|
|
 كاساتي الأخيرة
|
كاساتي الأخيرة
الاَن ارقد جثة هامدة على ارض هذه الغرفة …
وابدو هادئا ..
تضيع بروق روحي في انعكاسات المرايا .. ثم امضي ..
فماذا تبقى ..؟
هل تصدق انه لم يبق شيء ..؟!!
لم يبق من هذا الضجيج من كل اروقة الصخب سوى كاسات ..
( ويداخل النخب التعب ) .. وينهكنا ..
كاسات الإنفعال الأخيرة بعد موتي رسائلي لعالمكم ..
الاَن اشهر في وجوه الكل بطاقاتي - بطاقات الهوية ان اردتم -
انني لا انتماء لكم ..
الاَن ارقد جثة هامدة ، واشرب انخابي..
(1)
كأس لاَمال كبيرة واحلام شقية ..
تسقط الاَمال اذ يمازجها ملل..
تذوب احلام الشقاوة إذ يخالطها الخجل ..
فالتنتهي او فالتضيع ..
- كما تضيع الصورة الأولى من عقل طفل -
( 2 )
كأس لله ..
هذا المتربع فينا يحكمنا ..
يمد يديه العاريتين ليخلقنا ..
ويمد يديه العاريتين ليخنقنا ..
ثم يشير ..
بيمينه تتلاعب جنة ..
بيساره تضطرم النيران ..
( وإذ ينظر لي ..فكل اياديه يسار ..)
( 3 )
كأس لتراب اوطان بعيدة ..
تلك العطشى لدمي ..
الفارهة الأسى ..
الرافلة في ثوب فقر ..
المترفة بمعاناة اطفالها ..
_ سعيدة هي بأحزانها -
مغمضة العيون وبانكسار ..
( 4 )
وكأس للمدى ..
هذا القصي ..
لا ينتهي .. لا ينتمي ..
او يختلج في دربه امل الوصول ..
( 5 )
ثم كأس للوجوه ..
- كل الوجوه -
ما ظل منها وما سقط ..
كل الوجوه اراها خرائطا بكرا ،
تقاوم ترسيم الحدود ..
- ولا تزال -
كل الوجوه اراها تحمل اسم طفل ..
ملامح طفل ..
حب طفل ..
ضعف طفل ..
تحمل الشرخ .. ، التمادي في الوضوح ..
- الاك وجهي - لا اذكر فيك ملمحا ..
( 6 )
ثم كأس يسقط من يدي ..
ينساب على ارض ذات الغرفة إذ ارقد هامدا ..
هو كأسك لا محالة .. فبينكما صراع ..
وكلاكما قد ضاع ..!!
يسيل كما سالت دمائي ..
- وان كانت دمائي باردة ، وضاعت في العبث -
فهذا النخب يحرق ..
الاَن ادرك ..
( تضيعين انت كلما التقت في درب نظرتان ) .
( 7 )
الاَن ارقد جثة هامدة على ارض الغرفة ..
من منكم يحملني ..؟
من منكم يحرقني ..؟
من منكم يسلمني الظلام..؟
- فللظلام كأسي الأخيرة -
سأشرب نخبها معه ..
صديقي الوحيد ..:
هذا الظلام رسالتي اليك ..
تجدها مع التماع الكأس ..
مع تماوج الأطياف ..
مع كل لحظة .. تحترق فيها عيون او تنطفيء ..
- بعيدة هي الأيام -
تودعنا المرافيء
مبتلة مناديلها ..
مكسورة الخاطر ….
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست