ندوة جريدة البيان الاماراتية عن مشكلة الجنوب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 08:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2002, 08:59 AM

bunbun
<abunbun
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1974

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ندوة جريدة البيان الاماراتية عن مشكلة الجنوب



    بيان الاربعاء ـ على ايقاع الأغنية القديمة «سودان بلدنا وكلنا اخوان»، مواجهة نخبة سودانية بين الشمال والجنوب حول قضية الوحدة

    عقدت «البيان» في الخرطوم ندوة حول مشكلة جنوب السودان وجهود الأحزاب السياسية لحلها. وقد شارك في الندوة فاروق جاتكوث الأمين العام لجبهة الانقاذ الديمقراطية الجنوبية والدكتور حسين ابوصالح رئيس حزب مؤتمر وادي النيل والدكتور توبي مادوت زعيم جبهة القوى الديمقراطية،


    ومبارك الفاضل المهدي مسئول القطاع السياسي في حزب الأمة الذي يتزعمه الصادق المهدي وعلي محمود حسنين رئيس المكتب التنفيذي للحزب الاتحادي الديمقراطي وغازي سليمان رئيس المكتب السياسي لحركة «جاد» وحسن عبدالقادر هلال عضو المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي.


    بدأ فاروق جاتكوث حديثه بالقول انه سيعود بالتاريخ إلى عام 1957 عندما قام احد النواب الجنوبيين في البرلمان وهو سكرليتو لوهورو موضحاً ان الجنوبيين لا يريدون الانفصال كهدف ذاتي ولكنهم اساساً يسعون للعيش في فيدرالية بارادتهم، ولكن تصرفات ابناء الشمال هي التي ستقود ابناء الجنوب للمناداة بالانفصال، والحكومات التي توالت على حكم البلاد لم تعمل بنصيحة لوهورو والآن ندفع الثمن، وهناك امثلة أخرى وكثيرة، منها قول بوث ديو عام 1956 ابان الاستقلال والذي لم يكن الجنوبيون راضين عنه، فقد قال انه سعيد لدق آخر مسمار في نعش المستعمر، كما ان الفنان الجنوبي يوسف فتاكي كان أول من تغنى لاستقلال السودان وهي الأغنية السودانية المشهورة «يي بلدنا وكلنا اخوان» وفيها يقول «يا لواء امسك بلدي كويسة» وهذا اللواء المقصود هو اللواء محمد نجيب قائد ثورة 23 يوليو في مصر الذي كان يتعاطف مع ابناء السودان، وهذا هو التاريخ ولكن كل ما يأتي من الجنوب لا يكون تاريخاً بل هو مجهول.


    وأمر آخر اريد ان اشير إليه، فان البعض عندما يتحدثون عن وحدة وادي النيل، يقولون ان الاخوان المصريين مشكلتهم انهم ينظرون إلى شمال الوادي من عمق استراتيجي امني فقط، ولكن لو تغيرت نظرتهم وصاروا ينظرون اليها من ناحية اجتماعية انسانية ثقافية، لكنّا جميعاً اليوم مصريين، والمصريون وقعوا في نفس الخطأ وهو انهم كلّما اتجهوا جنوباً ينظرون إلى الأمر من عمق استراتيجي امني، ولو نظروا إلى الجنوب من ناحية ثقافية اجتماعية لكنّا اليوم مسلمين وشماليين، وهذه اخطاء تاريخية وقع فيها السودانيون، وللأسف فان الحكومة الحالية تريد ان ترجع بنا إلى «الدولة الحضارية» وتتجاهل ان بالسودان 582 قبيلة و270 لغة او اكثر، فإذا لم نعترف بهذا التنوع، ونبحث عن نظام للحكم يعترف بهذا التنوع من ناحية ثقافية اجتماعية، فإن هذه الثقافات سوف تتصاهر فيما بينها وقد تتصارع وتتغلب ثقافة على اخرى، وهذه امور يجب ان نتعلم منها وندرسها، واروب طون أحد القياديين الذي وقع مع الحكومة الحالية اتفاقية الخرطوم للسلام عندما سألوه عن فنانه المفضل قال انه الفنان صلاح بن البادية ولم يختر احد الفنانين من ابناء الجنوب امثال كور دينق، وهذه الأمور هي التي تبني السودان، ان السياسة السودانية كانت في فترات سابقة مقسمة إلى شمال وجنوب ولكن الآن فان الشمالي أو الجنوبي لا تعني الكثير لانهم يعيشون نفس المعاناة والجوع ونفس المأساة.


    لذلك ندعو لتوحيد ارادة كل السودانيين فاذا كانت هنالك مشكلة في غرب السودان فهي مشكلتنا كلنا، فقد جبت مناطق عدة في الشمال وكنت اظن انني بائس لانني قادم من الجنوب ولكن عندما شاهدت هذه المناطق وهي أكثر بؤساً تذكرت قول حكيم صيني عندما قال انه كان بائساً لانه يمشي حافي القدمين ولكنه عندما وجد رجلاً كسيحاً لا يستطيع الحركة تأكد له انه من اسعد الناس، اما انا فقد وجدت نفسي اسعد من انسان الشمالية والشرق بل اقصى الغرب، ومشكلتي انني اريد السلام واستطيع العيش على النعم الكثيرة المتوفرة في الجنوب وقد استطيع العيش معتمداً على صيد الأسماك.


    جبهة للسلام


    بدأ الدكتور حسين سليمان أبو صالح رئيس حزب مؤتمر وادي النيل فقال انه شاكر لـ «البيان» للمشاركة مع المجموعة المنتقاة التي تمثل قوى سياسية وشخصيات مهمة في البلاد.


    اعتقد ان الظرف الآن فعلاً حرج كما تحدث الاخ فاروق جاتكوث عن المأساة الانسانية، فالكثيرون لا يعلمون او يدركون حجم هذه المأساة في السودان ونحن بحاجة ماسة ان تذكرنا أمريكا أو أوروبا بما يحدث في الجنوب فقد عملت في الجنوب واعلم ما يحدث فيه الآن، فمثلاً من ناحية الطرق والمنشآت والمؤسسات والتي كانت كلها في عهد الرئيس السابق ابراهيم عبود من أرقى واميز ما تكون حيث كانت هنالك في الجنوب منشآت متطورة للصحة والتعليم، ولكن في الوقت الراهن فان اجيالاً كاملة قد فقدت كل شيء بالجنوب، ونحن في حاجة إلى من يذكرنا بهذه المأساة الانسانية ومؤكد ان سببها هذه الحرب، مما يستدعي حل المشكلة من جذورها ولابد من وقف الحرب وقد تحدثت إلى هيرمان كوهين وقلت له ان الحرب توقف بوقف اطلاق النار ولا تقل لي ان وقف الحرب يحتاج إلى اجراءات ولماذا لا نبدأ وقف اطلاق النار طويل الأمد وعلينا ان نعين الجنوبيين الذين يعيشون المأساة الحقيقية حتى يأخذوا حقوقهم الأساسية. من ناحية المأكل والمشرب ومن ناحية مياه الشرب النقية والتنمية بعد ان يتم وقف اطلاق النار.


    واؤكد ان قرنق لا يسعى لحلٍ دائم من اعلان وقف اطلاق النار والقضية تتمثل تماماً من قضيتين هي قضية الهوية وقضية الدين والدولة وقد التقى حولها السودانيون جميعا، وما عاد الزمان بأن السودان امة اصلها العرب والجميع اعتقدوا ان هذا السودان بفكره وعقله، هو مجموعة 500 قبيلة فإن التعدد الاثني والعرقي واللغوي والجهوي معروف لدى السودانيين ولكن لا أحد يستطيع أن يقول أنه وجه عربي أو افريقي فكلمة افريقي لا تعني غير ان كل الموجودين في افريقيا هم افارقة.


    ولكن الناس تأكدت بأن الهوية السودانية هي هويتنا جميعاً ولا معنى لسيطرة عرق زنجي على عربي أو عربي على زنجي وهذا ليس مجال اختلاف ولا ينبغي ان يكون مثار قضية ولا ينبغي ان تقوم الحرب من اجلها وبهذا المفهوم تنتهي قضية الهوية السودانية.


    أما قضية علاقة الدين بالدولة نرى ان هنالك جدلاً دائراً ومناقشات في مسائل لا تطبق على الوجه الاكمل وما يقال لا يطبق على الواقع والقرآن الكريم يتضمن تعاليم وأوامر ونواهي ويجب تطبيقها في المعاملات على الارض وهذا سيفضي الى التعايش السلمي بين الناس.


    وقضية السودان بالذات هي قضية الدين والدولة فلا يجب ان نتحدث عن دولة دينية معينة، أولاً لأن الحديث عن سلطان الدولة عفا عليه الزمن. وليس هنالك مجال الآن لأن هنالك دولة ثيوقراقية في العالم الآن، وكان ذلك في أوروبا في فترة من الفترات.


    ان على الجميع ان يدركوا الا مجال للتحارب والاقتتال، ويموت حوالي مليوني سوداني من اجل رفع لافتات وشعارات وليس المهم ان تسمى جمهورية السودان الإسلامية أو المسيحية بل يجب ان نتحدث عن جمهورية السودان فقط وذلك لان كثيراً من الدساتير تنص على ان الدولة علمانية، لهذا ليس من الضرورة ان نتحدث في السودان عن الدين والدولة لأن الدساتير كلها تتحدث بأن دين الدولة الرسمي هو الإسلام وسكت الناس عن هذا واغفلوا عمداً الا يتكلم الناس عن فصل الدين والدولة حتى يتسنى لهم الحديث بأن السودان دولة متعددة الديانات وللكل حق العبادة وحق الاعتقاد وحق التبشير وغيره من غير اشارة إلى أكثر من معنى إن موضوع علاقة الدين بالدولة فإن اهلنا الاوائل وقبل الدخول في فلسفة بيزنطية وقبل ان يعرفوا ما هي العلمانية كانوا يعلمون ان الدين لا يمكن ان يتم ابعاده ناهيك عن فصل الدين عن الدولة وربط الدين بالدولة وعندما نتحدث عن الدولة يمكن ان نترك ذلك من غير اسم ولهذا نرى ان هذه اللافتة او تلك لا تؤدي إلى نتيجة ولكن كما كان يسير أهلنا في السابق نحن مع العلم ونحن مع الايمان مع الدين كل له دينه ولابد من الخط الفاصل والتوزيع الصحيح للأدوار بمعنى ان السودان لا يكون دولة ليست لها صلة بالدين وانما تكون دولة علم وايمان ايا كان هذا الايمان سواء كان من مسيحيين أو مسلمين أو غيرهم بمعنى ان يكون العلم هو المحك.


    ونحن ندعو إلى منهجية علمية في إدارة أي أمر ولا يمكن ان يقف احد يقول ان هذه الآراء غيبية أو غيرها، على ان يوضع الدين في المكان اللائق به والمحترم، والا يبعد لانه المصدر للاخلاق والمعاملات. فالطرق الصوفية في السودان لعبت دوراً في البداية كنماذج وكقدوة، وأقول ان هذا لا ينبغي ان يكون سبباً لاستمرار الحرب، ويمكن تضمين ذلك في الدستور الدائم للبلاد. ولكن التحيز الأمريكي واضح جداً فالرئيس بوش يتهم الحكومة السودانية بأنها تقتل شعبها، فهذا حديث فيه انحياز واضح، ولحل مشكلة الجنوب فيجب ان نجلس جميعاً لفرض ذلك على الكل والحكومة والتجمع المعارض، لأن هذا يجب ان لا يكون مدعاة لاستمرار الحرب، ويموت الملايين فاذا كانت القضية علاقة الدين والهوية فيمكن التوصل إلى حل حولها خلال اسبوع فقط.


    ونرى ان المبادرة المصرية ـ الليبية المشتركة خلال اكثر من عامين من عمرها، كانت من الممكن ان تسهم في حل القضية اذا كنا جادين في الأمر، ولكن الاجراءات الخاصة بانعقاد ملتقى الحوار لم تكتمل حتى الآن. وقد دعونا لذلك من جانبنا القوى السياسية في الداخل ولكن لا حياة لمن تنادي، وذلك كقيام جبهة للسلام والوفاق الاستراتيجي، ونحن ندعو مجدداً لقيام هذه الجبهة لايقاف هذه الحرب.


    تفرقة دينية


    وتحدث الدكتور توبي مادوت زعيم جبهة القوى الديمقراطية فقال ان الدكتور أبو صالح الذي وجد الفرصة للعمل في فترات سابقة في الجنوب، كما عمل وزيراً للخارجية يدرك ابعاد القضية فلدينا مشكلة يمكن حلها، ولكن ابناء الجنوب الموجودين في الجنوب حالياً لا يستطيعون ان يلعبوا أي دور في التنمية والسلام وحقوق الانسان، واستشهد بفاروق جاتكوث فقد ترشح في الانتخابات السابقة في دائرته في «بانتيو» ولكنه تعرض لاطلاق النار عليه في محاولة للاغتيال، وهم من ابناء دائرته وليس هنالك اي حزب من الأحزاب الشمالية طرح موقفاً ينتقد ما تعرض له جاتكوث، كما ان هنالك اشياء توضح ان ابناء الجنوب لا يمكنهم ان يلعبوا أي دور في السياسة، وفي بانتيو تعرض وزراء في حكومة الولاية للقتل وإلى يومنا هذا مازالت اسرهم تعيش المحنة فقد تعرض للقتل ثلاثة وزراء وثلاثة محافظين، والحكومة لم تفعل شيئاً تجاههم واسرهم ولم تخصص لهذه الاسر معاشاً أو من هذا القبيل، وعندما تكون وزيراً أو مسئولاً في الجنوب لا تستطيع ان توضح للحكومة ما يحدث في الجنوب، ان الوضع اليوم يؤكد ان الاحزاب والصحافة يجب ان تلعبا دوراً في الجنوب وتزورا هذه المناطق لتقفا على الواقع، فلا يمكن ان تتحدث اليوم وتقول انه لا مشكلة في الدين، وانت ترى بأم عينيك ان هنالك مشكلة دينية في الخرطوم، من جانبي لم اترك باباً الا طرقته، ففي ضاحية الحاجة بالخرطوم بحري حيث اقطن منذ عدة سنوات تقدمنا بطلب للجهات الرسمية لقيام مركز ثقافي وذهبت إلى مسئول هنالك ولكنه كان يماطل اسبوعاً بعد اسبوع واخيراً طلبوا مني ان يسجل المركز باسم الشباب في المنطقة لكنه لا يمكن منح تصديق لقيام مركز ثقافي يتبع لجمعية، وذلك لأن الجمعية مسيحية، واذا كان ذلك في مواجهتي وانا مسئول كبير في الجنوب فما بالكم اذا كان من يسعى لتسجيل هذا المركز مواطن جنوبي بسيط؟ من المؤكد انه لن يستطيع القيام بشيء، فمشكلة الدين موجودة، ولهذا يجب ان نجلس للحوار ووضع برنامج لحل المشكلة والا استمرت المشكلة ومعاناة المواطنين.


    ان الجنوب اليوم يفتقد كل مقومات التنمية ويعيش المواطنون هنالك في ظلام دامس لانعدام التيار الكهربائي، والموظفون لا تصلهم رواتبهم لعدة اشهر وذلك لان المسئولين عنهم سواء اكان والياً أو محافظاً يمكن ان يقول له انه لا مرتب له البتة. ولكن ليس هنالك حزب من الأحزاب أو صحيفة من الصحف السودانية تنتقد الموقف وتفسر لنا لماذا يحدث هذا؟ ان الحكومة تنادي بالوحدة ولكنها لا تنفذ المشاريع التي تقود إلى الوحدة من التنمية والاعمار ونحن نطالب الأحزاب للجلوس والحوار، وندوات مثل هذه ضرورة لتبادل الآراء فقد استمعت اليوم قبل بداية الندوة إلى رأي حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي في العديد من القضايا كما سمعتم حديثنا وتطابق حديثي مع فاروق جاتكوث لاننا لم نر من الحكومة او الأحزاب من يقر بأن هنالك ظلماً لحق بأبناء الجنوب والحكومة قررت اعادة الجامعات التابعة للجنوب إلى مقارها في الجنوب بدلاً عن الخرطوم وهددت بتوزيع طلاب هذه الجامعات على الجامعات الاخرى في حالة فشل هذه الجامعات في الانتقال إلى الجنوب وتأتي هذه الخطوة والحكومة تقول انها تسعى للسلام والتنمية، ولكن ليس هنالك برنامج. والحديث الذي يدور عن الدين والهوية يجب ان يكون اجندة لكل الأحزاب السودانية، ونحن على استعداد للاجتماع بهذه الأحزاب لمناقشة برامجها في هذا المجال، فمثلاً الحزب الاتحادي الديمقراطي يقود المعارضة ضد الحكومة ولكن ليس هذا كافياً لاننا نريد برنامج الحزب تجاه قضية الجنوب، وكذلك نريد برنامج حزب الأمة للجنوب.


    النزوح شمالاً


    وتحدث مبارك الفاضل المهدي مسئول القطاع السياسي في حزب الأمة الذي يتزعمه الصادق المهدي معلقاً حول مطالبة دكتور توبي مادوت للأحزاب السودانية بأن تطرح برامجها حول مشكلة الجنوب، فقال انهم ناقشوا هذه المشاكل وتم طرح عدد من الحلول، فهناك عدة اتفاقيات في «شقدم» وفي «اسمرا» الأولى والثانية، وتم وضع كثير من الحلول، ولكن المشكلة تتمثل في صراع السلطة بين الصفوة، ويجب ان نعترف بأنه حتى القوى الجنوبية المقاتلة لا تهتم بالمواطن العادي والمواطن هو آخر اهتمامات القادة الذين يقودون هذا الصراع، ولذلك فان القضية محورها هذا الصراع، واذا لم يتراض السودانيون على الوصول إلى تسوية لمعالجة مشاكلهم وترتيب اوضاع السلطة بصورة تبعد هذا الصراع والوصول لتسوية لمعالجة مشاكلهم، فان النصوص وحدها لا تقود إلى الحلول، بل يجب ان تكون هنالك ارادة للمواطنين للموافقة على هذه الحلول، وقد شاهدنا مثلا الحركة الشعبية التي يتزعمها قرنق تذهب لتفاوض في الايجاد ولكنها عند التفاوض لم تكن تطرح ما وراء الاكمة وعند سؤالهم يقولون انهم لا يسعون إلى الاتفاق ولذلك يطرحون أموراً تعجيزية وهذا المسك غير سليم، وكان بدلاً عن ذلك يمكن للحركة ان تطرح مقررات اسمرا وتطالب بتمثيل كافة فصائل التجمع المعارض في مفاوضات بالايجاد للوصول إلى اتفاق وذلك لأن مقررات اسمرا هي التي شكلت اتفاقية الخرطوم للسلام، كما انها ادّت إلى مراجعة الحكومة عن مواقفها في العام 1997 وذلك عبر الرأي العام الذي اثرت عليه المعارضة باتفاقية اسمرا، وكنا نأمل من الحركة ان تدفع المفاوضات في اتجاه ما توصلنا إليه في اسمرا حول الدين والدولة وحول قضية الهوية وحول الترتيبات الانتقالية، لو دفعت بكل ذلك إلى طاولة المفاوضات وضغطت على اساس ان كل القوى قد اجمعت حول هذا الحل لو حدث كل ذلك لامكننا الوصول إلى حل ولكن صراع الصفوة حول السلطة هو الذي منع هذا الحل، اما الحديث عن المآسي اقول انها ستستمر طالما استمرت الحرب والشاهد ما نراه من مآس في افغانستان التي غزاها الروس في فترات سابقة وسعت أمريكا والغرب لتسليح ابناء افغانستان وتدريبهم لمناهضة الروس، وبعد خروج السوفييت تقاتلت الفصائل الافغانية وفشلت في التوصل إلى اتفاق وحل بافغانستان ما حل بها من دمار ومآس وفي ما يجري بالسودان مقارنة بأفغانستان وقد قمت بزيارة الجنوب في منطقة بحر الغزال والجنوب، المباني المهدمة كما هو حال أفغانستان، وهذا الدمار كله بأيدينا واذا لم نعمل لايقاف هذه الحرب، واذا لم نتراض على تسوية في قضية توزيع الثروة، لن نستطيع التوصل الى نتائج، وكل القضايا قتلت بحثاً، ومن ناحية النصوص لا اختلاف بين الجميع في الوصول الى تسوية في قضية الدين والدولة والهوية او حتى في قضية توزيع الثروة ولكن المشكلة تبقى في غياب الارادة للحل ويجب عدم الحديث عن المآسي بل يجب البحث عن الطريق لمحاصرة هذه الصفوة التي تقود الحرب والسيطرة على السلطة وذلك حتى تتنازل عن مواقفها لمصلحة الحل، خاصة وان المواطنين ليست لديهم مشكلة، وان ابناء الجنوب قد صوتوا بأرجلهم للوحدة، لانهم عندما نزحوا عن مناطقهم في الجنوب اتجهوا شمالاً، ولم يغادروا السودان إلى البلدان المجاورة، وهؤلاء النازحون ما اتجهوا شمالاً الا لشعورهم بالاطمئنان والا لجأوا إلى خارج السودان، ولكنه استجار من الحرب بالشمال، وقد قابلت بعض ابناء الجنوب عند زياراتي للجنوب وأذكر انني قابلت امرأة في شمال بحر الغزال امام منزلها ومعنا صحفي مصور أجنبي، وعندم سؤالها قالت انها كانت في الخرطوم وعادت من هنالك وعند سؤالها ان كانت تفضل الخرطوم أم البقاء في بحر الغزال قالت انها تفضل العودة إلى الخرطوم لأنها لا تشعر بالأمان في بحر الغزال، لكن ذلك يجب ان نفكر جدياً في الطريقة المثلى لاجبار هذه الصفوة المتصارعة بان تسمح بايجاد حل لهذه المشاكل، خاصة وان الحلول موجودة ومكتوبة وتحتاج فقط إلى تفعيل بعد ان يتراضى الجميع عليها.


