|
أبوتفة ...لا تلتفت إلى الصغائر . الدكتور صالح محيسي ، نقلآ عن الشرق القطرية
|
للمقيم رأي - أبو تفة.. لا تلتفت إلى الصغائر| تاريخ النشر:يوم الأحد ,15 إبريل 2007 3:07 أ.م.
د. صالح محيسي : من خلال التعقيب الأول للاخ ياسر محجوب رداً على ما أدلى به الاخ عبدالمنعم أبوتفة رئيس الجالية السودانية من اراء قانونية لبرنامج منبر الجزيرة حول قضية المحكمة الجنائية، فإن المرء يشعر بنوع من القلق المنطقي وعدم الاطمئنان للدوافع الحقيقية وراء اثارة الموضوع بهذه الصورة العدائية السافرة والتهكمية احيانا اخرى، فالرجل قانوني في المقام الأول وقد تحدث من منطلق مهني بحت وليس من منطلق سياسي، خاصة ان هناك عدة حلقات نقاشية حول الأمر ذاته تم بثها عبر عدة قنوات فضائية مع استضافة عدد من القانونيين السودانيين، كما ان هناك حلقة نقاشية نظمتها رابطة القانونيين السودانية بمبنى السفارة السودانية بالدوحة وفي كل هذه الحلقات أدلى كل قانوني برؤيته القانونية وفق تحليله وتقييمه الشخصي لحيثيات القضية.
وقد حصر عبدالمنعم أبو تفة حديثه في الخطوات الاجرائية لمجريات قيام المحكمة الجنائية الدولية في كيفية محاكمة سودانيين متهمين بارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور، وهو لم يقرر عجز الدولة أو عدم رغبتها في محاكمة المجرمين بل ذكر ضمن سياق الفتوى فرضية لو عجزت الدولة أو ابدت عدم رغبة للمحاكمة بضرورة ان تأخذ العدالة الدولية مجراها، فجوهر الحديث قانوني ولو فهمه البعض بأنه يحمل نكهة سياسية فلم يكن من المتوقع ومن الموضوعية ان تصدر مثل هذه التعقيبات بهذه الحدة والانفعال حيث خلقت لدى الكثير من القراء الانطباع بانها ردة فعل ذات طابع سياسي متشنج لطرف لم يعجبه الواقع الحالي لتكوين مجلس الجالية السودانية.
وحالة عدم الرضا والقبول بهذا الواقع الجديد في الجالية وضح انها سيطرت على قلم المذكور والتي اخشى وامل ان لا تتصاعد لديه وتصل به إلى حالة الحقد فهي حالة متأخره جداً وتنتهي دائماً بأصحابها إلى اللجوء لأسلوب المهاترة والتجريح الشخصي والسعي إلى التقليل من شأن الطرف المقابل.
والحديث عن عملية ديمقراطية تمخض عنها مجلس الجالية السابق هو حديث غير دقيق وليس واقعياً اذ أن مجلس الجالية السابق فاز أغلبية الأعضاء فيه بالتزكية بسبب المقاطعة الشاملة والشهيرة التي قابل بها ابناء الجالية السودانية تلك العملية الديمقراطية المزعومه إذ لم يتجاوز عدد الناخبين فيها أكثر من 180 ناخباً بينما العملية الانتخابية الأخيرة والتي تمخض عنها مجلس الجالية الحالي تجاوز عدد الناخبين فيها أكثر من ألفي ناخب وقد كانت بمثابة مهرجان ديمقراطي اشادت به كل ألوان الطيف السياسي والفئوي.
ويرجع هذا الاقبال الكثيف للعملية الانتخابية إلى التعديلات التي تم ادخالها على لائحة عمل الجالية والتي تمخضت ايضا عن المذكره الشهيرة التي حملت توقيعات من تمكن من التوقيع شخصياً وحملت اسماء من وافقوا على مضمون المذكرة بعد الاطلاع عليها ولم يتمكنوا من التوقيع شخصياً فليس هناك تزوير في توقيعات بل موافقات شفهية لمضمون المذكرة كما ان فحوى المذكرة هو مجرد مطالب ومقترحات لاجراء تعديلات في اللائحة التنظيمية وليست عملية ترشيح أو تصويت أو تثبيت مواقف مبدئية حتى نصفها بالتزوير.
وبالعودة إلى حالة القلق المنطقي وعدم الاطمئنان لدوافع المقال الحقيقية في اثارة الأمر بهذه الصورة العدوانية فإن المحجوب أهمل بشكل كبير وواضح موضوع المحكمة الجنائية واسترسل في استخدام عبارات تهكمية والاتيان بعبارات تشبيه غير مقبولة أبداً بحق شخص رئيس الجالية السودانية فعبارات مثل «سن عبدالمنعم أبو تفة لسانه» ثم «ألا يتعدى طموحك موقع اقدامك» وعبارة «الدائرة الضيقة التي تتقوقع داخلها ومممارسات الكتاب الأسود» ثم وصفه لرئيس الجالية بانه شخص مغمور لم تعرفه ساحات العمل العام وتشبيه أبو تفة بالثور الهائج في حلبة مصارعة الثيران وكلها كلمات تختزن في داخلها احاسيس بغض وكراهية لا حدود لها ثم جاءت عبارة «ان الفوز الصعب الذي نلت به الثقة» لتؤكد غضب المحجوب واستياءه من تشكيلة مجلس الجالية الحالي.
فقد عرف السودانيون جميعاً أبوتفة بالتقوى والورع ومخافة الله فهو رجل دين متمسك بدينه ومسلم بالفطرة وليس بالسياسة وعرفه السودانيون متفوقاً في كل مراحل الدراسة فهو أول دفعته في كل سنوات دراسته للقانون بجامعة المملكة المغربية وقد اوردت جريدة الأيام السودانية في عام 85م خبراً عن عبدالمنعم أبو تفة بالاشارة إليه بالسوداني الذي تفوق على اقرانه المغاربة في عقر دارهم بكلية القانون.
وعبدالمنعم أبو تفة أحرز المرتبة الأولى في امتحانات المعادلة بالسودان التي ضمت طلاباً من جامعة الخرطوم والنيلين وهو الان من انجح القانونيين بدولة قطر وقد عرفه العمل العام من خلال مبادرته وقيادته واشرافه على تكوين رابطة القانونيين التي انتخبته ممثلاً لها في مجلس الجالية وعرفه العمل العام من خلال نشاطه الاجتماعي والانساني ضمن دائرة ابناء دارفور وعرفه العمل العام من خلال مشاركته من منصة المتحدثين في عدة منتديات وحلقات نقاشية بالسفارة مثل ندوة التحول الديمقراطي وحفل تأبين الراحل جون قرنق وندوة النظام السياسي بالهند مقارنة بالنظام السياسي في السودان.
ثم ان عبدالمنعم ابوتفة عضو فاعل ومؤثر ضمن مجموعة القوى الديمقراطية التي لا تعرف العنصرية أو الجهوية ويدرك المحيطون به أنه أهل تماما لقيادة العمل الاجتماعي ضمن نسيج الجالية وإلا لما مارس المحيطون به الضغوط عليه للترشيح لرئاسة مجلس الجالية فالرجل كان رافضاً بشدة لهذا التكليف بسبب ظروف وطبيعة عمله الا انه استجاب تحت ضغط واصرار الذين انتخبوه ومنحوه الثقة.
وكل المطلوب الان من عبدالمنعم أبو تفة أن ينصرف لعمله القانوني وان يسخر وقته وقلمه لخدمة أبناء الجالية السودانية وفاء للثقة التي منحوه اياها.
|
|
 
|
|
|
|