكرة التوحيد.

    أما عن البناء الطبقي للمجتمع المكي فيذهب المؤلف إلى أنه كان مكونا من أرستقراطية بالغة الثراء كونت ثرواتها من التجارة مثل بني أمية، وتجار صغار مارسوا قليلا من التجارة وانشغلوا في نفس الوقت بالوظائف الدينية استفادت من الكعبة كبني هاشم، وارتبطت مكانتهم ومنزلتهم بالحياة الدينية من خدمة الحجيج وخلافه، ثم أغلبية كبيرة من الفقراء المحرومين والعبيد والرعاة عاشوا من الفتات التي تلقى لهم من الأثرياء. ويستنتج المؤلف من هذه التقسيمة الطبقية أن بني هاشم كانوا الطبقة الوسطى في المجتمع المكي المتولية شئون الدين، وعندما ظهر الإسلام على يد واحد منها فكان هذا يعني أن الدين الجديد سيرتبط بوضعية هذه الطبقة الوسطى، إذ سيعلي من شأن بني هاشم أصحاب الشأن الديني عندما تتم إعادة صياغة المجتمع كله على أساس ديني، وسوف يعمل الدين الجديد على إقامة تحالف بين تلك الطبقة الوسطى والفقراء والعبيد ضد الأرستقراطية الثرية التي شملت بني أمية وحلفائها، كذلك سوف يوفر طريقا آخر للرزق غير طريق التجارة الذي احتكرته بني أمية، وهو طريق غنائم الحرب من العمليات العسكرية المسماة بالغزوات والفتوحات.

    ولم تكن في بلاد العرب حكومة مركزية، بل عرفت شكلا من أشكال الحكم الذاتي كان يمكن أن يتطور إلى ديمقراطية على شاكلة ديمقراطيات المدن اليونانية، ذلك لأن دار الندوة كانت أشبه بنظام للحكم الجماعي القائم على تمثيل القبائل من قبل وجهائها الذين عرفوا بالملأ، وبطبيعة الحال كان هذا الملأ من الأغنياء، ومع معاداة الإسلام للغنى الفاحش ولتقييمه السلبي للملأ باعتبارهم أشرارا انهار نظام دار الندوة، وخاصة بعد الهجوم على أشهر رموزه: أبو جهل، أبو لهب، الوليد بن المغيرة. والدليل على أن الدعوة الجديدة كانت موجهة ضد الأرستقراطية المكية أن وقعة بدر كانت ضد قافلة كبيرة لأغنياء مكة، وكان نصيب أبو سفيان فيها يقترب من النصف. كانت وقعة بدر في جانب كبير منها ضد تجارة أبي سفيان، وبالتالي أصبح هو قائد التحالف المكي ضد جيش المسلمين في أحد والخندق. لقد كان الصراع في حقيقته صراعا قديما ومتجددا باستمرار بين بني أمية وبني هاشم. وكان هذا الصراع موجودا قبل ظهور الإسلام وأثنائه وبعده، وكان السبب في الحرب الأهلية المسماة بالفتنة الكبرى، وظل مستمرا حتى قضى العباسيون على الأمويين.

    وأدى عدم وجود حكومة مركزية قبل الإسلام مع فقر البيئة وتخلف وسائل الإنتاج إلى وجود فوائض مالية كبيرة عاطلة ولم يعد بالإمكان إعادة استثمارها، فانحصر التراكم في صورة تراكم نقدي في أيدي الأغنياء، مما أدى إلى زيادة قوة هؤلاء ووقفهم في وجه التطور نحو الحكومة المركزية. لم يكن من الممكن للقبائل العربية أن تتوحد على أساس اقتصادي نظرا للفقر البيئي والتخلف المادي، ومن جهة أخرى كانت مطالب الطبقة الوسطى والفقراء تتمحور حول العدالة والمساواة، ولم يكن من الممكن تحقيق ذلك بمجرد مواعظ أخلاقية وحكم دينية، فالأمر كان يتطلب أن يعيد الدين الجديد صياغة البناء الاجتماعي بتوحيد القبائل وإقامة حكم مركزي. ولم يكن هذا ممكنا إلا بتغيير أسلوب الإنتاج، أو أسلوب المعاش بلغة ابن خلدون. فإذا كانت البيئة فقيرة فيجب الانتقال منها إلى بيئة أخرى أكثر غنى، وكان هذا هو هدف الفتوحات، والملاحظ أن محمدا بدأ دعوته بالتبشير بالجنة وُبملك كسرى وقيصر في نفس الوقت.

    ويتابع المؤلف تاريخ الهجرة إلى يثرب باحثا عن أسبابها والظروف المحيطة بها، ويذهب إلى أن التطور الاقتصادي السابق على الإسلام جعل مكة ويثرب المدينتين الرئيسيتين في الحجاز، وكانا يتنازعان السيادة على العرب، وكانت التناقضات بين مكة ويثرب هي التي حكمت الصراع المبكر بين القوة الإسلامية الصاعدة والعرب. فسلطة مكة على العرب كانت مستمدة من مكانتها باعتبارها المدينة التجارية الرئيسية، والمدينة الدينية الرئيسية أيضا لوجود الكعبة ومجمع الأصنام بها، أما يثرب فهي أغنى واحة في بلاد العرب واكتسبت من الزراعة اكتفاء ذاتيا واستقلالا وحكما ذاتيا لم يكن متوفرا لبقية العرب. وهذا ما أهلها لتكون ملجأ للمسلمين الفارين أولا، ونقطة انطلاق لعملياتهم العسكرية بعد ذلك. ويأتي المؤلف بنتيجة جديدة وهي أن بيعة العقبة الأولى والثانية كانتا مع الخزرج بصفة أساسية بناء على أن معظم القائمين بالبيعة كانوا من الخزرج، وهذا ما يفسر وجود عدد كبير من الأوس بين المهادنين للسلطة الإسلامية الجديدة والذين سموا بالمنافقين. ولم يكن من الممكن للمسلمين أن يدخلوا يثرب ويسيطروا عليها لصالح مشروعهم لولا أن أنهكت الحروب المستمرة قوى الأوس والخزرج، فدخل المسلمون يثرب ولم يجدوا من ينافسهم. ويمثل الحلف الذي أقامته يثرب مع اللاجئين المكيين محاولة منها لمضارعة مكانة مكة بين العرب ومنافستها على السيادة، وبالفعل فقد أصبحت يثرب عاصمة الدولة الجديدة.

    وبالهجرة إلى يثرب انتقلت الدعوة من الطور السلمي إلى الطور العسكري ما إن بدأ المسلمون ينظمون السرايا التي سبقت وقعة بدر بعد وصولهم يثرب بأشهر قليلة، وبذلك تحولت الدعوة إلى جيش مقاتل، بحيث أصبحت انتصارات الجيش انتصارات للدعوة. وهنا يستجيب النص القرآني للمستجدات، فبعد أن كان معترفا بالتواجد والتعايش السلمي مع من أسماهم بالكفار (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما يعبدون ..لكم دينكم ولي دين)، وبعد أن كانت الدعوة تستخدم الحجة والإقناع (إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، أصبح لها جيشا منتصرا، وبالتالي كان الأمر بالقتال (أقتلوهم حيث ثقفتموهم)، (قاتلوا الذين كفروا من أهل الكتاب..)، والطرد وحظر الاقتراب (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا).

    يفصل المؤلف في تاريخ الإسلام بين الجانب الديني والجانب العسكري، ويذهب إلى أن الإسلام لم يكن لينتشر لولا توافر شروط معينة أتاحت للمسلمين الأوائل الانتصار على خصومهم، وأتاحت للجيوش الإسلامية بعد ذلك تحقيق الانتصار على الفرس والبيزنطيين. لم تختلف حروب الإسلام في شيء عن حروب القبائل العربية قبل الإسلام، فالاستيلاء على الغنائم وتحويل الأسرى لعبيد كان سائدا قبل الإسلام وبعده. لكن يضع د. عبد الهادي يده على جانب هام اختلفت فيه حروب الإسلام عن حروب القبائل العربية قبله، وهو أن حروب الإسلام لم تكن لمجرد الاستيلاء على الغنائم والفرار بها ثم العودة مرة أخرى إلى الحرب في دورة مستمرة تتبادل الكر والفر، بل كانت إلى جانب ذلك تبغي السيطرة على القبائل العربية وإخضاعها للسلطة المركزية للدولة الجديدة، وهذا ما جعل حروب الغزوات حروبا بمعنى الكلمة، أي حروبا تتضمن القضاء التام على الخصم وقوته العسكرية وإنهاء نظامه الاجتماعي ووحدته القبلية بالاستيلاء على نسائه. لقد كانت الجيوش الإسلامية مصممة على إنهاء التكتلات القبلية التي تواجهها سعيا وراء تأسيس الدولة المركزية.

    ووفق هذه الرؤية يحلل د. عبد الهادي انتصارات المسلمين في أهم غزوات محمد ، فانتصار بدر كان يرجع إلى أن جيش المسلمين كان جيشا مصمما على إقامة مذبحة لما أسماهم بالمشركين، ولم يكن حريصا على أن يأخذ أسرى، في حين أن الألف الذين خرجوا للقائهم لم يكونوا سوى النفر المصاحبين لقافلة أبي سفيان وكان هدفهم الأساسي الدفاع عن القافلة ورد جيش المسلمين عنها، وكان أغلبهم من كبار القوم الذين تجاوزوا الأربعين. أما انتصار موقعة الخندق فيرجع إلى أن جيش المسلمين استفاد من الحماية الطبيعية التي كانت ليثرب، إذ كانت واقعة بين جبلين ومن ورائها هضبة، أما المخرج الوحيد لها فقد تم حفر الخندق فيه، هذا بالإضافة إلى استيلاء المسلمين على زراعات اليهود بيثرب قبل الموقعة مما جعلهم يتمكنون من الصمود للحصار. وعندما انكسرت شوكة قريش لم تستطع القبائل العربية الأخرى من الوقوف أمام القوة الإسلامية الصاعدة. وازدادت هذه القوة انتشارا واتساعا ذلك لأن البشر يتبعون المنتصر ويراهنون على الحصان الرابح في كل زمان ومكان، ولذلك انضم إلى جيش المسلمين من كان يقف أمامه مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص. وبالتالي اختفت الحدود بين الدعوة الإسلامية والجيش الإسلامي حتى أصبحت الدعوة هي الجيش والجيش هو الدعوة، وأصبحت الانتصارات العسكرية انتصارا للدين الجديد.

    إن تحليلات د. عبد الهادي هي تحقيق لمقولات ابن خلدون الشهيرة في مقدمته مثل: "في أن الدعوة الدينية لا تتم بدون عصبية" – "في أن العرب لا يحصل لهم المُلك إلا بصفة دينية من دعوة أو نبوة أو ولاية أو أثر من الدين على الجملة" –"في أن المُُُُلك هو غاية العصبية". لم يكن للعرب أن يتحدوا ويكونوا دولة مركزية إلا من خلال الدين، ولم يكن الدين لينتشر في مجتمعات مثل المجتمعات العربية إلا بالسير مع منطقها الحاكم، وقد كان منطق الإخضاع والغزو، ولم يكن هناك مفر من استخدامه، فالدعوة لم تنتشر سلميا كما اعتقد محمد في بداية الدعوة بمكة.

    وينفي المؤلف العيب في استخدام الإسلام للقوة في انتشاره، ذلك لأنه لم يكن ليظهر على العالم لولا هذه القوة. فمحمد ظل في مكة أكثر من ثلاث عشرة سنة يدعو الناس ويجادلهم ولم يكن يلقى استجابة إلا من نفر قليل للغاية، ولذلك كانت الدعوة في حاجة إلى قوة تستمر بها في الوجود وتنشرها. وإذا انهزم جيش المسلمين في موقعة كبيرة حاسمة فقد كان هذا سيعني نهاية الإسلام ودولته. يقول المؤلف: "قد ينزعج البعض من هذا الكلام صائحين بأن الدين انتشر بالإقناع ولم ينتشر بالسيف، وكأن السيف عيب، وكأن القوة وباء، وكأن من أدرك أهمية ذلك انزلق إلى أرض الواقع وذلك جريمة.. في ذهن الذين يقدسون كل شيء" (ص214). لقد انتشر الإسلام نتيجة لتوافر الفرصة التاريخية، والتي تمثلت في عدم وجود حكومة مركزية في بلاد العرب تستطيع الوقوف أمام الدعوة وإجهاضها، مع حالة من التشتت القبلي أتاح للقوة الجديدة التعامل مع من واجهها من العرب كل على حدة مما أسرع بهزيمتها وإخضاعها للدولة الجديدة، وحالة من الإنهاك واستنفاذ القوة لدى الفرس والبيزنطيين، القوتين العالميتين آنذاك نتيجة حروبهما المستمرة التي لم تهدأ على مدى قرنين. كل هذا أتاح للقوة الإسلامية، التي هي قوة مسلحة قبل أن تكون قوة معنوية، في التقدم السريع والانتصار الخاطف.

    وينهي د. عبد الهادي عبد الرحمن كتابه بتقديم رؤية شاملة لتاريخ الإسلام، فيذهب إلى أن الإسلام أعاد إنتاج أسلوب الإنتاج الخراجي السائد في العالم القديم، فكانت العلاقات الخراجية من استيلاء المنتصر على الأرض وسحب جزء من إنتاجها لحسابه هي السائدة في كل أقاليم الدولة الإسلامية، هذا بالإضافة إلى نظرته إلى الفتوحات الإسلامية على أنها نوع من الهجرات الجماعية أو غزوات القبائل المتبربرة على حدود الإمبراطوريات القديمة مثل غزوات القبائل الجرمانية للإمبراطورية الرومانية وقبائل التتار لكل آسيا، فالنجاح الباهر للفتوحات والسرعة الفائقة التي تمت بها يرجعان إلى أنها لم تكن مجرد حملات عسكرية بل هجرات جماعية. ولم تكن الهجرة الجماعية العربية لأقاليم جنوب غرب آسيا هي الأولى من نوعها في التاريخ، ذلك لأن القبائل السامية البدوية كان قد سبق لها أن خرجت من الجزيرة العربية نحو الهلال الخصيب، وذلك في شكل الهجرات الآرامية والعبرية



    اللعنة للتكنولوجيا القاصرة!( وجه ضاحك ). أقول ذلك لأنّني كنت أعدد متابعة لمداخلتي الأخيرة استغرقت الكثير من إعمال الذهن و الوقت، و قبل أن يحين ميعاد إرسالها، إنقطعت الكهرباء عن جهازي، فضاع مجهودي الذهني سدي. أثمة سبيل تكنولوجي لتخطّي مثل هذه العوائق و ترويدها؟ يتملكني الاّن شيئ من الإحباط النفسي قد يؤثّر علي القيمة و المستوي الفكري لما سيعيد صياغته قلمي السايبيري أدناه تعويضا للمجهود الذهني الذي تغوّلت عليه يد التكنولوجيا الجائرة. لكن لا مناص من المحاولة.

    قلت فيما ما سبق: أراني أوافق ما خطّه مؤلّف الكتاب المشار إليه في مبتدر الخيط السايبيري أعلاه: د.
    عبد الهادي عبد الرحمن، في فرضيّة وجود صراع دنيوي قديم علي السلطة في مجتمع مكّة المكرّمة بين بني أميّة و بني هاشم لم يكن الرسول عليه الصلاة و السلام طرفا فيه. فسيدنا محمّد، صلي الله عليه و سلّم، و الذي إقتضت المشيئة الإلهيّة أن يولد في بني هاشم كان يحمل رسالة إلهيّة عظيمة تسمو علي النوازع الدنيويّة العارضة. بيدأنّ الدارس اليقظ و النزيه للتاريخ الإسلامي سيلاحظ أنّ الظرف الثاني في هذا الصراع علي السلطة الدنيوية لدولة الإسلام في حقبتي الخلفاء الراشدين الأربعة و بني أميّة،أعني بني هاشم، أماطت كثير من أفعالهم التي تواترت إلينا، عبر وسيلتى التاريخ المكتوب و المتداول شفهيّا، عن قدر كبير من القناعة في السلطة الدنيويّة التي أنيطت بهم. و تعلمون أن سيدنا علي إبن أبي
    طالب، عليه السلام، حينما دال له أمر الخلافة- التي هو أهل لها- بالطرق المشروعه في زمانه، كان يدير أمر المسلمين في الأمصار التي تتبع له باسلوب ديموقراطيّ حكيم يري كثير من المؤرّخين، السابقين و اللاحقين، أنّه كان و بالا عليه وأنّه قاد الي إغتياله. لمزيد من التفاصيل في هذا الصدد أرجو الرجوع الي الأرشيف لقراءة خيط سايبيري قديم إفترعته و لم أشأ إكماله، عبارة عن عرض لكتاب: " المعقول و اللا معقول في تراثنا الفكري " للدكتور زكي نجيب محفوظ. و ستجدون كذلك أن حفيدي الرسول، صلي الله عليه و سلّم: الحسن و الحسين، أظهرا الكثير من العزوف و القناعة في السعي نحو السلطة الدنيويّة، لكن ملابسات العقل الجمعي في زمانيهما رمت بهما في ميعتها. و لعلّكم تدركون جيّدا تراكمات الأحداث التي أدّت الي نهايتيهماالمؤسفتين.
    ولا أحسبني أميل الي التعليلات المعتسفة التي أتي بها مؤلّف الكتاب، موضوع البحث أعلاه، في شأن دخول الكثير ممّن أسماهم بمستضعفي مكّة المكرّمة الي حظيرة الإسلام. لماذا لا نغلّب حسن الظن و نقول بكل بساطة أنّ أولئك الرهط الكريم من المسلمين أصحاب المكانة الإجتماعية و الإقتصاديّة الدنيا في بطحاء مكّة كانوا يتمتّعون بأرواح سامية و طاهرة و أنّهم إرتضوا الأسلام دينا عن قناعة تامّة، و دونما أجندة خفية غايتها، كما يزعم مؤلف الكتاب موضوع البوست أالجاري أعلاه، المكاسب الدنيويّة الزائلة.

    و فيما يتعلّق بهجرة المسلمين الي يثرب، فمن الواضح أنّ الدافع الأساسي لها هو الفرار بدينهم الي مشارف اّمنة بعد العنت الذي لقوه من كفّار مكّة المكرّمة. ونجاح الرسول ، صلي الله عليه و سلّم في تأسيس مجتمع إسلامي رائد بالمدينة المنوّرة رغم التناقضات المعقّدة التي تكتنف مجتمعها تحسب له و ليس عليه. و من الواضح أن الرسول الكريم، عليه الصلاة السلام إستعمل قدرا كبيرا من الحكمة و صولا لتلك الغاية النبيلة.
    و الدارس الحصيف للعقيدة الأسلامية و أدبياتها سيكتشف أنّ ما حمله المقال المنقول أعلاه عن نطرة الإسلام للمال و الثروة يعتورهاالكثير من التبسيط و الخلل. و لا أخالني أحتاج لإسالة قطرة من المداد السايبيري ههنا لتفنيد تلك الاّراء الجائرة.
    وفي شأن موقعة بدر و ما تلاها من حروب بين المسلمين و مشركي مكّة أقول: أتّّفق مع المؤلّف لحدّّ ما أنّ الرسول ، عليه أتمّ الصلاة و التسليم، إستعمل، عند الضرورة، وسيلة السيف لنشر الدين الإسلامي الحنيف، تمشيّا مع روح العصر السائدة حينذاك. و الأصل في العقيدة الإسلاميّة هو السلم. لذا نري من بين الاّّي الحكيم التي تزلت علي الرسول الكريم، صلي الله عليه و سلّم، ما يلي: " كتب عليكم القتال و هو كره لكم ". صحيح أنّ الرسول، عليه الصلاة و السلام سيّر غزوة من نحو ثلاثمائة من المسلمين لملاقاة قافلة أبي سفيان إبن حرب بغرض نهب ما تحمله من خيرات تعويضا لماأنتهبه كفار قريش من المهاجرين حينما كانول يقيمون بمكّة المكرّمة. غير أنّ القافة علمت بنبأ إعتراض جيش الرسول، صلي الله عليه و سلّم لها فغيّرت أتجاهها و وصلت سالمة الي مكّة. فقفلت التجريدة الأسلامية راجعة الي المدينة. لكنّ مشركي قريش رأوا في محاولة المسلمين لأعتراض قافلتهم إستفزازا كبيرا لهم, فأرسلوا جيشا قوامه نحو ألف من الرجال الأقوياء بينهم قائدهم البارز: عمرو إبن أبي الحكم، المشهور في الأدبيات الإسلاميّة بلقب : أبي جهل. فاستقر رأي التجريدة الإسلاميةّ، بإمرة الرسول الكريم، عليه السلام بالزحف نحو جيش المشركين الجرّار, الذي يكبرهم بثلاث أضعاف، بهدف مواجهته. و باقي القصّة معروفة لديكم، أختي و أخي القارئ.
    طذلك، فإنّ باقي الحروبات الإسلاميّة الأخري في حياة الرسول، عليه السلام لها ما يبررها، تمشّيا مع روح العصر السائدة حينذاك. ولو لم تحذث تلك الحروب التي إنتصر فيها المسلمون علي كفّار قريش لما دالت دولة الإسلام. فالمشركون كانوا يتربّصون بالمسلمين الدوائر، و منطق القوّة كان هو الغالب في عقول البشر في ذلك الزمان. لكن المسلمين كانوا يستعملون القوّة في حدودها المعقولة.


    طارق الفزاري
    ود زينب


    كلام خارج الموضوع: تحيّة خاصة لصديقي الحبيب: منصور المفتاح، و الأخت الفاضلة: نادية مختار، و جملة الأصدقاء بالبورد، الذين قد يطالعون هذه المداخلة.

    قمت بتعديلات طفيفة تصحيحا لبعض الأخطاء المطبعية غير المقصودة

    (عدل بواسطة wedzayneb on 05-05-2007, 05:25 AM)
    (عدل بواسطة wedzayneb on 05-05-2007, 05:27 AM)

                  

05-07-2007, 09:39 AM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رؤيــــة طبقيــــــة لجــــذور القــــوة الاسلاميـــــة (Re: wedzayneb)

    " إنّ الله متمّ نوره و لو كره الكافرون "

    صدق الله العظيم.

    أخي عمر:

    إجتهد المؤلف أعلاه،ّ صاحب الهوي الشيوعي والمعتقد المناهض لفطرة التديّن و الإيمان بالخالق الفرد، عزّ و جل، في الأتيان بتفاسير ماديّة، منسجمة مع المفاهيم المسبقة التي زيّّن له عقله المغتسل بها صوابها، بحسبانهاالقول الفصل وراء أنتصار دولة الإسلام الوليدة علي أعدائها.
    بيد أنّ المسلم الحقّ يري أنّ رسالة الإسلام أنتصرت لأنّ البارئ، تبارك و تعالي أراد لها ذلك. فالإسلام من عند الله و هو يقوم علي عقيدة عظيمة هي: لا إله إلا الله. وو العقائد و الإفكار النورانيّة العظيمة مكتوب عليها أن تنتصر و تخلد، عملا بقوله تعالي:" إن الله متمّ نوره و لو كره الكافرون " صدق الله العظيم. و الأسباب التي تقف وراء إنتصارات راية الإسلام أنما هي تسخير من عند الله، سبحانه و تعالي.
    و يعزي المسلم الحقّ إضمحلال شأن المسلمين كأمّة الي تقصير المسلمين أنفسهم و ليس الأصول القويمة التي بنيت عليها عقيدة الإسلام الغرّاء.

    طارق الفزاري
    ود زينب
                  

05-07-2007, 10:56 AM

نيازي مصطفى
<aنيازي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 4646

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رؤيــــة طبقيــــــة لجــــذور القــــوة الاسلاميـــــة (Re: wedzayneb)

    Quote: اللعنة للتكنولوجيا القاصرة!( وجه ضاحك ). أقول ذلك لأنّني كنت أعدد متابعة لمداخلتي الأخيرة استغرقت الكثير من إعمال الذهن و الوقت، و قبل أن يحين ميعاد إرسالها، إنقطعت الكهرباء عن جهازي، فضاع مجهودي الذهني سدي. أثمة سبيل تكنولوجي لتخطّي مثل هذه العوائق و ترويدها؟


    ود زينب سلامات ياخي شوف ليك "UPS "uninterruptible power supply"
    شوف تفاصيله هنــــــــــــــــــــــــــا

    تقريبا انت من اهل الاخ لؤي الفزاري فتحياتي له

    اما موضوع البوست فطبعا اخونا عمر على لا يألوا جهدا في محاولة وصم الاسلام والمسلمين
    بكل الموبقات ويتفنن في ايراد الكتابات التي يعتقد انها ستقلل من مكانة الاسلام والمسلمين .
    الغريبة انه من اوائل اتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اناس كانوا في الجاهلية كرام واخرون كانوا مضطهدين عبر عنها احدهم بمقولة "سيدنا اعتق سيدنا " في اشارة لسادتنا ابوبكر الصديق وبلال بن رباح رضوان الله عليهما .وعبرت عن اشتراكية الاسلام
    الدعوة للمواخاء التي اطلقها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الانصار
    والمهاجرين .
    لك عميق التحايا
                  

05-07-2007, 11:44 AM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رؤيــــة طبقيــــــة لجــــذور القــــوة الاسلاميـــــة (Re: نيازي مصطفى)

    أخي نيازي:
    أعزّك الله.
    شكرا علي الطلّة و النصيحة الغالية. وبإذن الله أعمل بنصيحتك.

    يبدو أنّك مقيم بدولةالأمارات العربيّة المتّحدة. لؤي، أخيه الأكبر: واصل، و أخيهم الأصغر ألفاتح، هم أبناء عمي الحبيب محمد الشيخ الفزاري، الذي أكن له حبا يفوق الوصف. و و الدتهم هي اليمن عليش، أختي في النسب. فجدهاـ و الد أمّها الشهيدة: اّمنة، هو: الأمين القرّاي- يرحمه الله- الشقيق الأكبر لجدّتي من قبل أمّي - : فاطمة القرّاي، حفظها الله. أما الشهيد عليش فهو عمّي أبن عمّة الوالد الشهيدأحمد-الشهير بلقب: سمّ ساعة - مباشرة. أنا" مقصّر في حقّهم" جميعا، لكنّ قلبي عامر بحبهم.

    ولربما تكون، أخي نيازي، قد تعرفت علي الأخ لؤي حينما كنت تدرس بدولة الهند.

    الأخ عمر، هداه الله و إيانا، رغم أنه ولد في بيت إسلامي، لكنّ يبدو أنّ بعض الأفكار القاصرة عن رؤية الحق قد شّوشّت مناط التقدير و الحكم عنده.

    طارق الفزاري
    ود زينب

    قمت بتصحيح خطأ مطبعي غير متعمد في كتابة إسم الأخ: واصل.

    (عدل بواسطة wedzayneb on 05-07-2007, 11:50 AM)

                  

05-08-2007, 05:14 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رؤيــــة طبقيــــــة لجــــذور القــــوة الاسلاميـــــة (Re: omar ali)

    ليس من الميسور تناول كتاب بالنقد والمقاربة
    دون الاطلاع عليه..فهذا المقال المنقول من
    الموقع العراقي اليساري " الحوار المتمدن" ليس
    سوي عرض للكتاب للتحفيز لاقتنائه والاطلاع
    عليه..ومن الواضح ان مؤلفه استخدم الديلكتيك
    الماركسي لتحليل ودارسة ظاهرة نشوء الاسلام
    للوصول الي تأكيد دور الصراع الطبقي في ذلك
    علي اعتبار ان الدين وبالاصح الاديان جمعيها
    هي صناعة ارضية خالصة محكومة بظروفها
    الزمانية والمكانية ومعبرة عن نقافتها وعلاقاتها
    وعاداتها الاجتماعية..فعلم الاجتماع الماركسي
    المعبر عنه في كتاب " اصل العائلة والملكية
    الخاصة والدولة" يذهب الي ان الوعي هو
    منتوج علاقات الانتاج السائدة في مرحلة معينة
    فليس هناك من وعي ميتافزيقي حارج المكان
    والزمان وعلاقات الانتاج السائدة والدين شكل من
    اشكال ذلك الوعي محكوم بزمانكيته..ومازال علم
    الاجتماع الماركسي فاعلآ بكشفه عن دور الاقتصاد
    في حركة التاريخ وان كانت الماركسية تجعله
    العامل الحاسم والاخير.
    وبغض النظر عن صحة اوعدم صحة ما ذهب اليه
    المؤلف في منهجه عن دور الصراع الطبقي في تشكيل
    الاسلام الا اننا لا نستطيع ان نغفل هذا الدور وظهوره في
    النص القرآني ، حيث ان مؤسس الاسلام كان فقيرآ فقرآ
    مدقعآ امتهن مهنة الرعي قبل ان يطلب منه عمه ابوطالب ان
    يذهب الي خديجة لتوظفه في تجارتها التي تذهب الي الشام
    الامر الذي انتهي بالزواج ..ورغم ان هذه الزيجة قد جنبته
    العوز الا انها لم تجنبه نظرة كبار اثرياء قريش الدونية له
    الذين استغربوا ان تجئ النبوة لافقرهم ولم يتخلوا عن مناداته
    بابن ابي كبشة حتي ان ابا سفيان وقف يوم قتح مكة يراقب
    جموع الزاحفين وهو يقول لمن حوله " لقد امر امر ابن ابي
    كبشة "..وقد ظهرت هذه الاحاسيس في القرآن..مثل:



    Quote: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11)
    وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا (12)
    وَبَنِينَ شُهُودًا (13)
    وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا (14)
    ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15)


    والوحيد المقصود هنا الوليد بن المغيرة المخزومي احد
    اثري اثرياء قريش قابل الدعوة المحمدية بالرفض ...
    وبالمناسبة هو اول من قطع يد سارق سرق منه في مكة
    يعني طبق الشريعة قبل ان تظهر!!!


    Quote: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)
    مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)
    سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3)

    وابولهب من عشيرته الاقربين الذين
    جمعهم لينذرهم فقال له " تبآ لك الهذا
    جمعتنا..



    Quote: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6)
    وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)
    وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)



    وان كنت شخصيآ اميل الي المنهج التاريخي
    الذي اتخذه الاستاذ الراحل خليل عبد الكريم
    لتأكيد تاريخية الاسلام وارضيته اي انه صناعة
    ارضية مثله مثل بقية الاديان..وبالطبع ليس
    هناك من منهج واحد او منهجين فالدكتور طه
    حسين استخدم المنهج الديكارتي في كتابه الاشهر
    القيم " في الشعر الجاهلي " ليصل الي نفس
    النتيجة.
    المنهج الغيبي مفارق للعقلانية ويلزمك ان تؤمن
    بالغيبيات علي علاتها وعدم منطقيتها كالقول بوجود
    عرش الله في مكان ما في الفضاء وعند المسلمين
    موجود تحت شجرة نبق عند منتهي الكون..والقول
    بانه يرسل كائنات تسبح في الفضاء لبيلغ رسالته...
    العقل النقدي..اي المفطور علي الرؤية النقدية لا يقبل
    مثل هذه الغيبيات التي تعود حسب تعبير كانت الي مرحلة
    " اللارشد "
                  

05-08-2007, 03:54 PM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رؤيــــة طبقيــــــة لجــــذور القــــوة الاسلاميـــــة (Re: omar ali)

    الاخ عمر
    هناك كتاب قديم من السبعينيات عنوانه
    اليمين واليسار فى الاسلام واعتقد ان مؤلفه
    عباس صالح ( ان لم اكن مخطئ)
    وهو يتناول وقائع تاريخية ويبين مواقف الصحابة
    منها استنادا لانتمائهم الطبقى , ويصل لنتيجة ان الامام على
    وابا ذر وغيرهم كانوا يمثلون الكادحين وحلف التجار والسادة
    مثله معاوية بن ابى سفيان وعثمان بن عفان, بس ناسنا اتخلعوا
    من ثورة المعلومات البقت توفر اى معلومة بضربه على الكى بورت
    والتاريخ جهد انسانى لايمكن التعامل معه بادوات سماوية
                  

05-13-2007, 06:43 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رؤيــــة طبقيــــــة لجــــذور القــــوة الاسلاميـــــة (Re: omar ali)

    Quote: الاخ عمر
    هناك كتاب قديم من السبعينيات عنوانه
    اليمين واليسار فى الاسلام واعتقد ان مؤلفه
    عباس صالح ( ان لم اكن مخطئ)
    وهو يتناول وقائع تاريخية ويبين مواقف الصحابة
    منها استنادا لانتمائهم الطبقى , ويصل لنتيجة ان الامام على
    وابا ذر وغيرهم كانوا يمثلون الكادحين وحلف التجار والسادة
    مثله معاوية بن ابى سفيان وعثمان بن عفان, بس ناسنا اتخلعوا
    من ثورة المعلومات البقت توفر اى معلومة بضربه على الكى بورت
    والتاريخ جهد انسانى لايمكن التعامل معه بادوات سماوية



