سلمي بنت الاشراف.......رواية لم تتم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 09:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-06-2002, 09:05 AM

eyes of liberty

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سلمي بنت الاشراف.......رواية لم تتم

    --- سلمي بنت الاشراف
    ====================
    من اطيب لحظات تلك الفترة , هي عندما يدفئ حرارة اللقاء لفحات الشتاء في عز ليلة يناير البارد , فبرغم برودة الجو , ترانا لازلنا نرتدي اخف الثياب حتي نظهر " للجو " أخر قيافة . متحملين لسعات البرد التي توخذ الجلد وتنخره الي العظام , كوخزنا لورقة كراسة الحساب عندما تستصعب علينا المسألة رقم 13 من التمريين .
    وعزوءنا الوحيد لمواجهة برد يناير القارس هو دفئ تلك الحظات المعسولة بتبادل الحان الشجن وسيمفونية الغرام , التي لازالت الحانها ترن في الاذان معلنة عن خلودها .

    من طرائف تلك الفترة , قصة صديقي ورفيق عمري منذ بواكر الصبية الاخ صلاح الذكي جدا و القليل الحظ مع الغرام الغرام , والذي لم تفده تحليلات و تخطيطات فتوة الغرام في ذلك الزمن من ان يشك سهمه المعسول في في احشاء فتاة ربيعه سلمى بنت الاشراف والتي اشتهرت بين الصبية من دورها , بصعوبة المنال و استحالة اللقئ من بعد النوي .

    فقد ولع بها صلاح الي حد " البري " , وما من مجلس الا وذكر فيه اسم سلمي وكيف انها نالت اعي الدرجات في امتحان الفترة , وكيف قارعة زميلتها في مقال التاريخ ...ووو الي درجة انه كان احيانا يبالغ في مدحها لدرجة الاسراف , كاسراف ام العروس للتباهي بعرس ابنتها الاولي. حتي انه لم يعد هيامه بسلمى بنت الاشراف يخفي علي فتوات الغرام ولا حتي لمحمود المفتول العضلات , والذي لم يكن يشغل همه في تلك الفترة سوي هرش اولاد الحلة وتطويع من يخرج عن سلطاته من الرجال . اجارنا الله من محمود , فكان جد نشاز الحي , كدر , عكر صفو كل المحبين , كان دائما مكشر عن انيابه , ينفش الاسباب بحثا عن العراك , تماما كالثور الهائج في الفريق , كان لا يخشي حتي كلمات وزجر اعيان الحي من دور والده , فقد كان وراه جحافل جيش كرار من اخوة يتأبطون بالشر لكل من يمس لمحمودهم بكلمة , وورائهم ام محمود التي اشتهر صيتها بلسانه اللسع كشوكة العقرب, تخدر لسان قارعها وتعجزه عن الرد , ولازال الحي الي اليوم يتزكر بسخط و استياء , يوم شاكل محمود التاج ود الروباطاب , فقد عج الفريق بالغبار , وشاركت كلاب الفريق بعضها العواء , حتي غطت علي صوت اذان المؤذن بصلاة العصر, ولم يبقي احدا الا وخرج يجرجر نعاله , ملتفا بثياب القيلولة , مسرعا الي مكان الكوراك الذي طق في سكون الفريق .


    كان صلاح يجبرنا علي الالتفاف عن الطريق المؤدي الي المدرسة مباشرة . لنمر امام بيت ناس سلمي عسي يبتلي ريقه بنظرة في بكورة ذلك اليوم , وكنا نجبر خاطره وناخذ برايه علي المضي بطريقه الجديد , والحق يقال فقد كانا فينا من احب هذا الطريق الجديد الذي املانا عليه صلاح, ليس حب في رغبته ولاعرفانا له في لقي سلمى , بل كان منا من اخذ الطريق هذا تفاديا لمرور امام بيت ناس محمود الشر , وتفاديا لوابل حجارته التي يطلقها محكمة كحجارة من سجييل .


