الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
محمود أمين العالم : ارفض التطبيع والعولمة
|
لقاء جريدة البيان مع المفكر المصري محمود امين العالم
http://www.albayan.co.ae/albayan/2002/04/17/sya/49.htm المفكر العربي محمود أمين العالم:أرفض التطبيع والعولمة وضعفنا وراء توحش اسرائيل
بيان الاربعاء: قد تختلف معه فى الفكر والرأى لكنك لا تستطيع أمامه الا تقدير وطنيته المشتعلة ورأيه الرافض للتطبيع مع الصهاينة الغاصبين.
أنه متمرد يرفض مبدأ ركوب الموجة لتحقيق مآرب مادية ومعنوية فهو صاحب مبدأ متمسك به.
رغم انهيار الشيوعية فى موطنها الا أنه متمسك بالفكر ولا يعنيه فشل التجربة لاقتناعه بان الفكر لا يموت وانما يمر بمراحل انحسار وازدهار .
ونراه فى الوقت الذى يلهث البعض وراء التغريب يعادى الرأسمالية المستغلة والعولمة الدكتاتورية التى تخضع الاغلبية لاستغلال الاقلية، فالعالم الان لا يؤمن بغير سلطان القوة والهيمنة والدكتاتورية يدعو دوما الى انشاء برلمان للمثقفين العرب وجامعة للشعوب وصياغة مشروع حضارى عربى ونظريات نقدية عربية بدلا من الاعتماد على النظريات الاجنبية انه شيخ الفلاسفة العرب والنقد المفكر العربى الكبير محمود امين العالم الذى اجرينا معه هذا الحوار :
ـ علمنا انكم تعكفون حاليا على كتابة مذكراتكم الخاصة عن حياتكم الثقافية والادبية والنقدية وحياتكم العامة وانكم اخترتم عنوانا لهذه المذكرات «اصطياد انسان» فما صحة ذلك ولماذا هذا العنوان؟ وماذا تقصد به؟ ـ نعم هذا الكلام صحيح فأنا اعكف على كتابة مذكراتى الخاصة بهذا العنوان الذى ذكرته وقد اخترته لمذكراتى هذا العنوان لاننى تعرضت لهذا الاصطياد فى حياتى وخاصة فى فترة اعتقالى فى الخمسينيات فضلا عن المصاعب التى واجهتها فى حياتى وما أكثرها، لذلك رأيت ان هذا العنوان هو اصدق تعبير على معاناتى الشخصية التى قاومت فيها كل اشكال الظلم والامتهان بفكر حر استطعت به الهروب من المصيدة وبكرامة اما ما اقصده من عنوان المذكرات اصطياد الانسان معنويا بامتهان فى كرامته وادميته وانسانيته .
ـ حصولك على جائزة ابن رشد فى الفكر الحر، هل كان مفاجأة لكم ام كان متوقعا وكيف تم ذلك؟ ـ الحقيقة ان حصولى على هذه الجائزة كان مفاجأة لى رغم اننى حصلت على جائزة احسن كتاب عام 1998 وجوائز ادبية كبيرة عربية ومحلية وعلمت ان اللجنة التى منحتنى جائزة ابن رشد بالمانيا وهى لجنة عربية قررت منح الجائزة سنويا لاحد المفكرين المهتمين بالعقلانية والرؤية الشاملة للحياة .
وان من أهم اسباب اختيارى لمنحى الجائزة كما جاء فى خطاب الترشيح والفوز بها هو مجمل كتاباتى فى الفكر والفلسفة والنقد وتحيزى للديمقراطية ومواقفى الوطنية والعربية .
ـ يعلم عنك المقربون انك بدأت حياتك متصوفا وشاعرا ثم تحولت الى النقد والفلسفة فما الحقيقة وما هى الاسباب وراء هذا التحول؟ ـ نعم بدأت متصوفا وشاعرا لان نشأتى كانت ازهرية الا أننى تعلقت تعلقا كبيرا بالشاعر الكبير الحلاج واخذت فى كتابة الاشعار تقليدا لاشعاره ووجدت نفسى مرتبطا ارتباطا كبيرا بالفيلسوف فريدرش ووجدت تقابلا بين الشعر والفلسفة من حيث فكرة الانسان الكامل فى الاسلام، والانسان لدى هذا الفيلسوف وانطلقت فى كتابة الشعر حتى قمت بنشر ديوانين هما «قراءة لجدران زنزانة» و«رغبة انسان» واصبحت أقرأ فى الفلسفة ورغبت فى نيل رسالة الماجستير فى هذا التخصص وذلك لانه وقع فى يدى كتاب «فتوحات العلم الحديث» ليعقوب صروف ونبهنى هذا الكتاب الى افاق جديدة فى الفكر واخترت موضوعا للماجستير بعنوان نظرية المصادفة فى الفيزياء ثم عدلت عن هذا العنوان بعد اطلاعى على كتاب للينين عن قضية الفكر العلمى واصبح موضوع رسالتى للماجستير هو «المصادفة الموضوعية فى الفلسفة الحديثة» واصبحت مؤمنا بالعلم وبالمادية الجدلية بعد أن كنت متأثرا بعدم الايمان بالعلم من خلال قراءتى السابقة وفى وسط هذه الاحداث فصلت من الجامعة لاسباب سياسية وانشغلت بقضايا الناس وتفرغت للنقد الادبى ودخلت الى هذا المجال من زاوية لم اتناولها من قبل وهو علم الجمال والتى كانت موضوع رسالة الدكتوراة واصبحت اؤمن بان الادب صياغة ومضمون وليس ألفاظا ومعان كما يقول بذلك الدكتور طه حسين حيث دخلت معه فى معركة حادة حول هذه القضية واثبت فيها صحة ما توصلت اليه .
التطبيع مرفوض
ـ نعلم انكم من المعارضين لكل صور التطبيع مع اسرائيل فما هى وجهة نظركم فى ذلك؟ ـ نعم انا من اشد الناس رفضا للتطبيع مع مغتصبى الارض والمقدسات ومنتهكى الاعراض ومن يحاول التطبيع معهم وهم على هذه الحالة البغيضة المرفوضة الممقوتة فهو خائن للدين والوطن.
فاذا ارادوا التطبيع فلابد من استعادة الحق لاهله وعودة اللاجئين وتحرير المقدسات واقامة الدولة الفلسطينية على ارضها فلا يمكن ان يكون هناك تطبيع فى ظل بقائها على احتلالها وتعنتها ووحشيتها مع الشعب الفلسطينى الاعزل ولكنى ارى ان ضعفنا هو الذى شجع هؤلاء واخرين لفرض هيمنتهم علينا فالذى يشجع اسرائيل بالقيام بهذه الاعمال الاجرامية والوحشية والاعمال النازية الصهيونية ضد العرب اوالمسلمين فى فلسطين هو تفرقنا وعدم وحدتنا وتضامننا ولو أن روح الجهاد ما زالت قائمة فينا نحن العرب والمسلمين وحب الشهادة والاستشهاد فى سبيل الدفاع عن الدين والوطن لما بقيت اسرائيل ولما استطاعت ان تمارس تعسفها ورفضها لمنطق السلام او الجنوح اليه فالارهاب الحقيقى الذى يمارس الان فى العالم هو الذى تمارسه امريكا من خلال اسرائيل فى الارض المحتلة .
ـ دعا عدد من المفكرين والادباء والمثقفين العرب الى اقامة مشروع حضارى عربى الا أن هذه الدعوة لم تجد التشجيع فتعثرت وخفت فى ظل الظروف التى تمر بها الامة حاليا ترى ما هى اسباب ذلك؟ وهل لديكم رؤية معينة حول هذا المشروع؟ ـ تحدث عن المشروع الحضارى العربى العديد من المهتمين بالادب والثقافة والفلسفة وذوى الاتجاه المعرفى الحضارى وكل ادلى بدلوه والحقيقة اننا حين نتحدث عن المستقبل نجد انفسنا وسط ثلاث رؤى فهناك من يرى ضرورة العودة للماضى ويرى ان ذلك هو خير طريق للنهضة المستقبلية ويرى اخرون ضرورة الاعتماد على القدر ويصبغة صبغة دينية ويراه هؤلاء هو وسيلتنا للتقدم ويرى الفريق الثالث اهمية الاتجاه الى العولمة الرأسمالية لنكون مجرد متلقين.
اما عن رؤيتى الشخصية لهذا المشروع الحضارى العربى تقوم على الاسس الاتية: وجود خطة تنمية بمعناها الشامل وهذا ما نفتقده اليوم فواقعنا يشير الى أننا نسير فى عشوائية.
الديمقراطية والتى اعتبرها من المشكلات الصعبة التى تواجه مجتمعنا لذلك يجب ان نسعى الى مزيد من المشاركة الجماهيرية واحترام رغباتها وحريتها فى اختيار مصيرها.
ان تكون لدينا ارادة فاعلة وجادة تنظر الى العلم والعمل على انهما عبادة وجهاد ولابد من الايمان الجازم بأنه لا يمكن حدوث تقدم بدونهما.
ـ كنت أول من ناديت بإنشاء برلمان للمثقفين العرب فماهى دوافعك ورؤيتك لأهمية إنشاء مثل هذا البرلمان؟ ـ إن المتابع لحركة الثقافة والمثقفين يجد أن هناك دوراً متميزاً بدأه المثقفون فى عالمنا العربى وحدث تفاعل بينهم وبين التنظيمات الثقافية والسياسية الموجودة وأرى حتى يلعب المثقفون دوراً كبيراً وفعالا فى جوانب الحياة الثقافية وغيرها فى المجتمعات العربية اقترحت تشكيل برلمان للمثقفين العرب يضم كافة الانتماءات السياسية والفكرية والاجتماعية. وان يفوض هذا البرلمان فى وضع مشروع تنموى إنتاجى عقلانى علمى ديمقراطى شامل على أن يراعى تباين الظروف والمستويات بين المجتمعات وأن يستند هذا المشروع الى اسس علمية يضع الحلول والبدائل لكل مشاكلنا بعيداً عن الشعارات الجوفاء غير الواقعية ولا تحقق تقدماً فى أى مجال.
العولمة تعني الهيمنة ـ صرحت فى أحد لقاءاتك أنك تطالب بإنشاء جامعة للشعوب العربية.. فلماذا هذه الجامعة؟ وهل يتعارض وجودها مع جامعة الدول العربية التى تمثل الانظمة الرسمية فى الدول العربية؟ ـ نعم دعوت الى إنشاء جامعة للشعوب العربية لتكون موازنة وداعمة لجامعة الدول العربية ولتعبر عن الصوت الشعبى العربى فى معالجة قضايانا على المستوى المحلى والقومى والعالمى فجامعة الشعوب داعمة ومساعدة لجامعة الدول وليست بديلاً عنها.
ـ معروف عن الاستاذ محمود أمين العالم الناقد والفيلسوف العربى أنه من أبرز أعداء العولمة الحالية.. فلماذا هذا العداء وكيف يمكن التقليل من سلبياتها؟ وماهو دور المثقفين الأحرار مع مواجهة السلبيات؟ ـ نعم أنا ضد العولمة بأشكالها ومضمونها الحالى لأنها تعنى الهيمنة حيث تسيطر سبع دول فقط على مقدرات العالم وتحصد خيره وهناك 20% من البشر يتمتعون بميزات العولمة وباقى البشر فى العالم مسخر لخدمة هؤلاء باسم العولمة حتى ولو كان الثمن قتل وتشريد وتجويع وحصار البشر ومحاولة افقارهم. وكذلك أرفض العولمة اذا كانت تعنى الدكتاتورية سيطرة الأقلية على الأغلبية لأنها قائمة على الظلم وهى مرفوضة شكلاً وموضوعاً من كل العقلاء سواء كانوا من العرب أم من الغرب.
وأرى ان دور المثقفين الأحرار فى مواجهة سلبيات العولمة ان يجعلوا هذه العولمة اكثر إنسانية وعدلاً عن طريق الاعتراف بتعدد الثقافات والقوميات واحترام خصوصيات الآخرين.
لكنى أجد أن تيار العولمة الحالية جارف لأننى كما قلت أنها نوع من الدكتاتورية وظهرت بهذه الصورة خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفييتى وسيادة الولايات المتحدة وحدها فى قيادة العالم. مما جعل العولمة بمفهومها الشامل والواسع انها الهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والسياسية أيضاً ولهذا تكون المواجهة أصعب.. الا أن هذا لا يجعل المثقفين الاحرار خاصة لا يقفون مكتوفى الايدى أمام كل ذلك وإنما لابد من محاولة القضاء على السلبيات التى ذكرناها للعولمة الحالية ومحاولة استبدالها بالمساواة بقيم الحق والعدل والحوار وعليهم كذلك محاولة تغيير الوضع الى الأفضل وهو تعدد الأقطاب وان يسعى الجميع الى خير البشرية وليس الى تدميرها كما يظهر الآن.
انتهاء الفكر الشيوعي
ـ أتعجب ويتعجب البعض من إنتهاء الفكر الشيوعى فى البلاد التى نشأ فيها ومع هذا فمازلنا نجد له بعض الانصار يروجون له فى بلادنا العربية بإعتبارك رمزاً لهذا الفكر.. ما رأيك؟ ـ أن الفكر لا يموت. وانما قد يمر بفترات إزدهار وانحسار فقط. فالفكر الشيوعى يمثل حلماً بشرياً ينتهى فيه استغلال الانسان لأخيه الانسان والقضاء على الفقر والبطالة وتحقيق الوفرة الانتاجية والعدالة الانسانية وليس أدل على موضوعية الفكر الشيوعى من جرائم الرأسمالية ، فالشيوعية فى رأيى إنها تسعى لتحقيق المساواة بين البشر دون إلغاء لتميز الكفاءات أما فى الرأسمالية فالتمايز قائم على الثروة فقط. ـ المتابع للحركة الابداعية الأدبية العربية فى الوطن العربى يتأكد له أنها تتسم بقدر كبير من الخصوصية.. الى أى مدى يكون هذا الكلام صحيحاً. وهل هناك نظرية نقدية ثابتة يمكن الاستناد اليها فى الحكم على الأعمال الادبية بالابداع من عدمه؟ ـ مازلت أرى انه لا يوجد توجه نقدى عربى لان كل نقاد الأدب فى تقديرى يستفيدون من النظرية النقدية الأجنبية لأنها نظرية علمية لا تتقيد بوطن ومن اجل ذلك يمكن أن نربط أو نقيس هذه النظرية ونربطها بالبيئة العربية.. وإذا كنا نريد تأسيس نظرية نقدية عربية علينا أولاً البدء بالنظرية العلمية التى تتسم بالموضوعية فإذا كانت النظرية العربية النقدية كذلك كانت صالحة على الأدب فى أى مكان لأنه من الممكن أن يكون لدينا إبداع فى التطبيق ولايكون لدينا إبداع فى النظرية فإذا تحقق لنا الابداع فى التطبيق نستطيع تعديل النظرية بما يتفق وتراثنا.
الحداثة وما بعد الحداثة
ـ مصطلح الحداثة وما بعد الحداثة يتردد كثيراً فى المؤتمرات ذات الطابع الأدبى والفكرى المعاصر فإلى أى مدى تستفيد الحركة الأدبية والثقافية العربية الحالية من مثل هذه المصطلحات؟ ـ أحب أن أوضح بداية أن مصطلح أو مذهب الحداثة هو كلمة أو مصطلح عربى أصيل بإنتمائه للاسلام ذلك أن الاسلام يصلح لكل زمان ومكان من أجل ذلك غير الاسلام مجرى تاريخ الانسانية. اما الحداثة فى الفكر الأوروبى تعنى العقلانية وإحترام الاخر وعندما تطور النظام الرأسمالى فى أوروبا وركز على التنافس الذى يؤدى الى الاحتكار الغى العقل وظهر مذهب ما بعد الحداثة كنتيجة طبيعية لهذا الاتجاه الذى يلغى الرؤية الشاملة والديمقراطية وتيقن لى أن وراء هذا الفكر الفلسفة العبرانية فقد سألت دريدا خلال زيارته الأخيرة لمصر هل ما بعد الحداثة منهج أم واقع؟ فأجاب بأنه إستراتيجية. وهذا مما يؤكد رؤيتى لهذا الفكر وتلك الرؤية.
ـ القصيدة النثرية.. اختلفت حولها الآراء ما بين مؤيد ومعارض لها ولكل فريق أدلته.بإعتباركم من كبار النقاد ما هو تقييمكم؟ ـ أرى أن القصيدة النثرية قد استقر لها حق المواطنة فى الشعر الانسانى المعاصر وفى شعرنا العربى فهى اضافة إبداعية الى التراث الشعرى عامة والا أننى أرى ان مستوياتها الذوقية والجمالية ومعاييرها النقدية والنظرية لم تستقر بعد. ولهذا أرى أن جهدنا ينبغى أن يتوجه أساساً الى الاجتهاد فى فهمها واستيعابها نقدياً. والمساهمة فى تنميتها إبداعياً كفصل جديد فى ديوان شعرنا العربى. وهذا هو رأى مجموعة النقاد المبدعين
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: محمود أمين العالم : ارفض التطبيع والعولمة (Re: nuba)
|
في بداية الثمانينات ربما عام 1980 نفسه قرأت مقالآ لمحمود أمين العالم يؤكد فيه أن تفكك الإتحاد السوفيتي مصير لابد أن يحدث طال الزمن أو قصر، وكان هذا الرأي في ذلك الزمن وفي قمة قوة الإتحاد شيئآ غريبآ لايحلم به حتي عتاة الرأسماليين ناهيك عن الشيوعيين، وكان غريبآ أيضآ أن يصدر عن مفكر شيوعي مثل العالم . كانت حجة العالم أن أي حزب ينشأ ويعيش تحت رعاية الدولة موفرة له كل أسباب البقاء لا يمكن أن يستمر، وقال أيضآ أن بقاء أي حزب يعتمد علي المنافسة المتكافئة مع بقية الأطروحات الأخري برغم نبل مقاصد الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفيتي وبقية دول أوروبا الشرقية التي ذكر أيضآ أنها ستتفكك ولن ي يستمر حلف وارسو. رفض الكثيرون هذا الرأي . وبعد سنوت قليلة حدث ما توقعه الرجل
| |

|
|
|
|
|
|
|