|
Re: ملحمة للوطن وقصاشد أخرى (من ديوان تحت الطبع)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
حول ملحمة زمراوي الجديدة
دراسة بنيوية
بقلم سيف الدين عيسى مختار
توضأ في شلالات نياجرا، فأوحى له خريرها أن يخلص النية ويصيخ بأذنيه ويحدق بعينيه عله يرى أمواج النيل تنداح ما بين كرمة وجزيرة بدين، لكن المياه تشكلت أمامه شاشة بلورية عملاقة يخرج منها طهراقا وبيده نبيذ نوبي، وعثمان دقنة متكئا على الدفوفة وعلى سيفه بقايا من كرري، وحكماء النوبة يوقعون اتفاقية سلام مع المسلمين (البقط) ، والشيخ زمرواي منهمكا مع حاشية الجزيري في الفقه المالكي، والدرويش في حلقات الذكر ينادي (شيخ منور ولدك على ، ويا شيخ زمراوي الولي) والنوبي لقمان يخير ما بين النبوة والحكمة فيختار الحكمة، حتى اذا استغرقت الدهشة مولانا القاضي عبد الاله زمراوي وأخذت منه اللباب، خلع سترة القاضي وسار أمام الجميع في موكب احتفالي عبر ملحمته الجديدة للوطن:
كَأنَّ القادِمَ في ظُلَلِ غَمَامٍ، كصلاة الفجر، بهاءً وحُضُوراً كالقاشِ الصّاخبِ حينَ تَجِفُّ الوديانْ كجبالِ التَّاكا وسواقِي توتيلْ، كالمارِدِ طُوكَرَ، حين تغازِلُها الرِّيحْ. كجبينِ الشَيْخِ الخَتِمِ الصُّوفِي، كأنَّ القادِمَ نحوك يمضي ليشقَّ تلال الشَرْقِ بسيفٍ قُرَشِيّ!
عبد الاله زمراوي ، الطالب المتفوق أكاديميا، حين جاء الى مدينة فاس في نهاية السبعينات، كان خجولا وودودا جدا، يعشق الكلمة الجميلة لكنه يخاف اظهار ما ينظم الى الناس0 وحين أدرك أن كيل الشعر قد طفح أطلق لسجيته العنان، ثم انطلق ماردا يحطم كل القيود، ينظم الشعر ويخاف من لظى الكلمات، يصرح اذ هو يرمز ، ويرمز اذ يصرح، فاذا الوطن هو المعشوق والعشيقة معا، واذا هو القاتل والضحية في آن واحد، واذا هو زمراوي المحامي يحسن عرض القضية ، واذا هو القاضي يحكم فيها، فماذا تبقى للنقاد أن يقولوا::
لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلطان! اضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ خُذْنا مُقْتَدِرا كالبرقِ الخاطفِ، أخْرِجْنَا من هذا الكابوس خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!
في ملحمة زمراوي صدى أغنيات قديمة تخيم على جرس الملحمة من أولها الى آخرها، وبقايا أمنبيات دفينة وذكريات بعيدة وأحلام كما المسافة ما بين كرمة وسواكن، أو كما الأيام بين الولادة واعتاب الرجولة، تمتد عبر المسافة ما بين تازا ومكناسة الزيتون، أو الدفوفة التى قهرت الزمان لتبقى فوق قباب الأزمان، ثم ها هو زمراوي يستخدم مفردات ظلت ترتسم طقوسا عصية المنال في ذاكرته التي اختزنتها كمفردات لغوية دون أن يكون لها أية أصداء في الممارسة الحياتية (النبذ، العشق الصوفي، الشبق)
ما ضَرَّكَ يا مولايَ إذا جاءتْ مِلِّيطُ تُغَنِّي خَرَجَتْ من تحت عباءتها أُنْثَى تَنْتَقِشُ الحِنَّاءَ بيُمْناها وبِيُسْراها تُخْفِي قَلْبَ حبيبْ، سَاَفَرَ عصراً كالشَّفَقِ الأَحْمَرَ نحو بلادٍ لا تعرفُها، ومدائِنَ أخْرى غَرْقَى في الأحْزَانْ
صور شتى للوطن تدفع بها الملحمة دفعا، أهم ما فيها أنها تتجاوز حدود الزمان فيختلط فيها الحاضر بالماضي والمستقبل في وحدة شعورية مستمدة من نفس قلقة متأرجحة ما بين الواقع والمتخيل، الثابت والمتحول، الحقيقة والخرافة.التاريخ والجغرافية في بسطة من القول وسعة من الخيال الجامح، ذلك لأن عشقه للوطن كان صادقا . وكأني بالشاعر الكبير مصطفى سند يشير اليه في قوله (ديوان مصطفى سند شفرة البحر الأخير، ص 29)
تتوهج النيران في صدري لهب وأنا أسافر من دماك الى دمي للموت والعشق نافذتان من جوع ومن حمى ومن ورد التعب ماذا أقول أشاكس الكلمات لا أدري فلا خيل لدي ولا ذهب وطني على رمل اتساع بصيرتي فرس وحفنة ذكريات وطني كتاب من صدى عينيك يولد في المسافة بين صوتك واحتراق الأغنيات وطني بقية كبرياء ان صادرتني النار من صوتي نقشت على حبيبات المطر لوحي القديم وأنني شيخ تألق في الدم المسفوك بين مطالع العام الجديد وبين أيام الغضب
عبد الاله زمراوي راح يعطّر قوافيه من حريق الصندل، ومن نقشة حناء على أنامل حسناوات مليط، أو من ايحاءات قصيدة العباسي (حياك مليط) ، من الذكريات المسكوبة عموديا على عتاقة نوبية مدرارة، تطل بسخاء من شاهق الدفوفة الراسخة على قباب الزمان ، ذكريات تتقاطع أفقيا مع مستويات الدهشة الموغلة في أطلس المليون ميل في تلك المساحة ما بين سواكن والجنينية، فهل تلعثمت التفعيلة في أوزانه، أم انهارت قوافيه وقد عاد وسمه جليا في مدارات الخيال الذي ظل يتجول في تخوم الكلمات المترعة بالأسى ، النابضة أبدا بالتفاؤل العريض، الكلمات التي قال عنها (لو ألقاك وحيدا تقتلني الكلمات)، عبد الاله زمراوي طيب الى حد الدروشة، ينطبق عليه تماما قول الشاعر سيد أحمد الحاردلو: (ديوان الحاردلو بكائية على بحر القلزم ص 51)
كان حييا ونبيلا جدا وبسيطا وودودا جدا ومحبا جدا ذات مساء حدق في الدنيا ونظر فاذا الدنيا من أدناها تأتيه واذا الدنيا من أقصاها تدنيه وتناغيه فرأى فيما ينظر عجبا واشتعلت عيناه من الدهشة وتداعى وانجذب
فمن مرارات يحسها في حلقه، من نار تتأجج في صدره، للفوضى وارصفة الشوارع، لصدى مدينة فاس يلملم زمراوي شتات قاموسه الشعري ويغني للوطن على هواه، ويدخل في مدارات القصيدة/ النضال، يطلق في سماء الوطن صاعقة أغنياته، أو أغنيات صاعقته، لكن الأصوات والصور التي تتردد في ملحمته مترعة بالتفاؤل والأمل، نابضة بالحيوية والدفء،
لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلطان! اضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ خُذْنا مُقْتَدِرا كالبرقِ الخاطفِ، أخْرِجْنَا من هذا الكابوس خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!
ملحمة زمراوي الجديدة من بحر المضارع (فعولن فعولن) حرة القافية في أبياتها، لكنه أحكم مقاطعها الخمسة بحرف روي واحد هو حرف النون الساكن، وتشكلت صوره الشعرية المبثوثة في مقاطع الملحمة من تاريخ وجغرافية السودان، يستلهم فيها زمراوي سيرة شخصيات سودانية عريقة بكل زخمها التاريخي ويوزع مجدها على كافة مناطق السودان رامزا الى تلك السمات العامة التي توحد هذا البلد العربي الأفريقي، انها ملحمة تدعو الى التفاؤل ، والى عشق هذا الوطن، غنائية في معظم أجزائها، ذات جرس جميل وايقاع داخلى ينتظمها من أولها الى آخرها، لتبقى من النصوص الجميلة غير المتقيدة بعصر معين أو اطار محصور، فهي مفتوحة على كل الحقب، تتميز بشفافية رؤاها، تدعو الى الأمل الذي سيأتي كما قال محمد الحسن سالم حميد (قصيدة حميد قلت اندهك نشرت كاملة على موقع سودانيز أون لاين وتعتبر من أجمل ما قال حميد)
بالاربل الواسوق ايدي أمشط رؤايا أسرحك بعرق شقايا أريحك فوق انت سمحة أسمحك برهق لقايا أريحك
أدهشني فيك المحتوى أجهشني كيف خاويتي بين برد الصحارى وبين هجير الاستواء وكيفن أريجك كالرؤى فاح ينتقل عكس الهوا يا بت عشان ريقة وطن تنفك كم باتت قوى ما ضاعت الأحلام سدى وآمالنا ما شالها الهواى لا بد يجمعنا الزمن ما هو اللى فرقنا واذن لا بد وان طال الزمن ترحل صهاديب المحن ينبض على القلبين مكن يطيب خلانا الامكن تضحك عتاميرو البكن يخضر حشاها الانشوى ودى للرعية يعشبن تلد السعية يجي اللبن لى جملة أطفال الوطن صفر قمح .. دندح دخن بدع صمغ.. فقع قطن ودن سفن .. جابن سفن لا صرمة لا بيتة قوى ليل التجاريح وانطوى حسّن قرى .. ورقصن مدن أبنوس ونخلة سوا سوا لا بندقية تقوم سوى تحرس ضهرنا من الفتن أنا وانت لا خوف لا حزن يملانا تاني ولا جوى مهما المحل مهما المطر ظلم الرياح حمّى الخطر تتمقّى فيك وتنبحك بتحتحت أغصانك جراح لكين محال أن تطرحك انه نفس الرجاء الذي يحمله زمراوي لهذا الوطن الذي يتغني بأمجاده، بالأنثى ام درمان أول مدينة سودانية تشرب من مياه النيل الموحد لتبقى دائما رمزا للعزة والشموخ، ثم ها هو ذا الوطن قد انطلق يحمل البشريات يبشر بالأمل الذي سوف يتحقق ، والخير الذي سيتدفق باذن الله، عندها سيكون لهمس أمواج النيل وهي تداعب (الجروف) المنتشية باللوبيا، واقعا فعليا يعيشه زمراوي كل صباح قبالة الدفوفة، لا أملا متخليا أمام شلالات نياجرا في أقصى الدنيا0
ما ضرّك يا مولاي إذا أقبلْتَ علينا ذات صباحٍ مؤتلقَ الوجْهِ سليمَ الخاطرِ مُتّسِقَ الوجدان وطفقْتَ تُغنِّى للخرطوم تَتَغَزَّلُ في الأنْثَى أمدرمانْ!
