ثلاث مقالات حول المبادرة السعودية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 07:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-18-2002, 08:39 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ثلاث مقالات حول المبادرة السعودية

    قبيل القمة العربية :
    تصريحات ولى العهد السعودى حيال السلام تشكل منعطفا جديدا

    الرياض _ خالد عويس
    بالامكان حصر نقاط الاختلاف البائنة بين الولايات المتحدة الاميريكية والمملكة العربية السعودية لكن ليس مقدورا ايجاد حلول سريعة لها فى ضوء التعسف الذى تمارسه بعض الدوائر الاميريكية فى تشددها فى المطالبة باجراءات وتغييرات تشمل الرؤى الحضارية ليس فى السعودية وحدها وانما فى دول كثيرة عانت من انتقادات واسعة بعد احداث 11 ايلول سبتمبر ، بعض هذه الانتقادات تضمنتها خطابات النخب فى تلك البلدان ضمن فعاليات ترمى الى اصلاحات كانت تطالب بها قبل الاحداث ولم ترهن مرئياتها لمأزق التعاطى السطحى معها والمطالبة باستجابات سريعة للمطالبات الاميركية التى تستهدف اجتثاث الوجود الاسلامى فى الدولة والمجتمع من جذوره ، فى السعودية على سبيل المثال ظلت النخب تناقش موضوع قيادة المرأة للسيارة على صفحات الصحف قبل شهور من وقوع احداث نيويورك _ واشنطن ، وعمدت كذلك الى انتقاد بعض القطاعات الحكومية على التراجع الذى شهدته خدماتها وشهد الاعلام السعودى تحسنا ملحوظا اطلقه من المكبلات التى كانت ترهقه ورغم انه لم يبلغ مستوى التطلعات لكنه على اية حال استجاب للتطورات الحاصلة فى العالم ، ليس بعيدا عن الاستجابة الطوعية لتشكّل الشعوب وتطورها وفق مرئياتها وخصوصياتها الدينية والثقافية والاجتماعية ، وليس بالامكان القفز على تلك الخصوصيات والغاءها فى غمضة عين كما ان على الادارة الاميركية ان تستجيب للاستحقاقات التى تطالب بها الرياض ، ليس من المعقول ان تغض واشنطن طرفها عن المناشدات العادلة بالتدخل الايجابى وتعديل مسار مآلات العملية السلمية بين الاسرائيليين والفلسطينيين ، ويبدو ان السبب الرئيس للتوتر بين واشنطن والرياض مرده الى اختلاف النظرة ربما بمائة وثمانين درجة حيال الوضع فى الاراضى المحتلة ، ليست السعودية وحدها التى تنظر الى الامر وفق معيار عدلى فالاشتباكات الدبلوماسية بين واشنطن وعدد من العواصم الاوربية يعود الى طبيعة اتخاذ القرار فى اروقة الادارة الاميركية عقب احداث سبتمبر فالولايات المتحدة صمّت آذانها عن الرؤى المغايرة واتخذت اسلوبا لا توافق عليه الا اسرائيل بحكم مصالحها الظاهرية وتخالفها دول ترى فى الامر تغييرا لمجريات السياسة فى العالم وتعقيدا حادثا سيزيد من الاضطرابات ويؤدى لاختناقات سياسية سيما فى الشرق الاوسط ، الا ان المعتدلين فى اسرائيل نفسها يخالفون سياسة شارون ويبسطون حقائق مدللة الى فشل مشروعه الامنى والعسكرى ويرصدون خسائر هائلة جراء استمرار نهج العنف و " استعداء العرب" ودفعهم الى اقصى نقطة فى الخلاف بحيث يستحيل الرتق ، كان محللون اسرائيليون اشاروا قبل سبتمبر الى ان بلادهم تطمح الى علاقة تجارية مع دول مجلس التعاون الخليجى واوضحت دراسة اسرائيلية صادرة عن مركز الدراسات السياسية و الاستراتيجية الى ان تل ابيب تضع من ضمن اولوياتها الاستراتيجية مسألة التطبيع مع الدول الخليجية واكدت الدراسة ان اسرائيل بذلت محاولات فى هذا الاتجاه يبرهن الواقع القائم على افلاحها فى حصد نتائج الا انها لم تكن قيّمة على اية حال بسبب الوضع المتدهور فى الاراضى المحتلة الذى يحتم على بعض الدول التى سارت باتجاه التطبيع الاستجابة الى نبض الشارع العربى وبسبب الموقف الواضح لأكثر الدول اهمية فى المنطقة ، فالسعودية واحدة من الدول العربية القليلة التى لم تجر بينها وبين اسرائيل اية مفاوضات او محاولات للتطبيع علاوة على موقفها المتشدد حيال الانتهاكات الاسرائيلية الذى عبر ولى عهدها لصحفيين اميركيين قبل فترة بأنه احد اهم اسباب الخلاف بين واشنطن والرياض ، فالأخيرة كادت تحصد نتائج ملموسة جراء ضغوطات مارستها على واشنطن غير ان الضربة التى وجهت فى سبتمبر لم تدمر مركز التجارة فحسب وانما هدمت المجهود السعودى فى هذا الاتجاه ، تشكل الاتجاه الاسرائيلى للتطبيع مع الخليجيين عقب حرب 1973م الذى لعبت فيها الدول الخليجية لا سيما السعودية دورا اقتصاديا ضرب فى العمق الغربى واحدث خسائر فادحة فى الاقتصادات الغربية كما ان واقع اسرائيل الاستهلاكى وحاجتها الى النفط تدفع فى هذا الاتجاه اضافة الى رغبتها فى فتح اسواق ضخمة امام منتجاتها التى ناورت فى ادخالها الى اسواق الخليج تحت مسميات تجارية اخرى الا ان الدوائر المختصة احبطت محاولاتها ، كذلك غير بعيد عن الرؤية الاسرائيلية جيوسياسية المنطقة بحسبانها محورا رابطا بين العراق وايران وباكستان والعلاقات القوية التى تربطها بالولايات المتحدة مؤسسة على المصالح المتبادلة وما تسببه هذه العلاقة من ضغط مرهق على الادارة الاسرائيلية كلما نهجت مسلكا عنيفا برغبة الحصول على مكاسب على الارض ، وعلى الرغم من افتتاح مكتب تجارى اسرائيلى فى الدوحة 1996م ومكتب للتمثيل العمانى بتل ابيب فى الفترة نفسها الا ان خطوات التقارب شهدت تباطؤا منذ تولى بنيامين نتنياهو رئاسة الوزارة الاسرائيلية وانهارت تماما بعد مجىء شارون ، وتسعى الحكومة الحالية عوضا عن تمتين علاقتها بالخليج والمحور الايرانى العراقى البكستانى الى خلق تحالف وثيق مع الهند وتركيا وزرع مزيد من الخلافات فى المنطقة ذلك بالافادة من الواقع الباكستانى الهندى واحتدام الخلاف بين الدولتين حول كشمير والافادة من الرغبة الاميركية فى ضرب العراق راصدة ما يجول فى الافق من تقارب خليجى ايرانى على الرغم من مشكلة الجزر الثلاث ومحللة الخطوات التى يمكن ان تؤدى لطى صفحة الخلاف الايرانى العراقى الى الابد ، الجديد فى الامر هذه المرة الادلاءات المهمة التى كشف عنها الصحفى الاميركى توماس فريدمان نقلا عن ولى العهد السعودى ، فأكثر المتفائلين فى ادارة شارون او حتى حمائم السلام التى ما عادت تقوى على النهوض اثر المجازر التى ارتكبها لم يكن يحلم بتصريحات تصب فى اتجاه تطبيع عربى اسرائيلى تقوده الرياض اكثر الاطراف تشددا فى القضية ، تصريحات الامير عبدالله التى نشرت بصحيفة نيويورك تايمز قبل يومين تشكل منعطفا جديدا ليس على مستوى الصراع العربى الاسرائيلى فحسب وانما على مستويات عدة اهمها العلاقة بين العواصم العربية وواشنطن وعدد من العواصم الاوربية ايضا ، فولى العهد السعودى بتصريحاته هذه قلب الطاولة على دعاة العنف فى تل ابيب بتبيين حجم الخسارة التى حاقت باسرائيل جراء رعونة شارون ورهاناته على خيار العنف وحده ولم يحقق نتائج سوى خسارته لمؤيدين سابقين كالسويد التى خرجت وزيرة خارجيتها عن الاعراف الدبلوماسية وهى توجه انتقادات قاسية للسياسة الاميركية تلاها هيوبير فيدرين وزير خارجية فرنسا والسبب .... اسرائيل . اهمية خطاب الامير عبدالله فى أنه اختار الوسيط الاعلامى المؤثر فى الشارع الاميركى ، نيويرك تايمز واحدة من اهم الصحف واوسعها انتشارا فى العالم ، وتوماس فريدمان واحد من الثقاة الاميركيين فى دنيا الاعلام وموضوعاته تثير جدلا واسعا ، اذن فان تصريحات المسؤول السعودى الرفيع تعزز الرفض الدولى لممارسات شارون والتغاضى الاميركى بتأكيدها على النزعة السلمية للعرب ورغبتهم فى تعايش آمن مع الاسرائليين وكونها تصدر عن الرياض اكثر العواصم دعما للقضية الفلسطينية واكثرها تشددا حيال الملف الفلسطينى واكثرها انتقادا للمواقف الاميركية ازاء المسألة يوّلد واقعا جديدا ويدعو لمراجعات واسعة تنتظم دوائر عدة فى تل ابيب وواشنطن واوروبا ، وكان محلل غربى مختص بشؤون الشرق الاوسط المح ل" الزمان" قبل اسبوعين بأن اى منعطف كهذا سيوقع شارون فى مأزق وسيفرز تطمينات واسعة فى صفوف الاسرائيليين الذين تشكلت عندهم عقدة "قذف العرب اياهم فى البحر" لكن المحلل الغربى نفسه لم يتفاءل بالقدر الذى يدعوه لانتظار نقلة هائلة تقدم عليها الرياض مسقطة كل الحسابات الامنية لدى الاسرائيليين وقاذفة بكرة من لهب الى ملعب شارون ، واشنطن بوست كانت اشارت قبل اسبوع من الآن الى ان الامير عبدالله هو اكثر القيادات تشددا بخصوص المساندة الاميركية لاسرائيل ، واضافت فى اعداد سابقة " اذا كانت للسعودية مطالب حيال فلسطين فبامكان الادارة الاميركية ان تطالبها باعتراف بالدولة الاسرائيلية فى المقابل" ، وافاضت ذات الصحيفة فى اسباغ توصيفات على القيادة السعودية متهمة اياها بالتعنت والتصلب فى المواقف اذ دأبت على الضغط المتواصل لتحقيق نتائج لجهة الفلسطينيين من دون اية تغييرات فى موقفها الرافض لاسرائيل ، هذا الخط الاعلامى سيواجه كذلك بانكماش داخلى ، اذ ان الشروط القابلة للتحقق فى خطاب ولى العهد السعودى يمكن ان تكون مفتاحا للسلام والتطبيع اذا ما تراجعت حكومة تل ابيب عن تعسفها وانسحب الاسرائيليون الى ما قبل حدود 1967م ، دوائر كثيرة ستجد نفسها مجبرة على الانسياق وراء الخط الجديد الذى فتحته الرياض مشكّلة بذلك بداية لجبهة عالمية ضاغطة للحلحلة الشرق اوسطية ، غير ان التصريحات ذاتها يمكن ان تفسر لدى بعض الدوائر العربية والاسلامية بأنها تنطوى على اضعاف للموقف العربى والفلسطينى على وجه الخصوص وانها تمثل ردة على الخطاب السعودى لكن الواقع يناقض هذه الاعتبارات ، فعالم ما بعد 11 ايلول سبتمبر يتطلب لياقة ذهنية عالية وتحريكا لكل قطع لعبة الشطرنج العالمية والانتقال الى خانات متقدمة ووضع الخصم فى وضع لا يحسد عليه ، والنتائج التى يرجوها ولى العهد السعودى محققة هنا فى اختياره الدقيق للظرف والتوقيت الذى يمرر فيه رسالة قوية الى الغرب وعبر اوسع قنواته الاعلامية انتشارا لتشكيل ضغط فى الشارع وتمكين دعاة السلام فى اسرائيل من التحرك والدخول الى اجتماعات القمة العربية بأوراق عمل منطقية وقابلة للتحقق .
    " بتاريخ 19 فبراير 2002 "
    فى ضوء ملاحظات الزعيم الليبى :
    قراءة اخرى للخارطة السياسية ما بعد المبادرة السعودية

    تسنى لى لقاء ولى العهد السعودى خلال حفل غداء اقامه على شرف ضيوف الجنادرية واستمعت الى خطاب قصير القاه للمناسبة ثم تفرّغ للرد على اسئلة المفكرين والصحفيين ، وعن قرب لمست فى الرجل هدوء سياسيا يزعج الخصوم وروية تنم عن حكمة فى العمل السياسى الذى لا يستعجل حصد النتائج ، توّضح ذلك من خلال اجاباته على اسئلة متعلقة بحضور الرئيس الفلسطينى قمة بيروت وكانت اجابته مذهلة بتأكيده القاطع على حضور عرفات الامر الذى دفع صحفى عربى بارز لأن يسر لى بأن الامير واثق من انه سيفعل شيئا ما يقلب الموازين ويكون مدعاة لحضور عرفات فى وقت آيس الجميع من امكانية فك الحظر عنه ، ولمست كذلك ان رسائل المسؤول السعودى البارز الى الاجهزة الاعلامية مختصرة وذكية الا ان الامر الذى لفت انتباهى اكثر هو خروجه من مطب الايقاع به فى فخ المسؤولية الكاملة عن الملف الفلسطينى ، البعض حاول الارتكاز على مرئيات ولى العهد اثناء القمة الخليجية الاخيرة ومواقفه حيال القضية الفسطينية لترسيخ مفهوم يرمى الى تنصيبه بطلا قوميا قادرا على حلحلة المشاكل من دون اعتبار الابعاد الاخرى المتعلقة بضرورات توحيد جهود متعددة ومن اطراف اخرى وهذا ما لفت اليه الامير عبدالله مشيرا الى اهمية هذا المنحى فى خلق منعطف جديد يكرس للعمل الجمعى وفق رؤية واقعية لا تستند الى الخيالات ، تنبؤات الصحفى العربى بخصوص تأكيد الامير حضور عرفات ، صحت بالمبادرة التى اضفت على المعادلة الشرق اوسطية دوال جديدة مؤدية الى خلخلة على مستوى الداخل الاسرائيلى ومحفزة الاطراف الداعية الى