تاريخ ماأهـمله التاريخ : 25 مـايو وقـصـة سـطـوع وافــول جـعـفـر نـمـيـري.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-19-2025, 11:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-25-2007, 11:11 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تاريخ ماأهـمله التاريخ : 25 مـايو وقـصـة سـطـوع وافــول جـعـفـر نـمـيـري.

    جعفر نميري: السطوع والأفول.
    ---------------------------

    يراه البعض قائدا والبعض الأخر ديكتاتورا.. تحالف مع الشيوعيين ثم انقلب عليهم وانقلبوا عليه.
    -------------------------------------------------------------------------------------------


    الخرطوم: إسماعيل آدم:

    الجمعـة 18 ربيـع الاول 1428 هـ 6 ابريل 2007

    العدد 10356

    " الشـرق الاوسـط " اللـنـدنيــة:



    يبدأ يومه بصلاة الصبح حاضرا في منزله الشعبي العتيق في حي «ودنوباوي» الشهير في مدينة ام درمان، ثم يقرأ في ذات الصلاة جزءا او جزءين من القرآن الكريم، قبل ان يحضر نفسه للخروج الى مكتبه في دار حزبه، الوليد المتعثر: «تحالف قوى الشعب العاملة» في شارع الجامعة، اشهر شوارع قلب الخرطوم. وهناك، يقول احد المقربين، من الرئيس السوداني السابق جعفر نميري، الذي يصفه خصومه بالدكتاتور، وأنصاره بـ«القائد»، يلتقي نميري بأنصارالحزب اولاً، ثم اصحاب الحاجات ثانيا، ليفسح من بعد وقتا متسعا لرجال من حوله وهم: معاونوه في الدار؛ (اصدقاء، اوفياء، أصيلون)، كما يحلو ان يسميهم، حيث ظل نميري يردد طوال عهد حكمه الذي استمر 16 عاما ان المسؤولين في حكمه نوعان: «الأجير والاصيل».
    وفي الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، يلملم «الرئيس المخلوع»، كما نعته بتلك الصفة قطاع واسع من الشعب السوداني اشياءه وحصيلة اليوم من الحكايات، وهي في الغالب اشواق ممتدة، وضروب من فعل الماضي، وكان واخواتها، ويقفل عائدا عبر شارع النيل في الخرطوم، ثم شارع الموردة في ام درمان، ليحط رحاله في منزله بـ«ودنوباوي»، وهو منزل والده الذي تربي فيه والذي يشرف على منزل ووالد زوجته بثينة خليل. نميري لا يعرف النوم في العصر، كما اعتاد اغلب السودانيين الذين يشغلون مناصب حكومية، او وظائف في الدولة. أحد المقربين منه قال لـ«الشرق الاوسط»: عندما كان قائدا للبلاد يعمل لاكثر من عشرين ساعة متصلة في اليوم الواحد، وعليه تراه في العصر. وبعد تناول وجبة الغداء، يعيد ترتيب هندامه، ويحضر نفسه لاستقبال الاهل والاصدقاء والاوفياء، وكل هذه القائمة.. واحيانا يخرج في مشاوير لقضاء واجبات اجتماعية من تعازٍ في سرادق العزاء، او مشاركة في مراسم زواج، او زيارة مريض.

    نميري، 76 عاما، لا يأكل كثيرا، ولكنه حريص على تناول الوجبات الثلاث، ويفضل «الصنف الواحد» من الطعام وبكميات قليلة. ويقول مقربون ان سبب قلة اكله يعود على الأرجح الى آلام شديدة يعانيها في احدي ركبتيه بسبب ضربة قديمة، وآلام اخرى في الحوض بسبب تعرضه لانزلاق اثناء تحركه من موقع الى آخر داخل منزله. وينفي مقربون منه ان نميري مصابٌ بمرض عضال، ويعزون حالة الارهاق التي تبدو على محياه الى تقدمه في السن، ولكن السودانيين كلما توجه نميري الى واشنطن، من عام الى عام، لإجراء فحوص طبية امتلأت مجالسهم بانه سافر للتداوي من مرض عضال، ويرددون بانه يواظب على الذهاب الى الولايات المتحدة لمراجعة عملية جراحية اجريت له في وقت سابق تتعلق بنظام ضخ الدم في جسمه، خاصة رأسه. منذ عودته من منفاه في القاهرة في 22 مايو (ايار) عام 1999، لم يغادر نميري نطاق العاصمة السودانية في حركته إلا مرات محدودة حيث طار بعد عودته بأسابيع ضمن وفد حكومي وسياسي كبير الى منطقة «هجليج» غرب البلاد ليشهد احتفالا اقيم هناك بمناسبة بداية الضخ التجاري للنفط السوداني نهاية عام 1999. كما زار مسقط رأسه (قرية ود نميري) شمال السودان في الاقل ثلاث مرات، لأداء واجبات اجتماعية. ومنذ عودته «الشجاعة» حسب انصاره او «المنكسرة» حسب خصومه، غادر نميري السودان الى اربع دول وهي: الى الولايات المتحدة لإجراء فحوص دورية درج على اجرائها من عام الى آخر هناك لأكثر من 30 عاما، والى القاهرة نحو ثلاث مرات للملمة باقي اشيائه في المنفى، ولوداع المصريين، ولاسباب صحية. كما زار كلا من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات،. ويلاحظ الناس في الخرطوم ان الرجل رغم سجل حكمه الملطخ بالتعذيب والقتل والإقصاء، يتجول طليقا في شوارع الخرطوم وحتى في رحلاته الداخلية والخارجية، إلا من حارس واحد، ويقول في هذا الشأن: «لست خائفا من أي شيء ولي حراسة من الدولة، مش حراسة لكن متابعة.. ولقد رفضت ذلك عدة مرات ولكنهم أصروا عليها». ويشبه المراقبون راهن الدكتاتور السوداني السابق نميري، الذي اقتلعته من سلطة قابضة، استمرت 16 عاما، عاصفة شعبية في السادس من ابريل (نيسان) عام 1985، يصادف هذا اليوم، بدكتاتور الكاريبي «اورليانو بوينديا»، وهو حاكم متسلط فَقَدَ سلطته. ورسم صورته تلك الروائي العالمي الكولمبي غابريال غارسيا ماركيز في روايته «ليس لدى الكولونيل من يراسله». ومن بين حالته الهستيرية ان دخل الكولونيل مطبخا بائسا في منزله البائس، في طرف المدينة، وملأ ابريق القهوة بالماء ووضعه على النار، ثم رفع علبة البن، ولكنه وجدها فارغة، إلا من بقايا ملتصقة على اطرافها، مما اضطر الى «كردها» بملعقة بعصبية واستياء بالغ، ووضعها بذات العصبية والاستياء على الماء المغلي. كما لم يجد من السكر في علبته غير قليل على الاطراف وضعه على الابريق، كمن يقذف بشيء في السلة، لتنتهيَّ العملية بفنجان قهوة مصنوعة من «البقايا».. وضعها على الطاولة وجلس يرتشفها ويبحر ويهيم في ذكريات الايام الخوالي، حين كان هو الاول والأخير في البلاد.
    وعلى نسق الكولونيل او الجنرال الذي ليس له من يراسله، يمارس نميري هذا الضرب من الحنين في منزله ومكتبه بدار «تحالف قوى الشعب العاملة»، وسرادق العزاء، مع من حوله ممن يطلق عليهم الاصيلين، و«انصاره من جماهير الشعب السوداني الموجودين في كل مكان». كما يعتقد في حديث لـ«الشرق الاوسط» إلياس الأمين احد «الاصيلين» المقربين من نميري، حتى الآن، وهو عضو سابق بالبرلمان في عهد نميري، ومدير مراسمه لسبعة اعوام. ويحرص الأمين على ان يسبق حديثه عن نميري بصفة «الزعيم القائد».

    ليست لدى نميري املاك خاصة او استثمارات يديرها داخل السودان او خارجه، كما يقول اعوانه. ففقط، لديه قطعة ارض غير مستثمرة في قرية «ودبلال» على بعد بضعة كيلومترات جنوب الخرطوم، ومنزل في مدينة «ود مدني» جنوب الخرطوم، وهي ثاني اكبر مدينة في السودان.

    وقال نميري في احد الحوارات الصحافية معه حين سألوه عن وضعه المادي، وماذا يمتلكا: «لي معاشي الشهري». وأضاف: «معاش رئيس الجمهورية معاش كويس ما بطال بيأكلني أنا وزوجتي». وكانما يشير نميري في هذا الخصوص الى تعديلات اجراها البرلمان السوداني العام الماضي في لائحة استحقاقات الرؤساء السابقين وجملة من المناصب الدستورية في البلاد، وصفها المعارضون بأنها جاءت «باهظة التكلفة على الميزانية العامة». وشملت اللائحة الى جانب نميري، كلا من الزعيم الراحل اسماعيل الازهري، والصادق المهدي، واحمد الميرغني، وأعضاء مجلس السيادة السابقين، ورؤساء البرلمان السابقين، وغيرهم. ويشير اعوان نميري ان الاخير يجد كل الدعم والعون من الرئيس عمر البشير، حيث يتفقد احواله من وقت لآخر عبر رسول ويقدم له كل التسهيلات. وتشيع المدينة ان نميري هبط إلى منفاه في القاهرة بأموال طائلة، ولكنه فقدها في اعوام وجيزة عبر استثمارات فاشلة تولاها بدلا عنه سودانيون ومصريون. ولم تبق له سوى شقتين في عمارة واحدة استولى عليهما احد اعوانه المقربين منه، ولكن «قبل ان يهنأ بهما انهارت العمارة على من فيها»، كما يقول إلياس الامين. واضاف «كِدت اصدق ان نميري في بحبوحة من العيش في القاهرة ولكن عندما زرته وجدت انه بلا مال ولا ولا شيء سوى الاصدقاء والاوفياء».

    يرتب نميري الآن، حسب مقربين، لانشاء كلية للدراسات الجامعية والدراسات العليا الاخرى، وهي ممنوحة له من الولايات المتحدة.

    ويقولون ان العمل يمضي على قدم وساق لاكمال انشاء الكلية في الاشهر المقبلة. وربما فتحت ابوابها خلال الاشهر المقبلة، وفقا لمقربين.

    ما سبق يعتبر آخر محطات نميري في«خطوطها» العامة والخاصة. لكن رحلته عموما كانت طويلة محفوفة بالمغامرات والقفز في الظلام، ولعب على كل الحبال، وطرق على اليمين ثم على اليسار، والسير احيانا بكوابح، واحيانا كثيرة من دونها، سلكها نميري خلال عمره الطويل الى ان صار وحيدا. ولد نميري في مدينة ام درمان في السادس والعشرين من ابريل (نيسان) عام 1930 من والدين هما: محمد نميري، وآمنة نميري اللذان قدما قبل زواجهما الى ام درمان من بلدة ود نميري في الشمال بالقرب من مدينة دنقلا من اجل لقمة العيش، وقبل ان يتزوج والده عمل جندياً في «قوة دفاع السودان» لكنه بعد الزواج ترك العمل في الجيش واختار العمل ساعياً في شركة سيارات. وعندما افتتحت الشركة فرعاً لها في واد مدني انتقل والده الى الفرع واستقر به المقام هناك مع اسرته التي باتت تتكون من الاب والأم وثلاثة ابناء هم: مصطفى، ونميري، وعبد المجيد الذي توفيَّ وهو في الرابعة والعشرين من عمره.

    قالت والدته يوما عندما سألها نميري عن سر اختيارها هي ووالده اسم جعفر لمولودهما الثاني، فقالت انها رأت في حلم اثناء حملها به بأنه اذا جاء المولود ذكر تسميه جعفر تيمناً بـ«جعفر الطيار» الذي هو جعفر بن ابي طالب شقيق الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه.

    ويضيف نميري «تذكرت ما قالته الوالدة هنا بعدما اصبحت رئيساً للسودان حيث انني في الاشهر الثلاثة الاولى من بداية الترؤس كنت احلم يومياً بأنني اطير واسمع الناس من حولي يقولون: «شوفوا الزول ده (اي انظروا الى هذا الانسان) الذي يطير.

    ويتذكر نميري كيف انه عندما انتقل والده ووالدته من ام درمان الى ودمدني انه في بعض الاحيان كان يقود بعض حمير اهل الحي وينظفها في مياه النيل، وان هذا العمل جعله محبوباً بين الناس وعمق في نفسه اهمية التعاون. كما يقول «كنت البارز في الالعاب، وغالباً ما كنت أرأس فريق كرة القدم عندما نمارس اللعبة في حي ودنوباوي». وفي هذا الخصوص، يقول نميري في حواراته الصحافية: «اتذكر قساوة الحياة التي عشناها. وأتذكر في الوقت نفسه كيف ان مرتب والدي عندما احيل إلى المعاش لم يتجاوز تسعة جنيهات. وبسبب ضآلة هذا المرتب حرص والدي على ان يعلمنا. عشنا قساوة الحياة، ولكي يؤمن لي والدي فرصة الدراسة الكاملة فانه طلب من اخي الاكبر ان تتوقف دراسته عند المرحلة المتوسطة ويبدأ العمل».

    تدافع الاخوان لتحسين حال الاسرة الفقيرة، فعمل مصطفى، الاخ الاكبر براتب قدره اربعة جنيهات شهرياً، وأكمل نميري دراسته وتمكن من الالتحاق بالثانوية العليا مدرسة «حنتوب الثانوية»، ولكن نسبة للظروف المادية الصعبة التي تواجه الاسرة بصورة لا تسمح بتوفير مطالب دراسته، قرر نميري بعد اكمال المرحلة الثانوية الالتحاق بالقوات المسلحة بدلا من دخول الجامعة.

    ويقول في حديث مع فؤاد مطر في هذا الخصوص: «الذي شجعني على ذلك شعوري بأن التحاقي بالكلية الحربية سيؤمن لي دخلاً أساعد به عائلتي، وكان الدخل عبارة عن اربعة جنيهات ونصف الجنيه شهرياً للضابط حديث التخرج، أرسل نصفه الى والدي ووالدتي مع مبلغ آخر يرسله اخي الى الوالدين».

    التحق ابن الاسرة الفقيرة بالكلية الحربية عام 1949، وانتابه شعور مزدوج بالفرح في موقعه الجديد لسببين؛ الاول: عندما «قبض» اول راتب وقدره جنيهان ونصف الجنيه لطالب الكلية الحربية، وخروجه من دائرة الاتكال والاعتماد على الاخرين، فضلاً عن انه اصبح في امكانه تقديم المساعدة لاسرته الفقيرة، وذلك بالاضافة الى إشباع حبه للعمل الشاق والحيوية والرجولة الموجودة في الحياة العسكرية.

    ويروي نميري بأنه عندما تسلم المرتب للمرة الاولى اقتطع منه سبعين قرشاً ثم اشترى بجزء من المبلغ المتبقي حلوى ولُعُباً ومشى مسافة عشرة كيلومترات ليوفر ما كان يجب ان يدفعه مقابل الانتقال بالسيارة. ويضيف: «قدمت من هذا المرتب الحلوى واللعب الى اطفال العائلة الذين شعروا بأنهم ذاقوا حلاوة النقود التي حصل عليها ابن عمهم من الكلية الحربية». تخرج نميري في الكلية الحربية عام برتبة ملازم ثان، والتحق بالعمل في القيادة الغربية مركزها مدينة الفاشر. ويروي هنا: «عندما التحقت بالغربية شعرت بشيء من الهيبة بسبب ان العسكريين الذين يعملون في هذه المنطقة هم الاشد بأساً في السودان»، ثم تنقل نميري في عدة مواقع عمل في الجيش السوداني شمالا وجنوبا. واتهم عام 1955 بتدبير انقلاب عسكري على النظام الديمقراطي القائم في البلاد في ذلك الوقت، غير انه «تبين للقيادة بعد التحقيق معه ان الامر ليس اكثر من وشاية وبعدما تبين لها ذلك حُفظ التحقيق».

    ولكن ظلت الجهات الامنية آنذاك ترصد لنميري تحركات ضد السلطة الحاكمة خاصة حكومة ما بعد ثورة اكتوبر التي اطاحت نظام الرئيس ابراهيم عبود، مما اضطرت السلطات اثر تواتر التقارير ضده الى نقله من الخرطوم الى كسلا بصورة اقرب الى النفي، ولكن رغم ذلك امرت حكومة الصادق المهدي المنتخبة بعد ثورة اكتوبر اقتياده من كسلا ووضعه في المحبس في احد معسكرات الجيش في الخرطوم. وجرى التحقيق معه حول محاولة انقلابية فاشلة قادها ضابط اسمه خالد الكد، وهو الراحل الدكتور خالد الكد، غير ان التحقيق لم يتوصل الى ما يجرِّم نميري في المحاولة الفاشلة. ولكن كل ذلك لا يعني ان نميري لم يكن يفكر بصورة سرية وجادة في الاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري لوضع حد لكل المخاطر وللتردي المتواصل للاوضاع في البلاد، وعليه عقد هو ومجموعته اجتماعات في الخرطوم وفي مدن اخرى. وبين معارض ومؤيد من الضباط للانقلاب انقض نميري على الحكومة المنتخبة وكان وقتها يعمل في المنطقة العسكرية بـ«جبيت» شرق السودان. ويَحكي نميري في ذكرياته ان محمد ابراهيم نقد، زميل دراسته في حنتوب والسكرتير العام للحزب الشيوعي جاء اليه في موقع ما في الخرطوم وأخذه الى منزل ليلتقي هناك بالقيادي الشيوعي والنقابي آنذاك الشفيع احمد الشيخ، وقال له الاخير: «انه يرى ان الظروف ليست مواتية على الاطلاق للقيام بحركة عسكرية». وبعد خروجه من المنزل، ساور نميري شعور بان خطة الانقلاب قد انكشفت، وعليه بدأ يسابق الريح والظروف لتنفيذ الانقلاب قبل إحباطه من جهة ما، وكان اللقاء قبل 48 ساعة على ساعة الصفر المحددة في الخطة. ويقول نميري في حوار صحافي سابق «كان لابد ان نمنع الحزب الشيوعي السوداني من الوشاية بالحركة فقدمنا ساعة الصفر «24» ساعة، وقمت بحركة تكتيكية حيث انني سألت عن منزل عبد الخالق محجوب وتوجهت اليه مساء اليوم الذي تم في فجره التحرك.. طرقت الباب ففتح احد الاشخاص سألته عن عبد الخالق، فنادي عليه، جاء عبد الخالق وصافحني وكان يرتدي ملابس منزلية، وقادني الى احدى الغرف في الداخل لم أتركه يتكلم، وبدأت الحديث على الفور فقلت له: «انني جئت لأبلغه بان تنظيم الضباط الاحرار نفذ الخطة واستولى على السلطة في الخرطوم.. ان منزلك محاصر وسيتم اذاعة البيان الاول خلال ساعات، كما انه تم الاستيلاء من جانب عناصرنا التي ترتدي الثياب المدنية على جميع المرافق الاساسية في العاصمة، وان اي تحرك او اتصال من جانبك او حتى الخروج من المنزل قبل السابعة صباح غد، سيُعرِّض حياتك الشخصية للخطر.. وحاول عبد الخالق ان يعلق، ولكني لم اعطه فرصة، وغادرت المنزل مرتاحاً الى النتائج حيث انني لاحظت على وجه عبد الخالق وأنا احدثه ملامح الخوف والفزع الشديد. وما دام رد فعله على هذا النحو، فمعنى ذلك انه لن يتحرك». توالت الأحداث سِراعا من بعد الى ان استولى نميري على السلطة بسهولة في صباح 25 مايو عام 1969. قبل نميري التعامل مع الحزب الشيوعي رغم انه يرى خلافات تسري في ساحة الحزب حول عملية الانقلاب نفسه، فيما تحمس فريق من الشيوعيين لنميري واطلقوا على انقلابه ونظامه «ثورية ماي». وغنى مغنيهم لنميري «يا حارسنا، ويا فارسنا، ويا نحنا.. ومدارسنا، كنا نفتيش ليك، جيت الليلة كايسنا». ثم غنى: «ابوعاج يا اخوي دراج المحن». و«بأدبيات الحزب الشيوعي والناصرية، نقض نميري كل برامج السنتين الاوليين من نظامه»، كما قال لـ«الشرق الاوسط» الصادق المهدي، زعيم حزب الامة المعارض، وأحد ألدِّ اعداء نميري المعروف بكراهيته للاحزاب التقليدية المعروفة بالطائفية، وان ثورة كهذه تعني اجهاضاً مبكراً للحركة الشعبية التي يقودها الحزب الشيوعي السوداني. ولكن شقة الخلافات بين نميري والشيوعيين توسعت بعد اقل من عام، حيث يري فريق منهم؛ وعلى رأسهم سكرتير الحزب آنذاك عبد الخالق محجوب، وفاروق حمد الله، وهشم العطا، وبابكر النور، وبينهم من هو ضد الانقلاب مثل الشفيع احمد الشيخ؛ ان نميري قد ضل الطريق وتحول بين ليلة وضحاها الى حاكم متسلط، فخطط فريق من هؤلاء بقيادة الضابطين هشم العطا وفاروق حمد الله لتنفيذ انقلاب على الانقلاب باسم «الثورة التصحيحة».

    ويروي نميري في هذا الشأن: «في هذه الاثناء طلب السماح له بالسفر الى لندن للعلاج فسمحنا له، وطلب السفر الى نيروبي فسمحنا له، لكنه سافر من نيروبي الى لندن، وأقام فيها. وفي الوقت نفسه بدأ هاشم العطا يقوم بتحركات مشبوهة، وهو في الخرطوم ويتصل بالضباط، فقررنا وضعه تحت مراقبة اجهزة الامن». وبعد ايام من الاحداث المتوالية ولعبة القط والفأر، وقع الانقلاب ضد نميري في حوالي الثالثة بعد ظهر يوم الاثنين 19 يوليو(تموز) 1971، وهو الانقلاب المعروف بـ«انقلاب هاشم العطا»، ولكن نميري وأعوانه احبطوا الانقلاب بعد اربعة ايام، «بسبب الخلافات التي سادت اضابير الحزب الشيوعي»، كما قال لـ«الشرق الاوسط» أحد الشيوعيين المشاركين في نظام نميري، طلب عدم ذكر اسمه. وفي رواية لنميري حول تفاصيل الانقلاب، قال «أمضيت في الغرفة بالقصر الجمهوري ايام «19 ـ 20 ـ 21 ـ 22» يوليو أتأمل وأفكر في كل ما اقدمت عليه في حياتي ولم اجد نفسي نادماً على شيء فعلته حتى انني لم اندم على رفعي المراقبة عن هاشم العطا». ونصب نميري لمدبري الانقلاب المجازر في منطقة الشجرة العسكرية جنوب الخرطوم، طالت بالاعدام كلا من: سكرتير الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب، هشم العطا، وفاروق حمد الله، والشفيع احمد الشيخ، وقائمة من المدنيين والعسكريين، وزُجَّ بالباقي في السجون، لتبدأ مرحلة العداء السافر الممتد بين الشيوعيين ونظام نميري.