سيف الدين عيسى مختار
*الأستاذ سيف الدين عيسى مختار شاعر وناقد أدبى يقيم بجدة.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن وقصاشد أخرى (من ديوان تحت الطبع)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: . يمضي الشاعر زمراوي في ملحمته على سكة مختلفة تشبه كثيرا عمل الصلاة.ويمثل كل مقطع من القصيدة مزمورا أو ركعة مفردة لها موضوعها المحقق سواء كان قضية او جهة من جهات الوطن وبعد اكتمال الركعات يختم الشاعر صلاته الخاشعة بالمزمور السابع الذي يقول فيه: يا وطني الشامخ مثل جبين الشمس الى محرابك آتي كالدرويش أؤذن مثل بلال أفني ذاتي في ذاتك في ذات الله حتى يتوحد عشقي في ذاتك. بعض تلك الركعات المفردة تتحدث عن ملكال وعن دارفور وبطبيعة الحال عن المنطقة النوبية وتراثها العبقري: كالسهم النوبي قبالة كرمة كنت تشع ضياء تومض برقا وتهارقا يدعوك الليلة من اجل نبيذ نوبي بالقصر الملكي الكائن بين طلول العصر وفوق قباب الازمان هنا يلتقي الشاعران في هيامهما بل وفخرهما بنوبيا وحضارتها الباهرة وانطلاقا من ذلك يدغمان نوبيا في السودان الكبير. ان ذلك ما نريده بالضبط لبلادنا:أن تكون موئلا لأقوام متنوعين يفخرون بتراثهم ويقدمونه لينضم الى القصعة السودانية الكبيرة التي نتحلق حولها كلنا ونأكل معا كل ما هو طيب سائغ شهي دون قهر او اكراه. لقد حاولت مرارا ان اشرح هذه الفكرة وقلت مرارا انني ضد القهر الثقافي ولا ارى ما يمنع من ازدهار اللغة النوبية وكتابتها والكتابة بها فذلك اضافة كبرى للحصيلة الحضارية السودانية تزيد وترفع من قدر البلاد.وذكرت التجربة الأمريكية المعروفة باسم بوتقة الذوبان melting pot وما انطوت عليه من القسوة والقهر. فقد كانت العائلات الامريكية حديثة الهجرة تمنع اطفالها من التحدث بلغاتها الأم حتى يتفرغوا لاجادة الانجليزية باللكنة الأمريكية . صحيح انه لم يكن وراء ذلك القهر سلطة ادارية ولكن كانت وراءه سلطة مجتمعية - سلطة ثقافية قاهرة رفعت ما يسمى الواسب WASP فوق الجميع واضطرت الأمريكيين الألمان والايطاليين والسويديين الى اخفاء ذواتهم الثقافية والاندغام في تيار الممارسات المسماة امريكية. لقد تمت صياغة امريكا عن طريق ذلك القهر والآن وقد تحقق لهم ذلك شرعوا يتحدثون عن الحرية والاختيار وعن صحن السلاطة بديلا لبوتقة الانصهار.وحين صدقنا ذلك وطالبنا باعتماد الاسبانية والايبونيك كلغات امريكية هزأوا بالدعوة والداعين اليها ومؤخرا قام عضو كونجرس متطرف مطالبا بأن يقوم اول مسلم ينضم لتلك المؤسسة باداء القسم فوق الانجيل. في بلادنا نريد صيغة متقدمة وانسانية لقضية التلاقح الاجتماعي والثقافي. نريد لكل القوميات ان تنمو وتزدهر بحرية كاملة وفي اطار الاحترام ولكن شريطة البقاء داخل جناح الفراش الهفهاف.بكلمة اخرى نريد ان تاتي كل جهوية او اثنية بجواهرها المصقولة ليجتمع من ذلك عقد نضيد . نريد ذلك ولا نقبل بدلا عنه طبقا من حجارة و حصى .ولذلك اقول مرحبا بهذين الصوتين من اصوات الحضارة النوبية وهي في كل الاحوال اغلى واجمل وأعرق جوهرة في عقد الثقافة السودانية النضيد.ونرى من مصلحة الثقافة السودانية والسودان نفسه ان يجري تقديم الحضارة النوبية في أجمل حللها وابهاها محاطة بتغني الشعراء وكل انواع التمجيد لكونها مستحقة لذلك ولكونها تزين جيد سوداننا وهي في حال الصقل الباهر والتنضيد الجميل. اهلا بمولانا عبد الاله زمراوي واهلا بالسفير المناضل نورالدين منان وشكرا لهما عن تشييدهما ضريح اجزاننا في زمن الحزن الواحد غير القابل للنصرف ،غير القابل للاندثار.
|
*مقاطع من مقال (صوتان في الشعر النوبي الحديث) للأستاذ الشاعر محمد المكي أيراهيم نشر بسودانيل
| |

|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن وقصاشد أخرى (من ديوان تحت الطبع)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
القصيدة (7)
اليوم عرسك يا عصفورة الجبل
لنشرع الأبواب والنوافذ القديمة بخطوة... بهمسة... نراقص الأحباب نطرد العناكب السقيمة بقوة وثورة نداعب السفوح ننقش القباب بالحجارة العظيمة
فاليوم عرسك يا حجر... اليوم عرسك يا عصفورة الجبل!
لنبدأ السباق للسفر نصوغ من حوافر الخيول حدوة تزين الحجر تضارع السماء قامة تماثل النجوم والقمر فاليوم عرسك يا حجر... اليوم عرسك يا عصفورة الجبل!
الذكرى الثانية لأنتفاضة الحجر بفلسطين المحتلة
أبوظبي ديسمبر 1989
| |

|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن وقصاشد أخرى (من ديوان تحت الطبع)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
القصيدة (9)
صوت قدومك مثل حفيف الريح*
قادم أنت ألينا عبر أزمنة، تتوضأ بماء البخور ويجلى صداها بلون الحنظل البري! وعيون شرفاتنا تتهادى اليك تفتح نهديها وتموج لقدومك الميمون ترقص على حافة الموت البطىء!
وأنت قادم ألينا، تبدو كظلال الرؤى البنفسجية كالتمرة المعتقة البلدية! ومنذ أزمنة غابرة، تبدو لناظرينا كفارس بدوي يعتلي، فرسة مسرجة بدوية!
وصوت قدومك مثل حفيف الريح! وآه من شرفات مدينتنا العتيقة حين تمد أذرعها اليك تبدو شحيحة تبدو كأاشجار العتمور أوراقها تنمو وتنمو وتسقط متهالكة!
كأغنيات الطفولة، يبدو قدومك فنملأ عيون جداولنا منك بالصباح الجميل وتغني الصبايا لك أغنيات الرحيل!
والأناشيد ترتل بأريج خطى القادم الينا عبر أزمنة، تتوضأ بماء البخور ويجلى صداها بلون الحنظل البري!
ودمدني سبتمبر 1988
في نهاية صيف 1988، قدم ألينا الأستاذ محمد وردي لقضاء بعض الوقت بالأستراحة المخصصة للقضاة بمدينة ودمدني . فعقدت العزم ان أحييه بسلامة وصوله شعرا، فولدت هذه القصيدة!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن وقصاشد أخرى (من ديوان تحت الطبع)! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
القصيدة (10)
بسم الله وبسم الشعب!ّ (1) أنبعث الخوف يدندن في الأعماق أنبلج الحزن يعربد في الآفاق السر الأعظم لاح على البعد سراب يحترق القلب يذوب الصمام يغيب الوعي الأنساني!
(2) فلول الود المنهزمة، كالطيف تدغدغ في الأحلام دروب الأمل المنعرجة، ذابت، غابت، نامت في الأوهام!
(3) أيتام، أنتم أيتام؟ ....وكلاب الحي الشرسة بالطرقات، لبسوا خوذات، جلبوا الأحقاد؟
(4) أيتام، أنتم أيتام؟ أفران النازية عادت سياط الفاشية سادت نقيق الضفدعة المنسية، يشق الليل، يدق على الأجفان!
يرك مهترئة. نيران مشتعلة. قامت أعمدة الخرصان. تتحدى الأيمان.. وتثور على الأوطان!
(5) ويلات الجوع تعشعش بالطرقات! تنسج ويلا أبديا، ما بين البركة والنيران. أقربان أبنائي أنتم قربان؟
صوفي راح يدندن: بسم الله، وبأسم الشعب! راح الصبية يلتحفون الجوع على الطرقات!
مؤتمر تمهيدي.. مؤتمر قومي.. لا.. سنحل المؤتمر الوطني وآه، سننسى العهد الرجعي!
جلست أمي تسأل: تعاودني، تلدغني، تسأل: أقربان أبنائي أنتم قربان؟ (6) الصمت الأبدي يجلجل الرهبة آتية هاك المنجل! أغرس في قلب النخلة أجمل أو في قعر النخلة أعظم تسقيها بالذعر الأكبر ترويها (النخلة) بشارة يوم أكبر!
جيوش النمل تئن تصيح: تبا نيرون السودان. تبا نيرون السودان.. تبا للحبر الأشتر!
| |

|
|
|
|
|
|
|