|
|
 معاناة زميلي
|
الاعزاء حبايب البورد .. لي زميل له اكثر من عشر سنوات لم يزور فيها السودان وحدث ذلك قبل فتره وجيزة .. صدمت حقيقه من انطباعاته عن سوداننا الحبيب .. لذلك انقلها لكم نصيا حتى تشاركونني الحكم .. علما بانني ليس لدي اي ميول سياسيه ...فقط عاوز سودانا يكون فوق وينتهي ليل الغربه الطويل.
حمودي
لا يمكنك أن تخدع كل الناس كل الوقت، ولكن من الممكن أن تخدع بعض الناس بعض الوقت·
وقد كنت من هؤلاء >البعض< الذين خدعوا لـ >بعض< الوقت· فقد كان سيدنا عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ يقول، وقد عرف عنه عبيده أنه يعتق من يظهر التقوى منهم، من خدعنا بالله انخدعنا له·
فقد انخدعنا وانسقنا وراء دعوى تحكيم شرع الله لعلمنا أن شرع الله ينصف الجميع ويساوي بين الجميع ولا يبخس الناس أشياءهم·
انخدعنا وكنا لا نقبل نقاشا ولا مهادنة مع من يناوئ >الإنقاذيين< وكنا نعتبره ممن يحارب من يقول ربي الله·
ولقد خدعونا عبر الفضائىة التي مولناها من الضرائب المفروضة علينا ـ كمغتربين ـ لتنقل لنا وتصلنا بالأهل والوطن، فوجدناها أداة لخديعتها واللعب على ذقوننا!
أقل من 30 يوما قضيتها في الوطن بعد غياب ما يقارب العشر سنوات، أعادتني إلى الصواب وأوضحت لي حقائق لم أكن لأتصورها من هؤلاء الذين جاءوا ـ كما قالوا ـ لإنقاذ الوطن!!
ولنبدأ من البداية، حينما هبطت الطائرة وحملونا إلى صالة القدوم شبه المظلمة، أحسست أنني أهبط إلى قاع الدنيا، وبعد أن تسلمنا الشنط واتجهنا إلى مكان الجمارك، أردت أن أذهب للتفتيش عند المفتشين الذكور، فقد أوصوني بالابتعاد عن الإناث لأنهن أكثر وقاحة وتشددا، ولكن المفاجأة كانت أنه لا يوجد رجل أبدا في هذا المكان·
لقد علم >الإنقاذيون< أن النساء أفضل في تفتيش الناس وابتزازهم وجلب المنافع للثورة، فسلّموهن رقاب الناس·
ثم انتقلت بعدها لأقطع العاصمة وصولا إلى منزلي، فرأيت عاصمة كالحة توقف شكلها القميء عن النمو والتطور منذ بداية عهد الإنقاذ، وبدأت مساكنها وشوارعها تفقد معالمها، حفر ومطبات وبرك أمطار، وإشارات مرور مهترئة قديمة قصيرة قميئة، وشوارع لا تصلح لقرية في أقاصي أمريكا الجنوبية أو إفريقيا·
وعند الوصول ·· الذباب كاد يلتهم البشر، أسراب الذباب الذي تربّى في عزّ >الإنقاذ< تملأ كل الفراغات بما فيها أجساد الآدميين ·· الغبار، العفونة من مخلفات الأمطار من البرك والحفر، الناس يعيشون على هامش الحياة، والميكروبات والحشرات هي السائد والمتصرّف·
البعوض والملاريا وسوء التغذية ونقص إمدادات المياه والكهرباء، بل وتلوث المياه التي توزعها الحكومة على شعبها، مما يصيبهم بالإسهال والإعياء، لم تعد الإصابة بالملاريا شيئا غريبا، بل الغريب ألا يصاب الإنسان بهذا المرض، والعلاج لا يوجد في المستشفيات، إنما في الصيدليات ·· وبثمن لا يطيقه معظم المواطنين·
الأمطار والسيول وفيضان النهر أغرقت البلاد والعباد، والعجيب أن صنابير المياه لا تعمل في معظم أحياء العاصمة لأكثر من ساعتين في اليوم ·· فقط تعمل لساعتين يوميا!