    الاخ العزيز
    محجوب علي
    التحيات الطيبات
    نعم هو احمد عباس صالح احد اعلام اليسار المصري.....
    ويعد كتابه هذا مع كتب اخري مماثلة ومقالات اصدرها
    ماركسيون واشتراكيون في الستينات والسبعينات من القرن
    الماضي محاولة لايجاد قواسم مشتركة بين الاسلام وبين
    الاشتراكية والمواءمة بينهما لتوطين فكرة الاشتراكية في
    بلاد كانت تجد فيها حربآ من القوي التقليدية والحركات
    الاسلامية التي كانت تصفها بانها افكار الحادية مستوردة..
    وتزعم تلك الكتابات مثل كتاب " اليمين واليسار في الاسلام"
    انه في التاريخ الاسلامي القديم كان هناك فقراء يمثلون اليسار
    والاشتراكية مثل ابي ذر الغفاري وعلي بن ابي طالب ونخبة من
    الاثرياء من الطبقة الحاكمة وغيرها يمثلون اليمين
    ومن الواضح انها كتابات متهافتة الي حد بعيد وليس لها حظ
    من الرؤية المتعمقة والمعلومات الصحيحة..فتاريح الاسلام يمكن
    تقسيمه الي مرحلتين متميزتين في ما يتعلق بموضوعنا عن الوضع
    الطبقي لاتباع مؤسس الاسلام محمد بن عبدالله المعروفين باسم
    " الصحابة"...مرحلة ما قبل غزوة بدر الكبري عندما كانت الدعوة
    سلمية ومسالمة اي مرحلة "لكم دينكم ولي دين" الآية المكية ذات الدلالة
    ......في هذه المرحلة التي تستغرق نصف سنوات الدعوة المحمدية كان
    معظمهم من الفقراء والعبيد المنعتقين وكان عليآ نفسه من المعوزين
    من شدة فقره وحتي مؤسس الاسلام نفسه كان شديد الفقر لو لا ان زواجه
    من خديجة بنت خويلد ذات الثراءالواسع جنبه العوز ونجد ذلك منعكسآ
    في القرآن " ووجدك عائلآ فاغني"..ولكن خديجة نفسها اخذت تعاني من
    شح الموارد بعد ان اخذ القرشيون في مقاطعة تجارتها اثر مجاهرة محمد
    بدعوته..وقد عاني محمد واتباعه من المهاجرين في السنوات الاولي بالمدينة
    ولم يكن من سبيل لفك تلك الضائقة الا باحياء عادة الغزو العربية الاصيلة باسم
    الجهاد
    المرحلة الثانية هي مرحلة ما بعد غزوة بدر عندما تحولت الدعوة
    المحمدية الي دعوة جهادية حربية وصلت ذروتها بالآية الشهيرة:
    [ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ
    وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ
    صَاغِرُونَ (29)]
    في هذه المرحلة بدأت الغنائم التي كان يسلبها مجاهدو يثرب من القبائل العربية
    المستهدفة تتكدس بين ايديهم واخذ الفقر عصاه علي كاهله ورحل بعد غزوة حنين
    من بيوت الصحابة والتي عرفت بكثرة غنائمها من الاموال والنساء..وازداد الثراء
    بعد مجزرة خيبر ونهب كنوز اليهود والاستيلاء علي اراضيهم وحدائقهم المثمرة
    وسنلاحظ ان المزيد من القرشيين اخذوا ينضمون الي الدعوة المحمدية بعد ان رأوا انها
    احيت عادة الغزوات وسلب الغنائم.....اما بعد غزوات خارج الجزيرة العربية التي
    استهدفت البلدان المتحضرة بمقاييس ذلك الزمان مصر والشام وبلاد ما بين النهرين
    وفارس فان الصحابة اخذوا يرفلون في الحرير من غنائم البلاد المفتوحة المنهوبة..
    ..فعلي بن ابي طالب لم يعد فقيرآ بعد تلك الغزوات فقد امتلك الاموال والضياع
    والعبيد وتوفي عن اربع زوجات بالاضافة الي الاماء..فقد اعتدنا ان نقرأ بعض
    العبارات الببغاوية بان عليآ كان فقيرآ وهذا ليس صحيحآ الا في مرحلة ما قبل غزوة
    بدر...وان مؤسس الاسلام مات ودرعه مرهون ليهودي مع انه فعل باليهود وكنوزهم
    ما فعل في خيبر بالاضافة الي تخصيص خمس الغنائم له ولذوي قرياه واليتامي
    والمساكين بنص الآية: [:واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه والرسول ولذوي
    القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل] ...ومن الاحاديث:[حدثني محمد بن اسحق عن
    الزهري عن سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم ان رسول الله صلي الله عليه وسلم
    قسم سهم ذوي القربي علي بني هاشم وبني عبد المطلب]
    اما ابوذر الغفاري فقد كان ذا طبيعة زهدية علي الطريقة الديوجينية..ولو اراد الثراء
    وامتلاك الزوجات والاماء لاستطاع مثله مثل بقية الصحابة.
    ولذا اعتبر كتاب محمد عباس صالح عن اليمين واليسار في الاسلام كما زعم كتابآ
    فجآ يفتقر حتي الي المعلومة الصحيحة.
    راجع كتاب[ شدو الربابة باحوال مجتمع الصحابة : الصحابة والصحابة ..الجزء الثالث]
    للاستاذ خليل عبد الكريم ففيه يوثق ويحلل مستشهدآ بامهات المراجع الاسلامية في الاحاديث
    والفقه والتاريخ الاسلامي والسيرة المحمدية عن التحول في اوضاع الصحابة المعيشية
    والاجتماعية نحو الثراء والرخاء بعد تحول الدعوة المحمدية الي دعوة جهادية حربية
    تتجه الي الغزوات وسلب الغنائم .

    مع خالص الود والمحبة
    عمر


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de