|
|
 السودان بعد نصف قرن من الاستقلال
|
--------------------------------------------------------------------------------
هكذا انقضى نصف قرن تقريبا منذ جلاء الانجليز عن السودان،فلنلتفت الى الوراء بدون غضب عبر وقفات للتامل
*السودا ن من الدول القليلة التى نالت استقلالها عبر برلمان منتخب وبذلك يكون الدولة الوحيدةالتى عرفت التجربة الديموقراطية فى زمن كانت نصف دول العالم ترزح تحت نير الانظمة الشمولية
*عندما خرج الانجليز من السودان فى1/يناير/1956 خلفو اشياء ايجابية تتمثل فى،خدمةمدنية ممتازة،قوات نظامية وطنية،جامعة عريقةوتعليم متميز،والسكة حديد،ومشروع الجزيرة
*ايضا كان هناك سلبيات،ثلاث تكتلات متناقضة،الختمية فى الشمال والشرق ويدينون بالولاء المطلق لمصر كيان الانصار فى الغرب والوسط ويناصبون مصر العداء وثالثة الاسافى جنوب مغلق تحت قانون المناطق المقفولة
*لذلك تولد صراع مزمن قاد الى حلقة شريرة تتعاقب بين انقلاب عسكرى وحكم مدنى كانت مشكلة الجنوب تشكل راس الرمح فيها حتى يومنا هذا وتتدهورت كل المكاسب الايجابية التى ذكرناها انفاواضحت فى الحضيض) انظرو الى السكة حديدمثلا كناموزج لهذا التدهور ومشروع الجزيرة ايضا
*وعلى ضوء ذلك لنشخص الحالة السودانيةمن خلال منظور علمى واقعى عبر النقاط الاتية
1)نجد أن غياب الديمقراطية داخل تركيبة= الأحزاب نفسها ، أدى إلى زوالها من السودان وأن الأحزاب ذات الأيدلوجيات المتيبسة التي تأتي عبر الانقلابات من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين لعبت دوراً كبيراً في إهلاك الحرث والنسل وتشريد الكفاءات السودانية ، وإن كثرة الأحزاب السياسية وأطرها الضيقة تدل على تدني الوعي السياسي في مفهوم الحزب نفسه ومفهوم الديمقراطية .
2) إذا أردنا أن نجد تعريفاً معاصراً لمفهوم الحزب ، فسنجد أنه إطار سياسي يحمل برنامج محدد ، ويعبر عن وجهة نظر بعينها ، وبعد أفول الأيدلوجيات [ الماركسية - القومية - الأصولية ] ونحن على أعتاب ألفية جديدة فإن ملامح الحزب المعاصر تتمثل في أن يكون إطاراً سياسياً وطنياً يتمحور في برنامج مباشر تنموي وخدمي وبيئي ويتعامل بصدق مع قضايا الناس الملحة ويعبر عن كل أبناء الوطن الواحد .
3) من عيوب الأحزاب السودانية قديمها وجديدها أن قادتها ورؤساءها وأعضاء لجانهاا لمركزية يبقون أعضاء دائمين إلى أن يواروا الثرى ، وتتحول تلك الأحزاب إلى ((عزب)) وإقطاعيات خاصة بأسرة معينة أو شلة معينة ، مما جعلها تتمثل ديكتاتوريات على قواعدها ، ترفع شعارات الحرية وتتغنى بها وتهاجم ا لحكام والطغيان وترفض الديكتاتورية ولكنها تمارسها في أطرها وقواعدها ، وتقمع آلية الرأي والرأي الآخر ، لذلك تفتت وتشظت عبر الزمن وبرزت ظاهرة الأجنحة الرؤوس مما أفقدها مصداقيتها مع نفسها ومع الآخرين فانصرف عنها الجمهور الذي شكل حزب الأغلبية الصامتة ..
4) نحن في السودان في حاجة إلى أحزاب سودانية يتشرف كل أبناء السودان بالانتماء إليها نريد أحزاب وطنية تولد من تراب الوطن ومن القواعد وتمثل إرادة الشعب وليس أحزاب من صنع الاستعمار القديم والحديث ، تزيف الواقع وتفسد المعنى والمضمون وتثير الفتن العرقية والجهوية .
5) نريد أحزاباً وطنية تكون قاعدتها من ملايين الأعضاء وتصعد إلى سدة الحكم عبر صناديق الاقتراع والانتخاب وليس عبر الانقلابات العسكرية .
6) نريد أحزاب تؤمن بالرأي والرأي الآخر عبر وسائل الإعلام المعروفة وتحترم وعي الشعب ، أحزاب تفهم أن مفاهيم الخمسينات والستينات والسبعينات لم تعد تصلح الآن ، في عصر يشهد ثورة في عالم الاتصالات وأضحى العالم قرية صغيرة تتمتع بشفافية عالية حيال الإنسان وحقوقه ومتطلباته وتوفير سبل الحياة الكريمة الآمنة المتمثلة في التنمية والسلام العادل .
7) نريد تجديداً في أطر وهياكل الأحزاب وانتخابات حرة نزيهة في كل حزب ابتداءً من أصغر خلية حتى نهاية السلم الهرمي للحزب وفقاً للثوابت الوطنية المعروفة .
 نريد التجديد والتصعيد لدماء جديدة في كل دورة انتخابية جديدة سواء في المجالس المحلية أو النيابية أو النقابية ، ولا نريد تلميع شخصيات بعينها تحت مسمى قيادة تاريخية ،فإن في ذلك يقتل طموح القواعد ويقوض الديمقراطية .
9) يجب ألا يزيد انتخاب الشخص لأكثر من دورة ، وإلا سنجد أنفسها قد شاخت أحزابنا وشاخت معها أفكارها وبرنامجها وقادتها الديكتاتوريون ، وصارت تلك الأحزاب خارج العصر .
01) بدون هذه المعايير لن ينصلح حالنا ولا يحق لنا أن نتكلم باسم الشعب وندعي تمثله ونحن نختزل تلك الأحزاب في زعمائها القدامى ، وعداؤهم غير المؤسس لبعضهم البعض والذي دفع ثمنه الشعب السوداني .
*حتى نخرج من هذه الدوامة فالنعطى تعريف علمى لماهية السودانوالسودانيين السودان هو البقعة الجغرافية التى تقع جنوب مصر وتحد بسبع دول افريقية،ويغطى مساحةمليون ميل مربع تمتد من الغابة الى الصحراء السودانيين عبارة عن قبائل تنتمى لعدةاثنيات ولا يمكن تصنيفهم فقط الى عرب وافارقة(القبيلةالعربية الوحيدة فى السودان هى الرشايدة ونحن نعتز بوجودها معنا فى السودان)،كل القبائل الاخرى فى السودان قبائل سودانية،ويمكن ان نعطى بعد حضارى جديد للسودان عندما نقول ان اى شخص ولد فى السودان او ولد ابيه او جده فى السودان فهو سودانى
*اللغة العربية هى اللغة الرسمية /الشعبية فى السودان حيث يتخاطب بها ابن المحس فى الشمال مع ابن النوير فى الجنوب وابن الهدندوة فى الشرق مع ابن الفور فى الغرب،حيث ان معظم قبائل السودان لها لهجات محلية
*توجد حضارة سودانية فى الشمال راسخة وآثارها ماثلة الى يومنا هذا وتدرجت عبر العصور من العصر القديم الى الحضارة المسيحية ثم آخيرا الحضارة الاسلامية الممتدة من الصين شرقا الى الاندلس غربا
*منطقة الجنوب لا توجد بها اى مظاهر لحضارة قديمة اوجديدة بل تعتبر مجتمع مشاعة بدائى ممزوج بمجتمع رعوى،والتشبث باللغة الانجليزية وارتداء الازياء الغربية من الصفوة المثقفة لابناء الجنوب ابدا لا يعبر عن الهوية الحقيقية لاحبائنا فى جنوب السودان،وليس هناك ادنى صدام حضارات بين الشمال و الجنوب ،وهو الشىء الذى تروج له الدوائر الغربية المشبوهة وتسعى لاحداث شرخ فى النسيج الاجتماعى السودانى
*النسيج الاجتماعى السودانى هو الذى يعبر عن الهوية السودانية وهى معايير اخلاقية صميمة جلها الامانة والصدق والكرم،والتى جلبت الاحترام للسودانيين فى كل العالم(الانسان السودانى هوذلك الشخص الذى يحركه الدافع الروحى و يعى تماما الحدود الفاصلة بين العيب والحرام)،وتعتبر كل مدينة سودانية نموزج مصغر للسودان وتنصهر فيها كل الاعراق والاديان فى سلام اجتماعى فريد كما انك تجد ذلك اكثر عمقا ووضوحا فى القوات النظامية التى هىبوتقةتنصهر فيها كل الاثنيات كقطع الموزاييك والفسيفساء الملونة
*اما عن الايقاد فحدث ولا حرج،تلك الالية العقيمة والمزمنة بين طرفين لا يمثلان الشعب السودانى حقيقتا ولا يمتلكان اى شرعية دستورية تخولهما للبت فى امور مصيرية تتعلق بمصير السودان ووحدة ترابه،كما ان الاستفتاء الحقيقى قام به اهلنا الطيبين فى الجتوب بنزوح 90%متهم
شمالا هربا من الحرب الاهلية المزمتة فى الجتوب واصبحو جزء من نسيج المدن الشمالية ويعيشون فى وآم اجتماعى عجزت كل الايدولجيات الوافدة على تمصهاو تشويهها،والان نرى امريكاتاتى الى السودان بادعاء انها تريد ات تحل
مشكلة السودان بطريقة (البصيرة ام حمد التى يعرفها اهلنا فى السودان جيدا وليس افغانستان عنهم ببعيدة)بارتكازها على منبر الايقاد المختل والذى لا يعبر الا عن شريحة صغيرة لاتمثل الا نفسها،وتريد بذلك ان تتجاوز المبادرة المصرية الليبية المشتركة التى تتمتع بشفافية عالية وتتعامل مع مشاكل السودان كافة اذا كانت هناك اى فئة فى السودان تدعى انها تمثل الشعب فالتطرح برنامجها(تقرير المصيراو السودان الجديد) وتاطر نفسها فى حزب وتنزل انتخابات حرة،حيث الشعب السودانى الواعى الذكى هو مصدر السلطات او يطرحوا المبادرات بتصوراتها الثلاث،المبادرة المصرية الليبية،مبادرة الايقاد،دمج المبادرتين فى استفتاءعام عن ايها اجدى واشمل وتمثل مفتاح حل حقيقى للازمة السودانية عبر الصحف السودانية على اقل سنعرف اتجاهات الراى العام السودانية وتاحذ الامور نصابها الصحيح ،انتهى زمن الوصاية على الشعوب وان الاوان لديقراطية حقيقية تعيد السودان الى سيرته الاولى وطن يتسع لجميع ابناءه دون تمييز عرقى او دينى او جهوى
*ونحن نعتقد ان الكيانان التقليديان وليس الطائفيان لان المفهوم العلمى للطائفة هو انها جماعة دينية مغلقة مثل الدروز فى لبنان ما لدينا فى السودان هو طرق صوفية،هذان الكيانان منذ الاستقلال لو طورا اطرهما بفصل المكتب السياسى عن العباءة الدينية التى تقود لهيمنة ابناء الاسرتين المهدى والميرغنى على مراكز القرار فى الحزبين الامة والاتحادى الديموقراطى ثم امتدا جنوبا لاستيعاب اهلنا فى الجنوب فى حزبين مانعين جامعين ،لكنا الان نشكل نموزج يتوباوى لافضل ديموقرطية فى العالم الثالث
عادل محمود الامين-اليمن
--------------------------------------------------------------------------------
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست