هذا هو الإسلام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2002, 08:30 AM

Al-Masafaa
<aAl-Masafaa
تاريخ التسجيل: 04-25-2002
مجموع المشاركات: 1586

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هذا هو الإسلام

    بقلم ‏:‏ د‏.‏محمد سيد طنطاوي

    كيف أقام القرآن الكريم الأدلة علي وجود الله ــ تعالي ــ وعلي وحدانيته وقدرته بأسلوب يقنع كل ذي عقل سليم‏,‏ بعد أن كثر عدد الملحدين والضالين والمشككين في كل حق مبين؟
    وجود الله ـ عز وجل ــ هو الحقيقة العظمي التي استقرت في كل قلب سليم‏,‏ وفي كل عقل قويم‏,‏ وفي كل فطرة نقية‏,‏ وفي كل نفس سوية‏.‏

    ولقد قص علينا القرآن في آيات كثيرة‏,‏ أن المشركين كانوا يعترفون بوجود الخالق ــ عز وجل ــ دون جدال منهم في ذلك‏,‏ وانما كان جدالهم يدور حول وحدانيته سبحانه‏.‏
    ومن الايات القرآنية التي صرحت باعترافهم بوجوده ــ تعالي ــ قوله سبحانه‏:[‏ ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأني يؤفكون‏](‏ سورة الزخرف‏:‏ الآية‏87).‏

    وفي آية أخري‏:‏ ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم‏(‏ الزخرف‏:‏ الآية‏9).‏
    وفي آية ثالثة‏:‏ ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ليقولن الله‏..(‏ العنكبوت‏:63).‏

    إذن فوجود الله ــ تعالي ـ اعترف به المؤمنون واعترف به غير المؤمنين‏,‏ لأن وجوده ــ عز وجل ــ مهيمن علي كل فطرة انسانية سليمة‏,‏ ومستكن في كل ذات بشرية قويمة‏,‏ لأن الانسان بمقتضي الشعور المغروس في نفسه‏,‏ يحس ويشعر بأن فوق هذه المخلوقات المحدودة المتناهية‏,‏ خالقا غير محدود ولا متناه‏,‏يهيمن علي كل شيء‏,‏ ويدبر كل شيء ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين الأعراف ـ‏54.‏ هذا الشعور يجده الإنسان في قرارة نفسه دون تعلم ولا تلقين ولا توجيه ولا ارشاد‏,‏ لأنه الشعور الذي ميز الانسان عن الحيوان‏..‏
    وهذا الشعور المغروس في كيان الانسان وفي ذاته وفي وجدانه وفي عقله وفي كل ذرة من ذرات كيانه‏,‏ بوجود الله عز وجل‏,‏ قد يخفت أحيانا بسبب استيلاء الشهوات والأهواء علي الانسان‏,‏ إلا أنه يستيقظ سريعا وقويا عند الشدائد والالام والمصائب‏.‏

    وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة في كثير من آياته‏,‏ ومن ذلك قوله ــ سبحانه ــ‏:[‏ واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما‏,‏ فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا الي ضر مسه‏,‏ كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون‏](‏ يونس‏:12).‏
    وقوله تعالي‏:[‏ هو الذي يسيركم في البر والبحر حتي اذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها‏,‏ جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم‏,‏ دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين‏(‏ يونس‏:22).‏

    ولعل هذا الاحساس العميق بوجود الخالق ــ عز وجل ـ هو الذي عبر عنه الاستاذ عباس محمود العقاد ــ رحمه الله ــ بالوعي حين قال في كتابه القيم الله ص‏211:‏ في رأينا أن مسألة وجود الله ــ عز وجل ــ مسألة وعي قبل كل شيء‏,‏ فالانسان له وعي يقيني بوجوده الخاص وحقيقته الذاتية‏,‏ ولا يخلو من وعي يقيني بالوجود الأعظم‏,‏ وبالحقيقة الكونية‏,‏ لأنه متصل بهذا الوجود بل قائم عليه‏.‏
    والوعي والعقل لا يتناقضان‏,‏ وان كان الوعي أعم من العقل في ادراكه‏,‏ لأنه مستمد من كيان الانسان كله‏,‏ ومن ظاهره وباطنه‏,‏ وما يعيه هو وما لا يعيه‏,‏ ولكنه يقوم به قياما مجملا محتاجا للتفسير والتفصيل ثم يقول ــ رحمه الله ــ‏:‏ ونحن اذا رجعنا الي تاريخ الايمان في بني الانسان‏,‏ وجدنا أن اعتماده علي الوعي أعظم بكثير من اعتماده علي القضايا المنطقية‏,‏ وعلي البراهين العقلية‏,‏ وأنه أقوي جدا من كل يقين يتأتي من جانب التحليل والتقسيم‏..‏ والعلماء الأخيار‏,‏ والعقلاء الأبرار‏,‏ كثيرا ما يعبرون عن وجود الله ــ تعالي ــ علي أنه من البديهيات التي يدركها الانسان بفطرته‏,‏ ويهتدي اليها بطبيعته‏.‏

    فهذا أحد الصالحين يقول له قائل إن فلانا قد أقام علي وجود الله ألف دليل‏!!‏ فيرد الرجل الصالح الحكيم بقوله‏:‏ إن فلانا هذا في نفسه ألف شبهة‏!!‏
    وكأنه يريد أن يقول‏:‏ إن وجود الله ــ تعالي ــ حقيقة لاشك في أمرها ولا مجال لإنكارها‏,‏ ولا يحتاج الي اقامة برهان أو دليل‏,‏ فالأمر كما قال الشاعر الحكيم‏.‏
    وليس يصح في الأذهان شيء‏000‏ اذا احتاج النهار الي دليل

    ورحم الله صاحب الحكم الإمام ابن عطاء السكندري حين قال‏:‏ إلهي كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر اليك؟ أيكون لغيرك من الظهور ماليس لك حتي يكون هو المظهر لك؟ متي غبت حتي تحتاج الي دليل يدل عليك؟ ومتي بعدت حتي تكون الآثار هي التي توصل اليك؟‏!!‏
    واذا كانت الفطرة الانسانية قد دلت علي وجود الخالق ــ سبحانه ــ فان العقل السليم قد دل ــ أيضا ــ علي وجوده ــ تعالي ــ وجودا لا مجال معه للشك أو التردد‏..‏

    تارة عن طريق هذه المخلوقات التي لا تحصي والتي لابد لها من خالق أوجدها وأبرزها من العدم الي الظهور‏,‏ إذ من المسلمات العقلية‏,‏ ومن البديهيات الأولية‏,‏ أن كل مخلوق لابد له من خالق‏..‏
    قال تعالي‏:[‏ سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون‏](‏ يس‏:36).‏

    وتارة عن طريق إتقان واحسان هذه المخلوقات‏,‏ واكمال صنعها‏,‏ وجعلها في هذه الصورة البديعة التي تشهد بأن لها خالقا قادرا حكيما‏..‏
    قال تعال‏:[‏ ماتري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تري من فطور‏](‏ الملك‏:3).‏

    وتارة عن طريق هذا التقدير المحكم الدقيق الذي يجعل كل شيء في مكانه الملائم‏,‏ وفي زمانه المناسب‏,‏ وفي كيفيته المتناسقة‏,‏ وفي كميته المتوازنة‏..‏
    قال تعالي‏:[‏ وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم‏](‏ الحجر‏:21).‏

    هذه المخلوقات التي لا تعد ولا تحصي‏,‏ والتي أوجدها الله تعالي بتلك الصورة البديعة السوية الدقيقة‏,‏ هي التي جعلت الأعرابي يعبر عن وجوده ــ سبحانه ــ بتلك الكلمات الواضحة‏,‏ فيقول لمن سأله عن وجود الله ــ عز وجل‏:‏ البعرة تدل علي البعير‏,‏ وأثر السير يدل علي المسير‏,‏ فكيف بسماء ذات أبراج‏,‏ وأرض ذات فجاج‏,‏ وبحار ذات أمواج‏,‏ أفلا يدل ذلك علي العلي القدير؟‏!!‏ والحق‏:‏ أن هذه المخلوقات التي لا تحصي‏,‏ وهذا الكون بما فيه ومن فيه‏,‏ أكبر شاهد علي وجوده ــ عز وجل ــ لأن العقل السليم لا يتصور أن توجد هذه المخلوقات العجيبة الباهرة دون خالق لها‏,‏ كما لا يتصور أن توجد صنعة دون صانع‏.‏
    ولقد قال بعض الحكماء ما خلاصته‏:‏ إن هناك فروضا ثلاثة يمكن أن نفرضها في تعليل الأصل الذي عن طريقه وجدت هذه المخلوقات التي ضمها هذا الكون الهائل البديع‏:‏

    الفرض الأول‏:‏ أن تكون هذه المخلوقات قد وجدت من العدم‏.‏

    الفرض الثاني‏:‏ أن تكون هذه المخلوقات قد وجدت عن طريق الصدفة‏.‏

    الفرض الثالث‏:‏ أن تكون هذه المخلوقات قد أوجدها موجد قادر حكيم‏.‏

    أما الفرض الأول‏:‏ فهو ظاهر البطلان دون أن يختلف في ذلك عاقلان‏,‏ لأن العدم لا يتصور أن يكون أصلا لما هو موجود‏,‏ لأن فاقد الشيء لا يعطيه كما يقولون‏..‏
    وأما الفرض الثاني فهو أشد بطلانا‏,‏ وأعظم تهافتا من سابقه‏,‏ لأن الصدفة لا يمكن أن ينبثق عنها هذا الكون البديع المحكم المتوازن المتناسق الذي تحكمه سنن مطردة‏,‏ وقوانين في غاية الدقة‏..‏ليس معقولا أن تكون الصدفة التي هي وليدة الاعتباط والاتفاق غير المقصود هي التي أوجدت هذه المخلوقات‏,‏ وهدت كل مخلوق الي وظيفته التي خلق من أجلها‏,‏ وأعطته من الحواس والمشاعر والالهامات ما عينه علي أداء هذه الوظيفة‏..‏

    وصدق الله تعالي إذ يقول‏:[‏ قال فمن ربكما يا موسي؟ قال ربنا الذي أعطي كل شيء خلقه ثم هدي‏(‏ طه‏:50,49)‏ أي قال موسي في رده علي فرعون‏:‏ ربنا الله الذي خلق كل مخلوق وهداه الي وظيفته التي خلقه من أجلها‏..‏ ومادام هذان الفرضان الأول والثاني قد ثبت بطلانهما يقينا‏,‏ لأنهما خارجان عن دائرة العقل والمنطق والعلم‏,‏ فلم يبق إلا الفرض الثالث‏,‏ وهو أن لهذا الكون خالقا مدبرا قادرا حكيما موجد الغيره‏.‏
    ورحم الله تعالي الفيلسوف المؤمن الدكتور منصور فهمي باشا‏,‏ فقد كتب مقالا نفيسا منذ أكثر من خمسين سنة تحت عنوان‏:‏ خواطر نفس‏:‏ أنت أنت الله فقال ما خلاصته‏:‏

    إذا ما اتجه الفكر في السموات حيث انتشرت النجوم في الليل‏,‏ واذا ما خشعت النفس من رهبة السكون‏,‏ فانك ــ يا خالقي ــ تشرق بوجهك الكريم من خلال هذه الآفاق‏,‏ وحينئذ تبدو الافاق المظلمة كأنها بسمة منيرة‏,‏ وتتغني النفس الخاشعة بقولها‏:‏ أنت أنت الله‏.‏
    واذا ما كان المتأمل علي شاطيء البحر الخضم‏,‏ وأرسل الطرف بعيدا بعيدا‏..‏ إذ ذاك يشعر المتأمل بعظمة واسعة دون عظمة البحر الواسع‏,‏ واذ ذاك تقر العين باطمئنان الفلك الجاري علي أديم الماء الممهد‏,‏ ويدق الفؤاد بدقات صداها في النفس فيهتف‏:‏ أنت أنت الله‏.‏

    واذا ما انطلقت السفينة بعيدا بعيدا في البحر اللجي‏,‏ وهبت الزوابع‏,‏ وتسابقت الرياح‏..‏ ولعبت بالسفينة الأمواج‏,‏ وأشرفت علي الغرق‏..‏ إذ ذاك يشق ضياؤك هذه الظلمات‏,‏ وتحيط رأفتك بهذه الأخطار والمهالك‏..‏ وإذ ذاك يردد القلب واللسان‏:‏ أنت أنت الله‏.‏
    واذا ما اشتد المرض بمن أحاطت به عناية الأطباء وسهر الأوفياء‏,‏ ثم ضعفت حيلة الطبيب‏,‏ ولم ينفع وفاء الحبيب‏,‏ واستحال الرجاء الي بلاء‏..‏ إذ ذاك تتجلي علي عرش عظمتك‏,‏ والنفوس جازعة‏,‏ والأيدي راجفة‏,‏ والقلوب واجفة لتقول‏:‏ وأنا قضيت ويقول الطبيب والقريب والحبيب‏:‏ لك الأمر‏:‏ أنت أنت الله‏.‏

    واذا ما باين الدنيا انسان وباينته‏,‏ إذ ينظر الي المال فيلقاه فانيا‏,‏ والي الجاه فيلقاه زاويا‏,‏ والي الأماني فيلقاها زائلة‏,‏ والي الشهوات فيلقاها خادعة‏..‏ إذ ذاك يستغني عن المال والجاه‏..‏ وبين جاه يزول‏,‏ وأمل يدول‏,‏ هنا لا يملأ النفس إلا ذكرك وأهتف فأقول‏:‏ أنت أنت الله‏.‏
    واذا ما وقعت العين علي زهرة تتفتح‏,‏ واذا ما أعجب المعجبون بجمال الفجر‏..‏ إذ ذاك يشرق في قلوبنا نورك الجميل فنراك ونقول‏:‏ أنت أنت الله‏.‏

    واذا ما مست النفوس مظاهر عظمتك ورحمتك وقدرتك ونعمك التي لا تحصي علي خلقك‏..‏ جعلت القلوب تردد‏,‏ والمشاعر تهتف‏,‏ والعقول تنادي‏,‏ والألسنة تلهج وتقول‏:‏ أنت أنت الله‏.‏
    نعم‏,‏ ثم نعم أنت أنت الله الموجود بلا بداية‏,‏ والباقي بلا نهاية‏,‏ ولا حول ولا قوة إلا بك‏
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de