السلام وتلك التى ترى خطل سياسات شارون الى اطلاق شارات تحذير من ان استمرار شارون فى سياساته التى باتت تتلقى مزيدا من الصفعات سيجعل من اسرائيل فى نظر العالم قوى همجية نازعة الى العنف يتخلى عنها الاصدقاء وتملى عليها شروط التفاوض مع العرب بعد أن كان الوضع معكوسا ، وزاد من تعقيد المسألة بالنسبة لتل ابيب مجريات الاحداث خلال اليومين السابقين بسقوط عشرين قتيلا وعدد مضاعف من الجرحى فى عمليات استشهادية ضربت فى العمق وستحصد نتائج ملموسة على مستوى الشارع الاسرائيلى المذعور الذى سارع شارون ومجلس امنه الى طمأنته بطرح خطة عسكرية جديدة لن تؤدى الى شىء والشارع الفلسطينى يضاعف من تمرده وكسره القيود والمتاريس ويعصف بكل خطط شارون الامنية ودالة استطلاعات الرأى المنحسرة تدريجيا عن تأييده " معاريف الاسرائيلية ذكرت بأن شعبية شارون تراجعت من 49% الى 42% واشار 73% من المستطلعين بأن شارون لم يف بالتزاماته " مما يشير الى ان واحدا من اكثر رؤساء الوزارة الاسرائيلية حظوة بتأييد الاسرائيليين بات مواجها بالاقصاء من السلطة طالما انه لم يحقق امنا بل زاد الاوضاع تأزما وجعل الاسرائيليين هدفا للقناصة والمناضلين الشبان المتنكرين بأزياء الحاخامات ، واذا ما اضيف لهذا العامل الذى يشكل ضغطا على شارون ، المقترحات التى تقدم بها الامير عبدالله ولقيت دعما كبيرا من الاتحاد الاوروبى وباركتها دول عربية مهمة وتدرسها طهران حاليا للخروج برؤية حيالها فان شارون _ حسب وصف صحف اميريكية _ موضوع بزاوية صعبة وتقلصت خياراته بعد ان وجد فى ظروف ما بعد 11 سبتمبر مناخا ملائما لشن حرب ضد ما اسماه الارهاب الفلسطينى محمّلا الرئيس عرفات تبعات الهجمات التى ينفذها الفلسطينيون وواضعا اياه فى حبس امتد لشهور واضعا بالاعتبار لا مبالاة الادارة الاميركية وتفويضها الجنرال زينى لمباشرة الموضوع الملتهب لتتفرغ هى لمطاردة الارهاب حتى كسرت المبادرة السعودية الجمود بالكامل واضطرت الادارة الاميركية للتعامل بجدية مع المسألة الامر الذى لم تقدم عليه منذ وقوع احداث نيويورك فى استشعرت اسرائيل خطورة المبادرة على ساحتها الداخلية فشرعت فى افراغها من معناها وتوجيهها لتكون مبادرة سعودية _ اسرائيلية وهو امر يعرف الرئيس الاسرائيلى ان القيادة السعودية لن ترحب به لكنه على اى حال مخرج من مأزق المبادرة يستطيع به ان يحسن صورة اسرائيل المشوّهة هذه الايام امام الرأى العام العالمى الذى باتت اطراف فاعلة منه ترى فى شارون العائق الوحيد امام تحقيق سلام شامل بالشرق الاوسط طالما ان المبادرة انطلقت من اكثر العواصم المستعصية على التفاوض مع تل ابيب ، والواقع ان رد الفعل الاول على مقترحات السعوديين كانت متحفظة من واشنطن وعدد من العواصم الاوروبية ومرحبة من قبل عواصم اخرى كمدريد وباريس وستوكهولم وهى عواصم اصبحت رافضة للتصلب الاميركى حيال الشرق الاوسط ، وعواصم عربية كثيرة رأت فى المقترحات ما يمثل لبنة صالحة للتعاطى وتكوين مشروع جماعى للحل ، وصدرت عن القطاعات السياسية الفلسطينية اشارات منبئة بأن المقترحات السعودية تدعم فى الوقت الحاضر موقف السلطة وتوضح الصورة الحقيقية للمقاومة المشروعة التى كانت تتذرع واشنطن وتل ابيب بأنها نوع من الارهاب وتحلحل القضية تدريجيا فى المستقبل كما انها تمّكن اطراف اخرى _ خاصة فى اوروبا _ من المشاركة فى المعادلة التى اصبحت منحصرة فى الفلسطينيين والاسرائيليين وواشنطن وهذا ما دعا نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولى الفلسطينى للتباحث مع القيادة السعودية حول المبادرة خلال الأيام السابقة موضحا بأن الامير عبدالله اطلعه على اتصالات جرت بينه وبين الاميركيين مشيرا الى انه _ اى الامير _ يأمل فى ان تتحول المقترحات الى مشروع عربى للسلام فى اشارة للقمة البيروتية ، غير أن ما خرج به الزعيم الليبى معمر القذافى ليلة السبت الماضى هو مدعاة لتشكيك واسع حول الالتفاف العربى حيال المبادرة السعودية ، اذ وضع الزعيم الليبى _ وله الحق فى طرح ما يراه مناسبا _ اجندة للحل لن تقبل بها اسرائيل فى الوقت الحاضر علاوة على انها تعطى انطباعا بأن العرب منقسمون وبأنهم لن يكونوا قادرين على كبح جماح العنف فى اى وقت حتى لو عمّ السلام الشرق الاوسط ، وبدرت اول اشارات دالة الى اسرائيل ستستفيد من تصريحات العقيد القذافى لتصبها فى اتجاه تشتيت الجهود عن دبلوماسيين اوروبيين ذكروا لصحف عربية بأن طرح مبادرات جديدة سيحدث تشتيتا للجهود وان هذا ليس فى صالح الجبهة العربية ، والواقع ان السعودية اختارت افضل توقيت لاطلاق مبادرة حركت المياه السياسية الراكدة واشعلت املا فى نهاية النفق المظلم وقذفت بملف السلام الى الطاولة التى نسج عليها العنكبوت بعد 11 سبتمبر فى حين ان العقيد القذافى اختار توقيتا صعبا لاحراج الجهود الاوروبية وتسهيل مهمة اسرائيل فى تعليق اكبر نسبة من الفشل فى تحقيق سلام على العرب واتاح لواشنطن رقعة مناورة للالتفاف والدوران بعد أن كانت هذه المساحة ملكا للعرب ، والعقيد القذافى يعيد الاحداث الى 1948م مسقطا الابعاد الدولية بالكامل ومسقطا المتغيرات واستحالة العودة الى المربع الاول ، ومسقطا فوق ذلك كله الحسابات العسكرية وما اعتور الحياة العربية من اختلال على المستويات كافة منذ خمسين سنة ، فالقضية الفلسطينية لم توهن الرصيد الفلسطينى ولم تشرد الفلسطينيين وتقذف بهم الى المنافى فحسب وانما خطت مؤشراتها على الواقع العربى على صعيد الوعى والتعليم والتنمية والصحة ، وكرّست حالات الرق السياسى والكبت والقهر ، وباسم القضية وتحرير القدس ارتكبت مجازر وفظائع واتجهت آليات عسكرية من عواصم عربية لتدك عواصم عربية ، وباسمها استشرى سرطان الجماعات المتطرفة ليهدد استقرار المنطقة بل العالم ، وباسمها _ وبسذاجة بعض المناصرين لها _ اصبح المسلمون والعرب يعيشون فى رعب المخابرات الغربية بعد ان كان الرعب محصورا على مخابرات بلدانهم ، وتصورات العقيد القذافى مقبولة جدا ... اذا كان العرب فى موقف اقوى ، واذا كان للعالم قطبان كما فى السابق ، واذا كان المواطن العربى بالفعل قادرا على تحرير نفسه من الخوف والذل ، لكن هذه الامور كلها الغول والعنقاء لا يؤمل ان تتحقق قريبا ، وليس مقدورا ان يتجمد الوضع الحالى على ما هو عليه الآن والفلسطينيون برغم بسالتهم ونضالهم يواجهون مجازر يومية تستدعى حلول واقعية تحفظ لهم آدميتهم فى وجه جلاد تزيده مثل هذه التصريحات وحشية وصلفا ويطوّعها لصالحه بالكامل ، وانتقادات العقيد القذافى للمقترحات السعودية ووصفها بأنها لم تكن تجدر بأرض الحرمين تسقط عن الرياض الحق فى التطلع الى حل شامل واستقرار دائم فى الشرق الاوسط ، بل وتؤكد بأن ليس لها حق فى توقيع سلام مع اسرائيل حتى لو قع العرب اجمعين ، فى حين ان انطلاق المقترحات من السعودية بالذات هو الذى اعطاها بعدين مهمين : اسلامى وعربى ، وجعل موافقة محاور مهمة فى المنطقة على السلام _ كايران وباكستان _ ممكنة والوزن السعودى وحده هو الذى كفل الزخم الدولى للمبادرة بنفس افتراضات العقيد القذافى ولصعوبة تصديق اقدام القيادة السعودية على ذلك مما يعنى للعالم اجمع بأن هذه هى الفرصة الحقيقية للسلام ، وللعقيد القذافى الحق فى انتقاد من يشاء _ مثلما لكل مواطن عربى _ لكن السؤال الذى يتبادر الى الاذهان هو ان مقترحات الزعيم الليبى المتضمنة عودة اللاجئين ونزع اسلحة الدمار الشامل واجراء انتخابات حرة يقابلها سلام وتطبيع مع اسرائيل ، اذن المحصلة النهائية واحدة فعلام اذن انتقاد التوجهات السعودية طالما ان السلام مع اسرائيل هدف استراتيجى للطرفين _ السعودية وليبيا _ صادقت عليه جامعة الدول العربية واضحى من المسلمات العربية فى حال قبول اسرائيل بالاشتراطات العربية ؟ .
    "بتاريخ غرة مارس 2002م"
    امكانات التعايش واستشراف وعى جديد :
    اسئلة الراهن واستحقاقات المستقبل فى الصراع العربى الاسرائيلى

    الاسئلة التى تحاصر العقل العربى لا تقل تعقيدا عن تعقيد الوضع العربى ذاته ، لكنها ظلت محافظة على تماساتها المكثّفة مع القضية الفلسطينية منذ نشأتها مشكّلة وعيا عربيا يتقاطع مع تطوراتها ، والعرب منذ 1948م تجرعوا الهزائم والانتصارات وظلوا اسرى لهزيمتهم الخاصة : القيد الموضوع على الانسان العربى ، وبتأمل الظواهر الفكرية والثقافية وحالات مدها وجذرها ، فان النتيجة المستخلصة هى ان الذين حققوا انتصارا ما حققوه اولا على الانسان العربى وارادته ، والذين انكسروا مارسوا السقوط اولا على يافوخ الجماهير وبين المتطلعين للانتصار والمهرولين للتطبيع كانت الضحية الوحيدة : الانسان العربى . اصبحت السياسة فن الممكن فى استغفال الجماهير وحشد طاقاتها من اجل معارك وهمية ، واسكات اصواتها للسبب ذاته ، واضحى استهلاك الكلام وفن الخطب الملتهبة ماركة عربية مسجلة ، وتهاوت عروش الصحافة حين اضحت عناوينها بالونات اختبار تطلق لامتصاص سحب الدخان او تعتيم الرؤية وباتت الاقلام تحبل بحبر مخلوط بالسم ، والكتّاب يشتغلون حسب التسهيلات الرسمية ويغضون الطرف عن كل الكبائر المرتكبة بحق الضمير الانسانى ، وبدلا من ان تتوجه المدافع لدك تل ابيب ، اضحى الصراع متقولبا بين اصحاب الرؤى المتباينة حول القضية ، الذين يستنفذون جهودهم فى كل شىء الا القضية ، وأصبحت القضية ملهاة كبرى فى زمن الخنوع العربى ، فأى امة يمكن ان تحقق انتصارا وهى عاجزة عن نيل ابسط حقوقها الانسانية ؟ نمت الشعارات كما النباتات المتسلقة واستطالت براعمها ثم تكلّست جذورها واضحت غير ذات نفع وتهاوت ، وظل البعض متمسكين بها يتشدقون لصنع انتصار مزيّف انصرف الجميع عنه بعدما تبيّن انه انتصار يدجّن الشعوب ولا يحل فتلا فى قضية فلسطين وأن كل الطامعين فى السلطة مروا عبر تلك البوابة المهترئة متآكلة الحواف محمولين على أعناق الوهم ومجللين بغار "الدونكشوتية" وبدلا من محاصرة اسرائيل ورميها فى البحر حوصر المواطن العربى واصبح مدانا بتهمة التواطؤ مع العدو ان هو جهر برفض حيال ما يجرى او عبّر فى صمت عن غضبه ازاء شلالات الدم الجارية فى أرض لم تشهد معركة منذ 29 سنة الجمت خلالها الخيول وعقرت وتعفنت الاسلحة فى المخازن واضحت الجيوش بلا عمل غير الانقلابات العسكرية التى اجادتها تماما خالقة وعيا جديدا يتناغم مع الهزيمة ويتعاطاها الى الثمالة ، لكن الهزيمة التى كانت تتجرعها الانظمة العربية فى الماضى باتت تاليا حكرا على المواطن العربى وحده ، فالأنظمة شرعت فى حياكة المعاهدات السرية مع تل ابيب والذى لم يهادن اصبح يأمل فى مد جسور المودة وتقبيل جبين رؤساء الوزارات الاسرائيلية المتعاقبة منذ مناحيم بيغين ، ولا يلام احد على استشراف رؤية واقعية تتماشى مع مقتضيات الممكن والمستحيل ، انما غير المستحب هو مد الايادى لتحية الاعداء من تحت الطاولة ومواصلة الهتاف وتعبئة الحناجر ضد اسرائيل مع سيل من الوعود بالثبات فى الموقف وانتقاد المطبعين وشتمهم جهرة ، حتى صار التفريق بين الاعداء والاصدقاء مستحيلا وبات كل عربى يشك فى الآخر وماء اسرائيل يجرى من تحت الاقدام وتستشعره مزروعا فى معظم الشوارع العربية وكان المواطن العربى كذلك مندهشا من ان تصل الحالة هذا الدرك المتردى وهو لا يعلم ماذا يصنع حيال ما يجرى ، فالزعامات تنادى بعكس ما تفعل ، والاحبار تسوّد صفحات الجرائد بالغفلة وتوّرط الانسان العربى فى فخ السذاجة وتصطاده نحو شرك الصمت ، وتدريجيا ترسخ وعى الهزيمة تماما ، اسرائيل لم تهزمنا ، نحن فعلنا ذلك حين تخلينا عن اهم سجية كانت تحسب لنا : الصدق . كان من الطبيعى ان يلف الصمت الشارع العربى المستباح لسرداقات الرقص الليلى وعرى القنوات الفضائية وتخاذلها عن اقل قدر من الفضيلة الاخلاقية فى مواجهة مارد اعلامى يصوّر البطش عدلا و الوحشية انصافا ، تجذر وعى " المؤامرة" ولم تكن المؤامرة الا حيلة لتخوين الشرفاء والزج بهم فى عتمة السجون واخراس اصواتهم الى الابد ، وفى حين انشغلت الوسائل الاعلامية المبثوثة فضائيا بعروض الازياء وحمى الصدور الناهدة والاعجاز المترهلة والضحكات الماجنة كانت المعجزة تتوّلد من ارض فلسطين عبر ثنائية الطفل _ الحجر ، بعدما تيقن اهل فلسطين ان لا فائدة من انتظار صيحات الحرب لحرب مؤجلة ، وانتظار نجدة قوم هرعوا لمآدب الاجساد الطاعمة المنثورة كحبات اللؤلؤ عبر القنوات العربية وانحسر الاهتمام بالقضية لصالح قضية اهم هى " قضية الانثى الجسد" وباسم _ التحرير _ ذاته حرروا الانثى العربية من آخر برقع للحياء واستهلكوها فى تسويق منتجات كاسدة لتصب مزيدا من الاموال لجهة جيوب تكرشّت واصيبت بداء النقرس ليقعدها عن دورها القومى ، الفعل الوحيد الذى حرك خمول الساحة العربية ذهنيا وبدنيا كان مؤشرا دالا الى ان شعب فلسطين ما عاد يأمل فى انتصار تحققه المنابر العربية الكسيحة ، وما عاد يعوّل على الخطب الملتهبة التى يلوح فى خاتمتها فعل "الجنازات" من الشجب والادانة الى آخر الاسطوانة المشروخة التى شكلت عماد المسرح العربى الكوميدى سنين طويلة وباتت مؤرخة لزمن عربى موسوم بزمن " الشجب" ، والغريب ان الذين لم يحركوا ساكنا واطفال فلسطين يستقبلون الآليات والمدرعات الاسرائيلية بصدور مفتوحة واحجار شهباء كنواصى الخيل اصبحوا متحدثين رسميين باسم انتفاضة تفرجوها مثلنا على الشاشات ولم تثر نخوتهم الاستغاثات الصادرة عن نساء ترملن وتثكلن وهدمت بيوتهن على رؤوسهن ، لم يكن المطلوب اكثر من مساندة حقيقية لهؤلاء ، مساندة تخرج عن دائرة المناورات والمزايدات السياسية التى ظللنا عليها خمسين سنة ، لم يكن المطلوب اكثر من طرق كل الابواب المؤدية لوقف النزيف الفلسطينى واعادة الابتسامة لوجوه علتها الكآبة وصارت تدين زمنا عربيا مجرما اسمه " زمن الشجب" وتحتفل بزمن آخر يعيش فوق سقوف الزمن ذاته اسمه " زمن الحجر " ولو تحوّل "زمن الشجب" الى دعامة ل " زمن الحجر " لتحقق " زمن الانتصار" لكن الانتصار فى نظر البعض لا زال مرتبطا بقهر اسرائيل ورميها فى البحر ، والمتاح الآن حسب الواقع هو التعايش واقناع الاطراف كافة بعدالة قضية لا تتجاوز فيها مطالبنا سقوف المعقول والمعترف به دوليا لتشكيل قاعدة مساندة دولية ، ليس المطلوب اكثر من دعمنا لحاجاتنا الملّحة بدلا من التورط والانسياق وراء مغامرة جربناها مرارا وكان حصادنا منها : وضعنا خلف القضبان بأيدى النخب السياسية التى تجرعت هزيمتها فأقدمت على تصفية حسابات الحرب مع المواطنين ، خلاصة الحروب العربية الاسرائيلية بعد خمسين سنة على بدئها كانت مناخا فاسدا تعددت جبهات افساده وتخمرت مشكلاته وبامكانى ان اشير فقط الى الجنايات التى ارتكبت _ باسم المعركة _ بحق المواطن العربى ، ناهيك عن التنمية المعطلة والطاقات الانسانية المهدرة والوعى الغائب _ أو المغيّب _ والصحة المتهالكة والفقر المدقع الذى تعيشه شعوب عربية بسبب ان موارد دول بأكملها تذهب لجيوب قطط الحرب السمان وحماية المسؤولين من خيانات المارقين ، مناخ افرغ الحياة العربية من معناها ودخلت قيّم انسانية رفيعة بمقتضاه دائرة المحرمات القطعية فأصبح التحدث عن عقد اجتماعى او حق انسانى او سياسى من المحظورات التى تستوجب الاستتابة والاغتسال ، وكان من الطبيعى ان يوّلد هذا المناخ ردة لدى بعض التيارات التى مهرت كمولود شرعى لوعى الهزيمة ، فكان الانفجار حتميا عبر زلزال اصولى استشرى فى طول الوطن العربى وعرضه مخلفا مجافاة كاملة للحضارة الانسانية وتعلقا زائفا بآمال لن يكتب لها النجاة فى ظل التطور الحاصل والنهضة الانسانية التى بات لب التواجد فى دائرتها : الوعى والمعرفة ، فاذا كانت هذه التيارات تصارع من اجل التنفيس عن كبتها ولا تحمل رؤية حيال التطور الانسانى ، وكان الطرف الآخر مشوشا ومرتبكا امام تحديد الاولويات فصارت الاولوية لتكريس بقائه والذيلية لهموم المعرفة وتحرير المواطن من جهله فكيف نخرج من حصار الجماعتين ؟ ولا يعنى انتشار الجامعات والمعاهد العلمية واستشراء داء " الدال" لحملة الشهادات الرفيعة فى الحقول المختلفة مع التخلف الحاصل الا مغنطة كاملة للحقل العربى بحيث يتطور الالمام بالعلوم التطبيقية والانسانية من دون التفكير الايجابى فى احداث نهضة على مستوى الوعى والعقل واصلاح الحال ابتداء بوضع الانسان ، ولعل هذا يقودنا الى تفكير هاد الى معنى استقرار منطقة الشرق الاوسط وزوال حالة اللا حرب واللا سلم التى كرست مناخ " الجلاد والضحية " ، كيف سيكون الوضع ان استقر حال المنطقة واى ذرائع ستتحجج بها الحكومات العربية لمنع الهواء عن شعوبها ولماذا يستمر هذا التكريس المشين لثقافة الحرب وحدها رغم ان العرب غير قادرين على جر ارجلهم اليها على الاقل فى الوقت الحاضر ؟ الا يحتاج العرب حقا لقلب معادلاتهم ازاء ذلك والاصغاء لصوت العقل بحيث تتجدد دماء الامة فى ظل سلام ، وكيف سينتخب مناخ جديد وقد ترسخت فى الوعى العربى مفاهيم العداء والمؤامرة ، شعوب اخرى قاست ويلات الظلم والاستعباد وانتصرت لذاتها اولا ولخصومها ثانيا حين اجبرتهم على المضى فى درب السلام وامعنت فى النضال لتحقيقه ، صحيح ان الجلاد الاسرائيلى لا زال يمارس ابشع الانتهاكات بحق الفلسطينيين ، لكن الحقيقة ان الجلاد نفسه يستفيد على المنحى الاستراتيجى من ابقاء الحالة الراهنة ، لكن انتخاب مناخ جديد فى العالم العربى سيجبر ثقافة السلام على النمو والتمدد داخل قطاعات واسعة فى اسرائيل ، ومؤشرات ذلك متوفرة ، اذا كان جنود الاحتياط توّلدت فيهم حماسة انسانية منعتهم من اداء واجب يراه ساسة اسرائيل وطنيا فهل يعجز السلام عن صنع معجزات اخرى وسط شعب يعيش رعب الافناء ورعب العمليات ورعب البقاء وسط امة تريد محوه من الخارطة ؟ السلام يحتاج استعدادا يماثل استعداد الحرب ، والا كان سلام خانعين سلموا العدو ابواب مدائنهم ، واولى علائم الاستعداد للسلام هو الايمان به والايمان بنفعه على الامة العربية ، والتلويح به من موقف قوة تعبر عنها وحدة وتماسك المواقف العربية ازائه ، اذا كنا راغبين فى السلام ، فلتتوحد كلمة الامة وراء شعار السلام بدلا من السلام الآتى عبر النوافذ ومن خلال مبادرات افتقدت القومية واتخذت لباسا آحاديا وكانت مدعاة لانشقاقات يعانى العالم العربى من آثارها الى الآن واذا كنا عازفين عن السلام ولا نؤمن بنفعه الآنى والاستراتيجى فلندق طبول الحرب وليكن دعاتها على مستوى الاحداث بحيث يبرز من يكون قادرا على تحقيق انتصار يمسح عار الهزائم السابقة .
    " بتاريخ 6 مارس 2002م"
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de