    ثم دخل نميري في مواجهة مع زعيم الانصار في ذلك الوقت الامام الهادي من معتقله في «الجزيرة ابا» جنوب الخرطوم، وانتهت هي الاخرى بمجزرة ضد الانصار، طالت المئات بمن فيهم الامام الهادي الذي لاحقه جنود نميري وقتلوه على الحدود مع اثيوبيا شرقا. وبذلك وضعت احداث الجزيرة حجر أساس متينا لخصومة طويلة بين الانصار ونميري. وقضى نميري بسهولة على الانقلاب الثاني بقيادة الضابط حسن حسين في سبتمبر (أيلول) عام 1975، ويقول حوله «انها محاولة محدودة ومعزولة والدليل على ذلك ان الذين اشتركوا فيها كانوا عبارة عن اعداد قليلة من الجنود وصغار الجنود يجمعهم انتماؤهم العنصري الى منطقة واحدة». وفي عام 1976 خططت المعارضة السودانية من الخارج وتضم: الحزب الشيوعي وحزب الامة والحزب الاتحادي الديمقراطي بالتعاون مع السلطات الليبية لانقلاب عسكري ضد نميري بقيادة العقيد محمد نور سعد وكاد يستولي على السلطة، ولكنه احبط، وقتل نميري المشاركين في الانقلاب بمن فيهم قائده، وأطلق على المحاولة «انقلاب المرتزقة». وفي خضم معاركه المباشرة مع خصومه في الاحزاب السودانية، لم ينس نميري اللعب بكل القوى التي تتيح له الفرصة للامساك بها. ويلخص الصادق المهدي في حديثه لـ«الشرق الاوسط» مسيرة نميري في انه «حاول ان يلعب كل الاوراق لأنه أصلا فارغ من اي مضمون آيديلوجي فأصابته موجة الانقلابات العسكرية التي اتسمت بها الدول العربية وقادها من يسمون انفسهم بالضباط الاحرار، فجاء على راس الشيوعيين واختلف معهم وعاملهم بوحشية واستهدى بمصر الناصرية ثم مصر الساداتية ولجأ الى الغرب وحاول ان يصالح الاحزاب وفشل، وهذا ما دفعه الى ولوج خط الاسلام بصورة لا تراعي ظروف السودان، فوقع الاستغلال المتبادل؛ هو يحتاج الى فكرة وهم يحتاجون الى واجهة، ولكن في خاتمة المطاف فشل التحالف مع الاسلاميين فدخل في صدام مع النقابات والأحزاب، فأسقطه الشعب عبر الانتفاضة في السادس من ابريل». ويضاف الى هذا ان نميري طوال الاعوام ما بعد انتهاء العلاقة بينه وبين الشيوعيين، رمى نفسه خارجيا في حضن الولايات المتحدة الى ان ذهب بغير رجعة.

    ويقول نميري في هذا الصدد «منذ 15 عاماً كنا قد وضعنا خطة لأن يصبح السودان أميركا افريقيا لأننا نملك الأرض والناس والإمكانات ولنا علاقات دولية واسعة». ويرصد الموالون لنميري ايجابيات الرجل في انه جلب السلام للسودان لمدة عشرة اعوام عندما وقع مع المتمردين في جنوب السودان اتفاقا في اديس ابابا عام 1972، ولكن نسفه بنفسه عام 1983 لتندلع الحرب من جديد بين الشمال والجنوب.

    ورى مؤيدوه انه هو الذي أنهى موجة لعطش التي كانت تسود الريف السوداني لعهود بعيدة عندما نفذ برامج محاربة العطش في السبعينات من القرن الماضي، وانه اخرج شباب السودان من بيت الطاعة العمياء للطائفية. ويحكي الياس الأمين في هذا الخصوص، ان نميري قال لهم انه سعيد بمظاهرات اندلعت ضده اواخر عهده عرفت بأحداث شعبان، ومنبع سعادته ان من بين المتظاهرين تلاميذ مدرسة في «الجزيرة ابا» المعقل الرئيسي لطائفة الانصار التي يرفضها نميري بقسوة، وان تلك الخطوة من التلاميذ تعني ان مايو حررت سكان الريف من الطاعة العمياء للطائفية.

    ويحسب له أنصاره انه أقام جملة مصانع للسكر ساهمت في دعم الاقتصاد السوداني. ويرد نميري على اسئلة الصحافيين في هذا الجانب بأنه «قد بنى وطناً عزيزاً سيداً». ويقول كنا «أكثر حكومة ديمقراطية أتت للسودان.. كان يمكن أن تزيد الديمقراطية فيها». أما خصومه، فيرون ان نميري هو الذي دمر السودان سياسيا واقتصاديا. وفي عهده بدأت رحلة تدهور النظام الاداري في السودان، وهو النظام الذي ساهم في بناء انظمة الكثير من الدول المجاورة قبل ان تطاله أيدي المخربين من نظام مايو. ويقولون انه ساق البلاد بدون فكرة محددة فوصل بها الى حدود الانهيار في كل شيء، ويتهمونه بممارسة العنف والارهاب ليس ضد المعارضين وانما ضد الذين يعملون معه من السياسيين. وتحكي مجالس الخرطوم ان نميري يعزل وزراءه فجأة عبر نشرة اخبار الثالثة ظهرا في الاذاعة السودانية بصورة درامية. ويُشاع بأنه يحتد في الحديث مع المسؤولين في حكومته يصل الى حد الضرب، ولكن نميري ينفي ما يشاع تماما، ويقول «انها فِرية.. انا اتخذ كل القرارات حسب الدستور والقانون». ويرى المعارضون ان من اهم الممارسات التي ساهمت في إسقاط حكم نميري محاولة ضرب النقابات، ثم ترحيل اليهود الفلاشا من اثيوبيا الى اسرائيل، واعدام زعيم الجمهوريين محمود محمد طه بصورة بشعة، والتطبيق التعسفي للقوانين الاسلامية، عندما تحالف مع الاسلاميين بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي وأطلق على نفسه «إمام المسلمين».

    على كل، سافر نميري في رحلة علاج الى واشنطن في الاسبوع الاخير من مارس (آذار) عام1985 ، فبلغت مسببات الغضب على نظامه درجاتها العليا. وخرج الناس الى الشارع تقودهم النقابات والاتحادات والاحزاب بصورة أعيت حيل أعتى نظام أمني بناه نميري في سنوات حكمه، فأعلن وزير دفاع النظام آنذاك، الفريق عبد الرحمن سوار الذهب، انحياز القوات المسلحة للشعب، حين كان نميري في الجو عائدا الى الخرطوم ليحبط الانتفاضة الشعبية، ولكن معاونيه نصحوه بتغيير وجهته الى القاهرة، لان «اللعبة قد انتهت». ومن آخر أقوال نميري في أمل إحباط النظام؛ تصريحات شهيرة أطلقها في القاهرة، جاءت فيها: «ما في زول يقدر يشيلني»، ولكن المنفى امتد اربعة عشر عاما، رقدت خلالها على طاولته اسئلة بلا اجابات، والدليل رده على سؤال ملح بعد عودته الى الخرطوم حول مَنْ الذي أسقط مايو هو: «لا.. أعرف!».
                  

05-25-2007, 11:55 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهـمله التاريخ : 25 مـايو وقـصـة سـطـوع وافــول جـعـفـر نـمـيـري. (Re: بكري الصايغ)

    فاطمة أحمد إبراهيم هل هي علم في راسه نار، أم نار على علم ؟:

    --------------------------------------------------------------

    بابكر مخير:

    "منتــــديات ســـودانيز أون لاين" :

    الاربعاء ديسمبر 13, 2006 :
    -----------------------------------
    -

    حجيتك وما بجيتك
    خيراً جانا وجاك !!!!!!
    كان في واحد إسمو جعفر نميري
    آها ود النميري دآ، كان حاكم ليهو بلد
    فيها الشيخ وفيها الولد
    وفيها البطل الفي بطن أم ولساتو ما إتولد
    فيها رجال وفيها عيين
    أشكال أنواع، للشمس سادين
    فيها أرض، فيها النيل وفيها بركة عين
    شمال، جنوبا مجتمعين
    شرقها وغربها متوالفين
    وبرضو الناس، راجيين وللبطل مستنين ......

    ليهو الإنتظار؟؟؟؟
    ما تراها ديك في الدار
    ربيبة الأحرار
    الشمس والنجوم حواليها لافة مدار

    فاطمة السمحة يا وليدات ويا بنوت
    وقبال الحكاية تفوت
    ما فاطمة السمحة
    حاربت الإستعمار
    ووقفت لمن ساب الدار
    ظاهرت، هدرت وقالت
    الإستقلال والحرية،
    عاشت بلدنا حرة أبيه

    فاطمة السمحة
    ذاتها وبي صفاتها
    وقفت قدام أخوانا وإخياتا
    دارسة وفاهمة بي عين بصيرة
    لقولة الحق دايما نصيرة

    وقفت قدام ود النميري
    وبشجاعة متناهية
    وعن أهوال الدنيا لأهية
    وقدام كل الدنيا تشهد
    ما شنو؟ أبوعيالا إستشهد
    راح القداما وراها وما باقي ليها إلا البلد
    وقبال ما البطل ما إتولد
    كانت فاطمة السمحة خلصت على ود النميري
    فاطمة السمحة تستاهل كل جوائز الدنيا مجتمعة
                  

05-25-2007, 01:07 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهـمله التاريخ : 25 مـايو وقـصـة سـطـوع وافــول جـعـفـر نـمـيـري. (Re: بكري الصايغ)

    الفصـل الثـّـاني:
    بـركات الـنميـري

    ---------------------------

    Libya4ever - ليبيا أبدا:

    د. يـوسف شـاكيـر:


    جاك ماكفيث.. أحد ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذين قبلوا بالعمل في طقس السودان الملتهب، طبقاً للائحة التنقلات بين ضباط الوكالة التي ترغم أياً منهم على الخدمة في أماكن غير مستحبة لفترة معينة. ورغم أن عمل محطة وكالة المخابرات الأمريكية في الخرطوم لم يكن يتسم عادة بالكثافة، إلا أن تلك السنوات المبكرة من الثمانينات حملت استثناءً لهذه القاعدة؛ فالخرطوم لم تكن حرارة وكسلاً كما ألِِِِف عملاء الوكالة تسميتها، وإنما كانت حرارة وعملاً مكثفاً، ليس لتغطية قضايا سودانية.. وإنما لإكمال حلقات الإعداد للتخلص من رئيس ليبيا.

    في تلك الآونة، كان ماكفيث مكلفاً بمهمة بالغة الحساسية تمثلت في تطوير القدرات العسكرية والإعلامية للمجموعة الليبية المعارضة الجديدة التي شكلتها الوكالة، وأدرك ماكفيث من المصدر الذي كلفه بهذه المهمة، ومن سخونة قضية القذافي في واشنطن، أن عليه أن يتحرك بسرعة؛ إذ كان يبدو أن الجميع في لانغلي باتوا يتطلعون إلى الخرطوم في انتظار النتائج.

    ويذكر أن الرئيس جعفر النميري كان مستعداً لتلبية كل طلبات المجموعة المعارضة الجديدة، حيث افتتح مكتباً كبيراً لجبهة الإنقاذ في فيلا فاخرة صفراء اللون، وكان هذا أول مقر - ربما في العالم - لمجموعة سياسية معارضة تتضمن حديقته حمام سباحة كبير. ومن الطريف أنه في ذلك المقر الواقع قبالة السفارة اليونانية، كان جعفر النميري قد أعدم قادة الحزب الشيوعي السوداني بإطلاق الرصاص عليهم، وقد يكون في هذا تفسير لتلك الابتسامة الساحرة التي كان الجميع يلاحظونها على وجه ماكفيث في كل مرة يدخل فيها إلى البناية الصفراء الفاخرة.

    وأسفرت النقاشات بين المقريف وماكفيث عن اتفاق أولي على إقامة محطة إذاعة ليبية معارضة على أراضي السودان يصل بثها إلى طرابلس، وعلى بدء تدريبات على العمليات الخاصة تستهدف إعداد نواة عسكرية داخل الجبهة تتولى فيما بعد تنفيذ مهمة اغتيال القذافي، على أن تقوم الولايات المتحدة والسودان بتوفير معدات التدريب (بما في ذلك صورة كبيرة للقذافي جرى استخدامها كأهداف للتصويب)، أما المدربون، فقد كانوا سودانيين.

    وتضمنت دورة التدريب فنون حرب العصابات وإعداد المتفجرات واستخدامها في عمليات الاغتيال، وأساليب أخرى متنوعة للاغتيال تتلاءم مع الحالة المحددة. وفي تلك الأثناء، كانت معدات الإذاعة تصل تباعاً من واشنطن، حيث قام عدد من الفنيين الأمريكيين والسودانيين بوضعها في أحد معسكرات الجيش السوداني على بعد نحو (3) كيلو متراً من الخرطوم.

    وبعد شهور قليلة، كان لتلك المجموعة المعارضة الناشئة فريق للعمليات الخاصة حَسن التدريب، ومحطة كاملة للإذاعة تبث مقولاتها بانتظام، وكان كل منهما خاضعاً تقريباً لسيطرة التيار الديني المتطرف الذي انضم إلى السفير السابق في الهند، حتى أن السلطات المصرية اعتقلت ذات يوم فريقاً من الملتحين الذاهبين إلى الخرطوم لتلقي التدريبات العسكرية حينما بدا أمرهم مريباً في مطار القاهرة، ولم يُفرج عن المحتجزين - الذين بقوا في المطار لليلة كاملة - إلا بعد أن تأكدت السلطات المصرية من أنهم لا يرتبطون بالتنظيمات المشابهة التي كانت توشك على الانتشار في مصر.

    في تلك الآونة المبكرة من محاولة تنظيم فريق ليبي لإنجاز مهمة اغتيال القذافي، كان ما يقال هو أن الهدف يتلخص في تشكيل مجموعة للمعارضة السياسية لا تلجأ إلى العنف في ممارستها لنشاطها المناوئ للقذافي، وكانت هذه الصيغة المرنة قادرة على جذب معارضين سياسيين يشمئزون من استخدام القوة، ولكن واشنطن كانت تريد شيئاً آخر.

    ورغم أن المخابرات المركزية حاولت في تلك الشهور الحافلة بالاتصالات الدبلوماسية أن تخفي هدفها الحقيقي عن بعض الشخصيات الليبية، التي لم تكن تقف على أرض القذافي من الوجهة السياسية، إلا أن ذلك لم يفلح كثيراً، إذ رفض ليبيون آخرون، مثل رجل الأعمال يحيى عمر ووزير الخارجية السابق منصور الكيخيا وعضو مجلس قيادة الثورة السابق عبد المنعم الهوني - رغم وضع اسم الأخير على السبورة أثناء انعقاد المجلس الوطني للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا بمدينة أغادير بالمغرب بدون موافقته- رفضوا الانضمام إلى هذا التنظيم الجديد بسبب شكوك عميقة في أسباب تأسيسه، وبسبب رفض ما تمارسه المعارضة من أجل التحضير لاغتيال القذافي، بل إن يحيى عمر قال لواحد ممن اتصلوا به: "إن أفضل ما يمكن أن تفعله واشنطن هو أن تترك الليبيين وشأنهم"، ووضع سماعة الهاتف دون اعتذار.

    وفي كل الأحوال، فإن عمليات التدريب لم تقتصر على معسكر جبل الأولياء في شمال الخرطوم كما يشاع، بل افتُتح معسكر ثانٍ للتدريب في المغرب تحت رعاية السيد ناينر (المسئول في محطة المخابرات المركزية بالرباط)، وكان التدريب يتم في إقليم الصحراء بالقرب من المناطق المتنازع عليها بين البوليساريو والمغرب.

    كان ناينر يلعب دوراً مهماً في الدفع بالجبهة إلى الأمام، وذلك تحت ضغط لا يرحم من تشاك كوغان في واشنطن، والدليل على ذلك أنه رغم أن ناينر كان يقطن في حي سويسي الراقي في الرباط، ورغم أن عقد اجتماعات عمل موسعة نسبياً تضم أناساً غير أمريكيين في المنزل الشخصي لضابط الوكالة هو أمر مخالف لقواعد العمل المتبعة عادة في مثل هذه الحالات، إلا أن ضغوط كوغان المتواصلة أدت إلى اضطرار ناينر إلى تجاهل بعض قواعد العمل هذه أحياناً، من ذلك ما حدث مثلاً عندما دعا كل أعضاء اللجنة التنفيذية لجبهة الإنقاذ إلى طعام الغداء في منزله، ووصل أعضاء اللجنة تباعاً يسبقهم محمد المقريف ليجدوا ناينر وزوجته في انتظارهم، حيث تبادلوا التحيات، ودخل الجميع إلى صالون فسيح حيث جلسوا في انتظار اكتمال العقد.

    ثم ما لبث أن دخل كوغان - الذي قال البعض عن أعضاء الجبهة أنهم أولاده - ثم دخل شخص آخر بقي أغلب الوقت صامتاً يتأمل الوجوه ويسجل بعض الملاحظات، وبدا أن هذا الأخير هو من قسم التقييم النفسي، كما بدا أن مهمته هي رسم صورة للتكوين النفسي للمشاركين في الاجتماع.

    كان ذلك في مايو 1982، وكان طقس الرباط لطيفاً كالمعتاد في تلك الفترة من العام، بل ربما دائماً، وحين انضم محامٍ أمريكي من الطاقم القانوني للوكالة بدا ذلك مضحكاً، فقد كان الجميع في الوفد الأمريكي يعلمون أنهم يخالفون قوانين بلادهم، كما بدا أن الجميع في الوفد الليبي يعلمون أن مهمتهم هي.. اغتيال القذافي.

    وبدأ الفريق الأمريكي في إجراء بعض الاختبارات الأولية، كإعطاء بعض المعلومات المتناقضة وطلب تقييمها من قبل أعضاء الفريق الليبي فرداً فرداً، ثم ما لبث الاجتماع أن انتهى بأن اختار الأمريكيون ثلاثة أشخاص من أعضاء اللجنة التنفيذية وهم:

    الأول: منسقاً للعلاقات بين اللجنة والوكالة، وهو المدعو ابريك اسويسي.

    الثاني: منسقاً للعلاقات مع المغرب، وهو الرائد إبراهيم عبد العزيز صهد.

    الثالث: مديراً للعمليات التقنية، أعتقد أنه المهندس فتحي سكتة.

    ثم تلا ذلك، اختيار مندوب اتصالات بين وكالة المخابرات المركزية (C.I.A) والجبهة، ووقع الاختيار على المدعو فائز عبد العزيز جبريل بعد انتقاله من الولايات المتحدة إلى القاهرة.

    وشكر المقريف مضيفيه، وتصافح الجميع لينصرف الوفد الليبي وليمضي إلى أول الطريق التي أَمِل الجميع أن تنتهي إلى طرابلس. ومنذ ذلك الحين، وجه المعارضون جُلَّ اهتمامهم إلى جمع المعلومات عن ليبيا وإرسالها إلى واشنطن. والمعروف أن مذابح سنوات السبعينات التي تعرض لها قسم العمليات السرية في الوكالة قد أسفرت عن تصفية الرصيد البشري من مصادر الوكالة، وعلل ستانفيلد تيرنر ذلك بأن المستقبل للتكنولوجيا، وأنه من الضروري تحويل الوكالة إلى منظمة حديثة تعتمد على أحدث الأساليب التكنولوجية لجمع المعلومات. وبعد رحيل تيرنر عاد قسم العمل السري إلى مجده السابق، مع زيادة ملحوظة في شراسة رجاله واستعدادهم لتجاوز كل المحظورات نحو تحقيق هدف قد لا يكون قانونياً من الأصل.

    وهكذا.. حاول المعارضون ملء هذا الفراغ على وجه السرعة؛ إذ كانت المعلومات تشحن بأسرع ما يمكن إلى لانغلي بعد أن يجيز المقريف إرسالها، وكان أمين سر هذه الجماعة الجديدة يحث الأعضاء صباحاً ومساءً على جمع المزيد من المعلومات؛ إذ كان ذلك يكسبهم مصداقية في واشنطن، فضلاً عن أن ذلك هو ما كان يريده الأمريكيون جزئياً على الأقل.

    وعلى إثر ذلك، وبعد عامين فقط من تشكيل الجبهة، أخذ كوغان يضغط بلا هوادة على رؤساء المحطات لدفع المعارضة الليبية دفعاً إلى ترتيب خطة عملية مدروسة لاغتيال القذافي، ولم يكن كوغان يفعل ذلك طوعاً؛ إذ أن ويليام كيسي كان يستدعيه مرة كل أسبوع ليسأله "ما هي أخبار القذافي الآن؟ هل يُعدّ المعارضون لأمر؟" وكان ذلك يمثل ضغطاً نفسياً على كوغان؛ إذ كان يود أن يقول لكيسي.. نعم.. إنهم يعدون لأمر، ولكنه لم يكن قادراً بعد على أن يفعل ذلك.

    وفي لقاء جمع بين المقريف و ناينر في منزل الأخير بالرباط في صيف 1983، قال ضابط المخابرات المركزية للمعارض الليبي: "لقد مرت فترة كافية على تدريبات الأولاد، ويبدو لي أن الظروف مهيأة الآن للتحرك" ورد عليه المقريف قائلاً: "سأرى ما يمكن أن يحدث".

    وعلى الفور، عقد المقريف اجتماعاً للجنة التنفيذية، وانفجر فيهم متبرماً: "إننا لم نفعل أي شيء حتى الآن، لم نثبت أننا نستطيع، قلتم تدريباً.. فتوفر التدريب، أجهزة ومعدات.. فتوفرت بدورها، إنهم يقولون أننا جبناء، ولست أدري ماذا ينتظر المسئولون عن العمليات العسكرية؟!".

