من التاريخ الصليبي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-11-2002, 01:05 PM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من التاريخ الصليبي

    بقلم: احمد عمرابي




    العام 1962 سوف يبقى محفوراً في الذاكرة الجمعية لمؤسسات التبشير المسيحي الغربية. ففي ذلك العام طويت صفحة الاشراف التبشيري الاحتكاري على التعليم في جنوب السودان.

    ما الذي يجعلني استرجع هذه الحقيقة التاريخية الآن من مخزن الذاكرة؟ لقد استوقفني تصريح منشور هذا الاسبوع لاحد قيادات الفاتيكان. فقد فتح الكاردينال روبرتو توشي مدير اذاعة الفاتيكان هجوماً كلاميا قاسيا مفعما بالانفعال على حكومة السودان في سياق تعليق له على الحرب الدائرة في الجنوب السوداني، فقد طالب هذا القس الولايات المتحدة بالتدخل لدى كندا والصين وماليزيا للضغط على هذه الدول لوقف مشاركة شركات نفطية تابعة لها في مشروع انتاج النفط السوداني، وهذه الخلاصة توصل اليها الكاردينال بعد ان قال ان المال الذي تحصل عليه الحكومة السودانية من عائدات صادرات النفط يساعدها على «مواصلة حرب الابادة في جنوب البلاد غير المسلم».

    ولا اريد ان اثير جدلا حول ما يردده مفكرون غربيون مسيحيون عن حتمية «صراع الحضارات» بين الاسلام وتحالف صليبي يهودي وما يتبع هذه المقولة عادة من استعداء خفي للمجتمعات الغربية ضد الاسلام والامة الاسلامية لكن اريد فقط ان اذكر هذا الكاردينال الذي تجاوز الثمانين بأن فضيلة الصدق في كل الاديان هي اساس الايمان، ولو توخى القس هذه الفضيلة ان الطرف الباديء في حرب الجنوب السوداني هو «الجيش الشعبي لتحرير السودان» عندما اعلن عن نفسه للمرة الاولى في ابريل 1983 وليس الشمال السوداني تحت اي عهد من عهود الحكم المتعاقبة.

    لكن الكاردينال متحامل، وحرصه على استخدام عبارة «الحكومة السودانية» كطرف ثانٍ في الحرب عوضا عن عبارة «الشمال السوداني» لن يخفي تحيزه ضد الشعب المسلم في الشمال.

    واذا كان الكاردينال توشي يبلغ من العمر 82 عاماً كما جاء في الاخبار فإنه كان قد بلغ الستين في عام 1962 وهو من أهم وابرز التواريخ في مسار مشكلة الجنوب. في ذلك خلقت الحكومة السودانية برئاسة الفريق ابراهيم عبود انعطافا تاريخيا حاسما في مسار القضية، فقد اممت المدارس في جنوب السودان.

    وربما يظن البعض ان كلمة «التأميم» في هذا السياق تنطوي على مبالغة لكنها في الحقيقة ادق عبارة يمكن استخدامها في هذا السياق.

    منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى عام 1962 ظلت رقعة الجنوب السوداني مقسمة على «مناطق نفوذ» بين مؤسسات كنسية تبشيرية، انجليزية واميركية وايطالية تمثل طوائف مسيحية مختلفة.

    وبموجب هذا التقسيم الذي فرضته الادارة الاستعمارية البريطانية منحت كل مؤسسة تبشيرية امتياز احتكار التعليم المدرسي في منطقة نفوذها. وفي غياب كامل لنظام تعليمي قومي تحت اشراف الحكومة «كما كان الحال في الشمال» كانت النتيجة تخريج اجيال من انصاف المتعلمين الجنوبيين الذين اشربوا على ايدي مدرسين قساوسة كراهية الاسلام والمسلمين والعرب والثقافة العربية. وجون قرنق الذي يشن الحرب الآن على الشمال يمثل الدفعات المتأخرة من هذه الاجيال.

    قضى الاجراء الحازم الذي اتخذته وطبقته فوراً حكومة الرئيس عبود باستيلاء الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم المركزية على المدارس الكنسية جميعهاً وضمها الى المنهج التعليمي القومي.

    ولم يكن الاجراء موجها ضد المسيحية كدين، فبينما ابعدت الحكومة المدرسين القساوسة الاجانب، بعد ان انتفى سبب بقائهم، فإن قرار الابعاد لم يشمل اطلاقا اغلاق الكنائس في الجنوب او ابعاد اولئك القساوسة الذين كان عملهم محصوراً في اطار الوعظ الديني في تلك الكنائس.

    ومع ذلك كانت العاصفة السياسية والاعلامية التي آثارتها المؤسسات التبشيرية الغربية بلا نظير. فقد فتحت حملة مسعورة في العواصم الغربية كافة، خاصة روما، ضد حكومة السودان والشمال السوداني المسلم قاطبة، وكان في مقدمة قيادة الحملة كاردينالات الفاتيكان. ولاشك ان عام 1962 دخل التاريخ الكنسي الغربي باعتباره العام الذي فقدت فيه مؤسسات التبشير والتنصير المسيحي في الغرب جنوب السودان كأكبر واقوى قاعدة تبشيرية في القارة الافريقية بأسرها، ومنذ ذلك الحين، اي لمدى 40 عاماً حتى الآن فإن المساعي المحمومة لهذه المؤسسات لاسترداد جنوب السودان تبشيرياً لم تفتر.

    هذا ما يفسر لنا لماذا يدعو الكاردينال توشي الرئيس بوش لكي تتحرك الولايات المتحدة الاميركية دولياً من أجل تحقيق مقاطعة عالمية كاملة ضد مشروع النفط السوداني.. ولماذا يلجأ الكاردينال في حمأة تحامله الى قلب حقائق التاريخ رأساً على عقب؟

    حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة البيان للطباعة والنشر
    الثلاثاء 30 ربيع الاول 1423 هـ الموافق 11 يونيو 2002
    http://albayan.co.ae/albayan/2002/06/11/ray/5.htm

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de