    السودان على الشيوع


    وقال علي محمود حسنين رئيس المكتب التنفيذي للحزب الاتحادي الديمقراطي، في تقديري عند الحديث في كيفية حل القضية السودانية وعلاقة الدين بالسياسة وشروط واحكام عقد المواطنة الجديد، هذا هو المدخل لحل القضية السودانية، والاتفاق على شروط واحكام عقد المواطنة الجديد، والاتفاق في المؤتمر الدستوري الجامع وامام جميع الناس، ان عقد المواطنة القديم الذي قام منذ دولة الفونج وإلى الآن فقد ثبت انه عقد فاشل ولم يحقق استقراراً او يجد قبولاً ولدينا مؤشرات كثيرة بأن هذا السودان يعد ملكية على الشيوع، والملكية على الشيوع أساساً في منزلٍ لا توافق الأمر على اعتراف صاحب الأغلبية أو صاحب الاقلية، حتى ولو كان هنالك تميز في المساحة طول 600 متر مثلاً يملك فرد واحد منها 400 متر وشخص آخر 100 متر وآخر 100 متر المتبقية فالذي لديه الاربعمئة متر لا يمكنه ان يملك كل المنزل او يترك المناطق الهامشية للآخرين، وحينما نقول ان الملكية على الشيوع نعني ان كل ذرة في هذا المنزل هي ملك لهؤلاء الناس بنفس النسبة ولذلك لابد ان يتراضى الملاك على الشيوع في كيفية البقاء في هذا المنزل، وان لم يتراضوا فهناك البديل، وهو انهاء الشيوع، وهذا يعني الانقسام أو المفاصلة أو البيع أو ضم هذا البيت إلى الجيران وهذه هي الطرق المعروفة قانونياً، واذا نحن لم نتفق على عقد مواطنة جديد لكي نعيش جميعنا، جميع الديانات والثقافات وجميع الاعراق في هذا المنزل على الشيوع دون ان يكون للأغلبية الكلمة الأعلى، فإن المعيشة على الشيوع لا تعني الاغلبية والاقلية، والاغلبية والاقلية يجب ان تكون في حالة واحدة وهي حالة الانتخابات التي تأتي بالحكومة، اما في البنيات الأساسية في الأمة السودانية وبنائها فليست هنالك أغلبية أو اقلية، بل هنالك ملكية على الشيوع والذي يملك حظاً بسيطاً متساوٍ مع من يملك حظاً أكبر، واذا أردنا ان ننهي الشيوع فهذا يعني الانفصال وهذا لا يكون مدعاة للغضب، بل يكون كل واحد في حاله وان يذهب جزء منا إلى اوغندا والآخر إلى مصر وجزء إلى تشاد، والا فسيتم بيع المنزل، وهذا يعني ان تأتي دولة أجنبية تستولي على هذا السودان وتجعلنا فيه كالأجانب، ونحن نريد هذا السودان موحداً ونحن قادرون على ان نبني هذا السودان وليس هنالك مشكلة بين الشمال والجنوب وليس هنالك عداوة بين الشماليين والجنوبيين وليس هنالك عداوة بين الإسلام والمسيحية وليس هنالك عداوة بين العرب والافارقة، والدليل على ذلك ان الذين يفرون من ويلات الحرب يفروّن إلى الشمال، لان المواطن الجنوبي لا يرى ان السودان مكان للانتقام والبطش، ولذلك فان من الأهمية ان نغير تفكيرنا وعقليتنا وكيفية الدخول في عقلية ثورية جديدة، نبني السودان الواحد بعقلية السودان الواحد وليس بعقلية العقد التي تريد ان تسيطر على باقي التيارات الأخرى ونأتي بحل القضية السودانية كسودانيين، على ان يكون السودان أولا وثانيا وثالثا وبعد ذلك تأتي افكارنا الشخصية لكل القضايا في اطار هذا السودان الواحد الموحّد.


    درجة المواطنة


    وقال غازي سليمان المحامي رئيس المكتب السياسي لحركة «جاد» ان لديه اقتراحاً واضحاً للحركة السياسية في الداخل، الحديث عن امكانية ايقاف المبادرة المصرية الليبية المشتركة أو مبادرة الايجاد للحرب ليس مجدياً ولكن الأهم هو ماهي اقتراحاتنا العملية لوقف الحرب؟ ويتمثل ذلك في أمر هين وهو وضع حدٍ للتعالي العرقي والديني والثقافي في السودان وعكس هذا المفهوم في الدستور الدائم كما قال علي محمود حسنين، ولكننا حتى الآن ندور وكأننا نلعب «شليل وينو؟» ان القضية بسيطة جداً فلا جون قرنق ولا فاروق جاتكوث يريدان أكثر من ان يعيشا في المجتمع كمواطنين من الدرجة الأولى مثلهما مثل الآخرين، هذا هو الحل وانا اريد ان اقول حديثاً اثاره بعض الاخوة في الندوة حول الحركة الشعبية التي يتزعمها قرنق وانا اقول ان الحركة الشعبية رأيها واضح جداً ومستعدة ان توقف غداً اطلاق النار في جنوب السودان اذا وافقت الحكومة على مناقشة قضية العلاقة بين الدين والدولة، وليس كما قال الدكتور حسين سليمان أبو صالح عبر السلام الدائم ولكن وقف اطلاق النار ليس شرطاً للسلام، ونحن للتمهيد للحوار يجب ان نوقف اطلاق النار ولا يمكن ان يكون هنالك اناس يتحاورون ويموتون بالعشرات، وهذا الحديث قلته للوزير الفرنسي وأمام علي محمود حسنين حيث قلت له انني اوكلك ان تطلب من حكومة السودان ان تبدي استعدادها للتوقيع بالأحرف الأولى على بروتوكول لوقف اطلاق النار على ان تتفاوض بجدية حول فصل الدين عن السياسة لأن الحركة الشعبية سوف توافق.


    ان القضية في السودان واضحة جداً ونحن مازلنا في الشمال نناور بقضية الدين وقضية السياسة ومازلنا نتلاعب بالالفاظ حول قيام مجتمع عادل وآمن يتساوى فيه اهل السودان في الحقوق والواجبات، ويجب ان يعرف الناس في الشمال ان العالم غير مستعد ليقبل استمرار الحرب في الجنوب بهذه الصورة. وليس هنالك أحد من ابناء الجنوب لديه المقدرة للدخول في أية ترتيبات اذا كانت تحت المشتركة أو الايجاد، ان جون قرنق أو غيره يريدون ان يضمنوا للجنوبيين ان يعيشوا من الدرجة الأولى مثلهم والآخرين، ان زمان منح الحقوق من موقف متعال قد انتهى، ونحن لا نريد دانفورث ولا مبادرة مصرية ليبية ولكن القضية هنا في داخل السودان.


    وللأسف حتى اليوم في التجمع الوطني الديمقراطي المعارض ليس لدينا رأي موحد، وهنالك اناس داخل التجمع مازالوا يدورون، ويقولون انه لا يمكن الفصل الواضح بين الدين والدولة ومن الذي قال لهم ان ذلك غير ممكن؟ وانا اقولها بكل شجاعة وامانة فانه يجب علينا ان ننسى ان السودان بلد اسلامي وعربي، وان مشكلة الجنوب بهذا الفهم لن تحل، والسودان سوف يتمزق ارباً ارباً، ولهذا يجب ان ننسى ان السودان بلد عربي والإسلامي ونقبل بان السودان بلد متعدد الاعراق والديانات والثقافات، ولكن اذا اردنا ان نقول ان الاغلبية كذا والاقلية هكذا فان كل ذلك مطاولات لا تخدم القضية السودانية.


    المواطنة ركيزة العدالة


    اتهم حسن عبدالقادر هلال عضو المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي الحكومة بأنها لا تقبل التعددية في السياسة، وقال ان الحكومة تقبل التعددية في الدين، وان الدين الإسلامي به مذاهب متعددة، كما ان الدين المسيحي أيضاً به مذاهب متعددة، فهم يقبلون التعددية في الدين ولا يقبلون التعددية في السياسة وهذه هي المشكلة، ونحن يجب ان نتحدث عن التعددية في السياسة والزام كل الاطراف بهذه التعددية وعلى الشعب السوداني ان يختار من يريد والحكم الذي يشاء. ان الحكم في الإسلام لا يمس جوهر العقيدة الاسلامية، وعلى الانسان السوداني ان يختار نمط ونوع الحكم الذي يريده بارادته الحرة، فيجب ان نفرق دائماً بين السلطة ومصدرها الشعب والقانون ومصدره الاديان، بما فيه الاسلام والمسيحية، ولذلك في تقديرنا ان المبعوث الأمريكي يريد ان يفرض السلام فرضاً دون ان يقدم اي حل آخر، لماذا؟ لان هنالك اشكالية السياسة الأمريكية نفسها والتي صارت اشكالية متوارثة يتفق عليها الجمهوريون والديمقراطيون على السواء، ان اشكالية السياسة الأمريكية تكمن في المصالح الأمريكية أولاً، والتسويات السياسية التي يريدون فرضها، ثم تأتي الديمقراطية على الا تتعارض مع المصالح الأمريكية والتسويات السياسية التي تريد فرضها على أي قطر من الاقطار ولذلك نحن نرى ان الحل يكمن في اجتثاث أسباب الحرب وأسباب الأزمة السودانية من جذورها وذلك بجلوس كل السودانيين الى مائدة الحوار، يجب ان يكون الحوار هو الفيصل لكل الأمور وليس العنف وحتى في الإسلام فهنالك نص يقول «لا اكراه في الدين» وهذا يستنبط منه لا اكراه في الدنيا ولا اكراه في السياسة والاقتصاد وفي كل شيء، فان الاصل في الإسلام هو الاباحة وليس التقييد، فالتقييد فقط لاستقرار حياة الإنسان، فالأصل في الإسلام هو الاباحة من كل شيء طالما وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان العقل، واعطاه سعة التفكير وبعد الافق والخيال الواسع، وجاء بعض الناس الذين حولوا قضية الإسلام كلها إلى قضية امنية فيها الشك وفيها الظن والاساءة والتجريح وهذا شأنهم، وهي في تقديرنا ثقافة بشرية.


    وهذه الثقافة الامنية لا تفيد السودان في شيء، ونحن لسنا مع تطرف العاطفة الدينية ولكننا مع الثقافة الدينية والوعي الديني حتى نستطيع استئصال العنف والإرهاب والجنوح إلى ابعاد الرأي الآخر بأي شكل من الاشكال المتعددة فيما رأينا وفيما نرى، ولذلك نحن نرى بان الوجوه الوطنية هي الشيء الامثل في السودان ثم بعد ذلك نأتي إلى المعتقدات الدينية وغيرها، لأنه من الصعب جداً ان نضع الوحدة الوطنية في كفة والمشروع الحضاري مثلاً في الكفة الأخرى، اننا مع الوحدة الوطنية التي تعني التماسك الوطني الذي يجب ان يسود في بلدٍ مثل السودان الذي تتعدد فيه الاديان والاعراق والثقافات والعلائق الاجتماعية والسياسية دون أدنى التفات للاستعلاء في التدين والذي يكون مكروها اذا شابه الغرور، وبالتالي نفقد وحدتنا الوطنية من اجل صحوة دينية عاطفية هشة، والإسلام ضد حكم الفرد، بنص الآية «واطيعوا الله والرسول واولي الأمر منكم». ولم يقل ولي الأمر، ان اولي الأمر مؤسسة متكاملة وعمل متكامل، لهذا قال الله سبحانه وتعالى «اولي الأمر» مجموعة بصفة الجمع ولم يقل «ولي الأمر» بصفة المفرد، كما ان الإسلام ضد الانقلاب على رأي الأمة التي تنتخب قيادتها بالطريقة الديمقراطية الشرعية بدعوى التقويم، لان القاعدة الشرعية تقول ان اساءة استخدام الحق لا تعالج بمصادرة اصل الحق ولكن تعالج بالتقويم للحق وتقويم الأمور باجماع الأمة «لا تجتمع امتي على باطل» ولذلك مشكلة المشاكل في السودان هي الانفراد في الرأي والتطرف السياسي والديني وهي كلها اشياء بعيدة عن الفكر الإسلامي الذي كرس التسامح ولذلك في تقديرنا ان الدنيا نفسها أو الحياة هي حركة دوران مستمر، دوران العطاء يعطي وينزع بالقوة، والحياة دائماً في حركة دوران وهي تعني الحياة ونحن الآن في خضم الأحداث والحياة ولذلك يجب ان نسمح بتداول السلطة سلمياً والتداول يعني الدوران ويعني الحياة ويعني «يعطي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء».





    الخرطوم ـ «البيان» ،ادار الندوة: يوسف الشنبلي






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de