    وقال المسئول عن العمليات العسكرية، الذي قُتل بعد ذلك خلال إحدى محاولات اغتيال القذافي: "نحن نُعِد لشيء، ولكن شروط إنجازه لم تتحقق بعد". وتوتر الاجتماع، وبدا المقريف وكأنه نهاية الأنبوب الذي يبدأ في الطابق السابع في لانغلي حيث مكتب ويليام كيسي، فكيسي يضغط ليذهب الضغط إلى ماكماهون.. إلى كوغان.. إلى ناينر.. إلى المقريف. وكانت مشكلة الأمين العام للجبهة آنذاك هي أنه كان من أولئك الذين ينبغي عليهم القيام بعمل ما، فيما كان الآخرون يطلبون فيوفرون ما يطلب منهم دون تردد انتظاراً لنتائج عاجلة.

    وبعد ذلك بشهور، حاولت مجموعة من الجبهة اغتيال القذافي في باب العزيزية، إلا أن المحاولة فشلت كالعادة!


    وكان الرئيس نميري قد سمح للمقريف بأن يفعل ما يريد وقتما يريد، والطريف في الأمر أن هذا الاتفاق المفتوح تم التوصل إليه في واشنطن. كان ذلك في ديسمبر 1983، ويقول بوب وود ورد عن هذا الاتفاق: "قال النميري للمقريف: "لديك (كارت بلانش) في نشاطك ضد ليبيا، وخصوصاً في العمل العسكري"، مضيفا: "إن ذلك كان إعلاناً موجزاً لشن الحرب، وهو أقصى ما تسمح به أية دولة حين تجعل حدودها منطقة عمليات عسكرية". وقال النميري أن حركة المعارضين يجب أن تستمر في نشاطها من خلال جهاز استخباراته الخاص، وأنه عند حدوث أية مشاكل يمكن الاتصال به مباشرة.

    وهكذا.. اندفع اللواء عمر الطيب - والذي كان نائباً لرئيس الجمهورية ورئيساً لجهاز الأمن السوداني - في الإشراف على مهمة تسهيل عمليات الجبهة، بل ووصل الأمر إلى حد أن وافق الطيب على تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة في مزرعة يملكها، وذلك انتظاراً لانتهاء إعداد السفينة وتدريب المعارضين على استخدامها لقصف باب العزيزية.

    إلا أن تفجر حركة شعبية واسعة النطاق داخل السودان تهدف إلى إسقاط النميري، أدى إلى إحباط هذه العملية، وما لبث النميري - الذي كان في واشنطن - أن قرر العودة إلى الخرطوم، إلا أنه نُصِحَ - خلال توقفه فترة قصيرة في القاهرة - بألا يواصل رحلته؛ إذ بدا أن الموقف في السودان قد وصل إلى نقطة اللاعودة، وكان مقدراً لتوقف الرئيس السوداني القصير في العاصمة المصرية أن يمتد لسنوات طوال بعد ذلك، كما كان مقدراً أن تنتهي عملية السفينة إياها على نحو مفاجئ، وذلك بعد اعتقال اللواء عمر الطيب بتهمة حيازة أسلحة في مزرعته الخاصة، ولم يكن النظام الجديد في السودان قادراً أو راغباً في التورط في حرب المخابرات المركزية الأمريكية ضد القذافي، وهكذا.. غادرت المعارضة الليبية عاصمة السودان إلى غير رجعة.

    د. يـوسف شـاكيـر

    ------------------------------------------

                  

05-25-2007, 01:29 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهـمله التاريخ : 25 مـايو وقـصـة سـطـوع وافــول جـعـفـر نـمـيـري. (Re: بكري الصايغ)

    جعفر نميري:
    -------------
    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة:

    الاسم جعفر محمد النميري

    المنصب رئيس جمهورية السودان

    فترة الحكم 25 مايو 1969 - 6 أبريل 1985 م

    الانتماء السياسي حزب الاتحاد الاشتراكي

    جعفر محمد النميري ولد في أم درمان عام 1930. حصل على الماجستير في العلوم العسكرية من الولايات المتحدة الأميركية. عمل ضابطا في الجيش السوداني قبل أن يصبح رئيس مجلس ثورة مايو 1969.استمر في الحكم إلى أبريل/ نيسان 1985. رأس حزب الاتحاد الاشتراكي الحاكم. ولجأ سياسياً إلى مصر من 1985 إلى 2000 حيث عاد إلى السودان.

    قام النميري عام 1983 بتقسيم الجنوب الذي كان ولاية واحدة إلى ثلاث ولايات (أعالي النيل وبحر الغزال والاستوائية) تلبية لرغبة بعض الجنوبيين خاصة جوزيف لاغو الذي كان يخشى من سيطرة قبيلة الدينكا على مقاليد الأمور في الجنوب، وكان أبيل ألير نائب الرئيس النميري من قبيلة الدينكا، وكان مسيطرا على جميع أمور الجنوب. ويذكر أن اتفاقية أديس أبابا تنص على جعل الجنوب ولاية واحدة، ولهذا اعتبر البعض تصرف النميري بمثابة إلغاء لاتفاقية أديس أبابا.

    ومع أن عهد النميري الذي دام 16 سنة كان قد عرف أطول هدنة بين المتمردين والحكومة المركزية بالخرطوم دامت 11 عاما، فإنه عرف أيضا ظهور الحركة الشعبية وجناحها العسكري الجيش الشعبي لتحرير السودان، كما عرف بروز جون قرنق أبرز زعماء المتمردين وشهدت الحرب الأهلية في عهده فصولا دامية.
                  

05-25-2007, 01:41 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهـمله التاريخ : 25 مـايو وقـصـة سـطـوع وافــول جـعـفـر نـمـيـري. (Re: بكري الصايغ)


    أهـم الأحـداث العـالمـية التي وقعـت في ايـام 25 مـايو وعـبـر العـصـور
    والتـاريـخ:

    -----------

    أحداث:
    ----------

    1085 (= 1 صفر 478هـ) - سقوط طليطلة المسلمة في أيدي القشتاليين، وكان ذلك بداية سقوط معاقل الإسلام في الأندلس تباعًا حتى انتهى الوجود الإسلامي بسقوط غرناطة سنة 897هـ= 1492م.
    1571 (= 30 ذي الحجة 979 هـ) - البابا بيوس الخامس بابا الفاتيكان يعقد معاهدة "الاتفاق" مع ملك أسبانيا فيليب شارل الخامس إضافة إلى عدد من الدول المسيحية لمحاربة الدولة العثمانية، وكان هذا هو الاتفاق المسيحي الثالث عشر الموجه من أوروبا المسيحية ضد الدولة العثمانية.
    1805 - نابليون بونابرت يتوّج نفسه ملكًا على إيطاليا.
    1810 - اعلان استقلال الارجنتين، حيث بدأ الاحتفال بعيدها القومي.
    1846 - هرب الأمير لوي نابليون من قلعة هام التي سجن فيها، وقد أصبح في ما بعد الامبراطور نابليون الثالث.
    1882 (= 7 رجب 1299 هـ) - قيام قنصل كل من دولتي بريطانيا وفرنسا بتقديم مذكرة يطلبان فيها بإبعاد عرابي باشا عن مصر مع بقاء رتبته ومرتبه وإرسال علي باشا فهمي وعبد العال باشا حلمي إلى الأرياف، واستقالة حكومة سامي البارودي، وذلك في أثناء الثورة العرابية.
    1909 - احتلت القوات الفرنسية جنوب المغرب.
    1911 - انسحاب الرئيس المكسيكي بورفيريو دياز من الحكم بسبب الانتفاضة التي حدثت ضده
    1914 - إقرار مجلس العموم البريطاني الحكم المحلي لأيرلندا.
    1921 - مظاهرات دامية في الاسكندرية تعقب خطاب سعد زغلول، وتجبر وزارة يكن على الاستقالة.
    1923 - الإعتراف الرسمي البريطاني بإمارة شرق الأردن (كجزء من الإنتداب البريطاني لفلسطين) وسمّي هذا اليوم بيوم الإستقلال.
    1925 - رضا خان ينصب نفسه "شاه إيران" وكان أول ملوك الدولة البهلوية في إيران، حيث قام بانقلاب عسكري عام 1921، وأصبح وزيرا للحرب ثم رئيسا للوزراء، حكم من 1925 - 1941، وغير اسم الدولة من "فارس" إلى إيران، وتنازل عن عرشه عام 1941، بسبب رفضه الانحياز للحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وتوفي في عام 1944م في جنوب إفريقيا.
    1926 - انتهت حرب الريف الثورية في المغرب باستسلام قائدها الزعيم عبدالكريم الخطابي إلى القوات الفرنسية.
    1942 - ألمانيا تبدأ هجومها على ستالينجراد والقوقاز خلال الحرب العالمية الثانية.
    1946 - الأمير عبدالله ملكاً على إمارة شرق الأردن بعد مبايعتة كملك، وتغيير اسم إمارة شرق الأردن إلى المملكة الأردنية الهاشمية. وانضمام الأردن لموكب الدول العربية المستقلة واعتراض الإتحاد السوفييتي على انضمامها للأمم المتحدة.
    1963 - 30 دولة افريقية تعلن تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في أديس أبابا.
    1969 -قام جعفر محمد نميري بانقلاب اسماه ثورة مايو على حكومة محمد أحمد محجوب واستمر يحكم السودان حتي انقلب عليه الجيش في ابريل 1985.
    1973 -
    أُطلق المختبر الفضائي الأمريكي الذي عرف باسم سكايلاب إلى الفضاء من قاعدة كيب كينيدي.
    مركبة الفضاء الامريكية أبوللو وعليها 3 رواد يلتحمون بسكاي لاب ويدوران حول الأرض.
    1979 -
    إسرائيل تنسحب من مدينة العريش وتعيدها إلى مصر بموجب معاهدة كامب ديفيد.
    بدء أول مفاوضات بين مصر وإسرائيل حول إقامة حكم ذاتي فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة (توقفت في تشرين أول/ نوفمبر عام 1981 بعد 47 جولة).
    1981 - تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في أبوطبي.
    1983 - وفاة ملك ليبيا محمد ادريس السنوسي بالقاهرة.
    1985 - محاولة اغتيال الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت على يد مجموعة من الإيرانيين .
    1992 - لاعب الكاراتيه السوداني هاشم بدر الدين يعتدي على حسن الترابي في أوتاوه - كندا.
    1993 - أريتريا تستقل عن اثيوبيا.
    2000 - لبنان يحتفل بجلاء الإسرائيليين عن الجنوب بعد احتلاله لمدة تزيد عن 22 عاماً. وقد جاء هذا الإنسحاب نتيجة الضغوط الكبيرة التي أحدثتها عمليات المقاومة اللبنانية على مواقع الجيش الإسرائيلي وجيش لحد.
    2004 - إيقاف الجنرال جانيس كاربنسكي المسؤولة عن سجن أبو غريب عن العمل والحديث عن استبدال الجنرال ريكاردو سانشيز نتيجة أحداث سجن أبو غريب.

    [تحرير] مواليد:
    ----------------
    1494 - جاكوبو بونتورمو الثاني, رسام إيطالي, صاحب لوحة ( دفن المسيح ).
    1713 - جون ستوارت، رئيس الوزراء الانجليزي (1760-1763).
    1799 - ألكسندر يوشكين شاعر روسي (توفي في 29 يناير 1837).
    1803 - درالف والدو اميرسون شاعر وفيلسوف أمريكي .
    1865 - فريدريك أوغستس الثالث، ملك ساكسون (1904-1918).
    1874 - العالم الايطالي ماركوني.
    1879 - اللورد بيفر بروك رائد الصحافة الشعبية البريطانية .
    1889 - مخترع الهيليكوبتر ايجور سيكورسكي.
    1892 - الرئيس اليوغسلافي بروز تيتو.
    1899 - مصطفى وهبي التل، شاعر أردني.
    1981 - نواف الخالدي ، لاعب كرة قدم كويتي.

    [تحرير] وفيات:
    --------------
    946 - ايدموند، ملك إنجلترا (939-946).
    1862 - العالم الأمريكي إسحاق بابيت مخترع معدن بابيت المضاد للاحتكاك.
    1997 - محمد فاضل، رئيس الوزراء العراقي (1953-1954).

    [تحرير] مناسبات
    يوم افريقيا.
                  

05-25-2007, 02:26 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهـمله التاريخ : 25 مـايو وقـصـة سـطـوع وافــول جـعـفـر نـمـيـري. (Re: بكري الصايغ)

    Quote: الجمعة 25 مايو2007 ،م 9 جمادي اﻷولى 1428 هـ العدد 298
    آخر لحظة « توثق الحدث بكل تفاصيله » 2 «

    محطات على طريق مايو : مقتل اﻹمام الهادي وتمرد الجنوب

    توثيق / زين العابدين / أميمة عبد الوهاب


    لم يكن الصباح هادئاً كعادته في اليوم الخامس والعشرين من شهر مايو عام 1969 حيث استيقظ الناس على بيان يتلى من العقيد جعفر محمد نميري معلناً نبأ نجاح انقﻼبه واﻹطاحة بالنظام الديمقراطي السابق . ولم يواجه مدبرو اﻻنقﻼب صعوبة في التنفيذ بسبب انصراف الحكومة اﻻئتﻼفية عن النواحي اﻷمنية وانشغالها بقضاياها الخاصة وانقساماتها الداخلية التي لم تدعها تشتم رائحة المؤامرة التي تحاك لدك عرشها ولم يلفت نظرها تلك التدريبات التي يتلقاها الضباط اﻷحرار من الشيوعيين والقوميين داخل القوات المسلحة في خور عمر شمال أم درمان . البون شاسع بين البيان اﻷول للرئيس جعفر نميري وهو يبشر الجماهير بما تحمله الثورة من بشري باﻹصﻼح والتغيير وصون كرامة ومكتسبات الشعب السوداني وتحقيق اﻻستقﻼل الحقيقي، وما بين تجارب تكشفت بعد سنوات على أرض الواقع ومواقف لقائدها جعلته في نظر الكثير من السودانيين ) دكتاتوراً ( فأطلقت اﻷحزاب بعد اﻹطاحة بحكمه في السادس من أبريل عام 1985 أطلقت وصف » السدنة « علي أتباع ومؤيدي مايو .

    و » ها « نحن نحاول في » آخر لحظة « وكما عودناكم ، وبمنتهى الحياد ، فتح ملفات ) مايو ( وقراءة سيرتها من اﻷلف إلى الياء فمعاً نتابع :

    مقتل اﻹمام الهادي في الكرمك :

    كشف نميري في بيان له بتاريخ الخميس 2 / 4 / 1970 م عن مجريات الموقف في النيل اﻷبيض وأن قوات اﻷمن طاردت الهادي المهدي إلى الحدود مع أثيوبيا الذي كان يعتزم الهروب إليها مع عدد قليل من أتباعه في عربتين وطالبته قوات اﻷمن بالتوقف ولكنهم أطلقوا النار على قوات اﻷمن فردت عليهم بالمثل وأصيب اﻹمام الهادي بجراح مات على أثره في منطقة الكرمك، واعتقلوا من كانوا معه ومنهم محمد محمد صادق الكاروري أحد قيادات جبهة الميثاق المنحلة وعز الدين الشيخ هكذا قال نميري .

    وذكر أنه زار الجزيرة في يوم الجمعة 3 / 4 / 1970 م واستقبلته بالترحاب، وأوضح لهم أن سﻼلة الهادي حصلت على السﻼح من إسرائيل لمحاربة اﻹسﻼم والمسلمين، وأن لجاناً ستصل قريباً لتقسيم المشاريع الزراعية وتوزيعها على المواطنين .


    تداعيات أبا وودنوباوي : أتهم فاروق أبو عيسى وزير الدولة للشؤون الخارجية وقتها المملكة العربية السعودية بالتدخل في شؤون السودان الداخلية وإيواء عناصر المعارضة . وتم إبعاد كل من الصادق الصديق عبد الرحمن من السودان كما ابعد عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي من السودان أيضاً وقد استضافتهما مصر . وصرح الرائد مأمون عوض أبوزيد عضو مجلس قيادة الثورة ومدير اﻷمن القومي أن اﻹجراءات السياسية اﻷخيرة التي اتخذتها الحكومة ﻻ تعني أي تغيير في فلسفة الثورة وقال : إننا نؤمن أن معايشة سلمية مع اليمين في شتى صوره ومختلف اشكاله لن تكون إﻻ على حساب الجماهير , لذا فإن مثل هذا التعايش ليس ) غير مقبول ( ﻓﺤﺴﺐ , ولكنه مرفوض رفضاً باتاً .


    انقﻼب 19 يوليو :
    بعد أحداث الجزيرة أبا وابعاد عبد الخالق ادرك الشيوعيون أنهم الفريسة القادمة وأن نميري ابتعد كثيراً عن النهج الذي وضع للثورة فما كان إﻻ أن دبروا انقﻼب 19 يوليو 1971 م بقيادة هاشم العطا وبابكر النور عضو مجلس قيادة الثورة ) مايو ( واستولى اﻻنقﻼب على السلطة لمدة ثﻼثة أيام حدثت خﻼلها مجزرة بيت الضيافة التي راح ضحيتها ) 31 ( عسكرياً , وخرج كل الشعب السوداني وقتها مطالباً بعودة نميري وتدخلت ليبيا وتصدت للطائرة المقلة لزعماء اﻻنقﻼب , وهم قادمون من الخارج وأجبرتهم على الهبوط في طرابلس وسلمتهم إلي نميري الذي أعدم زعماء اﻻنقﻼب وهم عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي والشفيع أحمد الشيخ رئيس اتحاد نقابات عمال السودان وجوزيف قرنق وآخرين . مما أعتبر تتويجاً لﻼتحاد الثﻼثي بين مصر والسودان وليبيا في عام 1971 م ، وشهد العام 1973 م ابعاد القوميين عن المواقع السياسية فيما يعرف بالتطهير، وتم اعتقال جميع الشيوعيين بالبﻼد وكان من المطلوبين لدى وزارة الداخلية عبد الخالق محجوب الذي قيل انه كان يختبئ داخل القصر الجمهوري، وسليمان حامد، وغازي سليمان، علي وراق، أحمد عبد ﷲ جﻼل، ميرغني خالد كوهين، وقيل حينها أن حزب البعث العربي اﻻشتراكي شريك في هذا اﻻنقﻼب , وتحالف مع الشيوعيين وشكلوا جبهة واحدة ﻹسقاط نظام نميري . وقال بعدها نميري إنه ليس هناك أمل لحكم حزب شيوعي فحسب , وإنما لقيام حزب شيوعي في السودان مرة أخرى . وساءت العﻼقات الخارجية مع اﻻتحاد السوفيتي . وفي 12 / 8 / 1971 م قرر نميري تسمية القصر الجمهوري بقصر الشعب اعترافاً منه بالجميل .

    واستمر الوضع إلى أن وقعت حركة شعبان التي كان أبرز معالمها اﻹضراب السياسي والعصيان المدني الذي فشل هو اﻵخر .


    الغزو الليبي : واستمر العام تلو العام محتشدة باﻻنقﻼبات وحدثت في عام 1975 م حركة حسن حسين المسلحة التي استولت على السلطة لمدة خمس ساعات فشلت بعدها واعدم قائدها وآخرون .

    ولما استعصت مايو على اﻹزاحة تكونت جبهة للتصدي لمايو فكانت الجبهة الوطنية وتتكون من الحزب اﻻتحادي الديمقراطي بزعامة الشريف الهندي وحزب اﻷمة بزعامة الصادق المهدي ومعهم اﻷخوان المسلمون فتدرب اﻵﻻف من عناصر هذه الجبهة في أثيوبيا , وبعد ذلك نقلوا مركز تدريبهم إلى الصحراء الليبية لمدة عامين متواصلين لتفاجئ الجميع في يوليو 1976 بهجوم مسلح استمر القتال فيه لمدة ثﻼثة أيام , ولكن فشلوا في القضاء على نميري ونظامه . حينها ) ﺟﻦ جنون نميري ( ونسب هذه الحركة إلى القذافي نسبة لموقع التدريب وسماه بالغزو الليبي على السودان .


    تقلبات سياسية : كانت مايو ثورة شاذة في كل شئ تنقلت من أقصى اليسار بعد أن بدأت اشتراكية شيوعية إلى أقصى اليمين فقد تصالح نميري في عام 1977 مع اﻷخوان المسلمين وعينهم باﻷجهزة السياسية واﻹدارية ولكنه نقض حلفه معهم وسماهم فيما ﺑﻌﺪ ) اﻷخوان الشياطين ( وأدخلهم السجون .

    ومضت اﻷيام وازداد ضيق صدر اﻷحزاب السياسية بمايو وقائدها بل ومن ورائهم كل الشعب السوداني والتنظيمات السياسية والنقابية الموجودة بالبﻼد، إلى أن فاجأ الجميع في سبتمبر 1983 م بقرار الشريعة اﻹسﻼمية والتي اعقبتها نكبات واختﻼل في الموازين السياسية، ففي يناير 1985 م اعدم محمود محمد طه زعيم حركة اﻷخوان الجمهوريين والذي اتهمه نميري بالكفر والردة ﻻعتراضه على أسلوب تطبيق الشريعة في بيان بتاريخ 25 ديسمبر 1984 م وضح فيه تشويه قوانين سبتمبر لﻺسﻼم وكيف اساءت لسمعة البﻼد، فألغت الشريعة ﻷنها أباحت قطع يد السارق من المال العام مع أنه في الشريعة يعذر وﻻ يجرم لكون قيام مشاركته في هذا المال، واعدم الرجل الذي استخدمه في مرحلة من المراحل وقربه إليه ليضرب به اﻷخوان المسلمين .

    هكذا اتسمت مايو بالتناقضات الﻼمحدودة وتسديد الضربات المتﻼحقة فليس لها صديق يدوم وﻻ عدو، ومليئة باﻻستفهامات منها تعرض مدينة أم درمان لغارة جوية في 16 / مارس / 1984 م استهدفت مبنى اﻹذاعة، قتل على أثرها خمسة اشخاص لم تعرف حقيقتها فوجه نميري اﻻتهام إلى ليبيا أيضاً .


    مايو وما أحدثته من تغيير في مسار المقاومة الفلسطينية : بعد أحداث منظمة ايلول التي قامت بضرب السفارة السعودية بالخرطوم وإعدام السفير اﻷمريكي ومعاونه والقائم باﻷعمال البلجيكي بعد احتجازهم بالخرطوم في 6 / مارس / 1973 م بما عرف بأحداث الخرطوم أو أيلول اﻷسود والتي اتهمت فيها منظمة فتح بالسودان . قابل نميري الحادث بعنف أكثر مما يستوجب رغم نفي ياسر عرفات زعيم فتح قيامهم بالحادث، إﻻ أن نميري أصدر قراراته بتسليم مدير مكتب فتح بالسودان فؤاد ياسين والذي هرب خارج السودان، كما أصدر قراراً بإيقاف جميع أنشطة المقاومة في السودان وبعث برسائل إلى الملوك والرؤساء العرب حرضهم على اتخاذ إجراءات ضد المقاومة الفلسطينية وعناصرها، مما اعتبرته المقاومة نقطة تحول في مسارها وذلك باستخدام اﻷراضي السودانية لترحيل اليهود الفﻼشا إلى إسرائيل .
    جراح الجنوب : من أخطر القرارات التي أصدرها الرئيس نميري التي قدمها له جوزيف ﻻغو تقسيم الجنوب إلى ثﻼثة إقاليم في 5 / 5 / 1983 م لشئ في نفس يعقوب فالرجل زعيم حركة أنانيا ) 1 ( 1955 م وقد عينه نميري قائداً للقيادة الجنوبية ، وأنكر جوزيف ﻻغو بعد ذلك التقسيم وقال : إنه اقترح أن يتم ولكن بالتدريج وذلك بإنشاء مجلس تنفيذي برئاسة شخص واحد ومعه ثﻼثة نواب يمثلون اﻷقاليم الجنوبية الثﻼثة ويتكون المجلس أيضاً من تسعة أعضاء ولكل إقليم وزيران وكذلك تكوين برلمان واحد يضم أعضاء من اﻷقاليم الثﻼثة . وقد اتهم نميري القادة الجنوبيين بالتواطؤ مع حكومات الشمال الرجعية ومع اﻻستعمار ضد قضايا الجنوب منذ عام 1950 م .


    اتفاقية اديس بابا : جاءت اتفاقية أديس ابابا في عام 1972 م كإحدى المحطات على طريق حل قضية الجنوب بعد فشل المائدة المستديرة في عام 1965 م . ومثل طرف أديس جوزيف ﻻغو عن الجنوب وأبيل الير عن الجانب الحكومي .

    ولكن على ما يبدو أنها ولدت ضعيفة وناقصة وتعرضت ﻷخطاء عند التطبيق . نصت اﻻتفاقية على عدد من الوزارات وعدد معين من المقاعد لمجلس الشعب اﻹقليمي . كما نصت على مركزية تخطيط التعليم ولم يتوفر ذلك، كذلك نصت على عدد معين من المديريات فتضاعف، ولم تضع نهاية للمعارك والجراحات الجنوبية، ووقع في 2 / مارس / 1975 م حادث ) اكوبو ( الذي تعود تفاصيله إلى عودة المقاتلين إلى منازلهم بعد توقيع اﻻتفاقية وإلقاء السﻼح في انتظار الحلول وإيجاد فرص عمل لهم من مشروعات التنمية التي وعدتهم بها الثورة , ثم إلحاق آﻻف منهم في القوات المسلحة . ليجد ثﻼثين ألفاً من هؤﻻء العسكريين أنفسهم بﻼ عمل بسبب عدم التنفيذ للمشروعات ومن هنا بدأت الحلول التخديرية وتم ترحيل الجنوبيين إلى الشمال، ورفضت أعداد كبيرة منهم هذا الحل وثاروا على قياداتهم وقتلوا العميد ابيل كول وآخرين . واتخذوا الهروب وسيلة حيث اتجهوا نحو اثيوبيا ليشكلوا حركة انانيا ) 2 ( بزعامة صمويل جاي توت، وقامت الحركة بتجنيد العاطلين عن العمل، وكانت خيبة أمل الجنوبيين في حدوث تنمية وتطور أثر انقيادهم وراء حركة انانيا ) 2 ( ولكن لم يستطيعوا تكوين تنظيم له أهداف سياسية واضحة ينادون بها ويناضلون من أجلها فتحولوا إلى قطاع طرق .

    وجاء الشرح في العﻼقة بين الشمال والجنوب في عام 1982 م عندما طرد نميري أعداداً هائلة منهم من العاصمة فما كان منهم إﻻ أن وجدوا في حركة انانيا ) 2 ( عصا الثأر التي تجلب كرامتهم من حكومة الخرطوم .

    وفي محاولة من حكومة مايو لحل مشكلة أخرى وهي اختفاء بعض اﻷموال المتعلقة بالقوة الموجودة في بور في اكتوبر 1982 م أرسل فريق من جوبا للتحقيق في الحادث فتأزم الموقف بسبب فرض التحقيق مع الجنود في حامية بور .

    وفي فبراير 1983 م تكرر الموقف وتم إيقاف صرف المرتبات لقوة بور وأرسلت قوة لتأديبها فحدث تمرد في الكتيبة ) 105 ( وتمددت الجراح وتدخل العقيد جون قرنق الذي كان في إجازة بقريته قرب بور في محاولة لمعالجة الموقف إﻻ أنه وجد نفسه يأخذ جانب المتمردين , والتقى بصمويل جاي توت . ومن هنا امتدت رحلة جون قرنق بعيداً عن الوطن والقوات المسلحة . وكون حركته التي عرفت باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان » S.P.L.M « وتوسعت طموحاته لتحرير كل السودان مما أوجد خﻼفاً بينه وبين حركة أنانيا ) 2 ( التي كانت ترى أن السودان قد تم تحريره منذ عام 1956 م وأن المعاناة في الجنوب وليس في الشمال الذي نال حظه من رغد العيش بعد اﻻستقﻼل .. وقد تسبب الخﻼف في وجهات النظر لوقوع تصادم بين الحركتين .
                  

05-25-2007, 02:44 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهـمله التاريخ : 25 مـايو وقـصـة سـطـوع وافــول جـعـفـر نـمـيـري. (Re: بكري الصايغ)

    Quote: الخميس 24 مايو 2007 ،م 9 جمادي اﻷولى 1428 هـ العدد 297
    أبوالقاسم . م . إبراهيم : لم أقتل أحداً في » الجزيرة أبا « لم أكن أحمل سكيناً وطبنجة أستخدمها ضد خصوم مايو

    حاوره : زين العابدين العجب


    نظراً ﻷهمية التاريخ و توثيقاً لﻸحداث علي ألسنة من صنعوها ورسموها على خارطة هذا الوطن سلباً وإيجاباً وفي حياد تام وربطاً لجيل اليوم بما مضى من أحداث نلتقي في هذا الحوار مع نائب الرئيس اﻷسبق جعفر محمد نميري،الرائد » م « أبو القاسم محمد إبراهيم في الذكري » 38 « ﻹنقﻼب 25 مايو 1969 . ونحن نوثق لﻸحداث عبر لقائنا بالرائد أبو القاسم، ﻻبد أن نتطرق ﻷحداث جسام شهدها الوطن إبان فترة مايو ومازال الكثيرون يحملون أوزارها ، مثل أحداث الجزيرة أبا وود نوباوي . وفي ثنايا هذا اللقاء نضع مايو في قفص اﻹتهام حيث نستمع لمرافعات المايويين حول العديد من اﻹتهامات التي يسوقها خصوم مايو السياسيين ويصفونها بالدموية والشراسة . فإلى مضابط الحوار الذي أجريته في ينويو 2003 م بمنزل أحد أبرز رموز » مايو « وعضو مجلس قيادتها فتعالوا نقرأ معاً ما قاله أبو القاسم :



    السيد / أبو القاسم محمد إبراهيم .. نريد أن نحاكمك ؟

    أنت منو عشان تحاكمني .

    نحن عاوزين نقدم الحقائق للمجتمع؟

    يا أخي أنا قفلت المحكمة التي شكلت لي بعد نكسة 1985 م

    ﺗﻘﺼﺪ ﺷﻨﻮ ﺑﻨﻜﺴﺔ 1985 م .. أتقصد اﻹنتفاضة؟

    ) إنتفاضة ( شنو وينو ناسا .

    من هو أبو القاسم محمد إبراهيم وكيف نشأ وتربى؟

    أبو القاسم محمد إبراهيم من مواليد 1937 م بأم درمان الهاشماب نشأت في غرب السودان، وتحديداً مدينة الفاشر مباشرة بعد ميﻼدي وقد كان والدي يعمل في الفاشر وقضيت المرحلة اﻷولى من حياتي بها حيث درست في مدرسة الفاشر اﻷولية المزدوجة في منطقة ) الخير خنقا ( وهي مكان تاريخي مرتبط بالسلطان علي دينار، وهي إحدى معالم الفاشر وقد أكملت المرحلة اﻹبتدائية في أم درمان اﻷميرية ثم الخرطوم الثانوية القديمة حيث كنا الدفعة الثانية التي تستوعب بها وقد كانت هي ومدرستا عطبرة والفاشر الثانوية بنين في ذلك الوقت مدارس جديدة وقد تخرجت في الخرطوم الثانوية أواخر 1958 م ودخلت الكلية الحربية في عام 1959 م وقضيت بها سنتين ونصف بعد زيادة الفترة الدراسية، حيث كانت سنتين فقط وتم إرجاعها لعامين بعد دفعتنا مباشرة ولذلك نحن الوحيدون الذين زاملنا ثﻼث دفع وتخرجت في الكلية الحربية في يناير 1962 م .

    و بعد تخرجك؟

    بعد التخرج مباشرة تم اختيارنا ونحن سبعة ضباط للتدريب على القفز بالمظﻼت ﻹنشاء سﻼح المظﻼت .

    من هم الستة اﻵخرون ؟

    زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر والمﻼزم يعقوب اسماعيل والمﻼزم أحمد موسى محمد وقد كنا اﻷربعة دفعة واحدة والمﻼزم مهدي والنقيب قسم ﷲ عبد ﷲ رصاص والمقدم حسن أحمد إبراهيم ومعنا ثﻼثة برتبة شاويش » صف ضباط « هم عثمان العبيد وأحمد السنوسي ومحمد إبراهيم وذهبنا إلى إنجلترا في عام 1962 م، والتحقنا بمدرسة التربية البدنية ومدرسة تدريب المظﻼت البريطانية وعدنا في عام 1963 م وأنشأنا سﻼح المظﻼت .

    من هو صاحب فكرة تأسيس سﻼح المظﻼت؟

    كانت تلك الفترة في عهد الرئيس عبود وفي إطار سياستهم لتطوير القوات المسلحة فقد تم إنشاء سﻼح المظﻼت في القيادة العامة وقد كنا ملحقين بسﻼح الطيران، وبعد عودتنا شرعنا في إنشاء سﻼح المظﻼت واخترنا الضباط والجنود وتم تدريبهم .

    من هو أوّل قائد لسﻼح المظﻼت؟

    هو المقدم في ذلك الوقت حسن أحمد عبد الرحيم وقد انشأنا أول كتيبة في سﻼح المظﻼت وقد استخدمناها في تفجير ثورة مايو قالها » ﺿﺎﺣﻜﺎً « .

    يعني أول ما فعلته جئتم » بالكفوة « وساندتم اﻹنقﻼب ... قلتها ضاحكاً؟

    رد بـ » اقتضاب « جئنا للبﻼد بالفرصة للتقدم والتطور الذي شهدته .

    إلى أي القبائل تنتمي؟

    أم درمان لها ميزة واحدة فهي ﻻ تتحدث عن القبيلة والنشأة الوطنية الحقيقية في السودان وجذورنا هنا في أم درمان .

    من أين أتيتم إلى أم درمان؟

    يا ابني نحن شمبات ونحن أبو سعد ونحن بحري والجريف شرق ومنطقة الخرطوم ومنطقة محس وجموعية وجعليين . ونحن أبناء أم درمان وأبناء السودان ولسنا أبناء القبائل وأنا عمري لم أعرّف نفسي بالوصف الذي أسمعه من أخواني الذين أتوا من الوﻻيات، فأنا قبوﻻبي وزغاوي في الفاشر وأجاور تعايشي في الهاشماب وهو صديق منزول وجاري في العباسية حسن دينق وهو من أبناء الدينكا .

    هذا حديث سياسيين ...! فما هي أصول أسرتك؟

    يا أستاذ وﷲ عمري ما حصل » قعدت « وقلت أنا أنتمي إلى قبيلة كذا وكذا فنحن أبناء أم درمان لم نحس يوماً أننا ننتمي إلى القبائل .

    أم درمان مدينة مصنوعة فمن أين أتيت لها؟؟

    نحن أتيناها من بري الهاشماب .

    هل هي أعرق من أم درمان؟؟

    نعم حيث أننا ذهبنا ﻷم درمان مع المهدي .

    من هم أهل بري الحقيقيون؟

    أهل بري هم المحس وقد استضافوا الشريف يوسف وأعطوه المكان الحالي الذي أقام به .

    هذا يعني أنك محسي؟

    ﻻ أنا محسي وجعلي » خليط « ، وهذا الفهم لم ينشأ عندنا في أم درمان، بل منذ أن ولدنا .

    كيف تم انتقالكم إلى أم درمان في حقبة المهدية؟

    الثورة المهدية كانت تغييراً وطنياً ضخماً وذلك عندما حط المهدي في أم درمان في معية جيشه الضخم .

    } طالما أنك لم تتعود على العنصرية والقبلية فما هو رأيك في ما ظهر من نعرات قبلية في الفترة اﻷخيرة؟

    الوﻻيات مازال فيها ضعف وبها النعرات القبلية . ونحن نسعى لخلق سياسة واعية تتيح المشاركة الوطنية الفاعلة، اليوم نحن نستشرف مرحلة جديدة فيها نحن واﻷحزاب القديمة التي تجاوزها الناس وﻻ أظن أنه سيكون لها موقع في مسيرة المستقبل السياسي والمجتمع قد تحرك .

    نعود لمدينة الفاشر فماذا أعطتك بكل إرثها التاريخي؟

    ذهبنا الي هناك بحكم طبيعة عمل الوالد محمد إبراهيم هاشم الذي كان يعمل باشكاتب المديرية، وهو من أقطاب ومؤسسي مؤتمر الخريجيين ومن محرري مذكرة المؤتمر الرئيسة التي قدمت للمستعمر في عام 1938 م وقد سجن .
    هناك إتهام لكل الذين عملوا مع اﻹنجليز بالعمالة؟

    كل الوطنيين والمعلمين عملوا مع اﻹنجليز حتى إسماعيل اﻷزهري، وهم الذين قادوا الحركة الوطنية .

    لكن المناضلين ضد اﻹستعمار لم يستمروا في مواقعهم كاﻷزهري ؟

    استمروا ﻷن المواقع الحكومية كانت مهمة وقد تميزت الحركة الوطنية بقيادة إتحاد المعلمين، وقد شارك الوالد في ثورة 1924 م وسجن وهو عم أحد مفجري ثورة 24 عبيد حاج اﻷمين .

    ماذا عن أفعالكم في مايو واﻹعتقاﻻت والتعذيب واﻹعدام؟

    الذين اعتقلناهم كاﻷزهري والمحجوب هم أهلنا الكبار .

    هناك اتهامات لك بالتحديد بأنك كنت أشرس قيادات مايو؟

    نعم شرس وقوي وعنيف واستخدم امكاناتي استخداماً قوياً في سبيل الحق .

    يقال إنك كنت تحمل سكيناً وطبنجة وتستخدمها ضد خصوم مايو وكل المعتقلين بصورة دائمة، وأحياناً تستخدم » البنية « ؟

    ﻻ ... ﻻ كذب، كنت أقوم بكل العمل في مايو ، وﻻ أحمل طبنجة في جيبي .

    يقال إنك تتحّمل وزر كثير من اﻷفعال العنيفة في مايو وقد كنت تتعامل مع كثير من الملفات؟

    كل هذا كذب والحق هو الذي يجعل الشخص قوياً◌ً وحازماً .

    ماذا تسمي ما حصل في الجزيرة أبا وود نوباوي؟

    المواطن في النيل اﻷبيض ومن الخرطوم ﻷول مرة كان يشاهد كتيبتين من الدبابات ذاهبة » ﻣﺎﺷﺔ « وثﻼثة كتائب وكذا ... وكذا - مما يؤكد أننا استخدمنا القوة بوضوح دون مواربة، فلم تكن جريمة في الظﻼم .

    أليست هذه جريمة ... عدد من الناس والعديد من الضحايا؟

    أبداً ... أبداً .. ليست جريمة ﻻ تسمع هذا الحديث، أنا منذ أن حاصرت الجزيرة أبا واستلمت اﻷسلحة التي بها، لم أقتل أحداً .

    كيف هذا ... وكل الشهود وقرائن اﻷحوال وما نقل من توثيق لﻸحداث يؤكد سقوط العديد من الضحايا؟

    نعم يا ابني لم أقف أمام المحكمة وقد » إنتهت « الي ﻻ شيء عندما كنت المتهم اﻷول ضمن أربعة متهمين ولم تستطع حتى سماع كﻼمي حتى أقفلت وتمت محاكمتنا .

    حديثك هذا يشكك في نزاهة هذا الحكم؟

    نحن الذين كونا المحاكم فكيف نشكك في القضاء ويكفي أننا نحن الذين أسسنا هذا النظام القضائي .

    أﻻ تعتقد أنك قد بالغت بنفيك لوقوع أي ضحايا في ودنوباوي والجزيرة أبا بكل ضحاياها؟

    » أيوه « .. في اثنين من جنود المظﻼب ماتا .... وفي شوية أنصار ماتوا .

    شوية أنصار » دي « هي الموضوع نفسه؟

    هذه المعركة لم يقدها أبو القاسم، بل قادها العقيد أبو الدهب والعميد التاج حمد وأنا حضرت بعد ذلك الى المعركة .

    دعني أسألك عن ... ؟ !

    » مقاطعاً « أسأل زي ما عاوز وأنا وﷲ العظيم ناس أكبر » ﻣﻨﻜﻢ « ما أعطيتم مثل هذا الكﻼم، هل قرأت حديث أبو القاسم في الصحف مرة واحدة؟ .

    نحن قررنا إجراء الحوار معك ﻷنك مقل في الحديث؟

    أبو القاسم منذ أن خرج من السجن لم يتوقف عن المشاركة، حيث دخلت في اﻹنقاذ بعد خروجي مباشرة .

    لماذا شاركت في اﻹنفاذ؟

    عرفاناً لدوري في ثورة مايو وهو » زي « الدور الذي قام به ناس البشير أليسوا ضباط ؟ قلبوا » ا وماسكين « البلد حتى اﻵن ولذلك وقفت معهم .

    ولكنهم جاءوا كجبهة إسﻼمية؟؟

    أنا عارف أن البشير جاء مع » ناس الجبهة « وقد عرفتهم جميعاً في مايو . وعملوا معي فترة حينما كنت أميناً عاماً لﻺتحاد اﻹشتراكي ولكنني شاركت وفاءً لدوري السابق باعتبارهم ضباطاً مثلي .

    ماذا عن السجن بعد إنتفاضة أبريل واﻹتهامات الموجهة لكم؟

    السجن لم » يمسكني « ولم » يسعني « والمحكمة انفضت دون إدانتنا ، وأنا كنت المتهم اﻷول وسوف أعطيكم الحقائق واكتبوها فأبو القاسم لم يفعل فعﻼً في مكان مظلم أو مقفول وكل ما فعلته كان أمام الشعب .

    انقﻼب مايو نفسه جاء في الظﻼم وقد سرقتم السلطة » ﺳﺮﻗﺔ « وقتلتم اﻷزهري واقتصادنا كان في قمة مجده؟؟

    اﻷزهري زعيمنا جميعاً ... نحن جئنا ضد النظام السياسي القديم ومايو كانت نبضاً شعبياً وﻻزالت ولن يستطيع أحد تشويه مايو، وهذا هو نميري حتى اﻵن ينشيء تنظيماً .

    لماذا لم تنضم لتنظيم تحالف قوى الشعب العاملة وأنت اﻵن بالمؤتمر الوطني وتتحدث عن مايو بهذا الشكل؟؟

    وجود نميري هذا مهم ومايو موجودة في الساحة في شخصه وفي تاريخها والشعب السوداني جميعه يعرف نميري .

    ما هو رأيك في تنظيم تحالف قوى الشعب؟

    فكرة أساسية، وهي فكرة المستقبل في تحرير اﻹنسان والمجتمع المتقدم على الدولة وحقوق اﻹنسان الوافرة .

    وجودك في المؤتمر الوطني يرسخ فهم إرتباط أبو القاسم بالمصلحة وليس المباديء وإﻻ كنت مع نميري وتنظيمه؟؟

    المؤتمر الوطني هو تنظيمي وهو مثل اﻹتحاد اﻻشتراكي وهو الخيار الجديد لﻺسﻼميين . وهو ليس حزباً بالمفهوم القديم وإنما هو تنظيم سياسي متكامل يتخذ موقفاً في مسيرة صون مستقبل الوطن .

    ولكنه إمتداد للفكرة العسكرية التي جاءت به ؟

    هل هناك عسكرية تمسك الشارع والشعب .

    ولكن اﻹنقاذ أبعدت أصحاب الحق الديمقراطي كالميرغني والصادق؟

    ﺿﺎﺣﻜﺎً - هؤﻻء أصحاب الديمقراطية ؟ كم عدد الذين صوتوا في هذه الديمقراطية التي تزعمها؟ .

    ولكنهم جاءوا عن طريق اﻷغلبية المتفق عليها قانوناً؟

    يا ابني الديمقراطية الليبرالية فشلت في العالم الثالث والنظام الحزبي في العالم قد إنتهى، أنظر إلى أمريكا والمشاكل وكذلك إنجلترا .

    الديمقراطية أسست لوحدة أوربا ؟

    الوحدة تتم فيها من خﻼل عﻼقات المجتمع المتكافئة والمتوازنة، وأنت يا ابني أنا أحدثك عن مفاهيم جديدة عندما بدأتها مايو في عام 1969 م العالم لم يصل إليها ومازلنا نسعى من أجلها لنخلق مزيداً من التقدم والحرية .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de