    اطلت ا بطلعة تختف البصر , شعرها الاسود الطويل يملاء جانبي كتفيها , حتي يخيل اليك انه فروا من اجود الانواع الفيناوية , كانت ملامح وجهها واضحة وسهلة للخيال ان يعيد رسمها من بعد النوى. ذات افراس موزونة , ولون خمري تحسب الذهب ان جهلته , . فقد تسمر صلاح في مكانته , واتسعت حدقات العيون , وازدادت القلوب خفقا حتي يتخيل اليك انها سوف تطير من الاحشاء من جمال سلمى . فقد كان صلاح سابحا في فضاء كفتيلة الصاروخ , تسبح بلا توقف , لم يعيده الي الارض سوي صوت والد الذهراء وهو يلقي علينا تحية الصباح.

    استجمع صلاح انفاسه التي كانت قد انحبست لبرهة بظهور ست الحسن بنت الاشراف , " سلمي " . وتمتم معنا بتردد , محيين ابو الذهراء بصباح ذلك الفجر المشرق , والذي اضاء اكثر استشراقا ليكمل ما نقص من ضياء , هابت الشمس ان تتمه تواضعا وخجلا من نور ست الحسن " سلمي " . كان ذلك في باكورة الثلاثاء , في شتاء 1986 , اليوم الذي عقد فيه اخونا صلاح العزم , ان يسلم طائره اليها وبدون ان يرجع الي خاصته من المستشاريين الذين كانوا ابعد من ان يسدوه براي شافي .
    فقد اضحي شباب الفريق بلا استثناء , مرتهن القلب لسلمى بنت الاشراف , واصبحت سيرتها بالثناء و الاحسان حديث كل ملتقي لنا . فقد ولد في ذلك الفجر الوضاء , شعراء و فرسان , يضاهون عنترة قولا وفعلا , وانبري لاخينا صلاح المسكين مكتشف الجمال , في ميدان الفراسة , فطاحلة الشوق و الولع الذي لا قبل له به . فلم تعد سيرتها حكرا عليه وحده , فقد شاركه الجمع في التحدث عنها بالحماس الذائد الملون احيانا بالبلاغة وبيوت من صلب الادب لم نكن نرقي لموستواها بعد . حتي محمود الذي كان لا يطيق له مجلس يذكر فيه الغرام و العشق , صار يتلزز بذكرها , فكان يبتسم مكشرا عن اسنانه المتداخلة في بعضها , امعانا عن الرضي واستحسانا لما يقال عنها ....نعم حتي محمود " الشر , قد فتن بروحها وعلي اغلب الظن قوامها الشامخ كشجرة النخيل الملكي التي تزداد جمالا بمرور الزمن و عزة عندما تلاطفها الرياح .


    ما كان الغرام خيارا ....
    ولا القلوب ادراكا..
    فحسبه ارواحا ...
    قدر لها اللقي .....
    منذ الازل ,




    كانت خطته , ان يصل الي قلبها قبل ان يحمر الوطئ

    ويسمع اذنها العزراء من قطرات الود قبل ان تصغي للحن الوشاج فتطرب . فيكون قد اختص لنفسه انفرادية المبادرة وحفظ لنفسه الكرامة العليا من ان يكال له من ميزان العوام . فتركيبته الشخصيه كانت دائما في تجازب بين العزة تارة وبين الرضوخ امام كبرياء بنات حواء , وكانت الاولي دائما تشده و تحدد من تواصله الغرامي , وتقيم من سلوكه , فيخرج سلوكا محايدا في الظاهر , لا ينبئ عن الخصوصية في شئ وهي الرسالة التي تهزم الجمال ويرضخ لها الفؤاد عند استنشاقه لها . كان هذا صلاحا اشتهر بصلابة قلبه امام فتيات الحي , لا ينطق الا عن الجاد , ولايضحكه نواقض المجتمع , التي تدمع لها العين سخرية , فنشاته في بيت متصوف غرست فيه واقعية مجردة لحياة الارض وسمو للجمال فوق تصور البشر , لم يكن لنا مستدركا عندئذ . فاعجابه بسلمي بنت الاشراف قد اثار اعجبنا اللاواعي بها , فاصبحت بين عشية و ضوحها , فلك الغرام الذى تدور حوله كوكبة من القلوب هي مركذها , بين جزب و شد موزونين بدقة , لا يسمح فيه لكوكب من الاقتراب نحوه الا و احتراق بضياءه و تلاشي في عمق اعماق اللامنتهي .

    تقدم صلاح نحو باب منزلها بطئ في سكون ليل بهيم , لا يكدر سكونه سوي صوت عواء بعيد لكلب في ليلة قمراء , وكان يحمل في يمينه لفافة لمجموعة من الاوراق لفها بعنايه فائقة تناسب نظام هيئته التي بدت
    علي تكامل وثيق , بصعوبة بالغة طرق صاحبنا الباب طرقة خافضة تكاد لا تسمع حتي طارقها , فجاءه نداء خافتا وكان من كان يتوقع قدومه الليلة , مستفسرا عن حقيقة الزائر . كان صوت سلمي نفسها يتحدث اليه بتخصيص لاول مرة , فسري به طيفها ليعانق شجر الخلد و يطفطف به علي تجان عرش مبعث الغرام بعيدا عن ذل الوطيئة , ومتجردا عن كونه, هيام للعطاء مدرارا له . فقد احس صاحبنا لاولة مرة مدى صدق فطرته , واحس بحنو يسري مجري الدم من عروقه , ومال استعدادا لفتح قلبه علي مصرعيه ليفسح لها مجالا تتبوء منه راحة ابدية .

    العطاء ذخر القلوب ...
    ومنبع دموع الشوق ...
    فأن نضب
    مات الهيام ....
    وناحت عليه الحمائم...,


    لم تستغرب لمجئيه , فقد كانت الاسرتين معهود لهم بالتداخل و التواصل بسب الجيرة الطويلة و الود العامر بينهما و الذي كان يبعث الغيرة في نفوس بقية اهل الحي . وقد ازدادت الاسرتين اكثر ارتباطا , بزواج اخت سلمى الكبري لاحد ابناء خوال والدة صلاح , فاضحت الاسرتين وكأنهما من نسل واحد, وكان هذا حافزا له بأن يطرق بابهم في غير المعتاد .

    فتحت له الباب من دون تردد فبدئ منها وجهها يرقص علي خديه ضواء القمر الخافت طربا لنعومته ومسحورا بنديه . وتواري باقي عودها خلف ضلفة الباب الخشبي , عدا شعرها الحريري
    والذي استدل كله علي جانب خدها الايسر باهمل يعبر عن اناقة طبيعية لفتاة لم تتعدي سن العشرين .
    بادرته بالسلام بدون تردد او استغراب عن معني المجئ في هذه الساعه, فانزلقت الكلمات من لسانه وتلعثم في الكلام فقد الجمه هيبة الجمال الذي لا يقف حائلا بينه و بينها سوي هذا الباب الخشبي . سدت حلقه عبرة من سحرها الذي يأثر الخلد . فحاول ان يخفي من ارتباكه قل المستطاع, فمد يده الي لفافة الورق التي يحملها عن يمينه فسقطت منه وذادت من حدة ارتباكه . تضائل حجمه واخزت اللحظات تمر عليه كمرور السنين , كحبيس وراء ستار من الحديد ينهد بالانفكاك . وخيل اليه وكأنه يسبح في فناء الامنتهي من البهيم , يكاد سكونه الحاد يطبق علي اذنيه الشاردتين . هو الان كتلة خاوية لا طائل لها اسلمت نفسها لهبوب غضب لترتفع بها الي قبة السماء . كم تمني في تلك اللحظات الي نعومة ملمس كف امه الحنون لتمسح عن جبينه تخفيفا لحرارة وردته . واحن ان يلقي براسه علي حجر حبوبته ليفيق من هذا الكابوس المزعج.

    وبينما هو في تقلب بين هذه الحالة و تلك , سمع صوت سلمى تناجيه باسم " الحبيب " , الاسم الذي كان يحلو لوالده المرحوم والصفوة من اهل داره مناداته به عندما كان يافعا. فشعر بطمئنينة تسري في عروقه مرة اخري , وشعر بالروح ترتد ال جسده المتهاوي , فاخز يتحسس الرمضاء ليتأكد من صلابتها تحت قدميه واخز يستنشق و يزفر الهواءبعمق وتنهد و كأنه طفل خرج لتوه لحياة لاول مرة . نظر في عينيها نظرة محدقة امتلاءها عطف برئ ولدته اللحظة بالقاءثم اؤمأ اليها براسه وبغمزة بطرف عينه اليمني استئذانا بالرحيل .

    في البيت , القي بنفسه المرهقة علي فراشه بجوار الحائط الذي يفصل بينهما وبين بيت عمه الفسيح , واضعا قفا راسه علي راحة كفيه ليسنده . واخز ينطر الي قبه السماء التي لا شئ بينه و بينها سوي ذلك الفضاء الفسيح. سبح بفكره , في رسالة ابيه التي كادت ان تذهب لبه امام سلمي بنت الاشراف . اهو الجمال ... اراد روح والدي ان تبينه ....!! " , " هل هو الهيام.....!! ذلك الذي كنت احتزر ان ينال من وجداني.....! اذا فقد كنت محقا.....!!! , لا ...لا بل هوالخوف بعينه من النضب بعد منال الغرام..!! " . ظل يتسأل لفترة وهو يمسد فرو راسه تارة , و يمسح علي جبينه بحدة تارة اخري . ظل في هذا الانفصام حتي قرابه الفجر لم ينبهه اليه شئ سوي حفيف اقدام حبوبته لابيه تغشي صنبور المياه لتملاء ابريق الحديد استعدادا لصلاة الفجر

    ارح نفسك من العناء ...
    افضي لهم سرك ,.. لك كون
                  

05-06-2002, 09:20 AM

cola
<acola
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمي بنت الاشراف.......رواية لم تتم (Re: eyes of liberty)

    eyes of liberty


    غبت وغبت وعدت وعدت وكان الابداع
    سرد جميل اتحفتنا به
    لك اعزازى
                  

05-06-2002, 12:48 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمي بنت الاشراف.......رواية لم تتم (Re: cola)


    الغالى عيون الحرية
    ما اجملك وما اروع سردك الذى اخذنى الى ذلك المكان وهو يصلح لاى مكان فى السودان وعشت احاسيس صلاح ومررت بكل تلك التفاصيل التى لا ترد للخاطر كثيرا منها ذلك الشرير الذى يخوف اولاد الحلة ويعمل عليهم فتوة حتى وصلت الى الصمت فى حرم الجمال فهو جمال بحق وكيف ان اللحظات مرة سراعا صامتات وتذكرت كم يضيع الشاب النقى من فرص ليقول ما يحتويه فلا يستطيع ..
    انه الحب الصادق الحب الحقيقى..
    اعجبنى سردك اخى وحسن نظمك للاحداث والاشياء ولكنك لم تكمل لنا ماذا حدث لاخينا ارجو ان لا يكون قد لقى مصير عنترة والاخرين ..
    لك الود ولك الشكر وارجو ان تبقى معنا عزيزى ولا تغيب عنا

                  

05-06-2002, 08:23 PM

eyes of liberty

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلمي بنت الاشراف.......رواية لم تتم (Re: قرشـــو)

    الاخ كولا
    الاخ قرشو

    اشكركم علي استحسانكم للقطعة الادبية
    و هذا ينمي علي ذوقكم الادبي و الراقي

    سأعود لاكمل باقي الرواية في سانحة اخري انشاء الله
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de