أما إمداد الكهرباء، فأمره عجب، فهو ينقطع في اليوم عدة مرات بما يترتب عليه من إهدار لأموال المواطنين وصحتهم، فقد تتعطل كثير من الأجهزة جراء هذه القطوعات، وعندما تصل الفاتورة على المواطن أن يسددها قبل أن يتم فصل التيار ـ شبه المفصول أصلا· أعرف مواطنا جاءوا ليقدروا له قيمة الكهرباء في محله، فقال لهم >اقطعوها< ·· أرادو تهديده، فأفهمهم أنه لا يستفيد من تيارهم المتقطع هذا ·· فأسقط في أيديهم·
طلب الطبيب من ابني بعض الفحوصات المخبرية من مستشفى الخرطوم بحري الحكومي، ذهبت به إلى المعمل، وجدت المعمل مظلما، الكهرباء مقطوعة، خرجت من المستشفى وأنا ساخط ·· بل وناقم· وأمام المستشفى مباشرة وجدت أكثر من معمل أمام كل منها مولد كهرباء وهي تعمل في أمن وأمان، فأجريت الفحوصات المطلوبة ـ رغم أنها كانت بثمن باهظ، وكنت أتساءل: إذا كانت الحكومة قد فشلت في توفير الكهرباء لها ولغيرها، فهل هي أعجز من أصحاب هذه المعامل في توفير مولدات لمعاملها ومستشفياتها؟؟؟!!
وذهبت بابني مع الفحوصات لمقابلة الطبيب، ولكن الولد فجأة سقط وقد أصيب بهبوط، فطلب مني نقله إلى غرفة الحوادث، وهناك وجدت غرفة وسخة تحوي ثمانية أسرّة حديدية عادية وهي بدون استثناء >معيوبة<، فأحدها مكسور الملة والآخر بثلاثة أرجل والرابع أسلاكه مقطوعة، وهي مفروشة بألحفة لا تصلح أبدا للاستعمال الآدمي، وعليها مفارش يخجل أقل الناس شأنا من استعمالها لقذارتها و>لطع< الدماء و>القيء< المنتشرة عليها· طلب الطبيب من الولد أن ينام على أحسنها، فرفض الولد، ولو كان هناك مفر لما اضررته أن يفعل·
أسأل: أين هذه الضرائب والزكاة وكافة المسميات ·· والقصور والمباني الفخمة التي أقيمت لهذه الأشياء من حال غرفة الحوادث في كل مستشفياتها الحكومية·
الواضح أن الدولة تعمل جاهدة على إفقار مواطنيها وإذلالهم وإضعافهم لمصلحة الإنقاذيين فقط· الضرائب والزكاة سلاح مشهور لا حدود له ولا قيود عليه، يطلقون على المواطن وفودا من الضرائب والزكاة بلا قانون يحكمهم ولا ضوابط تضبطهم، فإن كان >إنقاذيا< تسامحوا معه، وإن كان غير ذلك بالغوا في تقدير ضرائبه وزكاته وعوائده حتى يغلق محله أو يتسلمه إنقاذي منهم·
من في السودان كله تجب عليه الزكاة ومعظم الناس ـ عدا النظام ومحاسيبه ـ يقتاتون على وجبتين في اليوم وتهلكهم الأمراض ولا يلاحقون التعليم والمواصلات ومطالب الحياة الأخرى؟
إن الزكاة عند >الإنقاذيين< ـ كما علمهم شيخهم ـ لا تسقط عن أي شخص حتى عن مستحقيها، الكل يدفع الزكاة والضرائب الباهظة تماما كما كان يفعل الأتراك قبل قيام الثورة المهدية في السودان، حيث شاهد محمد أحمد المهدي كيف أن >جباة< الضرائب يدخلون القطط في سراويل السودانيين ليدفعوا ضرائب لا يطيقونها حتى يسرق الجميع وتصل البقية إلى الحكومية التركية· فقام بالثورة على هذا النظام، فهل يوجد مهدي آخر في زمن الإنقاذيين؟
الحكومة ترى أن من حقها أن تستولي على أي قرش يدخل إلى جيب أي إنسان سوداني في السودان أو خارجه، وتحويله إلى مصلحة محاسيبها، فأنت ترى السيارات الفارهة والعمارات الشاهقة والملابس الغالية، وعندما تسأل تجد أنها للحكومة ولمحاسيب الحكومة، وأنت ترى الفقر والمرض والذلة والهوان والجوع والظلام وقلة الماء وسوءه موزعة بالتساوي على بقية المواطنين!!
المغترب منذ أن يدخل السودان يظل يدفع ويدفع ويدفع، ومعظم هذا الدفع للحكومة، كل شيء بمبلغ لا يستهان به، الفورمات، الأر########، الضرائب، البطاقات، وقيمة استخراج الجواز أو تجديده كلها قيم >فخرية< خاصة بالمغترب، حتى البوفيه الخاص بالمغتربين في >مكتبهم< ـ وهو من أقذر ما يكون ـ أسعاره باهظة تليق بالمغتربين مع وود بوفيه آخر للعاملين في المكتب أسعاره معتدلة ولكنه لا يبيع للمغتربين حتى لا يخرجوا من مفرمة >الإنقاذ<·
أبناء المغتربين عند دخولهم المدارس والجامعات لهم وضع >خاص< باتجاه ابتزاز كل قرش يكسبه آباؤهم لمصلحة >الإنقاذيين<، فالرسوم تتضاعف عشرات الأضعاف ومئاتها أحيانا، وفي المدارس الابتدائية والثانوية مطلوب تبرعات باهظة من أجل أشياء كثيرة تنقص تلك المدارس·
الذي نسمعه من الفضائية السودانية وعلى لسان الرئيس البشير لا أحد يطبقه، >تنقيص< الضرائب على المغتربين وتوفير الكتب في المدارس أمر لم يحدث ولن يحدث، الكل يقولون: الرئيس تحدث في التلفزيون >في الهواء< ولم يصلنا شيء رسمي، الجميع يتهامسون: لا تصدقوا الرئيس أبدا·
المواطن العادي يشكو ويشكو ويشكو ·· لكن لمن؟ الضرائب لا شكل لها ولا تحديد، وتوضح جزافا وتختلف بين فرد وآخر، في العمل الواحد غير مسموح لغير >السدنة< بالربح، مواطن ذكر أنه حصل على تصديق محل مقابل 300 ألف جنيه لمدة عام، ولكن جاءوه بعد شهر يطلبون منه دفع المبلغ نفسه شهريا ·· لماذا؟ قالوا له إن >محلك يكسب كثيرا<·
سبحان الله، وهل كل ما يكسبه المواطن يدفعه لصالح >···<؟، عموما قال لي المواطن: لقد كنت قررت أن أقفل المحل قبل أن يطلبوا مني الزيادة، فشجعوني فقفلته >بالضبة والمفتاح!<·
قالت إحدى ربات البيوت وهي تسخر: إن هذه الحكومة تشجع >وساخة المدن< وقذارتها· ومضت: فهي أولا لا توفر سيارات نقل الأوساخ، ولا توفر مبيدات البعوض والذباب والحشرات، بل إن أسعار هذه الأشياء أغلى مما يتحمله المواطن· كما أنها لم تحدد أمكنة لرمي >القمائم< لتحملها على راحتها متى أرادت! إن القذارة امتدت للمكاتب، والفنادق، والشوارع والمستشفيات، وهي الأكثر حظا·
الضرائب الباهظة والمتكررة والثقيلة لا يعود منها قرش واحد لصالح الخدمات ·· فأين تذهب؟ ولماذا؟
ولا أطيل، لأنني لو فعلت لاحتجت صحيفة كاملة لأروي مشاهدات كم وعشرين يوما قضيتها في بلدي وهي تحت حكم الإنقاذ، واقتنعت بما قاله أحدهم من أن قرنق لو حكم السودان لكان أرحم بأهله من هؤلاء·
أبو عمر
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة زميلي (Re: 7mooodi al3sal)
|
العزيز حمودي ...لك كل الود...حقيقة نشكر لصديقك شجاعته وعكسه الواقع بحقيقته المرة وما رجع زي ناس قريعتي راحت البيمشو السودان فقط شايلين ليهم قرشين يتفنطظو بيهم كم يوم بدون الاحساس بي الم المواطن المسكين الذي علمته الانقاذ ذل السؤال ويرجعو يقولو ليك (والله الجماعة ديل شغالين شغل )وينسي انو من الاسبوع الثاني في اجازتو هاك يا اتصالات بمحل اقامته عاوز يلحقوهو بي مدد .... والمصيبة انو يقعد ليه شهر والا شهريين ويرجع ما عارف الحاصل وما بيسأل نفسو هل لو كان قاعد في السودان كان ح يقدر يصرف بنفس الكم ويبقي زي النعامة البتدفن راسها في الرملة ويتخيل ليه انو لو عكس الواقع بيكون عدم وطنية و يكون فالح بس في انو يحكي ليك عن (الجكس و التجكيس) .... وزي ما قال صاحبك يا اخ حمودي البيحصل في السودان ده نهب و مسلح بالقانون والسلاح و عدم الرحمة ..وتحياتي لك مرة تانية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: معاناة زميلي (Re: قرشـــو)
|
الاخوان
بت النيل
فنجري
وقرشو
تحياتي لكم جميعا
شكرا على التعقيبات الجميله
لكن لماذا لا نبدأ جميعا في البحث عن حلول لواقع المغترب السوداني؟
حمودي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
bitalneel
قرشـــو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست