حواري معها0000 لم يـنـتـه بــعـد000

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 02:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-24-2002, 03:25 PM

Abulbasha
<aAbulbasha
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حواري معها0000 لم يـنـتـه بــعـد000

    حواري معها لم ينته بعد …!!!!!

    بقلم: صلاح الباشا الدوحة
    نعيد نشر هذا الحوار إستجابة لطلبات البعض في هذا المنتدي .. حيث سبق أن
    تم نشره من قبل في سودانايل وفي صحيفة الشرق القطرية .. متزامناً مع الصحافة السودانية ... ولما في الحوار من لغة جديدة وموضوعات متعددة .. فقد رأينا أن نعرض فيه بعض أضواء من أدب المرأة السودانية المهاجرة .. ولما تتمتع به الأخت الأستاذة ناهدبشير الطيب المقمية في مدينة جدة من حضور صحفي قوي ومؤثرداخل صحافة أهل السودان .. فكان هذا الحوار بكل جماليات لغته التي تحدثنا عنها

    من الملاحظ في مجالات العمل الصحفي في المنطقة العربية عموماً وفي السودان علي وجه الخصوص أن العنصر النسائي لا يحقق بريقاً ضخماً بمثلما يحققه الرجل ، وربما يعود ذلك الأمر إلي عدة أسباب موضوعية ، من أهمها التكوين البيولوجي للمرأة الشرقيه ، مضافُُ إليه التراث والتقاليد الإجتماعيه التي تحول دون تحقيق نجاحات متميزة في مجال الصحافة، والتي تتطلب نوعاً من بذل الجهد والجرأة والجري واللهاث المستمر لتحقيق أكبر قدر من المعلومات التي يحتاجها الصحفي 0 وفي الغالب الأعم نجد أن تكوين المرأة الشرقية وخصوصية دقائق حياتها تحول دون الحصول علي مراتب متقدمه في فن الصحافه إلا ماندر0 ولكن0000تظهر في الأفق وفي فترات زمنية متباعدة كفاءة صحفية نسائية تحدث دوياً هائلاً في عالم الصحافة0.
    ولقد لاحظت من خلال متابعاتي قي الأونة الأخيرة في الصحف السودانية التي تصدر داخل السودان أو الصحف السودانية المهاجرة والتي تصدر من الخارج من وقت لآخر ، أن العنصر النسائي فيها بدأ يطل بكثافة واضحة حيث نجد العديدات من خريجات كليات الإعلام في الجامعات السودانية والمصريه قد إلتحقن بالدور الصحفية بالداخل والخارج ، سواءً كمتدربات أو ممتهنات لهذه المهنة ، غير أن هنالك صحفية ناشطة لفتت أنظار المتابعين بأدائها المتميز والمكثف والمتصل في صحافة الداخل وصحافة الخارج وأيضاً في الصحافة السعودية ، وتلك الشخصية التي أصبحت واضحة للمراقبين هي الأستاذة(ناهد بشير الطيب) والتي ظلت تكتب ولفترات طويلة حتي أصبح لديها صفحات إسبوعية كاملة وثابته في صحيفتي الصحافة السودانية التي تصدر من الخرطوم تحت عنوان (من مرافيء الغربة) وأيضاً بصحيفة الخرطوم التي تصدر من القاهرة بعنوان ( وطن للإبتسامه) ، وكذلك لديها نشاط صحفي ثالث يتمثل في تعاونها من وقت لآخر مع صحيفة المدينة السعودية التي تصدر من جده ، فضلاً علي تعاون فضائي مع قناة إقرأ .. وأيضاً مع قناة ( إيه. آر. تي) للمنوعات.
    وعند متابعتنا لماتكتبه السيدة ناهد بشير الطيب ، وجدنا أن لديها ملكات علي مستوي متقدم في تحليل المشاكل الإجتماعية ، وجرأة واضحة في تنفيذ الحوارت الصحفية التي تجريها مع مختلف الشخصيات المتباينة في المجتمع ، كما أنها تتمتع بأداء تعبيري رائع وتستخدم في ذلك أجمل المفردات التي تأتي في لغة جديدة متماسكه ، تفيض القاً وإشراقاً بائناً وسلاسة لا تخطئها العين . وذلك000 لأنها تثق في نفسها تماماً ولاتتردد في التعبير عن مكنونات المرأة ونظرتها إلي الحياة0
    وعند مشاركتنا في مؤتمر المغتربين السودانيين الرابع الذي إنعقد بالعاصمة السودانية الخرطوم في الأول من أغسطس 2000م الماضي ،والذي لم تحقق توصياته طموحاتنا وهواجسنا الأساسية كمغتربين ، مثل مسألة الضرائب والزكاة غير المشروعه فقهياً ، والظلم الذي يقع علي أبنائنا من حملة الشهادات الثانوية العربية في تعقيدات قبولهم بالجامعات السودانية بتخفيض نسبة نجاحهم دون مبرر قانوني مقنع حتي اللحظة وبطريقة غير متبعة في باقي الدول العربية، ذلك المؤتمر الذي كان الإعداد له رائعاً بكل وضوح ، وليت مخرجاته كانت بنفس مستوي الإعداد ، شاهدتُ هناك من خلال جلسات ذلك المؤتمر ، تلك الصحفية وهي تشارك في جلساته يومياً صباحاً ومساءً بحيوية تامه بصفتها الأولي كمغتربه ومقيمه مع زوجها المهندس هشام بمدينة جدة السعودية ، وبصفتها الأخري كصحفية تتبع لصحيفة الصحافة السودانية وأيضاً لصحيفة الخرطوم التي تصدر من القاهرة . شاهدتها وهي تجري الحوارات وشاهدتها وهي ضيفة علي صحف وتلفزيون السودان في حوارات أخري تدلي فيها برأيها في القضايا التي تتعلق بمعوقات الإبداع ، وكانت مصادفه غير مُعدة مسبقاً حين إستضافنا سوياً المخرج التلفزيوني اللامع والشاعر الرقيق عبدالوهاب هلاوي في برنامجه الشهير (مسافات) الذي يقدمه الأخ طارق كبلو ، حيث كان حديثي فيه عن حركة الإبداع السودانية وغيابها عن ( ميديا الإعلام العربية) ، فكانت الأستاذه ناهد بشير الطيب تحضر اللقاء ذاك ، وتحدثت هي للتلفزيون أيضاً حول تجربتها في الغربه 0 وقد ظلت السيدة ناهد من ألمع نجمات الصحافة الناشطات خلال إجازات الصيف التي تقضيها دائماً بالخرطوم ، مما شجعني لأن ألتقي بها كصحفية متميزة أثناء إنعقاد جلسات ذلك المؤتمر بقاعة الصداقة، فتناقشنا كثيراً ولعدة أيام في موضوعات عديدة وجادة ظللت أحمل لها هموماً منذ زمن.. و طلبت منها أن أجري معها حواراً لقضايا ثقافية من زوايا متعددة تحكي فيه عن تجربتها وآمالاها وطموحاتها في عالم الصحافة المتعب للرجل ، دعك عن المرأة التي لها مسؤوليات عائلية أخري متعددة ، فلم تعترض ، بل رحبت هي بالفكرة عندما وجدتها تتابع أيضاً مساهماتنا الصحفية المتنوعة في عالم الإبداعات الفنية والأدبية من خلال إطلاعها اليومي علي الصحف السودانية والعربية الأخري كصحيفة الشرق والخرطوم والصحافة والرأي العام ودار بيننا حواراً شيقاً حيث كانت بدايته هي إجابتها عندما سألتها عن أي أنواع الأجناس الإبداعية التي تميل للكتابة فيها وكيف كانت التجربه ، فقالت الأستاذة ناهد: في ظني أنا ، قد بدأت بإهتمامات أدبية ، فالأداء الأدبي كطائر العنقاء ، يمارس قوته في عدد غير محدود من السياقات ، وبالتالي لا نستطيع تحديد العمل الإبداعي ، فأنا0000بدأت بالخاطرة ، القصه القصيره ، المقال، سواءً كان ذلك علي مستوي الصحف المدرسية أو الجامعية ، وشيئاً فشيئاً نمت مع سنوات العمر تجربه قد أسميها مصطحبه لمجالات عديده كما تراه الآن ، صفحه مشحونه بصرخات المنافي ، وأسميها المرافيء كتخفيف لعبء الإنطباع لدي القاريء ، إذ أن صفحة المرافيء هذه تعتبر في حد ذاتها تجربة مع مجتمع عريض ، سوداني الأصل والإنتماء ، ولكن تتوزعه خرائط الشتات ، وهي صفحة إسبوعية تصدر عبر جريدة الصحافة السودانيه يوم السبت من كل إسبوع ، وفي ظني أن الكاتب أو الصحافي لهما مهمتهما الواحدة في الخروج والصدمه ، الخروج من الذاتيه والإصطدام بقضايا المجتمع.
    فأنا مثلاُ أكتب المقاله والتحقيق والخاطره والقصه القصيره ومحاولات روائيه ، كما أكتب الموضوعات الساخره التي يتم توظيف السخريه فيها لخدمة قضيه معينه ، ويظهر ذلك علي النحو التي ظللت اكتبه بجريدة الخرطوم التي تصدر من القاهرة تحت عنوان( وطن للإبتسامه).
    وعند سؤالي للأستاذه ناهد عن أثر والدها الأديب والقاص الراحل الأستاذ بشير الطيب في مسيرة حياتها في هذه الإنشطه الصحفية المكثفة ، أجابت: أن هذا السؤال تكرر عليّ كثيراً ، لكن في إعتقادي أنني يمكن أن أكون كاتبه حتي إن لم يكن والدي (عليه الرحمه) أديباً ،لأن الإبداع يظل في أحايين كثيره خارج حدود الوراثه عن أب أو عن جد ، لكنني وكما أردد دائما ، أنا طفله متلبسه بالكتابه منذ أن وعيت ، وقد كان فضل الوالد العظيم كبيراً ، فأنا بالطبع لم أرث عنه موهبتي ، ولكن كان له الأثر الفعال في تنشئتي وتربيتي وتهيئتي لولوج عالم الكتابه ، وهنا أود أن اقول بأنني ومنذ صغري لم أحبو كالأطفال فوق بلاط المنزل ، وإنما حبوت فوق كميات من الكتب كان يكتظ بها صالون الوالد ، علماً بأن دارنا كانت عامره دائماً بجلسات الأدباء والكتاب التي كنت أحضرها ، لذلك تجدني قد إستقيت من خلال كل ذلك ملامح التجربه التي أري أنها تحتاج مني دائماً إلي التجديد والمواكبه ، ومن هنا يأتي إهتمامي بالقراءة ، فأنا قارئه نهمه لكل ماتقع عليه عيناي.
    وهنا كان سؤالي للأستاذه ناهد عن عالمها الآخر ، وهو السؤال الأساسي والطبيعي الذي نوجهه دائماً للمرأة السودانيه ، حيث سألتها عن موقع المرأة السودانيه بتركيبتها المحافظه أو المترددة أحياناً ، داخل الخارطه الإبداعيه في هذا الزمن الذي ظلت الجرأة المشروعه قد بدأت تطل فيه من خلال عدة محاور إبداعيه أظهرتها المرأة مؤخراً جداً . فكانت إجابة السيده ناهد في شكل هجوم ظللنا نحن معشر الرجال نتوقعه دائما ، وقد نستقبله بكل برود أحياناً وبكل جديه أحياناً أخري ، حيث قالت: يعاني الإبداع النسوي عندنا بالسودان من الهيمنة الذكوريه ، وقد تناولت ذلك في مقالين تم نشرهما مؤخراً بالصحافة السودانية تحت عنوان(الحريه ودروب النمل) والاخر تحت عنوان (المرأة المبدعه من الفجر حتي الغروب) ، ومما لاشك فيه أن المراة المبدعه إجمالاً تعاني من ذلك حتي في أوربا القرن التاسع عشر ، عندما صرح أكاديميون (بأنهن أوعية وشرايين سلبيه تدفع داخلها الثقافه الجماهيريه بهرائها الغبي).فالشواهد كثيرة ومتعددة سواء علي نطاق الوطن العربي الكبير أو القطر السوداني ، حيث نجد ممارسات القمع والإذلال لإسكات صوت المرأة ، ومخجل لنا ونحن نعانق الألفية الثالثه أن يكون بيننا من ينظر للمرأة نظرة حسية فقط. ففي عالمنا العربي عموماً يتحدث الرجال عن إكتشافاتهم برؤية وجه جميل وهم سعيدون بذلك ، بينما يتحدث آخرون في العالم المتحضر عن إكتشافات علميه تفيد الإنسانيه ، فتجد الفرق بين إكتشاف وإكتشاف ، وعموما فإن إبداع المرأة السودانية أصبح منظوراً وله مكانته في خريطتنا الإبداعية ، وفي مجالات أخري عديدة يطول ذكرها.
    ولكي نبتعد قليلاً في محاوراتنا الشيقه مع الأستاذه الصحفيه ناهد بشير الطيب عن جو الإنفعال بقضايا المرأة ، خوفاً من أن يسحبنا النقاش عن الموضوع الأساسي الذي نريد ان نتناول من خلاله كل دقائق وتفاصيل هذه الشخصية الإبداعية التي أصبح بريقها يتلألأ في مجال الصحافة السودانية المحليه والمهاجره، وقد تلاحظ ظهور نشاطها مكثفاً خلال الأونة الأخيرة ، فإنني توجهت بسؤال لها ، أريد به ان أطرق مرتكزات اخري تنطلق منها ، وقد كان سؤالي للزميلة ناهد عن قراءاتها الآن ، ماهي ؟0000 فقالت لنا: أقرأ هذه الأيام مجموعه قصصيه للكاتبه الجنوب أفريقيه ( نادين غوارديمر) وهي صاحبة القصة الشهيره (قطار من روديسيا) ،وهذه الكاتبه مبدعة بحق ، وقد تشكلت قصصها من معاناة شعبها الأسود عندما كانت تعتصره آلام التمييز العنصري خلال تلك الحقب المظلمه في تاريخه القديم والحديث ، ولذلك فإن لإفريقية تلك الكاتبه الساطعه مكانه خاصه في نفسي .
    وعندئذِِ وجدتها سانحه في أن أتعمق أكثر في أسئلتي لهذه الصحافيه ، فطلبت منها أن تحدثني عن فلسفتها في الحياة ، فكان ردها: سُئل أفلاطون ذات مرة عن فائدة الفلسفه ، فأجاب قائلاً (إن هذا سؤال فاسد) ، وعموماً تبقي فلسفة الإنسان في الحياة ذات معايير تتفاوت حسب تجربة الإنسان الحياتية وظروفه المحيطة به والبني المختلفه التي تشكل نفسياته وبواطن حركته المنتظمه مع آخرين حوله ، وتتسم حركاتي وسكناتي بالصدق والصراحة والعفوية ، فمعاملتي مع الاخرين مبنية علي وعي تام من جانبي ، فانا أحسن التصرف ، وقد صقلتني تجارب الحياة بموهبة إستكشافيه لمقاصد كل شخص من خلال تعاملي معه ، فإن أساء توقفت وإن أحسن فهذه هي كما تجب ان تقوم عليه العلاقات الإنسانية ، وعلي هذا الأساس أمارس حريتي …حريتي في القيام بدوري ككاتبه ، رغم أن كلمة حريه قد تفسر بغير مراميها إذا نطقت بها إمرأة . فالإبداع ينمو في أجواء الحريات تلك التي تسهم في تحليق الكلمه بجناحيها إلي عوالم يكون إكتشافها هو إنحيازنا إلي الإنسان ، إنسان هذا العصر في يومياته العاديه وصراعاته المحتدمه مع الظلم حيثما وجد.000




    وبما أنني قد كنت أعلم مسبقاً أن الكاتبة الصحفية المتميزة ناهد بشير الطيب قد حضرت إلي السودان من مدينة جده السعوديه في إجازة الصيف كعادتها ( لمدة أربعة أشهر في السنة ) فإنني قد لمست بأنها مهمومة بالشأن السوداني ، شأنها في ذلك شأن العديدين من أهل السودان بمختلف ألوان طيفهم وثقافاتهم وتعدد أرائهم المعتدله والمتشددة يميناً أو يساراً أو بين بين ، وتنوع هواياتهم ، فإنني قد سألتها ، كيف رأت الساحة الإبداعية في السودان بعد طول الغياب عن بلادها ، فأجابت بأسلوبها وبلونية لغتها الخاصة بها حيث قالت:
    لا أملك سوي نظرة طائر كما يقال ، مختفية عندما تكون بعيداً عن الوطن وتعود إليه في إجازة تظل قصيرة مهما طال أمدها… يكون الوقوف علي كل ما تعج به الساحة الإبداعية عملاً مستحيلاً، ومن ما توفر لي من وقت فقد لاحظت أن ثمة تأثير من مجريات الأمور علي الأصعدة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية ألقت جميعها بظلالها القاتمة علي الحركة الإبداعية السودانية التي كان يمكن لها أن تحتل مقعد ريادتها لو وجدت الإعترافات الصادقة بأن هذا السودان المتعدد الثقافات والأديان واللغات ، وبموقعه كقلب للقارة السمراء ، وإمتداداته الإنتمائية إلي الأمة العربية ، يجب ان يظل ساحة للحريات والديمقراطيه والسلام متي ما إتفق أبناؤه علي ذلك، وهذا مانتمناه جميعاً… فقد قرات قصائد لكثيرين ومقالات عديده وشهدت مسرحيات وإستمعت إلي أغان ، ولكن هاجس السودان يقف بيني وبين تلك الأعمال التي كنت ألمح علي ظهورها (آثار السياط !!!0)
    وهنا لاحظت أن السيدة ناهد تعيش بعض حسرة وربما كانت هنالك ملامح صورة وردية كانت تضعها في مخيلتها وهي في طريقها من الإغتراب إلي الخرطوم ولم تجدها عند الوصول (ربما0000) ، فأردت أن أنتقل بها إلي أجواء أكثر شاعرية وأكبر أملاً ، فسألتها عن حزمة مبدعين تحتفظ بهم في ذاكرتها المتوثبة والمتقدة دائماً من خلال كتاباتها ، فكان ردها : في الشعر… الراحل الكبير محمد المهدي المجذوب والذي قال في مولد المصطفي (ص) ثم رحل بعد أن أنشد بها الكابلي( ليلة المولدِ ياسر الليالي والجمالِ000وربيعاً فتن الأنفس بالسحر ِالحلالٍ)) ، ودكتور محمد عبدالحي عليهما الرحمه، وكذلك صديق العائله الأستاذ النور عثمان أبكر المتواجد بالدوحة منذ زمن طويل ، أطال الله في عمره ورد غربته، وكيف أنسي الأساتذة الشعراء محمد المكي إبراهيم ، وعالم عباس محمد نور ، وأيضاً نجلاء عثمان . اما في مجال القصة القصيره فهنالك معاويه محمد نور والوالد بشير الطيب يرحمهما الله ، والأستاذ عيسي الحلو ، وبشري الفاضل واحمد الفضل احمد والأستاذه بثينه خضر مكي وسلمي الشيخ سلامه المهاجره إلي أمريكا . اما في الرواية فهنالك مفخرة العرب أستاذنا الطيب صالح والذي إستقر شمالاً في لندن بعد أن كتب تلك الخالدة (موسم الهجره إلي الشمال) وبقية المنظومة القصصية الرائعات، وأيضاً معجبة بالأستاذه ملكة الدار محمد . أما في السمرح كيف ننسي الراحل خالد أبو الروس، ومن المحدثين الأستاذ المسرحي والشاعر هاشم صديق ومكي سناده ،. أما في مجال كتابة العمود الصحفي بالسودان فنجد الأستاذ كمال حسن بخيت ومرتضي الغالي ود. البوني والراحل المقيم الأستاذ محمد توفيق احمد صاحب (الجمرات) .وهنالك إبداعات في فن الغناء حيث نجد كوكبه متميزة في مقدمتها الفنان محمد الأمين وابوعركي البخيت والكابلي . اما في مجال الصفحات الخفيفة بالصحف السودانية ، فنجد إستراحة الخميس للأستاذ صلاح إدريس ورزنامة الثلاثاء ، وفي المقال نجد دكتور كامل إبراهيم .
    وقد توقفت هنا عند نقطة ظلت تشغل بالي كباحث حر.. أي غير منتمي لمؤسسة أكاديمية معينة .. وقد ظلت أبحاثي وكتابات تنحصر في الغالب بحركة الفنون والإبداع بالسودان ، فكان لابد من توجيه سؤال للأستاذة ناهد عن رأيها في الحركة النقدية عموماً كيف وجدتها بالسودان من خلال متابعتها بشغف عن كل مايكتب هناك في الصحافة السودانية المحليه ، فقالت بكل صدق: الحركه النقديه بالسودان تعاني من ركود تام ، بل فشلت في تقديم الأصوات الجديده التي أثرت ساحاتنا الإبداعيه في مختلف الأجناس الإبداعيه المختلفه، وقد نجد العذر لنقادنا إن وضعنا في الإعتبار ضيق قنوات النشر ومحدوديتها التي تمثل معبراً لتلك الأصوات الجديدة أو الأوضاع الصعبه القائمه، فالنقد في إعتقادي لايقدم شروحات للعمل الإبداعي المحدد أو يجري تقييماً بين الرداءة والجودة ، لكنه يجب أن يكون هو الآخر عملية إبداعيه تفضي إلي فتح مغاليق العمل الإبداعي والتبشير به والتنوير له . وعموماً فإن النقد كعمليه إبداعيه له نفس بواعث التوقف والركود التي تكتشف معظم إبداعتنا ... وللا إيه رأيك( يا سيدي الباشا ) ، فهذا مجالكم كنقاد …وأنت أدري بمشاكل حركة النقد عندنا0
    وقد إستمرت حواراتي مع الصديقة ناهد لعدة أيام .. وقد إختتمناها بشقتها التي كانت تنزل فيها في إجازتها مع أولادها وزوجها المهندس (الهاديء الطبع) الأخ هشام رضا في حي بري الدراسية … وكان ذلك في أمسية سفري عائداً إلي الدوحة …. فقد لاحظت من خلال محاور حديثي مع الأستاذه ناهد بشير الطيب أن هنالك مايشغل بالها مهنياً ، فكان لا بد أن توضح لنا ذلك ، حيث أجابت: نعم000 هنالك مايشغل البال مهنياً الآن 000ألا وهو ، أنني قد بدأت في كتابة روايه بعنوان (حواس البحر000 الخمس) وتتشابك تفصيلاتها في ذهني وتضعني بكاملي في زوايا النسق الحاد لتجربه جديده وحافيه 000 دعني الآن ، فلن اخوض في تفاصيل الروايه ، ولكني أتمني أن اقدم عملاً ينال الإستحسان ويضيف إلي تجربة إبداع المرأة السودانيه أكثر من ما قد يشوه تلك التجربه ، فالروايه بإرتهاناتها للمرونه لاتحدد في كونها النص الواحد، وإنما هي خلاصة نصوص وجماع للمختلف والعصي بحثاً عن إئتلاف وتناغم وإنسجام0
    وهنا أجد نفسي كمحاور لها –بعد أن اخذ الحوار مع الأستاذه ناهد- بعداً فلسفياً أدخلنا في لغه حواريه مفعمه بكل ماهو جديد وفلسفي ، أن نطرح عليها سؤالاً مباغتاً آخر ، ربما نخرج من خلاله أيضاً بإجابه تتواصل فيها اللغه الجديدة التي تكتب بها وتتفجر ينابيعها العذبه بتوظيفها لمعانِِ ومفردات تتلألأ وتتقد من فرط بريقها المشع ، فقلت لها : حدثيني عن خاطره تدورفي ذهنك حالياً لتمنحك مقعداً أمامياً في مسرح غربتك خارج الوطن وإنت مهمومة بالكتابه عن هذا الوطن الجريح (السودان) الذي أضناه نزيف الحرب الأهليه الدامي منذ زمنِِ مبكر والذي ترين من خلال إتجاهات البعد عنه كل جمالياته (رغم كل شيء) 000 فأجابت ناهد بكل ثقة وبسرعة فائقه وكأنها كانت تتوقع هذا السؤال : نتلظي 000ونعلق أنجمنا المتاحه قطفاً000علي صدر الأغنيات ، الأغنيات التي مابرحت تلاحق أنفاسنا بلهيب صمتها ، الترحال قبعة سقطت من علي رأس نشيد يطلع من تلافيف الصبر ، لتحط علي غصن شجرةِ زانها عبور الكلام والظل الحائر 000 بأن يرتمي عكس إتجاه الشمس ، أم متوازياً مع صرخات الأقمار الليلية السحنات000،،
    ثم إستدار الحوار دورة كامله مع الأستاذه ناهد وهي تتوثب لتجيب علي سؤال فلسفي آخر ، حيث قمنا بتهدئة مسارات الحديث ليأخذ سؤالاً ربما يكون تقليدياً ومطروقاً كثيراً من قبل ، ولكنني كنت أري أنه لابد من توجيهه لها ، وهو 000لمن تقرأين ، عرباً وعجماً ؟؟
    فكان الرد: علي المستوي العربي أجد نفسي في الروائية العربيه الضخمه أحلام مستغانمي ، وكذلك الروائي جبرا إبراهيم جبرا ، وكيف أنسي الروائي حنا مينا000والأستاذ يوسف القعيد وغيرهم كثرُ ، وفي الشعر هنالك يأتي سعدي يوسف وإبراهيم نصرالله وبالطبع 000محمود درويش0 اما عالمياً فهنالك فيكتور هوجو ، تشيكوف0
    شكرت الأستاذه ناهد ، فقلت لها 000وختاماً 000ماذا هناك؟؟؟ فقالت ببراءة تامه وبثقة تفوق الحد : ليست العبرة بالخواتيم كما يقال ، فنحن نمر عبر دهاليز لاتفضي إلي شيء ، فنحن نعبرها ليست لأنها دهاليز000ولكن ، لمجرد خوض تجربة المرور عبر الأشياء المغلقة ، لكنني أختم بما إستهللت به، وقلبي علي وطني العابر للقارات ، أغنية تزيد المنافي شغفاً ، نرتجي فجرهُ الطويل ، وعندها0000 سنغني معاً ليشمخ الصدي ويلحق الحلم بنا في إتكاءة (ديكارتية)عبرت البحار السبع ووجدت ثامنها هو أولنا المتشظي عشقاً للوطن000 الأحلام ،
    مع خالص شكري لك يا أخي وأستاذي صلاح الباشا 00فلك كل التقدير والإحترام ، حيث أتحتم لي هذه الفرصة كي أتحدث إلي أبناء شعبنا في معظم مهاجرهم عموماً وفي دولة قطر الناهضة علي وجه الخصوص ، وذلك عبر كل الصحف التي تكتب فيها000وأيضاً عبر صحيفكم التي تسهمون فيها في قطر والخليج عموماً ..
    أخيراً 000نقول للسيدة ناهد بشير الطيب ، شكراً جزيلاً ، ومتعك الله بالعافية ، ولقد سعدنا حقاً بهذا الحوار الأدبي والإبداعي الشيق ، حيث تظل الآمال عريضه ، والهموم واحدة ، وإلي أن نلتقي في بلادنا الحبيبه مرة أخري ، نتمني لهذه الصحافية الجادة كل التوفيق0000 لها ولبنات جنسها كي يلعبن أدواراً تساعد كثيراً في دفع مسألة الإبداع السوداني الجاد خطوات متقدمة إلي الأمام 00وعندها ستنتفي إتهامات عقدة تفوق الذكوريه تجاه إبداعات المرأة .
    ووقتذاك كانت السيدة ناهد تعد في مائدة ( العشاء الأخير ) بالنسبة لنا بالسودان وقتذاك .. وقد كنت أشتم رائحة السجوق .. إلا أنني لم أكن محظوظاً في تلبية تناوله نظراً لإقتراب زمن إقلاع طائرتي التي أقلتني إلي الدوحة .. فإعتذرت مولياً وجهي شطر مطار الخرطوم للحاق بالطائرة التي تأخر وصولها من الخليج علي غير عادتها… وعند إقلاع الطائرة .. كنت أرمي البصر بعيداً من نافذة الطائرة وقد بدأت أنوار الخرطوم الخافتة تبتعد مني بعيداً رويداً رويداً .. وهنا تذكرت أبيات غناء الراحل المقيم أحمد المصطفي والتي كتبها الشاعر مهدي الأمين.. وظللت أردد فيها والطائرة تبتعد إلي أعلي .. وبصري لا يزلا مشدوداً تجاه أنوار الخرطوم الحالمة… مخاطباً تلك الأضواء التي كانت تخفي ملامح العاصمة:
    هاهي الأضواء أخفت… والدجي أصغي إلينا
    والمني في الحلم رفـّت.. وإستقرت في يدينا
    والذي عناك أخفت .. قد بدا لما إنتهينا
    فإنطلق يا روحي إنا … قد نزعنا القيد عنا
    فاحتسينا … وإنتشينا… ما علينا.. ما علينا
    ثم عدنا .. وإنطلقنا.. كلنا يمشي وحيدا
    باكياً قلباً وجفنا… خائفاً إلا يعودا
    أين منا الأمس أينا… المني والحب أينا ؟
    في سكون الليل … دعنا نجتلي الصمت الرهيب
    *****
    وقد كان الليل وقتها صامتاً داخل الطائرة .. ووقتذاك… إختفت ملامح الخرطوم وأضواؤها الحالمة … ولكن حواري معها … مع الصديقة الأستاذة ناهد لم ينته بعد .. وقد حددنا أن نواصله بعاصمة البلاد في الإجازة القادمة .. لكن ذلك لم يتم… لذا نقول .. أن حواري معها لم ينته بعد .. وإلي اللقاء !!!








    حواري معها لم ينته بعد …!!!!!

    صلاح الباشا (الدوحة)

    من الملاحظ في مجالات العمل الصحفي في المنطقة العربية عموماً وفي السودان علي وجه الخصوص أن العنصر النسائي لا يحقق بريقاً ضخماً بمثلما يحققه الرجل ، وربما يعود ذلك الأمر إلي عدة أسباب موضوعية ، من أهمها التكوين البيولوجي للمرأة الشرقيه ، مضافُُ إليه التراث والتقاليد الإجتماعيه التي تحول دون تحقيق نجاحات متميزة في مجال الصحافة، والتي تتطلب نوعاً من بذل الجهد والجرأة والجري واللهاث المستمر لتحقيق أكبر قدر من المعلومات التي يحتاجها الصحفي 0 وفي الغالب الأعم نجد أن تكوين المرأة الشرقية وخصوصية دقائق حياتها تحول دون الحصول علي مراتب متقدمه في فن الصحافه إلا ماندر0 ولكن0000تظهر في الأفق وفي فترات زمنية متباعدة كفاءة صحفية نسائية تحدث دوياً هائلاً في عالم الصحافة0.
    ولقد لاحظت من خلال متابعاتي قي الأونة الأخيرة في الصحف السودانية التي تصدر داخل السودان أو الصحف السودانية المهاجرة والتي تصدر من الخارج من وقت لآخر ، أن العنصر النسائي فيها بدأ يطل بكثافة واضحة حيث نجد العديدات من خريجات كليات الإعلام في الجامعات السودانية والمصريه قد إلتحقن بالدور الصحفية بالداخل والخارج ، سواءً كمتدربات أو ممتهنات لهذه المهنة ، غير أن هنالك صحفية ناشطة لفتت أنظار المتابعين بأدائها المتميز والمكثف والمتصل في صحافة الداخل وصحافة الخارج وأيضاً في الصحافة السعودية ، وتلك الشخصية التي أصبحت واضحة للمراقبين هي الأستاذة(ناهد بشير الطيب) والتي ظلت تكتب ولفترات طويلة حتي أصبح لديها صفحات إسبوعية كاملة وثابته في صحيفتي الصحافة السودانية التي تصدر من الخرطوم تحت عنوان (من مرافيء الغربة) وأيضاً بصحيفة الخرطوم التي تصدر من القاهرة بعنوان ( وطن للإبتسامه) ، وكذلك لديها نشاط صحفي ثالث يتمثل في تعاونها من وقت لآخر مع صحيفة المدينة السعودية التي تصدر من جده ، فضلاً علي تعاون فضائي مع قناة إقرأ .. وأيضاً مع قناة ( إيه. آر. تي) للمنوعات.
    وعند متابعتنا لماتكتبه السيدة ناهد بشير الطيب ، وجدنا أن لديها ملكات علي مستوي متقدم في تحليل المشاكل الإجتماعية ، وجرأة واضحة في تنفيذ الحوارت الصحفية التي تجريها مع مختلف الشخصيات المتباينة في المجتمع ، كما أنها تتمتع بأداء تعبيري رائع وتستخدم في ذلك أجمل المفردات التي تأتي في لغة جديدة متماسكه ، تفيض القاً وإشراقاً بائناً وسلاسة لا تخطئها العين . وذلك000 لأنها تثق في نفسها تماماً ولاتتردد في التعبير عن مكنونات المرأة ونظرتها إلي الحياة0
    وعند مشاركتنا في مؤتمر المغتربين السودانيين الرابع الذي إنعقد بالعاصمة السودانية الخرطوم في الأول من أغسطس 2000م الماضي ،والذي لم تحقق توصياته طموحاتنا وهواجسنا الأساسية كمغتربين ، مثل مسألة الضرائب والزكاة غير المشروعه فقهياً ، والظلم الذي يقع علي أبنائنا من حملة الشهادات الثانوية العربية في تعقيدات قبولهم بالجامعات السودانية بتخفيض نسبة نجاحهم دون مبرر قانوني مقنع حتي اللحظة وبطريقة غير متبعة في باقي الدول العربية، ذلك المؤتمر الذي كان الإعداد له رائعاً بكل وضوح ، وليت مخرجاته كانت بنفس مستوي الإعداد ، شاهدتُ هناك من خلال جلسات ذلك المؤتمر ، تلك الصحفية وهي تشارك في جلساته يومياً صباحاً ومساءً بحيوية تامه بصفتها الأولي كمغتربه ومقيمه مع زوجها المهندس هشام بمدينة جدة السعودية ، وبصفتها الأخري كصحفية تتبع لصحيفة الصحافة السودانية وأيضاً لصحيفة الخرطوم التي تصدر من القاهرة . شاهدتها وهي تجري الحوارات وشاهدتها وهي ضيفة علي صحف وتلفزيون السودان في حوارات أخري تدلي فيها برأيها في القضايا التي تتعلق بمعوقات الإبداع ، وكانت مصادفه غير مُعدة مسبقاً حين إستضافنا سوياً المخرج التلفزيوني اللامع والشاعر الرقيق عبدالوهاب هلاوي في برنامجه الشهير (مسافات) الذي يقدمه الأخ طارق كبلو ، حيث كان حديثي فيه عن حركة الإبداع السودانية وغيابها عن ( ميديا الإعلام العربية) ، فكانت الأستاذه ناهد بشير الطيب تحضر اللقاء ذاك ، وتحدثت هي للتلفزيون أيضاً حول تجربتها في الغربه 0 وقد ظلت السيدة ناهد من ألمع نجمات الصحافة الناشطات خلال إجازات الصيف التي تقضيها دائماً بالخرطوم ، مما شجعني لأن ألتقي بها كصحفية متميزة أثناء إنعقاد جلسات ذلك المؤتمر بقاعة الصداقة، فتناقشنا كثيراً ولعدة أيام في موضوعات عديدة وجادة ظللت أحمل لها هموماً منذ زمن.. و طلبت منها أن أجري معها حواراً لقضايا ثقافية من زوايا متعددة تحكي فيه عن تجربتها وآمالاها وطموحاتها في عالم الصحافة المتعب للرجل ، دعك عن المرأة التي لها مسؤوليات عائلية أخري متعددة ، فلم تعترض ، بل رحبت هي بالفكرة عندما وجدتها تتابع أيضاً مساهماتنا الصحفية المتنوعة في عالم الإبداعات الفنية والأدبية من خلال إطلاعها اليومي علي الصحف السودانية والعربية الأخري كصحيفة الشرق والخرطوم والصحافة والرأي العام ودار بيننا حواراً شيقاً حيث كانت بدايته هي إجابتها عندما سألتها عن أي أنواع الأجناس الإبداعية التي تميل للكتابة فيها وكيف كانت التجربه ، فقالت الأستاذة ناهد: في ظني أنا ، قد بدأت بإهتمامات أدبية ، فالأداء الأدبي كطائر العنقاء ، يمارس قوته في عدد غير محدود من السياقات ، وبالتالي لا نستطيع تحديد العمل الإبداعي ، فأنا0000بدأت بالخاطرة ، القصه القصيره ، المقال، سواءً كان ذلك علي مستوي الصحف المدرسية أو الجامعية ، وشيئاً فشيئاً نمت مع سنوات العمر تجربه قد أسميها مصطحبه لمجالات عديده كما تراه الآن ، صفحه مشحونه بصرخات المنافي ، وأسميها المرافيء كتخفيف لعبء الإنطباع لدي القاريء ، إذ أن صفحة المرافيء هذه تعتبر في حد ذاتها تجربة مع مجتمع عريض ، سوداني الأصل والإنتماء ، ولكن تتوزعه خرائط الشتات ، وهي صفحة إسبوعية تصدر عبر جريدة الصحافة السودانيه يوم السبت من كل إسبوع ، وفي ظني أن الكاتب أو الصحافي لهما مهمتهما الواحدة في الخروج والصدمه ، الخروج من الذاتيه والإصطدام بقضايا المجتمع.
    فأنا مثلاُ أكتب المقاله والتحقيق والخاطره والقصه القصيره ومحاولات روائيه ، كما أكتب الموضوعات الساخره التي يتم توظيف السخريه فيها لخدمة قضيه معينه ، ويظهر ذلك علي النحو التي ظللت اكتبه بجريدة الخرطوم التي تصدر من القاهرة تحت عنوان( وطن للإبتسامه).
    وعند سؤالي للأستاذه ناهد عن أثر والدها الأديب والقاص الراحل الأستاذ بشير الطيب في مسيرة حياتها في هذه الإنشطه الصحفية المكثفة ، أجابت: أن هذا السؤال تكرر عليّ كثيراً ، لكن في إعتقادي أنني يمكن أن أكون كاتبه حتي إن لم يكن والدي (عليه الرحمه) أديباً ،لأن الإبداع يظل في أحايين كثيره خارج حدود الوراثه عن أب أو عن جد ، لكنني وكما أردد دائما ، أنا طفله متلبسه بالكتابه منذ أن وعيت ، وقد كان فضل الوالد العظيم كبيراً ، فأنا بالطبع لم أرث عنه موهبتي ، ولكن كان له الأثر الفعال في تنشئتي وتربيتي وتهيئتي لولوج عالم الكتابه ، وهنا أود أن اقول بأنني ومنذ صغري لم أحبو كالأطفال فوق بلاط المنزل ، وإنما حبوت فوق كميات من الكتب كان يكتظ بها صالون الوالد ، علماً بأن دارنا كانت عامره دائماً بجلسات الأدباء والكتاب التي كنت أحضرها ، لذلك تجدني قد إستقيت من خلال كل ذلك ملامح التجربه التي أري أنها تحتاج مني دائماً إلي التجديد والمواكبه ، ومن هنا يأتي إهتمامي بالقراءة ، فأنا قارئه نهمه لكل ماتقع عليه عيناي.
    وهنا كان سؤالي للأستاذه ناهد عن عالمها الآخر ، وهو السؤال الأساسي والطبيعي الذي نوجهه دائماً للمرأة السودانيه ، حيث سألتها عن موقع المرأة السودانيه بتركيبتها المحافظه أو المترددة أحياناً ، داخل الخارطه الإبداعيه في هذا الزمن الذي ظلت الجرأة المشروعه قد بدأت تطل فيه من خلال عدة محاور إبداعيه أظهرتها المرأة مؤخراً جداً . فكانت إجابة السيده ناهد في شكل هجوم ظللنا نحن معشر الرجال نتوقعه دائما ، وقد نستقبله بكل برود أحياناً وبكل جديه أحياناً أخري ، حيث قالت: يعاني الإبداع النسوي عندنا بالسودان من الهيمنة الذكوريه ، وقد تناولت ذلك في مقالين تم نشرهما مؤخراً بالصحافة السودانية تحت عنوان(الحريه ودروب النمل) والاخر تحت عنوان (المرأة المبدعه من الفجر حتي الغروب) ، ومما لاشك فيه أن المراة المبدعه إجمالاً تعاني من ذلك حتي في أوربا القرن التاسع عشر ، عندما صرح أكاديميون (بأنهن أوعية وشرايين سلبيه تدفع داخلها الثقافه الجماهيريه بهرائها الغبي).فالشواهد كثيرة ومتعددة سواء علي نطاق الوطن العربي الكبير أو القطر السوداني ، حيث نجد ممارسات القمع والإذلال لإسكات صوت المرأة ، ومخجل لنا ونحن نعانق الألفية الثالثه أن يكون بيننا من ينظر للمرأة نظرة حسية فقط. ففي عالمنا العربي عموماً يتحدث الرجال عن إكتشافاتهم برؤية وجه جميل وهم سعيدون بذلك ، بينما يتحدث آخرون في العالم المتحضر عن إكتشافات علميه تفيد الإنسانيه ، فتجد الفرق بين إكتشاف وإكتشاف ، وعموما فإن إبداع المرأة السودانية أصبح منظوراً وله مكانته في خريطتنا الإبداعية ، وفي مجالات أخري عديدة يطول ذكرها.
    ولكي نبتعد قليلاً في محاوراتنا الشيقه مع الأستاذه الصحفيه ناهد بشير الطيب عن جو الإنفعال بقضايا المرأة ، خوفاً من أن يسحبنا النقاش عن الموضوع الأساسي الذي نريد ان نتناول من خلاله كل دقائق وتفاصيل هذه الشخصية الإبداعية التي أصبح بريقها يتلألأ في مجال الصحافة السودانية المحليه والمهاجره، وقد تلاحظ ظهور نشاطها مكثفاً خلال الأونة الأخيرة ، فإنني توجهت بسؤال لها ، أريد به ان أطرق مرتكزات اخري تنطلق منها ، وقد كان سؤالي للزميلة ناهد عن قراءاتها الآن ، ماهي ؟0000 فقالت لنا: أقرأ هذه الأيام مجموعه قصصيه للكاتبه الجنوب أفريقيه ( نادين غوارديمر) وهي صاحبة القصة الشهيره (قطار من روديسيا) ،وهذه الكاتبه مبدعة بحق ، وقد تشكلت قصصها من معاناة شعبها الأسود عندما كانت تعتصره آلام التمييز العنصري خلال تلك الحقب المظلمه في تاريخه القديم والحديث ، ولذلك فإن لإفريقية تلك الكاتبه الساطعه مكانه خاصه في نفسي .
    وعندئذِِ وجدتها سانحه في أن أتعمق أكثر في أسئلتي لهذه الصحافيه ، فطلبت منها أن تحدثني عن فلسفتها في الحياة ، فكان ردها: سُئل أفلاطون ذات مرة عن فائدة الفلسفه ، فأجاب قائلاً (إن هذا سؤال فاسد) ، وعموماً تبقي فلسفة الإنسان في الحياة ذات معايير تتفاوت حسب تجربة الإنسان الحياتية وظروفه المحيطة به والبني المختلفه التي تشكل نفسياته وبواطن حركته المنتظمه مع آخرين حوله ، وتتسم حركاتي وسكناتي بالصدق والصراحة والعفوية ، فمعاملتي مع الاخرين مبنية علي وعي تام من جانبي ، فانا أحسن التصرف ، وقد صقلتني تجارب الحياة بموهبة إستكشافيه لمقاصد كل شخص من خلال تعاملي معه ، فإن أساء توقفت وإن أحسن فهذه هي كما تجب ان تقوم عليه العلاقات الإنسانية ، وعلي هذا الأساس أمارس حريتي …حريتي في القيام بدوري ككاتبه ، رغم أن كلمة حريه قد تفسر بغير مراميها إذا نطقت بها إمرأة . فالإبداع ينمو في أجواء الحريات تلك التي تسهم في تحليق الكلمه بجناحيها إلي عوالم يكون إكتشافها هو إنحيازنا إلي الإنسان ، إنسان هذا العصر في يومياته العاديه وصراعاته المحتدمه مع الظلم حيثما وجد.000




    وبما أنني قد كنت أعلم مسبقاً أن الكاتبة الصحفية المتميزة ناهد بشير الطيب قد حضرت إلي السودان من مدينة جده السعوديه في إجازة الصيف كعادتها ( لمدة أربعة أشهر في السنة ) فإنني قد لمست بأنها مهمومة بالشأن السوداني ، شأنها في ذلك شأن العديدين من أهل السودان بمختلف ألوان طيفهم وثقافاتهم وتعدد أرائهم المعتدله والمتشددة يميناً أو يساراً أو بين بين ، وتنوع هواياتهم ، فإنني قد سألتها ، كيف رأت الساحة الإبداعية في السودان بعد طول الغياب عن بلادها ، فأجابت بأسلوبها وبلونية لغتها الخاصة بها حيث قالت:
    لا أملك سوي نظرة طائر كما يقال ، مختفية عندما تكون بعيداً عن الوطن وتعود إليه في إجازة تظل قصيرة مهما طال أمدها… يكون الوقوف علي كل ما تعج به الساحة الإبداعية عملاً مستحيلاً، ومن ما توفر لي من وقت فقد لاحظت أن ثمة تأثير من مجريات الأمور علي الأصعدة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية ألقت جميعها بظلالها القاتمة علي الحركة الإبداعية السودانية التي كان يمكن لها أن تحتل مقعد ريادتها لو وجدت الإعترافات الصادقة بأن هذا السودان المتعدد الثقافات والأديان واللغات ، وبموقعه كقلب للقارة السمراء ، وإمتداداته الإنتمائية إلي الأمة العربية ، يجب ان يظل ساحة للحريات والديمقراطيه والسلام متي ما إتفق أبناؤه علي ذلك، وهذا مانتمناه جميعاً… فقد قرات قصائد لكثيرين ومقالات عديده وشهدت مسرحيات وإستمعت إلي أغان ، ولكن هاجس السودان يقف بيني وبين تلك الأعمال التي كنت ألمح علي ظهورها (آثار السياط !!!0)
    وهنا لاحظت أن السيدة ناهد تعيش بعض حسرة وربما كانت هنالك ملامح صورة وردية كانت تضعها في مخيلتها وهي في طريقها من الإغتراب إلي الخرطوم ولم تجدها عند الوصول (ربما0000) ، فأردت أن أنتقل بها إلي أجواء أكثر شاعرية وأكبر أملاً ، فسألتها عن حزمة مبدعين تحتفظ بهم في ذاكرتها المتوثبة والمتقدة دائماً من خلال كتاباتها ، فكان ردها : في الشعر… الراحل الكبير محمد المهدي المجذوب والذي قال في مولد المصطفي (ص) ثم رحل بعد أن أنشد بها الكابلي( ليلة المولدِ ياسر الليالي والجمالِ000وربيعاً فتن الأنفس بالسحر ِالحلالٍ)) ، ودكتور محمد عبدالحي عليهما الرحمه، وكذلك صديق العائله الأستاذ النور عثمان أبكر المتواجد بالدوحة منذ زمن طويل ، أطال الله في عمره ورد غربته، وكيف أنسي الأساتذة الشعراء محمد المكي إبراهيم ، وعالم عباس محمد نور ، وأيضاً نجلاء عثمان . اما في مجال القصة القصيره فهنالك معاويه محمد نور والوالد بشير الطيب يرحمهما الله ، والأستاذ عيسي الحلو ، وبشري الفاضل واحمد الفضل احمد والأستاذه بثينه خضر مكي وسلمي الشيخ سلامه المهاجره إلي أمريكا . اما في الرواية فهنالك مفخرة العرب أستاذنا الطيب صالح والذي إستقر شمالاً في لندن بعد أن كتب تلك الخالدة (موسم الهجره إلي الشمال) وبقية المنظومة القصصية الرائعات، وأيضاً معجبة بالأستاذه ملكة الدار محمد . أما في السمرح كيف ننسي الراحل خالد أبو الروس، ومن المحدثين الأستاذ المسرحي والشاعر هاشم صديق ومكي سناده ،. أما في مجال كتابة العمود الصحفي بالسودان فنجد الأستاذ كمال حسن بخيت ومرتضي الغالي ود. البوني والراحل المقيم الأستاذ محمد توفيق احمد صاحب (الجمرات) .وهنالك إبداعات في فن الغناء حيث نجد كوكبه متميزة في مقدمتها الفنان محمد الأمين وابوعركي البخيت والكابلي . اما في مجال الصفحات الخفيفة بالصحف السودانية ، فنجد إستراحة الخميس للأستاذ صلاح إدريس ورزنامة الثلاثاء ، وفي المقال نجد دكتور كامل إبراهيم .
    وقد توقفت هنا عند نقطة ظلت تشغل بالي كباحث حر.. أي غير منتمي لمؤسسة أكاديمية معينة .. وقد ظلت أبحاثي وكتابات تنحصر في الغالب بحركة الفنون والإبداع بالسودان ، فكان لابد من توجيه سؤال للأستاذة ناهد عن رأيها في الحركة النقدية عموماً كيف وجدتها بالسودان من خلال متابعتها بشغف عن كل مايكتب هناك في الصحافة السودانية المحليه ، فقالت بكل صدق: الحركه النقديه بالسودان تعاني من ركود تام ، بل فشلت في تقديم الأصوات الجديده التي أثرت ساحاتنا الإبداعيه في مختلف الأجناس الإبداعيه المختلفه، وقد نجد العذر لنقادنا إن وضعنا في الإعتبار ضيق قنوات النشر ومحدوديتها التي تمثل معبراً لتلك الأصوات الجديدة أو الأوضاع الصعبه القائمه، فالنقد في إعتقادي لايقدم شروحات للعمل الإبداعي المحدد أو يجري تقييماً بين الرداءة والجودة ، لكنه يجب أن يكون هو الآخر عملية إبداعيه تفضي إلي فتح مغاليق العمل الإبداعي والتبشير به والتنوير له . وعموماً فإن النقد كعمليه إبداعيه له نفس بواعث التوقف والركود التي تكتشف معظم إبداعتنا ... وللا إيه رأيك( يا سيدي الباشا ) ، فهذا مجالكم كنقاد …وأنت أدري بمشاكل حركة النقد عندنا0
    وقد إستمرت حواراتي مع الصديقة ناهد لعدة أيام .. وقد إختتمناها بشقتها التي كانت تنزل فيها في إجازتها مع أولادها وزوجها المهندس (الهاديء الطبع) الأخ هشام رضا في حي بري الدراسية … وكان ذلك في أمسية سفري عائداً إلي الدوحة …. فقد لاحظت من خلال محاور حديثي مع الأستاذه ناهد بشير الطيب أن هنالك مايشغل بالها مهنياً ، فكان لا بد أن توضح لنا ذلك ، حيث أجابت: نعم000 هنالك مايشغل البال مهنياً الآن 000ألا وهو ، أنني قد بدأت في كتابة روايه بعنوان (حواس البحر000 الخمس) وتتشابك تفصيلاتها في ذهني وتضعني بكاملي في زوايا النسق الحاد لتجربه جديده وحافيه 000 دعني الآن ، فلن اخوض في تفاصيل الروايه ، ولكني أتمني أن اقدم عملاً ينال الإستحسان ويضيف إلي تجربة إبداع المرأة السودانيه أكثر من ما قد يشوه تلك التجربه ، فالروايه بإرتهاناتها للمرونه لاتحدد في كونها النص الواحد، وإنما هي خلاصة نصوص وجماع للمختلف والعصي بحثاً عن إئتلاف وتناغم وإنسجام0
    وهنا أجد نفسي كمحاور لها –بعد أن اخذ الحوار مع الأستاذه ناهد- بعداً فلسفياً أدخلنا في لغه حواريه مفعمه بكل ماهو جديد وفلسفي ، أن نطرح عليها سؤالاً مباغتاً آخر ، ربما نخرج من خلاله أيضاً بإجابه تتواصل فيها اللغه الجديدة التي تكتب بها وتتفجر ينابيعها العذبه بتوظيفها لمعانِِ ومفردات تتلألأ وتتقد من فرط بريقها المشع ، فقلت لها : حدثيني عن خاطره تدورفي ذهنك حالياً لتمنحك مقعداً أمامياً في مسرح غربتك خارج الوطن وإنت مهمومة بالكتابه عن هذا الوطن الجريح (السودان) الذي أضناه نزيف الحرب الأهليه الدامي منذ زمنِِ مبكر والذي ترين من خلال إتجاهات البعد عنه كل جمالياته (رغم كل شيء) 000 فأجابت ناهد بكل ثقة وبسرعة فائقه وكأنها كانت تتوقع هذا السؤال : نتلظي 000ونعلق أنجمنا المتاحه قطفاً000علي صدر الأغنيات ، الأغنيات التي مابرحت تلاحق أنفاسنا بلهيب صمتها ، الترحال قبعة سقطت من علي رأس نشيد يطلع من تلافيف الصبر ، لتحط علي غصن شجرةِ زانها عبور الكلام والظل الحائر 000 بأن يرتمي عكس إتجاه الشمس ، أم متوازياً مع صرخات الأقمار الليلية السحنات000،،
    ثم إستدار الحوار دورة كامله مع الأستاذه ناهد وهي تتوثب لتجيب علي سؤال فلسفي آخر ، حيث قمنا بتهدئة مسارات الحديث ليأخذ سؤالاً ربما يكون تقليدياً ومطروقاً كثيراً من قبل ، ولكنني كنت أري أنه لابد من توجيهه لها ، وهو 000لمن تقرأين ، عرباً وعجماً ؟؟
    فكان الرد: علي المستوي العربي أجد نفسي في الروائية العربيه الضخمه أحلام مستغانمي ، وكذلك الروائي جبرا إبراهيم جبرا ، وكيف أنسي الروائي حنا مينا000والأستاذ يوسف القعيد وغيرهم كثرُ ، وفي الشعر هنالك يأتي سعدي يوسف وإبراهيم نصرالله وبالطبع 000محمود درويش0 اما عالمياً فهنالك فيكتور هوجو ، تشيكوف0
    شكرت الأستاذه ناهد ، فقلت لها 000وختاماً 000ماذا هناك؟؟؟ فقالت ببراءة تامه وبثقة تفوق الحد : ليست العبرة بالخواتيم كما يقال ، فنحن نمر عبر دهاليز لاتفضي إلي شيء ، فنحن نعبرها ليست لأنها دهاليز000ولكن ، لمجرد خوض تجربة المرور عبر الأشياء المغلقة ، لكنني أختم بما إستهللت به، وقلبي علي وطني العابر للقارات ، أغنية تزيد المنافي شغفاً ، نرتجي فجرهُ الطويل ، وعندها0000 سنغني معاً ليشمخ الصدي ويلحق الحلم بنا في إتكاءة (ديكارتية)عبرت البحار السبع ووجدت ثامنها هو أولنا المتشظي عشقاً للوطن000 الأحلام ،
    مع خالص شكري لك يا أخي وأستاذي صلاح الباشا 00فلك كل التقدير والإحترام ، حيث أتحتم لي هذه الفرصة كي أتحدث إلي أبناء شعبنا في معظم مهاجرهم عموماً وفي دولة قطر الناهضة علي وجه الخصوص ، وذلك عبر كل الصحف التي تكتب فيها000وأيضاً عبر صحيفكم التي تسهمون فيها في قطر والخليج عموماً ..
    أخيراً 000نقول للسيدة ناهد بشير الطيب ، شكراً جزيلاً ، ومتعك الله بالعافية ، ولقد سعدنا حقاً بهذا الحوار الأدبي والإبداعي الشيق ، حيث تظل الآمال عريضه ، والهموم واحدة ، وإلي أن نلتقي في بلادنا الحبيبه مرة أخري ، نتمني لهذه الصحافية الجادة كل التوفيق0000 لها ولبنات جنسها كي يلعبن أدواراً تساعد كثيراً في دفع مسألة الإبداع السوداني الجاد خطوات متقدمة إلي الأمام 00وعندها ستنتفي إتهامات عقدة تفوق الذكوريه تجاه إبداعات المرأة .
    ووقتذاك كانت السيدة ناهد تعد في مائدة ( العشاء الأخير ) بالنسبة لنا بالسودان وقتذاك .. وقد كنت أشتم رائحة السجوق .. إلا أنني لم أكن محظوظاً في تلبية تناوله نظراً لإقتراب زمن إقلاع طائرتي التي أقلتني إلي الدوحة .. فإعتذرت مولياً وجهي شطر مطار الخرطوم للحاق بالطائرة التي تأخر وصولها من الخليج علي غير عادتها… وعند إقلاع الطائرة .. كنت أرمي البصر بعيداً من نافذة الطائرة وقد بدأت أنوار الخرطوم الخافتة تبتعد مني بعيداً رويداً رويداً .. وهنا تذكرت أبيات غناء الراحل المقيم أحمد المصطفي والتي كتبها الشاعر مهدي الأمين.. وظللت أردد فيها والطائرة تبتعد إلي أعلي .. وبصري لا يزلا مشدوداً تجاه أنوار الخرطوم الحالمة… مخاطباً تلك الأضواء التي كانت تخفي ملامح العاصمة:
    هاهي الأضواء أخفت… والدجي أصغي إلينا
    والمني في الحلم رفـّت.. وإستقرت في يدينا
    والذي عناك أخفت .. قد بدا لما إنتهينا
    فإنطلق يا روحي إنا … قد نزعنا القيد عنا
    فاحتسينا … وإنتشينا… ما علينا.. ما علينا
    ثم عدنا .. وإنطلقنا.. كلنا يمشي وحيدا
    باكياً قلباً وجفنا… خائفاً إلا يعودا
    أين منا الأمس أينا… المني والحب أينا ؟
    في سكون الليل … دعنا نجتلي الصمت الرهيب
    *****
    وقد كان الليل وقتها صامتاً داخل الطائرة .. ووقتذاك… إختفت ملامح الخرطوم وأضواؤها الحالمة … ولكن حواري معها … مع الصديقة الأستاذة ناهد لم ينته بعد .. وقد حددنا أن نواصله بعاصمة البلاد في الإجازة القادمة .. لكن ذلك لم يتم… لذا نقول .. أن حواري معها لم ينته بعد .. وإلي اللقاء !!!






                  

03-24-2002, 03:59 PM

gazalalmasalma


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شكرا باشا (Re: Abulbasha)

    شكرا باشا...وفعلا الأستاذة ناهد من القابضات على جمر الكتابة واسلوبها فى الكتابة أكثر من رائع بلغة متعددة الاتجاهات...وانغماس حميم فى هموم الانسان والوطن والعصر
    التحية لها أينما كانت ...فقد قرأت لها كثيرا واستمتعت بما سطره قلمها الجرىء



    تحياتى

    غزال المسالمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de