الترابي ( قائدا ) لحركة التنوير السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-19-2025, 11:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2007, 08:00 PM

عثمان حسن الزبير

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 919

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الترابي ( قائدا ) لحركة التنوير السودانية

    الترابي ( قائدا ) لحركة التنوير السودانية
    عبد العزيز حسين الصاوي
    حكمة القرون التي تقول باللهجة السودانية: " التسوي كريت في القرض تلقاهو في جلدها " تدور حول ثمن لابد أن يدفعه مرتكبو الأخطاء أجلا ولكننا الآن في سودان ما بعد السبعينيات حيث كل مايخالف خلاصة تجارب البشرية ممكن ومنطقي تماما. بعبارة أخرى الحديث هنا عن كريت أخرى ذات خصائص جينية مختلفة عن تلك التي عرفها الأجداد تحميها من هذا المصير تخلقت بعد هذا التاريخ....كريت تتخذ هيئة بشر وبالتحديد شخصية اسمها حسن الترابي، أما مصدر التشبيه فهو ما لم ( تحتها خطان ) يحدث له بعد تخريجاته الفقهية في فبراير/مارس وتلك التي سبقتها بعام تقريبا حول حجاب المرأة وشهادتها في المحاكم وإمامتها وزواجها.
    هذا الرجل بني أمجاده السياسية الخارقة بداية من أواخر السبعينيات، ضمن أسباب أخرى أهم، علي دفن هذه التخريجات بعيدا عن الأسماع والأنظار إلى درجة أن المهتمين بهذه الأمور وجدوا صعوبة شديدة في الاقتناع بأنها قديمه عندما طفق يكررها مؤخرا بمناسبة وبدونها. ما يذكره هؤلاء جيدا هو عكس ذلك تماما: أن محاولات العلمانيين تطبيق منهج التفاعل بين النص القرآني والواقع وتغليب عنصر المصلحة والمقاصد علي الحرفية في تفسيره بما يؤدي إلى نوع التخريجات التي يطرحها، وعاد يطرحها الترابي الآن، أهالت عليهم أطنانا من طين تهم التكفير والردة وبقيادته هو بالذات. وفوق ذلك فأن آلافا مؤلفة من الشابات المحجبات ناقصات الحقوق في المحاكم والجوامع والزواج بما يتناقض مع تخريجاته السابقة واللاحقة نصا وروحا وبالتأكيد منهجا، كانوا العمود الفقري لحركته. مع ذلك فأن نقطة واحدة من ذلك الطين لا تلتصق الآن بثياب الترابي السياسية. فهو لا يزال واحدا من أهم ثلاثة زعماء للمعارضة ومصداقيته كقائد ومفكر إسلامي بقيت متماسكة لدي الآلاف من الشباب والشابات رغم ( ارتداده ) عن دفن تلك التخريجات مروجا بذلك ضمنا لمنهج في تفسير القران يفتح نفاجا إلى العلمانية. هذا بينما كانت فعالية هجمة الحركة الإسلامية بقيادته علي دعاة هذا النوع من التفسير، وحتى علي المتهمين بها وبما يشبهها زورا، تتجاوز تلويث ثيابهم السياسية بالطين كثيرا، أي إلى درجة الشنق الفعلي ( محمود محمد طه ) وشبه الفعلي ( محاكمة الفكر البعثي في نفس التوقيت تقريبا وبنفس المواد ) وفي أفضل الأحوال إلى الشنق المعنوي كما تجلي في جو الإرهاب الفكري الخانق. لماذا يبقي الترابي قادرا علي تفادي دفع ثمن أخطائه؟ لماذا لا يظهر علي جلد كريت هذه بالذات ما تفعله بالقرض؟
    تفسير هذه الظاهرة الغريبة بسيط للغاية إذا قبلنا ادعاء هذا المقال بأن المجتمع السوداني ممثلا في شرائحه القيادية الحضرية، والسياسية خاصة، كان منذ السبعينيات المتأخرة جاهزا موضوعيا لتسليم قياده إلى شخصية مثل الترابي يقال عنها، كما عن الكثيرين من السياسيين المتميزين، أنهم ظهروا في اللحظة التاريخية المناسبة وكان لديهم من التكوين والملكات الذاتية ما جعلهم الأقدر من غيرهم علي اقتناصها. هم ليسوا أبناء الصدفة أو مؤامرة ما وإنما أبناء تاريخ صنعهم مثلما صنعوه. علي يد النميرية المايوية كان العقل المتعلم نظاميا قد قطع شوطا علي طريق تفريغه من بقايا الاستنارة التي تركها الاستعمار ( البغيض ) في المؤسسة التعليمية وما تفرع عنها في مختلف مناحي الحياة بجهد النهضويين السودانيين واستمرت نارها متقدة زهاء ثلاثين عاما تقريبا بعد الاستقلال. وأسلوب حياة سكان المدن المتفتح للحداثة باستناده إلى هذا النوع الايجابي من التفاعل البريطاني- السوداني وحد معقول من خدمات الصحة والتعليم والسكن والمواصلات الخ... كان قد قطع شوطا علي طريق الانغلاق تحت وطأة التدهور السريع لحال الطبقة الوسطي وتعاظم وزن الطبقات الشعبية بنازحي المجاعة والحروب الأهلية الصغيرة والكبيرة. وما زاد التفريغ تفريغا والانغلاق انغلاقا أنهما حدثا في قمقم يزداد إحكاما والبلاد تترنح من دكتاتورية إلى أخرى.
    الضحية الأخطر علي المجتمع لهذا الوضع والأبعد أثرا علي مستقبله كان الإسلام المتفتح علي العصر والحياة المتطورة الذي ولد مع بداية النهضة الحديثة في مصر علي يد محمد عبده والأفغاني وتلاميذهما بامتدادها إلى المراكز الحضرية السودانية منذ الربع الأول للقرن الماضي. بموته عاد إلى الحياة في عقلية النخب المدينية إسلام النصوص الجامدة والحرفية الذي من علاماته منع زواج المسلمة من الكتابي وإخفائها تحت الحجاب ومعاملتها عموما كنصف إنسان وصولا إلى تكفير المسلمين حد قتلهم فعلا لا قولا فقط. هذا هو المناخ الذي تغذت منه وغذته الحركة الإسلامية بقيادة الترابي : استسلام العقل الجماعي السوداني الحضري لهذا النوع من الإسلام قناعة وخوفا من عقاب الدنيا والآخرة أو الاثنين معا. انطمس مجتمع الحواضر عقليا وشعوريا، ناهيك عن الريف، فتحجب نسائيا والتحي وتجلبب رجاليا شكلا موضوعا وأصبح قابلا للتحريك أو الترهيب بأصبع واحد مرفوع ترافقه صيحة " الله اكبر ". تراجعت تيارات التنوير الديني والفكري والاجتماعي والسياسي إلى الهامش حيث قبعنا نحن العلمانيين واليساريين نتفنن شفاهة وكتابة في وصف ما جناه إسلام الترابي وحوارييه سلطة ومعارضة علي البلاد والعباد حتى أصبح من فرط تكراره وعجزه عن تشخيص المخرج من قبضته علي العقول والإفهام ضربا من الهجاء الذي لا طائل منه. والسؤال في هذا المقام هو : هل من سبيل آخر لإيقاف هذا التراجع تمهيدا لرده غير التركيز مرحليا علي مهمة واحدة ووحيدة هي إزالة الركام المتحجر علي المنبع الأولي والأول للتنوير تاريخيا وهو المؤسسة التعليمية، فلسفة مناهج ثم بنية تحتية ركيزتها المعلم؟ إذا كانت الإجابة بنعم فأن أي ثمن سياسي ندفعه مهم كان غاليا يغدو ارخص من رخيص. ففي ظل الاختلال الحاسم والمزمن للتوازن السياسي لمصلحة قوي الإظلام العقلي في السلطة والشارع والسوق الثمن سيكون تنازلات سياسية للحكومة القائمة مقابل فك قبضتها علي المنظومة التعليمية. وعلي الصعيد الخارجي سيكون الثمن تحالفا ثقافيا- سياسيا مع الغرب الأمريكي والأوروبي.
    هذه أو بدائلها من التكتيكات يمكن الاتفاق عليها إذا صح تشخيص هذا المقال لأصل العلة، بغير ذلك فأن سخرية التاريخ ستبقي قائمة في وجوهنا نحن العلمانيين بالذات : الترابي سيظل، دون تعمد منه، الزعيم الأوحد للاستنارة ومن مدخلها الأهم وهو الإصلاح الديني لأنه الأكثر فعالية في الترويج لنتف من أفكارنا وتوجهاتنا يختارها بقدر ما يخدمه تكتيكيا في صراعه مع حوارييه السابقين. من منا نحن العلمانيين سياسيين ومفكرين يستطيع تأمين تأييد عدة ألاف من شباب وشابات اليوم لتأويلات غير تقليدية لنصوص دينيه؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de