مرض الكلازار يقضى على ثلث سكان ولاية الوحدة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 02:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-05-2002, 08:41 AM

Al-Masafaa
<aAl-Masafaa
تاريخ التسجيل: 04-25-2002
مجموع المشاركات: 1586

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مرض الكلازار يقضى على ثلث سكان ولاية الوحدة

    التقرير الشامل لمنظمة «أطباء بلا حدود» عن مآسي الحرب في ولاية الوحدة 3 -5

    ..!

    إعداد : محمد رشوان

    إذا ما تعاركت الأفيال فان العشب هو الذي يتضرر . وإذا ما دارت رحى حرب أهلية فإن المدنيين يصبحون وقودها ويتضررون اكثر من غيرهم . فالحرب تشردهم من ديارهم وتفقدهم مواشيهم وتبعدهم عن الأرض التي ألفوها وعن مزارعهم ومراعيهم فيتفرقوا أيادي سبأ ليعيشوا على هوامش الحياة في مدن رثة ويتشرد ابناؤهم وتتفكك أسرهم ويتعرضون لثالوث الفقر والجهل والمرض . وقد أدركت أطراف الصراع في كل أرجاء المعمورة تلك المخاطر والمآسي . وايقنت أن الحرب ماحقة تهلك الحرث والنسل وتقضي على الأخضر واليابس وتوقف عجلة التنمية - إلا أهل السودان الذين لم يستوعبوا الدرس بعد . فهاهم متمردو سيراليون ثابوا إلى رشدهم وارتضوا بصناديق الإقتراع حكما بينهم وبين الرئيس الشرعي أحمد تيجان كباح - الذي احرز نصراً مؤزراً فيما بعد. وها هي سيراليون تنعم بالسلام ووضعت جبهة تحرير تمور تاميل أيلام في سيرلانكا سلاحها بعد حرب ضروس والآن يجرون محادثات جادة مع حكومة الرئيسة كاراماتونحا . واستمع ثوار انجولا إلى صوت العقل بعد مصرع قائدهم ساقمبي الذي كان حجر عثرة أمام السلام طيلة نيف وعشرين عاماً . وفي الحلقات التالية تقدم لنا منظمة أطباء بلا حدود صورة كاملة للمآسي والفظائع التي ظل مواطنو ولاية الوحدة يتعرضون لها طيلة 14 عاماً من عمل المنظمة . علَّ اطراف الصراع في السودان يتبصرون في ما جرته الحرب من ويلات

    ارتفاع نسبة الوفيات بسبب الأمراض المعدية

    حتى لو لم يكن هنالك نزوح فإن الأمراض كانت سبباً في فقدان أرواح آلاف المواطنين في ولاية الوحدة . فقد كان الصراع سبباً في حرمان آلاف الأسر من الوصول إلى الخدمات الطبية وإلى مراكز التغذية المنتظمة واجتمعت كل هذه الاحداث على صعيد واحد لتؤدي إلى عواقب وخيمة . ونسبة لما ظلت هذه المنطقة تجابهه من معاناة طال أمدها - طوال تاريخها بسبب افتقارها إلى خدمات الرعاية الصحية والأحصاء والمسح الصحي - فقد بات من العسير جداً تقدير أثر الصراع على معدلات الوفيات في ولاية الوحدة.

    غير أن منظمة أطباء بلا حدود خلال وجودها الذي دام 14 عاماً في هذه الولاية تمكنت من التوثيق لمرض الكلازار المعدي كما أجريت دراسات عديدة حول إرتباط هذا المرض بالعوامل ذات الصلة بالصراع الدائر . فمن الواضح ان أعداداً كبيرة من المواطنين قضوا نحبهم بسبب هذا المرض الذي يمكن علاجه وذلك لان الحرب حالت دون وصولهم إلى مراكز خدمات الرعاية الطبية لتلقي العلاج اللازم.


    مشكلة مرض الكلازار
    ليس من السهل تحديد مدى انتشار هذا المرض على وجه الدقة وذلك لانعدام المعلومات الكافية بشأنه حتى ولو استطعنا أن نقدر تعداد سكان المنطقة ب 350 ألف نسمة وأكتشفت المنظمة خلال عملها الطويل في ولاية الوحدة أن كل مواطن فقد أحد أقربائه بسبب مرض الكلازار . وفي مناطق مثل جيكاني وجاقي فان المرض قد أدى إفراغ قرى بأكملها من مواطنيهم . فقد مات خلق كثير والذين نجوا من المرض هجروا قراهم.

    وثمة قصة رواها احد سكان قرية فاناراو والتي ذكر فيها أن المرض فتك بكل افراد اسرته ولم يبق على قيد الحياة أحد سواه.

    وتفتقر المنطقة أصلاً إلى المسوحات الصحية ولذا فإن انماط هذا المرض ونسبة الوفيات الناجمة عنه لا يعرف الكثير عنها . ولكن من ما لا شك فيه ان التغيير الذي طرأ على الحياة نتيجة للصراع والنزوح وازدياد معدلات الإصابة بسوء التغذية وسرقة الابقار التي تعتبر عصب الحياة لسكان ولاية الوحدة وانتشار أعمال العنف قد ساعدت على ظهور امراض مختلفة من بينها الكلازار .

    الكلازار مرض ينتقل بواسطة الطفيليات التي تحملها الذبابة الرملية عندما تلسع الانسان ويؤثر هذا المرض على جهاز المناعة وتصاحبه اعراض عديدة مثل الحمى والانيميا والوهن والهزال ويموت الشخص المصاب عادة بسبب تعقيدات هذا المرض . مثل الأسهال والالتهاب الرئوي اذا لم يتيسر العلاج . ولكن هذا لا يعني ضمناً ان كل من يصاب بطفيل المرض يصيبه الكلازار . غير ان حالات سوء التغذية تزيد من قابلية الشخص للأصابة به وتؤدي إلى تردي حالة المريض بصورة متسارعة تفضي إلى الموت في نهاية المطاف. وعلاج اصابات الكلازار أصبح أمراً ميسوراً عن طريق الاستعانة بالعقاقير المناسبة مع توفير الرعاية الضرورية التي يحتاجها المريض . ويخضع المريض إلى علاج مكثف يتمثل في حقنه ثلاثين حقنة في جسمه يومياً وقد أثبت هذا العلاج فعاليته وجدواه إذ تمكن من القضاء على المرض في 90% من الحالات . وإذا ما كتب الشفاء للمريض فان جسمه يكتسب مناعة من هذا الداء مدى الحياة .

    وينتشر الكلازار في شرق السودان ومنطقة شرق النيل الأبيض. وتعتبر غابات السنط والطلح أصلح بيئة لتكاثر الذبابة الرملية التي تنقل طفيل هذا المرض وتكثر هذه الغابات في شرق السودان واجزاء عديدة من ولاية الوحدة . وقبل تفشي هذا المرض في منتصف الثمانينات - كانت ولاية الوحدة خالية منه تماماً . ولكنه اليوم أضحى من الأمراض الفتاكة المستوطنة بالمنطقة .

    واسفرت المعومات التي توفرت لاطباء بلا حدود ان كل أسرة في الولاية فقدت واحداً أو أكثر من افرادها أو معارفها بسبب الكلازار . وبحلول اواخر الثمانينات اصبح هذا الداء الوبيل وبائياً في ولاية الوحدة وعلى وجه التحديد قبيل بداية الجولة الثانية من الحرب الأهلية . وقد أظهرت سبعة مسوحات قام بها أطباء بلا حدود خلال الفترة من 90 - 94 إلى أن زهاء 000 100 نسمة قضواء نحبهم بسبب الكلازار خلال فترة تفشيه في ولاية الوحدة وهذه نسبة عالية جداً لأنها تشكل ثلث السكان وكشفت المسوحات التي أجريت في قرية فاناراو وحدها أن حوالي 70% من السكان قد توفوا بعد أن أصابهم داء الكلازار. وقد شاهد أطباء المنظمة إبان عملهم في ولاية الوحدة في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات كثيراً من القرى المهجورة في منطقة جيكاني اثناء تطوافهم لمتابعة الأحوال الصحية.

    وقد تحدث الناجون من هذا الداء عن وفيات واسعة النطاق قضت على أسر ممتدة بأكملها .

    فقد قالت واوتار كوك وهي ممرضة تابعة للمنظمة (عندما أدركنا قرية لير شاهدنا مناظر تمزق نياط القلوب فقد كان جميع من وجدناهم عراة وجوعى . ثم انتقلنا الى قرية دوار حيث كان شبح الموت يخيم عليها بعد أن أهلك كل من فيها . وكانت كل القرى التي مررنا بها في طريقنا خالية ينعق فيها البوم . وشاهدنا الأعشاب الطويلة والشجيرات وقد احاطت بالأكواخ المهجورة وأحالتها إلى جزء من الغابة المجاورة.

    وقال د. جيل سيمان - أحد اطباء المنظمة - (كانت قرية دوار موطنا لآلاف السكان وبحلول عام 1989م لم يتبق منهم سوى خمسة أشخاص فقط ورافقوني خلال تجوالي في أنحاء القرية وكانوا يقولون لي : هذه المنطقة كانت مسكنا لأسرة فلان وتلك مسكنا لآل فلان . غير أن اولئك الاشخاص لم يقدموا لي المعلومات التي كنت بصددها والتي لابد منها للوقوف على حجم المشكلة . وليس في وسع الدارس ان يجري مسحاً على معدلات الوفاة في وقت لا يستطيع العثور فيه على بعض أفراد الأسر التي قضى عليها المرض.

    ولم يكن انتشار هذا المرض بشكل وبائي حدثاً مفاجئاً . فقد ظل خبراء «أطباء بلا حدود» المتخصصون في الكلازار يرصدون العوامل التي تضافرت وأدت إلى تفشي هذا الداء وذلك طيلة مدة عملهم التي تقارب 14 عاماً . وهذه العوامل الأربعة التي سنوردها في ما يلي مقرونة بالعوامل الأخرى ذات الصلة بها - ترتبط ارتباطاً وثيقاً بظروف الحرب وهذه العوامل هي:

    1 - انتشار الذبابة الرملية :

    نسبة لعدم وجود الأبقار والاغنام التي كانت ترعى في المنطقة ولتوقف النشاط الزراعي اخذت غابات السنط والطلح في النمو المتسارع مرة أخرى وأدى انتشار الذبابة الرملية التي تعيش في هذه الاشجار الى تفشي اصابات الكلازار لأن هذه الحشرة هي التي تنقل طفيل المرض.

    2- نقل الطفيل إلى المنطقة

    يعتقد خبراء الكلازار ان الطفيل الذي يسببه وتنقله الذبابة الرملية قد جلبه مقاتلو المليشيات الذين كانوا يتنقلون بين السودان واثيوبيا في منتصف الثمانينات والطلاب العائدين إلى ديارهم من ملكال وقد نقلت الذبابة الرملية هذا الطفيل من الأشخاص المصابين ونشرته على أوسع نطاق حتى اضحى وباء فتاكا يحصد الأرواح.

    3 - قابلية السكان للتعرض للمرض :

    كانت لدي سكان المنطقة قابلية كبيرة للإصابة بهذا المرض ومرد ذلك إلى إنتشار المجاعة في منتصف الثمانينات وأواخرها .

    كما تعزي أيضاً إلى نقص المناعة لدي الأفراد وتردي الأحوال الصحية بصورة عامة نتيجة للنقص الحاد في خدمات الرعاية الطبية وعدم تمكن منظمات العون الانساني من الوصول إلى المواطنين في قراهم وتجمعاتهم.


    ازدياد معدلات نقل المرض :
    أدى النزوح والتشرد بسبب الحرب وتزايد اعداد السكان الفارين من القتال والباحثين عن الأمان إلى إعتمادهم على الغذاء البري في الغابات والاحراش - وعلى وجه الخصوص غابات الطلح والسنط التي تعتبر مرتعاً خصباً للذبابة الرملية.

    ورصدت أول حادثة للإصابة بالكلازار عام 1984م عندما انهارت خدمات الرعاية الصحية وصعب حصول المواطنين عليها . وقد تزامن ذلك مع تجدد القتال عند اندلاع المرحلة الثانية من الحرب الأهلية وإزدياد حركة تنقل الأهلين والجنود المقاتلين والطلاب العائدين إلى مناطقهم . وادت هذه التحركات إلى نشر المرض على نطاق واسع في ولاية الوحدة.

    وبدا المرض من قرية جيكاني التي تقع إلى الشرق مباشرة من قرية دوار . وبعد نقل المرض إلى المنطقة أخذ في الانتشار بصورة متسارعة ومرد ذلك لعدة أسباب من أهمها :

    نقص المناعة الطبيعية لدي مواطني قبيلتي الدينكا والنوير الذين يعيشون في ولاية الوحدة إلى جانب الهجرة تجنباً للمناطق التي تدور فيها رحى الحرب وبحثاً عن الغذاء الذي يسد الرمق بالاضافة إلى ان الزراعة ورعى الأبقار قد تأثرا كثيراً بالصراع وادى هذا إلى تفاقم أوضاع سوء التغذية وبالتالي إلى قابلية السكان للإصابة بالداء.

    وعندما أخذ المرض في الإنتشار في ولاية الوحدة لم يكن هنالك ثمة أمل في شفاء للمواطنين الذين اصيبوا بالعدوى لا سيما وان نسبة الوفيات تصل إلى 95% إذا لم يتلق المصابون العلاج . وفي ذلك الوقت لم تتوافر اية خدمات طبية تأخذ بايدي اولئك المرضى المغلوبين على أمرهم وذلك بسبب تفجر الصراع.

    وتمكنت منظمة اطباء بلا حدود من فتح عيادة في قرية لير عام 1988م وكانت أول مركز علاجي يشهده أهل المنطقة . وما أن استهلت المنظمة العمل عام 1988م حتى سمعت بتفشي (المرض القاتل) الذي بدأ يفتك بالناس في شمال ولاية الوحدة . وما أن عرف الاطباء ان هذا المرض هو الكلازار حتى سارعت المنظمة بانشاء وحدة لعلاج المرض في قرية لير - وعندما تحسنت الأوضاع تم افتتاح المزيد من مراكز العلاج في قرية دوار عام 1990م وقرية نيمين عام 1993م . وظل المرض يتفاقم في المناطق الأخرى عبر السنين واستشرى في منطقة دوار خلال الفترة بين عامي 88 و 1989م أبان سني المجاعة وزاد انتشار المرضى بسبب حركة المواطنين وتنقلهم طلباً للامن والغذاء.


    مراكز علاج الكلازار
    وحتى بعد أن أصبح العلاج متوفراً في منطقة لير عام 1989م وتزامن ذلك مع بلوغ المرض اوج انتشاره فقد كان العسير جداً على كثير من المواطنين الوصول إلى مراكز الرعاية الطبية .

    فقد كان معظم الناس يعيشون في مناطق نائية تبعد ما بين مسيرة يوم إلى عشرة ايام. ولم يكن في وسع الكثيرين الوصول إلى مراكز العلاج في الوقت المناسب . ومعظم المرضى لا يعرفون ان علاج هذا المرض أضحى ميسوراً أو أنهم لم يتبق لهم أي شخص من اقربائهم على قيد الحياة حتى يرافقهم خلال الرحلة الطويلة صوب مراكز العلاج علماً بانهم يعانون من وطأة المرض . ومن المؤسف أن كثيراً من الوفيات قد حدثت قبل وصول المرضى إلى العيادات وقبل بدء العلاج.

    وسرعان ما انتشر المرض إلى منطقة فناراو التي يقطنها الدينكا في ولاية الوحدة في أواخر الثمانينات.

    وخلال الفترة من منتصف عام 1990 ومطلع 1991م عندما كان العلاج ميسوراً في قرية دوار كان عدد الوافدين من فناراو لتلقي العلاج يفوق عدد القادمين للعلاج من بقية المناطق. بالرغم من طول الرحلة التي تستغرق 15 يوماً سيراً على الاقدام وقد أمكن علاج 1500 مواطن من القادمين من فناراو خلال هذه الفترة . ولكن خلال الفترة من منتصف عام 1991م إلى منتصف عام 1992م - وبالرغم من أن أطباء بلا حدود قد تمكنوا من علاج 10 آلاف حالة كلازار من المناطق الاخرى - وبالرغم من ان المرض بلغ ذروة تفشيه في منطقة فناراو فان عيادة الكلازار لم تستقبل مرضى من تلك المنطقة التي يقطنها الدينكا. وكان مرد ذلك إلى أن العلاقات بين الدينكا والنوير تردت كثيراً في أعقاب الشرخ الذي حدث في صفوف الجيش الشعبي . لذا فان اعداداً قليلة من المواطنين تمكنت من الوصول إلى مركز العلاج ولم يجرؤ إلا القلة على المغامرة بالتوجه إلى قرية دوار الواقعة في الاراضي التي تسيطر عليها قبائل النوير إلى الجنوب من نهر بحر الغزال.

    وخلال الفترة من 90 إلى 1994م اجرت منظمة اطباء بلا حدود سبعة مسوحات للوقوف على معدلات الوفيات بغية الإحاطة بآثار المرض على المجتمع وقد اسفر تحليل تلك المسوحات عن النتائج التالية :

    (على ضوء مجمل معدلات الوفيات التي اظهرتها عمليات المسح في المنطقة واستناداً على تعداد السكان الذي اظهره احصاء السكان عام 1983م - اتضح ان ما بين 80 إلى 136 ألف من الذين كان من المتوقع ان يظلوا على قيد الحياة قد قضوا نحبهم منذ عام 1984م . وعندما استفحلت الاصابات باللشمانيا يعتقد ان زهاء مائة ألف شخص توفوا في ولاية الوحدة. ولا يزال الكلازار يشكل خطراً على اعداد كبيرة من المواطنين كل عام. فقد تجدد انتشاره مرة أخرى عام 1994م وذلك بسبب تنقل اعداد كبيرة من السكان عبر غابات السنط والطلح بحثاً عن الغذاء ورغبة في الوصول إلى أحد الاسواق التي انشئت أخيراً.

    واستطاعت المنظمة حتى الآن علاج اكثر من 000 200 حالة كلازار في ولاية الوحدة وبما أن الحرب لا تزال مستعرة وليس من الممكن تطبيق الاجراءات الصارمة لمنع انتشار المرض ومكافحة الذبابة الرملية - فان السبيل الوحيد لخفض معدلات وفيات المرض هو تلقى العلاج في المراكز الصحية. ومن بين امثلة الضحايا القصة التي روتها مواطنة في الخمسينات من عمرها اسمها نيا باوش منطقة كواك ولكنها نزحت إلى قرية بربور بعد أن توفيت أمها بسبب الكلازار الذي أودى أيضاً بحياة ثلاثة من ابنائها الأربعة.

    أما فكتوريا فهي سيدة في الاربعينات من العمر من منطقة بدونق وجاءت طلباً للعلاج وقد فتك المرض بثلاثة من أطفالها الستة وأربعة من اقربائها بسبب الكلازار ومن بين اطفالها الاحياء طفلة عمرها ثماني سنوات تعاني من الكلازار وقد اصطحبتها معها لتلقي علاج الكلازار المؤلم الذي يخضع المريض خلاله لثلاثين حقنة يومياً وقد كتب لها الشفاء.

    أما آوور فهي سيدة في الاربعينات من قرية اكوت في المنطقة التي يقطنها الدينكا في فناراو انجبت ثمانية أطفال عاش منهم ثلاثة فقط وتوفي زوجها وثلاثة من ابنائها بسبب الكلازار وقتل اثنان من ابنائها على أيدي القوات المتحاربة بينما كانا يرعيان أبقارهما في العام الماضي.


    السل الرئوي
    يشكل السل الرئوي TB الآن أحد المهددات الخطيرة لصحة الانسان في ولاية الوحدة. ولاسباب ثقافية واقتصادية تتعلق باعتماد النوير على ابقارهم فان عدوى السل البقري تنتشر على نطاق واسع وتعتبر من العوامل الرئيسية لتفشي مرض السل في المنطقة.

    ويؤثر السل على المجتمعات فقد أصبح الآن السبب الرئيسي للوفيات في الجماعات العمرية بين 20 - 45 عاماً وهذه هي السن التي يبلغ فيها عطاء الانسان وانتاجيته ذروتهما.

    وتفيد تقديرات اطباء بلا حدود الآن ان معدلات الاصابة بهذا المرض تصل إلى حوالي 300 شخص من بين كل مائة ألف . وتمكنت المنظمة من علاج 3000 حالة سل رئوي في ولاية الوحدة خلال الفترة من 93 - 1997م ولكن هذا لا يمثل سوى جزء يسير من المشكلة المتفاقمة ويؤدي انفراط عقد الأمن وأجبار العاملين في مجال الخدمات الطبية على إخلاء مواقعهم إلى اعاقة علاج السل الرئوي وجعله أمراً عسيراً وذلك لان هذا المرض يتطلب علاجاً ورعاية يومية لصيقة.

    ولم يتمكن اطباء بلا حدود خلال الفترة من 93 - 2000 من الوصول إلى معظم مناطق ولاية الوحدة . ويعتقد أن أعداداً كبيرة من المصابين بالدرن ظلوا دون علاج ولابد أن الكثيرين قد ماتوا بسبب هذا المرض.

    والأمر الخطير في التدرن الرئوي ان كل حالة اصابة بهذا المرض تنقل العدوى إلى 12 شخصاً وإذا لم يتلق المصابون العلاج فان 60% منهم سيقضون نحبهم خلال فترة تتراوح ما بين عام واحد إلى خمسة أعوام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de